آخر 20 مشاركات
رسالة لـرؤوس الكنيسة الأرثوذكسية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أنا الفريدة لا تضرب بي المثل ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          خُلُق قرآنيّ : الإصلاح بين المتخاصمين (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          قـُــرّة العُــيون : حلقة 14 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 19 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )

هل عرف الآباء الأوائل التثليث ؟

التثليث و الألوهية و الصلب و الفداء


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :21  (رابط المشاركة)
قديم 20.04.2012, 01:21

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي



و الآن نتعرف أيضا على أقوال أوريجانوس بخصوص المسيح لنرى هل هى توافق أم تناقض عقيدة التثليث الحالية ؟

لنرى أقوال أوريجانوس فى تفسيره لإنجيل يوحنا:

“He (John) uses the article, when the name of God refers to the uncreated cause of all things, and omits it when the Logos is named God...God on the one hand is Very God (Autotheos, God himself); and so the the Saviour says in His prayer to the Father, ‘That they may know Thee the only true God;’ but all beyond the Very God is made God by participation in His divinity, and is not to be called simply God (with the article), but rather God (without the article). And thus the first-born of all creation, who is the first to be with God, and to attract to Himself divinity, is a being of exalted rank than the other gods beside Him...The true God, then is ‘The God’, and those who are formed after Him are gods, images as it were of Him the prototype.

المصدر :

Origen, Commentary On John, book 2.2, in Roberts & Donaldson, ed., The Ante-Nicene Fathers volume 10 (Grand Rapids, MI: Eerdmans Publishing Co. 1979 edition) p. 323.
و يمكن مراجعة :
http://articulifidei.blogspot.com/2008/06/trinity-and-development-of-doctrine.html


و أيضا يمكن قراءة الكلام السابق لأوريجانوس على الرابط التالى :
http://www.earlychristianwritings.co...gen-john2.html
الترجمة :
إنه ( يوحنا ) يستخدم أداة التعريف عندما يعبر اسم الله أو الإله عن السبب غير المخلوق لكل الأشياء و لا يستخدم أداة التعريف عندما يطلق على الكلمة إلها . الإله من ناحية هو الإله المطلق ( الله ) فالمخلص يقول فى صلاته ( أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك ) , و كل ما هو غير الإله المطلق ( الله ) يصبح إلها بالمشاركة فى ألوهيته , و لا يطلق عليه ببساطة الله أو الإله بأداة التعريف و لكن إله من غير أداة التعريف . بالتالى فإن بكر كل خليقة ( يقصد المسيح ) هو أول من كان مع الله و أول من اكتسب الألوهية ممجد لدرجة أكبر من كل الآلهة الأخرى بجواره . فإن الإله الحق هو الله و من تكونوا بعده هم آلهة هم صورته هو الأصل .



التعليق

أوريجانوس هنا يفسر افتتاحية إنجيل يوحنا:
( فى البدء كان الكلمة و كان الكلمة عند الله و كان الكلمة إلها )
طبعا تفسير أوريجانوس يؤكد قراءة افتتاحية إنجيل يوحنا بتلك الطريقة و هى نفس قراءة شهود يهوه
بينما يقرأها عامة النصارى
( فى البدء كان الكلمة و كان الكلمة عند الله و كان الكلمة هو الله )
و أوريجانوس يؤكد أن الله أو الإله بأداة التعريف لا تطلق إلا على الأب أما المسيح فهو إله فقط بدون أداة التعريف

يعلق الدكتور أسد رستم مؤرخ الكرسي الأنطاكي على إيمان أوريجانوس فيقول :


كتاب آباء الكنيسة للدكتور أسد رستم المؤرخ الأنطاكي صفحة 131 .

التعليق :
على الرغم من أن أوريجانوس يعتقد أن المسيح إله مولود أو منبعث من الله إلا أنه يري أن الأب أعظم منه و من الروح القدس بقدر ما إن الابن و الروح القدس أعظم من باقى الخليقة و لم يكن يعتقد فى المساواة المطلقة بين الأقانيم التى يعتقدها النصارى اليوم

و أيضا أوريجانوس يري أن الصلاة لا توجه إلا لله الأب و يستدل بأن المسيح نفسه كان يصلى لله تعالى
نقرأ كلام أوريجانوس :


If we understand what prayer really is, we shall know that we may never pray to anything generated–not even Christ–but only to God and the Father of all, to whom even Our Saviour Himself prayed, as we have already said, and teaches us to pray...For if the Son, as shown elsewhere, is distinct from the Father in nature and person, then we must pray either to the Son, and not to the Father, or to both, or to the Father only...There remains, then, to pray to God alone, the Father of all, but not apart from the High Priest who was appointed with on oath by the Father...The saints, then, in their prayers of thanks to God acknowledge their thanks to Him through Christ Jesus.
المصدر :

Origen, Prayer, chapter 15.1-2, Ancient Christian Writers volume 19 (New York, NY: Paulist Press, 1954) pp. 57-58.
و يمكن مراجعة :
http://articulifidei.blogspot.com/2008/06/trinity-and-development-of-doctrine.html

الترجمة :

لو عرفنا ما هى الصلاة سنعرف أننا لا ينبغى أن نصلى لأى شئ مُحدَث - حتى المسيح - و لكن فقط لله و أب كل شئ , حتى مخلصنا نفسه صلى له , كما قلنا من قبل , و هو ( المسيح ) يعلمنا أن نصلى له ( الله الأب ) . فلو كان الابن كما يبدو فى أماكن أخرى منفصل عن الأب فى الشخص و الطبيعة فيجب أن نصلى إما للإبن و ليس للأب , أو لكليهما , أو للأب فقط . يبقى لنا بالتالى أن نصلى لله فقط , أب كل شئ و لكن ليس بانفصال عن الكاهن العلى المعين من قبل الأب ( المسيح ).
القديسون فى صلواتهم لشكر الله يقدمون له الشكر من خلال المسيح يسوع .

ملحوظة :
المكتوب بين الأقواس هو تفسير منى لإيضاح الكلام

التعليق :
أوريجانوس يري أن الصلاة تكون لله الأب وحده لأنه حتى المسيح كان يصلى له و ما يفعله القديسون هو أنهم يصلون لله الأب فقط و ليس للإبن و لكنهم يقدمون الشكر للأب من خلال الابن .

الخلاصة :

أوريجانوس يري أن كلمة الله أو الإله لا تطلق إلا على الأب أما الابن فهو إله بينما المسيحيون يقولون أن المسيح هو الله .

أوريجانوس يري أن الأب أعظم من الابن بنفس مقدار ما أن الابن أعظم من باقى الخليقة بينما المسيحيون حاليا يرون أن الأب و الابن و الروح القدس لهم نفس العظمة .

أوريجانوس يري أن العبادة لا تكون إلا لله الأب وحده فحتى الابن كان يصلى له بينما النصارى حاليا يرون أن العبادة تقدم للأب و الابن و الروح القدس بل و الكاثوليك أيضا يعبدون السيدة مريم .







توقيع د/ عبد الرحمن

- ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار ؟ تقول : الحمد لله عدد ما خلق ، الحمد لله ملء ما خلق ، الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض ، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله على ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء ، وتسبح الله مثلهن . تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك

الراوي:أبو أمامة الباهلي المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:2615
خلاصة حكم المحدث:صحيح
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :22  (رابط المشاركة)
قديم 22.04.2012, 12:00

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي ترتليان و الخلافات بين عقيدة التثليث لديه و عقيدة التثليث الحالية


أولا من هو ترتليان ؟

نقلا عن قاموس آباء الكنيسة و قديسيها :

ترتليان العلامة

يعتبر العلامة كوينتس سبتيموس فلورنس ترتليانوس Quintus Septimius Floren Tertulianus كاهن قرطاجنة أب علم اللاهوت في الكنيسة اللاتينية، من حيث فضله على تقدم المصطلحات اللاهوتية، وأحد المدافعين المسيحيين الأوائل.ولد في قرطاجنة بأفريقيا حوالي سنة 160م في جوٍ وثني مستهتر وفاسد. كان والده يشغل منصب قائد فرقة رومانية في أفريقيا، وكان يلقب "Proconsula Centurion". عاش في حياة فاسدة اعترف عنها حين صار مسيحيًا، إذ قال: "حقا إنني أعرف أن ذات الجسد الذي مارست به الزنا أبذل كل الجهد ليحفظ الآن العفة"، وقد مارس الرياضة العنيفة في المسارح (دفاعه 15: 5)، وأمور أخرى ارتكبها لا يريد أن يذكرها، إذ قال: "أفضل بالأكثر ألا أتحدث عنها حتى لا أحيي ذكراها فيّ".نال ثقافة لاتينية ويونانية على مستوى عالٍ، وتُظهر كتاباته معرفة كبيرة بالتاريخ والفلسفة والشعر والأدب القديم والمصطلحات القضائية وكل فنون المحاماة. لقد مارس المحاماة بعد تكريس حياته لدراسة القانون، ثم صار فيما بعد أستاذًا للبلاغة في بلده.بينما كان منهمكًا في الملذات الجسدية وحياة الترف انسحب قلبه نحو حياة المسيحيين المقدسة وثبات شهدائهم واحتمالهم الآلام بصبر وفرح، فاعتنق المسيحية وهو في الثلاثين من عمره. تحولت كل طاقات معرفته وقدراته وفصاحته لخدمة الكنيسة، وصار مجادلاً كل مقاوميها من وثنيين ويهود وهراطقة بغيرة شديدة.للأسف ما بين سنتي 202، 205م سقط في بدعة المونتانيين Montanism، إذ ادعى مونتانيوس أنه البارقليط الموعود به في الإنجيل؛ ولا نعرف إن كان قد رجع إلى الكنيسة الجامعة مرة أخرى قبل وفاته أم لا. يرى القديس جيروم انه سيم كاهنًا قبل سقوطه في المونتانية، وإن كان بعض الدارسين يظنون انه بقيّ علمانيًا (من الشعب).يرى البعض أنه مات حوالي سنة 225م وآخرون أنه بقيّ إلى حوالي سنة 240م.كتاباته وسماتها قدم مخزنًا غنيًا من الكتابات الفلسفية والتاريخية والجدلية الدفاعية والعملية، وكان في كتاباته معاديًا للفلسفة على خلاف أغلب آباء مدرسة الإسكندرية في عصره، الذين رأوا في الفلسفة وسيلة لكسب الفلاسفة واليونانيين للإيمان (راجع اكليمنضس الإسكندري).من كلماته: "أية شركة بين الفيلسوف والمسيحي؟ بين تلميذ اليونان حليف الباطل وتلميذ السماء عدو الباطل وحليف الحق؟!" دفاعه 46.مع محاربته للفلسفة كمصدر فساد لكنه أحيانًا في مقاومته لها، استخدمها كوسيلة للدفاع ضد الفلاسفة، وإن كان قد مال في لاهوتياته بالأكثر إلى استخدام نصوص الكتاب المقدس.فيما يخص بكتاباته الدفاعية كتب "رسالة إلى الأممين الوثنيين"، و"رسالة الدفاع أو الاحتجاج"، "والرد على اليهود". وله في الدفاع عن الاستشهاد رسالة دعاها "ترياق العقرب". وحض على الاستشهاد والصبر على الاضطهاد في رسالة دعاها "إلى الشهداء Ad Martyras"... وعند وفاة الإمبراطور سبتيموس ساويرس وزع أبناؤه مالاً على الجنود، وتقدم الجنود في المعسكرات لتناول نصيبهم من المال واضعين الإكليل على رؤوسهم. ولكن أحدهم تقدم ممسكًا بيده ممتنعًا عن وضعه على رأسه لأنه مسيحي. فحُكم عليه بالإعدام ونال إكليل الشهادة، فكتب ترتليانوس رسالة "في الإكليل". وتفرّع عن رسالة الإكليل رسالة في الفرار من الاضطهاد أجاب ترتليانوس فيها على السؤال: هل يجوز للمسيحي أن يفر ويختبئ في أثناء الاضطهاد؟ من كلماته من أراد أن يعلّم ويكرز بالفضيلة عليه أن يبدأ بالممارسة العملية، ويطلب حق الكرازة خلال سلطان الاقتداء به، وإلا أصابه الخزي إن كانت أعماله تضاد كلماته.حيث توجد الكنيسة يوجد روح الله. وحيث يوجد روح الله توجد الكنيسة وكل نعمة، والروح هو الحق.تختم الكنيسة على هذا الإيمان (قانون الإيمان الخاص بالمعمودية) بالماء، وتُلبسه بالروح القدس، وتغذيه بالأفخارستيا. إنها تحث على الاستشهاد، ولا تقبل من يضاد هذا التعليم. (في رسالته إلى الشهداء) لا تجعلوا انفصالكم عن العالم يخيفكم... لا يهم أين تكونون في العالم، أنتم لستم من هذا العالم.الله يعلم انه ليس حسن للرجل أن يكون وحده، هو يعلم انه جيد للرجل أن تكون له امرأة، ألا وهي مريم وبعد ذلك الكنيسة.


نقلا عن :
http://popekirillos.net/ar/fathersdi...ead.php?id=694

و فى كتاب ( الاستشهاد فى فكر الآباء ) للقمص أثناسيوس فهمى جورج نجد ما يعبر عن منزلة ترتليان فى الفكر المسيحى

فقد كتب القمص فى كتابه :

كتاب الاستشهاد في فكر الآباء للقمص أثناسيوس فهمي جورج

56- ترتليان العلامة والاستشهاد

ومن الفكر السكندري المستيكي mystic ننتقِل إلى العلاَّمة الأفريقي ترتليان (من القرن الثاني المسيحي)، الذي كتب كتابات دِفاعية كثيرة، وكتب أيضًا في الحث على الاستشهاد، ورسالة دعاها ترياق العقرب Scorpiace وحض على الاستشهاد في الرسالة التي دعاها Ad Martyras، وكتب أيضًا رسالته في الإكليل De Corona وتفرَّع عن رسالِة الإكليل رسالة أخرى في الفرار من الاضطهاد De Fuje in Persecutione أجاب ترتليانوس فيها عن السؤال: أيجوز للمسيحي أن يفِر ويختبِئ في أثناء الاضطهاد؟
وكذلك كتب ترتليان ضد اليهود Adversus Judoeos والاتهامات التي وُجِهَت للمسيحيين.
وفي رسالة للمُدافِع ترتليان، كان قد وجَّهها للمسجونين لأجل الإيمان يقول:

”لا تجعلوا انفصالكم عن العالم في السجن يرعبكم، لأنَّ العالم هو السجن الحقيقي، فأنتم لم تدخلوا سِجنًا بل عُتِقتُم من السجن الحقيقي، وإن كان السجن مُفعمًا بالظلام، لكنكم أنتم أنفُسكم نور، في السجن قيود لكن الله قد حرَّركم، فيه رائِحة كريهة، لكن أنتم أنفُسكم رائِحة زكية، تنتظِرون المُحاكمة لا على فم قاضي بل على فم الله، لأنكم ستدينون القُضاة أنفُسهم“.
واستطرد العلاَّمة ترتليان في مقاله ليصِف السجن بالبرية للنبي واعتبره مكانًا للخلوة، فيه الجسم محبوس لكن الروح طليق..
أفاض العلاَّمة في الكلام عن بركات الاستشهاد وكيف أنه معركة شرف، فيها الله رقيب، والروح القدس مدرب والجزاء إكليل أبدي وحق المواطنة السماوية..
ندَّد ترتليان بالوثنيين في دِفاعه عن المسيحية، لاعتبار اضطهاد المسيحيين فقط معركة اسم، ولأنَّ المسيحيين وحدهم هم المحظور عليهم أن يتكلموا لتبرِئة ذواتهم، دِفاعًا عن الحق..
وعن التعذيب يقول ”في حالِة المُتهمين الآخرين الذين يُنكِرون، تلجأون إلى التعذيب حتى ما يعترِفوا، أمَّا المسيحيون فهم وحدهم الذين يُعذبون حتى ما يُنكِروا...“.
ووصف العلاَّمة ترتليان السجن بأنه مسكن إبليس وجنوده، لكن عندما يدخُل فيه المُعترِفون يطرحوا الشر تحت أقدامِهِم.
لقد حث العلاَّمة ترتليان على الاستشهاد وكتب مقالاته ليهديها إلى الموعوظين الذين في طريقهم إليه، وحتى الغنوسيين الذين استهانوا بالاستشهاد وفضَّلوا الهرب منه كتب لهم ترياق العقرب، ليوضح لهم أنَّ الاستشهاد ميلاد جديد تربح فيه النَّفْس حياتها الأبدية.
اعتبر العلاَّمة ترتليان أنَّ دِماء الشُهداء بِذار الإيمان، ووجَّه كلامه إلى الحُكام الوثنيين قائِلًا: استمروا في تعذيبنا، اطحنونا إلى مسحوق، فإنَّ أعدادنا تزيد بقدر ما تحصدوننا! إنَّ دِماء المسيحيين لهي بِذار محصولهم، إنَّ عِنادكم هو في حد ذاته مُعلِّم لأنه من ذا الذي لا يتحرك بالتأمُّل فيما تعملونه ليستعلِم عن حقيقة الأمور، ومن ذا الذي بعد انضمامه إلينا لا يشتاق إلى التألُّم..
كتب العلاَّمة الأفريقي دِفاعًا مُطولًا عن المسيحية، مُوجِهًا إلى الوثنيين قائِلًا: ”إننا جسم واحد مُتماسِك بمقتضى سلوكنا التَّقوي المُشترك ورجائنا المُشترك... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).إننا نُصلِّي من أجل الأباطِرة ومن أجل وزرائِهِم، ولأجل كل الذين في منصِب، وصندوق الخزانة تُجمع فيه التبرعات، التي يضعها كل واحد بسرور.. هذه العطايا مُخصصة لأعمال الرحمة، لا تُصرف على الولائِم والحانات، بل لمعونة الفُقراء ودفنهم ولسد أعواز المُعدمين... وبالإجمال كل الذين يُعانون من انكسار سفينة حياتهم، أو المُضطهدون لا لشئ إلاَّ لأجل إخلاصهم لكنيسة الله، فنعتني بهم كعنايِة الأُم برضيعها لأجل مُجاهرتهم بالإيمان“.

الرابط :

http://st-takla.org/Full-Free-Coptic...rtelianos.html


رأينا أن ترتليان شخص تحول من الوثنية إلى المسيحية و أصبح من أشد المدافعين عنها ثم سقط فى بدعة المونتانيين و آمن بأن مونتانيوس هو البارقليط أو المعزى الموعود به فى الإنجيل

المفاجأة الغريبة هى أن المبتدع ترتليان هو أول من شرح عقيدة الثالوث و تعتبره بعض المراجع المسيحية أول من اخترع لفظ الثالوث !!!!!
مبتدع هو أول من شرح عقيدة الثالوث !!!

نقرأ من الويكبيديا على الرابط التالى :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%...8A%D8%A7%D9%86

ترتليان
ترتليانوس (باللاتينية Tertullianus) أو ترتليان (حوالي 160 إلى 220 م) [1] مؤلف مسيحي مبكر بونيقي، [2] وأول من كتب كتابات مسيحية باللغة اللاتينية. كان مهما في الدفاع عن المسيحية ومعاداة الهرطقات.
ربما أكبر سبب لشهرته صياغته كلمة الثالوث (باللاتينية trinitas) وإعطاء أول شرح للعقيدة. [3] من الأفكار الأخرى التي تظهر في كتاباته "ثلاثة أشخاص أو أقانيم، مادة واحدة" باللغة اللاتينية: " tres Personae, una Substantia" وهي من اليونانية الكوينية " treis Hypostases, Homoousios"، وأيضا عبارة العهد القديم " vetus testamentum" والعهد الجديد " novum testamentum".
اعتنق في آخر حياته مذهب المونتانية، وقد وصف بأنه أول بروتستانتي.

و ها هو شرح ترتليان لعقيدة التثليث فى كتابه الشهير
( Against Praxeas ) :
http://www.earlychurchtexts.com/public/tertullian_on_the_trinity.htm
the Father, the Son, and the Holy Ghost: three, however, not in condition, but in degree; not in substance, but in form; not in power, but in aspect; yet of one substance, and of one condition, and of one power, inasmuch as He is one God, from whom these degrees and forms and aspects are reckoned, under the name of the Father, and of the Son, and of the Holy Ghost.

الترجمة :

الأب و الابن و الروح القدس هم ثلاثة ليس فى الحال و لكن فى الدرجة و ليس فى المادة و لكن فى الهيئة و ليس فى القوة و لكن فى الواجهة و لكنهم واحد فى الحال و المادة و القوة فكما أنه إله واحد و لكن تعرف منه ثلاث درجات و هيئات و واجهات تحت اسم الأب و الابن و الروح القدس

و ها هى صور لمراجع مسيحية تنسب لترتليان بكل فخر اختراع كلمة الثالوث أو التثليث :


قاموس الكتاب المقدس – نخبة من العلماء واللاهوتيين صفحة 232 .
http://popekirillos.net/ar/bible/dictionary/read.php?id=4318

وأيضاً دائرة المعارف الكتابية تقول نفس هذا الكلام :
(وكانت الكنيسة تهتدي في كل المواقف بصيغة المعمودية " ( مت 28 : 19 )، وجعلت منها أساسا "لقانون الإيمان ". وكان لترتليان اكبر الأثر ــ بقوة حواره ــ في التعبير عن عقيدة الثالوث بصيغة قوية محددة. ولعله هو أول من استخدم كلمة " الثالوث )
دائرة المعارف الكتابية نخبة من العلماء واللاهوتيين - الجزء الثاني صفحة 439.




و كما نرى فترتليان هو أول من صاغ تعبيرات مثل العهد القديم و الجديد و أول من شرح عقيدة التثليث
و الغريب أن أول من شرح عقيدة التثليث ولد سنة 160 ميلادية و اعتنق النصرانية فى الثلاثين من عمره
أى أنه لم يشرح عقيدة التثليث قبل سنة 190 ميلادية
و من المعلوم أن السيد المسيح عليه السلام انتهى شأنه مع قومه فى أوائل الثلاثينيات من القرن الأول الميلادى
أى أنه لا يوجد من شرح عقيدة التثليث طوال 160 سنة بعد انتهاء شأن المسيح مع قومه
و نحن لا نجد أى تعاليم صريحة للمسيح بشأن التثليث
و لا نجد فى أى من كتابات العهد الجديد نصوص تشرح عقيدة التثليث سوى الفاصلة اليوحناوية التى اعترفت مراجعهم أنها مضافة لدعم فكر لاهوتى



دائرة المعارف الكتابية – نخبة من العلماء واللاهوتيين – الجزء الثالث – صفحة 295 .





يعنى النص الوحيد الصريح فى عقيدة التثليث فى الكتاب المقدس ثبت أنه محرف !!!!!

و رأينا فى الموضوع السابق أن الآباء الأوائل لم تكن عقيدة التثليث واضحة لديهم
فأغناطيوس يؤكد أن الأب هو الله الكائن على الكل و يصف من يقولون أن المسيح هو الله الكائن على الكل بأنهم وزراء الشيطان و يؤكد أن الأب و الابن و الروح القدس ثلاثة و لا يشير إلى وحدتهم فى الجوهر
و بوليكارب يؤكد أن الأب هو إله المسيح
و كلمندس الرومانى يؤكد أن الأب هو الله وحده و أن المسيح هو عبد الله
و إنجيل الديداكى يؤكد أن المسيح عبد الله
و كتاب الراعى هرماس يروج لعقيدة البنويين و يقول أن الابن هو الروح القدس
و كان الثالوث عند ثاوفيلس الأنطاكى هو الله و كلمته و حكمته بدلا من الروح القدس
و بعد كل تلك التخبطات جاء المبتدع ترتليان ليشرح عقيدة التثليث
إلا أن عقيدة التثليث بصورتها الحالية يبدو أنها لم تلق رواجا كبيرا فى عصر ترتليان فقد كان أوريجانوس فى نفس عصره تقريبا و نقل وجود خلاف بين المسيحيين هل الروح القدس مخلوق أم لا ؟ و اختار القول بأنه مخلوق

و لا حول و لا قوة إلا بالله العلى العظيم
و الحمد لله على نعمة الإسلام




ملاحظة بشأن المونتانية - ( البدعة التى اعتنقها ترتليان أول من شرح عقيدة الثالوث ) :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%88%D9%86%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9

المونتانية حركة مسيحية مبكرة (منتصف القرن الثاني) سميت نسبه لمؤسسها مونتانوس. ازدهرت أساسا في فريجيا وحولها، ثم انتشرت بسرعة في مناطق الإمبراطورية الرومانية عندما أصبحت المسيحية مسموحة. ورغم أنتصار الكنيسة المسيحية التقليدية على المونتانية بعد أجيال قليلة ووصفها بأنها هرطقة بقيت الطائفة في بعض المجتمعات المعزولة حتى القرن الثامن. يشبه بعض الناس المونتانية بحركة الخمسينية الحديثة، والتي تسمى المونتانية الحديثة. أشهر المونتانيين ترتليان الذي كان أهم كاتب مسيحي لاتيني قبل تحوله للمونتانية.
من المتفق عليه عامة أن الحركة نشأت بسبب قراءة مونتانوس لإنجيل يوحنا "سأرسل لكم الفارقليط (المعزي)، روح الحق".[1] وانقسم المسيحيون في تجاوبهم مع ادعاء استمرار الوحي، وحاربها أكثر رجال الدين التقليديين. لكن كان هناك شك حقيقي في روما، وصل إلى أن كتب البابا إليوثروس رسائل يؤيد فيها المونتانية، بالرغم من أنه استرجعها لاحقا

من الملفت للنظر حقا أن ترتليان أول من شرح التثليث و البابا فى روما كلاهما أيد و لو لفترة محدودة المونتانية التى تنادى بأن مونتانوس هو البارقليط بل كما تقول الويكبيديا أن المونتانية انتشرت بسرعة فى الامبراطورية الرومانية مما يشهد بأن المسيحيين لم يجمعوا طوال تاريخهم على أن البارقليط هو الروح القدس بل ظنه بعضهم إنسانا هو مونتانوس كما نظن نحن المسلمين أنه إنسان هو النبي صلى الله عليه و سلم






رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :23  (رابط المشاركة)
قديم 22.04.2012, 12:01

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي


رأينا فى المشاركة السابقة أن ترتليان هو أول من شرح عقيدة التثليث و قيل أنه أول من استخدم مصطلح التثليث أو الثالوث

لكن فضلا عن كون ترتليان مونتانى مهرطق بالنسبة للنصارى


هل كان فهم ترتليان للعلاقة بين الأقانيم فى عقيدة التثليث مطابق لما يعتقده النصارى حاليا ؟

تعالوا نرى ما تقوله المراجع المسيحية ...






موسوعة آباء الكنيسة للأستاذ عادل فرج عبد المسيح الجزء الثاني صفحة 175 .



وأيضاً قد قيل في موسوعة آباء الكنيسة والتى حررها الأستاذ عادل فرج عبد المسيح فيقول عن ترتليان وإيمانه بأن المسيح إله أقل من الله الآب وأن الآب أعظم منه :

موسوعة الآباء الكنيسة – الجزء الأول - المحرر المسئول الأستاذعادل فرج عبد المسيح صفحة 235 .


و يشرح الدكتور القس حنا خضرى ما يعتقده ترتليان فى علاقة الأب بالابن بالتفصيل فيقول :





كتاب تاريخ الفكر المسيحي – الدكتور القس حنا الخضري صفحة 528 , 529 .

و مما سبق نرى أن ترتليان كان يعتقد أن الكلمة هو حكمة الله و أنه كان فى الله من الأزل

و أنه انبعث أو ولد من الأب عند بداية الخلق عندما قال الله : ( ليكن نور فكان ) كما فى سفر التكوين

فالأب لم يصبح أبا و الابن لم يصبح ابنا إلا عند بداية الخلق

و تصف الموسوعة الكاثوليكية تعاليم ترتليان عن الثالوث أنها غير متناسقة و أن أفكاره تطورت فيما بعد للأريوسية

نقرأ من الموسوعة الكاثوليكية عن ترتليان على الرابط التالى :

http://www.newadvent.org/cathen/14520c.htm
His Trinitarian teaching is inconsistent, being an amalgamation of the Roman doctrine with that of St. Justin Martyr. Tertullian has the true formula for the Holy Trinity, tres Personae, una Substantia. The Father, Son, and Holy Ghost are numerically distinct, and each is God; they are of one substance, one state, and one power. So far the doctrine is accurately Nicene. But by the side of this appears the Greek view which was one day to develop into Arianism: that the unity is to be sought not in the Essence but in the origin of the Persons. He says that from all eternity there was reason (ratio) in God, and in reason the Word (Sermo), not distinct from God, but in vulva cordis. For the purpose of creation the Word received a perfect birth as Son. There was a time when there was no Son and no sin, when God was neither Father nor Judge.
الترجمة :

إن تعاليم ترتليان عن التثليث غير متناسقة فهى مزيج من العقيدة الرومانية مع عقيدة يوستينوس الشهيد . ترتليان لديه الصيغة الصحيحة للثالوث الأقدس : ثلاث أقانيم و جوهر واحد . الأب و الابن و الروح القدس متميزون عدديا و كل منهم إله و لكنهم من نفس المادة و الحالة و القوة . حتى الآن عقيدته مطابقة لمجمع نيقية . و لكن بجوار ما سبق تظهر الرؤية اليونانية التى كان لها أن تطور فى يوم ما إلى الأريوسية : أن الوحدة ليست فى الجوهر و لكن فى مصدر الأقانيم . إنه يقول من الأزل كانت الحكمة فى الله و فى الحكمة لم تكن الكلمة منفصلة عن الله . لغرض الخلق الكلمة وُلدت كاملة كالابن . كان هناك زمن لم يكن فيه ابن و لا خطيئة و لم يكن الله فيه أبا و لا ديانا .

و مما سبق يتضح أن ترتليان يري أن الابن انبعث من الله عند الخلق فأصبح الله أبا و حكته أو كلمته ابنا
و قبل بدء الخلق لم يكن هناك أب و لا ابن
و هو ما يناقض الاعتقاد الحالى عند النصارى كما يظهر من كلام الموسوعة الكاثوليكية السابق
كما أن ترتليان سقط فى تعاليم التابعية و كان يرى أن الأب أعظم من الابن و كان يعطى الأب المكانة الأولى و الابن المكانة الثانية و الروح القدس المكانة الثالثة





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :24  (رابط المشاركة)
قديم 26.04.2012, 15:48

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي


أولا : من هو القديس يوستين ؟
نقرأ معا الكلام التالى لنتعرف على منزلته عند النصارى :


سير القديسين والشهداء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
"انظروا إلى نهاية سيرتهم؛ فتمثلوا بإيمانهم" (عب7:13)


الشهيد يوستينوس الفيلسوف المُدافِع


نشأته:


وُلد حوالي سنة 100 م في فلافيا نيابوليس Flavia Neapolis باليهودية، وهي مدينة نابلس الحالية. كان أبوه برسكوس Priscos وجده باخويوس Baccheios وثنيين من أصل يوناني، وقد تربى في ظل الديانة الوثنية. ويروي بنفسه في كتابه "حوار مع تريفون" كيف انتقل من الفلسفة إلى المسيحية، وكان ذلك في مدينة أفسس في عهد هادريان. ثم طاف العالم على طريقة فلاسفة عصره مبشرًا بإيمانه، وسكن في روما في عهد الإمبراطور أنتونان، حيث استشهد في زمن ولاية يونيوس رستكوس Junius Rusticus، أي فيما بين سنة 163 وسنة 167 م.
طلب المعرفة:


كان منذ حداثته يميل إلى التفكير العميق والبحث عن الله ومبدأ العالم. تتلمذ أولًا لأحد الفلاسفة الرواقيين أتباع الفيلسوف زينون، فلم تُشبِع تعاليمه عقله، فانصرف عنه وتبع فيلسوفًا آخر من جماعة الرواقيين المشائيين الذي أخذ يساومه على أجر تعليمه، الأمر الذي دفع يوستينوس إلى الازدراء به، ومازال يسعى في طلب المعرفة وإشباع عقله حتى اهتدى إلى أحد الفلاسفة الأفلاطونيين، فتعلّق به وأحبه.
على أن هذه الفلسفات كلها مجتمعة لم تكن لتشبع عقل هذا الإنسان العجيب وقلبه. فلم يكن له عقل متفتح وحسب، لكن كانت له روح جائعة متعطشة للنور والحق. وما هو جدير بالذكر أنه وهو في وثنيته لم يكن متعصبًا تعصبًا أعمى لها، بل كان له العقل الذي يزن به الأمور، فقد كتب في دفاعه الثاني عن التأثر العميق الذي طبعه في نفسه رؤية الشهداء المسيحيين. قال: "في الوقت الذي كنت أستمتع فيه بمبادئ أفلاطون، وفي الوقت الذي كنت أستمع فيه إلى المصائب التي يكابدها المسيحيون، قلت لنفسي حيث أني رأيتهم لا يرهبون الموت حتى وسط الأخطار التي يعتبرها العالم مرعبة، فمن المستحيل أن يكونوا أناسًا يعيشون في الشهوة والجرائم". ولا شك أن مثل هذا القلب أهَّله لقبول دعوة الله.
قصة إيمانه:

أما قصة إيمانه فهي قصة لقاء مع الله. فبينما كان يسعى وراء الوحدة حتى يتمكن من دون أن يرتبط بالأشياء الخارجية. وبينما كان مستغرقًا في تأملاته يسير على شاطئ البحر في بلده قابله شيخ مهيب يبدو على محياه الجاذبية والعذوبة، بدا كما لو كان فيلسوفًا وجد الراحة في فلسفته. حيّاه وأخذ يباحثه في شئون الفلسفة، وبيَّن له أن الفلسفة الأفلاطونية التي كان معجبًا بها ناقصة، لا تأثير لها على حياته الأخلاقية. سأله يوستينوس في لهفة وتعجب: "أين إذن أجد الحق إذا لم أجده بين الفلاسفة؟"

أجابه الشيخ: "قبل الفلاسفة بزمان طويل عاش في الأزمنة الغابرة رجال سعداء أبرار، هم رجال الله نطقوا بروحه وسُمّوا أنبياء. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ). هؤلاء نَقَلوا إلى البشر ما سمعوه وما تعلموه من الروح القدس. كانوا يعبدون الله الخالق أب جميع الموجودات، وعبدوا ابنه يسوع المسيح. فأطلب أنت حتى تنفتح لك أبواب النور".

قال له الشيخ هذا الكلام وتوارى عنه، ولا شك أن هذا الطريق الذي أرشده إليه ذلك الشيخ بكلامه كان هو أمل يوستينوس منذ شبابه. والآن بعد أن استمع يوستينوس إلى الفلاسفة تحوَّل إلى الأنبياء، بل إلى ذاك الذي هو أعلى من أعظم الأنبياء علو السموات عن الأرض، الكلمة الأزلي الذي سيصبح يوستينوس منذ ذلك الوقت الشاهد الأمين له.

انكبّ يوستينوس على قراءة تلك الكتب التي أرشده إليها ذلك الشيخ المجهول، فتوصّل إلى أن الفلسفة المسيحية هي الوحيدة التي استطاعت أن تُشبِع عقله، فآمن بالسيد المسيح واعتمد. وبدأ منذ ذلك الحين حياة الفيلسوف الحقة، كما يقول هو عن نفسه. وكان دائمًا يعتبر أن الفلسفة الأفلاطونية هي بمثابة إعداد العالم الوثني لقبول المسيحية، وهكذا فإن يوستينوس كمسيحي لم يكف عن تقدير الفلسفة بل ظل بعد إيمانه يرتدي زي الفلسفة، ولم يفعل ذلك هروبًا من أن يظهر كتلميذٍ للمسيح، فهو يقول عن نفسه: "لقد طرحت جانبًا كل الرغبات البشرية الباطلة ومجدي الآن في أن أكون مسيحيًا، ولا شيء أشتهيه أكثر من أواجه العالم كمسيحي".

كان سعيه الطويل الجاد بحثًا عن الحق سببًا في تقدير هذا الحق.




الشهادة للحق الإلهي:


لقد جرّب النضالات الفكرية المعاصرة، وهكذا إذ عرف المرض والعلاج كان مستعدًا بصورة فائقة أن يكون ذا رسالة فعالة، بل وأحد المعزين الحقيقيين الذين تعلموا من خبرتهم الخاصة في الألم كيف يعزي الآخرين. لم يَنسَ أو يتناسى - ولو إلى يومٍ واحدٍ - مسئوليته العميقة التي ترتكز على الشهادة للحق، وكان شعوره هذا على السواء بالنسبة لليهود والوثنيين والهراطقة.
هكذا كرَّس يوستينوس ذاته لنشر الديانة المسيحية والدفاع عنها، فذهب إلى روما حيث فتح هناك مدرسة، وكان يتخذ الفلسفة وسيلة للتبشير بالمسيحية والدفاع عنها، وكان يعقد مقابلات متكررة مع اليهود والوثنيين حيثما التقى بهم وكذلك مع الهراطقة، وفي هذه المناقشات أظهر صبرًا وثباتًا عجيبين.
أعماله الدفاعية:


أهم أعماله التي قدمها للمسيحية في ذلك الوقت دفاعيه الأول والثاني وحواره مع تريفو Trypho اليهودي.
لقد رفع دفاعه الأول (68 فصلًا) والثاني (25 فصلًا) إلى الإمبراطور أنطونيوس بيوس وأبنائه، ويرجح أنه كتبه سنة 147 م إن لم يكن قبل ذلك. ودفاعه مليء بالشجاعة والكرامة والإنسانية. فقد كان اتجاهه في دفاعه هو عدم التوسل والخوف من القوة الغاشمة، ويقول في دفاعه موجهًا الكلام للإمبراطور أنطونيوس بيوس: "أنتم تُدعَون في كل مكان بيوس (تقيًا)، حارس العدالة، صديق الحق، وستظهر أعمالكم إذا كنتم جديرين بهذه الألقاب. ولست أقصد من وراء ذلك أن أتملقكم أو أحصل منكم على إحسانٍ ما. إني ببساطة أسألكم أن تعاملوننا بقوانين العدالة المدققة المستنيرة وليس بمجرد الحدس أو تحت تأثير خرافة تصدقونها بقصد إدخال السرور على الناس، فإن هذا يدينكم".
وإذ كان مقتنعًا اقتناعًا صادقًا بعدالة قضيته، قدمها بسلطان باسم قانون العدالة الأزلي، الذي باسمها يستخدم العنف ضد المسيحيين!
وكتابه حوار مع تريفو اليهودي (142 فصلًا) عبارة عن مناظرة مع يهودي معتدل طالب للمعرفة، التقى به في مدينة أفسس. وقد استغرقت هذه المناظرة يومين. ويلاحظ أن يوستينوس في دفاعه الذي قدمه يبدو كفيلسوف يحدث فلاسفة، أما في حواره مع تريفو فكمؤمن بالعهد القديم إلى ابن من أبناء إبراهيم.
استشهاده:


استشهد يوستينوس في روما سنة 166 م في عهد مرقس أوريليوس. وقد يكون السبب في استشهاده الهزيمة التي أوقعها بفيلسوف كاذب يدعى كريسنس Crescens علانية أمام الجمهور، وما لبث هذا الفيلسوف أن سعى به لدى السلطات، فقُدِّم يوستينوس إلى المحاكمة بتهمة المسيحية. وقُطِعت رأسه مع ستة أشخاص آخرين.

نقلا عن :
http://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_2046.html

بعد أن عرفنا منزلة يوستين عند النصارى
تعالوا نتعرف على عقيدته ...

مبدئيا كان جوستين يؤكد أن الابن مختلف عن الأب عدديا
و بينما نرى النصارى يشبهون ما ورد فى كتبهم من أن الله أرسل المسيح كما ترسل الشمس شعاعها نجد يوستين ينفى التشبيه السابق و يؤكد أن الابن مختلف عدديا عن الأب

يقول الأنبا بيشوى فى :
محاضرات لتبسيط الإيمان
المحاضرة الأولى
الأنبا بيشوى
الثالوث و التجسد و الفداء


كيف أن الآب والابن والروح القدس واحد ؟
النار يوجد بها لهب؛ واللهب يخرج منه نور وحرارة . فاللهب يسمى نار، والنور يسمى نار، والحرارة تسمى نار، والدليل على ذلك من الممكن أن نقول إننا نوقد النار، أو إننا نوقد اللهب، أحياناً نقول نحن نستنير بالنار أو نحن نستدفئ على الحرارة أو نحن نستدفئ على النار . فاللهب والنور والحرارة الخارجة منه شئ واحد أى نار واحدة وليسوا ثلاثة نيران . ولكن اللهب غير النور غير الحرارة . ومع أن اللهب غير النور غير الحرارة ولكن اللهب إن لم يلد نوراً ويشع حرارة لا يكون ناراً على الإطلاق . فاللهب بنوره وحرارته يكون ناراً حقيقية .
هكذا إذا تأملنا فى الثالوث القدوس نفهم أن الآب هو الله، والابن هو الله، والروح القدس هو الله . مثل اللهب نار، والنور نار، والحرارة نار، فالآب هو الله الآب، والابن هو الله الابن، والروح القدس هو الله الروح القدس، ويمكن أن يُقال الله فقط بدون الآب . كما نقول أن اللهب هو نار فالتسمية ليست مشكلة ولكن إذا لم يوجد الابن لا يوجد الله . لأنه لا يوجد آب بغير ابن ولا توجد نار بغير حرارة؛ حتى لو كان هناك لهب . لأن اللهب بدون حرارة ليس له قيمة، وكذلك أيضاً العقل بدون فكر ليس له قيمة، فالمولد يلد كهرباء، والنور يلد شعاع، والعقل يلد فكر، والزهور تلد رائحة، والمغناطيس يلد مجال مغناطيسى، والنبات يلد براعم، ولا يوجد شئ فى الوجود كله لا يلد غير الحجر والجماد الأصم . فالله أعلن لنا أنه كإله واحد هو آب وابن وروح قدس .


نرى من كلام الأنبا بيشوى أنه كباقى المسيحيين يؤمنون بإله واحد له ثلاثة أقانيم هى الأب و الابن و الروح القدس كنار واحدة بلهيبها و نورها و حرارتها

هل كان ما يقوله الأنبا بيشوى و ما يقوله النصارى اليوم معروفا للنصارى الأوائل ؟

تعالوا نرى ...

المفاجأة هى أن القديس يوستين - و هو شخص له منزلة عالية عندهم كما رأينا - كان ينفى التشبيه السابق مؤكدا على الاختلاف العددى بين الأب و الابن

نقرأ كلام يوستين من حواره مع تريفو الفصل 128
Dialogue with Trypho ,chapter 128

على الرابط التالى :

CHAPTER CXXVIII -- THE WORD IS SENT NOT AS AN INANIMATE POWER, BUT AS A PERSON BEGOTTEN OF THE FATHER'S SUBSTANCE.
"And that Christ being Lord, and God the Son of God, and appearing formerly in power as Man, and Angel, and in the glory of fire as at the bush, so also was manifested at the judgment executed on Sodom, has been demonstrated fully by what has been said." Then I repeated once more all that I had previously quoted from Exodus, about the vision in the bush, and the naming of Joshua (Jesus), and continued: "And do not suppose, sirs, that I am speaking superfluously when I repeat these words frequently: but it is because I know that some wish to anticipate these remarks, and to say that the power sent from the Father of all which appeared to Moses, or to Abraham, or to Jacob, is called an Angel because He came to men (for by Him the commands of the Father have been proclaimed to men); is called Glory, because He appears in a vision sometimes that cannot be borne; is called a Man, and a human being, because He appears strayed in such forms as the Father pleases; and they call Him the Word, because He carries tidings from the Father to men: but maintain that this power is indivisible and inseparable from the Father, just as they say that the light of the sun on earth is indivisible and inseparable from the sun in the heavens; as when it sinks, the light sinks along with it; so the Father, when He chooses, say they, causes His power to spring forth, and when He chooses, He makes it return to Himself. In this way, they teach, He made the angels. But it is proved that there are angels who always exist, and are never reduced to that form out of which they sprang. And that this power which the prophetic word calls God, as has been also amply demonstrated, and Angel, is not numbered [as different] in name only like the light of the sun but is indeed something numerically distinct, I have discussed briefly in what has gone before; when I asserted that this power was begotten from the Father, by His power and will, but not by abscission, as if the essence of the Father were divided; as all other things partitioned and divided are not the same after as before they were divided: and, for the sake of example, I took the case of fires kindled from a fire, which we see to be distinct from it, and yet that from which many can be kindled is by no means made less, but remains the same.

الترجمة :

الفصل 128 : الكلمة لم ترسل كقوة جامدة و لكن كشخص مولود من مادة الأب :

و المسيح كرب و إله ( ابن الله ) و قد ظهر مسبقا كإنسان و كملاك و فى مجد اللهيب كما عند الشجرة ( يقصد ظهور الرب لموسي عليه السلام فى العهد القديم ) و ظهر أيضا عند الدينونة ضد أهل سدوم و هو ما تم توضيحه مسبقا . و قمت بإعادة كل ما اقتبسته من قبل من سفر الخروج عن رؤية الشجرة و تسمية يسوع و واصلت قائلا : ( لا تظن يا سيرز أنى أتكلم بغير ضرورة حين أعيد تلك الكلمات كثيرا و لكن لأنى أعلم أن البعض يحبون توقع تلك الملاحظات و يقولون أن القوة التى أرسلت من أب الكل و ظهرت لموسي و إبراهيم و يعقوب تسمى ملاكا لأنه جاء للبشر و أوامر الله أعلنت بواسطته للناس و يسمى مجدا لأنه يظهر فى صورة أحيانا قد لا تحتمل و يسمى رجلا وإنسانا لأنه يظهر فى تلك الصور كما يشاء الأب و يسمونه الكلمة لأنه يحمل البشرى من الأب للبشر و لكنهم يقولون أن تلك القوة لا تنفصل و لا تنقسم عن الأب كما أن ضوء الشمس على الأرض لا ينقسم و لا ينفصل عن الشمس فى السماء فالشمس عندما تغرب يختفى ضؤوها معها و هم يقولون أن الأب حينما يريد يرسل تلك القوة و حينما يريد يرجعها . و بتلك الطريقة هم يقولون أنه خلق الملائكة . و لكن من الثابت أن هناك ملائكة متواجدة دائما و لا تعود للصورة التى خرجت منها . و تلك القوة التى تسميها الكلمة النبوية إلها كما تم التوضيح بإسهاب و ( التى تدعى ) ملاكا لا تعد مختلفة فقط كضوء الشمس و لكنها مختلفة عدديا كما بينت باختصار مسبقا عندما أكدت أن تلك القوة ولدت من الأب بقوته و مشيئته لكن بدون انقطاع كأن يكون جوهر الأب قد انقسم كسائر الأشياء الأخرى التى تنقسم و لا تكون نفس الشئ قبل و بعد الانقسام و علي سبيل المثال نشبه الأمر بالنيران التى تشتعل من نار واحدة و التى نراها مختلفة عنها لكن النار الأولى التى اشتعلت منها نيران كثيرة لا تقل بأى وسيلة و لكن تبقى كما هى .

و من المثال السابق نرى ما يلي :

1- جوستين كان ينفى تشبيه ولادة الأب للابن بخروج الشعاع من الشمس

2- جوستين يؤكد أن الابن مختلف عدديا عن الأب

3- جوستين كان يشبه الابن بالنسبة للأب بنار تولدت من نار أخرى دون أن تنقص النار الأولى و هو ما يناقض ما يقوله المسيحيون حاليا من تشبيه الثالوث بالنار : لهيبها و حرارتها و ضوئها و نفيهم تشبيه الثالوث بثلاث نيران كما رأينا من كلام الأنبا بيشوى


و النتيجة النهائية هى أن جوستين لم يعرف عقيدة التثليث بصورتها الحالية لأنه كان يعتقد أن الابن مختلف عدديا عن الأب و أن علاقته بالأب كنار تولدت من نار أخرى و ليس كالشعاع المرسل من الشمس و هو ما يزعمه النصارى حاليا فى شرحهم لعقيدة التثليث .





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :25  (رابط المشاركة)
قديم 26.04.2012, 18:01

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي


و يواصل يوستين تأكيده على أن الأب و الابن اثنان و أن الابن رب و أن الأب هو رب الرب مستشهدا بفقرات العهد القديم فيقول فى حواره مع تريفو فى الفصل التالى 129 :


"And now I shall again recite the words which I have spoken in proof of this point. When Scripture says,' The Lord rained fire from the Lord out of heaven,' the prophetic word indicates that there were two in number: One upon the earth, who, it says, descended to behold the cry of Sodom; Another in heaven, who also is Lord of the Lord on earth, as He is Father and God; the cause of His power and of His being Lord and God.


الترجمة :


و الآن سأعيد الكلمات التى قلتها لإثبات تلك النقطة . عندما يقول الكتاب : ( الرب أمطر نارا من عند الرب فى السماء ) الكلمات النبوية تشير إلى أنهما اثنين فى العدد : واحد على الأرض و هو من يقول الكتاب أنه نزل بسبب صراخ سدوم و الآخر فى السماء و هو رب الرب الموجود على الأرض لأنه الأب و الله و سبب قوته ( المقصود أن الله أو الرب الموجود فى السماء سبب قوة الرب الموجود على الأرض أى المسيح ) و كونه ربا و إلها .


و طبعا من الواضح هنا أن يوستين يمضى على نفس منوال ما قاله فى الفصل السابق فيؤكد أن الرب الموجود على الأرض أى المسيح و الرب الموجود فى السماء أى الأب هما اثنان فى العدد و من الملفت للنظر حقا أن يوستين يصف الأب بأنه رب الرب الموجود على الأرض فيوستين و إن آمن أن المسيح إله إلا أنه كان يؤمن أن الأب هو ربه


و يقول يوستين فى الفصل 56 من حواره مع تريفو على نفس الرابط :


I shall endeavour to persuade you, that He who is said to have appeared to Abraham, and to Jacob, and to Moses, and who is called God, is distinct from Him who made all things,--numerically, I mean, not[distinct] in will. For I affirm that He has never at any time done anything which He who made the world--above whom there is no other God--has not wished Him both to do and to engage Himself with."


الترجمة :


سأحاول إقناعك أن من قيل عنه أنه ظهر لإبراهيم و يعقوب و موسي و من يدعى إلها هو مختلف عمن خلق كل الأشياء - أقصد الاختلاف العددى و ليس فى المشيئة . فأنا أؤكد أنه لم يفعل أبدا أى شئ فى أى وقت كان من خلق العالم و لا يوجد فوقه إله آخر لا يريده أن يفعله


و هنا نرى أن يوستين يؤكد أن المسيح و إن كان إلها فهو غير الأب خالق العالم و أنهما اثنان من حيث العدد و مشيئتهما واحدة
و من الواضح أن يوستين لا يعلم شئ عن عقيدة التثليث التى تنادى بأن الأب و الابن و الروح القدس إله واحد





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :26  (رابط المشاركة)
قديم 26.04.2012, 21:12

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي


و فضلا عن مخالفة إيمان يوستين للإيمان المسيحي الحالى فى كونه يعتقد أن الأب و الابن يختلفان عن بعضهما البعض عدديا و يشبه ولادة الابن من الأب بنار تتولد من نار أخرى و يرفض القول بأن علاقة الابن بالأب كعلاقة شعاع الشمس بالشمس و هو أحد التشبيهات التقليدية التى يستخدمها النصارى حاليا لشرح الثالوث

فضلا عن كل ما سبق فإن يوستين كان بأن الابن و إن كان إلها فهو خاضع للأب بل ويصل الأمر لأن يصف الأب بأنه رب الرب


يقول يوستين فى الفصل السادس و الخمسين من حواره مع تريفو :

"I shall attempt to persuade you, since you have understood the Scriptures,[of the truth] of what I say, that there is, and that there is said to be, another God and Lord subject to the Maker of all things; who is also called an Angel, because He announces to men whatsoever the Maker of all things--above whom there is no other God--wishes to announce to them."

الترجمة :

سأحاول إقناعك ما دمت قد فهمت الكتب التى تشهد بحقيقة ما أقوله أن هناك إله و رب آخر خاضع لخالق كل شئ و هو يدعى ملاك لأنه يخبر الناس بأى شئ يرغب خالق كل شئ - الذى ليس فوقه إله آخر - أن يخبرهم به

و يتضح مما سبق أن يوستين يؤمن بوجود إلهين و يحاول إثبات تلك العقيدة الغريبة من كتب اليهود التى تشهد بوحدانية الله !!
و هو يؤمن أن أحد إلهين و هو المسيح خاضع للإله الآخر
أما الإله الآخر فيلقبه بخالق كل شئ و يقول أنه ليس فوقه إله آخر
فيوستين يؤمن بإلهين أحدهما إله أقل فى الألوهية و خاضع للإله الآخر و الإله الثانى ليس فوقه إله !!!

و يؤكد يوستين على أن خالق كل شئ الذى ليس فوقه إله آخر هو رب الرب أو رب الإله الخاضع له أو رب المسيح

يقول جوستين فى الفصل الفصل 129 من حواره مع تريفو :



"And now I shall again recite the words which I have spoken in proof of this point. When Scripture says,' The Lord rained fire from the Lord out of heaven,' the prophetic word indicates that there were two in number: One upon the earth, who, it says, descended to behold the cry of Sodom; Another in heaven, who also is Lord of the Lord on earth, as He is Father and God; the cause of His power and of His being Lord and God.


الترجمة :


و الآن سأعيد الكلمات التى قلتها لإثبات تلك النقطة . عندما يقول الكتاب : ( الرب أمطر نارا من عند الرب فى السماء ) الكلمات النبوية تشير إلى أنهما اثنين فى العدد : واحد على الأرض و هو من يقول الكتاب أنه نزل بسبب صراخ سدوم و الآخر فى السماء و هو رب الرب الموجود على الأرض لأنه الأب و الله و سبب قوته ( المقصود أن الله أو الرب الموجود فى السماء سبب قوة الرب الموجود على الأرض أى المسيح ) و كونه ربا و إلها .


و طبعا من الواضح أن يوستين يتحدث دائما عن إلهين أحدهما خاضع للآخر و من الواضح طبعا أنه لا يعرف أن الإلهين هما إله واحد
و من الواضح أنه لا يعرف شئ عن عقيدة التثليث لأنه لو كان يؤمن بها لكان يتحدث عن وجود ثلاثة آلهة و ليس إلهين





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :27  (رابط المشاركة)
قديم 26.04.2012, 23:27

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي


ويعلق الدكتور القس حنا الخضري على هذا إيمان يوستين فيقول :





كتاب تاريخ الفكر المسيحي – الدكتور القس حنا الخضري صفحة 453 .

و تقول الويكبيديا عن إيمان يوستين على الرابط التالى :
http://en.wikipedia.org/wiki/Justin_...e_of_the_logos

Justin sees the Logos as a separate being from God and subordinate to him

الترجمة :

جوستين يري اللوجوس ككائن منفصل عن الله و خاضع له

و تقول الويكبيديا أيضا :

Justin very clearly distinguishes the Son, or Logos, as being an Angel and an Apostle of God, but not the one true God himself, the Maker of all things, as Justin calls him. Justin confers the title of Creator only to the Father in all of his writings. There is no indication of the trinitarian doctrine, or of Christ being the "one true God", as Justin gives this title only to the Father.

الترجمة :

يوستين يفرق بوضوح بين الابن أو اللوجوس كملاك و كرسول من الله و لكن ليس الإله الحقيقي نفسه خالق كل شئ كما يسميه يوستين . يوستين يطلق لقب الخالق على الأب فقط فى كل كتاباته . لا توجد إشارة لعقيدة التثليث و لا لكون المسيح الإله الحقيقي . فيوستين يطلق لقب الإله الحقيقي على الأب فقط .

تقول الموسوعة الكاثوليكية عن إيمان يوستين :
على الرابط التالى :
http://en.wikisource.org/wiki/Cathol..._Justin_Martyr
تحت عنوان :
لاهوته أو Theology

The Word is God (I Apol., lxiii; Dial., xxxiv, xxxvi, xxxvii, lvi, lxiii, lxxvi, lxxxvi, lxxxvii, cxiii, cxv, cxxv, cxxvi, cxviii). His Divinity, however, seems subordinate, as does the worship which is rendered to Him

الترجمة :

الكلمة إله و لكن ألوهيته تبدو متدنية و أيضا العبادة الموجهة له

و تقول الموسوعة الكاثوليكية أن إيمان يوستين هو مزيج من الأفكار المسيحية و الوثنية

Two influences are plainly discernible in the aforesaid body of doctrine. It is, of course, to Christian revelation that Justin owes his concept of the distinct personality of the Word, His Divinity and Incarnation; but philosophic speculation is responsible for his unfortunate concepts of the temporal and voluntary generation of the Word, and for the subordinationism of Justin's theology.

الترجمة بتصرف:

هناك مؤثران واضحان فى جسد العقيدة السالفة الذكر . يرجع للمسيحية إيمان يوستين بشخصية الكلمة و ألوهيته و تجسده و لكن الأفكار الفلسفية هى المسئولة عن المفاهيم غير الموفقة التولد الإرادى و المؤقت للكلمة و التابعية فى لاهوت يوستين





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :28  (رابط المشاركة)
قديم 30.04.2012, 14:49

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي أوسابيوس القيصرى أب التاريخ الكنسي


أولا : من هو أوسابيوس القيصرى ؟

سير القديسين والشهداء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
"انظروا إلى نهاية سيرتهم؛ فتمثلوا بإيمانهم" (عب7:13)


المؤرخ أوسابيوس القيصري

وُلد أوسابيوس بامفيليوس Eusebius Pamphili في فلسطين حوالي عام 265 م، وقد لُقب باسم معلمة "بامفيليوس" الذي استشهد عام 308 م، وحسبه أباه الروحي.
يعرف هذا الأب بلقب "أب التاريخ الكنسي"، فقد سجل لنا كتابًا عن "التاريخ الكنسي"، قدم لنا فيه قائمة بأهم الكتّاب المسيحيين وكتاباتهم. وبالرغم مما حوى مقتطفات من كتب فقدت تمامًا، وقدم لنا أسماء كتب لا نعرف عنها شيئًا حتى الآن.
أبوه الروحي الشهيد بامفيليوس خلق فيه تعلقًا بالعلامة أوريجينوس الإسكندري، الذي افتتح مدرسته الشهيرة بقيصرية فلسطين وأقام بها مكتبة ضخمة انتفع بها أوسابيوس نفسه في كتاباته.
إذ استشهد أبوه الروحي هرب هو من الاضطهاد إلى صور، ومنها على مصر في برية طيبة، حيث أُلقيّ القبض عليه وسجن لمدة عدة أشهر.
اختير عام 313 أسقفًا على قيصرية، وكان له دور رئيسي في الصراعات الأريوسية فقد أراد أن يقيم سلامًا بين الفريقين على حساب العقيدة، لهذا أخذ ببعض الاتجاهات الأريوسية، وحُسب "نصف أريوسي"، أما بالنسبة للقديس البابا أثناسيوس فلم يكن بالمعين له، بل على العكس كان معينًا لأصحاب الفكر الشبه أريوسي، ويعلل البعض اتجاهه هذا إلى تخوفه المبالغ فيه من الانحراف إلى السابليه (أتباع سابليوس القائلين بأن الله أقنوم واحد ظهر تارة بكونه الآب وأخرى قام بدور الابن وثالثة بدور الروح القدس).
في مجمع نيقية المسكوني عام 325 لم يكن يميل إلى القانون النيقوي لكنه وقّع عليه دون قبول داخلي، وقد انحاز إلى الطرف الأريوسي بعد انفضاض المجمع. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). في سنة 330 م عزل الأسقف أوستاثيوس الإنطاكي في مجمع إنطاكية الأريوسي؛ وفي سنة 335 م حضر مجمع صور بعد تدشين كنيسة القيامة بأورشليم، الذي قرر عزل البابا أثناسيوس عن كرسيه، وقد طعن البابا في أحقية أوسابيوس في رئاسة المجمع وفي قراره، لكن الإمبراطور ـ خلال الوشايات ـ صدق على القرار ونفاه إلى تريف.
كتاباته:


لعل سر شهرته في كل العالم المسيحي ترجع إلى كتابه "التاريخ الكنسي"، الذي يضم عشرة كتب تحوي تاريخ الكنيسة من تجسد ربنا يسوع المسيح إلى عام 323 م، مقدمًا لنا شرحًا وافيًا عن التلاميذ وعن الأعمال الكرازية والاضطهادات والهرطقات.
بجانب هذا الكتاب له مجموعة من الكتب التاريخية مثل تاريخ العالم منذ الخليقة، وحياة قسطنطين بكونه أول إمبراطور مسيحي في الدولة الرومانية وشهداء فلسطين، وحياة أبيه الروحي بامفيليوس.
يعتبر أيضًا من المدافعين المسيحيين في الفترة المتأخرة، إذ له عدة كتب دفاعية. كما أن له كتبًا عقيدية وتفسيرية وعظات ورسائل.

فباختصار أوسابيوس كان أحد الأساقفة و يعد أب للتاريخ الكنسي و لكنه كان يميل للأريوسية و غير مقتنع بقانون الإيمان النيقاوى

و الآن لنرى تعاليم أوسابيوس القيصرى عن الروح القدس و عقيدته

نقرأ من كتاب
المجامع المسكونية و الهرطقات
للأنبا بيشوى

على الرابط :
http://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_02-History-of-the-Coptic-Church-Councils-n-Christian-Heresies/Al-Magame3-Al-Maskooneya/Encyclopedia-Coptica_Councils_15-Magma3-El-Kostantineya-Inro-06-Door-Yosabios-El-Kaisary-Kabl-Al-Magma3.html#_ftn2
المجامع المسكونية والهرطقات - الأنبا بيشوي

15- دور يوسابيوس القيصرى المؤرخ قبل مجمع القسطنطينية



لا نغفل في سرد هذه الحقبة دور Eusebius Pamphili يوسابيوس القيصرى المؤرخ الشهير أسقف قيصرية (ولد 264م- توفى340م) الذي كان عضوًا في جماعة النصف أريوسيين، وواحد من المتحمسين لأوريجانوس. لقد كان غير دقيق في تعبيراته اللاهوتية، حتى أنه يمكن بسهولة وضعه ضمن المتقدمين في الهرطقة الأريوسية. وقد كتب نفس المفاهيم التي أوردناها عن تعليم أوريجانوس بشأن الروح القدس.
كان يوسابيوس يؤمن ويعلِّم بأن الروح القدس هو ثالث في الكرامة والمجد وفي الدرجة أيضًا أى في الجوهر. فكان يصف الروح القدس بأنه يستقبل نوره من الكلمة، كالقمر في فلك اللاهوت وأنه يستمد كل كيانه وصفاته من الابن. وبذلك كان يحسبه أنه ليس إلهًا ولا حتى بمستوى الابن، أى ليس غير مخلوق، وكونه لا يستمد أصله من الآب كالابن فيتحتم أن يكون واحدًا من الأشياء التي خلقت بواسطة الابن، وبالنص الحرفى يقول:
Oute qeoV oute uioV epi mh ek tou patroV omoiwV tw uiw kai auto thn genesin eilhfen en de ti twn dia tou uiou genomenwn[1]
ثم يعود يوسابيوس ويستدرك هذا الشطط، لعله يعيد للروح القدس شيئًا من هيبته الإنجيلية فيقول: وبالرغم من أنه مخلوق إلا أنه أعلى وأفضل جميع المخلوقات.. لكن أى كرامة لمخلوق!؟
كما يتبين من أقوال يوسابيوس هذا، أن انبثاق الروح القدس مرتبط فقط بإرساليته، أى كحدث زمنى. فمثلًا حينما قال السيد المسيح "متى جاء المعزى الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق" (يو 15: 26). اعتبر يوسابيوس أن الروح القدس انبثق لكى يرسله الابن، أى أنه انبثق في الزمان وأرسل، وبهذا ألغى أزليته. وليت المدافعون عن أوريجانوس يدرسون كتابات يوسابيوس القيصرى المؤرخ وهو من أكبر المدافعين عن أوريجانوس ليكتشفوا خطأ دفاعهم.[2]
حاولت هنا أن أقدم عرض تاريخى عن الأحداث التي سبقت ظهور هرطقة مقدونيوس وأتباعه، والتي أدت إليها، والتداعيات التي أوصلتنا إلى مجمع القسطنطينية.
[1] Euseb. De Eccl. Theol. III. 6.







رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :29  (رابط المشاركة)
قديم 30.04.2012, 14:51

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي أريوس و الأريوسيون


أولا : من هو أريوس ؟



كتاب تاريخ الفكر المسيحي – للقس الدكتور حنا الخضري – صفحة 619

و نعرض تعاليمه أيضا من مصدر آخر :







كتاب كنيستي عقيدة وإيمان – للقمص مينا جاد جرجس كاهن بمدينة إسنا – صفحة 76 .. رقم إيداع 7363 / 2002 .

و للأسف فقد تم إحراق جميع كتابات أريوس على يد الامبراطور قسطنطين :






تاريخ الكنيسة – لجون لوريمر – الجزء الثالث , صفحة 50 – رقم الايداع 8378/1988 .



و طبعا لسنا بحاجة أن أريوس و أتباعه من الأريوسيين ما داموا قد أنكروا ألوهية المسيح فهم لا يؤمنون بالتثليث بطبيعة الحال


نقرأ من كتاب :
المجامع المسكونية والهرطقات - الأنبا بيشوي

على الرابط :
http://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_02-History-of-the-Coptic-Church-Councils-n-Christian-Heresies/Al-Magame3-Al-Maskooneya/Encyclopedia-Coptica_Councils_14-Magma3-El-Kostantineya-Inro-05-Al-Ruh-Al-Kudus-7atta-Haza-Al-Magma3.html

اقتباس
14- الروح القدس حتى مجمع القسطنطينة 381 م


أعلن القديس أثناسيوس منذ البداية رأيه في محاولات الأريوسيين في تشويه الإيمان بالروح القدس وذلك في رسالته الأولى ضد الأريوسية (الفصل الثامن) فقال: "كيف يمكن أن يكون إيمانه بالروح القدس إيمانًا صحيحًا، طالما يتكلم بتجديف على الابن"[1] منكرًا مساواته للآب في الجوهر (هومو أسيون تو باترى).
إن ما قاله القديس أثناسيوس هنا يعتبر وكأنه نبوة أو بعد نظر، لأن ما قاله حدث بالفعل. فبعدما أنهى مجمع نيقية الصراع الخاص بألوهية الابن، بدأ الصراع حول ألوهية الروح القدس، فبدأ القديس أثناسيوس يحارب أيضًا ضد إنكار ألوهية الروح القدس. وفي سنة 360 م أصدر القديس أثناسيوس أول شرح مستفيض عن شخص الروح القدس وانبثاقه من الآب.


و نلاحظ طبعا أن أول شرح مستفيض لشخصية الروح القدس كتب سنة 360 ميلادية بعد المسيح عليه السلام بأكثر من 300 سنة


و لا تعليق !!





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :30  (رابط المشاركة)
قديم 30.04.2012, 14:53

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي


و قد يقول النصارى أن الأريوسية هى بدعة و هرطقة

فكيف نحتج بهرطقة عليهم ؟

الواقع أن ما يعتبره النصارى هرطقة كان فى يوم من الأيام هو المسيحية الرسمية

و فى يوم من الأيام كانت الأريوسية هى الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية

و فى يوم من الأيام كان كل المسيحيين أريوسيين

و ما سبق ليس كلامى بل هو كلام المصادر المسيحية

نقرأ من الموسوعة المسيحية العربية :

http://198.62.75.4/www1/ofm/1god/pensieri/arianesimo.htm

اقتباس



آريوسيّة
En. Arianism


Fr. Arianisme
It. Arianesimo
بدعة مسيحانية نشأت في القرن الرابع، علَّمها الكاهن الإسكندري آريوس، ودخل بسببها في خلاف مع أسقفهِ. كان آريوس يقول بأنّ الكلمة ليس بإله، بل بما أنه "مولود" من الله الآب فهو لا يُشاركه طبيعتهِ، بل تقوم بينهما علاقة "تبنّي"، فالكلمة إذاً ليس بأزليّ بل هو مجرد خليقة ثانويّة أو خاضعة. حُرِمَ آريوس وأنصاره في المجمع المسكونّي النيقاويّ الأوّل عام 325 وعلى إثره نُفيَ. لكن هذا لم يمنع هذه البدعة من التوسع جغرافياً ومن استخدام أصحابَها لأغراضٍ سياسيّة.
في عام 334 أعادَ الأمبراطور قسطنطين آريوس من منفاهُ وبسبب نفوذ بعض الشخصيات المهمة كأسقف القسطنطينية أوسابيوس النيقوميديّ والأمبراطور كوستانتيوس الثاني أصبحت هذه البدعة حتى عام 359 ديناً رسمياً للأمبرطورية الرومانية.
نشأت فيما بعد عدة إتجاهات لنفس البدعة، فكان البعض يعتقد بصحة قانون الإيمان النيقاوي رغم تشكيكهم بمساواة الابن للآب في الجوهر هؤلاء دُعيوا بأشباه الآريوسيين. أما البعض الآخر فقد كان يطعن في صحة قانون الإيمان النيقاوي معتبراً أن طبيعة الابن هي مختلفة تماماً عن طبيعة الآب. ظهرت أيضاً جماعة ثالثة تعتقد بأن الروح القدس هو أيضاً خليقة ثانوية.
مع صعود فالنتِس عام 361 إلى العرش بدأت الأمور تعود إلى مجراها الطبيعي أي لما جاءَ في مجمع نيقيا المسكوني. فينا بعد أُعلن الإيمان النيقاوي عام 379 إيماناً قويماً وديناً رسميّاً للإمبراطورية بفضل الإمبراطور ثيودوسيوس. تثبَّت هذا الإيمان بواسطة المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينية عام 381.
بالرغم من هذا فقد استمرت الآريوسية لقرنين من الزمن وخصوصاً بين الشعوب الجرمانية التي كانت قد بُشِّرَت عن يد مُرسَلين آريوسيين.

ففى كل دين تظهر هرطقات و بدع

لكن أن تتحول البدعة إلى الدين الرسمى فهو ما لا أفهمه !!

فى عام 359 كانت المسيحية الرسمية لا تعترف بألوهية المسيح و لا التثليث !!

و قد يقول قائل أن اعتراف الإمبراطورية الرومانية بالأريوسية كديانة رسمية هو أمر حدث لضغوط سياسية و ليس أن رجال الدين المسيحي أنفسهم اعتقدوا فى الأريوسية

فليكن ... ننتقل للاعتراف التالى ...
نقرأ من كتاب :
المجامع المسكونية والهرطقات - الأنبا بيشوي

من الفصل الخامس :
5- مجمع نيقية: 2) آريوس وهرطقته

على الرابط التالى :
http://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_02-History-of-the-Coptic-Church-Councils-n-Christian-Heresies/Al-Magame3-Al-Maskooneya/Encyclopedia-Coptica_Councils_05-Magma3-Nikeya-02-Arios-Wa-Hartakato.html

اقتباس
كان كرسي روما والإسكندرية في ذلك الوقت متحدان في الإيمان إلى حد كبير على الرغم من مرور فترات ضعف على الكنيسة في العالم كله، في مرحلة محدودة، ظل فيها أثناسيوس وحده متمسكًا بالإيمان الصحيح. مر وقت كاد فيه العالم كله تقريبًا أن يصير أريوسيًا لولا أثناسيوس. ففي وقت من الأوقات عزل الإمبراطور البابا الروماني وعين آخر مكانه ليوقع على قانون الإيمان الأريوسى، ولما عاد البابا من سجنه إلى كرسيه وقّع على قانون الإيمان الأريوسي الذي كان قد رفض التوقيع عليه من قبل. هذه هي المرحلة التي لم يبقى فيها سوى أثناسيوس وأساقفته في مصر وحدهم هم المتمسكون بالإيمان الصحيح. لذلك ليس غريبًا أن يقول إشعياء النبي: "مبارك شعبي مصر" (أش19: 25). لكن في أوقات أخرى كثيرة ساند كرسي روما البابا السكندري، مثل الباباوات معاصري البابا أثناسيوس الذين ساندوه.
انهارت المسيحية في العالم كله وخضعت أمام الطغيان الأريوسى ولم يبقى سوى كرسي الإسكندرية ممثلًا في البابا السكندري المنفى وأساقفته المصريين. ونحن علينا أن نقتفى آثار خطوات آبائنا.

الشاهد مما سبق هو أننا لا نحتج على المسيحيين بمجرد هرطقة
بل نحتج عليهم باعتقاد ساد فيهم لفترة من فترات تاريخهم
اعتقاد فى فترة من فترات التاريخ كانت كل الكنائس تتبعه





رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
الأوائل, اللثام, التثليث


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
إرشاد الأحبة لفضل العشرة الأوائل من ذي الحجة أبوحمزة السيوطي الحج و العشر من ذى الحجة و عيد الأضحى 4 02.10.2012 13:50
حملة العشر الأوائل من ذى الحجة ارجو التثبيت ابو مريم ومعاذ الحج و العشر من ذى الحجة و عيد الأضحى 4 22.10.2011 21:41
حصا اللبان ** نبات طبى بين يديك محب الله ورسوله المنتدى الطبي 4 03.05.2011 14:09
إرشاد الأحبة لفضل العشرة الأوائل من ذي الحجة أبوحمزة السيوطي العقيدة و الفقه 3 03.11.2010 13:36
نص التثليث ينسف التثليث سيف الحتف التثليث و الألوهية و الصلب و الفداء 6 26.02.2010 15:56



لوّن صفحتك :