أرجو أن تلاحظ يا أستاذ
جورج أنك لم تحضر لنا هذه الروايات التى إستنبطت منها أن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - أراد الزواج و الدخول بالسيدة عائشة - رضى الله عنها - فى نفس الوقت و هى فى سن السادسة أو السابعة .
فنحن نتناقش بالروايات الصحيحة عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - أما الكلام الذى يتناثر هنا و هناك مما لا نجد له مرجع من الروايات الصحيحة ، فلا حاجة لنا به ، و أعتقد أنه لا حاجة لك به أنت الآخر ، فهو بمثابة إشاعة لا دليل على صحتها ، فإن كان لديك مصدر لتلك المعلومات فقدمه لنا .
الأمر الثانى هو أنه على فرض صحة كلامك بأنه - صلى الله عليه و سلم - إنما أراد عقد و دخول ، فيرد هذا الزعم كون الصديق لا يُخالف رسول الله - صلى الله عليه و سلم - فى أى أمر .
- فهل كان أبو بكر الصديق - رضى الله عنه - سيمنع رسول الله - صلى الله عليه و سلم - من ذلك ؟
الإجابة :
لا .
الأدلة على ذلك :-
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
بينما راع في غنمه عدا الذئب فأخذ منها شاة فطلبها حتى استنقذها فالتفت إليه الذئب فقال له من لها يوم السبع ليس لها راع غيري فقال الناس سبحان الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم فإني أومن به وأبو بكر وعمر وما ثم أبو بكر وعمر "
[ صحيح البخارى : 3414 ]
فالصديق أبو بكر - رضى الله عنه - يؤمن بكل ما يصدر من النبى - صلى الله عليه و سلم - و لا يمكن أن يراجعه فى شىء إن طلب زواجاً و دخول .
أما الأحاديث الصحيحة الواردة فى ذلك نذكر منها التالى على لسان السيدة عائشة :-
عن عائشة قالت : "
تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين وبنى بي وأنا بنت تسع سنين قالت فقدمنا المدينة فوعكت شهرا فوفى شعري جميمة فأتتني أم رومان وأنا على أرجوحة ومعي صواحبي فصرخت بي فأتيتها وما أدري ما تريد بي فأخذت بيدي فأوقفتني على الباب فقلت هه هه حتى ذهب نفسي فأدخلتني بيتا فإذا نسوة من الأنصار فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن فغسلن رأسي وأصلحنني فلم يرعني إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمنني إليه "
[ صحيح مسلم : 2547 ]
و عن عائشة قالت : "
تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال وبنى بي في شوال فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني قال وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال "
[ صحيح مسلم : 2551 ]