رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
الإمام أحمد بن حنبل
نسبه وقبيلته هو أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني, قال ابن الأثير : ليس في العرب أعز دارا ولا أمنع جارا ولا أكثر خلقا من شيبان. وكان في شيبان الكثير من القادة والعلماء والأدباء والشعراء, فالإمام أحمد عربي أصيل ينتمي إلى هذه القبيلة, وهي قبيلة ربيعية عدنانية تتلقى مع النبي صلى الله عليه وسلم في نزار بن معد بن عدنان. وكان الإمام أحمد رحمه الله رجلا طوالا رقيقا أسمر اللون كثير التواضع. مولده ولد سنة 164 هــ , 780 م ببغداد وعاش فيها, لكنه تنقل بين كثير من البلاد طلبا للعلم حتى ذهب الى الشامات والسواحل والمغرب والجزائر ومكة والمدينة والحجاز واليمن والعراق وفارس وخرسان والجبال والأطراف والثغور........ طفولته وتربيته نشأ أحمد بن حنبل يتيما , تعلم القرآن في صغره وتلاه تلاوة جيدة وحفظه عن ظهر قلب, وعندما تجاوز الخامسة عشر من عمره, بدأ يطلب العلم وأول من طلب العلم عليه هو الإمام أبو يوسف القاضي حياته وبعد مرور فترة له مع أبي يوسف وجد الإمام أحمد أنه يرتاح لطلب الحديث أكثر فتحول الى مجالس الحديث وأعجبه هذا النهج واتفق مع صلاحه وورعه وتقواه وأخذ يجول ويرحل في سبيل الحديث حتى ذهب إلى الشامات والسواحل والمغرب والجزائر ومكة والمدينة والحجاز واليمن والعراق وفارس وخرسان والجبال والأطراف والثغور ...... ولقد التقى الشافعي في أول رحلة من رحلاته الحجازية في الحرم واعجب به وظل الامام أحمد اربعين سنة ما يبيت ليلة الا ويدعوفيها للشافعي وكان يقول عندما يروي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ان الله يبعث على راس كل امة من يجدد لهذه الامة امر دينها كان يقول : لقد ارسل الله تعالى سيدنا عمر بن عبد العزيز يجدد لهذه الامة دينها على راس المائة الثالثة وقد حيل بين احمد ومالك بن انس فلم يوفق للقائه وكان يقول : لقد حرمت لقاء مالك فعوضني الله عز وجل عنه سفيان بن عيينة ..... اهم ملامح شخصيته واخلاقه ورعه وتقواه وتعففه من عظيم ما عرف به الامام احمد تعففه وله في ذلك قصص رائعة فقد كان يسترزق بادنى عمل وكان يرفض ان ياخذ من صديق ولا شيخ ولا حاكم قرضا او هبة او ارثا لاحد يؤثره به وقد يقبل الهدية ولكنه يعجل في اعطاء من اهداه هدية مثلها او خيرا منها رافعا بذلك شان العلم والعلماء ولقد اجمعت الامة على صلاحه وكان مضرب مثل في الصلاح والتقوى حتى ان بعض العلماء قال : لو ان احدا قال : ان الامام احمد هو من اهل الجنة لم يحنث ولم يتآلى على الله تعالى ودليلهم على ذلك اجماع اهل العراق والشام وغيرهم على هذا الامر والاجماع حجة واجماع الامة على هذا الامر انما كان بعد مماته. وقد صنف الامام في الزهد كتابا عظيما , اغلب الظن كما قال الحافظ الامام ابن كثير انه كان ياخذ بما امكنه منه قال ابو داود: كانت مجالس احمد مجالس آخرة لايذكر فيها شئ من امر الدنيا وما رايت احمد بن حنبل ذكر الدنيا قط وقال مرة لابنه صالح : اذا لم يكن عندي قطعة يعني من المال افرح وقال ما اعدُل الفقر شيئا وصدق رحمه الله اذ صبر على الفقر طول عمره. ثبات الامام رغم المحنة كان الامام احمد على موعد مع المحنة التي تحملها في شجاعة ورفض الخضوع والتنازل في القول بمسالة عم البلاء بها وحمل الخليفة المامون الناس على قبولها قسرا وقهرا دون دليل او بينة. تفاصيل المحنة ان المامون اعلن في سنة 218 هـ 833 م دعوته الى القول بان القران مخلوق كغيره من المخلقات وحمل الفقهاء على قبولها ولو اقتضى ذلك تعريضهم للتعذيب فامتثلوا خوفا ورهبا وامتنع احمد بن حنبل ومحمد بن نوح عن القول بما يطلبه الخليفة فكبلا بالحديد وبعث بهما الى بغداد الى المامون لينظر في امرهما غير انه توفي وهما في طريقهما اليه , فاعيدا مكبلين الى بغداد. وكان الامام عند حسن الظن فلم تلن عزيمته او يضعف ايمانه او تهتز ثقته فمكث في المسجد عامين وثلث العام وهو صامد كالرواسي وحمل الى المعتصم الذي واصل سيرة اخيه على حمل الناس على القول بخلق القران واتخذت معه في حضرة الخليفة وسائل الترغيب والترهيب ليضفر المجتمعون منه بكلمة واحدة تؤيدهم فيما يزعمون , يقول له: ما تقول في القران ؟ فيجيب : هو كلام الله , فيقولون له , امخلوق هو؟ فيجيب : هو كلام الله ولا يزيد على ذلك. ويبالغ الخليفة في استمالته وترغيبه ليجيبهم الى مقالتهم لكنه كان يزداد اصرارا فلما ايسوا منه علقوه من عقبيه , وراحوا يضربونه بالسياط دون ان يستشعر واحد منهم بالخجل وهو يضرب انسانا لم يقترف جرما او ينتهك عرضا او اصاب ذنبا فما بالك وهم يضربون اماما فقيها ومحدثا ورعا ياتم به الناس ويقتدون به ولم تاخذهم شفقة وهم يتعاقبون على جلد جسد الامام الواهن بسياطهم , حتى اغمي عليه , ثم اطلق سراحه وعاد الى بيته ثم منع بالاجتماع بالناس في عهد الخليفة الواثق ( (227-232هـ = 841-846م)، ) لا يخرج من بيته الا للصلاة ,حتى ولي المتوكل الخلافة سنة (232هـ = 846م)، فمنع القول بخلق القرآن، ورد للإمام أحمد اعتباره، فعاد إلى الدرس والتحديث في المسجد.[أحمد بن حنبل ـ محمد أبو زهرة ]. شيوخه هشيم، وسفيان بن عيينة، وإبراهيم بن سعد، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى القطان، والوليد بن مسلم، وإسماعيل بن علية،وعلي بن هاشم ابن البريد، ومعتمر بن سليمان، وعمر بن محمد ابن أخت الثوري، ويحيى بن سليم الطائفي، وغندر، وبشر بن المفضل، وزياد البكائي، وأبو بكر بن عياش، وأبو خالد الأحمر، وعباد بن عباد المهلبي، وعباد بن العوام، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وعمر بن عبيد الطنافسي، والمطلب بن زياد، ويحيى بن أبي زائدة، والقاضي أبو يوسف، ووكيع، وابن نمير، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، والشافعي وغيرهم... تلاميذه البخاري ومسلم وابو داود وابناه صالح وعبد الله وشيوخه عبد الرزاق والحسن بن موسى الاشيب.... ومن تلاميذه أيضًا أحمد بن محمد بن الحجاج أبو بكر المروزي الفقيه، أحد الأعلام وأجلّ أصحاب الإمام أحمد بن حنبل، وكان أبوه خوارزمياً وأمه مروزية، حمل عن أحمد علماً كثيراً ولزمه إلى أن مات، وصنّف في الحديث والسنّة والفقه وهو الذي تولى غماض أحمد بن حنبل وغسله. من مؤلفاته: كتاب المسند وهو أكبر داووين السنة المطهرة حيث يحوي أربعين ألفًا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، انتقاها الإمام أحمد من بين سبعمائة وخمسين ألف حديث. وله من الكتب أيضًا كتاب الأشربة، وكتاب الزهد، وكتاب فضائل الصحابة، وكتاب المسائل، وكتاب الصلاة وما يلزم فيها، وكتاب الناسخ والمنسوخ، وكتاب العلل، وكتاب السنن في الفقه... وعن أبي زرعة قال: حزر كتب أحمد يوم مات فكانت اثني عشر حملاً... منهجه العلمي: اشتُهِرَ الإمام أحمد أنه محدِّث أكثر من أن يشتهر أنه فقيه مع أنه كان إماماً في كليهما. ومن شدة ورعه ما كان يأخذ من القياس إلا الواضح وعند الضرورة فقط وذلك لأنه كان محدِّث عصره وقد جُمِعَ له من الأحاديث ما لم يجتمع لغيره، فقد كتب مسنده من أصل سبعمائة وخمسين ألف حديث، و كان لا يكتب إلا القرآن والحديث من هنا عُرِفَ فقه الإمام أحمد بأنه الفقه بالمأثور، فكان لا يفتي في مسألة إلا إن وجد لها من أفتى بها من قبل صحابياً كان أو تابعياً أو إماماً. وإذا وجد للصحابة قولين أو أكثر، اختار واحداً من هذه الأقوال وقد لا يترجَّح عنده قول صحابي على الآخر فيكون للإمام أحمد في هذه المسألة قولين... وهكذا فقد تميز فقهه أنه في العبادات لا يخرج عن الأثر قيد شعرة، فليس من المعقول عنده أن يعبد أحد ربه بالقياس أو بالرأي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "صلوا كما رأيتموني أصلي "، ويقول في الحج: " خذوا عني مناسككم ". وكان الإمام أحمد شديد الورع فيما يتعلق بالعبادات التي يعتبرها حق لله على عباده وهذا الحق لا يجوز مطلقاً أن يتساهل أو يتهاون فيه. أما في المعاملات فيتميز فقهه بالسهولة والمرونة و الصلاح لكل بيئة وعصر، فقد تمسَّك أحمد بنصوص الشرع التي غلب عليها التيسير لا التعسير. مثال ذلك: "الأصل في العقود عنده الإباحة ما لم يعارضها نص "، بينما عند بعض الأئمة الأصل في العقود الحظر ما لم يرد على إباحتها نص. وكان شديد الورع في الفتاوى وكان ينهى تلامذته أن يكتبوا عنه الأحاديث فإذا رأى أحداً يكتب عنه الفتاوى، نهاه وقال له: "لعلي أطلع فيما بعد على ما لم أطلع عليه من المعلوم فأغير فتواي فأين أجدك لأخبرك؟. و لما علم الله تعالى صدق نيته وقصده قيَّض له تلامذة من بعده يكتبون فتاويه وقد كتبوا عنه أكثر من ستين ألف مسألة. ولقد أخذ بمبدأ الإستصحاب كما أخذ بالأحاديث المرسلة. ما قيل عنه: قيل لأبي زرعة: مَنْ رأيتَ مِن المشايخ المحدثين أحفظ؟ فقال: أحمد بن حنبل حزرت كتبه اليوم الذي مات فيه فبلغت اثني عشر حملا وعدلا ما كان على ظهر كتاب منها حديث فلان ولا في بطنه حديث فلان وكل ذلك كان يحفظه عن ظهر قلبه. وعن ابراهيم الحربي قال: رأيت أحمد بن حنبل كأن الله قد جمع له علم الأولين والآخرين من كل صنف يقول ما شاء ويمسك ما شاء. وعن أحمد بن سنان قال: ما رأيت يزيد بن هارون لأحد أشد تعظيما منه لأحمد بن حنبل ولا رأيته أكرم أحداً كرامته لأحمد بن حنبل وكان يقعد إلى جنبه إذا حدثنا وكان يوقره ولا يمازحه، ومرض أحمد فركب إليه فعاده. قال ابن الجوزي: كانت مخايل النجابة تظهر من أحمد رضي الله عنه من زمان الصبا وكان حفظه للعلم من ذلك الزمان غزيرا وعمله به متوفرًا، فلذلك كان مشايخه يعظمونه فكان إسماعيل بن علية يقدمه وقت الصلاة يصلي بهم وضحك أصحابه يومًا فقال: أتضحكون وعندي أحمد بن حنبل؟. وقال عبد الرزاق: ما رأيت افقه ولا أورع من أحمد بن حنبل. وقال وكيع وحفص بن غياث: ما قدم الكوفة مثل أحمد بن حنبل. وقال أبو الوليد الطيالسي: ما بالمصرين احد احب الي من أحمد بن حنبل. وكان ابن مهدي يقول: ما نظرت إليه الا ذكرت به سفيان الثوري ولقد كاد هذا الغلام أن يكون إمامًا في بطن أمه. وقال يحيى بن سعيد: ما قدم عليَّ مثل أحمد بن حنبل. وقال أبو عاصم النبيل وقد ذكر طلاب العلم فقال: ما رأينا في القوم مثل أحمد بن حنبل وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبا زرعة يقول: كان أبوك يحفظ ألف ألف حديث، فقلت له: وما يدريك؟ فقال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب... وفاته : توفي في بغداد سنة 241 هـ، 855 م، وقد استكمل سبعاً وسبعين سنة. قال المروزي: مرض أبو عبد الله ليلة الأربعاء لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومائتين ومرض تسعة أيام وتسامع الناس فأقبلوا لعيادته ولزموا الباب الليل والنهار يبيتون فربما أذن للناس فيدخلون أفواجا يسلّمون عليه فيرد عليهم بيده. وقال أبو عبد الله: جاءني حاجب لابن طاهر فقال: إن الأمير يقرئك السلام وهو يشتهي أن يراك فقلت له: هذا مما أكره وأمير المؤمنين قد أعفاني مما أكره. ووضّأته فقال: خلل الأصابع، فلما كان يوم الجمعة اجتمع الناس حتى ملأوا السكك والشوارع فلما كان صدر النهار قبض رحمه الله فصاح الناس وعلت الاصوات بالبكاء حتى كأن الدنيا قد ارتجت. وعن حنبل قال: أعطى بعض ولد الفضل بن الربيع أبا عبد الله وهو في الحبس ثلاث شعرات فقال: هذا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، فأوصى أبو عبد الله عند موته أن يجعل على كل عينٍ شعرة، وشعرة على لسانه ففعل ذلك به بعد موته. وعن صالح بن أحمد قال: قال لي أبي: جئني بالكتاب الذي فيه حديث بن إدريس عن ليث عن طاووس أنه كان يكره الأنين فقرأته عليه فلم يئن إلا في الليلة التي مات فيها. وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: لما حضرت أبي الوفاة جلست عنده وبيدي الخرقة لأشد بها لحييه فجعل يعرق ثم يفيق ثم يفتح عينيه ويقول بيده هكذا لا بعد لا بعد، ففعل هذا مرة وثانية، فلما كان في الثالثة قلت له: يا أبة أي شيء هذا قد لهجت به في هذا الوقت تعرق حتى نقول قد قضيت ثم تعود فتقول لا بعد لا بعد. فقال لي: يا بني ما تدري ما قلت؟ قلت: ل،فقال: إبليس لعنه الله قائم حدائي عاض على أنامله يقول لي: يا أحمد فُتَنّي فأقول: لا بعد، لا بعد حتى أموت. وعن بنان بن أحمد القصباني أنه حضر جنازة أحمد بن حنبل فيمن حضر قال: فكانت الصفوف من الميدان إلى قنطرة باب القطيعة وحزر من حضرها من الرجال ثمانمائة ألف ومن النساء ستين ألف امرأة. للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
الإمام أحمد بن حنبل
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
إيمان 1
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكى اختى الغاليه (ايمان) سلمت يداكى مشكوره على ترجمة المختصره الامام احمد ابن حبل فهى مليئه بالمعلومات القيمه نفع الله بكى ورفع قدر وجعل كل ما كتبتيه فى ميزان حسناتك انى احبك فى الله المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته بارك الله فيك اختي الحبيبة ونفع بك شرفني مرورك الطيب جزاك الله الجنة احبك الله الذي احببتيني فيه وانا احبك في الله |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
أحمد, الإمام, يمثل |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
أدوات الموضوع | |
أنواع عرض الموضوع | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
كوني جنته .. ملف خاص جداً | أمــة الله | قسم الأسرة و المجتمع | 19 | 29.04.2015 19:18 |
هذه هي عقيدة الأمام المجدد محمد بن عبدالوهاب ردا على المشككين | الاشبيلي | العقيدة و الفقه | 1 | 22.07.2010 09:53 |
كتاب العقيدة للإمام أحمد ابن حنبل رضي الله عنه | أم جهاد | العقيدة و الفقه | 2 | 02.05.2010 13:12 |
ترجمة الإمام محمد بن عبد الوهاب | نور عمر | القسم الإسلامي العام | 4 | 24.01.2010 01:43 |