صفحات ناصعات في تاريخ الصحابيات

وهو خارج من المسجد فجاة نادت عليه امراة فقالت
السلام عليكم يا ابا قدامة
فقال وعليكم السلام
فقالت والله لقد سمعتك وانت تنادي في الناس للانفاق في سبيل الله و الجهاد في سبيل الله فما وجدت اغلى عندي من ظفيرتي شعري فقصصتهما لتجعلهما لجاما لفرسك في سبيل الله جل ةعلا
فلما اردنا ان ننصرف للجهاد في سبيل الله في اليوم التالي اعترض طريقي صبي صغير قال
يا ابا قدامة سالتك بالله ان تجيزني في الجهاد في سبيل الله
فقال ابو قدامة انت صغير ولا تقدر ان تحمل السلاح
فقال الغلام سالتك بالله فلقد احتسبتني امي في سبيل الله وقدمتني هدية لله جل وعلا فلا ترد الهدية
فقال اجيزك في الجهاد ولكن بشرط واحد
قال وما هو
قال ان قدر الله لك الشهادة اشفع لي عند الله يوم القيامة
فقال الغلام لك ذلك يا ابا قدامة ان قدر الله لي الشهادة ساشفع لك عند الله عز وجل
يقول ابو قدامة وانصرفنا ومعنا هذا الغلام فكان يجهز لننا الطعام ويفرش لنا في كل مكان ويجهز لنا كل ادوات الجهاد وكان يخدمنا طوال ايام الطريق
وفي ليلة من الليالي ذهب هذا الغلام ليعد لنا طعاما قال فتاخر الغلام فذهبت لاطمئن عليه فوجدته قد اوقد النار ووضع القدر على النار ونام بجوار النار فنظرت اليه فاذا بالغلام يبتسم ثم يبتسم ثم ضحك ثم استيقض
سالته فقلت له ما شانك ايها الغلام
قال انا لله وانا اليه راجعون يا ابا قدامة والله لقد احتسبتني امي عند الله عز وجل فلقد استشهد ابي في العام الماضي واستشهد عمي واخي في العام الذي قبله وقد احتسبتني في هذا العام هدية لله جل وعلا وقالت اذهب يا بني فاني احتسبك عند الله يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
قال فلما نمت يا ابا قدامة رايت في المنام وكان القيامة قد قامت وقد امر الله عز وجل بي ان ادخل الجنة
قال فلما دخلت الجنة رايت باقة عطرة من الحور العين والله لا استطيع ان اصف جمال واحدة منهن ابدا يا ابا قدامة فرايت واحدة منهن تشير الي وتقول هذا زوج المرضية هذا زوج المرضية
فقلت لها وما المرضية
قالت الا تعرف المرضية
قلت لها لا
قالت انها زوجتك في الجنة
قلت لها واين هي المرضية
قالت في هذا القصر فادخله لترى المرضية
قال فطرقت على باب القصر ودخلت القصر فرايت حوراء والله يا ابا قدامة لولا ان الله لم يكتب علينا العمى في الجنة لعمي بصري من شدة نور وجهها ولولا ان الله لم يكتب علينا الجنون لجن عقلي من شدة حسنها وجمالها
فقلت لها انت المرضية
قالت اجل انا اربى لك في خدور الجنة منذ خمسمائة عام
قال فلما مددت يدي اليها
قالت ابعد الله عنك الخنا والفجور موعدي معك غدا بعد صلاة الظهر في جنة الرب الرحيم الغفةر الودود
وفي نفس الموعد الذي حددته الحوراء قال ةاذا بالغلام يقول لي يا ابا قدامة سالتك بالله ثلاثة اسهم
فقال لا تصيعها يا غلام
فقال لن اضيعها يا ابا قدامة ان شاء الله
فاعطيته ثلاثة اسهم
فاخذ سهما فوضعه في كبد قوسه قال
السلام عليك يا ابا قدامة فضرب سهما فقتل روميا
السلام عليك يا ابا قدامة فضرب سهما ثانيا فقتل روميا
في المرة الثالثة قال
السلام عليك يا ابا قدامة سلام مودع فضرب سهما ثالثا فقتل روميا
فانتبه الروم له فضربوه ضربة بسهم اوقعته صريعا من فرسه فلما راه ابو قدامة مضمخا بدماء الشهادة سقط من فرسه خلف الغلام وقال
يا غلام لا تنسى الوصية
يا غلام لا تنسى الوصية
فقال الغلام لن انساها وساشفع لك عند ربي جل ةعلا
ثم قال له يا ابا قدامة سالتك بالله جل و علا ان تاخذ هذا القميص المضمخ بدم الشهادة ان توصله الى امي
فقال له ابو قدامة ومن هي امك يا غلام
قال امي صاحبة الظفيرتين امي صاحبة الظفيرتين
اه ذرية بعضها من بعض تربو على طاعة الله وعلى العز وعلى نصرة دين الله جل وعلا وعلى اتباع حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
قال ابو قدامة فلما انتهى الجهاد وذهبت الى تلك القرية التي فيها ام هذا الفتى
قالت ام الغلام بشرني بكل خير
قال والله لقد مات مقبلا مات وهو يضرب ثلاثة من الروم فقتلهم ثم قتلوه رحمه الله رحمة واسعة ولقد ارسل لك بهذا القميص المضمخ بدم الشهادة وقال لك ابشري يا اماه فلقد قبلت الهدية وزفت المرضية الي في جنة رب البرية جل وعلا فسقطت اخته ميتة فنظرت الام الى ابنتها وقالت الحمد لله الذي لم يخرج من نسلي نسلا الى نار جهنم ثم حمدت ربها جل وعلا واسترجعت

يقول الله عز وجل
إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111

بارك الله فيك اختي
متابعة ان شاء الله