رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواني في الله أطرح هذا الموضوع لسبب آلمني جداً وهو حين وجدت أخاً فاضلاً مشرفاً في غرفة من غرف البالتوك يتكلمَ في عقيدة أهل السنة والجماعة في الغرفة هناك فسمعت منه هذه العبارة: (ليس لله مكان ولا يحده زمان) فأما كونه لا يحده زمان فلا يختلف فيها اثنان من العقلاء ولكن الغلط والشطط في قوله ليس لله مكان هكذا أطلق دون تفصيل! فليته فصل لأن الناس لا تفهم من هذا الإطلاق غيره! ثم لما حاورته هداه الله لم يقبل بإثبات المكان لله بالمعنى الصحيح حين استدللت لذلك بحديث الجارية كما سيأتي بيان ذلك! ملاحظة الكلام على المكان والجهة متقارب لأن الإثنين لم ينفهما سوى المعطة من أهل البدع والرد عليهما واحد إلا شيء من تفصيل قليل. وخلاصة الأمر أن لفظ المكان والجهة لم يثبت الشارع (القرآن والسنة) لله عز وجل لفظهما صراحةً بطريق المنطوق فلا نثبت اللفظين ولا ننفيهما لأن لفظهما لم يرد صراحةً بنفي ولا إثبات في القرآن والسنة وإنما وردت نصوص أثبتت معناهما بطريق المفهوم لا بطريق المنطوق (أي ليس بطريق اللفظ) كحديث الجارية في صحيح مسلم وفيه قال صلى الله عليه وآله وسلم: أين الله فقالت الجارية: في السماء فقال عليه الصلاة والسلام: إعتقها فإنها مؤمنة) فمن المعلوم أن الحديث بطريق المفهوم يدل على إثبات المكان لله عز وجل بالمعنى الصحيح لأنه لو لم يكن المكان ثابت لله فكيف إذن يسأل عنه المعصوم صلى الله عليه وسلم بـ(أين) ولذلك أثبت السلف والعلماء المكان لله مقيدين ذلك بمالعنى الصحيح كما سيأتي بيانه ولذلك يقول العلماء أن الألفاظ التي لم ينفها القرآن ولا السنة لا ننفيها ولا نثبتها ولكن نستفصيل من السائل ثم نفصل في المعنى فمثلا الجسم لم ينفه ولا يثبته لله عز وجل فنقول لا ننفيه ولا نثبته ولكن نفصل في المعنى فنقول إن أردتم بالجسم ما كان من اجزاء وأعضاء يفتقر بعضها إلى بعض كالمخلوقات قلنا هذا منفي عن الله لأن الله منزه عن مشابهة مخلوقاته وعن نقص صفاته عياذاً بالله فصفاته كلها كمال ونقول إنأردت بالجسم نفصي صفاته اللائقة بهي من وجه وعينين وقدم ورجل وساق ونحو ذلك من الصفات قلنا هذه صفات حقيقة لله عز وجل لائقة به ولا يلزم منها أن يكون جسما لأنه ليس كخلقه ولا مثلهم! فغاية الأمر تعود إلى أن المعنى يكون فيه الإستفصال والتفصيل كي لا نقع في المحذور وأن اللفظ يكون فيه التوقف عن النفي والإثبات لسكوت الشارع عنه وكذا الحال هنا في أمرَي المكان والجهة. فإذا كنا في سياق شرح إعتقاد أهل السنة فيجب التفصيل والتقييد لما نثبته وننفيه من ذلك كي لا يتوهم الناس معنىً فاسداً ويستغل أهل البدع ذلك في نصرة تعطيلهم لصفات الله. فإذا اخبرنا عن الله بها ينبغي أن نَقَيِّدَ كلامنا بالمعنى المراد من ذلك المكان و الجهة ونوضح ذلك خاصة إذا تكلمنا أمام عوام أو أمام مبتدعة فنقول اذا نفينا مخبرين عن الله ومُقَيِّدين بالمعنى المراد من ذلك المكان والجهة: الله ليس في مكان وجودي مخلوق ولا جهة وجودية مخلوقة فالله سبحانه ليس بحالٍّ في خلقه بل كرسيه مثلا وسع السماوات وألأرض! فكيف به سبحانه فلا يسعه شيء من خلقه. ونقول إذا أثبتنا مخبرين عن الله ومُقَيِّدين بالمعنى المراد من ذلك المكان والجهة: إن الله في مكان عدمي لا وجودي وجهة عدمية لا وجودية وذلك ان الله فوق العرش وما فوق العرش عدم فليس الله في مخلوق سبحانه. وهذا الذي ذكرته هو مذهب السلف والعلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي هو خير من حقق وقرر عقيدة السلف وابن القيم والألباني وكثيرين وهذا البيان والله المستعان: قال العلامة المحدث الألباني في كتابه الذي اختصر فيه كتاب العلو للذهبي والذي أسماه بـ(مختصر العلو) (67 -72) الشبهة الثانية : الجهة والجواب عنها ما قاله ابن تيمية في ( التدمرية ) ( ص 45 ) : قد يراد ب ( الجهة ) شيء موجود غير الله فيكون مخلوقا كما إذا أريد ب ( الجهة ) نفس العرش أو نفس السماوات وقد يراد به ما ليس بموجود غير الله تعالى كما إذا أريد بالجهة ما فوق العالم . ومعلوم أنه ليس في النص إثبات لفظ الجهة ولا نفيه كما فيه إثبات العلو والاستواء والوفوقية والعروج إليه ونحو ذلك وقد علم أن ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق والخالق سبحانه وتعالى مباين للمخلوق ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته فيقال لمن نفى : أتريد بالجهة أنها شيء موجود مخلوق ؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات أم تريد بالجهة ما وراء العالم فلا ريب أن الله فوق العالم . وكذلك يقال لمن قال : الله في جهة . أتريد بذلك أن الله فوق العالم أو تريد به أن الله داخل في شيء من المخلوقات ؟ فإن أردت الأول فهو حق وإن أردت الثاني فهو باطل ) ومنه يتبين أن لفظة الجهة غير وارد في الكتاب والسنة وعليه فلا ينبغي إثباتها ولا نفيها لأن في كل من الإثبات والنفي ما تقدم من المحذور ولو لم يكن في إثبات الجهة إلا إفساح المجال للمخالف أن ينسب إلى متبني العلو ما لا يقولون به لكفى وكذلك لا ينبغي نفي الجهة توهما من أن إثبات العلو لله تعالى يلزم منه إثبات الجهة لأن في ذلك محاذير عديدة منها نفي الأدلة القاطعة على العلو له تعالى . ومنها نفي رؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة فصرح بنفيها المعتزلة والشيعة وعلل ابن المطهر الشيعي في ( منهاجه ) النفي المذكور بقوله : ( لأنه ليس في جهة ) وأما الأشاعرة أو على الأصح متأخروهم الذين أثبتوا الرؤية فتناقضوا حين قالوا : ( إنه يرى لا في جهة ) يعنون العلو قال شيخ الإسلام في ( منهاج السنة ) ( 2 / 252 ) : ( وجمهور الناس من مثبتة الرؤية ونفاتها يقولون : إن قول هؤلاء معلوم الفساد بضرورة العقل كقولهم في الكلام ولهذا يذكر أبو عبد الله الرازي أنه لا يقول بقولهم في مسألة الكلام والرؤية أحد من طوائف المسلمين ثم أخذ يرد على النفاة من المعتزلة والشيعة بكلام رصين متين فراجعه فإنه نفيس وجملة القول في الجهة أنه إن أريد به أمر وجودي غير الله كان مخلوقا والله تعالى فوق خلقه لا يحصره ولا يحيط به شيء من المخلوقات فإنه بائن من المخلوقات كما سيأتي في الكتاب عن جمع من الأئمة وإن أريد ب ( الجهة ) أمر عدمي وهو ما فوق العالم فليس هناك إلا الله وحده وهذا المعنى الأخير هو المراد في كلام المثبتين للعلو والناقلين عن السلف إثبات الجهة لله تعالى كما في نقل القرطبي عنهم في آخر الكتاب . وقال ابن رشد في ( الكشف عن مناهج الأدلة ) ( ص 66 ) : ( القول في الجهة ) وأما هذه الصفة لم يزل أهل الشريعة من أول الأمر يثبتونها لله سبحانه حتى نفتها المعتزلة ثم تبعهم على نفيها متأخروا الأشعرية كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله وظواهر الشرع كلها تقتضي إثبات الجهة مثل قوله تعالى : ( ثم ذكر بعض الآيات المعروفة ثم قال ) إلى غير ذلك من الآيات التي إن سلط التأويل عليها عاد الشرع كله مؤولا وإن قيل فيها إنها من المتشابهات عاد الشرع كله متشابها لأن الشرائع كلها متفقة على أن الله في السماء وأن منه تنزل الملائكة بالوحي إلى النبيين . . . ) الشبهة الثالثة : المكان وإذا عرفت الجواب عن الشبهة السابقة ( الجهة ) يسهل عليك فهم الجواب عن هذه الشبهة وهو أن يقال : إما أن يراد بالمكان أمر وجودي وهو الذي يتبادر لأذهان جماهير الناس اليوم ويتوهمون أنه المراد بإثباتنا لله تعالى صفة العلو . فالجواب : أن الله تعالى منزه عن أن يكون في مكان بهذا الاعتبار فهو تعالى لا تحوزه المخلوقات إذ هو أعظم وأكبر بل قد وسع كرسيه السموات والأرض وقد قال تعالى : { وما قدر الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه } وثبت في ( الصحيحين ) وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يقبض الله بالأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ ) وأما أن يراد بالمكان أمر عدمي وهو ما وراء العالم من العلو فالله تعالى فوق العالم وليس في مكان بالمعنى الوجودي كما كان قبل أن يخلق المخلوقات فإذا سمعت أوقرأت عن أحد الأئمة والعلماء نسبة المكان إليه تعالى . فاعلم أن المراد به معناه العدمي يريدون به إثبات صفة العلو له تعالى والرد على الجهمية والمعطلة الذين نفو عنه سبحانه هذه الصفة ثم زعموا أنه في كل مكان بمعناه الوجودي قال العلامة ابن القيم في قصيدته ( النونية ) ( 2 / 446 - 447 - المطبوعة مع شرحها ( توضيح المقاصد ) طبع المكتب الإسلامي ) والله أكبر ظاهر ما فوقه شيء وشأن الله أعظم شان والله أكبر عرشه وسع السما والأرض والكرسي ذا الأركان وكذلك الكرسي قد وسع الطبا ق السبع والأرضين بالبرهان والله فوق العرش والكرسي لا تخفى عليه خواطر الإنسان لا تحصروه في مكان إذ تقو لوا : ربنا حقا بكل مكان نزهمتوه بجهلكم عن عرشه وحصرتموه في مكان ثان لا تعدموه بقولكم : لا داخل فينا ولا هو خارج الأكوان الله أكبر هتكت أستاركم وبدت لمن كانت له عينان والله أكبر جل عن شبه وعن مثل وعن تعطيل ذي كفران إذا أحطت علما بكل ما سبق استطعت بإذن الله تعالى أن تفهم بيسر من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار السلفية التي ساقها المؤلف رحمه الله في هذا الكتاب الذي بين يديك ( مختصره ) أن المراد منها إنما هو معنى معروف ثابت لائق به تعالى ألا وهو علوه سبحانه على خلقه واستواؤه على عرشه على ما يليق بعظمته وأنه مع ذلك ليس في جهة ولا مكان إذ هو خالق كل شيء ومنه الجهة والمكان وهو الغني عن العالمين وأن من فسرها بالمعنى السلبي فلا محذور منه إلا أنه مع ذلك لا ينبغي إطلاق لفظ الجهة والمكان ولا إثباتهما لعدم ورودهما في الكتاب والسنة فمن نسبهما إلى الله فهو مخطئ لفظأ إن أراد بهما الإشارة إلى إثبات صفة العلو له تعالى وإلا فهو مخطئ معنى أيضا إن أراد به حصره تعالى في مكان وجودي أو تشبيهه تعالى بخلقه . وكذلك لا يجوز نفي معناهما إطلاقا إلا مع بيان المراد منهما لأنه قد يكون الموافق للكتاب والسنة لأننا نعلم بالمشاهدة أن النفاة لهما إنما يعنون بهما نفي صفة العلو لله تعالى من جهة ونسبة التجسيم والتشبيه للمؤمنين بها ولذلك ترى الكوثري في تعليقاته يدندن دائما حول ذلك بل يلهج بنسبة التجسيم إلى شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في كل مناسبة ثم تابعه على ذلك مؤلف ( فرقان القرآن ) في مواطن منه قال في أحدها ( ص 61 ) أن ابن تيمية شيخ إسلام أهل التجسيم { ومن يضلل الله فما له من هاد } واتهام أهل البدع وأعداء السنن أهل الحديث بمثل هذه التهم قديم منذ أن نشب الخلاف بينهم في بعض مسائل التوحيد والصفات الإلهية وسترى في ترجمة الإمام أبي حاتم الرازي رحمه الله تعالى قوله : ( وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر وعلامة الجهمية أن يسموا أهل السنة مشبهة وعلامة القدرية ( المعتزلة ) أن يسموا أهل السنة مجبرة وعلامة الزنادقة أن يسموا أهل الأثر حشوية ) وإن افتراءهم على شيخ الإسلام ابن تيمية أنه قال بعد أن روى قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( ينزل الله إلى السماء الدنيا . . . ) كنزولي هذا معروف وقد بين بطلان هذه الفري شيخي في الإجازة الشيخ راغب الطباخ في بعض أعداد مجلة المجمع العلمي بدمشق ثم صديقنا العلامة الأستاذ الشيخ محمد بهجة البيطار في كتابه ( ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية ) ومن أسوأ ما افتراه بعضهم على الإمام شيخ الإسلام أبي إسماعيل الهروي الأنصاري ما ذكره الحافظ المؤلف في ترجمته من ( تذكرة الحفاظ ) ( 3 / 358 ) : ( لما قدم السلطان ألب أرسلان ( هراة ) في بعض قدماته اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه ودخلوا على أبي إسماعيل وسلموا عليه وقالوا : ورد السلطان ونحن على عزم أن نخرج ونسلم عليه فأحببنا أن نبدأ بالسلام عليك وكانوا قد تواطؤوا على أن حملوا معهم صنما من نحاس صغيرا وجعلوه في المحراب تحت سجادة الشيخ وخرجوا وقام إلى خلوته ودخلوا إلى السلطان واستغاثوا من الأنصاري لأنه مجسم وأنه يترك في محرابه صنما يزعم أن الله على صورته ( ) وإن بعث السلطان يجده فعظم ذلك على السلطان وبعث غلاما ومعه جماعة فدخلوا الدار وقصدوا المحراب فأخذوا الصنم ورجع الغلام بالصنم فبعث السلطان من أحضر الأنصاري فأتى فرأى الصنم والعلماء والسلطان قد اشتد غضبه . فقال السلطان له : ما هذا ؟ قال : هذا صنم يعمل من الصفر شبهة اللعبة . قال : لست عن هذا أسألك . قال : فعم تسألني ؟ قال : إن هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا وأنك تقول إن الله على صورته فقال الأنصاري بصولة وصوت جهوري : { سبحانك هذا بهتان عظيم } . فوقع في قلب السلطان أنهم كذبوا عليه فأمر به فأخرج إلى داره مكرما وقال لهم اصدقوني - وهددهم - فقالوا : نحن في يد هذا الرجل في بلية من استيلائه علينا بالعامة فأردنا أن نقطع شره عنا فأمر بهم ووكل ( لعله : فكل ) بكل واحد منهم وصادرهم ) .. (إنتهى) وأخيراً أقول اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اخْتُلِفَ فيه من الحقِّ بلإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم أسأل الله الإخلاص لي ولكم آمين. للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
هل نُثْبِت لله عز وجل الجهة والمكان أم لا؟
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
بن عراق
المزيد من مواضيعي
آخر تعديل بواسطة حارس العقيدة بتاريخ
25.06.2009 الساعة 16:49 . و السبب : تكبير الخط
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
نُثْبِت, والمكان, الجهة |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
أدوات الموضوع | |
أنواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
ونادى اصحاب الجنة | sef_allah_2010 | القرآن الكـريــم و علـومـه | 1 | 14.09.2009 07:54 |
العمل الصالح أم الايمان بالصلب يُدخل الجنة؟ | حارس العقيدة | التثليث و الألوهية و الصلب و الفداء | 3 | 18.08.2009 02:13 |
مفتاح الجنة | خادم المسلمين | العقيدة و الفقه | 8 | 02.06.2009 13:17 |