القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة |
آخر 20 مشاركات |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
عام جديد ... خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى
خطبتى الجمعة بعنوان ( عــام جــديــد ) الحمد لله ، ما تعاقب الجديدان و تكررت المواسم ، أحمده سبحانه و أشكره شكر التقي الصائم ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عامل بها وعالم ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبده و رسوله حميد الشِّيم و عظيم المكارم ، صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه كانوا على نهج الهدى معالم ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أمــا بــعــد : فأوصيكم أيها الناس و نفسي بتقوى الله ، فاتقوا الله رحمكم الله حيثما كنتم ، و قوموا بالأمر الذي من أجله خُلقتم ؛ { وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات:56]. { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـٰكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } [المؤمنون:115]. أيها المسلمون في مستفتح العام يحسن التذكير . و ما يتذكر إلا من ينيب ، من غفل عن نفسه تصرمت أوقاته ، و اشتدت عليه حسراته . لا بد من وقفةٍ صادقةٍ مع النفس في محاسبةٍ جادةٍ ، و مساءلةٍ دقيقةٍ ، فوالله لتموتن كما تنامون ، و لتبعثنَّ كما تستيقظون ، و لتجزون بما كنتم تعملون . هل الأعمار إلا أعوام ؟ و هل الأعوام إلا أيام ؟ و هل الأيام إلا أنفاس ؟ و إن عمراً ينقضي مع الأنفاس لسريع الانصرام . { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوء تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَا بَعِيدًا } [آل عمران:30] . هذه يد المنون تتخطف الأرواح من أجسادها . تتخطفها و هي راقدة في منامها . تعاجلها و هي تمشي في طرقاتها . تقبضها و هي مكبة على أعمالها . تتخطفها و تعاجلها من غير إنذار أو إشعار . { فَإِذَا جَآء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَـئَخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } [النحل:61]. ها هو ابن آدم يصبح سليماُ معافى في صحته و حُلَّته ، ثم يمسي بين أطباق الثرى قد حيل بينه و بين الأحباب و الأصحاب . أيها الإخوة : و هذه وقفة محاسبة مع النفس ، بل مع أعز شيء في النفس ، مع ما بصلاحه صلاح العبد كله ، و ما بفساده فساد الحال كله . وقفةٌ مع ما هو أولى بالمحاسبة و أحرى بالوقفات الصادقة يقول نبيكم محمد صلى الله عليه و سلم : (( ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، و إذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا و هي القلب )) . و يقول عليه الصلاة و السلام : (( لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه )) . أيها المسلمون : من عرف قلبه عرف ربَّه ، و كم من جاهل بقلبه و نفسه ، و الله يحول بين المرء و قلبه . يقول ابن مسعود رضي الله عنه : هلك من لم يكن له قلبٌ يعرف المعروف و ينكر المنكر . أيها الإخوة : لا بد في هذا من محاسبةٍ تَفُضُّ مغاليق الغفلة ، و توقظ مشاعر الإقبال على الله في القلب و اللسان و الجوارح جميعاً . من لم يظفر بذلك فحياته كلها و الله هموم في هموم ، و أفكارٌ و غموم ، و آلامٌ و حسرات . بل إن الله لم يبعث نبيه محمداً صلى الله عليه و سلم إلا بالمهمتين العظيمتين : علم الكتاب و الحكمة و تزكية النفوس . { هُوَ ٱلَّذِى بَعَثَ فِى ٱلأُمّيّينَ رَسُولاً مّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءايَـٰتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَلٍ مُّبِينٍ } [الجمعة:2] . بل لقد علَّق الله فلاحَ عبده على تزكية نفسه و قدم ذلك و قرره بأحد عشر قسماً متوالية ؛ اقروؤا إن شئتم و تأملوا قول الحق : { وَٱلشَّمْسِ وَضُحَـٰهَا * وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلـٰهَا * وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلَّـٰهَا * وَٱلَّيْلِ إِذَا يَغْشَـٰهَا * وَٱلسَّمَاء وَمَا بَنَـٰهَا * وَٱلأَرْضِ وَمَا طَحَـٰهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّـٰهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّـٰهَا } [الشمس:1-10] . أيها الإخوة : إن في القلوب فاقةً و حاجةً لا يسدها إلا الإقبال على الله و محبته و الإنابة إليه ، و لا يلم شعثها إلا حفظ الجوارح ، و إجتناب المحرمات ، و إتقاء الشبهات . معرفة القلب من أعظم مطلوبات الدين ، و من أظهر المعالم في طريق الصالحين . معرفة تستوجب اليقظة لخلجات القلب و خفقاته ، و حركاته و لفتاته ، و الحذر من كل هاجس ، و الاحتياط من المزالق و الهواجس ، و التعلق الدائم بالله ؛ فهو مقلب القلوب و الأبصار . جاء في الخبر عند مسلم رحمه الله من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : (( إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن عز و جل كقلب واحد يصرفه حيث يشاء )) . ثم قال رسول الله عليه أفضل الصلاة و السلام : (( اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك )) . و لا ينفع عند الله إلا القلب السليم : { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } [الشعراء:88-89] . و من دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( و أسألك قلباً سليماً )) . و القلوب – أيها الإخوة – أربعة : قلب تقي نقي فيه سراج منير : فذلك قلب المؤمن ، و قلب أغلف مظلم : فذلك قلب الكافر : { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ } [البقرة:88] . و قلب مرتكس منكوس : فذلك قلب المنافق ، عرف ثم أنكر، و أبصر ثم عمي : { فَمَا لَكُمْ فِى ٱلْمُنَـٰفِقِينَ فِئَتَيْنِ وَٱللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُواْ } [النساء:88] . و قلبٌ تمده مادتان : مادة إيمان ، و مادة نفاق فهو لِما غلب عليه منهما . و قد قال الله في أقوام : { هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإيمَـٰنِ } [آل عمران:167]. و في القلب قوتان : قوة العلم في إدراك الحق و معرفته و التمييز بينه و بين الباطل . و قوة الإرادة و المحبة في طلب الحق و محبته و إيثاره على الباطل . فمن لم يعرف الحق فهو ضال ، و من عرفه و آثر غيره عليه فهو مغضوب عليه . و من عرفه و اتبعه فهو المنعم عليه السالك صراط ربه المستقيم . يقول ابن القيم رحمه الله : و هذا موضع لا يفهمه إلا الألبّاء من الناس و العقلاء ، و لا يعمل بمقتضاه إلا أهل الهمم العالية و النفوس الأبية الزاكية . و رجل الدنيا وواحدها هو الذي يخاف موت قلبه لا موت بدنه ، و أكثر الخلق يخافون موت أبدانهم ، و لا يبالون بموت قلوبهم . إذا كان الأمر كذلك أيها الأحبة . فاعلموا أن صاحب القلب الحي يغدو و يروح ، و يمسي و يصبح و في أعماقه حسٌ و محاسبة لدقات قلبه ، و بصر عينه ، و سماع أذنه ، و حركة يده ، و سير قدمه ، إحساس بأن الليل يدبر ، و الصبح يتنفس ، و الكون في أفلاكه يسبح بقدرة العليم و تدبير الحكيم ؛ { كُلٌّ يَجْرِى لاجَلٍ مُّسَمًّـى } [لقمان:29]. قلب حي تتحقق به العبودية لله على وجهها و كمالها ، أحب الله و أحب فيه . يترقى في درجات الإيمان و الإحسان فيعبد الله على الحضور و المراقبة ، يعبد الله كأنه يراه ، فيمتلئ قلبه محبةً و معرفةً ، و عظمةً و مهابةً و أُنساً و إجلالاً . و لا يزال حبه يقوى ، و قربه يدنو حتى يمتلئ قلبه إيماناً و خشية ، و رجاء و طاعة ، و خضوعاً و ذلة ؛ (( و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه )) . كلما اقترب من ربه اقترب الله منه : (( من تقرب إليّ شبراً تقربتُ إليه ذراعاً )) . فهو لا يزال رابحاً من ربه أفضل مما قدم ، يعيش حياة لا تشبه ما الناس فيه من أنواع الحياة : { فَٱذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ } [البقرة:152]. (( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، و من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه )) . من بذل شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ، و جازاه أفضل ما قدم . أصحاب القلوب الحية صائمون قائمون ، خاشعون قانتون ، شاكرون على النعماء ، صابرون في البأساء ، لا تنبعث جوارحهم إلا بموافقة ما في قلوبهم ، تجردوا من الأثرة و الغش و الهوى . اجتمع لهم حسن المعرفة مع صدق الأدب ، و سخاء النفس مع مظانة العقل . هم البريئة أيديهم ، الطاهرة صدورهم ، متحابون بجلال الله ، يغضبون لحرمات الله ، أمناء إذا ائتمنوا ، عادلون إذا حكموا ، منجزون ما وعدوا ، موفون إذا عاهدوا ، جادون إذا عزموا ، يهشون لمصالح الخلق ، و يضيقون بآلامهم ، في سلامة من الغل ، و حسن ظن بالخلق ، و حمل الناس على أحسن المحامل . كسروا حظوظ النفس ، و قطعوا الأطماع في أهل الدنيا . جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : (( يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير )) ، فهي سليمة نقية ، خالية من الذنب ، سالمة من العيب . يحرصون على النصح و الإخلاص ، و المتابعة و الإحسان . همتهم في تصحيح العمل أكبر منها في كثرة العمل : { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } [الملك:2] . أوقفهم القرآن فوقفوا ، و استبانت لهم السنة فالتزموا ، { يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبّهِمْ رٰجِعُونَ } [المؤمنون:60] . رجال مؤمنون ، و نساء مؤمنات ، بواطنهم كظواهرهم بل أجلى ، و سرائرهم كعلانيتهم بل أحلى ، و همتهم عند الثريا بل أعلى . إن عُرفوا تنكَّروا ، تحبهم بقاع الأرض ، و تفرح بهم ملائكة السماء . هذه حياة القلوب و هذه بعض آثارها . أما القلوب المريضة فلا تتأثر بمواعظ ، و لا تستفزها النذر ، و لا توقظها العبر . أين الحياة في قلوب عرفت الله و لم تؤد حقه ؟؟ قرأت كتاب الله و لم تعمل به . زعمت حب رسول الله و تركت سنته . يريدون الجنة و لم يعملوا لها ، و يخافون من النار و لم يتقوها . رُب امرئ من هؤلاء . أطلق بصره في حرام فحُرم البصيرة ، و رب مطلق لسانه في غيبة فحرم نور القلب ، و رب طاعم من الحرام أظلم فؤاده ، لماذا يُحرم محرومون قيام الليل ؟ و لماذا لا يجدون لذة المناجاة ؟ إنهم باردوا الأنفاس ، غليظوا القلوب ، ظاهروا الجفوة ؟؟. القلب الميت : الهوى إمامه ، و الشهوة قائده ، و الغفلة مركبه ، لا يستجيب لناصح ، يتَّبع كل شيطان مريد . الدنيا تُسخطه و ترضيه ، و الهوى يصمه و يعميه . ماتت قلوبهم ثم قبرت في أجسادهم ، فما أبدانهم إلا قبور قلوبهم . قلوب خربة لا تؤلمها جراحات المعاصي ، و لا يوجعها جهل الحق . لا تزال تتشرب كل فتنة حتى تسود و تنتكس ، و من ثم لا تعرف معروفاً و لا تنكر منكراً . عباد الله . غفلة القلوب عقوبة ، و المعصية بعد المعصية عقوبة ، و الغافل لا يحس بالعقوبات المتتالية و لكن ما الحيلة ؟ فلا حول و لا قوة إلا بالله . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْء وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } [الأنفال:24-25] . بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ، و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم ، أقول هذا القول ، و أستغفر الله العظيم لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم . الحمد لله المستحق للحمد و الثناء ، له الخلق و الأمر ، يحكم ما يريد و يفعل ما يشاء ، أحمده سبحانه و أشكره و أتوب إليه و أستغفره و أعوذ بالله من حال أهل الشقاء . و أشهد ألا إله إلا الله و حده لا شريك له ، له الأسماء الحسنى ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ، أفضل الرسل و خاتم الأنبياء ، صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه البررة الأتقياء و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أمــا بــعــد : أيها الناس : من خاف الوعيد قصُر عليه البعيد ، و من طال أمله ضعف عمله ، و كل ما هو آتٍ قريب ، و ما شغل عن الله فهو شؤم . التوفيق خير قائد ، و الإيمان هو النور ، و العقل خير صاحب ، و حسن الخلق خير قرين . عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً ، فأي قلب أُشرِبها نكتت فيه نكتة سوداء . وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء ، حتى تعود القلوب على قلبين قلب أسود مربادٌّ كالكوز مُجخياً لا يعرف معروفاً و لا ينكر منكراً إلا ما أشرب هواه ، و قلب أبيض لا تضره فتنة ما دامت السموات و الأرض )) . ألا فاتقوا الله رحمكم الله ، و توبوا إلى ربكم و أصلحوا فساد قلوبكم أيها الإخوة في الله : كنا منذ أسبوع مضى ، نستغيث الله و ندعوه أن ينزل علينا الغيث و ألا يجعلنا من القانطين ، وهاهي رحمات الله ستتنزل وبركات السماء و ستنفتح بفضل من الله و قوته بلا شك ، و قد بدأنا الله العام الجديد بنعمته و من علينا بفضله و جوده و كرمه فحري بصاحب القلب السليم أن يبدأ عامه بشكر الله على نعمه العظيمة و آلائه الجسيمة . سبحانَك ربَّنا و بحمدك ، لا نحصي ثناءً عليك ، أنت كما أثنيتَ على نفسك ، اللّهمّ أعِنّا على ذكرِك و شكرِك و حُسن عبادتِك . اللهم لك الحمد كله و لك الشكر كله و بيدك الخير كله علانيته و سره فأهل انت أن تحمد و أهل أنت أن تعبد لا إله إلا أنت . ألا فاتقوا الله رحمكم الله ، و أروا الله من أنفسكم خيرا ، هذا ثم أكثِروا من الصلاةِ و السلام على سيِّد الأنام في جميعِ الأوقاتِ و الأيام ، و اعلموا أنَّ للصلاة عليه في هذا اليومِ مزيَّةً و حكمة ، فكلُّ خيرٍ نالَتْه أمته في الدنيا و الآخرة فإنما نالَتْه على يدِه ، فجَمع الله لأمّته به خيرَي الدنيا و الآخرة ، فأعظمُ كَرامةٍ تحصُل لهم فإنما تحصُل يومَ الجمعة ، فإنَّ فيه بَعثَهم إلى منازلهم ، و حضورَهم مساكنَهم في الجنة ، و هو يومُ المزيد لهم إذا دخَلوا الجنة ، و هو يوم عيدٍ لهم في الدنيا ، و لا يُردُّ فيه سائلُهم ، و هذا كلّه إنما عُرِف و تحصَّل بسبَبِه و على يدِه عليه الصلاة و السلام ، فمِن الشكر و أداء الحقّ أن تُكثِروا من الصلاةِ و السلام عليه ، كيف لا و قد أمركم ربكم بقوله عزَّ شأنُه : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب: 56] اللّهمّ صلِّ و سلِّم وبارِك على عبدِك و رسولك نبيِّنا محمّد الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ، و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ، و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ، وعن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ، و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين . و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه : ( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) . فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ، و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ، و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، و تلقى منك سبحانك قبول و رضاء ، يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء . اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ، و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك . اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين . اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ، و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ، و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين اللهم آمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ، و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم اللهم أحقن دماء المسلمين فى كل مكان و أحفظهم بحفظك الله أرحم موتاهم و أشف مرضاهم و اجمع شملهم و شتاتهم . ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم . أنتهت و لا تنسونا من صالح دعاءكم . للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
عام جديد ... خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
بن الإسلام
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
للشيخ, نبيه, الرفاعي, جمعة, جديد, خطبة |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
أدوات الموضوع | |
أنواع عرض الموضوع | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
نهاية العام ... خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى | بن الإسلام | القسم الإسلامي العام | 0 | 29.12.2011 14:14 |
لا تنتظر الشكر من أحد ... خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى | بن الإسلام | القسم الإسلامي العام | 0 | 17.10.2011 22:42 |
الايمان بالقضاء والقدر ... خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى | بن الإسلام | العقيدة و الفقه | 0 | 10.10.2011 12:59 |
العفاف - خطبة جمعة / نبيل الرفاعى | بن الإسلام | القسم الإسلامي العام | 0 | 29.09.2011 16:36 |
همة العشرة ( خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى ) | بن الإسلام | رمضان و عيد الفطر | 0 | 19.08.2011 14:34 |