![]() |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :13 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() تاسعا: الإغراب في ترجمة أسماء السور القرآنية: أصر جاك بيرك على أن ينهج في ترجمة أسماء السور منهجا غريبا يصعب تلمس خيوطه ومعالمه، فهو لا يلتزم أحيانا بصيغة الجمع الواردة في أسماء بعض السور كما في الذاريات التي يسميها بفعل: Vanner ( ذرَى ) حيث انتقل اسم السورة من اسم الفاعل بالجمع إلى صيغة الفعل ثم إن الفعل الذي أتى به المترجم لا يؤدي المعنى المطلوب، فالسورة تتحدث في مستهلها عن الرياح التي تذرو الغبار فتفرقه وتحمل الرمال من مكان إلى آخر. ولـدى الرجـوع إلى الترجمات القرآنيـة الأخرى وجدناها جميعا قد التزمت بصيغة الجمع كما عند محمد حميد الله ( qui éparpillent ) ودنيس ماصون ( Ceux qui se déplacent rapidement ) وغيرهما. أما سورة المرسلات فيترجمها بيرك بلفظة l 'envoi بمعنى الإرسال وشتان بين اسم المفعول بالجمع ( المرسلات ) والمصدر ( الإرسال ) . ومهما اختلف المفسرون في معنى المرسلات هل هي الرياح التي تهب متتابعة أو الملائكـة؟ فإنها تفسر عندهم جميعا بالجمع و لا مجال للحديث عن الإرسال في صيغة المصدر. ولكي يسوغ المترجم ما رجحه، حاول في الحاشية أن يوهم القارئ بأن من معاني المرسلات: الرياح والملائكة وعملية إرسال الوحي، ثم قال: ويبدو التفسير الأخير أكثر رجحانا، وهذا افتراء من الرجل، إذ إن جل المفسرين أجمعوا على أن اسم السورة يتفاوت معناه بين معنى الرياح ومعنى الملائكة، ولم يقل أحد بأن معناه: عملية إرسال الوحي. وفي السياق نفسه نجد جاك بيرك يترجم اسم سورة الفتح الذي هو مصدر بجملة غريبة وهي قوله: Tout s'ouvre ، أي ما معناه ( كل شيء ينفتح ) ، ولا شك أن معنى اسم السورة هو النصر والتمكين بدليل أن السورة تتحدث عن صلح الحديبية الذي تم بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين المشركين سنة ست من الهجرة والذي كان بداية للفتح الأعظم ( فتح مكة ) وهو المراد باسم السورة ومستهلها، وهو المستهل الذي ترجمه بقوله : C 'est bien Nous qui pour toi ouvrons l'ouverture éclatante . أي: "إنا نحن الذين نفتح لك ( الفتحة ) أو الانفتاح الواضح ". وهو ما لا يؤدي بتاتا إلى المعنى المراد من قوله تعالى: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا . والأغرب من هذا كله ترجمته لاسم سورة الروم بلفظة "Rome " أي مدينة روما، في حين أن لفظة "الروم" في اسم السورة ومستهلها: "الم * غُلِبَـتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ " يقصد بها البيزنطيون وهو ما لم يخالف في تفسيره أو ترجمته من طرف المسلمين أو المستشرقين أحد فيما نعلم. والعجيب في الأمر استهزاء المترجم بالمقاصد القرآنية وبقواعد وضوابط الترجمة التي ينبغي مراعاتها بدقة وأمانة وذلك عندما يشير في الحامشية إلى أنه يعلم جيدا أن المراد بالروم هم البيزنطيون، لكنه أراد ترخيم الصوت فوضع بدل ذلك اسم روما، يقول:"لأسباب ترخيم الصوت نقول: روما، حيث كان يجب وضع لفظة "البيزنطيون . ثمة ملاحظة أخرى ترتبط بذكر المترجم لأسماء أخرى عرفت بها بعض السور وقد نص عليها بطريقة مشوشة ومُربكة لذهن القارئ الغربي، حيث درج بيرك على وضع اسمين اثنين لبعض السور عنوانا لها، مثال ذلك قوله: ( المؤمن أو غافر ) ( التوبة أو براءة ) ( الإسراء أو بنو إسرائيل ) وهكذا. ولا شك أن القارئ غير المسلم قد تنتابه الدهشة عند قراءته لمثل هذه العناوين المتنوعة الموضوعة لأسماء السور فيعتقد أنه خلاف وارد أو تردُّد حاصل من طرف مَنْ جمع القرآن، وقد يذهب به الخيال بعيدا لتصوُّر ما لا ينبغي في حق كتاب الله تعالى، وقد كان الأجدر بالمترجم أن يوضح ذلك في الحاشية مع الاقتصار على وضع الراجح والمشهور من الأسمـاء عنـد رؤوس السور فيقتصر مثلا في الأمثلة على: سورة غافر وسورة التوبة وسورة الإسراء وهكذا، ولسنا ندري لماذا يميل جاك بيرك إلى مخالفة غيره من المترجمين فيما وفقوا إلى حد ما إلى ترجيحه، في حين يقع هو في كثير مـن الاجتهـادات الغريبة غير الموفقة التي تدل بجلاء على شذوذ فاضح وإغراب واضح؟. المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
للمستشرق, ملاحظات, أغاني, الناجحين, المستشرق, الفرنسى, القادحين, القرآن, تحرك, ترجمة, ترجمة القرآن, جاك بيرك, حسن عزوزي, دكتور, عزوزي |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
أدوات الموضوع | |
أنواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
سؤال عن ترجمة المستشرق جاك بيرك للقرءان | مسلمه مصريه | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم | 4 | 27.11.2011 15:09 |
بشرى 20 ألف مسلم بالجيش الفرنسى يصومون رمضان بقرار رسمى | Zainab Ebraheem | قسم الحوار العام | 6 | 05.08.2011 05:43 |
ترجمة القرآن... ضروووري و عاجل رجاءً | هاجر | دعم المسلمين الجدد | 5 | 30.08.2010 14:22 |