
09.10.2011, 03:07
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
01.12.2009 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
2.946 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
04.12.2020
(14:47) |
تم شكره 172 مرة في 121 مشاركة
|
|
|
|
|
من بلاغات القرآن الإعجازية و إثبات صدق النبوة العلية
(1)
قال تعالى : {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ}
هل أنت تسير (فى) الأرض أم (على) الأرض ؟ البديهى أنك تسير على الأرض ، لكن القرآن إستخدم الحرف (فى) .
و هذا الحرف يدل على الظرفية ، لذا فالمعنى يتسع لأن الأرض ظرف المشى ، لذا فالإستخدام جائز .
لكن كلمة جائز ليست فى القرآن ، فالتعبير موافق للمعنى تمامًا و تم تغير اللفظ من (على) إلى (فى) لحكمة ، فما هى ؟
عندما تقدم العلم و كشف الله لنا عن أسراره فى الكون عرفنا أن الأرض ليست الكرة الأرضية : يابس ، و ماء فقط ، بل الأرض بغلافها الجوى أيضًا ، فالغلاف الجوى جزء من الأرض يدور معها و يلازمها و مهم لإستمرار الحياة .
و الدليل على ذلك أنك إن ركبت طائرة و إرتفعت بها عن سطح الأرض 30 قدم فإنك لا تقول أنك خرجت من الأرض ، لكن تقول أنك تطير فى الأرض ، فمتى تخرج من الأرض علميًا و حقيقة ؟
عندما تخرج من الغلاف الجوى للأرض ، فأنت فى هذه اللحظة تكون قد خرجت من الأرض ، فالغلاف الجوى متمم للأرض و يدور معها .
لذا نرى إعجاز القرآن فى حرف واحد فقط و هو حرف (فى) فأنت عندما تسير على سطح الأرض إنما تسير فى الأرض بين السطح و الغلاف الجوى .
فمن أعلم محمد - صلى الله عليه و سلم - بحقيقة الأرض و الغلاف الجوى حتى يغير حرف واحد من (على) إلى (فى) ، أم إنه الخبر يأتيه من السماء ؟
إنه وحى السماء ، يأتيه الخبر من السماء .
(2)
قال تعالى {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [ لقمان : 17 ]
ثم نجد فى آية ثانية ، قوله تعالى : {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى : 43]
زادت هنا اللام فى {لمن} أى شخص سيمر عليها سيقول إن اللام للتوكيد و هذا ترادف و ينتهى ، لكن فى القرآن كل حرف تم وضعه بحكمة ، و لا يوجد شىء اسمه مترادفات ، بل كل لفظ جاء ليؤدى معناه .
ففى الآية الأولى يقول تعالى : {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ}
و الصبر هنا نوعان : نوع فيه غريم للإنسان ، و آخر ليس فيه غريم للإنسان .
فعندما أمرض فليس لى غريم ، و عندما أصاب بحادث قضاء و قدر فليس لى غريم ، لكن عندما يضربنى شخص فهناك غريم .
فهناك نوعان من الصبر : صبر النفس و ما ليس لى فيه غريم ، فهذا هين و لا يحتاج إلى طاقة كبيرة ليمارسه الإنسان ، و الصبر الآخر يحتاج إلى جلد و عزيمة و هذا يوجد فيه لى غريم أستطيع أن أنتقم منه أو أعفو و أغفر كما ذكرت الآية الكريمة .
إذًا عندما يتحدث الله عن الصبر بنوعيه يُعطى كل نوع ما يستحقه من وصف للنفس البشرية : فعندما يتحدث عن صبر ليس فيه لى غريم يقول : {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}
أما إن كان فى الصبر لى غريم يقول : {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}
و من كلمة غفر يتضح أن لى غريم أصفح عنه ، فاستخدم اللام تأكيدًا لمعنى الصبر و تؤكد الفرق بين عزم الأمور فى الحالة الأولى عن عزم الأمور فى الحالة الثانية و إختلافه فى الآية الأولى عن الثانية ، و ليس تأكيد المعنى فى الآية نفسها .
فهل كان النبى متذكرًا لكل هذا حتى يقول فى الأولى التى ليس لى فيها غريم {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}
و الثانية التى لى فيها غريم {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} ، هل يتذكر ما قال فى الآية الأولى ليأتى بحرف آخر فى الآية الثانية ؟
إنه الوحى و الخبر يأتيه من السماء .
(3)
مخاطبة الملكات النفسية فى البشر :-
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا}
المشركون الذين يأتون إلى المسجد الحرام يأتون إليه من كل حدب و صوب محملين بالبضائع و التجارة و فى هذه الحالة سيسأل المسلم نفسه من خلال الملكة الإقتصادية عن ضيق الرزق الذى سيحدث لهذا ، و لكون الله عليم بملكات النفس البشرية كونه خلقها ، فهو يعلم السؤال الذى سيخطر على بال البشر ، و هو ضيق الرزق ، فكانت الإجابة على ما سيجول فى أنفسهم مقترنة مع قوله إفعل و لا تفعل
حيث قال تعالى : {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
فهذا كلام الخالق - سبحانه و تعالى - العالم بالنفس البشرية و ملكاتها .
توقيع Moustafa |
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء. قيل: من الغرباء ؟ قال: النزاع من القبائل"
قال أبو عيسى الترمذي في هذا الحديث: "فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس بعدي من سنتي"
الأحكام الشرعية الكبرى (4 / 496) - ط: مكتبة الرشد
قال الشاطبى:
"ولا شك أن الغالب أغلب، فتكالبت على سواد السنة البدع والأهواء، فتفرق أكثرهم شيعاً، وهذه سنة الله في الخلق: إن أهل الحق في جنب أهل الباطل قليل لقوله تعالى: {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} وقوله تعالى: {وقليل من عبادي الشكور} ولينجز الله ما وعد به نبيه صلى الله عليه وسلم من عود وصف الغربة إليه، فإن الغربة لا تكون إلا مع فقد الأهل أو قلتهم، وذلك حين يصير المعروف منكراً والمنكر معروفاً وتصير السنة بدعة والبدعة سنة فيقام على أهل السنة بالتثريب والتعنيف كما كان أولا يقام على أهل البدعة"
الإعتصام (1 / 12) ط: التوحيد
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
"يجب أن يعرف الجهاد الشرعي الذي أمر الله به ورسوله من الجهاد البدعي جهاد أهل الضلال الذين يجاهدون في طاعة الشيطان وهم يظنون أنهم يجاهدون في طاعة الرحمن كجهاد أهل البدع والأهواء كالخوارج ونحوهم الذين يجاهدون فى أهل الإسلام وفيمن هو أولى بالله ورسوله منهم من السابقين الأولين والذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين كما جاهدوا عليا ومن معه وهم لمعاوية ومن معه اشد جهادا"
الرد على الأخنائى (ص: 205) - المطبعة السلفية - القاهرة
|
|