أتوجه بالشكر لجميع الزملاء لحسن استقبالهم و اهتمامهم.
حسناً، قد يكون هذا مفاجئاً بعض الشيء و لكني لا أرى أني أملك الكثير لأطرحه في بداية الحوار. فالبينة على من ادعى، و أنا ليس لدي أي ادعاءات بل أنتم القائلين بوجود خالق للكون، و لهذا كان يجب على الطرف المدعي توضيح السبب وراء ذهابه إلى قوله هذا. فمثلاً لو جئت أنا فقلت أن هناك أشجاراً تنبت ذهباً على كوكب بلوتو، فلا أظن أحداً يستطيع دحض هذه المقولة، و لكنها لن تقبل ببساطة لأنه ادعاء لا مبرر له و لا دليل على صحته، و لذلك كان على المدعي توضيح الأسباب التي ذهبت به إلى قوله.
و لكن في البداية سأوضح بعض النقاط التي سيحمل كلامي افتراضاً ضمنياً بصحتها لنرى إن كنا متفقين عليها أم لا.
أولاً: أن المعرفة لا تكون إلا من طريق العقل و الحواس. فإن اعترض الزميل الأشبيلي على هذه المقولة كان عليه أن يوضح طرقاً أخرى للمعرفة مع إعطاء أمثلة لعلم اكتسبه الإنسان من تلك الطرق.
ثانياً: أن معرفة الكون المنظور لا تكون إلا من خلال العلوم الطبيعية و مناهجها، كالفيزياء و الكيمياء و خلاف ذلك من العلوم. و على المعترض أيضاً تقديم طرق أخرى لمعرفة الكون و أمثلة لبعض هذه المعارف.
فإذا اتفقنا على هذين النقطتين، كان على الزميل الفاضل أن يوضح سبب قوله أن ”هناك إلهاً للكون.“