التثليث والتجسد سباحة في نهر الغموض ام غوص في بحر الخيال

[ابن النعمان]

التثليث والتجسد سباحة في نهر الغموض ام غوص في بحر الخيال

بسم اللّه الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
يمكن للانسان ان يؤمن بشىء لا يفهمه بناء علي دليل قاطع بوجوده اذ فهم الكنه شيء واثبات الوجود شيء اخر في نظر العقل والعقلاء ‘ وبمعني اخر هناك فرق بين ما يفهمه العقل وبين ما يرفضه رفضا باتا ‘ هناك فرق بين السباحة في نهر الغموض وبين الغوص في بحر الخيال وعدم الفهم ليس ذريعة للتغاضي عن ادلة الوجود وبراهين الامكان ‘ فهذا مختلف عن ذاك فالإنسان لا يفهم الكثير مما اقره العلم بعد التجربة والبرهان واصبح من المسلمات والحقائق وهذا هو الطبيعي و المقبول ‘ والشيء يمكن ان يتسامي ويتعالي بكنهه عن الادراك تعبيرا عن العظمة والجلال والكبرياء فلا تحيط باسراره ولا تصل لاغواره ومع ذلك يظهر باثره للعيان ظهورا لا يحتاج جلاء بصر او قوة بصيرة ‘ فالخلق يدل علي الخالق والابداع يدل علي كمال العلم والقدرة والتنظيم والاستمرار يدل علي القيام والهيمنة والهداية ليجمع المستدل عليه مع تساميه دليل وجوده وامارات حدوثه‘ فيتسربل بالغموض كيفا لا وجودا وحضورا ‘ كما يمكن للشيء ان يخرج عن نطاق الحواس ويتواري عن الاحساس بصغر حجمه ودقة جرمه ولطف صنعه فلا عين ترمقه ولا اذن تصوخه ولا انف تتنسمه ولا شعور يجسه ثم يتكشف بفعله ويبرز بشواهده والامثلة كثيرة ولو استرسلنا في ذكرها فلن ننتهي وخذ عندك مثلا الفيروسات الممرضة والميكروبات المعدية والاشاعات القاتلة والامواج المدمرة الي غير ذلك المهم ان التسامي يتعانق مع دليل الوجود والاعتراف بالذاتية يسبق البحث في الماهية وناتي للفهم فتجد الانسان يؤمن بالهاتف والتلفاز واللاسلكي ولكنه لا يفهم الظواهر التي تم من خلالها تجلت تلك الآلات فعدم فهمه الظواهر لم يجعله ينكر المظاهر وكيف وهي امامه عيانا بيانا ‘ ويعلم بالاثر دون البصر ان هناك الكترونات ونيترونات وبرتونات وروح وامواج وترددات وقبل كل ذلك يؤمن بالله وصفاته ايمان مكتسب بآياته التي تملأ الافاق دون احاطة بذات او معرفة لكنه ‘ وعندما يضع قوانين للمغناطيسية والجاذبية يضع امامها علامة استفام كبيرة كيف ينجذب شيء لشيء آخر دون صلة او علاقة او سابق معرفة ؟ ولماذا تسقط الاجسام من اعلي الي اسفل لا من اسفل الي اعلي وكل ذلك بالادلة والقرائن الدامغة وكذا في كل الامثلة التي ذكرناها لابد ان تاتي مرحلة الفهم بعد الاثبات .
- نخلص من كل ذلك الي ان العقل قبل ان يعترف بعجزه عن ادراك شيء لابد ان يحرر له اولا استمارات الاقرار ويمنحه وثائق الاعتماد وينفي عنه التناقض مع الفطرة والبديهيات والمسلمات العقلية و النقلية اذ لا معني من ان يستغلق علي العقل فهم شيء غير موجود او محال الحدوث
- جزئية الاستغلاق وعدم الفهم العقل هو الذي يقررها باختبار قدرته علي الاستيعاب كالذي يريد ان يحمل ثقلا ولا يعلم ان كان في طاقته حمله ام لا لا مفر له من مباشرة حمله اولا ليحكم علي نفسه بالقدرة او العجز
وعلي هذا الاساس نريد ان نسأل النصاري هل التثليث اوالتجسد امر خارج حدود العقل فلا يفهم ام انه في الحقيقة خارج حدود المعقول فلا يقبل هل العقيدة المسيحية غامضة ام تناقض صريح فاضح ‘ ايا كانت الاجابة فنحن نطالب بالدليل الصريح مع التنويه التالي :
الدليل علي عدم الادراك يجب ان يصاحبه ‍ايات ظاهرة وشواهد صادقة ودلائل ناطقة علي الوجود وتأتي الحدوث والعكس صحيح فلا تكون هناك حجج قوية وبراهين جلية علي بطلانه و استحالة حدوثه وبمعني اخر يجب ان يكون القبول بدليل والرفض بدليل والحظر العقلي بدليل.

للمزيد من مواضيعي