رقم المشاركة :21 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() ![]() كان راجح العقل، قويّ الحجّة، صبوحَ الوجه، حلو المنطق. تميّز بالعلم والفقه، فقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل". - وكان صحابة رسول الله إذا تحدّثوا وهو فيهم نظروا إليه هيبة وتقديرًا لرجاحة عقلة وفصاحة لسانه، وسموّ بيانه.. - وثقَ رسول الله صلى الله عليه وسلّم بحِلمه، فوجّهه إلى اليمن ليدعوهم إلى الله، فكان خير سفير وأحكم داعية يدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة. - استخلفه عمر رضي الله عنه على الشام بعد وفاة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، فكان داعيةً يتوقّدُ حماسةً وحبا للدين.. وكان يتنقّل بين مساجد دمشق وحمص تنقّل القمر بين الغيوم، ويَغشاه الناس أينما جلس وحيثما حلّ طمعاً في علمه الغزير الممزوج بلمسات النبوّة.. ولمّا حضرته الوفاة جعل يردّد هذا الكلام: مرحبا بالموت مرحبًا.. زائر جاء بعد غياب... وحبيبٌ وفدَ على شوق... بارك الله فيك اخى قلب الاسد وهذا ما بجديد من سردك بقيم المشاركات نفع الله بك _ وزادك من علمه ![]() المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :22 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() لا يجيء ذكر طلحة الا ويذكر الزبير معه.. ولا يجيء ذكر الزبير الا ويذكر طلحة معه.. فحين كان الرسول عليه الصلاة والسلام يؤاخي بين أصحابه في مكة قبل الهجرة، آخى بين طلحة والزبير. وطالما كان عليه السلام يتحدث عنهما معا.. مثل قوله: " طلحة والزبير جاراي في الجنة". وكلاهما يجتمع مع الرسول في القرابة والنسب. أما طلحة، فيجتمع في نسبه مع الرسول في مرة بن كعب. وأما الزبير، فيلتقي في نسبه مع الرسول في قصّي بن كلاّب كما أن أمه صفية عمة الرسول صلى الله عليه وسلم.. وكل منهما طلحة والزبير كان أكثر الناس شبها بالآخر في مقادير الحياة.. فالتماثل بينهما كبير، في النشأة، في الثراء، في السخاء، في قوة الدين، في روعة الشجاعة، وكلاهما من المسلمين المبكرين باسلامهم... ومن العشرة الذين بشّرهم الرسول بالجنة. ومن أصحاب الشورى الستة الذين وكّل اليهم عمر اختيار الخليفة من بعده. وحتى مصيرهما كان كامل التماثل.. بل كان مصيرا واحدا. ** ولقد أسلم الزبير، اسلاما مبكرا، اذ كان واحدا من السبعة الأوائل الذين سارعوا الى الاسلام، وأسهموا في طليعته المباركة في دار الأرقم.. وكان عمره يومئذ خمس عشر سنة.. وهكذا رزق الهدى والنور والخير صبيا.. ولقد كان فارسا ومقداما منذ صباه. حتى ان المؤرخين ليذكرون أن أول سيف شهر في الاسلام كان سيف الزبير. ففي الأيام الأولى للاسلام، والمسلمون يومئذ قلة يستخفون في دار الأرقم.. سرت اشاعة ذات يوم أن الرسول قتل.. فما كان من الزبير الا أن استلّ سيفه وامتشقه، وسار في شوارع مكة، على حداثة سنه كالاعصار..! ذهب أولا يتبيّن الخبر، معتزما ان ما ألفاه صحيحا أن يعمل سيفه في رقاب قريش كلها حتى يظفر بهم أو يظفروا به.. وفي أعلى مكة لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله ماذا به....؟ فأنهى اليه الزبير النبأ.. فصلى عليه الرسول، ودعا له بالخير، ولسيفه بالغلب. وعلى الرغم من شرف الزبير في قومه فقد حمل حظه من اضطهاد قريش وعذابها. وكان الذي تولى تعذيبه هو عمه.. كان يلفه في حصير، ويدخن عليه بالنار كي تزهق أنفاسه، ويناديه وهو تحت وطأة العذاب:" أكفر برب محمد، أدرأ عنك العذاب". فيجيبه الزبير الذي لم يكن يوم ذاك أكثر من فتى ناشئ، غضّ العظام.. يجيب عمه في تحدّ رهب: " لا.. والله لا أعود لكفر أبدا"... ويهاجر الزبير الى الحبشة، الهجرتين الأولى والثانية، ثم يعود ليشهد المشاهد كلها مع رسول الله. لا تفتقده غزوة ولا معركة. وما أكثر الطعنات التي تلقاها جسده واحتفظ بها بعد اندمال جراحاتها، أوسمة تحكي بطولة الزبير وأمجاده..!! ولنصغ لواحد من الصحابة رأى تلك الأوسمة التي تزدحم على جسده، يحدثنا عنها فيقول: " صحبت الزبير بن العوّام في بعض أسفاره ورأيت جسده، فرأيته مجذّعا بالسيوف، وان في صدره لأمثال العيون الغائرة من الطعن والرمي. فقلت له: والله لقد شهدت بجسمك ما لم أره بأحد قط. فقال لي: أما والله ما منها جراحة الا مع رسول الله وفي سبيل الله".. وفي غزوة أحد بعد أن انقلب جيش قريش راجعا الى مكةو ندبه الرسول هو وأبو بكر لتعقب جيش قريش ومطاردته حتى يروا أن المسلمين قوة فلا يفكروا في الرجوع الى المدينة واستئناف القتال.. وقاد أبو بكر والزبير سبعين من المسلمين، وعلى الرغم من أنهم كانوا يتعقبون جيشا منتصرا فان اللباقة الحربية التي استخدمها الصديق والزبير، جعلت قريشا تظن أنها أساءت تقدير خسائر المسلمين، وجعلتها تحسب أن هذه الطليعة القوية التي أجاد الزبير مع الصديق ابراز قوتها، وما هي الا مقدمة لجيش الرسول الذي يبدو أنه قادم ليشن مطاردة رهيبة فأغذّت قريش سيرها، وأسرعت خطاها الى مكة..!! ويوم اليرموك كان الزبير جيشا وحده.. فحين رأى أكثر المقاتلين الذين كان على رأسهم يتقهقرون أمام جبال الروم الزاحفة، صاح هو" الله أكبر".. واخترق تلك الجبال الزاحفة وحده، ضاربا بسيفه.. ثم قفل راجعا وسط الصفوف الرهيبة ذاتها، وسيف يتوهج في يمينه لا يكبو، ولا يحبو..!! وكان رضي الله عنه شديد الولع بالشهادة، عظيم الغرام بالموت في سبيل الله. وكان يقول: " ان طلحة بن عبيد الله يسمي بنيه بأسماء الأنبياء، وقد علم ألا نبي بعد محمد... واني لأسمي بنيّ بأسماء الشهداء لعلهم يستشهدون".! وهكذا سمى ولده، عبدالله بن الزبير تيمنا بالصحابي الشهيد عبدالله بن جحش. وسمى ولده المنذر، تيمنا بالشهيد المنذر بن عمرو. وسمى عروة تيمنا بالشهيد عروة بن عمرو. وسمى حمزة تيمنا بالشهيد الجليل عم الرسول حمزة بن عبدالمطلب. وسمّى جعفر، تيمنا بالشهيد الكبير جعفر بن أبي طالب. وسمى مصعبا تيمنا بالشهيد مصعب بن عمير. وسمى خالد تيمنا بالصحابي الشهيد خالد بن سعيد.. وهكذا راح يختار لأبنائه أسماء الشهداء. راجيا أن يكونوا يوم تأتيهم آجالهم شهداء. ولقد قيل في تاريخه: " انه ما ولي امارة فط، ولا جباية، ولا خراجا ولا شيئا الا الغزو في سبيل الله". وكانت ميزته كمقاتل، تتمثل في في اعتماده التام على نفسه، وفي ثقته التامة بها. فلو كان يشاركه في القتال مائة ألف، لرأيته يقاتل وحده في لمعركة.. وكأن مسؤولية القتال والنصر تقع على كاهله وحده. وكان فضيلته كمقاتل، تتمثل في الثبات، وقوة الأعصاب.. رأى مشهد خاله حمزة يوم أحد وقد مثّل المشركون بجثمانه القتيل في قسوة، فوقف أمامه كالطود ضاغطا على أسنانه، وضاغطا على قبضة سيفه، لا يفكر الا في ثأر رهيب سرعان ما جاء الوحي ينهى الرسول والمسلمين عن مجرّد التفكير فيه..!! وحين طال حصار بني قريظة دون أن يستسلموا أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم مع علي ابن أبي طالب، فوقف أمام الحصن المنيع يردد مع علي قوله: " والله لنذوقنّ ما ذاق حمزة، أو لنفتحنّ عليهم حصنهم".. ثم ألقيا بنفسيهما وحيدين داخل الحصن.. وبقوة أعصاب مذهلة، أحكما انزال الرعب في أفئدة المتحصنين داخله وفتحا أبوابه للمسلمين..!! ويوم حنين أبصر مالك بن عوف زعيم هوزان وقائد جيش الشرك في تلك الغزوة.. أبصره بعد هزيمتهم في حنين واقفا وسط فيلق من أصحابه، وبقايا جيشه المنهزم، فاقتحم حشدهم وحده، وشتت شملهم وحده، وأزاحهم عن المكمن الذي كانوا يتربصون فيه ببعض زعماء المسلمين، العائدين من المعركة..!! ** ولقد كان حظه من حب الرسول وتقديره عظيما.. وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يباهي به ويقول: " ان لكل نبي حواريا وحواريي الزبير بن العوّام".. ذلك أنه لم يكن ابن عمته وحسب، ولا زوج أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين، بل كان ذلك الوفي القوي، والشجاع الأبيّ، والجوّاد السخيّ، والبائع نفسه وماله لله رب العالمين: ولقد أجاد حسان بن ثابت وصفه حين قال: أقام على عهد النبي وهديه حواريّه والقول بالفعل يعدل أقام على منهاجه وطريقه يوالي وليّ الحق، والحق أعدل هو الفارس المشهور والبطل الذي يصول، اذا ما كان يوم محجّل له من رسول الله قربى قريبة ومن نصرة الاسلام مجد موثّل فكم كربة ذبّ الزبير بسيفه عن المصطفى، والله يعطي ويجزل ** وكان رفيع الخصال، عظيم الشمائل.. وكانت شجاعته وسخاؤه كفرسي رهان..!! فلقد كان يدير تجارة رابحة ناجحة، وكان ثراؤه عريضا، ولكنه أنفقه في الاسلام حتى مات مدينا..!! وكان توكله على الله منطلق جوده، ومنطلق شجاعته وفدائيته.. حتى وهو يجود بروحه، ويوصي ولده عبدالله بقضاء ديونه قال له: " اذا أعجزك دين، فاستعن بمولاي".. وسال عبدالله: أي مولى تعني..؟ فأجابه: الله، نعم المولى ونعم النصير".. يقول عبدالله فيما بعد: " فوالله ما وقعت في كربة من دينه الا قلت: يا مولى الزبير اقضي دينه، فيقضيه". وفي يوم الجمل، كانت نهاية سيدنا الزبير ومصيره.. فبعد أن رأى الحق نفض يديه من القتال، وتبعه نفر من الذين كانوا يريدون للفتنة دوام الاشتعال، وطعنه القاتل الغادر وهو بين يدي ربه يصلي.. وذهب القاتل الى الامام علي يظن أنه يحمل اليه بشرى حين يسمعه نبأ عدوانه على الزبير، وحين يضع بين يديه سيفه الذي استلبه منه، بعد اقتراف جريمته.. لكن عليّا صاح حين علم أن بالباب قاتل الزبير يستأذن، صاح آمرا بطرده قائلا: " بشّر قاتل ابن صفيّة بالنار".. وحين أدخلوا عليه سيف الزبير، قبّله الامام وأمعن بالبكاء وهو يقول: " سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله"..!! أهناك تحيّة نوجهها للزبير في ختام حديثنا عنه، أجمل وأجزل من كلمات الامام..؟؟ سلام على الزبير في مماته بعد محياه.. سلام، ثم سلام، على حواري رسول الله... منقول . |
رقم المشاركة :23 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() بارك الله فيك أخي الحبيب قلب الأسد والله اقشعر جلدي من هذه السيرة العظيمة وأشهد الله أني أحب طلحة والزبير وجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .. وكم أحب الزبير بن العوام داعيا الله عز وجل أن يحشرني معه والمرء مع من أحب .. المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :24 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() من مناقبه رضي الله عنه : الزبير في غزوة أحد غزوة أحد وأول وقود المعركة : وتقارب الجمعان وتدانت الفئتان، وآنت مرحلة القتال، وكان أول وقود المعركة حامل لواء المشركين طلحة بن أبي طلحة العبدري، وكان من أشجع فرسان قريش، يسميه المسلمون كبش الكتيبة . خرج وهو راكب على جمل يدعو إلى المبارزة، فأحجم عنه الناس لفرط شجاعته، ولكن تقدم إليه الزبير ولم يمهله، بل وثب إليه وثبة الليث حتى صار معه على جمله، ثم اقتحم به الأرض فألقاه عنه وذبحه بسيفه . ورأي النبي صلى الله عليه وسلم هذا الصراع الرائع فكبر، وكبر المسلمون وأثنى على الزبير، وقال في حقه : ( إن لكل نبي حوارياً، وحواري الزبير ) . أ.هـ الرحيق المختوم |
رقم المشاركة :25 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() أقام على عهد النبيّ وهدييه ** حواريُّه والقولُ بالفعل يعدلُ. أقام على منهاجه وطريقه ** يوالي وليَّ الحقِّ والحقُّ أعدلُ. هو الفارس المشهور والبطل الذي ** يصول اذا ما كان يوم محجَّلُ. فكم كربةً ذبَّ الزبيرُ بسفيه ** عن المصطفى والله يعطي فيُجزِل. المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :26 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمد رسول الله اللهم صلي على محمد وعلى أله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا اللهم أغفر للمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات الذين شهدوا لك بالوحدانيه وماتوا على ذلك والله ما من ذكر يذكرنا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم او احد من اصحابه الا والدموع تذرف من اعيننا شوقا الى لقياهم وطلب من الله ان نعلم مثل ما عملوا .. اللهم اجمعنا في الفردوس الاعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء يارب العالمين ... اخى الفاضل قلب الاسد بارك الله فــــيــــك وجزاك الله خــــــيــــر علي جهودك الــــطــيــبه وطرحك القيم المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :27 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() غفر الله لكم جميعاً و بارك الله فيكم ... حقاً شرفني مروركم جميعاً |
رقم المشاركة :28 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدقت والله إنَّا لله ورسوله وصحابته لمحبون وإليهم متشوقون ونرجو أن يوفقنا الله لنكون بهم مقتدين يالله كم أتمنى ألا ينقضي الحديث إلى أبناء الإسلام عن الله ورسوله وصحابته الأماجد أبدا فلا يطالع فضائية ولا يستمع إلى مذياع ولا يتصفح جريدة أو مجلة أو صفحات بالنت ,,,, الخ إلا ويجد لسيرهم العطرة أوفى الحظ والنصيب بإسلوب شائق جذاب وإخراج رائع أخاذ فمتى وجد هذا أحبهم زمتى أحبهم تأسى بهم ومتى تأسى بهم عاد للإسلام مجده وعزه ونوره الأخاذ فرأينا الناس يدخلون في دين الله أفواجا إبني الكريم قلب الأسد ليكن هذا الموضوع القيم بداية للحديث عن العشرة المبشرين بالجنَّة في بداية سلسلة متميزة عن أعلام الصحابة هذا إن سمح وقتك أخي الفاضل بارك الله فيك وجزاك خيرا المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :29 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تمَّ تقييم الموضوع وكاتبه ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ساهموا رجاءا في تقييم المواضييع وأصحابها المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :30 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() خباب بن الأرت رضي الله عنه خبّاب بن الأرت بن جندلة التَّميمي وكنيته أبو يحيى وقيل أبو عبد الله صحابي من السابقين إلى الإسلام ، فأسلم سادس ستة ، وهو أول من أظهر إسلامه ، وكان قد سُبيَ في الجاهليـة ، فبيع في مكة ثم حالف بني زُهرة ، وأسلم وكان من المستضعفين000 اسلامه لقد كان خباب سيافا ، يصنع السيوف ويبيعها لقريش ، وفي يوم اسلامه جاء الى عمله ، وكان هناك نفر ينتظرون فسألوه ( هل أتممت صنع السيوف يا خباب ؟)000فقال وهو يناجي نفسه ( ان أمره لعجب )000فسألوه ( أي أمر ؟)000فيقول ( هل رأيتموه ؟ وهل سمعتم كلامه ؟)000وحينها صرح بما في نفسه ( أجل رأيته وسمعته ، رأيت الحق يتفجر من جوانبه ، والنور يتلألأ بين ثناياه )000وفهم القرشيون فصاح أحدهم ( من هذا الذي تتحدث عنه يا عبد أم أنمار ؟)000فأجاب ( ومن سواه يا أخا العرب ، من سواه في قومك يتفجر من جوانبه الحق ، ويخرج النور من بين ثناياه ؟)000فهب آخر مذعورا قائلا (أراك تعني محمدا )000وهز خباب رأسه قائلا ( نعم انه هو رسول الله الينا ليخرجنا من الظلمات الى النور )000كلمات أفاق بعدها خباب من غيبوبته وجسمه وعظامه تعاني رضوضا وآلاما000ودمه ينزف من جسده000فكانت هذه هي البداية لعذاب وآلام جديدة قادمة000 الاضطهاد و الصبر وفي استبسال عظيم حمل خباب تبعاته كرائد ، فقد صبر ولم يلن بأيدي الكفار على الرغم من أنهم كانوا يذيقونه أشد ألوان العذاب ، فقد حولوا الحديد الذي بمنزله الى سلاسل وقيود يحمونها بالنار ويلفون جسده بها ، ولكنه صبر واحتسب ، فها هو يحدث ( شكونا الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو متوسد ببرد له في ظل الكعبة ، فقلنا : يا رسول الله ألا تستنصر لنا ؟؟000فجلس -صلى الله عليه وسلم- وقد احمر وجهه وقال ( قد كان من قبلكم يؤخذ منهم الرجل فيحفر له في الأرض ، ثم يجاء بالمنشار فيجعل فوق رأسه ، ما يصرفه ذلك عن دينه !000وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخشى إلا الله عز وجل ، والذئب على غنمه ، ولكنكم تعجلون )000وبعد أن سمع خباب ورفاقه هذه الكلمات ، ازدادوا إيمانا وإصرارا على الصبر والتضحية000 أم أنمار واستنجد الكفار بأم أنمار ، السيدة التي كان خباب -رضي الله عنه- عبدا لها قبل أن تعتقه ، فأقبلت تأخذ الحديد المحمى وتضعه فوق رأسه ونافوخه ، وخباب يتلوى من الألم ، ولكنه يكظم أنفاسه حتى لايرضي غرور جلاديه ، ومر به الرسول -صلى الله عليه وسلم- والحديد المحمى فوق رأسه ، فطار قلبه رحمة وأسى ، ولكن ماذا يملك أن يفعل له غير أن يثبته ويدعو له ( اللهم انصر خبابا )000وبعد أيام قليلة نزل بأم أنمار قصاص عاجل ، اذ أنها أصيبت بسعار عصيب وغريب جعلها -كما يقولون- تعوي مثل الكلاب ، وكان علاجها أن يكوى رأسها بالنار !!000 الدين لم يكتف -رضي الله عنه- في الأيام الأولى بالعبادة والصلاة ، بل كان يقصد بيوت المسلمين الذين يكتمون إسلامهم خوفا من المشركين ، فيقرأ معهم القرآن ويعلمهم إياه ، فقد نبغ الخباب بدراسة القرآن أية أية ، حتى اعتبره الكثيرون ومنهم عبدالله بن مسعود مرجعا للقرآن حفظا ودراسة ، وهو الذي كان يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطاب متقلدا سيفه الذي خرج به ليصفي حسابه مع الإسلام ورسوله لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاح صيحته المباركة ( دلوني على محمد )000 وسمع خباب كلمات عمر ، فخرج من مخبئه وصاح ( يا عمر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، فإني سمعته بالأمس يقول ( اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك ، أبي الحكم بن هشام ، وعمر بن الخطاب )000فسأله عمر من فوره ( وأين أجد الرسول الآن يا خباب ؟)000وأجاب خباب ( عند الصفا في دار الأرقم بن أبي الأرقم )000فمضى عمر الى مصيره العظيم000 الدَّيْن كان خباب رجلاً قَيْناً ، وكان له على العاص بن وائل دَيْنٌ ، فأتاه يتقاضاه ، فقال العاص ( لن أقضيَكَ حتى تكفر بمحمد )000فقال خباب ( لن أكفر به حتى تموتَ ثم تُبْعَثَ )000قال العاص ( إني لمبعوث من بعد الموت ؟! فسوف أقضيكَ إذا رجعتُ إلى مالٍ وولدٍ ؟!) فنزل فيه قوله تعالى "( أفَرَأيْتَ الذَي كَفَرَ بِآياتنا وقال لأوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً ، أَطَّلَعَ الغَيْبَ أمِ اتَّخَذَ عند الرحمنِ عَهْداً ، كلاّ سَنَكتُبُ ما يقول ونَمُدُّ له من العذاب مَدّا ، َنَرِثُهُ ما يقولُ ويَأتينا فرداً ")000 سورة مريم (آية 77 إلى آية 80 )000 جهاده شهد خباب بن الأرت جميع الغزوات مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-وعاش عمره حفيظاً على إيمانه000يقول خباب ( لقد رأيتني مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أملك ديناراً ولا درهماً ، وإنّ في ناحية بيتي في تابوتي لأربعين ألف وافٍ ، ولقد خشيت الله أن تكون قد عُجّلتْ لنا طيّباتنا في حياتنا الدنيا )000 في عهد الخلافة عندما فاض بيت مال المسلمين بالمال أيام عمر وعثمان -رضي الله عنهما- ، كان لخباب راتب كبير بوصفه من المهاجرين السابقين إلى الإسلام ، فبنى داراً بالكوفة ، وكان يضع ماله في مكان من البيت يعلمه أصحابه ورواده ، وكل من احتاج يذهب ويأخذ منه000 وفاته قال له بعض عواده وهو في مرض الموت (ابشر يا أبا عبدالله ، فإنك ملاق إخوانك غدا )000فأجابهم وهو يبكي ( أما إنه ليس بي جزع ، ولكنكم ذكرتموني أقواماً ، وإخواناً مضوا بأجورهم كلها لم ينالوا من الدنيا شيئا ، وإنا بقينا بعدهم حتى نلنا من الدنيا ما لم نجد له موضعاً إلا التراب )000وأشار الى داره المتواضعة التي بناها ، ثم أشار الى المكان الذي فيه أمواله وقال ( والله ما شددت عليها من خيط ، ولا منعتها عن سائل )000ثم التفت الى كفنه الذي كان قد أعد له ، وكان يراه ترفا وإسرافا وقال ودموعه تسيل ( انظروا هذا كفني ، لكن حمزة عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يوجد له كفن يوم استشهد إلا بردة ملحاء ، إذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه ، وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه )000 ومات -رضي اللـه عنه-في السنة السابعة والثلاثين للهجرة000مات واحد ممن كان الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- يكرمهم ويفرش لهم رداءه ويقول ( أهلاً بمن أوصاني بهم ربي )000وهو أول من دُفِنَ بظهر الكوفة من الصحابة000 قال زيد بن وهب ( سِرْنا مع علي حين رجع من صفّين ، حتى إذا كان عند باب الكوفة إذْ نحن بقبور سبعة عن أيماننا ، فقال ( ما هذه القبور ؟)000فقالوا ( يا أمير المؤمنين إنّ خباب بن الأرت توفي بعد مخرجك إلى صفين ، فأوصى أن يدفن في ظاهر الكوفة ، وكان الناس إنّما يدفنون موتاهم في أفنيتهم ، وعلى أبواب دورهم ، فلمّا رأوا خباباً أوصى أن يدفن بالظهر ، دفن الناس )000فقال علي بن أبي طالب ( رحم الله خباباً أسلم راغباً وهاجر طائعاً ، وعاش مجاهداً ، وابتلي في جسمه ، ولن يضيعَ الله أجرَ مَنْ أحسنَ عملاً )000ثم دنا من قبورهم فقال ( السلام عليكم يا أهل الدّيار من المؤمنين والمسلمين ، أنتم لنا سلفٌ فارطٌ ، ونحن لكم تبعٌ عما قليل لاحِقٌ ، اللهم اغفر لنا ولهم وتجاوز بعفوك عنا وعنهم ، طوبى لمن ذكرَ المعاد وعمل للحساب وقنعَ بالكفاف ، وأرضى الله عزَّ وجلَّ )000 رحمك الله ياخباب وجمعنا بك مع نبينا في جنات النعيم المزيد من مواضيعي
|
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
معاً, الله, المنتصر, الوليد.., العاص, دومًا, حواري, خالد, رسول, صحابي, سيرة, عمرو, فاتح |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
شجرة النسب الشريف وشجرة الأنبياء والرسل | نوران | الحديث و السيرة | 5 | 29.07.2009 19:23 |