آخر 20 مشاركات
الهولي بايبل و معاملة النساء زمن الحروب و الصّراعات المسلّحة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إجابة عن سؤال : ماذا قدّم المسلمون للبشرية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          المهتدي مويزو روتشيلد و رحلة من اليهودية إلى الإسلام (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أسرار خطيرة عن التمويلات الكنَسية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة مُباركة من سورة الزّمر : الشيخ إبراهيم أبو حجلة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة مُباركة من سورة فاطر : الشيخ القارئ إياد عوني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الخمر و الحشيش و الدعارة في كتاب النصارى ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سورةالزُمَر : الشيخ القارئ خالد بن محمد الرَّيَّاعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سورة غافر : الشيخ القارئ خالد بن محمد الرَّيَّاعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          يهوه ينادي بالحج ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إشهار إسلام الأخت مارتينا ممدوح (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مصيبة عيد القيامة في الكنائس (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الأضحية هي قربان لله أم للأوثان ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          زاهي حواس ينفي وجود ذكر للأنبياء في الآثار (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          ضربة لمعبود الكنيسة تعادل في نتائجها الآثار المرعبة لهجوم نووي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سؤال حيّر الأنبا رفائيل وجعله يهدم المسيحية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة عذبة من سورة القلم : الشيخ القارئ عبدالله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة من سورتي السجدة و الإنسان : الشيخ القارئ عبد الله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )

منهج عمر ابن الخطاب فى الرواية عن النبى وما جاء فيه

إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول السيرة و الأحاديث النبوية الشريفة


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 05.10.2010, 21:23
صور III ABO_IS7Q_SALAFY III الرمزية

III ABO_IS7Q_SALAFY III

عضو

______________

III ABO_IS7Q_SALAFY III غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 17.08.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 84  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
04.10.2017 (22:59)
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي منهج عمر ابن الخطاب فى الرواية عن النبى وما جاء فيه


عمر والرواية عن رسول الله (أو)عُمَرُ ونهيه لأصحابه عن التحديث !
إن الحمد لله تعالى نحمده ، نستعينه ونستغفره ، نعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، إنه من يهده اللهتعالى فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ " آل عمران102
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً " النساء1
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً " الأحزاب71
أما بعد ...
فإن أصدق الحديث كتاب اللهتعالى ، وخير الهدى هدى محمد صلى اللهعليه وآله وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة هى فى النار .
إن الناظر المتأمل فى واقع هذه الأمة فى يومنا هذا ليأسفن على حالها ، فحاضرنا قد اسُتقصى فيه علمائنا وصرنا لا نجد لهم ذكراً إلا فى سطور كتاب أو تحت تراب ، فصارت الدنيا من حولنا فراغاً موحشاً فالعلماء هم مِلحُ البلد ، وكيف يطيبُ سكناها فى غيابهم ، حفظ اللهعلينا من بقى منهم وبارك لنا فى أعمارهم ومَتَّعَنا بعلمهم ونَفَّعنا به ، وما سطرت هذه السطور لغياب ردودهم ، فمن بحث عن هذا الأمر ، الذى نحن بصدده سيجد من أساطين العلم فى حاضرنا وماضينا قد ردوا على مثل هؤلاء الأقزام – اللذين هم من بنى جلدتنا ويتكلمون بلساننا ولهم قلوب شياطين فى جسمان إنس ! – اللذين خرجوا علينا بكتاباتهم القبيحة وأقلامهم التى انطلى الحبر الذى سال منها على طائفة من المغيبين فظنوا أن طعن جهلاءنا اللذين تَزَيَّوا زوراً وبهتاناً بزى حراس الشريعة وتكلموا بلسان أهل الدين ، فانخدع الناسُ فيهم ، فلأمثالهم أقولُ
إن عادتالعقرب عدنا لها وكانت النعل لها حاضرة
وأقول ...
ومن يثني الأصاغر عن مرادٍ إذا جلس الأكابر في الزوايا
و إنى لأسطر هذه السطور القليلة ولسان حالى كلسان حال سفيان الثورى عليه رحمة الله- مع شتان الفارق بين المشبه والمشبه به – فيما رواه ابن عساكر عن العباس بن عبدالله الترقفى قال : خرج علينا سفيان بن عيينة رحمه اللهيوما فنظر إلى أصحاب الحديث فقال : هل منكم أحد من أهل مصر ؟ فقالوا : نعم ؛ فقال : ما فعل الليث بن سعد ؟ فقالوا : توفي رحمه الله؛ فقال : هل فيكم أحد من أهل الرملة ؟ فقالوا : نعم ؛ فقال : ما فعل ضمرة بن ربيعة الرملي ؟ فقالوا : توفي رحمه الله؛ فقال : هل فيكم أحد من أهل حمص ؟ فقالوا : نعم؛ فقال : ما فعل بقية بن الوليد ؟ فقالوا : توفي رحمه الله؛ فقال : هل فيكم أحد من أهل دمشق ؟ قالوا : نعم ؛ قال : ما فعل الوليد بن مسلم ؟ فقالوا : توفي رحمه الله؛فقال : هل فيكم أحد من أهل قيسارية ؟ قالوا : نعم ؛ قال : ما فعل محمد بن يوسف الفريابي ؟ فقالوا : توفي رحمه الله؛ قال : فبكى طويلا ثم أنشأ يقول خلت الديار فسدت غير مسود ... ومن الشقاء تفردي بالسؤد " .
عمر و نهيه لأصحابه عن التحديث.
وقد أطلت فى التقدمة ، لذلك سأشرع فى ذكر خطة البحث الصغير على عجالة حتى يتثنى للقارئ أن يكون لنا متابعاً ، وللعم فإن هذا البحث تحديداً سأقوم – بعون اللهومنه – بشرحه على موقع الغرفة ، فإن يسر اللهعز وجل سأقوم بوضع التسجيلات الصوتية لهذا البحث عسى أن ينتفع بها منتفع ، والآن مع ذكر خط سير البحث باختصار .
1- سأورد الروايات التى يطعنون بها فى رواة الإسلام ، متحدثاً عن طرقها متتبعاً إياها .
2- أورد ترجمة بسيطة لحال الرواة أعتمد فى أغلبها على التقريب وأشير إليه بالرمز(ت)، وقليلا على غيره إذا لم أجده فيه أو دعت الحاجة إلى ذلك .
3- الكلام على مذهب عمر بن الخطاب و تشدده فى الرواية والعلة فى ذلك .
4- بيان علة أمره بالإقلال من الرواية فى جزء مستقل عن هذا البحث .
ومن وجد فى كلامنا تقصيراً فلينصح لله ، وليصوبنا ف ندع العصمة فيما نكتب ولا نقول والله ولى التوفيق
الحديثالأول .
أخرج أبوزرعة فى تاريخه (1/73) ، ومن طريقه ابن عساكر فى تاريخ دمشق (67/343) و (50/172) ، وابن كثير فى البداية والنهاية (8/106) ، من طريق محمد بن زرعة الرعينى حدثنا مروان بن محمد حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد اللهعن السائب بن يزيد قال سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة " لتتركن الحديث عن رسولالله (صلى اللهعليه وسلم أو لألحقنك بأرض دوس (وانقطع من كتاب أبي بكر كلمة معناها دوس) وقال لكعب (الأحبار) لتتركن الحديث (عن الأول ([1])(أو لألحقنك بأرض القردة ".
قلت : صحيح ورجاله ثقات ..
وقد أورده المتقى الهندى فى كنز العمال (10/507/29472) وكذلك أورده الذهبى فى سير أعلام النبلاء(2/600) وأما عن حال رواته فذاك بيانهم
- ترجمة رجال الإسناد .........
- السائب بن يزيد هو ابن سعيد بن ثمامة الكندى المدنى أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو يَزِيْدَ الكِنْدِيُّ، المَدَنِيُّ، ابْنُ أُخْتِ نَمِرٍ ، وَكَانَ جَدُّهُ سَعِيْدُ بنُ ثُمَامَةَ حَلِيفَ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ لَهُ نَصِيْبٌ مِنْ صُحْبَةٍ وَرِوَايَة([2]) من صغار الصحابة وله أحاديث قليلة ولاه عمر سوق المدينة وهو أخر من مات من المدينة بالصحابة (ت2202)
- إسماعيل بن عبيد اللهبن أبى المهاجر واسمه أقرم القرشى المخزومى مولاهم ، أبو عبد الحميد الدمشقى وثقه العجلى ومعاوية بن صالح و الدارقطنى ، وكان من أزهد الناس و ولاه عمرابن عبدالعزيز إفريقية ([3](
- سعيد بن عبد العزيز بن أبى يحيى التنوخى ، أبو محمد ، و يقال أبو عبد العزيز ، الدمشقى فقيه أهل الشام([4]) ومفتيهم بدمشق ثقة ثبت([5]) إمام سواه أحمد بالأوزاعى وقدمه،اختلط فى آخر أمره (ت2358(
- مروان بن محمد بن حسان الأسدى الطاطرى ، أبو بكر و يقال أبو حفص و يقال أبو عبد الرحمن ، الدمشقى([6]) ثقة (ت6573) إمام .
ومن حذف جملة (حديثك الأول) أو أسقط كلمة(كعب)ولم يذكرها فى الحديث فقد دلس لعلة خبيثة سأذكرها فى ذكر سبب منع عمر أصحابه من كثرة التحديث.
- ومحمد بن زرعة الرعينى وثقه العجلى([7])وكعب المذكور فى الحديث هو كعب بن ماتع الحميرى أبو إسحاق ، المعروف بكعب الأحبار من آل ذي رعين ويقال من ذي الكلاع ثم من بني ميتم وهو من مسلمة أهل الكتاب([8]) كان على دين يهود فأسلم ، ورد المدينة فى زمن خلافة عمر وأسلم وقيل أبى بكر ، وتوفى قبل مقتل عثمان بن عفان ، روى عن النبي صلى اللهعليه وسلم مرسلا([9])أورده ابن حبان فى ثقاته([10])وهو ثقة(ت5648)روى عنه أبوهريرة كما فى صحيح مسلم .
- وأخرج الرامهرمزى فى المحدث الفاصل (صـ554) حدثنا عبيد اللهبن هارون بن عيسى ينزل جبل رامهرمز ثنا إبراهيم ابن بسطام حدثنا أبو داود عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن محمد قال أظنه ابن يوسف قال سمعت السائب بن يزيد يحدث قال أرسلني عثمان بن عفان إلى أبي هريرة فقال قل له يقول لك أمير المؤمنين ما هذا الحديث عن رسولاللهصلى اللهعليه و سلم لقد أكثرت لتنتهين أو لألحقنك بجبال دوس وأت كعبا فقيل له يقول لك أمير المؤمنين عثمان ما هذا الحديث قد ملأت الدنيا حديثا لتنتهين أو لألقينك بجبال القردة ".
قلت:ضعيف جداً ، ولم أجده عند أحد بهذا اللفظ إلا فى هذا الموضع ، وإنما هو معروف عن عمر كما سلف
- ترجمة رجال الإسناد .........
- محمد بن يوسف هو بن عبد اللهبن يزيد الكندى المدنى الأعرج روى عن جده لأمه وقيل خاله وقيل عمه السائب بن يزيد([11]) وثقه ابن معين وأحمد والنسائى([12]) وهو ثقة ثبت (ت6414).
- عبد الرحمن بن أبي الزناد واسمه عبد اللهبن ذكوان القرشي مولاهم أبو محمد أبو محمد المدنى أخو أبى القاسم بن الزناد وكان الأكبر([13]) و الاختلاف فيه بين أهل العلم بَيِّنٌ ، وهم فيه على ثلاثة أقوال ، فمنهم من يضعفه مطلقاً كالإمام أحمد([14])وأبى حاتم([15])وأبى زرعة([16])والنسائى([17]) والحاكم([18])وابن حبان البستى([19])وأغلب النقل عن ابن مهدى([20])وابن معين([21])وابن المدينى([22]) ومنهم من يوثقه مطلقاً كمالك وكان يشير إليه ويأمر بالكتابة عنه و الترمذى([23]) والعجلى([24])وآخر ثلاثة فى القسم الأول (ابن مهدى ، ابن معين ، ابن المدينى ) وغيرهم كيعقوب ابن أبى شبة ، و الفلاس ، والساجى ، قد ورد عنهم المذهب الثالث وهو التفصيل فى حاله فقد روى عنهم التفريق بين روايته فى العراق والمدينة فنُقِل عنهم قولهم"ما حدث بالمدينة فهو مقارب ، وما حدث بالعراق فهو مضطرب " وكان مالك يوصى موسى بن سلمة بالكتابة عنه .
قلت : وكلامهم على حديثه فى المدينة هذا مجمل فإن روايته عن أهل المدينة قد جاء فيها المناكير كروايته عن أبيه كتاب السبعة (أى فقهاء المدينة السبعة) فهذه أنكرها مالك عليه بشدة وشنع عليه بها ابن مهدى فكان كلما ذُكر عنده يتعجب منه ويقول أبى عن السبعة أبى عن السبعة ! وكان مالك يقول أين كنا نحن عن هذا ! فهذا إشارة منهم إلى أن ما انفرد به عن أبيه فليس بشيئ
وإن كان من أحفظ الناس لرواية أبيه ولذلك قال محمد بن صالح البغدادى روى عن أبيه أشياء لم يروها غيره وقال ابن سعد وكان كثير الحديث وكان يضعف لروايته عن أبيه([25]) وقال ابن عدى وبعض ما يرويه لا يتابع عليه([26])لذا قال فيه البستى لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد([27]) وقد كان مكثراً عن أبيه ، وكذلك عن هشام بن عروة([28])بل هو من أثبت الناس فيه – على الرغم من أن من الرواة عنه السفيانان ، و الحمادان ، وشعبة ومالك ، إلا أن ابن معين قال أثبت الناس فى هشام بن عروة عبدالرحمن بن أبى الزناد – وكذلك فى روايته عن أبى الزناد عن أبيه عن أبى هريرة فهو حجة نص عليه ابن معين([29])وأما عن تضعيفه المطلق فى رواية العراقيين عنه ففيه نظر ، فرواية الطيالسى عنه مقاربة كما قال ابن المدينى "وقد نظرت فيما روى عنه سليمان بن داود الهاشمى فرأيتها مقاربة([30]) وهو الراوى عنه فى حديثنا هذا فسلم من مطعن رواية العراقيين عنه فبقى التفرد ، ولم أجد أحداً تابعه عليه ، ولم أجده عند أحد غير هذا المصدر والله أعلم .
- إبراهيم بن بسطام هو أبو إسحاق الأصبهانى وهو مذكور فى الرواة عن الطيالسى([31]) أورده ابن حبان فى ثقاته([32]) ولم أر أحداً ذكره غيره ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا ، فهو فى عداد المجهولين .
- عبيد اللهبن هارون بن عيسى لم أقف له على ترجمة ، فهو مجهول العين والحال والله أعلم .
الحديثالثانى
وأخرج أبوزرعة فى تاريخه(1/73) ، ومن طريقه ابن حزم فى الإحكام (6/822) من حديث أبى مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن إسماعيل بن عبيد اللهعن السائب بن يزيد ابن أخت نمر أنه سمع عمر بن الخطاب يقول:" إن حديثكم شر الحديث، إن كلامكم شر الكلام، فإنكم قد حدثتم الناس، حتى قيل: قال فلان، وقال فلان، ويترك كتاب الله- فتُرِك كتابُ الله- من كان منكم قائماً، فليقم بكتاب الله، وإلا فليجلس، إن كلامكم شر الكلام، وإن حديثكم هو شر الحديث ".
قلت : إسناده صحيح
أبومسهر هو عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى : أبى ذرامة بن مسهر الغسانى أبو مسهر الدمشقى ، ثقة فاضل (ت3738)
وأورده شيخ الإسلام الهروى فى ذم الكلام وأهله(4/241) فوافقهم فى المتن وخالفهم فى الإسناد فقال أخبرنا الحسن بن يحيى حدثنا عبد الرحمن بن أحمد حدثنا عبيد اللهبن عبد الصمد إملاء قال قرأت على أحمد بن محمد بن يحيى ابن حمزة حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد هو ابن بشير عن إسماعيل ابن عبيد اللهعن السائب بن يزيد ابن أخت نمر أنه سمع عمر بن الخطاب رضي اللهعنه يقول (وذكره بمثله)
قلت : هذا إسناد ضعيف .
والبلية فيه كل البلية من أحمد بن محمد بن يحى بن حمزة بن واقد أبو عبدالله الحضرمى من أهل بيت لهيا([33]) قال الحاكم فيه نظر ، وقال البستى فى ثقاته([34]) فى ترجمة محمد بن يحى بن حمزة الحضرمى بعد أن وثقه فى نفسه فقال ، روى عنه أحمد بن محمد بن يحى بن حمزة وأخوه عبيد ، فإنهما كانا يدخلان عليه كل شيئ ، وقد روى عنه أبو الجهم بواطيل وقال الذهبى له مناكير([35])
- الحسن بن يحيى بن الجعد بن نشيط العبدى أبو على بن أبى الربيع الجرجانى صدوق (ت1290) .
- عبيد اللهبن عبد الصمد المهتدي بالله أبو عبد اللهالهاشمي ثقة([36]) .
سعيد بن بشير الأزدى و يقال النصرى ، مولاهم ، أبو عبد الرحمن و يقال أبو سلمة ،
الشامى الدمشقى ، أصله من البصرة أو واسط ضعيف (ت2276) .
الحديثالثالث
أخرج ابن أبى شيبة فى مصنفه (5/294/26229) من طرق عبدالله بن إدريس ، ومن طريقه الطحاوى فى شرح المشكل (15/132/312) و الطبرانى فى الأوسط(3/378/3449) و أبويعلى فى الإرشاد(1/213) و وابن عساكر فى تاريخ دمشق(3/158) و الرامهرمزى فى المحدث الفاصل (1/553) والخطيب فى شرف أصحاب الحديث (صـ87) من طرق عن معن ابن عيسى عن أنس بن مالك عن عبدالله بن إدريس، وأخرجه الطحاوى فى شرح المشكل (15/132/311) من طريق هاشم بن القاسم ، وابن سعد فى الطبقات(2/336) من طريق حجاج بن محمد المصيصى ، والحاكم فى المستدرك(1/193/374) من طريق أبى عمرو الحوضى و عفان ، خمستهم (عبدالله بن إدريس ، هاشم بن القاسم ، حجاج ، الحوضى ، عفان ) عن شعبة بن الحجاج عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عمر ابن الخطاب قال لعبدالله بن مسعود ، ولأبى الدرداء ، ولأبى ذر ، (وأبى مسعود الأنصارى)*، و(أبىهريرة) * ، و (عقبة ابن عمرو) * ، ما هذا الحديث عن رسولالله، وأحسبه حبسهم بالمدينة (ولم يدعهم يخرجون) * حتى أصيب (حتى استشهد) *([37]).
قلت : هذا إسناد ضعيف لانقطاعه .
إبراهيم بن سعد هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أبو إسحاق ولد سنة عشرين ولم يدرك من حياة عمر إلا ثلاث سنين وابن مسعود كان بالكوفة ولا يصح هذا عن عمر قاله الهيثمى([38]) وأعله بهذا الإنقطاع.
قلت : فيه نظر فإبراهيم ولد سنة عشر ومائة ومات سنة ثلاث وثمانين ومائة([39]) وهو ابن ثلاث وسبعين سنة([40]) وثقه أبوحاتم والنسائى وبذلك فهو لم يدرك من زمن عمر بن الخطاب شيئ
هذا ولم يكن لعمر حبس آنذاك نص عليه الرامهرمزى قال ، قال أبو عبدالله بن البرى يعنى منعهم التحديثولم يكن لعمر حبس ، وقد رده ابن حزم فى الإحكام([41]) وأورده ابن حبان فى المجروحين (1/54/35) ، و الهيثمى فى المجمع (1/180/666) وضعفه ، و سيأتى مزيد تفصيل فيه ومناقشته فى موضعه إن شاء اللهفى موضعه .
الحديث الرابع
أخرجه ابن عساكر فى تاريخ دمشق (49/436) من طريق الفضل بن موسى هو السينانى ، و أبوزرعة فى تاريخه (1/73) من طريق أحمد بن شبوية ، و الإمام مسلم فى التمييز (صـ10/9)من طريق إسحاق بن إبراهيم عن الفضل بن موسى عن حسين بن واقد عن الردينى بن أبى مجلز عن أبيه عن قيس بن عباد قال ، قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه " من سمع حديثا فحدث به كما سمع فقد سلم " ، زاد أبوزرعة " قال الفضل: أراه قال: سلم ، ولم يقل: أجر "
- أحمد بن محمد بن ثابت بن عثمان الخزاعى أبو الحسن ابن شَبُّوية ثقة (ت94).
- إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن مطر الحنظلى ، أبو محمد و أبو يعقوب ، المعروف بابن راهويه المروزى ثقة حافظ مجتهد (ت332).
وخالفهم هدية بن عبدالوهاب فلم يذكر أبا الردينى فى الإسناد ، كما عند الرامهرمزى فى المحدث الفاصل (538) ومن طريقه الخطيب البغدادى فى الكفاية(1/506/524) من طريق هدية بن عبدالوهاب ثنا الفضل بن موسى هو السيناني عن حسين بن واقد عن الرديني بن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال ، قال عمر بن الخطاب من سمع حديثا فحدث به كما سمع فقد سلم
- و هَدِيَّة – بفتح أوله وكسر ثانيه وتشديد التحتانية - بن عبد الوهاب المروزى ، أبو صالح صدوق ربما وهم (ت7270).
قلت : إسناده ضعيف فيه الردينى وهو مجهول ولاحقٌ أبيه مدلس وسنده فيه اضطراب .
تراجم رجال الإسناد ......
- الفضل بن موسى السِّينانى – بمهملة مكسورة ونونين - أبو عبد الله المروزى ، مولى بنى قطيعة من بنى زبيد من مذحج و سينان قرية من قرى مرو ، ثقة ثبت وربما أغرب (ت5419)
- الحسين بن واقد المروزى ، أبو عبد الله ، مولى عبد الله بن عامر بن كريز ، القرشى قاضى مرو ثقة له أوهام(ت1358)وهو أنه مدلس([42])وقد عنعن فى روايتنا هذه وله بعض المناكير كما جاء عن أحمد فيه([43]).
- الردينى بن أبى مجلز السدوسي البصري واسم أبي مجلز لاحق بن حميد([44]) أورده ابن حبان فى ثقاته([45]) وهو فى التاريخ الكبير للبخارى (3/330/1118) و ثقات ابن حبان ، ولم أر أحداً قد حكى فيه جرحاً أو تعديلا إلا إيراد ابن حبان له فى ثقاته ، وشتان بين من ينص على كونه ثقة ومن يسكت عنه ، فضلا عما هو معروف من تساهله ، وغاية ما جاء فى ترجمته عنده قوله من أهل البصرة يروى عن يحيى بن يعمر عن بن عمر .انتهى ، فهو مجهول والله أعلم .
- وأبوه لاحق بن حميد بن سعيد ويقال شعبة بن خالد بن كثير بن حبيش بن عبد الله بن سدوس السدوسي([46]) هو من ثقات التابعين وثقه أبوزرعة وجماعة إلا أنه مدلس([47]) وقد عنعن فى هذه الرواية .
- قيس بن عُباد – بضم المهملة وتوحيد الموحدة - القيسى الضُبَعى – بضم المعجمة وفتح الموحدة - و قيل اليشكرى ، أبو عبد الله البصرى ثقة ووهم من عده فى الصحابة(ت5582)
وقد اتفق أحمد بن شيبوية وإسحاق بن إبراهيم على ذكر الإسناد الذى قد أوردناه ، وخالفهم هدية بن عبدالوهاب فأسقط ذكر أبيه واتفاقهما على ذكره - عندى – أولى من عدم ذكره ، ورواية أبيه عن عمر مرسلة([48]) وأبيه من الرواة عن قيس .
الحديث الخامس
أخرجه عبدالرزاق فى المصنف (11/262/20496)ومعمر فى جامعه (3/303/1109)و ابن عساكر فى تاريخ دمشق(67/344) – وأورده ابن كثير فى البداية والنهاية(8/107) – عن معمر عن الزهرى قال ، (قال أبوهريرة لما ولى عمر) قال عمر أقلوا الرواية عن رسول الله إلا فيما يعمل به قال ثم يقول أبو هريرة أفكنت محدثكم بهذه الأحاديث وعمر حى أما والله إذا لأيقنت أن المحففة ستباشر ظهرى "
قلت : ضعيف منقطع فالزهرى لم يدرك أباهريرة فضلا عن عمر .
- الزهرى هو أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري المديني([49]) متفق على جلالته وإتقانه (ت6296)أدرك من عدداً من الصحابة ، إلا أن روايته عن أبى هريرة مرسلة كما قال الذهبى([50])– فما بال روايته عن عمر - واختلفوا فى سماعه من ابن عمر وغيره من الصحابة([51]) ومراسيل الزهرى ليست بشئ([52])
الحديث السادس
وأخرج ابن عساكر فى تاريخ دمشق (67/344) ، من حديث محمد بن يحى الذهلى – ومن طريقه أورده الذهبى فى السير(2/602) - نا محمد بن عيسى انا يزيد بن يوسف عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن أبي سلمة قال سمعت أبا هريرة يقول" ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى قبض عمر قال أبو سلمة فسألته بم قال كنا نخاف السياط وأوما بيده إلى ظهره "
قلت : إسناده ضعيف فيه يزيد بن يوسف ، وصالح بن أبى الأخضر .
تراجم رجال الإسناد ........
- محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب الذهلى ، أبو عبد الله النيسابورى الإمام الحافظ ثقة حافظ جليل (ت6387)
- محمد بن عيسى بن نَجيح البغدادى ، أبو جعفر ابن الطباع نزيل أَذَنَة ثقة فقيه(ت6210)
- يزيد بن يوسف الرَّحَبِى – بفتح الراء والمهملة بعدها موحدة - أبو يوسف الشامى الصَّنْعانى الدمشقى ضعيف (ت7794)
- صالح بن أبى الأخضر اليمامى ، مولى هشام بن عبد الملك ضعيف يعتبر به (ت2844)
الحديث السابع
أخرجه ابن سعد فى الطبقات (6/7) و الطحاوى فى شرح المشكل (15/135/317) و المزى فى التهذيب(23/565/ت4864) و الحاكم فى المستدرك (1/183/347) جميعاً من طرق عن سفيان ابن عيينة ، و الطحاوى فى شرح المشكل (15/136/318) من طريق شعبة ، و الخطيب فى شرف أصحاب الحديث (88) وابن عبدالبر فى جامع البيان (2/120-121) من طريق خالد بن عبدالله جميعاً (سفيان وشعبة و خالد) عن بيان (هو ابن بشر) .
وأخرجه ابن ماجة فى سننه (1/40/28) من طريق مجالد بن سعيد بن عمير وهو من أفراده ، وأخرجه الدارمى فى سننه (1/82/280) و الطحاوى فى شرح المشكل (15/136/319) من طريق أشعث بن سوار وأورده البيهقى فى معرفة السنن والآثار (14/272/5567) من طريق أشعث و إسماعيل ابن أبى خالد ، وأخرجه ابن قانع فى معجم الصحابة (5/379/1446) و الطبرانى فى أوسط معاجمه (2/279/1982) من طريق منصور ابن عبدالرحمن تفرد به عبدالعزيز بن المختار و فى (2/326/2117) من طريق داود ابن أبى هند تفرد به عبدالوهاب بن عطاء وفى (6/164/6089) من طريق مطرف ، تفرد به عنه عمرو بن أبى قيس تفرد به محمد بن سعيد بن سابق ، ولم يقل فى هذا الحديث عن الشعبى عن قرظة وزيد إلا مطرف ، وأخرجه الطحاوى فى المشكل (15/136/319) من طريق سعد بن إبراهيم جميعاً (بيان و مجالد و أشعث و إسماعيل و منصور و داود و مطرف و سعد ) عن عامر الشعبي عن قرظة بن كعب (زاد الطبرانى وزيد) قال :" بعث عمر بن الخطاب رهطا من الأنصار إلى الكوفة فبعثني معهم فجعل يمشي معنا حتى أتى صرار وصرار ماء في طريق المدينة فجعل ينفض الغبار عن رجليه ثم قال إنكم تأتون الكوفة فتأتون قوما لهم أزيز بالقرآن فيأتونكم فيقولون قدم أصحاب محمد قدم أصحاب محمد فيأتونكم فيسألونكم عن الحديث فاعلموا أن أسبغ الوضوء ثلاث وثنتان تجزيان ثم قال إنكم تأتون الكوفة فتأتون قوما لهم أزيز بالقرآن فيقولون قدم أصحاب محمد قدم أصحاب محمد فيأتونكم فيسألونكم عن الحديث فأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا شريككم فيه قال قرظه وان كنت لأجلس في القوم فيذكرون الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وأني لمن أحفظهم له فإذا ذكرت وصية عمر سكت قال أبو محمد معناه عندي الحديث عن أيام رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس السنن والفرائض " هذا لفظ حديث أشعث بن سوار وأشعث ضعيف إلا أنه قد توبع كما سلف وأما لفظ حديث سفيان ففيه " خرجنا نريد العراق فمشى معنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى صرار فتوضأ فغسل اثنتين فقال أتدرون لم مشيت معكم قالوا نعم نحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيت معنا قال إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوى النحل فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم امضوا وأنا شريككم فلما قدم قرظة قالوا حدثنا قال نهانا عمر بن الخطاب رضي الله عنه "، و باقى الروايات مقاربة و بعضها ليس فيه ذكر الوضوء ، و صححه الحاكم فقال هذا حديث صحيح الإسناد له طرق تجمع و يذاكر بها و قرظة بن كعب الأنصاري : صحابي سمع من رسول الله صلى الله عليه و سلم و من شرطنا في الصحابة أن لا نطويهم و أما سائر رواته فقد احتجا به ، ووافقه الذهبى
تراجم رجال الحديث
- بيان هو ابن بشر الأحمسى البجلى أبو بشر الكوفى المعلم([53]) وثقه أحمد([54]) وابن معين([55]) و أبوحاتم وزاد هو أحلى من فراس([56]) و العجلى([57]) وأورد ابن حبان فى ثقاته([58]) ورده ابأور، من أصحاب الشعبى وهو قليل الحديث وفرق أبو الفضل الهروى([59]) والخطيب([60]) بينه وبين بيان بن بشر المعلم فقال اثنان كوفيان فى طبقة واحدة يكنى كل واحد منهما أبا بشر اتفقا فى الاسم والكنية والنسب والطبقة والبلد فأحدهما بجلى أحمسى حدث عن أنس بن مالك رضي الله عنه وقيس بن أبي حازم وأبي عمرو الشيباني وعامر الشعبي و عبدالرحمن بن أبي ليلى و عبدالرحمن بن هلال العبسي و وبرة بن عبدالرحمن المستملي وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين وحكيم بن جابر وطلحة بن مصرف وغيرهم روى عنه إسماعيل بن أبي خالد وسفيان الثوري وزهير بن معاوية وأبو عوانة وزائدة ومسعر وشريك وسفيان بن عيينة وجرير بن عبدالحميد وعلي بن عاصم وغيرهم والآخر طائي حدث عن زاذان أبي عمر عن عكرمة مولى ابن عباس روى عنه هاشم بن البريد خاصة وليس لهاشم رواية عن بيان بن بشر الأحمسي والله تعالى أعلم ([61])
- قلت : والأول هو صاحب روايتنا وهو المقصود .
ووافقهما الحافظ على التفرقة فقال ومما يدل على أنهما اثنان أن المعلم طائى والآخر بجلى([62]) ووثق الحافظ صاحبنا هذا (ت789) فقال ثقة ثبت ، وقال فى الأخير مجهول (ت790).
- مجالد بن سعيد بن عمير بن بسطام ويقال بن ذي مران بن شرحبيل بن ربيعة بن مرثد بن جشم بن حاشد بن جشم وهو ضعيف عند جمهور المحدثين([63]) .
- إسماعيل ابن أبى خالد الأحمسى مولاهم البَجَلى ثقة ثبت (ت 438).
- منصور ابن عبدالرحمن الغُدانى البصرى الأشل صدوق يهم (ت 6905).
- داود بن أبى هند : دينار بن عذافر ، و يقال : طهمان القشيرى مولاهم ، أبو بكر ، و يقال أبو محمد ، البصرى ثقة متقن كان يهم بأخرة (ت1817).
- مطرف بن طريف الحارثى ، و يقال الخارفى ، أبو بكر ، و يقال أبو عبد الرحمن ، الكوفى ثقة فاضل (ت 6705) .
- سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أبو إبراهيم القرشي الزهري المدني قاضي أهل المدينة زمن القاسم ثقة فاضل عابد (ت 2227).
منهج عمر بن الخطاب فى الرواية
- و لما كان من المعلوم عن مذهب عمر بن الخطاب رضوان الله عليه تشدده فى الرواية قبولاً وعرضاً على الناس فقد روى عنه كما عند الشافعى فى الأم بلاغة أنه كان لا يقبل الرواية إلا بشاهدين([64]) وقد مضى من الروايات ما يدل على حرصه وقد نص غير واحدٍ من أهل العلم على مذهبه وسبقه بذلك الخليفة الراشد أبا بكرٍ وعلى دربهم سار جُلُ من جاء بعدهم وصرح الحاكم بأن الإقلال من الرواية سنة .
1- من قال بأن عمر رضى الله عنه قد نهى عن الرواية عن رسول الله(وتوقف) فقد أساء وظلم وتعدى ولم تنضبط عبارته – و دعونى أعبر بقولى إن صحَ ، سَبْقُ قَلَمٍ – فعمر لم ينه عن الرواية مطلقاً وإنما أمر بالإقلال من الرواية عن النبى عليه السلام – ولا يصح أبداً بحال من الأحوال أن نقتصر على هذه الجملة (بل يجب إتمامها) بقولنا – فيما ليس فيه عملٌ ، وهذا قيد هام جداً فى الحديث على مذهبه فى الرواية ، فلو لم نذكرها لكان هناك تناقض واضح و جلى لكل مطلع على كلامنا فتصبح العبارة النهائية " نهى عمر عن الرواية عن رسول الله فيما ليس عليه عمل وأمر بالإقلال " فلو كان مذهبه رضى الله عنه النهى عن الرواية بإطلاق فما القول فى قوله عليه السلام " من سئل عن علم ثم كتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار " أورده الترمذى([65]) فى جامعه وفي الباب عن جابر وعن عبد الله بن عمرو ، وكذلك ما جاء فى الصحيح من حديث عبدالله بن عمرو رضى الله عنهما مرفوعاً " بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً "([66]) وما نقول فى أول حديث أورده البخارى له فى صدر الصحيح([67]) وغيره مما جاء من روايته هو رضى الله عنه وما كان لهذا الجيل أن يخالف قوله فعله ، وقد أوردنا فيما سبق أنه صرح بالسماح بالتحديث فى قوله " من سمع حديثا فحدث به كما سمع فقد سلم " فدل على أن مراده ضبط الرواية ورواية ما يُحتاج إليه والإمساك عن غيره وفهم ما يُروى لا النهى عنها بإطلاق ، وتبويب الأئمة على مثل هذه الآثار يدل على ما ذهبنا إليه فهذا الحاكم([68]) يخرج حديثه فى كتاب العلم باب أمر عمر بتجريد القرآن وتقليل الرواية ، ومن قبله ابن عبدالبر فى جامع بيان العلم يبوب بقوله باب ذكر من ذم الاكثار من الحديث دون التفهم والتفقه فيه([69])(تأمل قوله دون التفهم والتفقه فيه فهذا من فقهه عليه رحمة الله للحديث وهذا القيد من درر كلامه وسيأتى لذلك فى موضعه مزيد بيان إن شاء الله بعد قليل فى ثنايا البحث)وأورد بعده حديث قرظة بن كعب ، وغيره ثم قال " احتج بعض من لا علم له ولا معرفة من أهل البدع وغيرهم الطاعنين في السنن بحديث عمر هذا قوله أقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما ذكرنا في هذا الباب من الأحاديث وغيرها وجعلوا ذلك ذريعة إلى الزهد في سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لا يوصل إلى مراد كتاب الله إلا بها والطعن على أهلها ولا حجة في هذا الحديث ولا دليل على شيء مما ذهبوا إليه " ثم سرد وجوها فى البيان تأتى فى موضعها ، فجزاه الله خيراً على التنويه إليها ، وذاك ابن ماجة فى سننه باب "التوقى فى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم([70])، و الدارمى باب "من هاب الفتيا مخافة السقط"([71])، وباب "اتقاء الحديث عن النبى والتثبت فيه"([72]) و الهيثمى فى مجمع الزوائد باب "الإمساك عن بعض الحديث"([73]) وباب "التثبت والإمساك عن بعض الحديث وبعض الفتيا"([74]) عليهم رحمة الله ، لو طالع هؤلاء الأغمار التبويب فقط لوجدوا الإجابة على ما أثاروه قبل أن يثيروه لكن ما نقول لمن رضع الجهل .
2- فإن علمنا الأمر الأول بقى أن ننظر عن أى حديثٍ كان عمر ينهى أصحابه عن التحديث به ، أقول قد نهى عن الحديث فيما ليس تحته عمل ، كما جاء فى رواية الزهرى عن أبى هريرة ، وهو ما لا تدعوا إليه ضرورة وليس فيه حكم شرعى ولا يحتاج إليه الناس كالحديث عن أيام رسول الله و مغازيه وأصحابه وما قصد ترك الحديث عن السنن والفرائض ، فأخرج الدارمى بسند ضعيف عن أبي موسى انه قال حين قدم البصرة :" بعثني إليكم عمر بن الخطاب أعلمكم كتاب ربكم وسنتكم وأنظف طرقكم "([75]) وله شاهد عند المقدسى فى عواليه من حديث حارثة بن مضرب العبدي بسند صحيح قال " كتب عمر إلى أهل الكوفة إني بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرا و عبدالله بن مسعود معلما ووزيرا وآثرتكم بابن أم عبد على نفسي وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أهل بدر فاسمعوا لهما وأطيعوا "([76]) ولذلك فإن من كان يكثر من أصحابه التحديث فقد حبسهم عمر بن الخطاب أى بالمدينة أى منعهم عن كثرة التحديث إذ لم يكن لعمر آنذاك حبساً فيما نقله الرامهرمزى عن أبى عبدالله بن البرى([77]) .
3- ومما يدخل فى هذا الباب أيضاً نهى عمر بن الخطاب أصحابه عن رواية الحديث عن الأول وذلك لحديث السائب بن يزيد قال سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة " لتتركن الحديث عن رسولالله (صلى اللهعليه وسلم أو لألحقنك بأرض دوس (وانقطع من كتاب أبي بكر كلمة معناها دوس) وقال لكعب (الأحبار) لتتركن الحديث (عن الأول (أو لألحقك بأرض القردة".والحديث عن الأول يقصد به التحديث عن بدء الخليقة وتفاصيلها التى لا نصوص عندنا فيها وهى من أحاديث أهل الكتاب وخُص بالنهى عن هذا بعينه أباهريرة وكعب الأحبار وقد عُلِم من حالهما أنهما كانا يكثران من التحديث عن أهل الكتاب كما قد عُلم عن ابن مسعود وابن عباس ، وأكثر من ورد فى حقهم حديث فكانوا فى حبس عمر إلى أن مات ، فكان كعب قد قرأ كتب الأمم السابقة واطلع وكان يخبر عن صحف أهل الكتاب وكان من مسلمة أهل الكتاب وكان كثير التحديث صادقاً وجاء التصريح بذلك فى رواية البخارى من حديث حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يُحَدِّثُ رَهْطًا مِنْ قُرَيْشٍ بِالْمَدِينَةِ وَذَكَرَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ فَقَالَ إِنْ كَانَ مِنْ أَصْدَقِ هَؤُلَاءِ الْمُحَدِّثِينَ الَّذِينَ يُحَدِّثُونَ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَإِنْ كُنَّا مَعَ ذَلِكَ لَنَبْلُو عَلَيْهِ الْكَذِبَ قال الحافظ فى الفتح (20/425) (يُحَدِّثُونَ عَنْ أَهْل الْكِتَاب) أَيْ الْقَدِيم فَيَشْمَل التَّوْرَاة وَ الصُّحُف قَوْله ( لَنَبْلُو ) بِنُونٍ ثُمَّ مُوَحَّدَة أَيْ نَخْتَبِر ، وَقَوْله " عَلَيْهِ الْكَذِب " أَيْ يَقَع بَعْض مَا يُخْبِرنَا عَنْهُ بِخِلَافِ مَا يُخْبِرنَا بِهِ ، قَالَ اِبْن التِّين وَهَذَا نَحْو قَوْل اِبْن عَبَّاس فِي حَقّ كَعْب الْمَذْكُور بَدَل مَنْ قَبْله فَوَقَعَ فِي الْكَذِب ، قَالَ وَالْمُرَاد بِالْمُحَدِّثِينَ : أَنْدَاد كَعْب مِمَّنْ كَانَ مِنْ أَهْل الْكِتَاب وَأَسْلَمَ فَكَانَ يُحَدِّث عَنْهُمْ ، وَكَذَا مَنْ نَظَرَ فِي كُتُبهمْ فَحَدَّثَ عَمَّا فِيهَا ، قَالَ : وَلَعَلَّهُمْ كَانُوا مِثْل كَعْب إِلَّا أَنَّ كَعْبًا كَانَ أَشَدّ مِنْهُمْ بَصِيرَة وَأَعْرَف بِمَا يَتَوَقَّاهُ ، وَقَالَ اِبْن حِبَّان فِي " كِتَاب الثِّقَات " أَرَادَ مُعَاوِيَة أَنَّهُ يُخْطِئ أَحْيَانَا فِيمَا يُخْبِر بِهِ وَلَمْ يُرِدْ أَنَّهُ كَانَ كَذَّابًا ، وَقَالَ غَيْره الضَّمِير فِي قَوْله " لَنَبْلُو عَلَيْهِ " لِلْكِتَابِ لَا لِكَعْبٍ ، وَإِنَّمَا يَقَع فِي كِتَابهمْ الْكَذِب لِكَوْنِهِمْ بَدَّلُوهُ وَحَرَّفُوهُ ، وَقَالَ عِيَاض يَصِحّ عَوْده عَلَى الْكِتَاب وَيَصِحّ عَوْده عَلَى كَعْب وَعَلَى حَدِيثه ، وَإِنْ لَمْ يَقْصِد الْكَذِب وَيَتَعَمَّدهُ إِذْ لَا يُشْتَرَط فِي مُسَمَّى الْكَذِب التَّعَمُّد بَلْ هُوَ الْإِخْبَار عَنْ الشَّيْء بِخِلَافِ مَا هُوَ عَلَيْهِ ، وَلَيْسَ فِيهِ تَجْرِيح لِكَعْبٍ بِالْكَذِبِ ، وَقَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ الْمَعْنَى أَنَّ بَعْض الَّذِي يُخْبِر بِهِ كَعْب عَنْ أَهْل الْكِتَاب يَكُون كَذِبًا لَا أَنَّهُ يَتَعَمَّد الْكَذِب وَإِلَّا فَقَدْ كَانَ كَعْب مِنْ أَخْيَار الْأَحْبَار. انتهى فتبين عدالة كعب عليه رحمة الله من كلام الصحابة رضوان الله عليهم وانتفت عنه تهمة الكذب والله الموفق.
وقد روى عنه أبو هريرة فأكثر وقد أخرج ابن عساكر فى تاريخ دمشق (67/343) والذهبى فى السير (2/600) من حديث بكر بن عبد الله عن أبي رافع عن أبي هريرة" أنه لقي كعبا فجعل يحدثه و يسائله فقال كعب ما رأيت أحدا لم يقرأ التوراة أعلم ما في التوراة من أبي هريرة " فنهاهما عمر عن ذلك بدلالة قوله عن الأول وقد أذن لأبى هريرة بالتحديث وذلك لما أخرجه ابن عساكر فى تاريخ دمشق (67/344-345) والذهبى فى السير (2/603) من حديث أبي هريرة قال " بلغ عمر حديثي فأرسل إلى فقال لي كنت معنا يوم كنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في بيت فلان قال قلت نعم وقد علمت لم سألتني عن ذاك قال ولم سألتك قلت إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال يومئذ من كذب على معتمدا فليتبوأ مقعده من النار قال أما لي فاذهب فحدث " وفى بعض ألفاظه " اتهمني عمر بن الخطاب قال إنك تحدث عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ما لم تسمع منه هل كنت معنا يوم كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في دار فلان قال أبو هريرة نعم وقد علمت لأي شئ سألتني لأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال يومئذ من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فقال عمر حدث الآن عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ما شئت " وقد كان أبوهريرة يبدأ حديثه بقوله من كذب على متعمداً كما أخرج الذهبى فى السير(2/603) من حديث عاصم بن كليب: حدثنا أبي: سمع أبا هريرة، وكان يبتدئ حديثه بأن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أبو القاسم الصادق المصدق)" من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعدة من النار فدل على توقيه وتحريه وأنه كان متقناً لما يرويه ودل على ذلك ما أخرجه أبوزرعة فى تاريخه (1/73) من حديث أشعث بن سليم عن أبيه قال: سمعت أبا أيوب يحدث عن أبي هريرة، فقيل له: أنت صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحدث عن أبي هريرة ؟ قال: إن أبا هريرة قد سمع (وإني إن أروى عنه أحب إلى من أروي عن النبي)([78]) فهذا توقٍ منه رضى الله عنه فى الرواية وثقة منه فى أبى هريرة وقد نهى عمر كلاهما عن التحديث بالحديث عن الأول وذلك لعدم حفظ الناس لحديثهما فقد كانا يكثران من الحديث وقد أخرج ابن عساكر فى تاريخه (67/359) بسنده إلى بسر بن سعيد قال كان يقوم فينا أبو هريرة فيقول سمعت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يقول كذا كذا سمعت كعبا يقول كذا كذا فعمد الناس إلى بعض ما روى عن كعب فجعلوه عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وبعض ما روى عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فجعلوه عن كعب فمن ثم أنفي حديث أبي هريرة قال ابن لهيعة هو من الناس ليس من أبي هريرة ودل على حفظه ما أخرج البيهقى فى الكبرى(3/45/5084) وغيره من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :" إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى يَمِينِهِ ». فَقَالَ لَهُ مَرْوَان بْنُ الْحَكَمِ : أَمَا يُجْزِئُ أَحَدَنَا مَمْشَاهُ إِلَى الْمَسْجِدِ حَتَّى يَضْطَجِعَ عَلَى يَمِينِهِ؟ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فِى حَدِيثِهِ قَالَ : لاَ. قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عُمَرَ ، فَقَالَ : أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى نَفْسِهِ. قَالَ فَقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ : هل تُنْكِرُ شَيْئًا مِمَّا يَقُولُ ؟ قَالَ : لاَ وَلَكِنَّهُ اجْتَرَأَ وَجَبُنَّا. قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ : فَمَا ذَنْبِى إِنْ كُنْتُ حَفِظْتُ وَنَسُوا " وذلك لأن أباهريرة ما كان ليشغله شيئ عن حديث رسول الله فقد كان يتبعه ويلازمه لا يفارقه وقد أخرج ابن عساكر فى تاريخه (67/353) من حديث عائشة أنها قالت لأبي هريرة إنك لتحدث عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) حديثا ما سمعته منه فقال أبو هريرة يا أمه طلبتها وشغلك عنها المرأة والمكحلة وما كان يشغلني عنها شئ .
وكان عمر شديدٌ يأخذ بالظن ويحاسب بلا تهاون ولا هوادة فقد سرح نصر بن حجاج لغير ذنب إلا أنه كان بارع الجمال وكان بالمدينة كثير من النساء، يغيب أزواجهن في الجهاد وقد ذكرت إحداهن نصرا في شعر لها([79]) وجلد عمر صبيغ ونفاه إلى العراق وكتب أن لا يجالسه أحد لأمر واحد وهو أنه يكثر من السؤال عن كلمات من القرآن لا تتعلق بالأحكام([80]) وعزل سعداً واستعمل عمارا مكانه بدعوى كاذب بنى عبس أبوسعدة([81]) ومن حذف قوله فى الحديث عن الأول أراد قبل أن يثبت شبهته بأن عمر قد نهى عن التحديث بإطلاق ، أن يوحى بأن الصحابة كانوا مغفلين إذ نهى عمر هذين عن التحديث ثم تحدثا فسمع لهما الصحابة ! ثم فيه اتهام لكعب وأبى هريرة بمخالفة الخليفة فى أمره ! وفيه اتهام لكعب بأنه يكذب على النبى إذ لم يسمع منه ويروى عنه ويقبلها الصحابة بسذاجة غير معهودة ! وفيه لمز وغمز بأن كعب تعمد إضلال الأمة بتحديثه بالكذب ! وفيه تشكيك فى كل حديث ذكره الصحابة لم يقولوا فيه قال رسول الله بأنهم ربما سمعوه من كعب([82]) ، وكعب على ماسبق يكذب متعمداً ، قاتل الله الأفاكين الكذبة .
4- ومما نهى عنه كذلك أوما تحتمله عقول العامة أوخُشيت مضرته على قائله أوسامعه([83]) وذلك لما أخرجه مسلم فى صحيحه (1/9/14) من حديث عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لاَ تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلاَّ كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً.أو إذا كانت الأحاديث من المتشابهات و التى يصعب على العامة فهم المراد منها فيحملوها على غير مرادها فتكون نتيجته تكذيب الله ورسوله لما أخرجه البخارى فى صحيحه([84]) من حديث على بن أبى طالب أنه قال حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وعلق الذهبى على ذلك بقوله قد زجر على عن رواية المنكر وحث على التحديث بالمشهور وهذا أصل كبير فى الكف عن بث الأشياء الواهية والمنكرة من الأحاديث فى الفضائل والعقائد والرقائق ولا سبيل إلى معرفة هذا إلا بالإمعان فى معرفة حال الرجال([85])ويقول الحافظ ابن حجر والمراد بقوله يعرفون أى يفهمون وقوله دعوا ما ينكرون أى يشتبه عليه فهمهم وفيه دليل على أن المتشابه لا ينبغى أن يذكر عند العامة([86])وممن كره التحديث ببعض دون بعض الإمام أحمد فى الأحاديث التى ظاهرها الخروج على السلطان ومالك فى أحاديث الصفات و أبويوسف فى الغرائب ، ومن قبلهم أبى هريرة فيما أخرجه البخارى([87]) من حديثه حفظت من رسول الله وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم ، قال الحافظ ابن حجر وحمل العلماء الوعاء الذى لم يبثه على ما يتعلق بالفتن وأشراط الساعة وتغير الأحوال والملاحم فى آخر الزمان فينكر ذلك من لم يألفه ويعترض عليه من لا شعور له به ، وقد روى عنه قوله لو حدثتكم بكل ما فى جوفى لرميتمونى بالبعر قال الحسن راوى الحديث عنه ، صدق والله لو أخبرنا أن بيت الله يهدم أو يحرق ما صدقه الناس ويؤيد أن الذى كتمه لم يكن من أحاديث الأحكام وأنها لو كانت منها ما كتمها لقوله رضى الله عنه إن الناس يقولون أكثر أبوهريرة ولولا آيتان فى كتاب الله ما حدثتكم حديثاً ثم يتلو {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(160) }البقرة ، وأيضاً أنه لو كان فيه حكماً شرعياً فما كان ليحل لهم كتمانه فقد روى هو قوله عليه السلام ما من رجل يحفظ علماً فيكتمه إلا أتى به يوم القيامة به ملجماً بلجام من نار وقال أبوذر لو وضعتم الصمصامة "السيف الصارم الذى لا ينثنى وله حد واحد " على هذه وأشار إلى قفاه ثم ظننت أنى أُنْفِذُ كلمة سمعتها من النبى قبل أن تجيزوا على لأنفذتها ، وإن أهل البدع ليستشهدون بالحديث فى ظاهره ليقووا به بدعتهم لذلك قالوا " إن المحدث يجب عليه أن يراعى حال من يحدثهم فإذا كان فيما ثبت عنده ما لا تصل إليه أفهامهم وجب عليه ترك تحديهم به دفعاً للضرر فليس كل حديث يجب نشره لجميع الناس " ومالك يقول " أعلم أنه ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع ولا يكون إماماً أبداً وهو يحدث بكل ما سمع "([88])
5- وله وجه آخر يُحمل عليه نهيه قاله ابن كثير ، وهذا محمول من عمر على أنه خشى من الأحاديث التى قد تضعها الناس على غير مواضعها وأنهم يتكلمون على ما فيها من أحاديث الرخص وأن الرجل إذا أكثر من الحديث ربما وقع فى أحاديثه بعض الغلط أو الخطأ فيحملها الناس عنه([89]).
6- ويُحمل أيضاً على الخوف من الخطأ أو الزيادة أو النقصان فى حديث النبى والدخول فى قوله من كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده من النار وقال أنس وإنه ليمنعنى أن أحدثكم حديثاً كثيراً أن النبى قال من تعمد على كذباً فليتبوأ مقعده من النار وفى رواية عنه قال لولا أنى أخشى أن أخطأ لحدثتكم بأشياء سمعتها من رسول الله أو قالها رسول الله وذاك أنى سمعته يقول من كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده من النار وعن عبدالله بن الزبير قال قلت للزبير إنى لا أسمعمك تحدث عن رسول الله كما يحدث فلان وفلان قال أما إنى لم أفارقه ولكن سمعته يقول من كذب على فليتبوأ مقعده من النار وعن دجين بن أبى الغصن (هو ابن ثابت أبو النربوعى ضعيف الحديث ولم يكن شأنه) قال دخلت المدينة فلقيت أسلم العدوى مولى عمر فقلت حدثنى عن عمر فقال لا أستطيع أخاف أن أزيد أو أن أنقص كنا إذا قلنا لعمر حدثنا عن رسول الله أخاف أن أزيد أو أن أنقص إن رسول الله قال من كذب على فهو فى النار (والإكثار من التحديث يغلب عليه مظنة الخطأ بخلاف الإقلال)وهذا لا يمنع وجود مكثرين متقنين أذن لهم عمر على الرغم من تشدده بالرواية كأبى هريرة لحديث بلغ عمر حديثى إنما أنكر على أبى هريرة حديثه عن أهل الكتاب وبدء الخليقة وغيره مما لا يترتب عليه عمل وكذلك فعل مع كعب الأحبار([90]).
7- الإقلال من الرواية مندوحة قال الحاكم([91]) إنكار أمير المؤمنين على الصحابة كثرة الرواية فيه سنة .انتهى والسنة هى ماروى عن أبى قتادة قال سمعت رسول الله يقول على المنبر يأيها الناس إياكم وكثرة التحديث عنى فمن قال على فلا يقل إلا حقاً أو إلا صدقاً ومن قال على مالم أقل متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ، ومن علم من نفسه وعُلِم من حديثه الحفظ والإتقان فى الرواية وشُهِدَ له بذلك جاز الله التحديث والكثرة فيه ولذلك فإن التحرى فى الرواية واجب وفيه ماروى عن عثمان أنه قال لا يحل لأحدٍ يروى حديثاً لم يسمع به فى عهد أبى بكر ولا فى عهد عمر([92]) ومثله مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ بِدِمَشْقَ، يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَأَحَادِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلا حَدِيثًا كَانَ يُذْكَرُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، فَإِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ رَجُلا يُخِيفُ النَّاسَ فِي اللَّهِ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ، يَقُولُ: أَلا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:"مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ"([93]) : وكان ذلك من عمر صيانة لجناب الشريعة وخوفاً على أصحابه من وعيده عليه السلام وذلك من حدث عنى حديثاً يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين (يروى بضم الياء وبفتحها أى يعلم ، الكاذبين روايتان فتح الباء مراده التثنية ، وكسرها مراده الجمع) قال النوى من روى حديثاً علم أو ظن وضعه ولم يبين حال رواته ووضعه فهو داخل فى هذا الوعيد مندرج فى جملة الكاذبين على رسول الله([94]) ، ومما سبق تبين أصل قولنا درء المفاسد مقدم على جلب المصالح فللحاكم أن يُلحق المباح بالحرام إذا رأى تحقق المفسدة ويجب على الرعية السمع الطاعة له فى ذلك فلما رأى عمر تحقق المضرة ألحق مباح التحديث بما عن الأول وما ليس تحته عمل وما كان على شكل ذلك ومن بابه منع وحبس .
6- أن الكذب قد ظهر فى الناس فكان هذا منه هبوباً لحمل الناس على التحرى فى الرواية وقد أخرج الحاكم([95]) وابن ماجة([96]) و الدارمى([97]) من حديث ابن عباس يقول إنا كنا نحفظ الحديث و الحديث يحفظ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم . فأما إذا ركبتم الصعب والذلول فهيهات قال صاحب جامع التحصيل([98]) وقول ابن سيرين لم يكونوا يسألون عن الإسناد حتى وقعت الفتنة فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم قلت لأن المتدعة كذبت أحاديث كثير تشيد بها بدعتها انتهى. وقد أخرج مسلم فى صحيحه([99]) من حديث أَبَى هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَكُونُ فِى آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ يَأْتُونَكُمْ مِنَ الأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ لاَ يُضِلُّونَكُمْ وَلاَ يَفْتِنُونَكُمْ »وذلك فيه بيان لما روى عن الصحابة فى النهى عن كثرة التحديث إلا بما كان على عهد الشيخين ، وذلك لعدم انتشار الكذب وكثرة الحيطة والتثبت) فقد روى عن ابن عباس إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول قال رسول الله ابتدرته أبصارنا وأصغيت إليه آذاننا فلما ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف ، ولم يكن هذا درب الصحابة وحدهم بل نهج نهجهم من جاء بعدهم من التابعين .
7- أن يكون المخاطب حديث عهد بالإسلام وما أحصوا القرآن ولا أتقنوه فيخشى عليهم الإنشغال عنه بالحديث قبل إتقانه ولذلك قال عمر إنكم تأتون أهل قرية لهم دوى بالقرآن " وفى رواية الحاكم فلا تبدؤهم بالأحاديث فيشغلونكم ، وهذا هو الأصل إتقان القرآن ثم الشروع فى الحديث ومثله قد روى عن الشعبى فيروى حفص بن غياث أنه أتى إلى الشعبى فقال حدثنى فقال أتحفظ القرآن قال لا قال اذهب فاحفظ القرآن ثم هلم أحدثك قال فذهبت فحفظت القرآن ثم جئته فاستقرانى فقرأته فحدثنى([100]) .
8- الخوف من الإنشغال بكثرة التحديث عن التدبير والفهم فينشغل بالجمع وكثرة التحديث عن فقه ما يرويه كما وقع عند المتكلمين وأهل البدع وأن المكثر يسرد الأحاديث سرداً سريعاً مما قد يلتبس على السامع ومنه ما ورد فى صحيح البخارى (6/655/3568) من حديث عروة عن عائشة قالت ألا يعجبك أبوهريرة ! جاء فجلس إلى جنب حجرتى يحدث عن النبى يسمعنى ذلك وكنت أسبح فقام قبل أن أقضى سبحتى ولو أدركته لرددت عليه ، إن رسول الله لم يكن يسرد الحديث كسردكم .
هذا ما تيسر وذاك ما أعلم والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد.

تمت ولله الحمد والمنة


وكتب


أبو إسحاق السِلَفىّْ


أحمد بن عبدالمولى آل عثمان القِطْعانى


حامداً الله ومصلياً على النبى عليه السلام



[1] هذه الزيادة هامة جدا ، وقد أثبتها من البداية والنهاية لابن كثير

[2] أورده أبونعيم فى معرفة الصحابة(3/1378) ، و الزركلى فى الأعلام(3/68) ، والذهبى فى السير(3/437/80)

[3] تهذيب الكمال (3/143/465(

[4] تهذيب الكمال (10/539/2320(

[5] ميزان الإعتدال (2/149/3231)

[6] تهذيب الكمال (37/398/5876)

[7] الثقات للعجلى (2/237/1594)

[8] تهذيب الكمال (24/189/4980)

[9] تهذيب التهذيب (28/32/795)

[10] الثقات لابن حبان (5/333/5095)

[11] تهذيب التهذيب (31/34/879 )

[12] تهذيب الكمال (27/49/5715(

[13] تهذيب الكمال (17/95/3816(

[14] العلل ومعرفة الرجال (2/42/3174)

[15] الجرح والتعديل (5/252/1201)

[16] سؤالات البرذعى (2/425)

[17] الضعفاء (صـ68/ت367)

[18] تهذيب التهذيب (21/170/356)

[19] المجروحين لابن حبان (2/21/5990)

[20] ضعفاء العقيلى (3/419/943)

[21] تاريخ ابن معين – رواية الدارمى – (صـ151/ت529)

[22] سؤالات ابن أبى شيبة (صـ131/ت165)

[23] سنن الترمذى (4/233/ح1755)

[24] الثقات (2/76/1039)

[25] تهذيب الكمال (17/95/3816)

[26] الكامل (4/274/1106)

[27] المجروحين لابن حبان (2/21/5990)

[28] ميزان الإعتدال (2/576/4908)

[29] تهذيب التهذيب (21/170/356)

[30] تهذيب الكمال (17/95/3816)

[31] تاريخ أصبهان (1/96)

[32] الثقات (8/85/12354)

[33] تاريخ دمشق (5/466)

[34] (1/151/593)

[35] ميزان الإعتدال (1/151/593)

[36] تاريخ بغداد (10/351/5500)

[37] ما بين المعقوفتين وبعده علامة (*) مدرج ن روايات واردة فى غير المصادر المذكورة وقد جمعتها كاملة فى متن واحد حتى يسهل حصر من حبسهم عمر رضى الله عنه .

[38] مجمع الزوائد (1/180/666) وبالهامش قلت: بل هذا صحيح عن عمر من وجوه كثيرة،وكان عمر شديداً في الحديث .

[39] الثقات لابن حبان (6/7/6458) الثقات لابن حبان (6/7/6458)

[40] التاريخ الكبير للبخارى (1/288/928)

[41] (2/139)

[42] أسماء المدلسين للسيوطى (صـ41/ت10) ، المدلسين للعرافى (صـ44/12) ، التبيين لأسماء المدلسين لسبط العجمى (صـ70/ت17)

[43] المغنى (1/83/1576)

[44] الجرح والتعديل (3/515/2329)

[45] الثقات لابن حبان (6/309/7861)

[46] تهذيب الكمال (31/176/6772)

[47] ميزان الإعتدال (4/356/4939)

[48] المراسيل لابن أبى حاتم (صـ38/871)

[49] الأسامى والكنى للحاكم (2/35/476)

[50] الكاشف (2/219/5152)

[51] راجع تهذيب الكمال (26/419/5606)

[52] تهذيب التهذيب (30/451/734)

[53] التاريخ الكبير للبخارى (2/133/1947) ، الأسامى والكنى للحاكم (2/96/789) ، تهذيب الكمال (4/303/792)

[54] العلل ومعرفة الرجال (1/413/879) و (3/116/4483)

[55] تاريخ ابن معين رواية الدورى (4/379/4873)

[56] الجرح والتعديل (2/424/1687)

[57] الثقات للعجلى (1/256/138)

[58] الثقات لابن حبان (4/79/1910)

[59] تهذيب التهذيب (4/92/941)

[60] المتفق والمفترق (2/122)

[61] المرجع السابق

[62] تهذيب التهذيب .

[63] راجع تهذيب الكمال (27/219/5780)

[64] وأورده البيهقى فى معرفة السنن والآثار (14/272/5567)

[65] سنن الترمذى (5/29/2649)

[66] صحيح البخارى (8/567/3461)

[67] صحيح البخارى (1/1) حديث عمر بن الخطاب " إنما الأعمال بالنيات "

[68] وقد أورد فيه حديث سعد بن ابراهيم عن أبيه " حبس عمر لبعض أصحابه فى المدينة "

[69] (2/120)

[70] (1/10)

[71] (1/80)

[72] (1/72)

[73] (1/180)

[74] (1/223)

[75] (1/149/560) وهو ضعيف لعنعنة الحسن .

[76] الأحاديث المختارة للمقدسى (1/70)

[77] المحدث الفاصل (1/553)

[78] الزيادة التى بين معقوفتين من تاريخ دمشق (67/357- 358)

[79] أخرجه أبونعيم فى الحلية(4/322) وابن سعد فى الطبقات (3/285) من حديث عبد الله بن بريدة الأسلمي قال: خرج عمر بن الخطاب يعس ذات ليلة فإذا هو بنسوة يتحدثن، فإذا هن يقلن: أي أهل المدينة أصبح؟ فقالت امرأة منهن: أبو ذئب. فلما أصبح سأل عنه فإذا هو من بني سليم، فلما نظر إليه عمر إذا هو من أجمل الناس، فقال له عمر: أنت والله ذئبهن، مرتين أو ثلاثا، والذي نفسي بيده لا تجامعني بأرض أنا بها! قال: فإن كنت لا بد مسيرني فسيرني حيث سيرت بن عمي، يعني نصر بن حجاج السلمي، فأمر له بما يصلحه وسيره إلى البصرة.

[80] أخرجه الدارمى فى سننه (1/66/144) من حديث سليمان بن يسار : أن رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر وقد أعد له عراجين النخل فقال من أنت قال انا عبد الله صبيغ فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين فضربه وقال انا عبد الله عمر فجعل له ضربا حتى دمي رأسه فقال يا أمير المؤمنين حسبك قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي ..... وفى إسناده إنقطاع

[81] أخرجه أبويعلى فى مسنده(3/53/693) والسراج فى مسنده (1/73) و الطيالسى فى مسنده (1/30/217) من حديث شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر( فنزعه واستعمل عليهم عمارا) فقالوا : إنه لا يحسن أن يصلي فقال سعد : أما أنا فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاتي العشاء لا أخرم منها أركد في الأوليين وأحذف في الأخريين فقال عمر : ذاك الظن بك يا أبا إسحاق وبعث رجالا يسألون عنه بالكوفة فكانوا لا يأتون مسجدا من مساجد أهل الكوفة إلا قالوا خيرا أو أثنوا خيرا حتى أتى مسجدا من مساجد بني عبس فقال رجل يقال له أبو سعدة : أما إذ نشدتمونا بالله فإنه كان لا يعدل في القضية ولا يقسم بالسوية ولا يسير بالسرية فقال سعد : اللهم إن كان كاذبا فأعم بصره وأطل عمره وعرضه للفتن قال عبد الملك : فأنا رأيته بعد يتعرض للإماء في السكك فإذا سئل : كيف أنت ؟ يقول : كبير فقير مفتون أصابتني دعوة سعد .

[82] راجع الأنوار الكاشفه للمعلم اليمانى

[83] النووى على شرح مسلم (1/229)

[84] (1/132/127)

[85] تذكرة الحفاظ (1/13)

[86] فتح البارى (1/262/120)

[87] الصحيح (1/124/120)

[88] راجع كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها (صـ336)

[89] البداية والنهاية (8/110)

[90] الإحكام (2/266)

[91] المستدرك (1/193/375)

[92] ابن سعد فى طبقاته (2336) ، تاريخ دمشق (39/180)

[93] مسند أحمد (28/115/16910) ، ابن حبان فى صحيحه (8/193/3401) ، الطبرانى فى المعجم الكبير (14/292/16231)

[94] المنهاج شرح مسلم للنوى (1/99)

[95] المستدرك (1/196/383)

[96] سنن (1/12/27)

[97] سنن (1/125/427)

[98] جامع التحصيل للعلائى (1/69)

[99] (1/9/16)

[100] المحدث الفاصل (1/19) ، السنة قبل التدوين (155)
للمزيد من مواضيعي

 






رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 05.10.2010, 22:20
صور أبوحمزة السيوطي الرمزية

أبوحمزة السيوطي

عضو شرف المنتدى

______________

أبوحمزة السيوطي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 23.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.544  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
20.06.2023 (12:40)
تم شكره 36 مرة في 25 مشاركة
افتراضي


حماك الله أخي الحبيب ونضر جهك ورفع قدرك وزادك من فضله
أعود لأكمل قراءة بحثكم الماتع







توقيع أبوحمزة السيوطي
إذا كُنت تشعر انك لاتعيش جيـداً ...فاعلم أنك لاتصلي جيداً


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 05.10.2010, 22:27
صور III ABO_IS7Q_SALAFY III الرمزية

III ABO_IS7Q_SALAFY III

عضو

______________

III ABO_IS7Q_SALAFY III غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 17.08.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 84  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
04.10.2017 (22:59)
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي


رفع الله قدركم فى الدارين الحبيب أباحمزة ، ونفع بكم




رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 05.10.2010, 23:45
صور III ABO_IS7Q_SALAFY III الرمزية

III ABO_IS7Q_SALAFY III

عضو

______________

III ABO_IS7Q_SALAFY III غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 17.08.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 84  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
04.10.2017 (22:59)
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي


استدراك
وقد أطلت فى التقدمة ، لذلك سأشرع فى ذكر خطة البحث الصغير على عجالة حتى يتثنى للقارئ أن يكون لنا متابعاً
وصوابه
حتى يتسنى
وقلت
ومن وجد فى كلامنا تقصيراً فلينصح لله ، وليصوبنا ف ندع العصمة فيما نكتب ولا نقول والله ولى التوفيق
وصوابه
ومن وجد فى كلامنا تقصيراً فلينصح لله ، وليصوبنا فلا ندعى العصمة فيما نكتب ولا فيما نقول ، والله ولى التوفيق .





رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
للأخ, النبي, الخطاب, الرواية


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
فلاش عمر بن الخطاب رضى الله عنه بن الإسلام الحديث و السيرة 3 10.10.2011 17:04
عمر بن الخطاب الأواب الأمين *.*.* سندس حبش القسم الإسلامي العام 5 19.08.2010 08:54
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله أم جهاد القسم الإسلامي العام 1 25.07.2009 03:26



لوّن صفحتك :