رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواني في الله أطرح هذا الموضوع لسبب آلمني جداً وهو حين وجدت أخاً فاضلاً مشرفاً في غرفة من غرف البالتوك يتكلمَ في عقيدة أهل السنة والجماعة في الغرفة هناك فسمعت منه هذه العبارة: (ليس لله مكان ولا يحده زمان) فأما كونه لا يحده زمان فلا يختلف فيها اثنان من العقلاء ولكن الغلط والشطط في قوله ليس لله مكان هكذا أطلق دون تفصيل! فليته فصل لأن الناس لا تفهم من هذا الإطلاق غيره! ثم لما حاورته هداه الله لم يقبل بإثبات المكان لله بالمعنى الصحيح حين استدللت لذلك بحديث الجارية كما سيأتي بيان ذلك! ملاحظة الكلام على المكان والجهة متقارب لأن الإثنين لم ينفهما سوى المعطة من أهل البدع والرد عليهما واحد إلا شيء من تفصيل قليل. وخلاصة الأمر أن لفظ المكان والجهة لم يثبت الشارع (القرآن والسنة) لله عز وجل لفظهما صراحةً بطريق المنطوق فلا نثبت اللفظين ولا ننفيهما لأن لفظهما لم يرد صراحةً بنفي ولا إثبات في القرآن والسنة وإنما وردت نصوص أثبتت معناهما بطريق المفهوم لا بطريق المنطوق (أي ليس بطريق اللفظ) كحديث الجارية في صحيح مسلم وفيه قال صلى الله عليه وآله وسلم: أين الله فقالت الجارية: في السماء فقال عليه الصلاة والسلام: إعتقها فإنها مؤمنة) فمن المعلوم أن الحديث بطريق المفهوم يدل على إثبات المكان لله عز وجل بالمعنى الصحيح لأنه لو لم يكن المكان ثابت لله فكيف إذن يسأل عنه المعصوم صلى الله عليه وسلم بـ(أين) ولذلك أثبت السلف والعلماء المكان لله مقيدين ذلك بمالعنى الصحيح كما سيأتي بيانه ولذلك يقول العلماء أن الألفاظ التي لم ينفها القرآن ولا السنة لا ننفيها ولا نثبتها ولكن نستفصيل من السائل ثم نفصل في المعنى فمثلا الجسم لم ينفه ولا يثبته لله عز وجل فنقول لا ننفيه ولا نثبته ولكن نفصل في المعنى فنقول إن أردتم بالجسم ما كان من اجزاء وأعضاء يفتقر بعضها إلى بعض كالمخلوقات قلنا هذا منفي عن الله لأن الله منزه عن مشابهة مخلوقاته وعن نقص صفاته عياذاً بالله فصفاته كلها كمال ونقول إنأردت بالجسم نفصي صفاته اللائقة بهي من وجه وعينين وقدم ورجل وساق ونحو ذلك من الصفات قلنا هذه صفات حقيقة لله عز وجل لائقة به ولا يلزم منها أن يكون جسما لأنه ليس كخلقه ولا مثلهم! فغاية الأمر تعود إلى أن المعنى يكون فيه الإستفصال والتفصيل كي لا نقع في المحذور وأن اللفظ يكون فيه التوقف عن النفي والإثبات لسكوت الشارع عنه وكذا الحال هنا في أمرَي المكان والجهة. فإذا كنا في سياق شرح إعتقاد أهل السنة فيجب التفصيل والتقييد لما نثبته وننفيه من ذلك كي لا يتوهم الناس معنىً فاسداً ويستغل أهل البدع ذلك في نصرة تعطيلهم لصفات الله. فإذا اخبرنا عن الله بها ينبغي أن نَقَيِّدَ كلامنا بالمعنى المراد من ذلك المكان و الجهة ونوضح ذلك خاصة إذا تكلمنا أمام عوام أو أمام مبتدعة فنقول اذا نفينا مخبرين عن الله ومُقَيِّدين بالمعنى المراد من ذلك المكان والجهة: الله ليس في مكان وجودي مخلوق ولا جهة وجودية مخلوقة فالله سبحانه ليس بحالٍّ في خلقه بل كرسيه مثلا وسع السماوات وألأرض! فكيف به سبحانه فلا يسعه شيء من خلقه. ونقول إذا أثبتنا مخبرين عن الله ومُقَيِّدين بالمعنى المراد من ذلك المكان والجهة: إن الله في مكان عدمي لا وجودي وجهة عدمية لا وجودية وذلك ان الله فوق العرش وما فوق العرش عدم فليس الله في مخلوق سبحانه. وهذا الذي ذكرته هو مذهب السلف والعلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي هو خير من حقق وقرر عقيدة السلف وابن القيم والألباني وكثيرين وهذا البيان والله المستعان: قال العلامة المحدث الألباني في كتابه الذي اختصر فيه كتاب العلو للذهبي والذي أسماه بـ(مختصر العلو) (67 -72) الشبهة الثانية : الجهة والجواب عنها ما قاله ابن تيمية في ( التدمرية ) ( ص 45 ) : قد يراد ب ( الجهة ) شيء موجود غير الله فيكون مخلوقا كما إذا أريد ب ( الجهة ) نفس العرش أو نفس السماوات وقد يراد به ما ليس بموجود غير الله تعالى كما إذا أريد بالجهة ما فوق العالم . ومعلوم أنه ليس في النص إثبات لفظ الجهة ولا نفيه كما فيه إثبات العلو والاستواء والوفوقية والعروج إليه ونحو ذلك وقد علم أن ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق والخالق سبحانه وتعالى مباين للمخلوق ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته فيقال لمن نفى : أتريد بالجهة أنها شيء موجود مخلوق ؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات أم تريد بالجهة ما وراء العالم فلا ريب أن الله فوق العالم . وكذلك يقال لمن قال : الله في جهة . أتريد بذلك أن الله فوق العالم أو تريد به أن الله داخل في شيء من المخلوقات ؟ فإن أردت الأول فهو حق وإن أردت الثاني فهو باطل ) ومنه يتبين أن لفظة الجهة غير وارد في الكتاب والسنة وعليه فلا ينبغي إثباتها ولا نفيها لأن في كل من الإثبات والنفي ما تقدم من المحذور ولو لم يكن في إثبات الجهة إلا إفساح المجال للمخالف أن ينسب إلى متبني العلو ما لا يقولون به لكفى وكذلك لا ينبغي نفي الجهة توهما من أن إثبات العلو لله تعالى يلزم منه إثبات الجهة لأن في ذلك محاذير عديدة منها نفي الأدلة القاطعة على العلو له تعالى . ومنها نفي رؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة فصرح بنفيها المعتزلة والشيعة وعلل ابن المطهر الشيعي في ( منهاجه ) النفي المذكور بقوله : ( لأنه ليس في جهة ) وأما الأشاعرة أو على الأصح متأخروهم الذين أثبتوا الرؤية فتناقضوا حين قالوا : ( إنه يرى لا في جهة ) يعنون العلو قال شيخ الإسلام في ( منهاج السنة ) ( 2 / 252 ) : ( وجمهور الناس من مثبتة الرؤية ونفاتها يقولون : إن قول هؤلاء معلوم الفساد بضرورة العقل كقولهم في الكلام ولهذا يذكر أبو عبد الله الرازي أنه لا يقول بقولهم في مسألة الكلام والرؤية أحد من طوائف المسلمين ثم أخذ يرد على النفاة من المعتزلة والشيعة بكلام رصين متين فراجعه فإنه نفيس وجملة القول في الجهة أنه إن أريد به أمر وجودي غير الله كان مخلوقا والله تعالى فوق خلقه لا يحصره ولا يحيط به شيء من المخلوقات فإنه بائن من المخلوقات كما سيأتي في الكتاب عن جمع من الأئمة وإن أريد ب ( الجهة ) أمر عدمي وهو ما فوق العالم فليس هناك إلا الله وحده وهذا المعنى الأخير هو المراد في كلام المثبتين للعلو والناقلين عن السلف إثبات الجهة لله تعالى كما في نقل القرطبي عنهم في آخر الكتاب . وقال ابن رشد في ( الكشف عن مناهج الأدلة ) ( ص 66 ) : ( القول في الجهة ) وأما هذه الصفة لم يزل أهل الشريعة من أول الأمر يثبتونها لله سبحانه حتى نفتها المعتزلة ثم تبعهم على نفيها متأخروا الأشعرية كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله وظواهر الشرع كلها تقتضي إثبات الجهة مثل قوله تعالى : ( ثم ذكر بعض الآيات المعروفة ثم قال ) إلى غير ذلك من الآيات التي إن سلط التأويل عليها عاد الشرع كله مؤولا وإن قيل فيها إنها من المتشابهات عاد الشرع كله متشابها لأن الشرائع كلها متفقة على أن الله في السماء وأن منه تنزل الملائكة بالوحي إلى النبيين . . . ) الشبهة الثالثة : المكان وإذا عرفت الجواب عن الشبهة السابقة ( الجهة ) يسهل عليك فهم الجواب عن هذه الشبهة وهو أن يقال : إما أن يراد بالمكان أمر وجودي وهو الذي يتبادر لأذهان جماهير الناس اليوم ويتوهمون أنه المراد بإثباتنا لله تعالى صفة العلو . فالجواب : أن الله تعالى منزه عن أن يكون في مكان بهذا الاعتبار فهو تعالى لا تحوزه المخلوقات إذ هو أعظم وأكبر بل قد وسع كرسيه السموات والأرض وقد قال تعالى : { وما قدر الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه } وثبت في ( الصحيحين ) وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يقبض الله بالأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ ) وأما أن يراد بالمكان أمر عدمي وهو ما وراء العالم من العلو فالله تعالى فوق العالم وليس في مكان بالمعنى الوجودي كما كان قبل أن يخلق المخلوقات فإذا سمعت أوقرأت عن أحد الأئمة والعلماء نسبة المكان إليه تعالى . فاعلم أن المراد به معناه العدمي يريدون به إثبات صفة العلو له تعالى والرد على الجهمية والمعطلة الذين نفو عنه سبحانه هذه الصفة ثم زعموا أنه في كل مكان بمعناه الوجودي قال العلامة ابن القيم في قصيدته ( النونية ) ( 2 / 446 - 447 - المطبوعة مع شرحها ( توضيح المقاصد ) طبع المكتب الإسلامي ) والله أكبر ظاهر ما فوقه شيء وشأن الله أعظم شان والله أكبر عرشه وسع السما والأرض والكرسي ذا الأركان وكذلك الكرسي قد وسع الطبا ق السبع والأرضين بالبرهان والله فوق العرش والكرسي لا تخفى عليه خواطر الإنسان لا تحصروه في مكان إذ تقو لوا : ربنا حقا بكل مكان نزهمتوه بجهلكم عن عرشه وحصرتموه في مكان ثان لا تعدموه بقولكم : لا داخل فينا ولا هو خارج الأكوان الله أكبر هتكت أستاركم وبدت لمن كانت له عينان والله أكبر جل عن شبه وعن مثل وعن تعطيل ذي كفران إذا أحطت علما بكل ما سبق استطعت بإذن الله تعالى أن تفهم بيسر من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار السلفية التي ساقها المؤلف رحمه الله في هذا الكتاب الذي بين يديك ( مختصره ) أن المراد منها إنما هو معنى معروف ثابت لائق به تعالى ألا وهو علوه سبحانه على خلقه واستواؤه على عرشه على ما يليق بعظمته وأنه مع ذلك ليس في جهة ولا مكان إذ هو خالق كل شيء ومنه الجهة والمكان وهو الغني عن العالمين وأن من فسرها بالمعنى السلبي فلا محذور منه إلا أنه مع ذلك لا ينبغي إطلاق لفظ الجهة والمكان ولا إثباتهما لعدم ورودهما في الكتاب والسنة فمن نسبهما إلى الله فهو مخطئ لفظأ إن أراد بهما الإشارة إلى إثبات صفة العلو له تعالى وإلا فهو مخطئ معنى أيضا إن أراد به حصره تعالى في مكان وجودي أو تشبيهه تعالى بخلقه . وكذلك لا يجوز نفي معناهما إطلاقا إلا مع بيان المراد منهما لأنه قد يكون الموافق للكتاب والسنة لأننا نعلم بالمشاهدة أن النفاة لهما إنما يعنون بهما نفي صفة العلو لله تعالى من جهة ونسبة التجسيم والتشبيه للمؤمنين بها ولذلك ترى الكوثري في تعليقاته يدندن دائما حول ذلك بل يلهج بنسبة التجسيم إلى شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في كل مناسبة ثم تابعه على ذلك مؤلف ( فرقان القرآن ) في مواطن منه قال في أحدها ( ص 61 ) أن ابن تيمية شيخ إسلام أهل التجسيم { ومن يضلل الله فما له من هاد } واتهام أهل البدع وأعداء السنن أهل الحديث بمثل هذه التهم قديم منذ أن نشب الخلاف بينهم في بعض مسائل التوحيد والصفات الإلهية وسترى في ترجمة الإمام أبي حاتم الرازي رحمه الله تعالى قوله : ( وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر وعلامة الجهمية أن يسموا أهل السنة مشبهة وعلامة القدرية ( المعتزلة ) أن يسموا أهل السنة مجبرة وعلامة الزنادقة أن يسموا أهل الأثر حشوية ) وإن افتراءهم على شيخ الإسلام ابن تيمية أنه قال بعد أن روى قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( ينزل الله إلى السماء الدنيا . . . ) كنزولي هذا معروف وقد بين بطلان هذه الفري شيخي في الإجازة الشيخ راغب الطباخ في بعض أعداد مجلة المجمع العلمي بدمشق ثم صديقنا العلامة الأستاذ الشيخ محمد بهجة البيطار في كتابه ( ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية ) ومن أسوأ ما افتراه بعضهم على الإمام شيخ الإسلام أبي إسماعيل الهروي الأنصاري ما ذكره الحافظ المؤلف في ترجمته من ( تذكرة الحفاظ ) ( 3 / 358 ) : ( لما قدم السلطان ألب أرسلان ( هراة ) في بعض قدماته اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه ودخلوا على أبي إسماعيل وسلموا عليه وقالوا : ورد السلطان ونحن على عزم أن نخرج ونسلم عليه فأحببنا أن نبدأ بالسلام عليك وكانوا قد تواطؤوا على أن حملوا معهم صنما من نحاس صغيرا وجعلوه في المحراب تحت سجادة الشيخ وخرجوا وقام إلى خلوته ودخلوا إلى السلطان واستغاثوا من الأنصاري لأنه مجسم وأنه يترك في محرابه صنما يزعم أن الله على صورته ( ) وإن بعث السلطان يجده فعظم ذلك على السلطان وبعث غلاما ومعه جماعة فدخلوا الدار وقصدوا المحراب فأخذوا الصنم ورجع الغلام بالصنم فبعث السلطان من أحضر الأنصاري فأتى فرأى الصنم والعلماء والسلطان قد اشتد غضبه . فقال السلطان له : ما هذا ؟ قال : هذا صنم يعمل من الصفر شبهة اللعبة . قال : لست عن هذا أسألك . قال : فعم تسألني ؟ قال : إن هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا وأنك تقول إن الله على صورته فقال الأنصاري بصولة وصوت جهوري : { سبحانك هذا بهتان عظيم } . فوقع في قلب السلطان أنهم كذبوا عليه فأمر به فأخرج إلى داره مكرما وقال لهم اصدقوني - وهددهم - فقالوا : نحن في يد هذا الرجل في بلية من استيلائه علينا بالعامة فأردنا أن نقطع شره عنا فأمر بهم ووكل ( لعله : فكل ) بكل واحد منهم وصادرهم ) .. (إنتهى) وأخيراً أقول اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اخْتُلِفَ فيه من الحقِّ بلإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم أسأل الله الإخلاص لي ولكم آمين. للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
هل نُثْبِت لله عز وجل الجهة والمكان أم لا؟
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
بن عراق
المزيد من مواضيعي
آخر تعديل بواسطة حارس العقيدة بتاريخ
25.06.2009 الساعة 16:49 . و السبب : تكبير الخط
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الحقيقة أن هذا الموضوع من أجمل ما قرأت فى توضيح عقيدة أهل السنة فى بعض صفات الله عز وجل و ما أريد المشاركة به ليس مناقشة العقيدة نفسها فالأخ بن عراق قد أوضحها توضيحا جميلا و لكن أريد أن أشير إلى سبب الخلاف بين الإخوة عند نفى أو إثبات الألفاظ التى لم ترد فى القرآن و السنة الإشكال هو أن كل شخص يأخذ معنى اللفظ بمفهومه الشخصى هو فى حين أن الحق أنه يجب التدبر فى المعنى الصحيح للفظ عند القول به و العمدة فى ذلك هو فهم الصحابة و التابعين و تابعيهم رضى الله عنهم للغة العرب فى فترة الاستدلال الزمنى للغة العربية و التى تنتهى بانتهاء العصر الأموى و الأساس و المعيار الرئيسى فى ذلك هو الآية الكريمة: "و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم" فإن التبيين و التبليغ كان بلسان العرب بلغة العرب فى القرون الأولى و به يستدل و يّفهم ما ينبغى فهمه خاصة فى الأمور الغيبية التى لا تثبت إلا بنص قابل للإحتجاج به أى من القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة. و أكبر خطأ يقع فيه الإنسان هو أن يأخذ اللفظ بمعناه المدرك فى عقله اليوم بدون التدبر فى ذلك اللفظ على منهج الرسول صلىالله عليه وسلم و صحابته. فمثلا عندما يقول إنسان بإثبات "المكان أو الجهة" كما قال الأخ الكريم بن عراق هنا فإن ما يرد فى عقل الإنسان بداهة هو المكان المخلوق و الجهة المتحيزة فتجد من ينفيها صراحة و معه حق فى ذلك ثم تجد الأخ بن عراق يثبتها صراحة و لكن على باب إثبات وجود الله تبارك و تعالى أصلا و إثبات صفة العلو التى أثبتها الله لنفسه أيضا و معه كل كل الحق فى ذلك الاثنان محقان تماما.... و لكن كل واحد منهما يستخدم اللفظ نفسه بمعنى مختلف عن الآخر تماما ثم ينكر كل واحد منهما على أخيه لأنه أخذ كلمته بالمعنى الذى فى الحقيقة يرفضه كلاهما فلماذا لا يأخذ كل منهما من أخيه المعنى الذى يتفق عليه كلاهما؟ المسألة كلها فى عجمتنا نحن من نتسمى بالعرب الآن و افتقار كثير منا الآن إلى التعامل الصحيح مع لغة العرب فإنه إن استطاع كل أخ من المختلفين أن يخرج فهمه من رأسه و يضعه أمام فهم أخيه المسلم و يقارنه به فسيجد الفهم واحدا أما عند التعبير عنه بالألفاظ فإن كل منهما ينكر على الآخر و يعاديه فإنا لله و إنا إليه راجعون. عقيدة أهل السنة التى لا يختلف عليها اثنان من أهل السنة و جماعة الحق الفرقة الناجية: إثبات العلو لله عز وجل مطلقا. و نقول هنا العلو أى العلو بذاته عز وجل و كفانا قوله تعالى: "سبح إسم ربك الأعلى" و كافة صفات الله عز وجل بدون تمثيل لمسمياتها من صفات البشر و كما يليق بجلاله تبارك و تعالى ولا إدراك للعقل البشرى المحدود لكيفية هذه الصفات ولا نفى أو تعطيل لما أثبته الله عز وجل لنفسه من صفات فى كتابه و من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم و لذلك فإن الله بائن عن خلقه غير مختلط معهم لأن الخلق ... كل الخلق ... موجودون فى أماكن مخلوقة و متحيزة و لهم جهات مكانية مخلوقة أما الله عز وجل فلا يوحجد فى مكان مخلوق ولا جهة مكانية متحيزة لأنه هو خالق المكان و الجهة عز وجل و هو واجب الوجود بذاته عز وجل و إن العقل يعجز عن تصور معنى العدم أو معنى اللانهاية فمن باب أولى فإنه أيضا يعجز عن إدراك حقيقة وجود الله عز وجل لكنه يثبته لأنه عز وجل واجب الوجود بذاته علىّ فوق خلقه بلا صفات مخلوقة فإن قصد قاصد نفى المكان أو الجهة بمعنى نفى العلو أو ما ثبت لله من صفات فى القرآن و السنة فكلامه مردود عليه مرفوض خارج عن عقيدة أهل السنة و إن قصد قاصد نفى المكان والجهة بمعنى نفى مماثلة الله عز وجل فى صفاته لمخلوقاته أو تحيزه أو اتصافه بأى من كيفيات صفات مخلوقاته فهو الحق و هذه هى عقيدتنا و الأولى هو الالتزام بما فى القرآن والسنة من ألفاظ فإن كان لابد مما ليس منه بد .... فليضبط كل قائل ألفاظ قوله و يوضحها جيدا و أؤكد لكم أن هذا الضبط ليس سهلا بالمرة و يجب اعتبار حدود العقل البشرى العاجز عن إدراك حقيقة ذات خالقه عز وجل خاصة فى مجال الحوار مع أهل الصليب الذى يؤمنون بالتجسد و يوقفون عقولهم عن التفكير الصحيح أصلا و هنا تستعظم الفتنة
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() ملحوظة شديدة الأهمية
كل ما قيل فى هذا الموضوع يجب إلا يقال ألا لطلبة العلم فقط بل و طلبة العلم المتقدمين الفاهمين أما العوام فلا سبيل لهم لإدراك هذه الفوارق الدقيقة و الخطيرة لمعانى الألفاظ و توجيهاتها و إسقاطاتها و لذلك فإن العوام عند ذكر ألفاظ "الجهة و المكان" يتجه عقلهم مباشرة إلى التحيز فى المكان المخلوق و معهم الحق فى ذلك لأن هذا هو أصل المعنى اللغوى الحقيقى للفظ و أى معنى آخر هو معنى مجازى محدث و لذلك فإن من الأفضل عند الكلام مع عامة الناس و خاصة النصارى منهم و بسطاء المسلمين و هذا ما أفعله و أقول به أنا شخصيا إن الله بائن عن خلقه ولا يتصف بأى من صفات المكان المخلوق و منها الجهة المخلوقة أوالتحيز أو الحلول و هو لا تدركه العقول سبحانه وتعالى أى أن الأولى مع العوام هو نفى المكان و الجهة لأنه فى هذه الحالة سيكون نفيا لما يتصورونه و يمثلونه و هو حق ثم فعلينا بالرحمة بهم و التقدير الصحيح لبساطة و فطرية عقولهم و عدم الضغط عليهم فيما لا طاقة لهم به المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() السلام عليكم كيف حالك ابو جنة اخانا الحبيب في الحقيقة أنا ما زلت بانتظار اكمالكم الرد على موضوع هل التأذي صفة من صفات الله كي يتسنى لي النظر فبه ثم الرد أخي الحبيب قلتم: (فتجد من ينفيها صراحة و معه حق فى ذلكثم تجد الأخ بن عراق يثبتها صراحة و لكن على باب إثبات وجود الله تبارك و تعالى أصلا و إثبات صفة العلو التى أثبتها الله لنفسه أيضا و معه كل كل الحق فى ذلك الاثنان محقان تماما.... و لكن كل واحد منهما يستخدم اللفظ نفسه بمعنى مختلف عن الآخر تماما ثم ينكر كل واحد منهما على أخيه لأنه أخذ كلمته بالمعنى الذى فى الحقيقة يرفضه كلاهما) نعم هذا يحصل أحيانا والعبرة بالنية لكن الصواب التقييد وذلك بذكر القيد لفظياً كما مر بيانه وإلا فسيحصل سوء فهم واستغلال لخطأ لفظي من مبتدع أو كافر وهذا المحذور الذي أشار إليه الألباني رحمه الله. نقطة أخرى بوركتم أن معنى المكان المثبت هو المكان العدمي الذي فوق العرش الذي يستوي عليه الرحمن جل جلاله لأن العرش هو سقف العالم كما نص العلماء وما وفقه عدم وفيه استوى الله على العرش وينبغي التنبه إلأى أن العدم هو ليس بشيء فهو أصلا ليس بمخلوقٍ كما نص العلماء كالعلامة ابن ابي العز الحنفي في شرحه للعقيدة الطحاوية ولذلك كان هو مكان بالمعنى العدمي وكذلك جهة بالمعنى العدمي حتى ينزه الله عن الحلول في المخلوق فإذا نفينا كان النفي بقيد بأن نقول هو ليس في مكان مخلوق اي مكان بالمعنى الوجودي نقطة أخيرة وهي إطلاق النفي وإطلاق الإثبات للمكان والجهة دون ذكر القيد أي دون تقييد ذلك الإثبات والنفي بالمعنى المراد من ذلك لا يكون معه النافي والمثبت على صواب في اللفظ وإنما الخطأ حصل لكليهما بذلك لعدم التقييد بالمعنى المراد فقولكم يا اخي الفاضل أن كليهما أصاب ليس بصواب إلا إن أردت في المعنى الذي اعتقده كل منهما وإلا ففي اللفظ (الله في مكان) (الله ليس في مكان) هكذا دون تقييد خطأ ظاهر. أنا حينها أثبت القيد ووضحت أن المكان المنفي هو الوجودي المخلوق والمثبت هو غير الوجودي غير المخلوق أي العدمي وهو فوق العرش الذي هو سقف العالم والله مستوي في العدم الذي على العرش بينما الأخ براك الله فيه أطلق ولم يقيد نفيه فأخطأ لفظاً هذا إن سلمنا أنه حينها كان يثبت المعنى فما بالك وقد كان ينفي المكان العدمي ويعتبره باطلا من القول وأن لفظ غير صحيح ومخالف للغة مع العلم أنه حقيقة شرعية ذكرها السلف والعلماء! واللغة لا يمكن من خلالها وحدها وصف الله بمعاني وصفات صحيحة إلا بإقرانها بالأدلة من القرآن والسنة وفهم سلف الأمة وكلام العلماء فمثلا يوجد من الصفات ما هو في المخلوق نفص كالنزول وفي الخالف كمال كصفة النزول وكذا الحال هنا اضاافة المكان للمخلوق نقص لأن المراد من اضافة المخلوق لمكان هو إضافته لمكان مخلوق بينما حين نضيف اسم الله لمكان نقييد ذلك ونوضحه بالأدلة من القرآن والسنة وفهم سلف الأمة فنقول الله عز وجل في مكان غي وجودي غير مخلوق بل مكان عدمي فوق العرش الذي هو سقف العالم. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصاحات المزيد من مواضيعي
آخر تعديل بواسطة حارس العقيدة بتاريخ
25.06.2009 الساعة 16:51 . و السبب : تكبير الخط
|
رقم المشاركة :5 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() نعم لا شك أن طرح التفاصيل أمام عوام الناس وخاصة جهلة النصارى في العقائد بل وبعض الفقه فما بالك بالعقائد لأن هذا يحتاج إلى تدرج في التعلم في دروس مخصصة للعقيدة الإسلامية الصحيحة بفهم سلف الأمة وأيضا هذا الأفضل طرحه كما ذكرتم بين طلاب العلم لأن الحكمة عدم ذكر ما قد يقتتن العوام بسماعه كما ورد عن بعض الصحابة قوله:(لا تدحثوا الناس بما لا يعقلون أتريدون أن يُكَذَّبَ الله ورسوله) قولك: و لذلك فإن العوام عند ذكر ألفاظ "الجهة و المكان" يتجه عقلهم مباشرة إلى التحيز فى المكان المخلوق و معهم الحق فى ذلك لأن هذا هو أصل المعنى اللغوى الحقيقى للفظ و أى معنى آخر هو معنى مجازى محدث فأقول: ليس بصيحيح فلا مجاز البتة في تفسير المكان بالمعنى العدمي اذا اضيف لله عز وجل بدليل القرآن وسالنة وفهم السلف فكل عربي يعلم أن ما أضيف لله ليس كالذي اضيف لمخلوقاته فحين نقول مكان وجهة الله فهذا بداهة عند العرب ليس كمكان وجهة المخلوق. ولكن هذا لا ينفي ذلك وجود بعض الإشتراك في المعنى الذي يحوي كمالا لا نقص فيه فالمكان دلالة على وجود الله فوق العرش وكذا المخلوق مكانه دلالة على وجوده في حيز يحده من كل جهة لكن مكان الله كان له معنى الكمال المطلق لأنه لا يحده لأنه مكان عدمي غير مخلوق ولا وجودي بينما مكان المخلوق يحده ووجودي ومخلوق وكذا الجهة يُقال فيها ما قيل في المكان ويُزَادُ على ذاك أن الجهة إذا أضيفت إلى الله تشير إلى العلو فوق الخلق بالإشارة الحسية كما قال السلف والعلماء مستدلين بأحاديث اشارته صلى الله عليه وسلم في بعض خطبه بسببابته لله قائلاً اللهم فاشهد أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم وكذا المخلوق اذا كان في جهة علو في الأفق أشرنا له باليد ولكن علوه هذا نسبي يحده المكان فمهما كان عاليا فهو دون الله فبقي معنى الكمال المطلق في العلو لله وحده عز وجل فهو فوق كل شيء لا يحده شيء من خلقه. المزيد من مواضيعي
آخر تعديل بواسطة حارس العقيدة بتاريخ
25.06.2009 الساعة 16:51 . و السبب : تكبير الخط
|
رقم المشاركة :6 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() أخى الكريم بن عراق أنت ترتكب نفس الخطأ الذى تلوم على مخالفك أنه يرتكبه فأنت تصر أن يستخدم هو ألفاظك بمفهومك أنت و هو يصر أن تستخدم أنت ألفاظه بمفهومه هو و فى حقيقة الفهم أظنكما انتما الاثنين على صواب و لا إشكال أبدا فى استخدام لفظة المجاز بالمرة فهو ثابت و صحيح إن تحققت ضوابطه و يمكنك مراجعة الرسالة المدنية لشيخ الإسلام بن تيمية للوقوف على ضوابط المجاز إثباته خاصة فى باب الصفات و تفسير القرآن الكريم و الحديث النبوى و حتى لفظة "المكان العدمى" فى ذاتها هى لفظة محدثة ولا إدراك لها فى العقل البشرى بل إنك إن أخذت معناها الحقيقى فى اللغة العربية لوجدته متناقضا لفظيا فإن معنى كلمة "المكان" يعنى فى الحقيقة المكان المخلوق . و كلمة "العدم" تعنى اللاشئ و هو ما يعجز العقل عن إدراكه فتكون لفظة "المكان العدمى" فى معناها الحقيقى هى الشئ اللاشئ. أو الموجود اللاموجود إن حملتها على معناها الحقيقى و لكن إن أخذتها بمعناها المجازى الصحيح و الذى يعنى " حيث يستوى واجب الوجود بذاته على عرشه بائنا عن خلقه كما يليق بجلاله" لكان هو المعنى الصحيح الموافق للعقيدة الصحيحة للسلف الصالح فكفى بالله عليك تصويب و تخطئ لكلام الإخوة و إلزامهم بما لا يلزم من ألفاظ محدثة طالما أن الفهم صحيح و العقيدة سليمة للمرة الثانية . أرجو مخاطبة عقول العامة خاصة أن المنتدى والغرفة أصلا لمساكين النصارى ناهيك عن بسطاء المسلمين ضحايا مزاعم شبهات أهل الصليب الباطلة و أرجو البحث عن مواطن الاتفاق بين الإخوة بلا فرض الوصاية على عقولهم و مرة أخرى: ننفى عن الله عز وجل المكان والجهة المخلوقتين كما يتصورهم العقل البشرى و يعنيه المعنى اللغوى الحقيقى
|
رقم المشاركة :7 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() قولك أخي الحبيب: أخى الكريم بن عراق أنت ترتكب نفس الخطأ الذى تلوم على مخالفك أنه يرتكبه فأنت تصر أن يستخدم هو ألفاظك بمفهومك أنت و هو يصر أن تستخدم أنت ألفاظه بمفهومه هو و فى حقيقة الفهم أظنكما انتما الاثنين على صواب فأقول: هذا الكلام مردود فأنا قيدت الإثبات والنفي بالمعنى الصحيح بينما هو نفى دون تقييد وهذا هو الذي لا يجوز لأنه النفي والإثبات لم يأتي بهما الشارع ولكن جاز النفي والإثبات فقط بتقييده بالمعنى الصحيح عند شرح الإعتقاد وايضا عند الرد على أهل البدع فشتان بين من يقول الله ليس في مكان وبين من يفصل ويقول الله في مكان عدمي او يفصل فيقول الله ليس في مكان مخلوق قولك: و لا إشكال أبدا فى استخدام لفظة المجاز بالمرة فهو ثابت و صحيح إن تحققت ضوابطه و يمكنك مراجعة الرسالة المدنية لشيخ الإسلام بن تيمية للوقوف على ضوابط المجاز إثباته خاصة فى باب الصفات و تفسير القرآن الكريم و الحديث النبوى فأقول: هذا الكلام يحتاج إلى أدلة طلبتها منك في موضوعك (هل التأذي صفة من صفات الله) ولم تأتِ بها بعد فأنا لا اعرف كيف اصل للرسالة هذه فلو وضعت الدليل من الصفحة والجزء وهل هي في مجموع الفتاوى مثلا؟ حتى نستفيد لكن أخي هكذا تحيلني على كتاب لا يكفي لأني أريد أن أقرأ كلام شيخ الإسلام يثبت فيه المجاز بالضوابط التي انت تشير إليها بالمناسبة انا انتظرك اخي الفاضل في موضوع (هل التأذي صفة من صفات الله) هل ستكمل الرد هناك أم ابدأ بالرد عليك لأنك لم ترد على طرحي في آخر رد لي عليكم بارك الله فيكم لحد الآن وإنما ذكرتم قواعد وتوقفتم عن سردها مع ادلتها لسوء الإتصال بالإنترنت وقتها فأنا انتظر منك الإكمال هناك . قولك: حتى لفظة "المكان العدمى" فى ذاتها هى لفظة محدثة ولا إدراك لها فى العقل البشرى بل إنك إن أخذت معناها الحقيقى فى اللغة العربية لوجدته متناقضا لفظيا فإن معنى كلمة "المكان" يعنى فى الحقيقة المكان المخلوق . و كلمة "العدم" تعنى اللاشئ و هو ما يعجز العقل عن إدراكه... إلخ) فتكون لفظة "المكان العدمى" فى معناها الحقيقى هى الشئ اللاشئ. أو الموجود اللاموجود إن حملتها على معناها الحقيقى فأقول: كلامك هذا يا أخي الفاضل كلام أهل البدع بعينه فهم ينكرون المكان العدمي وإن كنت تختلف معهم في النية فهم ينكرونه لأنه يثبت العلو وانت تنكره لشبهة حصلت لك في اللغة كتلك التي حصلت لك في صفة التأذي فكما هو ظاهر أنه قد التبس عليك الربط بين المعنى اللغوي والمعنى الحقيقي الشرعي فهنالك حقيقة لغوية وحقيقة شرعية فحين نفصل نقول المكان ثابت لله ولكنه مكان عدمي غير مخلوق وهذا حقيقة شرعية أما اللغة فنعم لن تجد فيها شيء اسمه مكان عدمي ولكن يا أخي الفاضل منذ متى نتحاكم للغة فقط دون القرآن والسنة وفهم سلف الأمة ولذلك صرح شيخ الإسلام ابن تيمية بصحة هذا اللفظ وابن القيم واللأباني وغيرهم كثيرون جدا ثم تأتي يا أخانا فتخطئهم جميعهم مع أنه لا يوجد لهم مخالف! كيف والقرآن والسنة تصرح بإثبات المكان لله على النحو اللائق به سبحانه وهو المكان العدمي قطعا! فترى أن شيخ الإسلام والعلماء يقولون ببدعة محدثة في العقيدة ويسكت لهم اهل السنة! هذا أمر انعقد عليه الإجماع ولذلك انا اطالبك يا أخي بجلب قائل من علماء أهل السنة يقول بهذا التفصيل الذي تذهب اليه من تعطيل المكان العدمي عن الله ولن تجد سوى الأشاعرة والمعتزلة والماتوريدية والجهمية بنما تجد كلمة اهل السنة مجمعة على اثبات المكان العدمي لله عز وجل لأنه حقيقة شرعية وليس لغوية فهذا خلط عجيب! إذ غاية ما في الأمر أن الله على العرش في مكان عدمي إذ لا يمكن القول بغيره لأن ما فوق العرش عدم خلا الله عز وجل والقول بنفي هذا يلزم منه الخروج عن عقيدة السلف وتوضيح الواضحات من أصعب الصعوبات! ومن ذلك صفة النزول فالنزول في اللغة يلزم منه النقص وفي الحقيقة الشرعية يلزم منه الكمال لله عز وجل حين يضاف لله عز وجل كصفةٍ من صفاته وهذا الإلزام لا انفكاك لك عنه فإنه إلزام لغوي فإن كان الأمر لديكم اخانا هو الحقيقة اللغوية فعليك أن تنفي صفة النزول كما نفيت صفة التأذي وكما نفيت اثبات المكان العدمي لله عز وجل! وبهذا يتبين أنني لا ألزم أحدا إلا بقال الله قال رسوله وفهم سلف الأمة وعلمائها كشيخ الإسلام الذي ينصر هذا كله وابن القيم والألباني وعلماء السلفيين جميعهم و لا يوجد عالم سلفي واحد يقول بنفي المكان العدمي عن الله . فكلامك هذا من عندك ولذلك لما تكلمت به انت في ردود يا اخي هداني الله وإياك لم تأتِ بالدليل عليه من كلام العلماء بحيث تذكر فلان من العلماء وتنقل قوله ببطلان وجود المكان العدمي ! بينما على العكس تماما ما فعلته أنا فيجدني القاريء أنقل كلام أهل العلم في إثبات المكان العدمي فشتان بين كلامك وكلامي وأدلتي ولا أدلة لك من كلام العلماء الذي فهموا العقيدة وحققوها كشيخ الإسلام وغيره كثير ولا مخالف لهم وهذا إجماع منهم تبعا لسلف الأمة ولذلك لن تجد اخي الفاضل مخالف من علماء السلفيين يقول بقولك في أن المكان العدمي لا ينسب لله! قولك: للمرة الثانية . أرجو مخاطبة عقول العامة خاصة أن المنتدى والغرفة أصلا لمساكين النصارى ناهيك عن بسطاء المسلمين ضحايا مزاعم شبهات أهل الصليب الباطلة و أرجو البحث عن مواطن الاتفاق بين الإخوة بلا فرض الوصاية على عقولهم . فأقول: اخي الحبيب عقول العامة انت خاطبتها في موضوعك أيضا (هل التأذي صفة من صفات الله) فهل انكرنا عليك وقلنا لا تتكلم هذا موضوع كبير ! مع أنك لم تنقل قول عالم يقول بقولك حتى نقول مسبوق لما قاله! لماذا لما أنا أنقل كلام العلماء والأحاديث والقرآن واجماع العلماء أصبح لا أخاطب عقول العامة! فسبحان الله كيف استقام النقيضان لديك! فأنا لم ابحث عن ما اختلف فيه الأخوة وإنما ذكرت ما أجمع عليه العلماء بينما كلامك في الموضوعين هنا وهناك لم يقل به عالم سلفي واحد فيا سبحان الله فمن الذي يثير الخلاف بين الأخوة ولكن مع ذلك لا اراك تثير الخلاف ولكنك اخ فاضل مشتبه ببعض الشبهات نحبه ونريد له الخير ولا نظن به السوء أخي بالنسبة لفرض الوصاية انا لم افرض وصاية على أحد فبكل بساطة انا اتكلم في أمر أجمع عليها العلماء وهو إثبات المكان لله عز وجل بالمعنى العدمي وبالأدلة من كلام العلماء والحديث والقرآن الوصاية تكون لو أنني قلت حرفا ولم آتِ له بدليل من قرآن أو سنة أو إجماع . السلام عليكم المزيد من مواضيعي
آخر تعديل بواسطة حارس العقيدة بتاريخ
25.06.2009 الساعة 16:51 . و السبب : تكبير الخط
|
رقم المشاركة :8 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() السلا م عليكم
أخى الكريم بن عراق أول نصيحة أنصحها لك أن تحتفظ بنسخة من مشاركتك الأخيرة ثم لا ترد على مشاركتى هذه بعد و الأسباب أمور فنية تتعلق بصيانة المنتدى و هى نفس الأمور التى تمنعنى من استكمال الكلام فى موضوع التأذى لكن بعد أيام قليلة سنستكمله إن شاء الله أما عن موضوعنا هنا فعجب العجاب أنك تنسب لى ما لم أقله من نفى المكان العدمى ثم تخوض فى عموم إخوتنا الأحباء من عقلاء الأشاعرة و الماتريدية و تضمهم إلى الضالين من الجهمية الفاسدين و كل ذلك و أنا لم أنفى المكان العدمى و إنما تكلمت فى اللفظ فقط و كل ذلك و أنا أشيد بمعنى كلامك و أوافقك عليه و لا أنفيه و كل ذلك و أنا أقول بنفس كلام أهل السنة و اعلماء السلف الصالح الذين ينفون عن الله المكان و الجهة بالمفهوم العقلى المدرك للبشر و هو عين ما تقوله أنت لكن الفارق أننى أتوجه فى كلامى لعموم الناس و ليس لطلبة العلم. فماذا لو كنت خالفتك فيما جانبك فيه الصواب مثل موضوع التأذى؟ لا حول ولا قوة إلا بالله الخلاصة الله سبحانه و تعالى منزه عن المكان المخلوق و الجهة المتحيزة مستو فوق عرشه كما يليق بجلاله ولا تدركه العقول و صلى الله و سلم على من قال: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا لقد كففتُ عن الكلام فى هذا الموضوع المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :9 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين لا استطيع قراءة الموضوع لأن الخط صغير جدا بصراحة ارجو من احد الادارين تكبير الخط بعد اذنكم وجزاكم الله خيراً المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :10 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]()
تم أختي الكريمة و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
نُثْبِت, والمكان, الجهة |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
ونادى اصحاب الجنة | sef_allah_2010 | القرآن الكـريــم و علـومـه | 1 | 14.09.2009 07:54 |
العمل الصالح أم الايمان بالصلب يُدخل الجنة؟ | حارس العقيدة | التثليث و الألوهية و الصلب و الفداء | 3 | 18.08.2009 02:13 |
مفتاح الجنة | خادم المسلمين | العقيدة و الفقه | 8 | 02.06.2009 13:17 |