آخر 20 مشاركات
The Indian Act : وصمة عار على جبين الكنيسة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          فضح الكنيسة ببلاد العم سام و ممارساتها ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أفئدة تهوي وقلوب تنوي لبيك رحمة وغفرانا شاكرون ولربهم حامدون (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          دليل الحاج و المعتمر (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          ما السرّ وراء إستهداف الأطفال و النّساء ؟؟!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الرد على الزعم أن تقديس المسلمون للكعبة و الحجر الأسود عبادة وثنية (الكاتـب : الشهاب الثاقب - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          معجزات كنيسة مغارة الحليب في بيت لحم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          شبهة حول شهادة الحجر الأسود لمن قبّله أو إستلمه (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          بابا الفاتيكان يبرئ الإسلام من تهمة الإرهاب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          كاهن مسيحي و شهادة مُنصفة في حق الإسلام العظيم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لماذا يعظم المسلمون الكعبة المشرفة ؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          رد شبهات حول الحج - الكعبة - الحجر الأسود (الكاتـب : د/مسلمة - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          رد على كهنة المنتديات : العبرة من رمي الجمرات (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          كاتب كندي : أريد أن يحكمنا المسلمون ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          هل يشمل العهد الإبراهيمي إسماعيل و نسله ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          هل الإسلام يدعو إلى الميز على أساس العرق او اللون ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الشيخ القارئ عبد الله الجهني : تلاوة من سورتي السجدة و الإنسان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الشيخ القارئ عبد الله الجهني : تلاوة من سورتي الصف و التكوير (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القس باسيلي سمير يعترف بتعدّد الآلهة في المسيحية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 06.10.2010, 17:30
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي معركة الارك الخالدة (صفحة مضئية في التاريخ)


معركة الارك الخالدة (صفحة مضئية التاريخ)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم

مقدمة:

شهدت الساحة الأندلسية، منُذ بدايات مبكرة هجمات نصرانية متواصلة، قادمة من الشمال حيث يتحّصن الأسبان النصارى ، ولقد تمخضت هذه الهجمات عن صراع وحروب كثيرة ومستمرة اريقت خلالها الكثير من الدماء وحصدت الاف القتلى ويتجلى ذلك بمعركتين رئيسيتين إحداهما على يد المرابطين القادمين من المغرب بقيادة ابن تاشفين وقد تحدثنا عنها سابقا ،و الذين سجلوا لنا في صفحات المجد والتاريخ انتصارهم العظيم في معركة الزلاقة على النصارى الأسبان في عام 479هـ ، والأخرى على أيدي الموحدين الذين جاءوا من بعدهم الذين حققوا انتصاراً ساحقاً على النصارى في معركة الأرَك عام 591هـ التي سجلها التاريخ وحفظها كابرز الانتصارات على النصارى الاسبان وكان من ابرز نتائج هذه الانتصارات ان صمدت الاندلس بوجه النصارى ما يقرب من القرون الأربعة . لكن المسلمين هناك مالبثوا أخيراً أن استنزفوا، وزادهم ضعفاً انقسامهم على أنفسهم وصراعهم الدموي الطاحن فيما بينهم من خلال ممالك الطوائف في الاندلس، لتتحول الغلبة لصالح القيادة النصرانية التي تمكَّنت في نهاية المطاف من إسقاط آخر كيان إسلامي هناك ؛ مملكة غرناطة عام 897هـ ولتنفذ فيما بعد ابشع واقبح المجازر التي سجلها التاريخ ضد مسلمي الاندلس .

الأرك:

حصن على بعد عشرين كيلومترا إلى الشمال الغربي من قلعة رباح، على أحد فروع نهر وادي آنه ، وهي نقطة الحدود بين قشتالة والأندلس في حينه . تجهز الفونسو الثامن ملك قشتالة للقاء الجيش الإسلامي منذ سمع بعبور الموحدين وطلب العون من ملكي ليون وونبارة
واستفز كل ملوك أسبانيا المسيحية واستصرخ البابا في روما وقدمت إليه جيوش من فرنسا
والمانيا وهولندا وغيرها من الديار الأوربية ووافته جنود اوربية كبيرة يقودها فرسان ذو خبرة عسكرية طويلة وتجربة ماهرة وممتازة في الحروب ضد المسلمين حتى لقد قدرت القوات الأوربية التي احتشدت في مواجهة القوات الإسلامية بـ (150 ألف جندي) تزيد عن ثلاث أضعاف القوات الإسلامية. وتحركت تلك القوات ونزلت في الأرك ، ونزل أبو يوسف يعقوب المنصور على مقربة من المعسكر القشتالي ، ومرّت عدة أيام لم يقع فيها إشتباك .


البداية :

يقول المراكشي في كتاب المعجب في تاريخ المغرب :

ولما كان في سنة 590 انتقض ما بينه وبين الأدفنش - لعنه الله - من العهد فخرجت خيل الأدفنش تدوس البلاد وتجوس خلالها إلى أن كثر عيثها بالأندلس.
وتجهز أمير المؤمنين وأخذ في العبور فعبر البحر في جمادى الآخرة من سنة 591 بجموع عظيمة ونزل مدينة أشبيلية فلم يقم بها إلا يسيراً ريثما اعترض الجند وقسم الأموال وخرج يقصد بلاد الروم.
وسمع الأدفنش - لعنه الله - بقصده فتجهز هو أيضاً في جموع ضخمة والتقوا بموضع يعرف بفحص الحديد وكان الأدفنش قد جمع جموعاً لم يجتمع له مثلها قط فلما تراءى الجمعان اشتد خوف الموحدين وساءت ظنونهم لما رأوا من كثرة عدوهم وأمير المؤمنين في ذلك كله لا مستند له إلا الدعاء والاستعانة بكل من يظن عنده خيراً من الصالحين.
فلما كان يوم الأربعاء وهو الثالث من شعبان من هذه السنة المذكورة التقى المسلمون وعدوهم فأنزل الله على الموحدين نصره وأفرغ عليهم صبره ومنحهم أكتاف الروم وكانت الدائرة على الأدفنش - لعنه الله - وأصحابه ولم ينج إلا هو في نحو من ثلاثين من وجوه قواده واستشهد من المسلمين جماعة من أعيان الموحدين وغيرهم منهم الوزير أبو يحيى أبو بكر بن عبد الله ابن الشيخ أبي حفص المتقدم الذكر في وزراء أبي يوسف.


رسالة الادفنتش الى الامير يعقوب المنصور الموحدي يتوعده بها :

باسمك اللهم فاطر السموات والأرض، وصلى الله على السيد المسيح روح الله وكلمته الفصيح، أما بعد فإنه لا يخفى على ذي ذهن ثاقب ولا ذي عقل لازب أنك أمير الملة الحنيفية، كما أني أمير الملة النصرانية، وقد علمت ما عليه رؤساء الأندلس من التخاذل والنكول والتكاسل، وإهمالهم أمر الرعية وإخلادهم إلى الراحة، وأنا أسوسهم بحكم القهر وإخلاء الديار وسبي الذراري، وأمثل بالرجل وأذيقهم عذاب الهوان، وشديد النكال، ولا عذر لك في التخلف عن نصرتهم، إذا مكنتك القدرة وساعدك من عساكرك وجنودك كل ذي رأي وخبرة، وأنتم تزعمون أن الله تعالى قد فرض عليكم قتال عشرة منا بواحد منكم، والآن خفف الله عنكم،وعلم أن فيكم ضعفاً، ونحن الآن نقاتل عشرة منكم بواحد منا لا تستطيعون دفاعاً، ولا تملكون امتناعاً، ولقد حكي عنك أنك أخذت في الاحتفال وأشرفت على ربوة القتال، وتماطل نفسك سنة بعد أخرى تقدم رجلاً وتؤخر أخرى، فلا ندري أكان الجبن قد أبطأ بك أم التكذيب بما وعد ربك؟، ثم قيل لي أنك لا تجد إلى الجواز سبيلاً، لعلة لا يسوغ لك التقحم معها، وها أنا أقول لك ما فيه الراحة لك وأعتذر لك وعنك، على أن تفي بالعهود والمواثيق والاستكثار من الرهان، وترسل إلى جملة من عبيدك بالمراكب والشواني والطرائد والمسطحات، وأجوز بجملتي إليك فأقاتلك في أعز الأماكن عليك، فإن كانت لك فغنيمة كبيرة جلبت إليك، وهدية عظيمة مثلت بين يديك، وإن كانت لي كانت يدي العليا عليك، واستحققت إمارة الملتين والحكم على البرين. والله تعالى يوفق للسعادة ويسهل الإرادة، لا رب غيره، ولا خير إلا خيره .
فلما وصل كتابه إلى أمير المؤمنين يعقوب المنصور مزقه وكتب على ظهر قطعة منه - وكان المنصور يضرب به المثل في حسن التوقيع..- : ((ارجع إليهم فلناتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون). ثم كتب: (الجواب ما ترى لا ما تسمع) وأنشد متمثلا :

ولا كتب إلا المشرفية والقنا
ولا رسل إلا الخميس العرمرم

المعركة :

إجتمع المجلس الحربي للموحدين برئاسة ابو يوسف يعقوب المنصور وتناقشوا في الخطة التي يجب اتباعها في المعركة ، واستمع الزعيم لرأي الجميع ، ثم التفت إلى زعماء الأندلس ، وطلب رأي ابي عبدالله بن صناديد وكان اعرفهم في فنون الحرب وخططها ومكائدها فكان رايه :

يجب أن توضح خطة موحدة لتسيير دفة الحرب .
يجب أن يختار أمير الموحدين قائدا عاما للجيش كله ، فوقع اختيار المنصور على كبير وزرائه ابي يحي بن أبي حفص ، الذي امتاز بالفطنة وصفاء الذهن .
يجب أن يتولى قيادة الأندلسيين زعمائهم
ان يتولى هؤلاء لقاء العدو ومواجهة هجومه الأول ، وأما بقية الجيش وهي المؤلفة من قبائل البربر ، ومعظمهم غير النظاميين ، وجمهرة كبيرة من المحاربين والمجاهدين فيجب أن تكون قوة احتياطية للموحدين الأندلسيين ، تقوم بالعون والإمداد . أما أبو يوسف المنصور فيستطيع بحرسه أن يرجح كفة الموقعة كلها ، ويجب ان يرابط بقوته وراء التلال على مسافة قريبة ، ثم ينقض فجأة بجنوده المتوثبين على الأعداء المتبعين ، ويبادر بحضوره إلى تدعيم النصر المكسوب ، كل هذه الآراء أبداها الزعيم الأندلسي ، وأعجب أبو يوسف المنصور بها ، فوافق عليها .

الموقعة :

وفي 9 شعبان 591هـ/8 تموز (يولية) 1195 كانت موقعة الأرك الفاصلة الحاسمة . وفي صباح هذا اليوم ، أذاع أبو يوسف يعقوب المنصور بين سائر الجند ، لكي يذكي حماستهم للقتال ، خبر حلم رآه في الليلة السابقة ، مفاده أنه رأى في نومه فارسا بهي الطلعة ، على فرس أبيض يخرج من باب فتح في السماء ، وبيده راية خضراء ، وقد انتشرت في الآفاق ، يقوله له : إنه من ملائكة السماء السابعة ، وإنه جاء يبشره بالنصر بحول الله .
ونظم أبو يوسف يعقوب المنصور جيشه ، الذي قدرته الروايات الأوربية الكنسية بستمائة ألف مقاتل وهذا بالطبع مبالغ فيه ، فقد كان في الأغلب يساوي عدد جيش النصارى، فاحتل الموحدون - أو القوات النظامية - القلب ، واحتل الجناح الأيسر الجند العرب أو احفاد فاتحي المغرب المسلمين ، ومعهم زناته وبعض القبائل الأخرى تحت ألويتهم الخاصة ، واحتل الجناح الأيمن قوى الأندلس بقيادة عبدالله بن صناديد . وتولى أبو يوسف المنصور قيادة القوة الاحتياطية مكونة من صفوة الجند والحرس الملكي ، ورفعت صفوف المتطوعين ومعظمها مكون من الجنود الخفيفة ، ولا سيما حملة النبال ، تحت أعلامها الخضراء ، وهو لون الموحدين ، إلى المقدمة ، لتفتتح القتال ، وهم جميعا يضطرمون شوقا إلى الفوز بالشهادة في سبيل الله تعالى وحين كمل الحشد قال القائد العام للجند إن المنصور أمير المؤمنين يقول لكم : "اغفروا له - فإن هذا موضع الغفران - وتغافروا فيما بينكم ، وطيبوا نفوسكم وأخلصوا لله نياتكم
فبكى الناس وأعظموا ما سمعوه من أميرهم المؤمن المخلص ، وما جرى من حسن معاملتهم وعدله بينهم
وقام وخطب وحرض على الجهاد وبين فضله ومكانته وقدره ، وأخذ الناس مواقعهم وقد تنورت بصائرهم ، وخلصت لله ضمائرهم وسرائرهم ، وقويت أنفسهم وعزائمهم ، وتضاعفت نجدتهم وإقدامهم
ونظم ملك قشتالة في تلك الأثناء جنده المتوثبة إلى القتال ، وكانت قلعة الأرَك تحمي موقعه من جانب ، وتحميه من الجانب الآخر بعض التلال ، ولا يمكن الوصول إليه إلا بواسطة طرق ضيّقة وعرة ، وكان الجيش القشتالي يحتل موقعا عاليا ، وكانت هذه ميزة له في بدء القتال
ولما تقدمت صفوف المسلمين المهاجمة إلى سفح التل الذي يحتله ملك قشتالة ، واندفعت إليه بحاول اقتحامه على اثر كلمات قائدها الملتهبة ، انقض زهاء سبعة او ثمانية الآف من الفرسان القشتاليين المثقلين بالدروع على
المسلمين كالسيل الجارف المندفع من علٍ
وفي البيان المغرب في معرض الحديث عن القشتاليين، لما رأوا الجيش الاسلامي في سهل الأرك، وهم في المرتفع المشرف عليه: "فهبطوا من مراكزهم كالليل الدامس والبحر الزاخر، أسرابا تتلوها أسرابٌ، وأفواجا تعقبها أفواج، ليس إلا الصهيل والضجيج والحديد على وقع العجيج، فدفعوا حتى انتهوا إلى الأعلام، فتوقفت كالجبال الراسيات، فمالوا على الميسرة فتزحزح قوم من المطوعة وأخلاط من السوقة والأحرجة، فصعد غبارها الى الجو، فقال "أبو يوسف، المنصور لخاصته ومن طاف به: جددوا نياتكم وأحضروا قلوبكم ثم تحرك وحده وترك ساقته على حالها، وسار منفرداً من خاصته مقدما بشهامته ونجدته، ومر على الصفوف والقبائل، وألقى اليهم بنفسه كلاماً وجيزاً في الهجوم على عدوهم والنفوذ إليه، وعاد الى موضعه وساقته" لقد رد المسلمون هجمات القشتاليين مرتين، ولكن العرب والبربر استنفذوا جميع قواهم لرد هذا الهجوم الشرس، ولما عززت صفوف النصارى بقوى جديدة، هجموا للمرة الثانية، وضاعفوا جهودهم واقتحموا صفوف المسلمين وفرقوها، وقتلوا قسما منها، واضطر الباقون إلى التقهقر والتراجع، وأكرم الله الآف من المسلمين بالشهادة، منهم القائد العام أبو يحيى بن أبي حفص، الذي سقط شهيد وهو يقاتل بمنتهى الشجاعة والرجولة والعزة والبسالة، وظن النصارى أنهم أحرزوا النصر بعد أن حطموا قلب جيش الموحدين، ولكن الجناح الأيمن للمسلمين بقيادة القائد الأندلسي أبي عبدالله بن صناديد انقض على النصارى
انقضاض الأسد على فريسته وأصابوا قلب جيشه القشتالي إصابة دامغة وكان ملك قشتالة يقود قلب جيشه بنفسه ويحيط به عشرة آلاف فارس، منهم فرسان الداوية وفرسان قلعة رباح، لقد استمرت المعركة وهي حامية الوطيس ساعات متتالية واستبدل المسلمون النقص في العدد، بالاقدام والشجاعة، حتى أنه لما زحف زعيم الموحدين في حرسه وقواته الاحتياطية، ورد تقدم الفرسان القشتاليين واضطرهم إلى الفرار في غير انتظام، لم يغادر ألفونسو وفرسانه عشرة الآلاف مكانهم في القلب، ذلك لأنهم أقسموا جميعاً بأن يموتوا ولا يتقهقروا، فاستمرت المعركة على اضطرامها المروع، والفريقان يقتتلان تحت سحب كثيفة من الغبار، وأرجاء المكان تدوى بوقع حوافر الخيل، وقرع الطبول، وأصوات الأبواق، وصلصلة السلاح، وصياح الجند، وأنين الجرحى
وأيقن الموحدون بالنصر حينما انحصرت المقاومة في فلولا من النصارى التفت حول ملك قشتالة. وهجم أمير الموحدين في مقدمة جيشه لكي يجهز على هذه البقية، أو يلجئها إلى الفرار، فنفذ الى قلب الفرسان النصارى، والعلم الأبيض يخفق أمامه منقوشاً عليه: "لا إله إلا الله محمد رسول الله، لاغالب إلا الله". ولم يشأ الفونسو بالرغم من اشتداد ضغط المسلمين عليه من كل صوب، ومواجهته لخطر الهلاك والسحق المحقق، أن ينقذ نفسه بالفرار، وأن يتحمل عار الهزيمة، وتساقط معظم الفرسان النصارى حول ملكهم مخلصين لعهدهم، ولكن بقية قليلة منهم استطاعت أن تنجو وأن تقتاد الملك بعيداً عن الميدان، وأن تنقذ بذلك حياته
لقد انتهى يوم الأرك بهزيمة النصارى على نحو مروع، وسقط منهم في القتال ثلاثون ألف قتيل، بينهم زهرة الفروسية الأسبانية، وغنم المسلمون معسكر الأسبان بجميع مافيه من المتاع والمال، واقتحموا عقب الموقعة حصن الأرك، وقلعة رباح المنيعتين
وسرعان ما ارتفع نجم الموحدين الحربي في كل مكان بعد انتصارهم في موقعة الأرك، وأمر يوسف المنصور باذاعة النبأ من منابر المساجد في جميع مملكته الشاسعة، وخصص خمس الغنائم بعد أن وزع باقيها على الجند لبناء مسجد ضخم في اشبيلية، اشتهرت منارته بارتفاعها البالغ مائتي متر كما بنى حصنا كبيراً في مراكش لتخليد ذكرى الموقعة.
فائدة :الأرك
هو حصن منيع بمقربة من قلعة رباح أول حصون إذ فونش بالأندلس، وهناك كانت وقعة الأرك على صاحب قشتالة وجموع النصارى على يد المنصور يعقوب ابن يوسف بن عبد المؤمن بن علي ملك المغرب في سنة 591؛ وكان بلغ المنصور يعقوب أن صاحب قشتالة شن الغارات على بلاد المسلمين بالأندلس شرقاً وغرباً في يوم واحدٍ، وعم ذلك جهة إشبيلية ونواحيها، فامتعض من ذلك ثم تحرك من حضرته مراكش إلى الأندلس واستقر بإشبيلية فأعرض الجند وأعطى البركات، ثم نهض في الحادي عشر من جمادى الأخرى ووصل قرطبة فروح بها فالتقى الجمعان بجسر الأرك والتحم القتال فانهزم العدو وركبهم بالسيف من ضحى يوم الأربعاء تاسع شعبان إلى الزوال وانتهب محلة الروم وقتل منهم زهاء ثلاثين ألفاً، واستشهد من المسلمين دون الخمسمائة، وأفلت إذ فونش واجتاز على طليطلة لا يعرج على شئ في عشرين فارساً، وحصر المسلمون فلهم بحصن الأرك وكانوا خمسة آلاف فصالحوا بقدرهم من أسارى المسلمين.

-------------------------------

المراجع :
دولة الموحدين للصلابي
الاستقصا 2/186
الارك شوقي ابوخليل
المعجب في تلخيص أخبار المغرب للمراكشي
صفة جزيرة الأندلس الحميري
معالم تاريخ المغرب والاندلس لحسين مؤنس
-------------------------------

المصورات :

معركة الارك الخالدة (صفحة مضئية التاريخ)

معركة الارك الخالدة (صفحة مضئية التاريخ)
حصن الارك وبجانبه وقعت المعركة

معركة الارك الخالدة (صفحة مضئية التاريخ)
جانب أخر للحصن

معركة الارك الخالدة (صفحة مضئية التاريخ)
منظرعام ساحة المعركة

معركة الارك الخالدة (صفحة مضئية التاريخ)
لوحة تصويرية للمعركة

معركة الارك الخالدة (صفحة مضئية التاريخ)
المعركة

انتهى الموضوع


للمزيد من مواضيعي

 








توقيع جادي
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( آل عمران )
جلس أبو الدرداء يبكي بعد فتح جزيرة قبرص لمّا رأى بكاء أهلها وفرقهم، فقيل: ما يبيكيك يا أبا الدرداء في يوم أعزالله به الإسلام؟ فقال: (ويحكم ما أهون الخلق على الله إن هم تركوا أمره بينما هم أمة كانت ظاهرة قاهرة، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترون





آخر تعديل بواسطة جادي بتاريخ 24.10.2010 الساعة 19:09 .
رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 06.10.2010, 20:27
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي






الارك في المخطوطات العربية



ساحة معركة الارك حسب المصادر الغربية


القلعة من الداخل وقد اصبحت اطلال






آخر تعديل بواسطة جادي بتاريخ 24.10.2010 الساعة 19:08 .
رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
(صفحة, مضئية, معركة, الارك, التاريخ), الخالدة


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
صور لأرض معركة بدر الكبرى لبيك إسلامنا الحديث و السيرة 22 08.03.2013 02:23
معركة النوبة فتح من الفتوحات الرمضانية مجد الإسلام التاريخ والبلدان 2 21.08.2010 14:42
المعركة الرمضانية الأولى: معركة بدر الكبرى مجد الإسلام التاريخ والبلدان 4 17.08.2010 15:09
معركة الجمل الزبير بن العوام التاريخ والبلدان 3 19.04.2010 20:43



لوّن صفحتك :