رقم المشاركة :31 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() الغزوة التالية هي غزوة الحديبية . قامت غزوة الحديبية في شهر ذي القعدة 6هـ ي الحديببية وهو موضع به بئر ماء يبعد 22 كم عن مكة و يعرف اليوم بالشميسي . ![]() رأى الرسول صلى الله عليه وسلم مرة في منامه أنه يدخل مكة هو وأصحابه آمنين .. ففي السنة السادسة بعد الهجرة فرض الحج والعمرة . واستبشر الرسول صلى الله عليه وسلم خيرا ، وذلك لأنه كان يعلم أن رؤيا الأنبياء حق إن شاء الله . وصمم الهادي الكريم على زيارة البيت الحرام وأداء مناسك العمرة ، غير أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد توقع معارضة من قريش لزيارته إلى مكة ، وخشي أن يظن المشركون أنهم قادمون للحرب . ومع هذا ، خرج الرسول صلى الله عليه وسلم مع 1500 من صحابته متجهين إلى مكة . وما هي إلا مسافة ستة أميال عن المدينة ، حتى أحرم الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لتأدية مناسك العمرة ، وألسنتهم تلهج بالدعاء : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ) أما قريش ، فقد علمت بمقدم المسلمين إلى مكة ، فأرسلت مائتي رجل يقودهم عكرمة بن أبي جهل و خالد بن الوليد ليترصدوا المسلمين من على قمم الجبال . أنبئ الرسول صلى الله عليه وسلم بقرار قريش غير المقبول ، فغضب الرسول الكريم لأنه لم يأت من أجل الحرب ، وإنما أتى مسالما . فأمر النبي صلى الله عليه وسلم باجتياز طريق وعر آخر حتى لا يخوضوا في حرب مع قريش . وبركت الناقة من مكان من الحديبية فجأة، وامتنعت عن النهوض ، فعسكر المسلمون في تلك البقعة . أرسل المسلمون عثمان بن عفان - إلى قريش آملين في استطاعته أن يقنعهم بنية المسلمين الحسنة . فلم يقتنعوا واعتمدوا مع جانب المكر والمماطلة ، وقد أشيع أنه قتل على يد قريش . عندما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بما قيل ، دعا المسلمين إلى مبايعته للقتال ، فسارع المسلمون إلى مد أيديهم إلى رسول صلى الله عليه وسلم ، فرضي الله عنهم كما قال في محكم تنزيله : (( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة )) . ![]() لما علمت قريش بما اتفق عليه المسلمين ، خافت على مستقبلها وزعامتها إن هي خسرت المعركة أمام المسلمين ، فأرادت أن تحافظ على ماء وجهها ، فقررت عقد اتفاقية بينها وبين المسلمين . حيث أرسلت قريش سهيل بن عمرو إلى الرسول الكريم تمهيد لإجراءات الصلح . فاستقبل الرسول صلى الله عليه وسلم الوفد بكل حفاوة وتكريم حتى اتفقا على معاهدة للصلح بينها ، كانت بنودها تتضمن ما يلي : · تكون الهدنة بين الطرفين لمدة عشر سنوات . · على المسلمين أن يؤجلوا عمرتهم إلى العام المقبل . · على المسلمين أن يردوا من جاءهم مسلما من قريش ، ولا ترد قريش إلى المسلمين من جاءها منهم مرتدا عن دينه . وسميت الاتفاقية بصلح الحديبية نظرا لأنها تمت في هذا المكان . غير أن المسلمين استاءوا كثيرا ، لأن الاتفاقية كانت نصرا للمشركين وغبنا للمسلمين ، وخاصة أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يشاور كبار الصحابة في الأمر . ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام أمرهم بالصبر ، لأن الصبر مفتاح الفرج . أقام الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديبية عشرين يوما ، ثم عاد إلى المدينة ، وبينما هو في الطريق ، أنزل الله سبحانه سورة الفتح يبشرهم بفتح قريب . فعاد المسلمون وقد اطمأنت قلوبهم بنصر الله ، وأيقنوا أن الله أراد لهم الخير حين أراد لهم الصلح . و للحديث بقية.................... المصدر |
رقم المشاركة :32 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() الغزوة التالية هي غزوة خيبر . قامت هذه الغزوة في محرم 7 هـ في خيبر وهي بلدة معروفة شمال المدينة و خيبر في لغة اليهود تعني الحصن . ![]() ما كاد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود من صلح الحديبية ، ويستريح بالمدينة شهراً من الزمن حتى أمر بالخروج إلى خيبر . فقد كان يهود خيبر يعادون المسلمين وقد بذلوا جهدهم في جمع الأحزاب في غزوة الخندق لمحاربة المسلمين . وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مطلع العام السابع الهجري في جيش تعداده ألف وستمائة رجلٍ . وكانت خيبر محصنةً تحصيناً قوياً فيها ثمانية حصونٍ منفصلٌ بعضها عن بعض .وكان يهود خيبر من أشد الطوائف اليهودية بأساً وأكثرها وأوفرها سلاحاً . ![]() والتقى الجمعان واقتتلوا قتالاً شديداً . واليهود يستميتون في الدفاع عنها . واستمر التراشق بينهم ست ليالٍ . ![]() وفي الليلة السابعة وجد عمر بن الخطاب يهودياً خارجاً من الحصون فأسره وأتى به الرسول صلى الله عليه وسلم فقال اليهودي : إن أمنتموني على نفسي أدلكم على أمرٍ منه نجاحكم. فقالوا : قد أمناك فما هو ؟ فقال الرجل : إن أهل هذا الحصد قد أدركهم اليأس وسيخرجون غداً لقتالكم . فإذا فتح عليكم هذا الحصد فسألوكم على بيت فيه منجنيق ودروع وسيوف يسهل عليكم بها فتح بقية الحصون. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله عليه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله )) . فبات الناس ليلتهم كل منهم يتمنى أن يعطاها . فلما أصبح الصباح قال : " أين علي بن أبي طالب " ؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي عينيه . فدعاه ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ بإذن الله ، فأعطاه الراية وقال له : " والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم " . ولما ذهب علي بن أبي طالب إليهم خرج مرحب اليهودي يختال في سلاحه فقتله . وأحاط المسلمين بالحصون ، وحمل المسلمون عليهم حملة صادقة . فسقطت حصونهم حصنا بعد حصن . واستولى اليأس على اليهود وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم الصلح على أن يحقن دماءهم ، فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصارت أرضهم لله ولرسوله وللمسلمين . وهكذا استولى المسلمون على خيبر ، وغنموا منها العديد من السلاح والمتاع . ![]() وقد قتل من اليهود في هذه الغزوة ثلاثة وتسعون رجلا واستشهد من المسلمين خمسة عشر رجلا . وكان من بين ما غنم المسلمون منهم عدة صحف من التوراة ، فطلب اليهود ردها فردها المسلمون إليهم . ولم يصنع الرسول صلى الله عليه وسلم ما صنع الرومان حينما فتحوا أورشليم وأحرقوا الكتب المقدسة فيها ، وداسوها بأرجلهم ، ولا ما صنع التتار حين أحرقوا الكتب في بغداد وغيرها . و للحديث بقية................ المصدر المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :33 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() الغزوة التالية هي غزوة عمرة القضاء .
قامت الغزوة في مكة المكرمة في ذي الحجة 7 هـ . ![]() عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على أن يخرج وهو في الحديبية بأصحابه إلى مكة لأداء مناسك الحج، حسبما تـمّ الاتفاق عليه بينه وبين قريش، فنادى مناديه في النّاس أن يتجهزوا للسفر إلى مكة، فأسرع النّاس بلهفة إلى تلبية هذا الطلب بشوق لحلول الوقت الذي تـمّ الاتفاق عليه. وخرج النبيّ صلى الله عليه وسلم من المدينة في ألفين من المهاجرين والأنصار، وأمر بحمل السّلاح حذراً وحيطةً، ولما علمت قريش ذلك أصابها الخوف، وأرسلت إليه رجلاً التقاه في مر الظهران، وأعرب له عن مخاوف قريش، فردّ الرسول صلى الله عليه وسلم بأنَّه سيفي بتعهداته والتزاماته، وبأنَّه لا يريد إدخال السّلاح، ولكن ليكون قريباً منه، فعاد المبعوث وطمأنها بأنهَّ لا نيّة للمسلمين دخول مكة مسلّحين، وإنَّما سيبقى السّلاح بعيداً عنها. ولما انتهى إلى ذي الحليفة ، أحرم للحج هو وأصحابه وساق معه ستين بدنة، وقدّم الخيل أمامه، وكانت نحواً من مائة بقيادة محمَّد بن مسلمة ، ولما أصبح قريباً من مكة انسحبت قريش صوب المرتفعات والتلال المجاورة خشية الاحتكاك بالمسلمين ، ولكنَّها عبّرت عن غيظها و أشاعت بأنَّ محمَّداً وأصحابه يُعانون شدّةً وعسراً، واصطفّ بعضهم عند دار الندوة ليشاهدوا ما سيفعله المسلمون، وجابه محمَّد وأصحابه الشائعات، فشدّ رداءه وأخرج عضده اليمنى وقال: أرملوا بالبيت ليرى المشركون قوّتكم، ثُمَّ استلم الركن وأخذ يهرول وأصحابه معه حتّى واراهم البيت عن أعين قريش. وأقام المسلمون ثلاثة أيام في مكة أدوا فيها مراسم العمرة، وفي نهايتها جاء نفرٌ من قريش يذكرونه بانقضاء الأجل المضروب ويطلبون منه الخروج منها فقال لهم النبيّ صلى الله عليه وسلم وما عليكم لو تركتموني أصنع لكم طعاماً فخضرتموه، فقالوا لا حاجة لنا في طعامك، أخرج عنّا فقد انقضى الأجل بيننا، فخرج النبيّ صلى الله عليه وسلم وعاد بأصحابه إلى المدينة، وصدقت رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم وكلمات اللّه [لقد صدّق اللّه رسوله الرؤيا بالحقّ لتدخلنّ المسجد الحرام إن شاء اللّه آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لـم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً[ (الفتح:27). لقد كشفت عمرة القضاء وما جرى فيها من أحداث ومن قبل أحداث الحديبية أنَّ المسلمين يشكلون قوّة متماسكة متضامنة، تعمل جماعة في صفوف كأنَّها بنيان مرصوص، وهذا ما جعل قريش تشعر بخطورة هذه الجماعة، إن لـم نقل أنَّها بعد الذي جرى أيقنت بعدم إلحاق الهزيمة بها، وانعدم الأمل في التغلّب عليها، وأدركت أنَّ الخلاص يكمن في الانضمام إلى المسلمين، ولعلّ هذا هو الذي جعل ثلاثة من كبار قادتها ينضمون إلى الإسلام وهم خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة، ولـم يلبث أن تبعهم عددٌ كبير من أهل مكة، كما أنَّه يمكن اعتبار عمرة القضاء يوماً مشهوداً مهّد إلى حدٍّ كبير فتح مكة لما كان له من تأثير على معنويات قريش. المصدر http://arabic.bayynat.org.lb/siranab...mrat_kadaa.htm url]http://www.quran-radio.com/gh_alrasool20.htm |
رقم المشاركة :34 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() الغزوة التالية هي غزوة فتح مكة . قامت الغزوةفي رمضان 8 هـ . ![]() قدمنا في وقعة الحديبية أن بنداً من بنود هذه المعاهدة يفيد أن من أحب أن يدخل في عقد محمد صلى الله عليه وسلم وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه، وأن القبيلة التي تنضم إلى أي الفريقين تعتبر جزءاً من ذلك الفريق، فأي عدوان تتعرض له أي من تلك القبائل يعتبر عدواناً على ذلك الفريق. وحسب هذا البند دخلت خُزَاعَة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخلت بنو بكر في عهد قريش، وصارت كل من القبيلتين في أمن من الأخري، وقد كانت بين القبيلتين عداوة وتوترات في الجاهلية . خرج نَوْفَل بن معاوية الدِّيلي في جماعة من بني بكر في شهر شعبان سنة 8 هـ، فأغاروا على خزاعة ليلاً، وهم على ماء يقال له: [الوَتِير] فأصابوا منهم رجالاً، وتناوشوا واقتتلوا، وأعانت قريش بني بكر بالسلاح، وقاتل معهم رجال من قريش مستغلين ظلمة الليل، حتى حازوا خزاعة إلى الحرم، فلما انتهوا إليه قالت بنو بكر: يا نوفل، إنا قد دخلنا الحرم، إلهك إلهك، فقال كلمة عظيمة: لا إله اليوم يا بني بكر، أصيبوا ثأركم. فلعمري إنكم لتَسرِقُون في الحرم، أفلا تصيبون ثأركم فيه؟ فجاء عمرو بن سالم الخزاعي الرسول صلى الله عليه وسلم يخبرهم بعدوان قبيلة بكرٍ عليهم , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " نصرت يا عمرو بن سالم ، والله لأمنعنكم مما أمنع نفسي منه " . ودعا الله قائلاً " اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها ". وندمت قريش على مساعدتها لبني بكرٍ ، ونقضها للعهد ، فأرسلت أبا سفيانٍ إلى المدينة ليصلح ما فسد من العهد ، ولكنه عاد خائباً إلى مكة . وأخذ رسول الله عليه وسلم يجهز الجيش للخروج إلى مكة . فحضرت جموعٌ كبيرة من القبائل . ولكن حدث شيءٌ لم يكن متوقعاً من صحابي . وهو أن الصحابي حاطب بن أبي بلتعة كتب كتاباً بعث به إلى قريشٍ مع امرأة ، يخبرهم بما عزم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمرها أن تخفي الخطاب في ضفائر شعرها حتى لا يراها أحدٌ . فإذا الوحي ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنع حاطب ، فبعث الرسول صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ليلحقا بالمرأة . وتم القبض عليها قبل أن تبلغ مكة ، وعثرا على الرسالة في ضفائر شعرها . فلما عاتب النبي صلى الله عليه وسلم حاطباً اعتذر أنه لم يفعل ذلك ارتداداً عن دينه ، ولكنه خاف إن فشل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهله والذين يعيشون في مكة . فقال عمر : " يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا المنافق " . فقال رسول الله :: : " إنه قد شهد بدراً ، وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدراً فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " . وكان حاطب ممن حارب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر . فعفا عنه ، وتحرك جيش المسلمين بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة في منتصف رمضان من السنة الثامنة للهجرة . وبلغ عددهم نحو عشرة آلاف مقاتل . ووصلوا " مر الظهران " قريباً من مكة ، فنصبوا خيامهم ، وأشعلوا عشرة آلاف شعلة نار . فأضاء الوادي . وهناك تقابل العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان . فأخذه العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم"]ويحك يا أبا سفيانٍ أما آن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله ؟ " . فقال العباس : " والله لقد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى عني شيئاً بعد " . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ويحك ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ؟ " فقال : " أما هذه فإن في النفس منها حتى الآن شيئاً " . وبعد حوارٍ طويلٍ دخل أبو سفيانٍ في الإسلام . وقال العباس : " إن أبا سفيانٍ يحب الفخر فاجعل له شيئاً . فقال الرسول صلى الله عليه وسلم " من دخل دار أبي سفيانٍ فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن " . وأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يري أبا سفيانٍ قوة المسلمين ، فحبسه عند مضيق الجبل . ومرت القبائل على راياتها ، ثم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء. فقال أبو سفيان : ما لأحدٍ بهؤلاء من قبل ولا طاقة . ثم رجع أبو سفيانٍ مسرعاً إلى مكة ، ونادى بأعلى صوته : " يا معشر قريش ، هذا محمدٌ قد جاءكم فيما لا قبل لكم به . فمن دخل داري فهو آمن ، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن". فهرع الناس إلى دورهم وإلى المسجد . وأغلقوا الأبواب عليهم وهم ينظرون من شقوقها وثقوبها إلى جيش المسلمين ، وقد دخل مرفوع الجباه . ودخل جيش المسلمين مكة في صباح يوم الجمعة الموافق عشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة . ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة من أعلاها وهو يقرأ قوله تعالى : (( إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً )) واستسلمت مكة ، وأخذ المسلمون يهتفون في جنبات مكة وأصواتهم تشق عناء السماء : الله أكبر .. الله أكبر . وتوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرم ، وطاف بالكعبة ، وأمر بتحطيم الأصنام المصفوفة حولها . وكان يشير إليها وهو يقول : (( و قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً )) وبعد أن طهرت الكعبة من الأصنام أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالاً أن يؤذن فوقها . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا معشر قريش ، ما ترون أني فاعل بكم ؟ " قالوا : " خيراً . أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريم " . فقال صلى الله عليه وسلم" اذهبوا فأنتم الطلقاء". فما أجمل العفو عند المقدرة ، وما أحلى التسامح والبعد عن الانتقام . ولننظر ما فعل الغالبون بالمغلوبين في الحربين العالميتين في قرننا هذا ، قرن الحضارة كما يقولون ، لنعلم الفرق ما بين الإسلام والكفر . وهكذا ارتفعت راية الإسلام في مكة وما حولها ، وراح الناس ينعمون بتوحيد الله . و للحديث بقية ..................... المصدر |
رقم المشاركة :35 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() الغزوة التالية هي غزوة حنين . و حنين وادي يبعد عن مكة ب 26 كم شرقاَ و قامت الغزوة في شوال 8هـ. ![]() كان فتح مكة أعظم فتح لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فبهذا الفتح أحكم المسلمون السيطرة على الجزيرة العربية عموماً، وأصبحوا سادتها، ومن ثَمَّ انزعجت القبائل المجاورة لقريش من انتصار المسلمين ، خاصة هوازن و ثقيف فإنهما فزعتا من أن تكون الضربة القادمة من نصيبهم، فقالوا: لِنغزوا محمداً قبل أن يغزونا، واستعانت هاتان القبيلتان بالقبائل المجاورة ، وقرروا أن يكون مالك بن عوف - سيد بني هوازن - قائد جيوش هذه القبائل التي ستحارب المسلمين. ثم بدأ مالك في إعداد العدة والتخطيط لخوض الحرب ضد المسلمين، وكان مالك شجاعاً مقداماً، لكنه سقيم الرأي، قليل التجربة، فقد جعل من ضمن خطته أن يخرج معهم النساء والأطفال والمواشي والأموال ويجعلوهم في آخر الجيش، ليشعر كل رجل وهو يقاتل أن ثروته وحرمته وراءه فلا يفر عنها. وهذا من جهله، فإن الهارب من ساحة القتال لا يرده شيء وقد انخلع قلبه وخاف، ولكن أراد الله أن تكون نساؤهم وأموالهم غنيمة للمسلمين. ولما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك خرج إليهم في أصحابه ، وكان عدد المسلمين اثني عشر ألفاً من المجاهدين، عشرة آلاف من الذين شهدوا فتح مكة ، وألفان ممن أسلموا بعد الفتح من قريش . ونظر المسلمون إلى جيشهم الكبير فاغتروا بالكثرة، وقالوا لن نغلب اليوم من قلة، لأنهم وهم قلة كانوا يكسبون المعارك، فكيف وهم اليوم يخرجون في عدد لم يجمعوا مثله من قبل، حيث بلغ عددهم اثنا عشر ألفاً، ولكنْ أراد الله لهم أن يعرفوا أن الغلبة ليست بالكثرة، قال تعالى: { ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين } (التوبة:25) وبلغ العدو خبر خروج المسلمين إليهم، فأقاموا كميناً للمسلمين عند مدخل الوادي، وكان عددهم عشرين ألفاً . وأقبل الرسول صلى الله عليه وسلم في أصحابه حتى نزلوا بالوادي . وكان الوقت قبيل الفجر ، والظلام يخيم على وادي حنين. وفوجئ المسلمون عند دخول الوادي بوابل من السهام تنهال عليهم من كل مكان . فطاش صواب طائفة من الجيش ، واهتزت صفوفهم، وفر عددٌ منهم . ولما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم تراجع بعض المسلمين نادى فيهم بقوله: أنا النبي لا كذب::::::: أنا ابن عبد المطلب وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم العباس أن ينادي في الناس ، فقال : يا معشر الأنصار، يا معشر المهاجرين، يا أصحاب الشجرة - أي أصحاب البيعة - . فحركت هذه الكلمات مشاعر الإيمان والشجاعة في نفوس المسلمين ، فأجابوه : لبيك يا رسول الله لبيك . وانتظم الجيش مرةً أخرى ، واشتد القتال . وأشرف الرسول صلى الله عليه وسلم على المعركة وقال (الآن حمي الوطيس) رواه مسلم - أي اشتدت الحرب - . وما هي إلا ساعة حتى انهزم المشركون ، وولوا الأدبار تاركين غنائم هائلة من النساء والأموال والأولاد، حتى إن عدد الأسرى من الكفار بلغ في ذلك اليوم ستة آلاف أسير، وهكذا تحولت الهزيمة إلى نصر بفضل الله تعالى ورحمته. ومرت الأيام فإذا بوفد من هوازن يأتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يعلن ولاءه للإسلام ، وجاء وفد من ثقيف أيضاً يعلن إسلامه . وأصبح الذين اقتتلوا بالأمس إخواناً في دين الله. وكانت حنين درساً استفاد منه المسلمون، فتعلموا أن النصر ليس بكثرة العدد والعدة، وأن الاعتزاز بذلك ليس من أخلاق المسلمين، وإنما الاعتماد على الله وحده، والثقة بنصره بعد فعل الأسباب، وأن ينصروا الله تعالى، فمن ينصر الله ينصره، قال تعالى: { إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم } . (محمد:7). و للحديث بقية ............... المصدر |
رقم المشاركة :36 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() الغزوة التالية هي غزوة الطائف . و الطائف مدينة مشهورة بالقرب من مكة من ناحية الجنوب ![]() ولما أراد المسير إلى الطائف - وكانت في شوال سنة ثمان - بعث الطفيل بن عمرو إلى ذي الكفين - صنم عمرو بن حممة الدوسي - يهدمه وأمره أن يستمد قومه يوافيه بالطائف . فخرج سريعا . فهدمه وجعل يحثو النار في وجهه ويقول وانحدر معه من قومه أربعمائة سراعا . فوافوا النبي صلى الله عليه وسلم بالطائف بعد مقدمه بأربعة أيام - وقدم بدبابة ومنجنيق . قال ابن سعد : لما انهزموا من أوطاس دخلوا حصنهم وتهيئوا للقتال . وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم . فنزل قريبا من حصن الطائف . وعسكر هناك . فرموا المسلمين بالنبل رميا شديدا ، كأنه رجل جراد حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة . وقتل منهم اثني عشر رجلا . فارتفع صلى الله عليه وسلم إلى موضع مسجد الطائف اليوم . فحاصرهم ثمانية عشر يوما . ونصب عليهم المنجنيق - وهو أول من رمى به في الإسلام - وأمر بقطع أعناب ثقيف . فوقع الناس فيها يقطعون فسألوه أن يدعها لله وللرحم . فقال رسول صلى الله عليه وسلم فإني أدعها لله وللرحم ونادى مناديه " أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا : فهو حر " فخرج منهم بضعة عشر رجلا ، فيهم أبو بكرة بن مسروح ، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه . ![]() ولم يأذن في فتح الطائف ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب فأذن بالرحيل فضج الناس من ذلك وقالوا : نرحل ولم يفتح علينا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاغدوا على القتال فغدوا ، فأصابهم جراحات . فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنا قافلون إن شاء الله " فسروا بذلك وجعلوا يرحلون ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك فلما ارتحلوا واستقلوا قال قولوا : آيبون تائبون ، عابدون لربنا حامدون وقيل يا رسول الله ادع الله على ثقيف ، فقال اللهم اهد ثقيفا وأت بهم ثم خرج إلى الجعرانة . فدخل منها إلى مكة محرما بعمرة فقضاها . ثم رجع إلى المدينة . { و السنة التالية جاء وفد ثقيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مسلمين } و للحديث بقية ....................... المصدر |
رقم المشاركة :37 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() الغزوة التالية و الأخيرة هي غزوة تبوك . الغزوة قامت في تبوك و هي مدينة معروفـة في شمال المملكة شـمال المدينة . ومن تلك الحروب التي تذكرها كتب السيرة النبوية والتاريخ والتفسير والحديث "غزوة تبوك" التي اختلف في تحديد زمنها بين شهر رجب وشهر رمضان. وكما يذكر ابن هشام في سيرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الناس بالتهيؤ لها في شهر رجب، لكنه عاد من هذه الغزوة في رمضان، وتدل الأحداث التي جرت للتجهيز للغزوة والمسير إلى تبوك -التي تقع في الشمال الغربي للمدينة في منتصف الطريق بينها وبين دمشق- أن المسلمين في الغالب لم يتحرّكوا من المدينة قبل حلول شعبان، ولم يعودوا إلا أثناء شهر رمضان، وعلى هذا فأغلب الظن أن أحداث هذه الغزوة بدأت في شهر شعبان، وانتهت قبل نهاية شهر رمضان المبارك، فالمعروف أن شهر رجب من الأشهر الحرم التي يحرم فيها القتال. لم يذكر التاريخ حربًا خاضها المسلمون في شهر رمضان الكريم ولم ينتصروا فيها، وقد لا نكون مبالغين إذا قلنا: إن تلك القوة الروحية التي يمتلكها الصائمون كانت أهم أسباب ذلك. بعد فتح مكة ودخول الناس في دين الله أفواجًا بقي أمام المسلمين أكبر قوة عسكرية في ذلك الزمان، وهي قوة الرومان التي بدأت بالتعرض للمسلمين بقتل مبعوث رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن عمير الأزدي الذي كان يحمل رسالة إلى عظيم "بصرى"، وكان أن أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية زيد بن حارثة التي اصطدمت بالرومان اصطدامًا عنيفًا في مؤتة، ولم تنجح في أخذ الثأر من أولئك الظالمين، إلا أنها تركت أروع الأثر في نفوس العرب، ونبهت قيصر -عظيم الروم- إلى خطر المسلمين الذي بدأ يتقدم ويخطو إلى حدوده، ويهدد الثغور الشامية التي تجاور العرب، ولهذا بدأ قيصر يعد جيشًا من الرومان والعرب التابعة لهم من الغساسنة وغيرهم.. ليجهز بهم لمعركة فاصلة مع المسلمين. وبلغ رسولَ الله ذلك، وكان المسلمون في زمن عُسرة، والحرارة شديدة، والثمار طابت، والناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم. كان صلى الله عليه وسلم يرى أنه لو توانى وتكاسل عن غزو الرومان في هذه الظروف، وتركهم ليجوسوا خلال الديار في المناطق التي كانت تحت سيطرة الإسلام ونفوذه حتى يأتوا المدينة لكان له أسوأ الأثر على سمعة المسلمين، خاصة وهو صلى الله عليه وسلم يعلم أن هناك مجموعة من المنافقين يتربصون بالمسلمين، ويتصلون بملك الروم، وهم على أتم الاستعداد لطعن المسلمين من الخلف في الوقت الذي تهجم فيه الروم من الأمام. ولهذا قرّر صلى الله عليه وسلم القيام بغزوة فاصلة يخوضها المسلمون ضد الرومان على حدودهم، فلا يمهلهم حتى يزحفوا إلى دار الإسلام، فأعلن التأهب والتجهز للقتال، وبعث إلى القبائل من العرب، وإلى أهل مكة يستنفرهم، وكان ذلك في شهر رجب سنة تسع للهجرة, وكان من عادته إذا أراد غزوة يواري بغيرها، لكنه نظرًا لخطورة الموقف أعلن أن اللقاء سيكون مع الرومان في تبوك، حتى يستعد الناس استعدادًا كاملاً، وحض الناس على الجهاد وإنفاق الأموال في سبيل تجهيز الجيش. واستجاب الناس لدعوة الرسول الكريم، وبدأت القبائل والبطون تهبط إلى المدينة، وكان أهل الفاقة يطلبون من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يتجهزن به للقتال، فإذا قال لهم: (لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ). وتسابق المسلمون في إنفاق الأموال لتجهيز الجيش، حتى بلغ ما أنفقه عثمان بن عفان وحده عشرة آلاف دينار وثلاثمائة بعير وخمسين فرسًا ، فقال صلى الله عليه وسلم "اللهم ارض عن عثمان، فإني راضٍ عنه"، وجاء أبو بكر الصديق بكل ما لديه، وجاء عمر بن الخطاب بنصف ماله، وهكذا كان الحال مع عبد الرحمن بن عوف ، والعباس و طلحة و عاصم بن عدي-رضي الله عنهم-، وأرسلت النساء بكل ما يقدرن عليه من حليهن. قال ابن هشام في سيرته: وبينما رسول الله يدعو للتجهز للخروج إذ جاءه الجد بن قيس ، وقال: يا رسول الله: أو تأذن لي ولا تفتنّي؟ فوالله لقد عرف قومي أنه ما من رجل بأشد عجبًا بالنساء مني، وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر "الرومان" ألا أصبر،فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: قد أذنت لك. فنزل قوله تعالى: (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ). وقال قوم من المنافقين بعضهم لبعض: لا تنفروا في الحر زهادة في الجهاد، وشكًا في الحق، وإرجافًا برسول الله فنزل قوله تعالى: (وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ* فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ). ووصل حجم جيش المسلمين ثلاثين ألفًا ، وقبل أن يغادروا المدينة ولى رسول الله محمد بن مسلمة على المدينة، و عليّ بن أبي طالب على أهله، وأمره بالإقامة فيهم، وعيّنَ أبا بكر الصديق قائدًا عامًا للجيوش، والزبير بن العوام قائدًا للمهاجرين، و أسيد بن خضير قائدًا للأوس، والحباب بن المنذر على الخزرج، وعلى حرس الجيش عباد بن بشر. وتحرّك الجيش من المدينة حتى مر على "الحجر"، فنزل المسلمون بها، واستقوا من بئرها، فلما راحوا قال صلى الله عليه وسلم "لا تشربوا من مائها شيئا، ولا تتوضئوا منه للصلاة، وما كان من عجين عجنتموه فأعلفوه الإبل، ولا تأكلوا منه شيئًا، ولا يخرجن أحد منكم الليلة إلا ومعه صاحبه".. ففعلوا ذلك. ثم مضى صلى الله عليه وسلم سائرًا بعد ذلك، فأخذ يتخلف عنه الرجل فيقولون: يا رسول الله، تخلف فلان. فيقول:"دعوه، فإن يك فيه خير فسيلحقه الله -تعالى- بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه". ويصل الجيش إلى تبوك، ويخطب الرسول صلى الله عليه و سلم خطبة بليغة يحض فيها الناس على الجهاد، ويرفع معنوياتهم، أما الرومان وحلفاؤهم فلما سمعوا بزحف جيش المسلمين أخذهم الرعب فتفرّقوا في البلاد، وبقي المسلمون في تبوك بضع عشرة يومًا جاءهم "يوحنا" صاحب "آيلة" ومعه أهل قرية "جرباء" وأهل "أذرح"، فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على إعطاء الجزية، وكتب ليوحنا كتابًا جاء فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم.. هذا أمَنَةٌ من الله ومحمد النبي رسول الله ليوحنا بن رؤبة وأهل آيلة سفنهم وسيارتهم في البر والبحر، لهم ذمة الله ومحمد النبي، ومن كان معهم من أهل الشام وأهل اليمن وأهل البحر، فمن أحدث منهم حدثًا فإنه لا يحول ماله دون نفسه، وإنه طيب لمن أخذه من الناس، وإنه لا يحل أن يمنحوا ماء يردونه، ولا طريقًا يريدونه من برٍ أو بحرٍ". ![]() وبعث صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة، فأتى به وصالحه رسول الله على الجزية، واستشار النبي أصحابه في مجاوزة تبوك لمقابلة جيش الرومان حيث يجدونه، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، إن كنت أُمِرتَ بالسير فسر ، فرد صلى الله عليه وسلم "لو كنت أمرت لم أستشر"، فأشاروا عليه بالعودة بعد أن اكتفوا بفزع الروم وهروبهم، ورجع الجيش مظفرًا للمدينة، وكفى الله المؤمنين القتال. وبعد قدوم الرسول المدينة في شهر رمضان كان قد تخلّف عنه رهط من المنافقين، وتخلف ثلاثة من المسلمين من غير شك ولا نفاق، وهم كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه: لا تكلمُنَّ أحدًا من هؤلاء الثلاثة، وأتاه من تخلف عنه من المنافقين فجعلوا يحلفون له ويعتذرون فصفح عنهم، ولم يكلم الناسُ أولئك الثلاثة لمدة خمسين يومًا، حتى تاب الله عليهم، ونزل قوله تعالى: (لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ* وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ…) إلى قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ). قال كعب بن مالك: فوالله ما أنعم الله عليَّ نعمة قط بعد أن هداني للإسلام أعظم من صدقي رسول الله يومئذ ألا أكون كذبته فأهلك كما هلك من كذبوا، ومن قال عنهم الله: (سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ* يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِين) وتم بحمد الله المصدر |
رقم المشاركة :38 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() جزاكِ ربي الجنة بغير حساب أختي الغالية نورا اللهم شفع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فينا يوم القيامة واسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا واغفر لنا واعتق رقابنا من النار ورقاب ابائنا وأمهاتنا وكل المسلمين واجعلنا رفقائه في الفردوس الاعلى آمين آمين |
رقم المشاركة :39 (رابط المشاركة)
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]()
جزاني وإياكِ حبيبتي رانيا
آمــــين آمـــين رزقنا الله وإياكِ وجميع المسلمين شربة ماء من يده الطاهرة لا نظمأ بعدها أبدا تشرفت بمرورك العطر |
رقم المشاركة :40 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
ملخص, الرسول, غزوات |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
هل كان الرسول صلى اللـه عليه وسلم ينسى ؟؟ | نور اليقين | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول السيرة و الأحاديث النبوية الشريفة | 3 | 08.09.2013 04:55 |
هل شق الرسول صلي الله عليه وسلم ام قرفة ( افتراء ورد ) | asd_el_islam_2 | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول السيرة و الأحاديث النبوية الشريفة | 4 | 08.06.2013 11:54 |
زواج الرسول صلى اللـه عليه وسلم من عائشة أم المؤمنين | نور اليقين | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول السيرة و الأحاديث النبوية الشريفة | 1 | 14.09.2009 07:40 |
شبهات حول شرب الرسول صلى اللـه عليه وسلم للنبيذ !! | نور اليقين | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول السيرة و الأحاديث النبوية الشريفة | 1 | 14.09.2009 07:32 |