ثانيا:رواية أنس .
أخرجها الطبرانى فى المعجم الكبير(24/35/ح20892) و المعجم الأوسط(1/67/ح189) وعنه أبو نعيم فى الحلية (3/121) و معرفة الصحابة (6/3408/ح7782) – ولم يذكر متنه بل أحال على حديث ابن عباس – وعنه ابن الجوزى فى العلل المتناهية (10/270/ح433) جميعا من طرق عن أَحْمَدُ بن حَمَّادِ بن زُغْبَةَ، ثنا رَوْحُ بن صَلاحٍ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ بنتُ أَسَدِ بن هَاشِمٍ أُمُّ عَلِيِّ بن أَبِي طَالِبٍ، دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهَا، فَقَالَ:رَحِمَكِ اللَّهُ يَا أُمِّي، كُنْتِ أُمِّي بَعْدَ أُمِّي، وتُشْبِعِينِي وتَعْرَيْنَ، وتُكْسِينِي، وتَمْنَعِينَ نَفْسَكِ طَيِّبًا، وتُطْعِمِينِي تُرِيدِينَ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ تُغَسَّلَ ثَلاثًا، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَاءُ الَّذِي فِيهِ الْكَافُورُ سَكَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، ثُمَّ خَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصَهُ، فَأَلْبَسَهَا إِيَّاهُ وَكَفَّنَهَا بِبُرْدٍ فَوْقَهُ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَامَةَ بن زَيْدٍ، وَأَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ، وَعُمَرَ بن الْخَطَّابِ، وَغُلامًا أَسْوَدَ يَحْفُرُونَ فَحَفَرُوا قَبْرَهَا، فَلَمَّا بَلَغُوا اللَّحْدَ حَفَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، وَأَخْرَجَ تُرَابَهُ بِيَدِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاضْطَجَعَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ:اللَّهُ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، اغْفِرْ لأُمِّي فَاطِمَةَ بنتِ أَسَدٍ، ولَقِّنْهَا حُجَّتَها، وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا، بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَالأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي، فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا، وأَدْخَلُوها اللَّحْدَ هُوَ وَالْعَبَّاسُ، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ .
قلت : هذا إسناد ضعيف ، فيه روح بن صلاح هو أبو الحارث روح بن صلاح بن سيابة بن عمرو بن أوس بن جحدم بن الحارث بن مالك بن كعب الحارثي المذحجي المصري([1])، ذكره ابن حبان فى الثقات([2]) ووثقه الحاكم([3]) ، و حكى ابن ماكولا ضعفه([4]) وضعفه ابن عدى([5]) و قال ولروح أحاديث ليست بالكثيرة عن ابن لهيعة والليث بن سعد ويحى بن أيوب وحيوة وغيرهم ، وفى بعض حديثه نكرة ، وضعفه الدارقطنى([6]) وسكت عنه الذهبى ([7])
و قال الحاكم سمعت أبا طالب قال لى أخو ميمون واسمه أحمد بن محمد بن زكريا أبو بكر البغدادى أقام بمصر ، إتفقنا على أن لا نكتب بمصر حديث ثلاثة علي بن الحسن السامي وروح بن صلاح وعبد المنعم بن بشير ثم قال لي أبو الحسن وروح بن الصلاح يقال له روح بن سيابة هو مصري وكذا عبد المنعم مصري و علي بن الحسن مصري([8]) ، وقال ابن منده([9]) صاحب مناكير
قلت والعجب العجاب ممن صحح الحديث أو حسنه ، معتمداً على توثيق الحاكم وابن حبان – مع العلم المسبق بتساهلهم فى التوثيق([10]) ، بل ولا يذكر من جرحه ، هذا عين التدليس – .
وأقول : إن من صحح الرواية معتمداً على توثيق ابن حبان فقد وقع فى غلط عظيم وتناقض بَيِّن وذلك من وجهين ، الأول أنه عول على توثيقه أغفل – أو تغافل - تجريح غيره له، والثانى أن عبارة ابن حبان فى كتابه لها توجيه يرد زعم المصححين فقد قال رحمه الله "روح بن صلاح من أهل مصر روى عن ........ وأهل مصر " وهذه الرواية يرويها عن الثورى وهو كوفى ، فهذا أمر غريب ، لذلك قال أبو نعيم بعد ذكره " غريب " ، ثم هناك علة أخرى فى هذا الإسناد وهو تفرد مثل روح بالرواية عن الثورى بمثل هذا الحديث كما نص عليه الطبرانى فى الأوسط وكذلك أبو نعيم فى الحلية ، وتفرد مثله ليس بمحتمل ، فأين من سمع منه ممن اشتهروا بالرواية عنه ، أغفلوا تلك الرواية ؟!
وقال الهيثمى([11])رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه روح بن صلاح، وثقه ابن حبان والحاكم وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح
قلت : وهذا فيه نظر ، فأحمد بن حماد بن زغبة ليس من رجال الصحيح .
[1] الأسماء والكنى للحاكم (3/147/ت1637)
[2] الثقات (8/244/ت13240)
[3] ميزان الاعتدال (2/58/ت2801)
[4] الإكمال (5/15)
[5] الكامل فى الضعفاء لابن عدى (3/146/ت667)
[6] المؤتلف والمختلف (2/77)
[7] المغنى فى الضعفاء للذهبى (1/111/2139) ، ميزان الإعتدال (2/58/2801)
[8] سؤالات البرقانى الصغير (صـ5 / ت رقم 20)
[9] فتح الباب فى الكنى والألقاب لابن منده (صـ229)
[10] ابن حبان عليه رحمة الله كثيراً ما يوثق المجهولين ! حتى اللذين يصرح هو بنفسه أنه لا يدرى من هو ولا من أبوه ! ، ونص ابن عبد االهادى فى الصارم المنكى تساهلهما(1/6) و(1/103) .
[11] مجمع الزوائد للهيثمى (9/210/15399)
آخر تعديل بواسطة Moustafa بتاريخ
08.08.2010 الساعة 18:37 . و السبب : تكبير الخط