فالقرأن المجيد يعبر عن نفسه وعن أصالته وعن كونه وحيا من العلى الاعلى خالق السماوات والأرض فهذه الرسالة العظيمة هى الهدى والنور الذى تحرك بهما التاريخ الانسانى كله فالحضارة اليهودية لم تقم على التوراة بل على نقل واستلاب حضارات الاخرين والحضارة المسيحية لم تقم على انجيل وانما على اكتاف الوثنية الرومانية والفرعونية والاغريقية ولنا فى مجمع خلقيدونية صورة وعبرة حينما أقر النصارى الثالوث الوثنى بعيدا عن كل تعاليم المسيح أما الحضارة الأسلامية فهى الحضارة الوحيدة فى التاريخ الأنسانى التى قامت على كتاب واحد هو القرأن المجيد وحتى السنة النبوية تستمد شرعيتها من اقرار القرأن المجيد لها فهذا الكتاب الذى به تغيرت مصائر شعوب باكملها يستحق الأنصاف والتدبر لا أن يأتى مسكين ليقول كيف تتشابه بعض الأشعار مع القصص القرأنى بدلا من يسئل نفسه عن تاريخ هذه الاشعارومستواها البلاغى بالنسبة للقرأن العظيم وأختم هذه النقطة بقول الوليد بن المغيرة رأس الكفر فى قريش حين سُئل عن القرأن فنطق بالحق قائلا: " وماذا أقول ؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني ، ولا أعلم برجزه ولا بقصيدته مني ، ولا بأشعار الجن . والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ، ووالله ، إن لقوله الذي يقول حلاوة ، وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه ، مغدق أسفله ، وإنه ليعلو وما يعلا ، وأنه ليحطم ما تحته."[2]
ثانيا تخريج اسانيد مسألة نافع بن الازرق والرواية الصحيحة:
قال السيوطى رحمه الله تعالى"وأخرج أبو بكر بن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء منها قطعة وهي المعلم عليها بالحمرة صورة ك قال حدثنا بشر بن أنس أنبأنا محمد بن علي ابن الحسن بن شقيق أنبأنا أبو صالح هدبة بن مجاهد أنبأنا مجاهد بن شجاع أنبأنا محمد بن زياد اليشكري عن ميمون بن مهران قال دخل نافع بن الأزرق المسجد فذكره"السند السابق فيه محمد بن زياد اليشكرى:كذاب وضاع متروك الحديث[3]كما ان الجزء الذى رواه هذا الاسناد ذكر فيه ابن عباس بيت الشعر ولم يذكر اسم الشاعر فلا شبهة وهذا مارواه الحاكم فى المستدرك بهذا الاسناد فقال:حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ، ثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن حمزة المروزي ، ثنا أبو صالح هدية بن عبد الوهاب ، أنبأ محمد بن شجاع ، عن محمد بن زياد اليشكري ، عن ميمون بن مهران ، أن نافع بن الأزرق ، سأل ابن عباس ، فقال : أخبرني عن قول الله عز وجل { وقد بلغت من الكبر عتيا } ما العتي ؟ قال : " البؤس من الكبر " قال الشاعر: إنما يعذر الوليد ولا يعذر من كان في الزمان عتيا:
[2]رواه الحاكم فى المستدرك وحسنه الالبانى فى صحيح السيرة
[3]المصدر الاليكترونى: