![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() مقدمة الكاتب يعد تقويم ترجمات معاني القرآن الكريم الذائعة الصيت والواسعة الانتشار مع التنبيه على مضامينها ومحتوياتها من أفضل السبل وأجدى الطرق الكفيلة بتحسين صورة الإسلام وبيان حقائق القرآن ومعانيه الصحيحة. ولما كانت ترجمة المستشرق الفرنسي جاك بيرك لمعاني القرآن الكريم من أبرز المحاولات المعاصرة التي لقيت صدى واسعا وتوفية إعلامية هائلة جعلتها تتربع كرسي الصدارة في الاستشراق الفرنسي، فإن العمل على تقويمها وإبداء ملاحظات عليها يتطلب الإحاطة بمنهج المترجم في التعامل مع المصطلحات والألفاظ القرآنية بكل ما تتضمنه من إشارات وظلال، ثم استعراض الطريقة المتبعة في نقل الآيات القرآنية بما تحمله من معان وإيحاءات وروعة بيان وتركيب. وهذا ما سأحاول في هذا البحث -بإذن الله- فحصه ودراسته وتصنيفه بعد الإفصاح عن دواعي اختيار ترجمة جاك بيرك، واستعراض بعض مواقف المترجم من القضايا القرآنية في مقدمته. تمهيد : لماذا ترجمة جاك بيرك صدرت ترجمة بيرك لمعاني القرآن الكريم سنة ( 1990 ) وقد صـدرت في هذه السنة ترجمتان فرنسيتان أخريان وهما لكل من أندريه شوراكي ورينيه خوام، وقد اشتهرت ترجمة بيرك أكثر من غيرها لأسباب وعوامل معينة هي التي دفعتنا إلى اختيارها لإبداء ملاحظات حولها، وترجع هذه الأسباب والعوامل إلى ما يلي: أولا: لقد أمضى بيرك في إعداد الترجمة أكثر من عشر سنوات متواصلة مما قد يفهم منه أن الرجل قد وفَّى المشروع حقه من الوقت، وأنه كان متريثا ومدققا وعلى غير عجلة من أمره، وهو ما يعطي للعمل أهميته وقيمته. ولعل ما يعزز هذا العامل تصريح بيرك بأنه أعاد قراءة الترجمة وتنقيحها ثلاث مرات كما أنـه استأنس بمعظم التفاسير القرآنية المشهورة التي وضع أمام القارئ لائحة بعناوينها ، فهذه الأمور جميعها تدفع إلى اختيار هذه الترجمة على غيرها أملا في اكتشاف عمل أفضل وأقرب إلى الصواب من غيره، من الأعمال في مجال ترجمة معاني القرآن الكريم. ثانيا: يعد جاك بيرك من أبرز المستعربين المعاصرين، وإجادته للغة العربية وقواعدها - بالرغم مما يعتريها من نواقص كما سوف نرى- جيدة بالمقارنة مع مستويات إتقانها من طرف زملائه من المستشرقين، ولعل هذا ما أَهَّله لأن يكون عضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، حيث رأى فيه أعضاء المجمع الرجل المستعرب القادر على مناقشة مختلف القضايا اللغوية ودراستها. ولا شك أن مَن كان هذا حاله يعد أقدر من غيره على التجاوب والتعامل مع النصوص القرآنية فهما وترجمة وتعليقا، فكان هذا الأمر من بين العوامل والدوافع الرئيسة إلى اختيار ترجمته لتقويمها وإبداء ملاحظات عليها. ثالثا: عُرِف جاك بيرك لدى المهتمين والمتتبعين باعتداله وموضوعيته وعدم تهجمه على الإسلام بصفة مباشرة، فهو يعد نفسه ( أخا العرب ) ، وبالرغم من أن حقيقة الأمر تدل على أن مواقف الرجل من الإسلام لا تخلو من انتقاد وتهجم واستهتار أحيانا ببعض القضايا والمبادئ والأسس الإسلامية ( كما عبر عن ذلك في مقدمة الترجمة ) ، إلا أن موقع بيرك ضمن المنظومة الاستشراقية المعاصرة يعد متميزا بالمقارنة مع غيره من زملائه الذين يباشرون التهجم وتشويه الحقائق بصورة تصدم المشاعر وتقوض البداهات والمسَلَّمات التي نؤمـن بها. رابعا: لعل من أبرز الأسباب والدواعي التي دفعتنا إلى اختيار عمل جاك بيرك ما أحدثته ترجمته من صدى واسع عشية صدورها وبعد ذلك بسنوات، حيث تلقت مختلف وسائل الإعلام العربية والفرنسية خبر صدور الترجمة بكثير من الترحاب؛ نظرا لشهرة الرجل وموقعه المتميز في منظومة الاستعراب والاستشراق، وقد ساهمت الخدمة الإعلامية المكثفة لحدث صدور ترجمة جاك بيرك في إشهارها وذيوع خبرها، وراحت كثير من صحفنا ومجلاتنا العربية تتسابق لإجراء حوار أو استجواب مع المترجِم الذي استغل الفرصة لإبداء كل مشاعـر التقدير والاحترام تجاه القرآن الكريم متشدقا بكون ترجمتـه تعد الأفضل والأحسن. وإذا كان اشتهار أمر الترجمة وذيوع خبرها من بين الأسباب التي دفعتنا إلى اختيارها لفحصها وتقويمها، فإننا لا ننكر أن مما يحز في النفس بعد قراءة الترجمة ودراستها - أن بيرك قد تسنم بعد صدور ترجمته مجدا أثيلا لا يستحقه، كما أن ترجمته لمعاني القرآن الكريم قد تبوأت مكانة وشهرة لا تستحقها البتة، فالإعلاميون بمختلف توجهاتهم راحوا يطلقون أحكاما إيجابية وتبجيلية على الترجمة بصورة مجانية، وأخذوا يُضفون عليها هالة من الإشادة والتقدير من دون اطلاع على محتوياتها ومضامينها، ولما كان الحكم على الشيء فرعا عن تصوره بات لزاما على كل من أراد أن يطلق حكما على عمل علمي ما - لا يخلو بطبيعته من نواقص وأخطاء - أن يقرأ العمل كاملا أو بعضا منه على الأقل، وهذا ما أكده جاك بيرك نفسه في معرض رده على بعض الانتقادات التي وجهت إلى ترجمته لمعاني القرآن، عندما ذهب إلى أن فترة السنوات الثلاث التي أعقبت صدور ترجمته تعد غير كافية لمن أراد أن يقدم نقدا علميا ضافيا للإنجاز البيركي كاملا. خامسا: لا شك أن أبرز سبب دفع إلى اختيار ترجمة جاك بيرك لمعاني القرآن الكريم هو الرغبة في بيان الحقيقة، وأن ما شاع من أن ترجمة الرجل تعد جيدة للغاية وأقرب ما تكون إلى الصواب أمر غير صحيح، وهي إشاعـة قائمة على أسباب غير موضوعية ولا علمية، فالدراسة العلمية المتعمقة والمتأنية لعمل بيرك تدل بوضوح على أن ثمة أخطاء فظيعة ونواقص كثيرة احتوت عليها الترجمة تجعل من الصورة الرائجة عنها أمرا غير صحيح، لذلك فإن واجب تصحيح المفاهيم السلبية والاجتهادات الخاطئة والمحاولات المغرضة لقلب الحقائـق، وليّ أعناق النصوص القرآنيـة، وتحريف المعاني وتشويه المقاصـد مما تضمنته الترجمة يفرض الفحص الموضوعي الجيد والتقويم العلمـي الصحيح، المدعم بالأدلة والبراهين الموثقة. للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
ملاحظات حول ترجمة معاني القرآن للمستشرق الفرنسي جاك بيرك - دكتور حسن عزوزي
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
د/مسلمة
المزيد من مواضيعي
|
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
للمستشرق, ملاحظات, أغاني, الناجحين, المستشرق, الفرنسى, القادحين, القرآن, تحرك, ترجمة, ترجمة القرآن, جاك بيرك, حسن عزوزي, دكتور, عزوزي |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
سؤال عن ترجمة المستشرق جاك بيرك للقرءان | مسلمه مصريه | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم | 4 | 27.11.2011 15:09 |
بشرى 20 ألف مسلم بالجيش الفرنسى يصومون رمضان بقرار رسمى | Zainab Ebraheem | قسم الحوار العام | 6 | 05.08.2011 05:43 |
ترجمة القرآن... ضروووري و عاجل رجاءً | هاجر | دعم المسلمين الجدد | 5 | 30.08.2010 14:22 |