|
|
|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
|
أحداث القرن الرابع عشر ودعوى الإضطهاد ! تقول لجنة التاريخ القبطي : ( القرن الرابع عشر , كان هذا القرن شؤمًا على الكنيسة , خُربت فيه البيع تخريبًا فظيعًا وصودرت أملاكها , وهُدم معظم الأديرة , وضوعفت الجزية على الأقباط وقُتل من قُتل وأسلم من أسلم , حتى أشرفوا على الفناء . وكان للكنائس أوقاف تبلغ 25 ألفًا من الأفدنة أخذها الملك الصالح صالح بن محمد بن قلاون من المماليك البحرية وأنعم بها على الأمراء . ولم يأت آخر القرن حتى كانت إبراشيات عديدة في الوجه البحري قد تلاشت لانقراض مسيحييها ) ( خلاصة تاريخ المسيحية في مصر ص 132 ) . بل مكر الليل والنهار ! تتحدث اللجنة وبراءة الأطفال في عينيها , وكأن جريمتهم أنهم نصارى فقط ! نعوذ بالله من خبث القوم ! لقد شهد التاريخ , أن النصارى في مصر ذاقوا طعم العدل والأمن والحرية طالما حفظوا العهد المبرم بيننا وبينهم , لكنهم – دائمًا – كانوا أسبق للخيانة والغدر ونكران الجميل , ولذلك علم الحكام والولاة على مر العصور أنهم للميل إلى الخروج عن نظام الدولة وإثارة الفتن أقرب , وأنهم يستغلون جو الحرية والعدل والأمن والرخاء لتحقيق مآرب أخرى , أهمها القضاء على الإسلام ودولته , وقد شهد تاريخ النصارى بذلك كما بيَّنا بعضه , ولذلك عمل العديد من الولاة في مصر على تحجيم سلطات النصارى كلما رأى منهم الخيانة والخديعة . وينقل لنا الأستاذ مينا إسكندر في كتابه " القول الإبريزي للعلامة المقريزي " أحداث القرن الرابع عشر نقلاً عن العلامة المقريزي , فيخبرنا أن " سنجر الشجاعي " أحد مماليك المنصور قلاون , قد شدد على النصارى , فلما مات الملك " المنصور " وخلفه ابنه الملك " الأشرف خليل " خدم الكتاب النصارى عند الأمراء فارتفع نجمهم واشتد بأسهم وازداد ظلمهم للمسلمين ! يقول العلامة المقريزي : ( فلما مات الملك المنصور وتسلطن من بعده ابنه الملك الأشرف خليل ، خدم الكتاب النصارى عند الأمراء الخاصكية وقووا نفوسهم على المسلمين ، وترفعوا في ملابسهم وهيآتهم ، وكان منهم كاتب عند خاصكي يعرف " بعين الغزال " ، فصدف يومًا في طريق مصر سمسار شونة مخدومه ، فنزل السمسار عن دابته وقبل رجل الكاتب ، فأخذ يسبه ويهدده على مال قد تأخر عليه من ثمن غلة الأمير ، وهو يترفق له ويعتذر ، فلا يزيده ذلك عليه إلا غلظة ، وأمر غلامه فنزل وكتف السمسار ومضى به والناس تجتمع عليه حتى صار إلى صليبة جامع أحمد بن طولون ، ومعه عالم كبير ، وما منهم إلا من يسأله أن يخلي عن السمسار وهو يمتنع عليهم ، فتكاثروا عليه وألقوه عن حماره وأطلقوا السمسار ، وكان قد قرب من بيت أستاذه ، فبعث غلامه لينجده بمن فيه ، فأتاه بطائفة من غلمان الأمير وأوجاقيته فخلصوه من الناس وشرعوا في القبض عليهم ليفتكوا بهم ، فصاحوا عليهم ما يحل ، ومروا مسرعين إلى أن وقفوا تحت القلعة ، واستغاثوا نصر الله السلطان ) ( القول الإبريزي ص 59 , وانظر الخطط 3/282 ) . ويحدثنا المقريزي عن تطاول النصارى في مصر أنذاك على عوام المسلمين , فيقول : ( وفي أخريات شهر رجب سنة سبعمائة قدم وزير متملك المغرب إلى القاهرة حاجًا ، وصار يركب إلى الموكب السلطاني وبيوت الأمراء ، فبينما هو ذات يوم بسوق الخيل تحت القلعة ، إذا هو برجل راكب على فرس وعليه عمامة بيضاء وفرجية مصقولة ، وجماعة يمشون في ركابه وهم يسألونه ويتضرعون إليه ويقبلون رجليه ، وهو معرض عنهم وينهرهم ويصيح بغلمانه أن يطردوهم عنه . فقال له بعضهم يا مولاي الشيخ بحياة ولدك النشو تنظر في حالنا ، فلم يزده ذلك إلا عتوًا وتحامقًا ، فرق المغربي لهم وهم بمخاطبته في أمرهم ، فقيل له : وأنه مع ذلك نصراني ! فغضب لذلك وكاد أن يبطش به ، ثم كف عنه وطلع إلى القلعة وجلس مع الأمير سلار نائب السلطان ، والأمير بيبرس الجاشنكير ، وأخذ يحادثهم بما رآه وهو يبكي رحمة للمسلمين بما نالهم من قسوة النصارى ، ثم وعظ الأمراء وحذرهم نقمة الله ، وتسليط عدوهم عليهم من تمكين النصارى من ركوب الخيل ، وتسلطهم على المسلمين وإذلالهم إياهم ، وأن الواجب إلزامهم الصغار ، وحملهم على العهد الذي كتبه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فمالوا إلى قوله وطلبوا بطرك النصارى وكبراءهم وديان اليهود ، فجمعت نصارى كنيسة المعلقة ونصارى دير البغل ونحوهم ، وحضر كبراء اليهود والنصارى ، وقد حضر القضاة الأربعة وناظروا النصارى واليهود ، فأذعنوا إلى إلتزام العهد العمري ) ( القول الإبريزي ص 61 , وانظر الخطط 3/283 ) . فمن السبب فيما حدث من بلايا وأرزاء ؟! أما أحداث أوقاف الكنائس التي أشارت اللجنة إليها , فيذكر العلامة المقريزي سببها فيقول : ( وفي سنة خمس وخمسين وسبعمائة ، رسم بتحرير ما هو موقوف على الكنائس من أراضي مصر ، فأناف على خمسة وعشرين ألف فدان ، وسبب الفحص عن ذلك ، كثرة تعاظم النصارى وتعديهم في الشر والإضرار بالمسلمين ، لتمكنهم من أمراء الدولة وتفاخرهم بالملابس الجليلة ، والمغالاة في أثمانها ، والتبسط في المآكل والمشارب ، وخروجهم عن الحد في الجراءة والسلاطة ... وتحدث جماعة مع الأمير طاز في أمر النصارى وما هم عليه ، فوعدهم بالإنصاف منهم ، فرفعوا قصة على لسان المسلمين قرئت على السلطان الملك الصالح صالح بحضرة الأمراء والقضاة وسائر أهل الدولة ، تتضمن الشكوى من النصارى ، وأن يعقد لهم مجلس ليلتزموا بما عليهم من الشروط ، فرسم بطلب بطرك النصارى وأعيان أهل ملتهم ، وبطلب رئيس اليهود وأعيانهم ، وحضر القضاة والأمراء بين يدي السلطان ، وقرأ القاضي علاء الدين علي بن فضل الله كاتب السر العهد الذي كتب بين المسلمين وبين أهل الذمة ، وقد أحضروه معهم ، حتى فرغ منه ، فإلتزم من حضر منهم بما فيه وأقروا به ، فعددت لهم أفعالهم التي جاهروا بها وهم عليها ، وأنهم لا يرجعون عنها غير قليل ، ثم يعودون إليها كما فعلوه غير مرة فيما سلف ، فاستقر الحال على أن يمنعوا من المباشرة بشيء من ديوان السلطان ودواوين الأمراء ولو أظهروا الإسلام ، وأن لا يكره أحد منهم على إظهار الإسلام ، ويكتب بذلك إلى الأعمال ) ( القول الإبريزي ص 60 , وانظر الخطط 3/284 ) . وقفة مع الأحداث ! لقد ذكر لنا المقريزي أسباب المشاحنات والنزاعات التي حدثت بين المسلمين والنصارى أنذاك , وهى أن النصارى كلما استتب لهم الأمر , وارتفعت منازلهم في الدولة , كادوا للمسلمين وأذوهم , فكان رد الفعل من عوام المسلمين منطقيًا إيذاء كثرة تعاظم النصارى وتعديهم في الشر والإضرار بهم , وعلى النصارى أن يدركوا أن سبب أي إضطهاد - مزعوم من قبلهم - , هو مكرهم وكيدهم وخبثهم وتعديهم على من حفظوا عليهم أنفسهم ودينهم وأموالهم وديارهم , فلا تلوموا إلا أنفسكم , فأنتم تجنون ما تزرعون , ومن أعمالكم سلط عليكم ! والعجيب في الأمر , أن يدعي بعض المؤرخين المسيحيين , أن دعوى تجبر النصارى على المسلمين , هى دعوى من صنع المسلمين أنذاك لإضطهاد المسيحيين , فتأمل ! ونحن من منطلق الشفقة على هؤلاء المؤرخين نقول لهم : ما الذي دفع المسلمين أنذاك ليزعموا دعواكم البالية ؟! فالأرض أرضهم , والحكم لدينهم , والجيش جيشهم , والسلطان معهم , والملك ملك دولتهم الإسلامية , أفمن كان حاله كذلك ويملك كل ذلك , إذا أراد النيل منكم والبطش بكم , أهو في حاجة لأن يدعي دعواكم البالية ؟! بل أهو في حاجة لأن يدعي أية دعوى ليبطش بكم ؟! يا نصارى , إعلموا أن المسلمين أنفوا أن يصيروا غرضًا أو سببًا تنالون به شرف الإضطهاد في مؤلفاتكم ! ولو كان الأمر كما تدعون , لذكره المؤرخون من المسلمين , فهم قد ذكروا مساويء الحكام المسلمين وظلمهم في بعض الفترات , بل ذكروا الخلاف الذي حصل بين الصحابة رضوان الله عليهم , وبينوا سقيمه من صحيحه , وهذا ليس بمستغرب على مؤرخينا , فهم كتبوا التاريخ من منطلق شهادة الصدق والإقرار بالحق حتى ولو كان في ظاهره ما يدين المسلمين , متبعين لأمر الله تعالى : { فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }البقرة283 . ولو كنا نريد البطش بكم لفعلنا ذلك منذ دخول عمرو بن العاص رضي الله عنه مصر , أو فعلناه في أي وقت نريده , دون أن نزعم أي زعم فلا يوجد ما يمنعنا عن ذلك , لكننا محكمون بشرعنا الحنيف , الذي أمرنا بالقسط مع المعاهدين , ودفع الضر والظلم عنهم , والإلتزام بعهدنا فلا نغدر ! لقد ذكرت لجنة التاريخ القبطي في مؤلفها سالف الذكر , أسماء أشهر وأبرز الشخصيات المسيحية في كل قرن , ولم تكتف اللجنة بأسماء رجال الدين فقط , بل ذكرت سير مختصرة لأبرز الشخصيات المسيحية التي تفوقت في شتى المجالات العلمية والعملية , كالطب والهندسة والتجارة والوزارة , وكيف نالت هذه الشخصيات استحسان الولاة والأمراء المسلمين , فأكرموهم وأحسنوا إليهم , تقديرًا منهم للعلم والعمل والتفوق والريادة لأبناء الوطن الواحد مهما كانت انتماءاتهم وأديانهم , فكيف برز أمثال هؤلاء في ظل جو الإضطهاد المزعوم ؟! يا نصارى , انظروا إلى حاضركم ليستبين لكم ماضيكم , من الذي يستغل جو العدل والسماحة للطعن في دين الأخر ورموزه عن طريق قنوات فضائية قذرة أبت إلا أن تكون كذلك ؟! من الذي يستغل جو العدل والسماحة ليفتن أتباع الدين الأخر بالطعن في دينهم عن طريق المؤلفات والكتيبات التي توزع في المحافل العامة عليهم ؟! من الذي يستغل جو العدل والسماحة ليقيم مؤسسات وشركات يعطى فيها المسلم نصف أجر المسيحي رغم قلة علم الأخير وخبراته ليجبره على اعتناق دينه ؟! من الذي يتقوى بالغرب لأرهبة أهله من أتباع الدين الأخر ؟! رحم الله العلامة المقريزي إذ يقول : ( ولا يخفى أمرهم - أي النصارى - على من نور الله قلبه , فإنه يظهر من آثارهم القبيحة إذا تمكنوا من الإسلام وأهله ما يعرف به الفطن سوء أصلهم , وقديم معادة أسلافهم للدين وحملته ! ) ( الخطط 3/285 , والقول الإبريزي ص 65 ) . يجب على كل مسلم أن يقرأ التاريخ ليعلم ازدواجية الشخصية النصرانية المصرية , التي تركن إلى التجبر على المسلمين كلما سنحت لها الفرصة , فاليوم يرى المسلمون في مصر تجبر النصارى عليهم في وقت يتنعمون فيه بعدل الإسلام , بحركات التنصير في المصالح العامة تارة , وبالفضائيات القذرة تارة , وبالتقوي بالغرب المسيحي تارة , وبإرهاب الرهبان في الأديرة لعوام المسلمين في القرى تارة , فالأمر كما قال الله تعالى : { وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد27 . ونحن نعلم أن هناك نصارى فيهم من الصدق والإقرار بالحق ما الله به أعلم , لذلك نحن نعرض هذه الأمور عليهم ونسألهم : أوجدتم عدلاً أفضل من عدل الإسلام ؟! لنتعرف على إجابة أحدهم , وهو الدكتور / نبيل لوقا بباوي ! للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
اضطهاد الأقباط بين الحقيقة و الافتراء
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
د/ عبد الرحمن
المزيد من مواضيعي
|
|||||||||||||||||||||
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
|
شهادة الدكتور نبيل لوقا بباوي ! الدكتور نبيل لوقا بباوي , أستاذ القانون والإقتصاد بكلية الشرطة والحقوق , وعضو جمعية الإخاء الديني , شهد شهادة عظيمة على سماحة الإسلام , فرغم أنه مسيحي أرثوذكسي يعتز بمسيحيته إلا أنه صدع بالحقيقة ولم يخش عش الدبابير من المتعصبين المسيحيين ! وسنستعرض هذه الشهادة – فيما له علاقة ببحثنا – من خلال مؤلفه " انتشار الإسلام بحد السيف بين الحقيقة والإفتراء " الناشر : دار البباوي للنشر , الطبعة الثانية . يقول الدكتور نبيل لوقا بباوي : ( كان الشعب المصري القبطي الأرثوذكسي يعاني من شدة الفقر والإضطهاد الديني في ظل سيطرة الإمبراطورية البيزنطية , فقد فرضت عليه الضرائب الباهظة , والحاصلات الزراعية في مصر تذهب إلى بيزنطة , وكان البيزنطيون يكرهون أهالي مصر لأنهم عنيدون في الدخول إلى المسيحية الكاثوليكية ورغبتهم في البقاء على مسيحيتهم الأرثوذكسية وقد سار عمرو بن العاص إلى مصر في جيش من أربعة آلاف مقاتل ) ( انتشار الإسلام بحد السيف بين الحقيقة والإفتراء ص 147 ) . ويصف لنا الدكتور نبيل لوقا إضطهاد الكاثوليك للأرثوذكس فيقول : ( في عام 631م حاول هرقل إمبراطور الدولة البيزنطية أن يوحد العقيدة المسيحية مرة أخرى في جميع الولايات التابعة لإمبراطوريتة حسب المذهب الأريوسي ذي الطبيعتين للسيد المسيح , وأرسل حاكم جديد هو المقوقس الذي قام بإحراقهم أحياء - أي الأرثوذكس - وانتزاع أسنانهم , لدرجة أن شقيق الأنبا بنيامين بطريرك الأقباط الأرثوذكس في الإسكندرية قام الجنود الرومان بحرق أخيه متياس وأشعلوا فيه النار حيًا لرفضه الإعتراف بقرارات الإمبراطور هرقل الجديد , ويجمع جميع المؤرخين أن هذه الحماقات من جانب المقوقس جعلت الأقباط في مصر يكرهون حكم الدولة البيزنطية وكانوا يصلون أن ينجوا من شرور الجنود الرومان , ولشدة الإضطهاد من جنود الرومان هرب البطريرك الأنبا بنيامين وترك مدينة الإسكندرية وهرب للصعيد بعد أن رأى ما حدث لأخيه وللأقباط الأرثوذكس , وفي هذا الجو المأساوي الدموي حيث تذكر كتب التاريخ القبطي أن دماء الأقباط الأرثوذكس كانت تصل إلى ركب الخيول للجنود الرومان , وفي عام 639م أتى عمرو بن العاص بجيشه إلى مصر ومعه أربعة آلاف مقاتل , وفتح مصر في هذا الجو المأساوي الذي يعيش فيه الأقباط الأرثوذكس من ويلات القتل والعذاب على الجنود الرومان , وقد عقد الأمان مع المقوقس في نوفمبر 642م بدفع الجزية أو ضريبة الدفاع على أن تقوم القوات الإسلامية بحماية المسيحيين ويسمح لهم بمباشرة عقائدهم الدينية , وأصدر عمرو بن العاص بكتاب أمان للأنبا بنيامين بطريرك الأقباط الثامن والثلاثين الذي كان هاربًا في الصعيد بالعودة , وهذا نص عهد الأمان : " أينما كان بطريرك الأقباط بنيامين نعهده بالحماية والأمان وعهد الله على الأقليات .. البطرك هى هنا في أمان واطمئنان لتولي أمر ديانته ويرعى أهل ملته " . ودخل بنيامين الإسكندرية في إحتفال شعبي بعد أن ظل مختفيًا في الصحراء في الصعيد لمدة ثلاثة عشر عامًا ) ( المصدر السابق ص 157-158 ) . ويتحفنا الدكتور نبيل لوقا قائلاً : ( لقد وصل تسامح عمرو بن العاص مع الجنود الرومان البيزنطيين وأعدائه أنه نص في عقد الأمان المبرم مع قيرس أو المقوقس كما يطلق عليه أهل مصر الذي أبرم في عام 642م أنه سمح للجيش البيزنطي بالإنسحاب من مصر وأن يحمل جنوده أمتعتهم وأموالهم وأن يتعهد المسلمون ألا يتعرضوا للكنائس الخاصة بهم , هل يوجد تسامح أكثر من ذلك ! أن تترك أعداءك يخرجون أمام عينيك بأمتعهتهم وأسلحتهم وأنت تعلم أنهم سوف ينظمون أنفسهم مرة أخرى لمقاتلتك وقتل الجيوش الإسلامية ! ولكنها تعاليم الإسلام عندما تبرم , عقد الإمان يجب الإلتزام به , وأن القتال ليس هدفًا لذاته بل هو خطوة للدفاع عن النفس ولتأمين الدولة الإسلامية الحديثة ) ( المصدر السابق ص 158- 159) . لا عجب يا دكتور لوقا , فمن كان نهجه القرآن وسنة العدنان – صلى الله عليه وسلم – لا يُستغرب أن يصدر منه مثل ذلك ! ولا يزال الدكتور نبيل لوقا مستمرًا في تعجبه فيقول : ( إن أهم شيء في مباديء الشريعة الإسلامية التي تطبق على غير المسلمين بعد دخول عمرو بن العاص هو حرية العقيدة لغير المسلمين في مصر , تطبيقًا لمبدأ " لا إكراه في الدين " الوارد في القرآن الكريم , دستور المسلمين , وفوق ذلك غير المسلمين وفي مصر شرائع ملتهم في نطاق الأحوال الشخصية كالزواج والطلاق لأنها مسائل مرتبطة بالعقائد وشرائع الملة , خاصة أن الشريعة الإسلامية يحكمها مبدأ " واتركوهم لما يدينون " ) ( المصدر السابق ص 159 بنصه ) . وماذا عن الجزية ؟! يقول الدكتور لوقا : ( بموجب عقد الأمان بين عمرو بن العاص والمقوقس , فرض على كل قبطي ديناران , ويعفى منها أكثر من 70% من الأقباط الأرثوذكس , حيث يعفى منها القصر والنساء والشيوخ والعجزة وأصحاب المرض والرهبان , وهذا مبلغ ضئيل جدًا إذا قارناه بالضرائب التي كان يحصل عليها الحاكم الروماني , وناهيك عن المجازر الجماعية التي كان ينصبها الجنود الرومان للأقباط الأرثوذكس ) ( المصدر السابق ص 60 ) . وقبل اتهام النصارى للدكتور نبيل لوقا بباوي بالخيانة العظمى , والتحزب للإسلام والمسلمين من أجل أغراض دنيوية , نسألهم : لماذا لا تنظرون إلى التاريخ بعين الإنصاف والتجرد من الحزبية ؟! المزيد من مواضيعي
|
|||||||||||||||||||||
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
|
بوركت أخي الحبيب ، في السياق ذاته ، قساوسة يشهدون بسماحة الإسلام : شهادة الأنبا موسى : شهادة الأب سيداروس : شهادة بابا الأقباط الارثوذكس المتنيح شنودة : المزيد من مواضيعي
|
|||||||||||||||||||||
| الأعضاء الذين شكروا * إسلامي عزّي * على المشاركة : | ||
|
رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
|
هل رحب الأقباط بالفتح الإسلامي لمصر ؟! لقد أطال النصارى الحديث حول ترحيب الأقباط الأرثوذكس بالفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص , وزعموا أن هذا لم يحدث , واستدلوا بأقوال مؤرخين يعلم تعصبهم كل ناظر خبير في علم التاريخ , كالمدعو ألفريد بتلر في كتابه " الفتح العربي لمصر " ، ترجمة محمد فريد أبو حديد ، وإصدار الهيئة المصرية للكتاب عام 1989م . فالنصارى يتشوقون للإطلاع على أي مصدر من شأنه الطعن في فتح المسلمين لمصر , حتى ولو كان هذا المصدر لكاتب يعلم تعصبه كل عاقل , ورغم وجود شهادات عدة , قديمة وحديثة , لمؤرخين معتبرين من النصارى العرب , منهم من كان للأحداث أقرب , تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الأقباط رحبوا بالفتح الإسلامي لمصر , واعتبروه منفذ الخلاص لهم من الظلم والإضطهاد الكاثوليكي , إلا أن المتعصبين من النصارى تراهم يلقون بكل ذلك وراء ظهورهم , ويتمسكون بكتابات متعصبة لكتبة ليسوا من بني جلدتنا , ولكنهم من الذين حملوا الحقد الغربي الصليبي على ثروات العرب والمسلمين , كالمدعو ألفريد بتلر , فنشروا ثقافة الحقد والكراهية للإسلام والعرب في شتى محافلهم , ونقل عنهم حقدهم وكرههم , ثلة من المتعصبين , من النصارى العرب , كالقمص أنطونيوس الأنطونى صاحب كتاب " وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها " . وقد نقل الأخير عن ألفريد بتلر في كتابه " الفتح العربي لمصر " الجزء الخاص بفتح مصر على يد عمرو بن العاص رضي الله عنه , وأول ما يتوقف أمامه قاريء كتاب ألفريد بتلر ذلك العنوان المتعصب " فتح العرب لمصر" لأنه لا يعبر عن الحقيقة , ففتح مصر لم يكن إنجازًا عربيًا ، وإنما كان إنجازًا إسلاميًا حول مجرى التاريخ , وليت شعري إذا كان الفتح عربيًا , فلماذا أخذ عمرو بن العاص من النصارى الجزية ودعاهم قبل أن يأخذها منهم إلى الإسلام والإيمان برسالته ؟! بل لقد قال بتلر في كتابه ص 228 : ( سار عمرو فى جيش صغير من أربعة ألاف جندى (4000) أكثرهم من قبيلة عك , وإن الكندى يقول أن الثلث كانوا من قبيلة غامق , ويروى أبن دقماق : أنه كان مع جيش العرب جماعة من أسلم من الروم ومن أسلم من الفرس , وقد سماهم فى كتابه , وسار بهم من عند الحدود بين مصر وفلسطين حتى صار عند رفح وهى على مرحلة واحدة من العريش بأرض مصر ) . وهذا الذي أثبته بتلر يؤكد أن الفتح كان إسلاميًا ولم يكن عربيًا بالمعنى العرقي , بل فتح ينطلق من أساس " عقائدي " ، وليس من أساس " عرقي" ، ولم يكن الفاتحون مجرد قبائل عربية من بدو الصحراء كما يردد الجهلة , بل كلهم مسلمون من بلاد وأمم متفرقة , جمعتهم العقيدة الربانية الصافية , لتخليص العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد , وإخراجهم من ظلمات الجهل والإضطهاد إلى نور العلم والسماحة والعدل ! وعن ترحيب الأقباط بالفتح الإسلامي لمصر يقول بتلر في تعصب صريح : ( وأنه لمن الجدير بالإلتفات أن هذا البطريرك الطريد- يقصد بنيامين - لم يحمله على الخروج من أختفائه فتح المسلمين لمصر وإستقرار أمرهم فى البلاد , ولا خروج جيوش الروم عنها , وليس أدل من هذا على إفتراء التاريخ على القبط , وإتهامهم كذباً أنهم ساعدوا العرب ورحبوا بهم ورأوا فيهم الخلاص , مع أنهم أعداء بلادهم , ولو صح أن القبط رحبوا بالعرب لكان ذلك عن أمر بطريقهم أو رضائه , ولو رضى بنيامين بمثل هذه المساعدة وأقرها لما بقى فى منفاه ثلاث سنوات بعد تمام النصر للعرب , ثم لا يعود بعد ذلك من مخبئة إلا بعهد وأمان لا شرط فيه ) ( الفتح العربي لمصر ص 457 ) . كلمات يتقطر منها الحقد والكراهية قطرًا قطرًا , رافضة ما جاء في أعظم كتب التاريخ عند النصارى أنفسهم , والثمن هو شحن النفوس التي هى للتعصب أقرب وعن الإنصاف أبعد ! يقول ألفريد بتلر : " وأنه لمن الجدير بالإلتفات أن هذا البطريرك الطريد- يقصد بنيامين - لم يحمله على الخروج من أختفائة فتح المسلمين لمصر وإستقرار أمرهم فى البلاد " . لقد أبى الله إلا أن يذل من عصاه , إذ ذكر ألفريد بتلر في كتابه المذكور , عهد الأمان الذي كتبه عمرو بن العاص للبابا بنيامين : ( كتب عمرو بن العاص للبابا بنيامين وكان البابا مختفيًا فى مكان مجهول لا يعلم به أحد , وكانت صورة الوعد كما يلى : " أينما كان بطريق القبط بنيامين , نعده الحماية والأمان , وعهد الله , فليأت البطريرك إلى هنا فى أمان وإطمئنان ليلى أمر ديانته ويرعى أهل ملته " ) ( الفتح العربي لمصر ص 455 ) . فكيف يذكر بتلر أن البابا بنيامين لم يخرج من مخبئه بسبب عهد الأمان , وقد ذكر هو بنفسه عهد الأمان , وفيه طلب خروج البابا بنيامين ليتولى أمر ديانته , فما الذي أخرجه إذًا يا بتلر؟! ولماذا لم يخرج في أي وقت طيلة الثلاثة عشر عامًا ؟! لقد أصدر عمرو بن العاص عهد الأمان فور استقرار البلاد على حكم الإسلام , وانتهاء فترة النزاع بينه وبين الروم الكاثوليك , وقد نطق ألفريد بتلر بذكر هذه النزاعات في مؤلفه , والأنبا بنيامين انتظر أيضًا حتى يستتب الأمر لأي من الفريقين , فيقرر بعده ما يري , فمن الطبيعي والمنطقي أن الأنبا بنيامين كان يجول في فكره أنه ربما استبدل القدر المعتدي بمعتدي أخر , لذلك ظل طيلة هذه السنوات الثلاثة , التي جاهد فيها عمرو بن العاص رض الله عنه حتى صارت كلمة الله هي العليا في البلاد , يراقب ويتابع الأحداث عن بعد ليرى لمن ستكون الغلبة في النهاية , فلما استقر الأمر للمسلمين , وعلم عدل الإسلام وسماحته بالأعداء الكاثوليك إذ تركهم ينسحبوا حاملين أمتعتهم وأموالهم , ورأى عهد الأمان له ولأتباعه , خرج من فوره من مخبئه , ونتحدى أن يثبت لنا بتلر أو غيره من أي مصدر تاريخي غير ذلك , بل هو الزعم والأماني ! ونتحدى أن يثبت لنا بتلر أو غيره من أي مصدر تاريخي أن عمرو بن العاص خان عهده مع الأنبا بنيامين , بل لقد أثبتنا أن الأقباط هم أول من أخلفوا العهود وأرادوا زعزعة أمن البلاد بعد استقراره . شهادة يوحنا النقيوسي ! في أقدم كتب التاريخ النصرانية حديث عن سماحة عمرو بن العاص رضي الله عنه مع نصارى مصر ، وكيف أن تحرير الإسلام لهم من قهر الرومان ، وهزيمة الاستعمار الروماني بمصر على يد الجيش الإسلامي الفاتح إنما كان انتقامًا إلهيًّا من ظلم الرومان لمصر واضطهادهم لنصارى مصر ! ففي تاريخ "يوحنا النقيوسي" أسقف نقيوس ( إبشاتي بالمنوفية ) , وأحد أعظم رجال الكنيسة القبطية في القرن السابع , وهو معاصر للفتح الإسلامي وشاهد عليه : ( إن الله الذي يصون الحق لم يهمل العالم ، وحكم على الظالمين ، ولم يرحمهم لتجرّئهم عليه ، وردهم إلى يد الإسماعيليين (العرب المسلمين) ثم نهض المسلمون وحازوا كل مدينة مصر.. وكان هرقل حزينًا.. وبسبب هزيمة الروم الذين كانوا في مدينة مصر ، وبأمر الله الذي يأخذ أرواح حكّامهم مرض هرقل ومات.. وكان عمرو بن العاص - رضي الله عنه - يقوى كل يوم في عمله ، ويأخذ الضرائب التي حددها ، ولم يأخذ شيئًا من مال الكنائس ، ولم يرتكب شيئًا ما، سلبًا أو نهبًا، وحافَظ عليها (الكنائس) طوال الأيام ) ( تاريخ مصر ليوحنا النقيوسي ص 201-202 : رؤية قبطية للفتح الإسلامي, ترجمة وتحقيق د. عمر صابر عبد الجليل , الطبعة الأولى 2000م , القاهرة - عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية ) . إنها شهادة شاهد عيان نصراني على هذه السماحة الإسلامية التي تجسدت على أرض الواقع . ومتى؟! قبل أربعة عشر قرنًا من الزمان ، وهي سماحة نابعة من الدين الإسلامي ، وليست كحقوق المواطنة التي لم تعرفها المجتمعات العلمانية إلا على أنقاض الدين ! شهادة إبن سباع ( القرن 13 ) ! شهادة ساويرس بن المقفع ! لقد أكد الدكتور نبيل لوقا بباوي ترحيب الأقباط بالفتح الإسلامي لمصر ناقلاً عن أعظم رجال النصارى في القرن العاشر , وهو ساويرس بن المقفع صاحب " تاريخ البطاركة " , ما يثبت أن النصارى رحبوا بالفتح الإسلامي لمصر , يقول الدكتور نبيل لوقا : ( ويذكر ساويرس – بن المقفع – في كتابه " سير الأباء البطاركة " وهو أحد الكتاب المسيحيين المعروفين : " أنه كان من نتائج عودة الأنبا بنيامين إلى كرسي البطريركية أن رجع كثير من المصريين إلى المذهب الأرثوذكسي بعد أن كانوا قد نبذوه نتيجة لإضطهاد هرقل قيصر الروم , وبعد أن تم لبنيامين لم شمل قومه من القبط , اتجه إلى بناء ما كان هرقل قد هدمه من الكنائس والأديرة , أي أن المذهب الأرثوذكسي بدأ يستعيد مكانته في ظل الحكم العربي ولا عجب إذا عم السرور والفرح على أهل مصر جميعًا " ) ( انتشار الإسلام ص 162-163 ) . ويقول الدكتور نبيل لوقا أيضًا : ( إن المسيحيين في مصر تلقوا أشكال العذاب بكل أنواعه على يد الدولة الرومانية ولم تضع الدولة البيزنطية أمامهم إلا خيارين , الخيار الأول هو عبادة الأوثان أي عبادة الإمبراطور , والخيار الثاني هو القتل , وبعد أن أصبحت الديانة المسيحية هى الديانة الرسمية للدولة البيزنطية وضعوا المسيحيين في مصر أمام خيارين اثنين , الخيار الأول القتل , والخيار الثاني هو ترك عقائدهم الأرثوذكسية في الديانة المسيحية , واتباع العقائد الكاثوليكية التي يرفضونها واستشهدوا في كل العصور من أجل عقائدهم الأرثوذكسية , لذلك حينما أتى عمرو بن العاص وعرض تخليصهم من عذابهم على أن يدفعوا الجزية أو ضريبة الدفاع مقابل الدفاع عنهم وتخليصهم من ظلمة الدولة الرومانية على أن يباشروا عقائدهم الدينية بحرية تامة حسب معتقداتهم الدينية في طبيعة السيد المسيح رحبوا بذلك ) ( انتشار الإسلام ص 159 ) . وعن مساعدة الأقباط الأرثوذكس للمسلمين كدليل على رغبتهم في هزيمة الكاثوليك , فهذا ما أكده الكاثوليك أنفسهم كما ذكرنا , وفي هذا يقول الدكتور نبيل لوقا بباوي : ( بعد ذلك الإستعراض التاريخي من واقع أمهات الكتب المسيحية لا يستطيع أحد أن يؤيد ما يقوله المستشرقون بأن الإسلام انتشر بحد السيف في مصر بل بالحقيقة أن أهل البلاد من الأقباط الأرثوذكس في مصر كانت لديهم رغبة قوية في هزيمة الجيوش البيزنطية الرومانية , لذلك قام الأقباط الأرثوذكس بإرشاد قوات عمرو بن العاص في كل تجولاتها في مصر لتخلصهم من حمامات الدم والمقابر الجماعية التي كان ينصبها الجنود الرومان للأقباط الأرثوذكس في مصر والشام ) ( المصدر السابق ص 158 ) . وأنقل هذا النص ، ليس من كتاب ألفريد بتلر ، إنما أنقله على لسان الراهب أنطونيوس الأنطوني في كتابه " وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها " نقلاً عن ألفريد بتلر ، ليستشهد به – أي الراهب أنطونيوس - على أن الله سبحانه وتعالى شاء لنصارى مصر ، أن يكون إنقاذهم من الفناء والهلاك والعدم ، على يد الصحابي الجليل عمرو بن العاص ، فيقول الراهب (ص64) : ( إن بنيامين سَعِدَ كثيرًا بعمرو ، كما رحب عمرو ببنيامين ، وطلب عمرو بن العاص من بنيامين أن يدعو له حتى يمضي ليحرر أرض ليبيا هي الأخرى من ظلم الرومان الصليبيين ، فدعا له البابا بنيامين ، وقال له كلامًا طيبًا أعجبه والحاضرين ، ثم انصرف مكرمًًا مبجلاً ) . ويستطرد أنطونيوس قائلاً (ص65) : ( كل ذلك حدا بالمؤرخ بتلر أن يقول : "ولقد كان لعودة بنيامين أثر عظيم في حل عقدة مذهب القبط وتفريج كربهم ، إن لم تكن عودته قد تداركت تلك الملة (الأرثوذكسية) قبل الضياع والهلاك" ) . فدع عنك أيها القاريء النصراني المنصف حقد المستشرقين , ومن ردد أقوالهم من المتعصبين , فهم لا يريدون إلا الفتنة , وقد كانوا دائمًا قارعي طبول الحروب الصليبية على العالم الإسلامي حتى يومنا هذا , فهم كتبوا مؤلفاتهم وقلوبهم المريضة ونفوسهم الحاقدة تدفعهم لمزيد من الكراهية بإسم الصليب , وبإسم الإضطهاد المزعوم , لكن الله أنطقهم بالحق , ويأبى الله إلا أن يذل من عصاه ! المزيد من مواضيعي
|
|||||||||||||||||||||
|
رقم المشاركة :5 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
|
شهادة المتعصبين ! (( نقلاً عن مقال للأستاذ الصحفي / أبو إسلام أحمد عبد الله )) سوف أعتمد ثلاثة مصادر فقط على سبيل الإسترشاد والإستشهاد , واعلم عزيزي القاريء أن أصحاب هذه المصادر التاريخية القادم ذكرها وذكر شهاداتها ، هم من أشد المتعصبين ضد الإسلام , وهم : المصدر الأول هو : الراهب القمص أنطونيوس الأنطوني في كتابة (وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها) ، المطبوع بدار الطباعة القومية – القاهرة ، ويحمل رقم إيداع 9836/95 ، والصادر في 30 يناير 1996 بحسب مقدمة المؤلف ، وتتصدر صفحته الأولى صورة مكتوب أسفلها (قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث ، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر) ، وعلى ما يبدوا أن هذا الكتاب الضخم طبع ونشر على نفقة دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر . المصدر الثاني هو : مرجع أساسي في الدراسات الكنسية للقس منسي يوحنا ، في كتابه (تاريخ الكنيسة القبطية) ، إصدار مكتبة المحبة بالقاهرة ، عام 1983 بحسب رقم الإيداع ، وتتصدر صفحته الأولى صورة مكتوب أسفلها (قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث) ، وهو لا يقل حقداً وكراهية للإسلام والمسلمين عن سابقه . أما المصدر الثالث هو : القمص تادرس يعقوب ملطي ، في كتابه (الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية) الصادر بدون تاريخ عن كنيستي الإسكندرية بمصر وسانت ماري بكندا ، وتتصدر صفحته الأولى صورة مكتوب أسفلها (قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث) وكأنها صك الاعتماد المقدس لكل واحد من هذه المصادر . فماذا يقول هؤلاء الكنسيين عن فتح مصر وعن عمرو بن العاص ؟! المصدر الأول : يقول الراهب القمص أنطونيوس الأنطوني (ص 62) : (وإن كنا نذكر مظالم العرب الفاتحين فلابد – إنصافاً للحقيقة – أن نقول أن هذه المظالم لم تكن عامة أو شاملة خاصة في الفترة الأولى للفتح العربي، فقد اكتشف البروفسور جروهمان وثيقتين برديتين يرجع تاريخهما إلى سنة 22 هـ- 642م ، مكتوبتين باليونانية ، وملحق بهما نص آخر بالعربية : الوثيقة الأولى: إيصال حرره على نفسه أحد أمراء الجند يدعى الأمير عبد الله بأنه استلم خمساً وستين نعجة لإطعام الجند الذين معه، وقد حررها الشماس يوحنا مسجل العقود ، في اليوم الثلاثين من شهر برمودة من السنة المذكورة أولاً ، وقد جاء بظهر الورقة ما يلي : "شهادة بتسليم النعاج للمحاربين ولغيرهم ممن قدموا البلاد وهذا خصماً عن جزية التوقيت الأول" . أما الوثيقة الثانية: فنصها : "باسم الله ، أنا الأمير عبد الله أكتب إليكم يا أمناء تجار مدينة بسوفتس ، وأرجو أن تبيعوا إلى عمر بن أصلع ، لفرقة القوطة ، علفاً بثلاث دراهم كل واحد منها (بعرورتين) وإلى كل جندي غذاء من ثلاثة أصناف" . ويعلق الأستاذ جروهمان على الوثيقتين بقوله : "إن هذه المعاملة إزاء شعب مغلوب ، قلما نراها من شعب منتصر") . ثم يستطرد الراهب القمص قائلاً (ص 64) : " كان البابا بنيامين (البطريرك الـ 38) هارباً من قيرس (المقوقس) البطريرك الملكاني ، وبعد الهزيمة التي مني بها الروم ورحيل جيشهم عن مصر ، غدا القبط في مأمن من الخوف ، وبدأوا يشعرون بالحرية الدينية ، ولما علم عمرو باختفاء البابا القبطي بنيامين ، كتب كتاب أمان للبابا بنيامين يقول فيه : "الموضع الذي فيه بنيامين بطريرك النصارى القبط ، له العهد والأمان والسلامة من الله ، فليحضر آمناً مطمئناً ويدبر حال بيعته وسياسة طائفته" ، كما يقول : "أن عمرو وهو في طريق عودته بعد فتح الإسكندرية ، خرج للقائه رهبان وادي النطرون، فلما رأى "طاعتهم" سلمهم كتاب الأمان للبابا ، فلم يلبث عهد الأمان أن بلغ بنيامين ، إلا وخرج من مخبئه وعاد إلى الإسكندرية بعد أن ظل غائباً ثلاثة عشر عاماً " . المصدر الثاني : أما القس منسي يوحنا ، فقال كلاماً غير مسبوق في أي مصدر من المصادر الإسلامية ، فقال (ص 306) : "وكان جيش العرب في فاتحة هذا القرن ، حاملاً لواء الظفر في كل مكان ، وظل يخترق الهضاب والبطاح ، ويجوب الفيافي والبلاد ، حتى وصل إلى حدود مصر تحت قيادة عمرو بن العاص ، فدخل مدينة العريش وذلك سنة 639 م ، ومنها وصل إلى بلبيس وفتحها بعد قتال طال أمده نحو شهر ، ولما استولى عليها وجد بها "أرمانوسة" بنت المقوقس [على رأس جيش صليبي محارب] فلم يمسها بأذى ، ولم يتعرض لها بشرِّ ، بل أرسلها إلى أبيها في مدينة منف ، مكرمة الجانب ، معززة الخاطر ، فَعَدَّ المقوقس هذه الفعلة جميلاً ومكرمة من عمرو وحسبها حسنة له" . ثم يستطرد القس منسي يوحنا قائلاً (ص 307) : "فجمع المقوقس رجال حكومته ، وذهب للتفاوض مع رسل من قِبَل عمرو . فبدأ وفد الروم بالتهديد والوعيد للمسلمين ، بقتلهم وإفنائهم وأنه لا بديل أمام المسلمين غير الموت أو الرحيل ، فلما بدأ وفد المسلمين ، فلم يفعل كوفد أهل الصليب إنما طرح أمامهم ثلاثة بدائل : أولها الإسلام وثانيها الاستسلام مع دفع الجزية لقاء قيام المسلمين بتسيير أمور البلاد ، ثم كان الخيار الثالث والأخير وهو الحرب والقتال الذي طرحة جيش الصليبيين الروم المحتلين لمصر كاختيار لا بديل . فاتفق رأيهم على إيثار الاستسلام والجزية ، واجتمع عمرو والمقوقس وتقرر الصلح بينهما بوثيقة مفادها : أن يُعطَي الأمان للأقباط ، ولمن أراد البقاء بمصر من الروم ، على أنفسهم ، وأموالهم ، وكنائسهم ، وفي نظير ذلك يدفع كل قبطي "دينارين" ماعدا : الشيخ ، والولد البالغ 13 سنة ، والمرأة" . ويضيف القس منسي يوحنا : "وذكر المؤرخون أنه بعد استتباب السلطان للعرب في مصر ، وبينما كان الفاتح العربي يشتغل في تدبير مصالحه بالإسكندرية ، سمع رهبان وادي النطرون وبرية شيهات ، أن أمة جديدة ملكت البلاد ، فسار منهم إلى عمرو سبعون آلفاً [يصفهم القس منسي يوحنا في دقة شديدة قائلاً] حفاة الأقدام ، بثياب ممزقة ، يحمل كل واحد منهم عكاز ... تقدموا إليه ، وطلبوا منه أن يمنحهم حريتهم الدينية ، ويأمر برجوع بطريركهم من منفاه ، [وعلى الفور ، وبورع الأتقياء ، وتواضع المنتصرين المحكومين بشرع الله] أجاب عمرو طلبهم ، وأظهر ميله نحوهم فازداد هؤلاء ثقة به ومالوا إليه" . ولم يكتف القس منسي بذلك كله ، فيقول القس منسي ما يجعل المسلم منبهراً بما قال: "خصوصاً لما رأوه يفتح لهم الصدور ، ويبيح لهم إقامة الكنائس والمعابد ، في وسط [منطقة] الفسطاط التي جعلها عاصمة الديار المصرية ومركز الإمارة ، على حين أنه لم يكن للمسلمين [إلى هذا الوقت] معبد ، فكانوا يصلون ويخطبون في الخلاء" . أما عن موقف نصارى مصر من عمرو بن العاص ، فيقول القس (ص209) : "أنه قَرَّب إليه الأقباط ، وردّ إليهم جميع كنائسهم التي اغتصبها الرومان" . المصدر الثالث : فإذا ما أتينا إلى القمص تادرس يعقوب ملطي ، فنجدة يقول (ص 77) : "وسط هذا الجو المتوتر ، حيث كان قيرس لا عمل له سوى متابعة الأساقفة والكهنة والرهبان ، حتى في البراري ، بحملة عسكرية يعذب ويقتل ، وصل الزحف العربي إلى مصر تحت قيادة عمرو بن العاص ... ثم انطلق العرب نحو الإسكندرية (ص79) : إذ فقدت البلاد وحدتها ، وحُرِمَ الولاة المعينون من قبل الإمبراطور من كل خبرة عسكرية ، لا همَّ لهم سوى جمع الضرائب ومقاومة الكنيسة ، لم يفكر أحدهم في مساعدة أخيه ، إذ تفشى فيهم روح عدم المبالاة" ، هذا ويرى المستشرق الفرد بتلر : "أنه من الخطأ أن يُدَّعَى أن الأقباط كان في استطاعتهم في ذلك الوقت أن يجتمعوا أو يفاوضوا العرب" . ثم يستطرد القس الملطي ، فيقول تحت عنوان (عودة البابا بنيامين) : "وإذ استتب الأمر دار النقاش بينه وبين الأقباط حول عودة البابا وأساقفته ، ولم يطلب عمرو من المصريين سوى الجزية ، بعد إلغاء الضرائب البيزنطية الفادحة [وكانت أربعة وعشرون نوعاً من الضرائب] وكان معتدلاً في المبلغ الذي يطلبه .... هذا وقد ترك للمصريين حرية العبادة ، وحرية التصرف في الأمور القضائية والإدارية ، بل وعيَّن بعضاً من الأقباط مديرين في جهات كثيرة" . المزيد من مواضيعي
|
|||||||||||||||||||||
|
رقم المشاركة :6 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
|
هذه المشاركة نقلا عن الأخ الكريم متعلم شهادة "د/ عزيز سوريال عطية" أحد أعضاء المجلس الملي توفي « عزيز سوريال عطية » عام 1988م . كان أستاذًا في التاريخ بجامعة الإسكندرية، وأحد أعضاء المجلس الملي، ومديرًا لمعهد الدراسات القبطية. الرجل من علماء الأقباط إذن ، ولا يُنتظر منه محاباة المسلمين بحال . أضف إلى هذا أن الكتابين اللذين سننقل منهما الاقتباسات ، ألفهما "د/ عزيز" بالإنجليزية ، فهو لا يخاطب مسلمي مصر ابتداء ولا غيرهم . وعليه ، فيُمتنع أيضًا محاباته لهم . الكتاب الأول : الحروب الصليبية وتأثيرها على العلاقات بين الشرق والغرب ، للدكتور عزيز سوريال عطية ، ترجمة الدكتور فيليب صابر سيف ، ط2 ، دار الثقافة بالقاهرة . ص 19 : (( وقد تم فتح مصر بسهولة نظرًا لعدم اشتراك السكان الأقباط في المعركة المرتقبة . فطالما عذب الحكام البيزنطيون المصريين أبناء النيل ... ومن الناحية الأخرى نجد أن سماحة العرب تجلت في الوعد بترك حرية دينية أوسع مدى ، مع فرض جزية أقل مما كان يحصله البيزنطيون )) ص 27 : (( وعندما كتب ثيودسيوس بطريرك بيت المقدس إلى اغناطيوس بطريرك القسطنطينية عام 869 قال إن العرب المسلمين عادلون وأنهم لا يضايقون المسيحيين بأية طريقة من الطرق . والواقع أن قصة التسامح في صدر الإسلام ، وكذلك على عهد الخلفاء الأولين ، لم تكتب بعد بكل تفاصيلها . بل أكثر من ذلك ، تعتبر صفة مميزة . ولكن مؤرخي الغرب اختلفوا فيها أو أهملوها . ومع أن هناك فترات متباعدة حدثت فيها اضطهادات ، فإنه يجب أن يكون واضحًا أن هذه الاضطهادات اقترنت بأهواء شخصية لبعض الخلفاء مثلما حدث من الخليفة الحاكم (996-1020) الذي يوصف أحيانًا باسم "نيرون مصر" وذلك بسبب قسوته على المسيحيين وتدميره للقبر المقدس عام 1009 . ولكن "الحاكم" كان مجنونًا . فقد أساء إلى المسلمين أيضًا . وكانت نهايته مظلمة غامضة . فقد قيل إنه قتل في صحراء حلوان وتولى خدمه قتله . وهناك رواية أخرى - لم تثبت صحتها بعد - تقول إنه اعتزل متخفيًا في دير قبطي مهجور حيث كفر عن بشاعة أعماله . وإذا نظرنا إلى الغرب ، وجدنا أن الإسلام فيه لم يقل تسامحًا . فقد دهش الأسبان عندما استعادوا طليطلة ، وكذلك النورمانديون عندما استعادوا صقلية ، لأنهم وجدوا الكنائس المسيحية لم يسمها سوء ، كما وجدوا رجال الدين المسيحي يقومون بالشعائر الدينية دون تدخل أو إزعاج . بل إن تعاون العلماء المسلمين والمسيحيين واليهود في أيبيريا [أسبانيا والبرتغال الآن] ساعد على إبراز عصر النهضة في القرن الثاني عشر )) . الكتاب الثاني : تاريخ المسيحية الشرقية ، تأليف عزيز سوريال عطية ، ترجمة إسحاق عبيد ، المجلس الأعلى للثقافة 2005 م ص 14: (( ولا بد لنا أن نعترف في هذا المقام ، وأنا في الأساس من زمرة المؤرخين ، أنني أيضًا عضو في الكنيسة القبطية بحكم مولدي وتنشئتي . ولذا فليس غريبًا أن يستشعر القارئ حنوًا من جانبنا يشي بعبق وتراث الكنائس الشرقية )) قلت (متعلم) : أحببت البدء بهذا الاقتباس ، حتى لا يتهوك متهوك بأن الرجل كان يحابي المسلمين . وهذا فضلاً عما قلناه سابقـًا في بداية المشاركة . ص 104 : (( أما العرب ، فقد أتوا لتحرير القبط من هذه الأغلال البيزنطية ، إذ كان موقفهم من "أهل الكتاب" أو "أهل الذمة" موقفًا كريمًا وسمحًا ، تأكدت فحواه من واقع "العهد العمري" الذي كفل للأقباط حريتهم الدينية بشكل لم ينعموا به أبدًا تحت النير البيزنطي . ولقد اتضح هذا الموقف العربي الكريم بعد أن استقر الحكم العربي في مصر ، فلقد خرج البطريرك الشريد "بنيامين" من مخبئه في الصحاري لمدة عشر سنوات ، واستقبله القائد عمرو بن العاص باحترام شديد ، ثم أعاده إلى منصبه في الإسكندرية معززًا مكرمًا ليرعى شئون كنيسته . وأصدر البطريرك بنيامين قرارًا بالعفو عن ذلك النفر من الأقباط الذين كانوا قد أجبروا على اعتناق مذهب "الإرادة الواحدة" ، كما أعاد إعمار الكثير من الكنائس والأديرة . وقد شهد عصر "بنيامين" ومن تلاه من بطاركة في ظل الفتح العربي نهضة لم يسبق لها مثيل من شعور ديني قومي ، وانتعاش في الفنون والآداب ، في مناخ حر تمامًا ، لا تنغصه المؤثرات والضغوط البيزنطية . كذلك عهد العرب إلى الأقباط بالمناصب الحكومية التي كان يحتلها البيزنطيون . والحق أن العرب قد أبدوا تسامحًا كريمًا مع جميع الطوائف المسيحية على مختلف انتمائاتها : من منافزة ، من أتباع "الإرادة الواحدة" ، وغيرهم . كذلك أبقى العرب على بعض الموظفين الهامين من بقايا البيزنطيين من أمثال "مينا" حاكم الفيوم . ويعتقد "ألفرد بتلر" - مؤرخ الفتح العربي الشهير - أن هؤلاء الثلاثة قد اعتنقوا الإسلام ، ويرجح أيضًا أن سيروس نفسه قد اعتنق الإسلام سرًا )) ص 105 : يحكي "د/ عزيز" عن ضريبة جمعها "عبد الله بن سعد بن ابي السرح" رضي الله عنه : (( ولقد أدى ثقل هذه الضريبة إلى تذمر بين أهل مصر ، بلغ أشده سنة 829/830م بين البشموريين في أحراش الدلتا ، وقد تم القضاء على هذه الثورة ، كما لجأ بعض أفرادها إلى بلاد الشام . على أن هذا لا يعني عدم رضا الأقباط عن الفتح العربي ؛ إذ أن الشعور العام كان يعبر عن الارتياح ، فالعرب هم الذين أزاحوا كابوس البيزنطيين عن صدور الأقباط )) . ص 106 : (( ولكي تعدد المكاسب التي جناها الأقباط من الفتح العربي ، لا بد وأن نذكر في المقام الأول تحريرهم من العنت والاضطهاد الديني من جانب السلطات البيزنطية وبطاركتها . كذلك تمكن الأقباط من ضم الكثير من الكنائس الملكانية ومؤسسات دينية أخرى إلى الكنيسة القبطية بعد ان تركها البيزنطيون . وفي الإدارة المحلية ، صارت الوظائف شبه حكر على الأقباط دون غيرهم ، فمنهم الكتبة وجامعو الضرائب والقضاة المحليون ، كما أن الثقافة القبطية شهدت انتعاشًا هائلاً بعد أن رحل البيزنطيون عن البلاد )) . ص 106 : (( ولم تكن بعض المشكلات التي واجهها الأقباط نتيجة لسياسة عامة ، وإنما كانت ترجع إلى تصرف فردي من جانب بعض الولاة ، ولا ينكر أحد أن الأقباط قد نعموا بأشياء لم يكونوا يحلمون بها من قبل تحت قبضة البيزنطيين . أما الحالات الاستثنائية من الضيق ، من قبيل ما حدث على عهد الخليفة الفاطمي "الحاكم بأمر الله" مثلاً ، فإنما مرجعه شخص "الحاكم" نفسه ، الذي كان متقلب الطبع والمزاج مع الجميع دون استثناء . ومجمل القول أن الأقباط تحت مظلة الحكم العربي قد حافظوا على تراث أجدادهم ، كما نظر إليهم الحكام العرب وجيرانهم المسلمون بكل تقدير واحترام . ومن ناحية أخرى اندمج الأقباط لعنصر إيجابي فعال في جسم الأمة العربية الإسلامية ، دون أن يفقدوا هويتهم الدينية أو تراثهم العريق )) . ص 107 : (( ولقد تمرد المصريون بسبب ثقل الضرائب على كواهلهم ، لأن دخولهم كانت متدهورة ، فثاروا خمس مرات ما بين أعوام 739 و 773م . ولم تكن هذه الثورات من جانب الأقباط وحدهم ، وإنما شارك فيها إخوانهم المسلمون أيضًا الذين تعرضوا للمعاناة الاقتصادية نفسها . ولعل أكبر هذه الثورات الشعبية كانت ثورة البشموريين سنة 831م أثناء خلافة المأمون )) ص 114 : (( أما بالنسبة للأقباط ، فقد كانت الحملات الصليبية تمثل أشد الكوارث هولاً على المجتمعات المسيحية الشرقية . فقبل هجمة هؤلاء الفرنجة على الأراضي المقدسة ، كان المسيحيون الشرقيون في الدولة الإسلامية يمثلون جزءًا فاعلاً ومنسجمًا في المجتمع ، مع الحفاظ على خصوصيتهم الدينية . وقد كسب المسيحيون احترام الجميع بما في ذلك الخلفاء أنفسهم ، كما أن الكثيرين منهم قد شغلوا مناصب هامة في الإدارة من كتبة وجامعي ضرائب ومشرفين على خزانة الخلافة نفسها . وكان هؤلاء الموظفون المسيحيون محل تقدير الحكام وثقتهم . ولكن الحملات الصليبية التي هجمت على العالم الإسلامي - حاملة علامة الصليب - قد ولدت كراهية مريرة في نفوس الناس ضد علاقة الصليب التي ارتبطت هنا بالإثم والعدوان . وهكذا جرت الصليبيات البلاء الكثير على المسيحيين الشرقيين . ومن ناحية أخرى ، نظر الصليبيون اللاجئين وهم من أتباع الكنيسة الرومانية إلى المسيحيين الشرقيين من منافزة وغيرهم على أنهم "انفصاليون" وأشد سوءًا من الهراطقة ، يستوي في ذلك - عندهم - القبطي واليعقوبي والأرميني ، فكلهم هراطقة . أما الطائفة الشرقية الوحيدة التي حظيت برضا هؤلاء الصليبيين فكانت جماعة الموارنة في لبنان ، الذين بادروا بإعلان تبعيتهم للكنيسة الرومانية . ولقد وضحت عداوة الصليبيين للطوائف المسيحية الشرقية ، عندما قاموا بمنعهم من الحج إلى القدس وكنيسة الضريح المقدس . وكان الأقباط حريصين طوال تاريخهم على القيام بهذا الحج إلى بيت المقدس ، ولذا فإن موقف الصليبيين العدائي هذا قد أصابهم بالأسى الشديد )) . ص 117 : (( ويُذكر أيضًا أن الأقباط في مدينة المنصور قد أبلوا بلاءً حسنًا في القتال مع إخوانهم المسلمين ضد حملة الملك الفرنسي "لويس التاسع" على مدينة المنصورة (1249-1250) . )) . المزيد من مواضيعي
|
|||||||||||||||||||||
|
رقم المشاركة :7 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
|
شهادة المؤرخ / يعقوب نخلة روفيلة صاحب كتاب " تاريخ الأمة القبطية " يعد كتاب " تاريخ الأمة القبطية " أول كتاب باللغة العربية تحدث عن تاريخ الأقباط معتمدًا في مادته على المخطوطات الموجودة بالأديرة والكنائس القديمة , وقد كتبه العلامة المؤرخ المسيحي / يعقوب نخلة روفيلة منذ أكثر من مائة عام , وتمت طباعته في " مطبعة التوفيق القبطية الأرثوذكسية " عام 1899م حسب ما جاء في في نهاية خاتمة مؤلف الكتاب , وسوف نعتمد في نقلنا عنه على طبعته الثانية . وحسب القاريء على أهمية هذا الكتاب , هو إعتماد جميع الدارسين في مجال التاريخ القبطي عليه , وقد إستعان به المؤرخ الكبير / عزيز سوريال عطية في كتاباته العديدة حول تاريخ الأقباط وحضارتهم . وسنستعرض من خلال هذا المرجع الهام , المراحل التي مر بها الأقباط في ظل الحكم الإسلامي بداية من الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص رضي الله عنه . الأقباط تحت حكم الرومانيين والفتح الإسلامي لمصر ! يقول المؤرخ يعقوب روفيلة تحت عنوان " الأقباط تحت حكم الرومانيين " : ( ... وبقيت مصر في يد الفرس نحو عشر سنوات ساموا فيها المصريين الخسف والعذاب أشكالاً , واستمروا على ذلك إلى أن قام هرقل ملك الروم وقاتلهم , وهزمهم واسترجع البلاد من يدهم , ولكن لم ينل أقباط مصر مع الأسف من هذا التغيير خيرًا بخلاف ما كانوا يتوقعونه من أن الحوادث علمته والتجارب ربته , بل كانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار فإن هرقل بعدما خلص البلاد من يد الفرس حول نظره إلى تنفيذ الغرض الأصلي الذي كان يسعى وراءه الملوك سلفاؤه , وهو توحيد العقيدة النصرانية , وجعلها واحدة في كل المملكة , ولما لم يجد منهم إلا الرفض والإباء , إلتجأ في تنفيذ غرضه هذا إلى القوة والشدة بحد السيف فقتل كثيرًا من السوريين والمصريين , وإستباح دماءهم وسلب أموالهم وعزل البابا بنيامين بطريرك الأقباط وعين بدله ممن على مذهبه ثم طلبه ( بنيامين ) ليقتله فهرب واختفى من وجهه في دير صغير بالصعيد , وبقي مختفيًا فيه إلى مجيء العرب واستيلائهم على مصر ) ( تاريخ الأمة القبطية ص 34 -35 ) . ثم يستطرد المؤرخ / يعقوب روفيلة قائلاً : ( وبينما كان الملك هرقل مهتمًا بتأييد مذهبه وتعذيب مخالفيه في سوريا ومصر , متشاغلاً بذلك عن إجراء ما فيه حفظ البلاد وصونها وراحة العباد وتنظيم أحوال المملكة ولـمّ شعثها , ظهرت الدولة العربية الإسلامية في شبه الجزيرة العربية أوائل الجيل السابع للميلاد , وكان ظهورها قاضيًا على مملكة الروم الشرقية بالويل والخراب ) ( المصدر السابق ص 37 ) . ويحدثنا المؤرخ / يعقوب روفيلة عن عمرو بن العاص فيقول : ( وكان بين قواد جنود العرب رجل يسمى عمرو بن العاص , اشتهر بالبسالة والشجاعة وإصابة الرأي وحسن التدبير , وجاء في بعض الروايات أنه كان قبل الإسلام يتعاطى التجارة فجاء إلى مصر غير مرة ورأى بالعيان ما كانت عليه البلاد من سوء الحال وميل الأقباط للتخلص من نير الرومان الثقيل فأشار على الخليفة بفتح مصر ) ( المصدر السابق ص 38 ) . ويستطرد المؤرخ يعقوب قائلاً : ( وصار عمرو يخترق الهضاب والبطاح ويجوب الفيافي والبلاد حتى وصل إلى مصر , فدخل مدينة العريش سنة 639للميلاد أي سنة 18 للهجرة ومنها وصل إلى بلبيس وفتحها بعد قتال طال أمده نحو شهر , ولما إستولى عليها وجد بها أرمانوسة بنت المقوقس , فلم يمسسها بأذى ولم يتعرض لها بشر , بل أرسلها إلى أبيها في مدينة منف مكرمة الجانب معززة الخاطر , فعد المقوقس هذه الفعلة جميلاً ومكرمة من عمرو وحسبها منه له ) ( المصدر السابق ص 39-40 ) . ويخبرنا المؤرخ عن عهد الأمان للأرثوذكس قائلاً : ( ولما ثبت قدم العرب في مصر , شرع عمرو بن العاص في تطمين خواطر الأهلين واستمالة قلوبهم إليه واكتساب ثقتهم به وتقريب سراة القوم وعقلائهم منه وإجابة طلباتهم , وأول شيء فعله من هذا القبيل استدعاء بنيامين البطريرك الذي كان مختفيًا من أمام هرقل ملك الروم ... ولما حضر وذهب لمقابلتة ليشكره على هذا الصنيع أكرمه وأظهر له الولاء وأقسم له بالأمان على نفسه وعلى رعيته وعزل عمرو البطريرك الرومي الذي كان قد أقامه هرقل و ردّ بنيامينَ إلى مركزه الأصلي معززًا مكرمًا ) ( المصدر السابق ص 54- 55 ) . ومن المهم للغاية أن يفهم أهلنا من نصارى مصر اليوم أن عمرو بن العاص لم يكن في حاجة إلى هذا التطمين ولا في حاجة لإكتساب ثقة أحد , لأنه ما فعل ذلك إلا بعد أن انتصر وأحكم قبضته على البلاد تمامًا , وإنما ذلك راجع إلى طبيعة العقيدة التي يؤمن بها عمرو وجنده , فهو داعية إلى الله وإن ارتدى زي الجند , وهو داعية إلى الإسلام وإن أمسك في يده اليسرى درعًا وفي اليمنى سيفًا ! وكان عمرو بن العاص قادرًا على أن يقضي على المسيحية في مصر قضاء نهائيًا , لولا أنه لو فعل ذلك لأقام عليه أمير المؤمنين الحد لما في دين المسلمين من تقديس لحرمة الدماء ! فعمرو بن العاص لم يكن في حاجة إلى نصارى مصر , وإن كان في حاجة إليهم فقد كان مستطيعًا أن يأمرهم بتلبية حاجته بالحال التي كان يأمرهم بها إخوانهم في الدين من الرومان والبيزنطيين . ونقول في هدوء : ألم يكن قادرًا على التعامل معهم كعبيد محاربين ؟! ألم يكن قادرًا على التعامل مع الروم عليهم ؟! ألم يكن قادرًا على تقديم الروم في الحكم ومُـصالحـتهم ؟! ألم يكن يعرف أن نصارى الروم أكثر خبرة ومعرفة بأصول الحكم والحرب والقتال من نصارى مصر فيستخدمهم في الخلاص من نصارى مصر والإبقاء على ما كانت عليه الأحوال من قبل ؟! ولنقرأ السطور التالية للمؤرخ يعقوب نخلة : ( كان عدد الروم في مصر ينوف عن ثلاثمائة ألف نفس , فهاجر أغلبهم , ولم يبق منهم إلا من كانت له علاقات ومصالح لا تسمح له بالخروج منها والإبتعاد عنها , وإنتهز القبط خروج الروم فرصة مناسبة فوضعوا يدهم على كثير من كنائسهم وأديرتهم وملحقاتها , بدعوى أنها كانت في الأصل مِـلكًا لهم وأن الروم نزعوها من يدهم قوة وإقتدارًا بسبب ما كان بينهم من الشقاق , ومن ذلك الحين عاش الروم والأقباط بالــحـُـسـنـى , وانتهت من بينهم النزاعات والمخاصمات , التي كانت تــُــفـضِـي إلى قتل الألوف المؤلفة لزوال أسبابها ) ( المصدر السابق ص 55-56 ) . المزيد من مواضيعي
|
|||||||||||||||||||||
|
رقم المشاركة :8 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
|
الأقباط في عهد الدولة الأموية ! يستطرد المؤرخ روفيلة في الحديث عن أخبار الأقباط إبان الفتن التي واجهها الصحابة رضوان الله عليهم وحتى الدولة الأموية فيقول : ( بينما كان الخلل مستوليًا والفشل سائدًا في كل أنحاء المملكة العربية بسبب هذه المنازعات , كان الأقباط في مصر ملازمين الهدوء والسكينة والحيادة , فلم يخطر على بالهم قط شق عصا الطاعة أو التخلص من غير العرب ... وفي الواقع أن القبط كانوا هم المسلطين في بلادهم وبيدهم كل شيء وعاشوا أمنين على أنفسهم ومالهم , ولم يكن للعرب سلطة عليهم إلا في تحصيل الخرج وجمع الجزية التي قاموا بدفعها عن طيب خاطر ) ( تاريخ الأمة القبطية ص 62, 64 ) . ثم ينتقل المؤرخ روفيلة إلى ولاية عبد العزيز بن مروان , إذ تحدث عن الزيادة في الجزية في عهده , وذلك لما رأى زيادة نفوذ النصارى في البلاد وإستيلائهم على ثرواتها كما يقول المؤرخ روفيلة : ( ... وإذ كان القبط في ذلك الحين هم أهل البلاد وذوي الثروة والإقتدار على الأعمال وعليهم مدار العمران بخلاف العرب الذين كانوا معظمهم من الجند المحافظين على الأمن وسلامة البلد ) ( المصدر السابق ص 65 ) . وبعد أن حكم عبد العزيز بن مروان البلاد أكثر من عشرين سنة وعمل خلال هذه الفترة على تحديث البلاد والنهوض بها – كما شهد المؤرخ روفيلة – فصارت أحسن ما يكون , تولى مصر عبد الله بن عبد الملك بن مروان , وهو أول من قام بتغيير اللغة الرسمية للبلاد من القبطية إلى العربية , فمصر صارت دولة إسلامية يحكمها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , واللذان ضمنا حرية العبادة والتدين للنصارى في مصر , كما أن عبد الله بن عبد الملك أراد أن يكون للمسلمين مشاركة في نهضة دولتهم , فكان من الطبيعي أن يقدم الوالي عبد الله بن عبد الملك بن مروان على هذا الفعل , وهذا الأمر ليس بمستغرب , فعلى هذا جرت الأحداث في العديد من بلاد العالم كلما إستتب الأمر لأمة جديدة تريد أن تصنع حضارتها ومستقبلها , وفي هذا يقول المؤرخ روفيلة : ( وحينئذ كثر العرب في مصر وإنبثوا في أنحائها واتخذوا الزراعة كسبًا ومعاشًا لهم وعاشروا الأقباط وإختلطوا بهم فكان لهم ما لهم وعليهم ما عليهم ) ( المصدر السابق ص 68 ) . ثم ينتقل المؤرخ روفيلة للحديث عن زيادة الجزية وفرضها على الرهبان في عهد عبد الله بن عبد الملك , فينقل لنا رأي بعض المؤرخين المسيحيين أن تلك الزيادة كان سببها دخول الأقباط في الإسلام تخلصًا من دفع الجزية , فلما خشي الوالي من قلة الإيراد بسبب ذلك , زاد من مقدار الجزية وفرضها على الرهبان ببرية شيهات في الوجه البحري ! وهذا بالطبع من سخف العقول وعدم الإلمام بالحقائق التاريخية عن الدولة الأموية أنذاك , والتي كانت في أبهى عصورها , إذ لم تكن في حاجة لهذه الجزية أصلاً لإنعاش خزائنها , إلا أنها شريعة الله في أرضه ويجب تحكيمها , وقد أتحفنا المؤرخ روفيلة بشجاعته وإقدامه بذكر السبب الحقيقي وراء هذه الزيادة , فيقول في هامش كتابه ص 69 تعليقًا على هذا الرأي , ما ننقله بنصه وصورته : المزيد من مواضيعي
|
|||||||||||||||||||||
![]() |
| العلامات المرجعية |
| الكلمات الدلالية |
| الأقباط, الافتراء, الحقيقة, اضطهاد |
| الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
| الالحاد بين الحقيقة والخيال | الراجي94 | رد الشبـهـات الـعـامـــة | 2 | 06.05.2012 20:56 |
| قيامة المسيح بين الحقيقة و الافتراء | منتدى المسيح عبدالله1 | كتب رد الشبهات ومقارنة الأديان | 0 | 23.02.2011 04:45 |
| مزاعم اضطهاد المسيحيين في مصر بعيدة تماما عن الحقيقة | queshta | القسم النصراني العام | 4 | 28.05.2010 21:28 |
| استاذة اللاهوت كريستيانا باولوس: مزاعم اضطهاد المسيحيين في مصر بعيدة تماما عن الحقيقة | Ahmed_Negm | كشف أكاذيب المنصرين و المواقع التنصيرية | 0 | 07.05.2010 17:04 |
| الوراق : و ظهور العذراء بين الحقيقة والهراء | عيد عابدين | غرائب و ثمار النصرانية | 5 | 15.12.2009 22:15 |