الرد على الإلحاد و الأديان الوثنية قسم مخصص للرد على الملحدين و اللادينيين و أتباع الأديان الوثنية |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() قديما ساد اعتقاد بأن " التنوع " هو أصل الانواع ![]() Charles Darwin نشرت مجلة New Scientist المعروفة بتعصبها لمذهب الدارونية مقالة علمية في عددها الصادر يوم 14 حزيران عام 2003 تحت عنوان (How Are New Species Formed?) " كيف تتكون الانواع الجديدة ؟ " . و في ثنايا هذا المقال ادلي كاتبهُ جورج تورنر George Turner بهذا الاعتراف المهم:كنا نظن حتى وقت ليس ببعيد أننا نعلم عن حق الكيفية التي تكونت بها الانواع. و كنا نعتقد أيضاً أن العملية تتم في كل وقت بمعزل عن السكان تماما. و أنها تحدث بصفة عامة بعد أن يمر السكان من " فجوة أو ممر جيني" هام? مثال ذلك ما يحدث عند حدوث الحمل للانثي بعد ان تنساق خلف مرشح تختاره فيحدث الحمل و بنفس الطريقة عندما يتناسل أولادها بعد ذلك. و الحقيقة هي التي لم يستطع أحد ان يمسك بها تماماً. فعلي الرغم من كل الجهود التي يبذلها علماء الاحياء، فلم يستطع أحد حتى الآن من مجرد الاقتراب من خلق نوع جديد من عضو أساسي. إضافة إلى ذلك، فإنه بقدر علمنا لم تسفر عملية تسريح البشر لعدد قليل من الكائنات الحية في بيئات غريبة عن تكوين أى نوع جديد. 103 و الواقع أن هذا ليس اعترافاً جديداً. فلم يستطع أحد في أى وقت طوال قرن و نصف منذ عصر داروين أن يلحظ " التنوع " الذي ادعاه داروين، كما لم يستطع أحد ايضاً ان يعطي تفسيرا نطمئن اليه بخصوص " أصل الانواع ". و أرى أنه من المفيد لو تحدثنا اولا عن رؤية داروين المسبقة بخصوص " التنوع " حتى يمكننا تفسير هذا الموضوع. لم تتعدي" الملاحظات " التي اعتمدت عليها نظرية داروين بعض التغيرات التي رصدها في مجتمع الحيوان. و اعتمدت بعض هذه الملاحظات على آراء بعض مربيِّ الحيوانات. فقد قام هؤلاء الاشخاص الذين يربون أجناس الحيوانات المختلفة مثل الكلاب و البقر و الحمام باختيار أنواع منها لها صفات سائدة مسيطرة بين باقي انواعها ( على سبيل المثال الكلاب التي تركض بشكل أفضل و البقر الذي يدر لبناً وفيراً و الحمام الذكي ) و قاموا بعد ذلك بتهيئة الجو لهما للاتصال الجنسي فكانت النتيجة ظهور بعد الأعداد الناتجة عن هذا الاتصال و قد امتلكت بنسب عالية الصفات التي اختارها هؤلاء المربون من قبل في الآباء. و كانت هناك أبقاراً تدر لبناً وفيراً جداً من الانواع العادية. و قد جعل هذا " التغير المحدود " داروين يعتقد بوجود تغير دائم مثل هذا في الطبيعة و أن هذا التغير ( أى التطور ) سوف ينتشر بشكل لا محدود في خلال فترة زمنية طويلة. إما ملاحظة داروين الثانية، فكانت حول عصفور دوريِّ " الحسُّون " الموجود في جزر جالاباجوس. فقد حدد داروين وجود اختلاف في شكل مناقيرها عن تلك الموجودة في اليابسة الرئيسية. أى أن عصفور دوري طويل المنقار و قصير المنقار و ذو المنقار المعقوف و المستوي قد نشأت جميعا داخل مجتمع واحد و أنها تحولت إلى انواع مختلفة لأنها تناسلت فيما بينها. من هنا اعتقد داروين ان الطبيعة قد شهدت تغيرات " لا محدودة " و ان الأمر لا يستدعي " فترة زمنية طويلة " حتى تظهر انواع أنواع و فصائل و جماعات جديدة تماما. الا ان الحقيقة هي أن داروين قد جانبه الصواب فيما ذهب اليه. إن قيامه باختيار الكائنات الحية التي لها صفة مميزه و احداث تزاوج بينها لم سوي انتاج و تربية لكائنات حية أفضل و اكثر قوة بين أقرنها من نفس النوع. في حين انه من المستحيل انتاج او تكوين كائن حي مختلف تماما بإتباع نفس الاسلوب. فعلي سبيل المثال لا يمكن تكوين حصان من قطة او زرافة من غزالة أو حتى برقوقة من كمثري. فالبطيخ هو نفسه في كل الازمان، و يستحيل أيضاً تحويل الخوخ إلى موز أو القرنفل إلى ورد. باختصار لا يمكن لأى نوع من الانواع ان يتحول إلى نوع آخر تحت أى شرط من الشروط. أما كيف وقع داروين في هذا الخطأ فهذا ما سنبحثه في الصفحات القادمة. " الحدود الطبيعية للتغير البيولوجي " لقد افترض داروين ان هناك وجود لا محدود للتغيرات التي رصدها في الطبيعة. و لو أن الابقار أو الكلاب أو الحمام قد اظهرت تغيرا و لو في بعض فقط من أجيالها، فإنها بالفعل قد تتغير إلى أى شيء شريطة أن يُعطي الوقت الكافي لحدوث ذلك. إلا انه ثبت عن طريق آلاف التجارب و الملاحظات التي جرت من دون توقف خلال 140 خطأ هذا الطرح تماماً و بعده عن الدقة. لقد أظهرت كل أبحاث التولُّد و التربية التي اجريت على كل من النباتات و الحيوانات طوال القرن العشرين، أنه لا مكان لحدود يمكن ان تجتازها الانواع على تنوعها خلال وتيرة " التنوع ". و في الموضوع ذاته اشار لوثر بوربنك Luther Burbank و هو من الاسماء الشهيرة في هذا الموضوع إلى وجود قانون غير مرئي يحكم التغير الذي يحدث في الانواع: أعلم من خلال تجاربنا اننى استطيع أن استنبط برقوقة بين واحد و نصف إلى اثنين سنتيمتراً. و لكن على أن اعترف في الوقت ذاته أننى لو بذلت جهدي حتى أحصل على ثمرة برقوق في حجم البازلاَّء أو كبيرة في حجم الليمون الهندي فمن المؤكد ان جهودي تلك لن تكلل بالنجاح في النهاية... لذلك يمكن تلخيص الموضوع في انه توجد حدود للتطور الذي يعتقد أنه محتمل و هذه الحدود تكون تابعة بالطبع لقانون ما ... و هذا هو قانون التحول ال بعد ( الوسط ) أى إلى الحالة الاولي... و قد أظهرت التجارب واسعة النطاق التي اجريت في هذا الخصوص الدلائل العلمية التي صدَّقت على النتائج التي خمنَّاها عن طريق الملاحظة من قبل. أى أن النباتات و الحيوانات تميل أكثر إلى العودة مرة أخري إلى الابعاد و البُني الوسيطة في الاجيال التالية... و اختصار ذلك أن هناك وجود لقوة جذب تجبر كل الكائنات على التواجد في درجة و حد بعينة لا تتعداه أو تتأخر عنه. 104 لقد تمكن العلماء في يومنا الحاضر من عمل بعض التغيرات في البُني الجينية للحيوانات و المنتجات الزراعية عن طريق اجراء بعض التعديلات الجينية الصناعية. فتمكنوا من الحصول على كائنات معدلة مثل حصان مفتول العضلات أكثر قوة أو كرنب أكبر حجماً. ولكن داروين انحرف في استنتاجاته تلك عن هذا الطريق و ظهر بجلاء وعلي الملء عدم صحة استنتاجاته تلك. يشرح لنا هذا الموضع لورين ايسلي Loren Eisley و هو من أشهر علماء الأنثروبولُجيا على مستوي العالم: إن شكل الانتاج الذي نتبعه و نحن نعمل على الارتقاء بجودة الجياد و الكرنب ليس هو نفس الطريق الذي يؤدي إلى تغير بيولوجي لا حدود له اى إلى التطور. و إنه لموقف غريب بالفعل أن يُستخدم هذا النوع من الانتاج الصناعي كدليل على التطور. 105 يشرح ادجوارد س. دييفيEdward S. Deevy عالم الحيوان في جامعة فلوريدا كيف أنه يوجد حدود لا بد و ان يقف عندها التغير الذي يحدث في الطبيعة: " إن القمح لن ينتج سوي القمح، و الليمون الهندي لن ينتج سوي ليمون هندي ايضاً? فنحن لا نقدر أن نركب جناحا للخنزير أو أن نجعل الدجاجة تبيض بيضة اسطوانية الشكل. " 106 لقد اصطدمت التجارب التي اجريت على ذباب الفاكهة من جديد بجدار " الحد الجيني ". فقد لوحظ أن كل ذباب الفاكهة الذي خضع لهذه التجارب قد مر بنسب معلومة من التحول، غير أن هذه نسب التغير تلك لم تتعد الحد المعلوم. يحدثنا عن الموضوع نفسه ارنست ماير و هو احد أسماء الدارونية الجديدة المعروفين على هذا النحو: كانت التجربة الاولي تهدف إلى تقليل عدد شعر الذبابة أما الثانية فكانت تهدف إلى زيادته. و قد رأينا بعد 30 جيل أن عدد الشعر قد قلَّ من 30 شعرة تقريباً إلى 25 شعرة. إلا ان ما حدث بعد ذلك هو أن هذا الذباب اصيب بالعقم و لم يعد بإمكانه انتاج اجيال و نسل جديد. أما في التجربة الثانية فقد زاد عدد الشعر من 36 إلى 56? و مرة أخري يصاب الذباب بالعقم كما حدث في المرة الاولي. 107 و يستنبط ماير من هذه التجارب النتيجة التالية: من الواضح أن الاصلاحات القهرية التي طُبِقَت بالاختيار، تعمل على انضاب و انهاء أصل التنوع الجيني... إن الاختيار الذي يأتى من طرف واحد يصيح سبباً للسقوط في التوافق العام ( في التوافق و التأقلم مع البيئة ). و هذا هو ايضاً رأس البلاء في كل تجربة انتاج. 108 يعتبر كتاب Natural Limits to Biological Change ( الحدود الطبيعية للتغير البيولوجي ) الذي كتبه كل من لان ب. ليستر Lane P. Lester'?n بروفيسور علم الاحياء و ريموند ج. بوهلين Raymond G. Bohlin عالم الاحياء الجزيئية يعتبر واحداً من أهم المصادر التي تناولت هذا الموضوع. و يذكر ليستر و بوهلين في مقدمة الكتاب ما يلي: ان قضية حدوث تغيرات تطرأ على الكائنات الحية خلال شريحة زمنية محددة في النواحي التشريحية و الفسيولوجية و البنية الجينية ..الخ هي حقيقة لا تقبل مجالا للنقاش. أما المسألة الصعبة المتبقية فهي الاجابة عن ذلك السؤال: ![]() يبحث الكُتَّاب هذا الموضوع في كتبهم استنادا إلى الملاحظات و التجارب العلمية. و قد توصلا في هذا الموضوع إلى نتيجتين رئيسيتين:
لا يمكن تفسير " اصل الانواع " عن طريق الاصطفاء او الانتخاب الطبيعي كما ظن داروين. لنتمسك كما يحلو لنا بفكرة " الاصطفاء " ولكن الكلاب سوف تظل على حالها و بناءا على هذا فليس من المنطقي على الاطلاق أن ندعي انها كانت في الماضي سمكاً أو بكتريا. حسنا و ماذا اذا أخذنا في الاعتبار خيار " التدخل السنى للجينات " أى الطفرات الاحيائية؟ لقد اعتمدت النظرية الدارونية في هذا الجانب على هذا الخيار اعتبارا من عام 1930 و لهذا السبب أيضا تغير اسم النظرية إلى الدارونية الجديدة. و ما حدث هو ان الطفرات الاحيائية لم تستطع هي الاخري ان تقدم يدي العون إلى النظرية. و سوف نتناول هذا الموضوع المهم في جزء منفصل خاص به. الكائنات الحية التي في جالاباجوس ترفض التطور ![]() الاجنحة الزائدة في ذبابات الفاكهة البديعة ذات الاربعة أجنحة، محرومة من وجود عضلات تساعدها على الطيران، لهذا السبب فهي ليست نماذج على التطور بقدر كونها نماذج على حدوث شلل اصابها. ـ في أي عمل تفيد الطفرات الأحيائية؟ لا جرم أن البيانات والمعلومات الو راثية بمثابة شيء شديد التعقيد. ناهيكم عن ذلك التعقيد الذي يكتنف الجينات الوراثية، وكذلك ما من تعقيد شديد بتلك الماكينات الجزئية التي تُشفر هذه المعلومات والبيانات، وتقرئها، وتنتج إنتاجها وتفرزه وفق هذا... وإن أي تأثير تصادفي أو عرضي أي أيُ حادثة ما ستصيب هذا النظام، فإنه لن يحرز أي زيادة في هذه المعلومات الوراثية على الإطلاق. إن الطفرات الأحيائية بمثابة شيء يشبه سقوط كتاب بشكل تصادفي على لوحة مفاتيح مُعِدِ برامج مشغول بأحد البرامج على الحاسب الآلي، وأدي هذا السقوط إلى ارتطام الكتاب ببعض الأحرف الموجودة بلوحة المفاتيح، فنتج عن ذلك أن هذا الكتاب قد أضاف بعض الأحرف، والأرقام التصادفية على ذلك البرنامج. فهكذا الأمر يكون مع الطفرات الأحيائية، فكما أن هذه الحادثة من شأنها ألا تتطور برنامج الحاسب الآلي، بل على العكس من ذلك تفسده، فهكذا الطفرات الأحيائية تُفسد الشفرة الوراثية للإنسان. وإن الطفرات الأحيائية كما بينها كل من (ليسترLester)، و(بوهلينBohlin) في كتابهما الموسوم بـ(الحدود الطبيعية للتغيرات البيولوجية)، " بمثابة أخطاء تظهر في الآلية الحساسة لإعادة تجارب واختبارات (البصمة الوراثية للإنسان DNA)" ومن ثم " فإن الطفرات الأحيائية لا يمكنها أن تأتي بتغير تطوري كبير مثلها في ذلك تماما مثل التغير الو راثي، وrekombinasyon." 111 وإن هذه النتيجة التي كانت متوقعة ومنتظرة كشيء منطقي، قد تأكدت صحتها من خلال تلك التجارب، والملاحظات التي أُجريت طوال القرن العشرين. حيث لم تُرصد على أي كائن حي على الإطلاق أي طفرات أحيائية تؤدي إلى تغير جذري من خلال تطوير المعلومات الوراثية لهذا الكائن الحي. ولهذا السبب فإن البروفيسور (بيري باول جريسPierre-Paul Grassé) الرئيس السابق لأكاديمية العلوم الفرنسية بالرغم من قبوله بنظرية التطور يقول عن الطفرات الأحيائية " إنها تغيرات وراثية فحسب، وإن دورها لا يختلف عن وضع بندول الساعة الذي يتحرك يمينا ويسارا لكنه مربوطا بالمركز، ومن ثم فإن هذه الطفرات الأحيائية لا تكون في أي وقت من الأوقات ناتجة عن تأثير تطوري... فهي تغير إلى حد ما شيئا كان موجودا من ذي قبل." 112 ويقول البروفيسور(جريسGrassé) أيضا أن المشكلة الموجودة في مسالة التطور" قد نجمت عن شروع طائفة من علم البيولوجيا المعاصرين للحديث عن التطور بمجرد مشاهدتهم الطفرات الأحيائية". وعلي هذا فإن هذا الرأي " لا يمكن له أن يتوافق مع الحقائق؛ حيث إن الطفرات الأحيائية مهما كان عددها كثيرا لا يمكن لها أن تأتي بأي تطور على الإطلاق." 113 وإن أفضل نموذج يمكن تقديمه بشأن مسألة أن الأنواع لا يمكنها أن تكتسب بيانات وراثية جديدة من خلال الطفرات الأحيائية، هو نموذج له علاقة بذبابات الفاكهة. فالطفرات الأحيائية التي تُمارس على ذبابات الفاكهة، أوضحت أن التوازن هو الذي يسيطر على الكائنات الحية بالطبيعة، وليس التغير. ولما كانت فترة حمل ذباب الفاكهة قصيرة جدا(12يوما)، فإنها أصبحت أفضل حقل تجارب لتلك التجارب الخاصة بالطفرات الأحيائية منذ سنوات طويلة. ولقد تم استخدام في هذه التجارب الأشعة السينية(أشعة أكس) من أجل تكثير نسبة الطفرات الأحيائية 15 ألف مرة. واستطاع رجال العلم في غضون فترة وجيزة ملاحظة وتحقيق عددا من الطفرات الأحيائية التي سيتعرض لها ذباب الفاكهة بالملايين في العام تحت ظروف طبيعية. لكن لم يكن هناك نوع جديد قد تم الحصول عليه من خلال هذا الكم الهائل والسريع من الطفرات الأحيائية. أي أن رجالات العلم لم يتمكنوا من الحصول على أي شيء أخر سوي ذبابة الفاكهة. ![]() تفسد كل انواع المعلومات الخاصة بسمات و ابنية الكائنات الحية نتيجة للجينات، و الطفرات الاحيائية الموجودة خفية و كأنها مشفرة. بناءا على ذلك لم يعد جسد الكائنات الحية موضع للحديث عن اى نوع من الاضافات. نري بوضوح في الصور الموجودة في الجانب، التدمير و التخريب الذي احدثته الطفرة الاحيائية. وعلي الرغم من كل هذا فإن التطوريين من أنصار نظرية التطور يدعون ويزعمون أن ثمة (طفرات أحيائية) قد وقعت ولو بشكل نادر، وأنها قد اُختيرت بواسطة الاصطفاء الطبيعي، وأن هناك أبنية بيولوجية جديدة ظهرت. وهذا بمثابة ادعاء، وذلك لأن هناك خطئا كبيرا هنا. وهو أن الطفرة الأحيائية لا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن تأتي بـ(زيادة في البيانات الوراثية)، ومن ثم لا يمكن لها أن تحدث أي شكل من أشكال التطور. وإن كلا من (ليستر)، و(بوهلين) يوضحان هذا الموضوع على النحو الأتي ذكره: لا جرم أن (الطفرات الأحيائية)... تغير وتبدل ما هو موجود، وذلك في الغالب بشكل متلف، وغير مفهوم. وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أنه لا توجد هنالك طفرات أحيائية مفيدة، فهناك أيضا طفرات أحيائية مفيدة حتى ولو كان هذا غير محتمل كثيرا. فالطفرة الأحيائية المفيدة هي تلك التي تؤمن لتلك الكائنات التي تمتلك تلك الطفرة الأحيائية نقل نسبها وسلالتها للسلالات التي ستأتي من بعدها، وذلك بشكل أكبر من تلك التي لا تمتلك لمثل هذه الطفرة الأحيائية... لكن لا توجد لتلك الطفرات الأحيائية أي علاقة على الإطلاق بمسألة تحويل أي كتلة عضوية إلى أخرى... ومن هذه الناحية فإن(دارون) قد لفت الانتباه إلى الحشرات التي ليس لها أجنحة والتي تعيش في(Maderia). من المؤكد أن الأجنحة لا تكون بالشيء الملائم للحشرات التي تعيش في جزيرة ذات رياح. لكنها ستكون مفيدة بالتأكيد إذا كانت الطفرات الأحيائية تتسبب في فقد الطيران. وإن نفس الحالة سارية على أسماك المغارة التي ليست لديها قدرة على الرؤية. فالأعين مفتوحة للاستفادة، وإن الكائنات الحية التي تعيش في مناخ مظلم تماما، ستستفيد من الطفرات الأحيائية التي تتلف أعينها، وتنزل احتمالات الاستفادة من تلك الأعين إلى الصفر. فإذا كانت هذه الطفرات الأحيائية مؤثرة ومفيدة، فإن هناك نقطة مهمة ألا وهي أنها(أي الطفرات الأحيائية) تؤدي إلى خسارة في كل وقت، وليس ربحا أو مكسبا. فنحن لم نلاحظ على الإطلاق أن تلك الأنواع التي لم تكن لديها أعين أو أجنحة من ذي قبل قد بُنيت وأُنتجت فيها هذه الأشياء.115 ومن ثم فإن النتيجة التي توصل إليها الكتاب هي:" إن الطفرات الأحيائية بشكل إجمالي تقوم بوظيفة تتمثل في أنها تحدث خللا وراثيا مستديما، وتتسبب في تدهور وانحطاط النوع." أما الاعتقاد بأن هذه الطفرات الأحيائية التي لا يكون تأثيرها إلا "فقد بيانات وراثية"، يمكن لها أن تنتج شفرات وراثية معقدة غير عادية لملايين الكائنات الحية التي تخلف عن بعضها البعض والموجودة بالطبيعة، فهو مثل الاعتقاد بأن تلك الكتب التي وقعت مصادفة على لوحات المفاتيح من الممكن أن تكتب ملايين الموسوعات. أي أن هذا الأمر هراء ولا يقبل به عقل. وإن البروفيسور(ميرل دي أوبيجنMerle d'Aubigne) الذي كان رئيسا لأحد الأقسام بكلية الطب بجامعة باريس، والذي استحق نيشان (Croix de Guerre ) الشرفي، وميدالية النجمة البرونزية لما قدمه من إسهامات علمية، يذكر لنا في هذا الموضوع تفسيرا وتوضيحا مهما على النحو الأتي ذكره: أنا بصفة شخصية لا أجد أن الطفرات الأحيائية المرتبطة بالتغيرات الكائنة في الظروف الحياتية، تمثل فكرا مطمئنا يمكنه أن يوضح ذلك النظام المنطقي والمعقد للمخ، والرئات، والقلب، والكليتين، حتى للمفاصل، والعضلات. فكيف يمكن التخلص حينئذ من فكرة أنها قوة صاحبة عقل أو مُنَظِمَّة؟ 116 ومختصر الكلام أن الطفرات الأحيائية لا يمكن لها أن تأتي بتوضيح شاف للمسألة الدارونية، أي لمسألة "أصل الأنواع". وإن عالم الأحياء النمساوي الداروني(جراند مولر Gerhard Müller) عبر عن تلك الحالة المعقدة بقوله: " إن اصل السمات المورفولوجية الحديثة، لم تتضح بعد من خلال النظرية الدارونية المصطنعة المعاصرة". ![]() علي الرغم من أن داروين حاول ان يبحث " أصل الانواع "، إلا انه لم يستطع تفسيرها. فأصل الانواع لم يُفسر طبقاً للنظرية الدارونية. فهذا الأصل هو " قوة صاحبة عقل أو مُنَظِمَة " وذلك على حد قول البروفيسور النمساوي(ميرل دي أوبيجن Merle d'Aubigne). فهذه القوة تتمثل في الله سبحانه وتعالي صاحب عقل، وعلم، وقدرة بشكل لا متناهي. وقد أخبرنا الله تعالي في القرآن الكريم بما يلي: " وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، وهو أهون عليه. وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم " (الآية رقم 27 من سورة الروم). وإن النظرية الدارونية قد سعت، وحاولت إنكار هذه الحقيقة، لكنها لم تنجح في ذلك، وستنتقل إلى التاريخ كنظرية قديمة وبالية. ـ فها هي ذا نهاية (الحكايات المختلقة): لقد درسنا وتناولنا حتى الآن أن مساعي النظرية الدارونية لإثبات أصل الأنواع قد وصلت لطريق مسدود وأصبحت في مأزق. ولقد اعترف أنصار النظرية الدارونية في السنوات الأخيرة بهذا المأزق. فعلماء الأحياء التطوريين أمثال كل من(جيلبرتGilbert)، و(أوبتيزOptiz)، و(رآفRaff)، قد لخصوا بإيجاز هذا الموقف في مقالاتهم التي نُشرت في مجلة(Developmental Biology ) في عام 1996م حيث قالوا فيها " إن مسالة أصل الأنواع وهي القضية التي تبنتها النظرية الدارونية، تستمر لتبقي معقدة وبدون حل" . 117 لكن الرأي العام لم يكن على دراية بذلك. حيث إن النظام الذي اتبعته النظرية الدارونية كان لا يرجح أن يعرف الرجل العادي بالشارع " أن أصل الأنواع أصبح معقد ولا حل له من حيث النظرية الدارونية". وعوضا عن هذا كانت الأساطير الخاصة بنظرية التطور تبلغ للناس عن طريق العديد من القنوات مثل الإعلام، والكتب الدراسية. فهذه الحكايات والأساطير التي تُعرف في الأوساط العلمية بـ( الحكايات المختلقة)، تُعد المصدر الأساسي المحفز لطائفة من الناس ممن يؤمنون بنظرية التطور. ولزام علينا الآن أن نحكي باختصار حكاية من أشهر (الحكايات المختلقة) هذه. فهذه الحكاية التي يمكنكم أن تصادفوها في كل مصادر التطور لكن باختلافات بسيطة، لها علاقة بكيفية تكون الإنسان، وكيف تسنى له الوقوف على قدميه: إن تلك القرود الشبيهة بالإنسان التي تُعد جدودا للبشر، كانت تعيش على الأشجار في الغابات الأفريقية. ولقد كانت هياكلها العظمية مائلة، وأيديها وأقدامها مناسبة وملائمة لمسك الأشجار. وبعد فترة من الزمن تضاءلت وتقلصت المساحات المزروعة غابات في أفريقيا، فرحلت تلك القرود الشبيهة بالإنسان صوب مناطق السافانا. وكان لابد في مناطق السافانا هذه الانتصاب والوقوف على القدمين حتى يتسنى كافة الأنحاء من بين ثنايا الأعشاب العالية في تلك المنطقة. وهكذا وقف أجدادنا على أقدامهم، وبدءوا السير بشكل منتصب. وكلما استخدموا أيديهم في عمل الآلات فإن ذكائهم كان ينمو ويتطور. وهكذا أصبحوا بشرا. ![]() فإنه لمن السهل بمكان كتابة الحكايات المتعلقة بكيفية تحول شكل ما إلى أخر، وإنه لمن السهل كذلك العثور على الأسباب المتعلقة بكيفية اختيار مراحل هذا التحول من خلال الاصطفاء الطبيعي. لكن هذه الحكايات ليست جزء من العلم، حيث إنه لا يوجد أي منهج على الإطلاق لاختبارها، وتجربتها. 118 أما عالم الحفريات التطوري(تي. إس. كامب T. S. Kemp)، قد ذكر في كتابه الموسوم بـ(الحفريات والتطور) طبعة 1999م، إن هذه الحكايات الموسومة بـ(الحكايات المختلقة) لا تحمل أي قيمة على الإطلاق، وتناول كل ما كُتب في موضوع(تطور الطيور) وأخذ يوضح ما يلي: ![]() ثبت من الناحية العلمية خطأ بحث لامارك Lamarck ، الا انه و على الرغم من هذا فلا زالت هناك بعض الجماعات التي تشغل اذهانها بهذه الابحاث. وإن الشأن الذي تحدث فيه (باتيرسون Patterson) أو (كامبKemp)، هو جانب واحد فقط من هذه المسالة ألا وهو أن (الحكايات المختلقة) لا يمكن اختبارها وتجربتها علميا، ومن ثم فهي لا تحمل قيمة علمية. أما بالنسبة للجانب الثاني بل وربما الجوانب الأخرى، فإنما تتمثل في أن تحقق هذه الحكايات في نفس الوقت يعد مثل تكون أباطيل غير ممكنة ولا يستوعبها العقل أي أن هذه الحكايات فضلا عن كونها غير علمية، فإنها أيضا لا تُعد ممكنة بأي حال من الأحوال. وحتى يتسنى لنا أن نوضح هذا، لزام علينا أن نتناول ثانية حكاية(القرود شبيهة الإنسان التي تقف على قدميها) والتي نقلناها قبل قليل بشأن موضوع تطور الإنسان. إن (جين بابتيست لامارق Jean Baptiste Lamarck) كان قد ادعي بالمستوي العلمي المتدني والمتأخر للفترة التي كان يعيش فيها، حكاية كهذه قبل 150عاما من الآن. بيد أن علم الوراثة الحديث قد أظهر أن السمات التي يتم اكتسابها حال الحياة لا يمكن بأي حال من الأحوال نقلها للأجيال الآتية. وهذا الأمر له علاقة بالحكاية الأتي ذكرها: الفرضية المسيطرة على تلك الحكاية إنما هي فرضية تقول بأن الإنسان قد تطور بتلك السمات والخصائص التي اكتسبها أجداده أثناء الحياة، وهناك ادعاء في تلك الحكاية مؤداه أن البشر قد وقفوا على أقدامهم حتى يتسنى لهم رؤية الأطراف من حولهم من بين ثنايا الأعشاب، وأنهم قد استخدموا أيديهم لما كانت في الفراغ، وأن ذكائهم قد نما وتطور بهذا الشكل. ولا جرم أن هذا الادعاء ادعاء واهي لا يقبل به علم ولا عقل. حيث إن حادث هكذا لم يقع على الإطلاق. ناهيكم عن أن الكائن الحي لا يكون بمقدوره اكتساب بعض المهارات الخاصة ليحاول الوقوف منتصبا على قدميه، ولاستعمال يديه. حتى ولو افترضنا أنه قد اكتسب هذه المهارات ـ مع أن هذا أمر غير معقول علميا ـ فإنه ليس من الممكن نقله لهذا السمات والخصائص إلى الأجيال التالية. ومن ثم فإنه إذا ما تحقق هذا الأمر المستحيل، واستطاع القرد أن يضغط على نفسه وينصب هيكله العظمي، فإن هذه السمة والخاصية لا يمكن لها أن تنتقل إلى جيل تالي. وهذا يعني أنه لا يكون هناك " تطور ". حسنا، كيف يكون الأمر، وكيف تظل تُفرض منطقيات (لامارق Lamark) الفاسدة على المجتمع طوال هذه المدة التي تزيد على القرن من الزمان؟ إن أنصار نظرية التطور كانوا يقولون إن (الحكايات المختلقة) بمثابة ملخص وإيجاز لمرحلة التطور البيولوجي الرئيسية التي حدثت. وهم يرون أن " الاحتياجات لا تلد تطورا "، لكن " الاحتياجات توجه الاصطفاء الطبيعي في اتجاه معلوم ومحدد، وهذا أيضا يؤدي إلى اختيار الطفرات الأحيائية التي تأتي بنتائج في هذا لاتجاه". أي هم حينما يقولون بأن " القرود شبيهة الإنسان قد قامت على قدميها "، فإنه في الواقع " سيكون قيام أشباه الإنسان على أقدامهم مفيدا"، وها هي الطفرات الأحيائية التي أصابتهم في هذه الفترة بعينها، قد نصبت هياكلهم العظمية، وأن التي انتصب هيكلها العظمي قد اُختيرت من خلال الاصطفاء الطبيعي". وبقول أخر يمكن القول إنه يوجد في (الحكايات المختلقة) غض تام للطرف عن التوضيح والتفسير العلمي لذلك الجزء من الحكاية المتعلق بالطفرات الأحيائية. وذلك لأنه لو تم تناول هذا القسم بالدراسة فإنه سيظهر أن هذا بمثابة رأي أو اعتقاد باطل بعيد كل البعد عن الصبغة العلمية. وإذا كان هنا إحساس بالحاجة إلى كائن حي في (الحكايات المختلقة) التي لها علاقة بالطفرات الأحيائية، والتي يذكرها التطوريون(أنصار نظرية التطور)، وإذا كانت أي مسألة هي التي تجعل هذا في حالة أكثر فائدة، فإنه يُفترض أن هناك طفرة أحيائية ستظهر بالتأكيد هذه الطفرة الأحيائية من شأنها أن تسد هذه الحاجة، وتؤمن هذه المسألة. هذا في حين أنه حتى اليوم لم يلاحظ ولو حتى طفرة أحيائية واحدة تتطور وتُنمي البيانات والمعلومات الوراثية... فالوثوق والاعتقاد في هذا السيناريو، يعد شيئا مماثلا للاعتقاد بالكائنات الحية، وبوجود عصا سحرية ستؤمن هذا الشيء الذي تحتاج إلى هذه الكائنات الحية دائما. فما هذا إلا اعتقاد باطل وزائف. وإن عَالِم الحيوان الشهير البروفيسور (بيري باول جريس Pierre-Paul Grassé) الرئيس السابق لأكاديمية العلوم الفرنسية، هو أحد من شخصوا هذه الحقيقة المهمة جدا، وعارض بشدة النظرية الدارونية على الرغم من أنه يؤمن بها من حيث المبدأ. ويعرف(جريس) على النحو الأتي ذكره اعتقاد النظرية الدارونية بشأن الطفرات الأحيائية: إنه لمن الصعب والعسير الاعتقاد بأن الطفرات الأحيائية يمكنها أن تسد حاجات ولوازم الحيوانات والنباتات. لكن النظرية الدارونية تريد الأكثر من هذا. حيث يجب أن تتعرض نبتة واحدة، وحيوان واحد لمئات الآلاف من المصادفات المفيدة بالشكل اللازم. أي أنه يجب أن تُصبح المعجزات بمثابة القاعدة العادية، وأن تتحقق الأحداث القليلة الاحتمالات بكل سهولة ويسر. فلا يوجد قانون ما يفرض حظرا على نسج الخيالات، لكن العلم لا ينبغي له أن يتدخل في هذا الأمر.120 وخلاصة القول فإن النظرية الدارونية بمثابة نسج للخيال، ولا علاقة لها على الإطلاق بالعلم. فـ(الحكايات المختلقة) التي تُقص على العالم بأسره مثل الحقائق العلمية، لا توجد بها ولو حتى مستند علمي صغير. وإن السمة المشتركة التي تجمع بين كل تلك الحكايات هي تشخيص حاجة معروفة من احتياجات الكائنات الحية، ثم افتراض أن الطفرات الأحيائية يمكنها أن تسد هذه الحاجة. وإن هذه الحاجة مثار الجدل يصفها أنصار نظرية التطور بـ( الوطأة التطورية أو الضغط التطوري). ( فعلي سبيل المثال فإن الحاجة إلى الوقوف على القدم بين ثنايا السفناء ـ مصطلح جغرافي معناه بطحاء أو سهل لا شجر فيه، أرض معشوبة في منطقة استوائية تشتمل على أشجار متناثرة ـ يعد " وطأة تطورية ـ أو ضرورة من ضروريات التطور" ). وبالنسبة لافتراض أن الطفرات الأحيائية اللازمة تكون على أُهبة الاستعداد للاستخدام، فهذا أمر لا يمكن حدوثه إلا من خلال الإيمان المطلق والأعمى بالنظرية الدارونية ليس إلا. وإن أي شخص لا يتسم بهذه الدرجة من التكبر والغطرسة، يمكنه أن يري أن "الحكايات المختلقة" لا علاقة لها بالعلم على الإطلاق. وهكذا فإن رجال العلم من أنصار نظرية التطور كانوا وحدهم هم الذين بدءوا سرد الوجه الداخلي لـ" الحكايات المختلقة" بصوت مرتفع. والنموذج الحديث والجديد على هذا، هو ذلك التفسير والتوضيح الذي قام به (لان تاتيريسال Lan Tattersall) رئيس قسم الأنثروبولوجيا بمتحف التاريخ الشرقي بأمريكا، وهذا البيان أو التوضيح قد قام به عن "الحكايات المختلقة" التي تم نشرها في مجلة (نيورك تايمز New York Times). ففي ذلك الخبر الذي ورد في مجلة(نيورك تايمز) كان هناك سؤال مطروح يقولون فيه: لماذا يفقد البشر ريشهم في مرحلة التطور؟، ولقد أخذت العديد من سيناريوهات النفعية والأفضلية المتنوعة تُقص وتُحكي حول هذا الموضوع. لكن (لان تاتيريسال Lan Tattersall) كان يقول: " كل ريشة توحي بفكرة أو رأي حول مزايا فقد الريش، لكن (الحكايات المختلقة) هي كل هذه الأمور والأفكار."121 وإن (هنرى جيHenry Gee) المحرر العلمي بمجلة( الطبيعة Nature) الشهيرة، والذي كتب كثيرا من المقالات والكتب بشأن نظرية التطور، على الرغم من أنه تطوري(أي من أتباع نظرية التطور) إلا إنه يوضح في كتابه المطبوع في عام 1999 فداحة الخطأ الذي يُرتكب في السعي إلى توضيح وتفسير أصل عضو ما والحديث عن فوائد ذلك، وذلك على النحو الأتي ذكره: إن أُنوفنا جُعلت كي تحمل النظارة، ومن ثم فإن لدينا نظارات. نعم، فإن علماء الأحياء التطوريين يستخدمون هذا المنطق وهم يحاولون توضيح بعض الأمور كالحديث عن أي بُنية(خِلقة) ما، وعن الفائدة في وجودها. حيث إن هذه الفائدة الموجودة مثار الحديث، لا قبل لها بأن تأتي لنا بأي شيء على الإطلاق بشأن كيفية تطور هذا البنية، وهل تاريخ تطور هذه البنية أثر أم لم يؤثر في شكلها وسماتها وخصائصها. 122 إن هذه الإيضاحات شديدة الأهمية. وذلك لأنه من المحتمل أنه يكون بمقدوركم بعد هذا مصادفة ومشاهدة (الحكايات المختلقة) في المصادر الخاصة بالتطوريين وبالطبع في مقدمتها الإعلام. ولابد من جذب الانتباه إلى أن هذه الحكايات بمثابة أساطير جوفاء لا يوجد لأي واحدة منها أي دليل على الإطلاق. وإن نفس المنهج يتم إتباعه في تأليف وخلق هذه الحكايات. فهذا المنهج يبدأ أول ما يبدأ إلى وصف أحد الجوانب أو الجوانب التي لها مزية والتي تعود إلى أي كائن حي، ثم بعد ذلك يختلق سيناريو حول كيف تمكنت هذه المزية من التطور. ومن المؤكد أن الأطروحات الخاصة بالتطوريين التي يتم عملها بهذه الشكل، لا تعرف حدا من الجهة التطبيقية. فهي بصفة عامة تؤمن " بعصا التطور السحرية " التي تسد احتياجات الكائنات الحية في الطبيعة... مثل قولهم " إن خرطوم الفيل يعطي الفيلة مزية لالتقاط الأطعمة من على الأرض، ومن ثم فإن خرطوم الفيل قد تطور من أجل أن يلتقط الطعام من على الأرض " و " إن قامة الزرافة تجعلها تستطيع الوصول إلى الأغصان المرتفعة، ومن ثم فإن قامة الزرافة قد تطورت من أجل أن تمتد إلى الأوراق والأعشاب الكائنة بأماكن شاهقة ومرتفعة ". فهذا الإيمان أشبه ما يكون بالإيمان بالخرافات والاعتقاد فيها. وإن الوجه الخفي لتلك الخرافة يزداد وضوحا في كل يوم يمر. وبالنظر إلى كل ما درسناه منذ بداية هذا القسم وحتى الآن يمكننا القول: " إن الادعاء الذي يقول إن أصل الأنواع يعد بمثابة مرحلة تطورية تصادفية، إنما هو نتيجة الاستنتاجات المضللة والخاطئة التي توصلت إليها النظرية الدارونية إبان المستوي العلمي البدائي للقرن التاسع عشر الميلادي. فكل التجارب والملاحظات التي أُجريت في القرن العشرين أثبتت أنه لا توجد أنواع جديدة في الطبيعة، وأنه لا توجد ثمة آلية تنتج تلك الصنوف السابق ذكرها أنفا. لقد تمكن العلم من تقويض وهدم أُكذوبة ووهم النظرية الدارونية، كما أنه أثبت حقيقة أخرى تتمثل في أن الخلق هو الأصل الحقيقي للأنواع، وأن الله سبحانه وتعالي العلى العليم هو الذي خلق كافة الكائنات الحية. 103- George Turner, "How Are New Species Formed?", New Scientist, June 14, 2003, s.36 104- Norman Macbeth, Darwin Retried, Boston, Gambit INC., 1971, s.36. 105- Norman Macbeth, Darwin Retried, ss.35-36 106- Edward S. Deevy, "The Reply: Letter from Birnam Wood", Yale Review, 56 (1967), s.636 107- Ernst Mayr, Animal Species and Evolution, Cambridge, Harvard University Pres, 1963, ss.285-286. 108- Ernst Mayr, Animal Species and Evolution, ss.290. 109- Lane P. Lester, Raymond G. Bohlin, Natural Limits to Biological Change, s.13-14 110- Jonathan Wells, Icons of Evolution, ss.159-175 111- Lane Lester, Raymond G. Bohlin, Natural Limits to Biological Change, 2nd ed, Probe Books, 1989, ss.67,70 112- Garry E. Parker, Creation: The Facts of Life, San Diego, Creation of Life Publishers, 1980, s.76 113- Pierre-Paul Grassé, Evolution of Living Organisms, Academic Press, New York, 1977, p. 88 114- Jonathan Wells, Icons of Evolution (Regnery, 2000), p.178 115- Lane Lester, Raymon G. Bohlin, Natural Limits to Biological Change, Probe Books, 1989, p.170-171 116- Henry Morgenau & Roy Abraham Varghese, Kosmos Bios Teos, Gelenek Yay?nc?l?k, Ekim 2002, ?stanbul, s.161. 117- Scott Gilbert, John Opitz, and Rudolf Raff, "Resynthesizing Evolutionary and Developmental Biology", Developmental Biology 173, Article No. 0032, 1996, p.361 118- Personal letter (written 10 April 1979) from Dr. Collin Patterson, Senior Paleontologist at the British Museum of Natural History in London, to Luther D. Sunderland; as quoted in Darwin's Enigma by Luther D. Sunderland, Master Books, San Diego, USA, 1984, p.89 119- T. S. Kemp, Fossils and Evolution, Oxford University Press, 1999, p.19 120- Pierre-P Grassé, Evolution of Living Organisms, New York: Academic Press, 1977, s.103 121- Nicholas Wade, "Why Humans and Their Fur Parted Ways", The New York Times, 19 A?ustos 2003 122- Henry Gee, In Search Of Deep Time: Beyond The Fossil Record To A New H?story Of Life, The Free Press, A Division of Simon & Schuster, Inc., 1999, s. 103 سيناريو فصيلة الحصان الذي ساد في الازمنة القديمة ![]() توصل ريتشارد أووين Richard Owen المعروف بعدائه للدار ونية إلى Hyracotherium و هو يوجد في بداية فصائل الحصان. الا ان علماء الحفريات حاولوا فيما بعد، توطيد صلة هذا الكائن الحي بنظرية التطور. تم اكتشاف احدي اهم الاجزاء في هذه السلسلة، قبل ظهور نظرية داروين اصلاً. كان عالم الحفريات الانجليزي الشهير سير ريتشارد أووين Richard Owen قد وجد في عام 1841 حفرية خاصة بحيوان صغير من الثدييات و اطلق عليها حينئذٍ اسم Hyracotherium ، مستوحيا اياه من التشابه بينها و بين كائن حي آخر يطلق عليه اسم الوَبْر يعيش في افريقيا. و الوبر هو كائن حي صغير يشبه الثعلب و يتشابه هيكله العظمى و جمجمته و شكل ذيله مع جمجمة الحيوان الموجود في حفرية اووين. أما علماء الحفريات المؤيدين لحفرية داروين، فبدأوا يقيِّمون Hyracotherium بنظرتهم التطورية مثلها مثل كل الحفريات الاخري. فحاول عالم الحفريات الروسي فلاديمير كوفالافسكي Vladimir Kovalevsky في عام 1874 ان يقيم رابطة بين جياد Hyracotherium . أما في عام 1879 فاستطاع شخصان من مؤيدي داروين المشهورين في تلك الفترة بذل مجهود اكبر في تلك المحاولة، و تمكنا من صياغة سلسلة الحصان التي احتلت مكانة مهمة لسنوات طويلة بين نظريات داروين. هدم باحثا الحفريات الامريكيين أوثنيل تشارلز مارش Othniel Charles Marsh و توماس هكسلي Thomas Huxley ( المعروف بأنه من أتباع داروين ) و قد شكلا رسماً بيانياً بترتيب بعض الحفريات ذات الحوافر، وفقاً لشكل بناء اسنانها و عدد الحوافر الموجودة في اقدامها الامامية و الخلفية. و قد أطلقا اسم جديد على Hyracotherium بشكل يتوافق مع التطور فغي هذه المرحلة و أعطياه اسم Eohippus الذي يعنى " حصان الشفق ". لقد كانت ادعاءاتهم و رسوما تهم قد وضعت أسس السلسة التي ظهرت كدليل على التطور كما يزعمون - و التي رتبت من Eohippus حتى الجياد الموجودة في عصرنا الحالي و هي موجودة في الكتب الدراسية و في المتحف منذ مائة عام،و قد نشرت مرتين في مجلة امريكية اسمها الجريدة العلمية. 123 إما الانواع المهمة التي ظهرت كمراحل في هذه السلسلة فهي Eohippus , Orohippus, Miohippus, Hipparion, Equus وصولا في النهاية إلى الحصان الموجود في عصرنا الحالي. ![]() وُضعت فصيلة الحصان تلك مثل مثيلاتها في أحد المتاحف و تم ترتيبها بشكل اعتمد بشكل اساسي على الاهواء و وجهات النظر المتحيزة للحيوانات المختلفة التي عاشت في أماكن و عصور مختلف و في أجواء جغرافية مختلفة أيضاً. و لا يستند سيناريو تطور الحصان هذا على أى وثائق حفائرية. ظهرت هذه السلسلة، طوال القرن التالي كدليل على تطور الحصان. كان الانخفاض في عدد الحوافر و الزيادة المرتبة من الصغير إلى الكبير في الحجم دليل يكفي لإقناع مؤيدي التطور. تمنى مؤيدو التطور لو امكنهم تكوين سلاسل لحفريات باقي الكائنات الحية على منوال تلك السلسلة. استمر هذا الوضع لبضع عشرات من السنين، الا انهم لم يحققوا ما تمنوه. و يبدوا أنهم لم يستطيعوا تشكيل سلاسل لباقي الكائنات الحية على منوال سلسلة الحصان. يضاف إلى ذلك أن المتناقضات الموجودة داخل سلسلة الحصان قد بدات فعلا في الظهور. و قد فجر المشكلة تلك الحفريات الجديدة التي ظهرت خلال التنقيبات التي جرت حديثاً و التي حاولوا توطيدها داخل سلسلة الحصان. لان مكان الحفريات، بدأ يُفسد السلسة بخلق موقف يناقض خصائص الحفريات الفعلية مثل العمر و عدد الحوافر. و نتيجة لهذه الاكتشافات الجديدة تحولت سلسلة الحصان إلى ركام من الحفريات غير المتطابقة التي لا معنى لها. عبر جور دون راتّراي تايلور Gordon Ratray Taylor المحرر العلمي المحنك في تليفزيون BBC ( هيئة الاذاعة البريطانية ) عن هذا الموقف على النحو التالي: "ربما يكون اخطر موضع ضعف في نظرية داروين، هو فشل علماء الحفريات، في أن يظهروا التطورات النوعية أو أن يرتبوها بشكل يفسر التغيرات الكونية الكبيرة التي يقنعون بها الناس... نذكر الحصان على اعتبار انه المثال الوحيد الذي شكلوه بصفة عامة. الا ان الخط الوصل من Eohippus حتى Equus مشوش تماماً في الحقيقة. و تعتبر الزيادة المستمرة في الاحجام مجرد ادعاء لا صحة له و الحقيقة هي أن بعض الاشكال المختلفة أصغر من Eohippus، وليست اكبر.و يبدوا أنهم تمكنوا من جمع نماذج من مصادر مختلفة بشكل كوَّن سلسلة مقنعة و لكن بمرور الوقت اتضح عدم وجود اى دليل على أن ترتيبها هذا كان بالشكل الصحيح ".124 اعترف تايلور صراحة بأن سلاسل الحصان لا تعتمد على أى دليل علمي. و كان هيريبرت نيلسون Heribert Nilsson واحداً من الباحثين الذين صرحوا بذلك. حيث كتب نيلسون أن هذه السلسلة " مصطنعة جدا ً ": لا مكان لوجود شجرة سلالة الجياد الجميلة سوي في الكتب الدراسية فحسب. و يمكننا القول في الحقيقة ان الثلاثة اجزاء التي تتكون منها هذه السلالات تضم الجياد الاخيرة فحسب. و صور الجزء الاول عبارة عن جياد صغيرة مثل الزَّلَم المعاصر ( كائن حي يشبه زبزب الصخور ). و الصور الحديثة للجياد هي صور مصطنعة تماماً لأنها تكونت من أجزاء غير متماثلة و لهذا السبب لا يمكنها أن تشكل سلسلة أو مرحلة انتقالية مستمرة. 125 يتفق الكثير من مؤيدي التطور الآن على أن الاطروحة التي اظهرت الحصان بتطوره التدريجي هي اطروحة باطلة. و قد عُقد اجتماع استمر اربعة ايام، في متحف تاريخ الطبيعة بشيكاغو في تشرين الثاني 1980 و شارك فيه هذا الاجتماع 180 من مؤيدي نظرية التطور و تم في هذا الاجتماع بحث قضايا نظرية التطور التدريجي. تحدث بويس رانسبيرجر Boyce Ransberger و هو من مؤيدي التطور، و تناول في معرض حديثة هذا أن سيناريو تطور الحصان لا يعتمد قط على وثائق و اوضح على النحو التالي أن الحصان لم يمر قط بمرحلة مثل مراحل التطور التدريجي المزعومة: نعرف منذ أمد بعيد ببطلان نموذج تطور الحصان الشهير الذي أكد على وجود سلسلة من التطور التدريجي بدءاً من الكائنات الحية الكبيرة ذات الذيل، و الحوافر الاربعة التي عاشت قبل 50 مليون عام تقريباًُ وصولاً إلى الحصان الموجود في عصرنا الحاضر ذو الحافر الواحد. و ظهرت كل انواع الحفريات باعتبارها مختلفة عن بعضها البعض، بدلا من التطور التدريجي، فهي ظلت بلا تغير، و فيما بعد تلاشت السلالة. و لم يتم التعرف على الصور او الاشكال الوسطية.126 و كما فهمنا من كلمات تايلور نيلسون و رنسبرجر أن هذه السلسلة التي ظهرت معتمدة على تطور الحصان عبارة عن نماذج مليئة بالمتناقضات، و تفتقد إلى الدليل العلمي. حسناً و لكن إذا لم تعتمد سلسلة الحصان على دليل على ماذا تعتمد اذن؟ أن جواب هذا التساؤل بالفعل واضح. يعتمد سيناريو تطور الحصان مثل كل سيناريوهات داروين الاخري، على قوة الخيال، فقد رتب مؤيدو التطور بعض الحفريات التي وجدوها بشكل يتوافق مع رغباتهم هم، و أعطوا انطباع للمجتمع بأنها كانت كائنات حية تطورت عن بعضها البعض. ![]() وُضعت فصيلة الحصان تلك مثل مثيلاتها في أحد المتاحف و تم ترتيبها بشكل اعتمد بشكل اساسي على الاهواء و وجهات النظر المتحيزة للحيوانات المختلفة التي عاشت في أماكن و عصور مختلف و في أجواء جغرافية مختلفة أيضاً. و لا يستند سيناريو تطور الحصان هذا على أى وثائق حفائرية. باختصار لقد شكل مارش السيناريو في ذهنه ثم قام بعد ذلك بترتيب الحفريات طبقاً لهذا السيناريو، كما لو كان ذلك مثل ترتيب اطول المفكات في حقيبة الادوات الخاصة بعامل. بيد أن الحفريات الجديدة، و على عكس المتوقع اقحمت بشكل مناقض تماما سيناريو مارش, أو بتعبير جاريت ها ردين Garret Hardin: " كانت هناك فترة أوحت خلالها حفريات الجياد الموجودة منذ أمد بعيد، بوجود خط تطور طولي، يمتد من الصغير إلى الكبير... و كلما ظهرت حفريات اكثر... ظهر كذلك و بوضوح عدم وجود تطور في خط طولي "128 لم يكن ممكنا ترتيب الحفريات بشكل يظهر التطور التدريجي الذي زعمه داروين. و قد عبر احد مؤيدي التطور و يدعي فرنسيس هيتشينج Francis Hitching عن هذا الموقف على النحو التالي: "حتى إذا كانت كل الحفريات المحتملة داخلة، فإننا نري أن الجياد مرت خلال مراحل نموها جيل بعد جيل بقفزات كبيرة، بحيث يستحيل وجود أى صور وسيطة او انتقالية "129 يمكننا القول أن مؤيدي التطور قد فقدوا الأمل تماما اليوم ً في سلسلة الحصان تلك. و السبب وراء هذا هو انه اتضح ان الجياد المتطورة قد عاشت جنباً إلى جنب، و كذلك في نفس الفترة، و بذلك أصبح من المستحيل الحديث عن تفسير الحصان بواسطة سلالة النسب أو العرق الخطية. بالإضافة إلى ظهور بضعة خصائص في بنية عظام و اسنان الجياد جعلت هذه السلسلة باطلة ايضاً. و بظهور كل هذه الاشياء أصبحت الحقيقة واضحة للعيان.فلا توجد ثمة علاقة تطور بين الكائنات الحية التي تم توطيدها في سلسلة الحصان. و هذه الانواع ظهرت فجأة من طبقات الحفريات، كما هو الحال في كل الكائنات الحية الاخري. بناءاً على ذلك و على الرغم من كل مساعي مؤيدو التطور لم تظهر خصائص انتقالية بين هذه الانواع. و الحقيقة المؤكدة هي أن سلسلة الحصان كانت عبارة عن خرافة و لا تتعدي هذا. و يجب علينا أن نلقي نظرة أقرب و اعمق على التناقضات الخاصة بسلسلة الحصان و التي أكد عليها بإصرار في مرحلة ما مؤيدو نظرية التطور. التناقضات الموجودة في سلسلة الحصان و اعترافات مؤيدي التطور إن سلسلة الحصان و على عكس الصورة التي اظهرها بها مؤيدو التطور في المتحف و في الكتب الدراسية، هي سلسلة باطلة لعدة اعتبارات. فقد عجز انصار التطور ، أن يقيموا أى رابطة بين Eohippus ( أو باسمه Hyracotherium)و بين Kandilart ( Conylarth ) التي تعنى الحصان ذو الحوافر. 130 و قد ظهرت فيما بعد بعض المتناقضات الموجودة داخل سلاسل أو فصائل الحصان. حيث اتضح ان بعض الكائنات الحية الداخلة في هذه السلسلة، قد عاشت معاً جنبا إلى جنب. و كان هذا الخبر الافت للانتباه قد نشر في عدد يناير 1981 من مجلة الجغرافيا القومية. و بقي الباحثون طبقا لهذا الخبر في ولاية نبراسكا في الولايات المتحدة الامريكية أسفل الحمم البركانية الفجائية الناتجة عن انفجار بركانى و قد احاطت هياكلهم العظمية بحفريات آلاف الكائنات الحية التي لا زالت محفوظة حتى يومنا الحاضر. و قد كان عمر الحفريات 10 مليون عام. كان هذا الخبر الذي نشر في الجغرافيا القومية الخاصة بسيناريوهات تطور الحصان عبارة عن معلومة لافته للانتباه بالفعل . لأنه من بين الكائنات الحية التي نشرت صورها ظهر ان الحصان ذو الثلاثة حوافر و الحصان ذو الثلاثة حوافر و الحصان ذو الحافر الواحد و انهم كانوا يعيشون معا في نفس الوقت. 131 أظهر هذا الاكتشاف بطلان ادعاء تطور الجياد الموجودة في سلسلة الحصان عن بعضها البعض. لم تظهر هذه الكائنات الحية التى عاشت في نفس المنطقة الجغرافية و في نفس الفترة أي انتقال يمكن أن يعد دليلا على التطور، كما ظهر ان الكائنات الحية التي بدت في التطور كأنها جد أو حفيد عاشت في الحقيقة خلال نفس الفترة. كان هذا الاكتشاف، مؤشرا جديد على أن سلسلة الحصان التي احتفي بها مؤيدو التطور لعدة سنوات في المتاحف و الكتب الدراسية تم صياغتها وفقا للاهواء والتخيلات الخاصة. التناقض الاكبر المنسوب لنظرية داروين كان ذلك الموجود بين الحصان و Mesohippus. كتب جوناثان ويلز Jonathan Wells المعروف بالانتقادات التي وجهها لنظرية داروين بواسطة كتابه المسمي ( ايقونات التطور ) الذ ينشر في عام 1999، أن Miohippus بينما ظهر قبل Mesohippus كحقيقة في وثائق الحفريات فإنه قد استمر كنوع بعده.132 تحدث و. جي. مارش O. C. Marsh بشكل غريب عن وجود جياد من ذوات الحوافر الثلاثة في جنوب غرب امريكا في تلك الفترة و قد كتب أن هذا الكائن يشبه من هذه الزاوية الحصان البدائي الذي اختفت سلالته.133 إن الاخطاء الموجودة في سلسلة الحصان ليست قاصرة على وجود الانواع التي في التطور كسلالة للحصان، في مكان و زمان واحد. فلا توجد في العالم منطقة واحدة يمكن أن تبرز منفردة و قد ظهرت فيها الجياد الموجودة في سلسلة التطور. لقد جمع أنصار التطور أجزاء الحفريات من قارات مختلفة بشكل يتوافق مع رغباتهم هم ، و استخدموها فيما بعد في تدعيم ادعاءاتهم. بيد أن تصرف كهذا لا يتلاءم و موضوعية العلم بأي حال من الاحوال. اعتمد انصار التطور اثناء تشكيلهم لسلسة الحصان على بناء و شكل الاسنان بجانب الحجم و عدد الاظافر، لكنها تحولت إلى ما يناقض هذه الحجة: فقد ادعوا خلال الترتيب الموجود في سلسلة الحصان، ان الجياد المتطورة قد انتقلت من التغذية في الادغال إلى التغذية على العشب، و أن اسنانها تطورت ايضاً بشكل يتوافق مع هذا التغير. بيد أن الابحاث التي اجراها عالم الحفريات بروس مكفادّن Bruce Mcfaddan المعروف بتأييده لفكرة التطور معتمدا في تلك الابحاث على اسنان يرجع عمرها إلى خمسة ملايين عام، و التي تخص 6 انواع من الجياد، اظهرت أن اسنان الكائنات الحية الموجودة في سلسلة الحصان لم تمر بأى من مراحل التطور الخاطئة. 134 علي جانب آخر اتضح ان الوضع المتأزم الخاص بعدد العظام الموجودة في فقرات الخصر و القفص الصدري للجياد قد ارتفع عدد عظام القفص الصدري من 15 إلى 19 ثم عاد لينخفض مرة أخري إلى 6. نحن نعرف اليوم ان هناك اختلافات حول عظام القفص الصدري للجياد. لكن هذا الوضع الذي نراه في الجياد المعاصرة و كذلك في الجياد المتطورة لا يمكن و ان يحقق الاستقرار لسلسلة التطور. لأن الابنية موضع الحديث ابنية معقدة يمكن أن تؤثر على حركات الكائن الحي، و حتى على حياته. و يبدو من الناحية المنطقية، ان نوع يعيش حياته بوتيرة تزيد فيها الابنية أو تنقص عن طريق قفزات تصادفيه، لا يمكن ان تستمر سلالته. التناقض الاخير الخاص بسلسلة الحصان، كان تفسير الزيادة الملحوظة في الحجم من الصغير إلى الكبير باعتبارها مكسب ناتج عن التطور. و حينما ندقق النظر اليوم في حجم الحصان بشكل عام فسوف نفهم بسهولة ان هذا التفسير التطوري هو في حقيقة الامر تفسير مضلل. إن اكبر الجياد المعروفة اليوم هي تلك المعروفة باسم Clydesdale ، و أصغرها هو Fallabella. فيبلغ ارتفاع Fallabella عن الارض 43 سنتيمتر فقط.135 و رغم هذا التفاوت الكبير الموجود بين أحجام الجياد التي تعيش اليوم، فلا شك أن انصار التطور قد فضلوا القيام بترتيب التطور طبقاً لأحجام الجياد التي كانت تعيش قديماً فحسب. ![]() لا زالت وثائق التطور مليئة بالقفزات التي تجسد الفراغات بشكل محير و غريب، أننا نعتمد على نماذج لصور انتقالية عددها أقل بكثير من تلك التي كانت موجودة في عصر داروين. و أريد ان أؤكد هنا ان النماذج الكلاسيكية للتطور طبقا نظرية داروين في وثائق و مدونات الحفريات، مثل تطور الحصان الموجود في امريكا الشمالية، قد تغيرت او اصبحنا مضطرين لان نتجاهلها و ذلك كلما ازدادت المعلومات الموجودة بين ايدينا. كما ان الشيء الذي يبدوا و كأنه تطور جميل في المراحل التي تكون فيها المعلومات التي بين ايدينا قليلة نسبياً نجد ان التطور خلاله يكون معقد جداً و بطيء للغاية. و هذا يعنى ان مشكلة داروين كانت مشكلة بسيطة. 137 أعلن د. نيلس ايلدريدج Dr. Niles Eldridge و هو عالم حفريات من انصار نظرية التطور يعمل في متحف تاريخ الطبيعة الامريكي الذي يعد واحداً من أشهر المتاحف على مستوي العالم، أعلن منذ ما يقرب من عشرين عاماً أن ادعاءات التطور الخاصة بسلاسل الحصان المعروضة في نفس المتحف تعتمد في الاساس على نسج من الخيال فحسب. و انتقد ايلدريدج، عرض هذه السلسلة الزائفة في الكتب الدراسية و القبول بها و كأنها حقيقة علمية مسلم بها: اعترفُ أنهم زجوا بها في الكتب الدراسية بمقادير كبيرة و كأنها حقيقة علمية مؤكدة. و أشهر نموذج على هذا هو عرضهم لمراحل تطور الحصان الذي لا زلنا نراه في الطابق العلوي و الذي تم اعداده منذ 50 عاماً. و قد تجلي ذلك واضحا في الكثير من الكتب الدراسية و كأنه حقيقة غير قابلة للنقاش. و يحزننى هذا الوضع كثيراً الآن، لأن الاشخاص الذين نسجوا هذا النوع من الحكايات، قد اعتقدوا أن جزء من هذه الحفريات مصدره طبيعة زائفة، و بصفة خاصة ما اعلنوه عنه بأنفسهم. 138 تُظهر كلمات كل هؤلاء الخبراء بطلان الادعاءات الخاصة بسلسلة الحصان. بيد ان سلسلة الحصان لا زلت تعرض حتى الان على الاشخاص في المتاحف الموجودة على مستوي العالم و تعرض عليهم أيضا خرافة أن الحصان هو نوع ظهر بعد مراحل تطور مختلفة. لكن الغريب بالفعل أن الاشياء المعروضة في هذه البنايات التى شيدت بهدف تعريف الشعب بالعلم و دفعه لحبه، يعد في الحقيقة واحداً من أكبر الاكاذيب على مر التاريخ العالمي. فالشيء الذي يراه هؤلاء الاشخاص أصلاً ما هو الا رمز لخرافة نظرية داروين التي تحطمت منذ عشرات السنين. الادعاءات الخاصة بوجود ضمور في سيقان الحصان و حقيقة ذلك يعرض مؤيدو نظرية التطور الذين ادعوا أن حوافر الحصان تضاءلت مع مرور الوقت، عظامه المفلوقة التي تراها اليوم على انها دعامة يستدلون بها على صحة آرائهم. و طبقاً لهذا تكون الحوافر التي كان عددها ثلاثة في مرحلة التطور، قد تراجعت و تحولت الان إلى عظام مفلوقة في ساق الحصان. بيد ان العظام المفلوقة، ليست في حقيقة الامر عضو ضامر كما يدعي أنصار التطور. فمن المعروف أن العظام المفلوقة تقوم بوظيفة دعم عظم الساق كما انها تلعب دورا مهماً في تقليل الضغط أثناء حركته السريعة. و على جانب آخر، تتحول أثناء سير الحصان إلى قناة، تعادل ثقل وزنه، و تحمي الرابطة التشريحية الموجودة في شكل حزام قابل للتمدد و التي لها اهمية كبيرة في حياته. 139 إن ساق الحصان أبلغ دليل على كونه مخلوق متكامل. أعلن الرئيس القديم لأكاديمية العلوم الفرنسية بيير – باول جراسيه Pierre – Paul Grasse بعد ان شرح بلغة مبسطة الخصائص العليا لحوافر الحصان أعلن أنه من الواضح ان هذه الحوافر لم تتكون نتيجة سلسلة من المصادفات. و بناءا على ذلك لفت الانظار للبناء الدقيق الموجود في تكوين مفاصل ساق الحصان، و في الوسائل التي من شانها تقليل الضغط، و في الشحوم التي تسهل الحركة و في الروابط التشريحية و في بناء العظم أيضاً. ![]() بونيلري Ponileri منطقة جبلية موجودة في جزر اسكتلندا الغربية. يعتبر حصان شتلاند القزم، أصغر الجياد المعروفة. جياد اسيا المتوحشة ذات اصل منغولي. حصان تيمور ذو أصل استرالي. الحصان الجبلي و هو من الاجناس البريطانية يعيش في بريطانيا. جياد بيرشيرون Percheron ذات أصل يرجع لمنطقة نورمندي. نوع من أردننايس Ardennais يعيش في شرق فرنسا. تمتلك الجياد الموجودة في هذه المنطقة قدرةً كبيرةً على التغير لذلك تعيش اجناس الحصان اليوم بشكل مختلف تماماً من حيث الطبيعة و الحجم., و قد حاول مؤيدو نظرية التطور الذي شكلوا سلاسل الحصان الخاطئة، ان يظهروا حفريات هذه الاجناس المختلفة على اعتبار انها ترتيب لعملية التطور. تُظهر عبارات جراسيه تلك مدي دقة هذا البناء المتكامل الذي تكونت به ساق الحصان. الا ان المعلومات المعروفة عن تخطيط ساق الحصان لم تعد مقتصرة على تلك المعلومات التي كانت معروفة في عصر جراسيه. و نوجه الانظار بصفة خاصة لإحدى الابحاث التي اجريت في الفترة الاخيرة عن ساق الحصان. حيث اكتشف الباحثون في جامعة فلوريدا، خلال الابحاث التي اجروها في عام 2002 ان العظم الموجود في ساق الجياد له بناء خاص للغاية ( عظم سِنعي ثالث ). و طبقاً لتلك الابحاث فقد وجد الباحثون أن هناك فتحة تبلغ 25 سم و في حجم حبة الفاصوليا موجودة على عظام العنق و هى تسمح بمرور الاوردة. كما اكتشف العلماء الذين حاولوا عدة مرات كسر العظم بطرق صناعية في ابحاثهم المختبرتيه، ان تلك العظام لم تنكسر و لا حتى من ناحية الفجوة الموجودة في العظم في أي من تلك التجارب التي اجروها كما يجب أن يحدق في الاحوال العادية. فالعظم الموجود بجوار الفتق أو الفتحة يعيد ترتيب نفسه بشكل يوزع فيه الفتحة على السطح الواسع، و يمنع كسر ساق الحصان من تلك النقطة. و قد حاز هذا التحليل على استحسان كبير لدرجة أن مهندس الطائرات الاستاذ الدكتور اندرو رابوف Doc. Dr. Andrew Rapoff حصل على تمويل مالي من وكالة ناسا بهدف امكانية تقليد هذه الثقوب التي تظهر اثناء حركة الكابلات في اجزاء الطائرة. 141 إن ساق الحصان و كما رأينا، لها خصائص لم تكن لتخطر على أى من العقول البشرية للمهندسين الذين يملكون أحدث تكنولوجيا على مستوي العالم، لدرجة انهم حاولوا تقليدها في صناعة الطائرات. و كما اعلن جراسيه فإنه لا يمكن تفسير بُني لها خصائص مميزة كتلك بالاعتماد على المصادفة وحدها. فالحقيقة الواضحة، هي أن الخصائص الرائعة الموجودة في ساق الحصان لا يمكن تُحدثها المصادفة، فكل واحدة منها تعتبر معجزة أبدعها الله سبحانه و تعالي. و في النهاية، تحطمت اليوم اسطورة " سلاسل الحصان " التي بدت طوال القرن العشرين و كأنها دليل مهم جداً و كمصدر يدعم نظرية التطور. فالجياد ببنائها التشريحي المعقد، لم تمر بأى مرحلة من مراحل التطور المزعومة، و الحقيقة هي انها ابداع من ابداعات الخالق سبحانه و تعالي. لقد تحطمت اسطورة " تطور الحصان " لداروين مثلها في ذلك مثل مزاعم انصار التطور الاخري و التي نالت نفس النهاية. 123- 0. C. Marsh, "Recent Polydactyle Horses", American Journal of Science 43, 1892, pp. 339-354 124- Gordon Rattray Taylor, "The Great Evolution Mystery" New York, Harper & Row, 1983, sf. 230 125- Heribert Nilsson, Synthetische Artbildung Lund, Sweden: Vertag CWE Gleenrup, 1954, pp. 551-552 126- Boyce Rensberger, Houston Chronicle, 5 Kas?m 1980, B?lüm 4, p.15. 127- Milner, The Encyclopedia of Evolution, 1993, p.222 128- Garret Hardin, Nature and Man's Fate, (New York, Mentor, 1961), pp. 225-226. 129- Francis Hitching, The Neck of the Giraffe-Where Darwin Went Wrong, NY: Ticknor and Fields, 1982, pp. 16-17, 19, 28-30 130- Kofahl, R.E., Handy Dandy Evolution Refuter, Beta Books, San Diego, California, 1997, s.159 131- Voorhies M.R., "Ancient Ashfall Creates a Pompei of Prehistoric Animals," National Geographic, Vol. 159, No. 1, January 1981, ss.67-68,74 ; "Horse Find Defies Evolution" Creation Ex Nihilo 5(3):15, January 1983, http://www.answersingenesis.org/docs/3723.asp 132- Jonathan Wells, "Icons of Evolution: Science or Myth? Why much of what we teach about evolution is wrong", s.199; Royal Truman, "A review of Icons of Evolution" http://www.answersingenesis.org/home...ons_review.asp 133- O.C. Marsh, 'Recent polydactyle horses,' American Journal of Science, 43:339–354, 1892. 134- Bruce J. MacFadden et al., Ancient diets, ecology, and extinction of 5-million-year-old horses from Florida, Science 283(5403):824–827, 5 February 1999. 135- Horse and horsemanship,' Encyclop?dia Britannica, 20:646655, 15th ed. 1992 136- Ernst Mayr, What Evolution Is, New York: Basic Books, p.163 137- D.M. Raup, 'Conflicts between Darwin and paleontology,' Field Museum of Natural History Bulletin 50:22, 1979 138- Sunderland L.D., Darwin's Enigma, 1988, s.78 139- J. Bergman and G. Howe, 'Vestigial Organs' Are Fully Functional Creation Research Society Books, Kansas City, s.77, 1990; 140- Paul-Pierre Grasse., Evolution of Living Organisms, p.51-52 141- Florida Universitesi: "From the Bone of a Horse, a New Idea for Aircraft Structures, 2 Aral?k 2002, http://www.napa.ufl.edu/2002news/horsebone.htm ; "Uzay ve Havac?l?k Mühendisleri At?n Kemik Tasar?m?n? Taklit Ediyor" http://www.harunyahya.net/V2/Lang/tr...ail/Number/969 للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
الدّاروينية في الزّمن القديم
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
الاشبيلي
المزيد من مواضيعي
|
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
الدّاروينية, الزّمن, القديم |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
نبينا في العهد القديم بالبرهان من نصوص عبرية مصورة!! | زهراء | البشارات بالنبي الكريم في كتب النصارى | 5 | 27.11.2012 14:32 |
هل يطبق العهد القديم أم لا ؟ عمرو أديب والخنزير في المسيحية | أسد هادئ | غرائب و ثمار النصرانية | 6 | 15.09.2011 10:42 |
الرجاء المساعدة في الرد حول بشارات النبي في العهد القديم | فريد التونسي | البشارات بالنبي الكريم في كتب النصارى | 3 | 12.09.2010 09:03 |
البشارات والنبوءات عن نبي الله ورسوله مُحمد كما وردت في العهد القديم | عمر المناصير | البشارات بالنبي الكريم في كتب النصارى | 39 | 03.07.2010 03:00 |
تحريف بين العهدين القديم والجديد | Just asking | مصداقية الكتاب المقدس | 1 | 19.04.2010 20:09 |