آخر 20 مشاركات
الهولي بايبل و معاملة النساء زمن الحروب و الصّراعات المسلّحة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إجابة عن سؤال : ماذا قدّم المسلمون للبشرية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          المهتدي مويزو روتشيلد و رحلة من اليهودية إلى الإسلام (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أسرار خطيرة عن التمويلات الكنَسية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة مُباركة من سورة الزّمر : الشيخ إبراهيم أبو حجلة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة مُباركة من سورة فاطر : الشيخ القارئ إياد عوني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الخمر و الحشيش و الدعارة في كتاب النصارى ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سورةالزُمَر : الشيخ القارئ خالد بن محمد الرَّيَّاعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سورة غافر : الشيخ القارئ خالد بن محمد الرَّيَّاعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          يهوه ينادي بالحج ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إشهار إسلام الأخت مارتينا ممدوح (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مصيبة عيد القيامة في الكنائس (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الأضحية هي قربان لله أم للأوثان ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          زاهي حواس ينفي وجود ذكر للأنبياء في الآثار (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          ضربة لمعبود الكنيسة تعادل في نتائجها الآثار المرعبة لهجوم نووي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سؤال حيّر الأنبا رفائيل وجعله يهدم المسيحية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة عذبة من سورة القلم : الشيخ القارئ عبدالله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة من سورتي السجدة و الإنسان : الشيخ القارئ عبد الله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )

حدث فى يوم6 رمضان

رمضان و عيد الفطر


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 04.08.2011, 07:14
صور $أبو علي$ الرمزية

$أبو علي$

عضو

______________

$أبو علي$ غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 02.06.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1.888  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
03.11.2012 (18:32)
تم شكره 41 مرة في 31 مشاركة
Gadid حدث فى يوم6 رمضان


نزول التوراة:
أنزلت التوراة على سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لستٍّ مضين من رمضان.
فتح عمورية:
في 6 رمضان 223هـ الموافق 31 يوليو 838م لبَّى الخليفة العباسي المعتصم نداء طلب النجدة في عمورية وفتحها.
أول نصر للمسلمين على الصليبيين:
في السادس من شهر رمضان عام 532هـ الموافق 17 مايو 1138م، حدث أول نصر للمسلمين على الصليبيين بقيادة عماد الدين زنكي شمال الشام بحلب.
فتح بلاد السند:
في 6 رمضان 63هـ الموافق 14 مايو 682م انتصر محمد بن القاسم على جيوش الهند عند نهر السند وتم فتح بلاد السند، وكان ذلك في آخر عهد الوليد بن عبد الملك.
منقول للفائدة
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : حدث فى يوم6 رمضان     -||-     المصدر : مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة     -||-     الكاتب : $أبو علي$







توقيع $أبو علي$


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 04.08.2011, 13:22
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي


جزاك الله خيرا اخانا الحبيب ابا علي اكمل اكرمك الله وبعد انتها الشهر الفضيل
بحوله تعالى اقوم ان شاء الله دمج كافة المواضيع في موضوع واحد وتثبيته بعد أثرائه
رزقنا الله واياكم الفردوس الاعلى


يقول ابن كثير رحمه الله عن فتح عمورية :

فتح عمورية على يد المعتصم

لما تفرغ المعتصم من بابك وقتله وأخذ بلاده استدعى بالجيوش إلى بين يديه وتجهز جهازا لم يجهزه أحد كان قبله من الخلفاء، وأخذ معه من آلات الحرب والأحمال والجمال والقرب والدواب والنفط والخيل والبغال شيئا لم يسمع بمثله.

وسار إلى عمورية في جحافل أمثال الجبال، وبعث الأفشين حيدر بن كاوس من ناحية سروج، وعبى جيوشه تعبئة لم يسمع بمثلها، وقدم بين يديه الأمراء المعروفين بالحرب، فانتهى في سيره إلى نهر اللسى وهو قريب من طرسوس، وذلك في رجب من هذه السنة.

وقد ركب ملك الروم في جيشه فقصد نحو المعتصم فتقاربا حتى كان بين الجيشين نحو من أربعة فراسخ، ودخل الأفشين بلاد الروم من ناحية أخرى، فجاؤوا في أثره وضاق ذرعه بسبب ذلك إن هو ناجز الخليفة جاءه الأفشين من خلفه فالتقيا عليه فيهلك، وإن اشتغل بأحدهما وترك الآخر أخذه من خلفه.


سبب فتح عمورية :

ذكر ابن الأثير أن " أن امرأة هاشمية صاحت، وهي أسيرة في أيدي الروم: وامعتصماه " , وعلي ما يبدو ضعف تلك الرواية, وذلك لعدة أمور منها, أن المؤرخين الذين ذكروا قصة المرأة اختلفوا هل هي هاشمية أم لا؟, فبينما يذكر ابن الأثير أنها هاشمية يذكر العصامي" أن رجلا وقف على المعتصم حال شربه وقال: يا أمير المؤمنين كنت بعمورية وجارية من أحسن النساء أسيرة قد لطمها على وجهها علج فقالت: وامعتصماه" , وكذلك ابن الجوزي في المنتظم , ونجد الاختلاف في كونها هاشمية أم لا في كثير من كتب المؤرخين والأدباء, فنجد القلقشندي يذكر رواية ذات طابع أدبي بديع عن تلك الشريفة التي أسرها الروم . كذلك فإن تلك الرواية لم يذكرها المعاصرون, فنجد أن الطبري لم يذكر تلك الرواية, كذلك فإن المسعودي يذكر أنه عند وصول نبأ الغارة " فدخل إبراهيم بن المهدي على المعتصم، فأنشده قائماً قصيدةً طويلةً يذكر فيها ما نزل بمن وصفنا ويحضه على الانتصار ويحثه على الجهاد" .

قسم المعتصم جيشه إلى فرقتين فرقة بقيادة الأفشين توجهت شمالاً صوب أنقرة ، وفرقه كان هو على رأسها ، وكان إمبراطور الروم قد خرج لمواجهة الأفشين فتقابلا عند " دزمون " في الخامس والعشرين من شعبان سنة 223 هـ ، وألحق به الأفشين هزيمة قوية ، هرب الإمبراطور على إثرها إلى " القسطنطينية " وترك جزءاً من جيشه في " عمورية " بقيادة " ياطس " .

وجاءت الأخبار إلى المعتصم بهزيمة الإمبراطور فسرَّه ذلك ، ثم ركب من فوره إلى أنقرة وتقابل مع الأفشين هناك ، فدخلها الجيش الإسلامي دون أي مقاومة ، بعد أن فرَّ أهلها عقب هزيمة إمبراطور الروم .

ثم توجه بعدها إلى " عمورية " فوصلها صبيحة الجمعة السادس من شهر رمضان المبارك سنة 223 هـ وضرب عليها حصارًا محكماً ، وفي تلك الأثناء بعث الإمبراطور برسالة إلى المعتصم يطلب منه الصلح ، ويعتذر له عما فعله بـ " زبطرة " ، وتعهّد أن يعيدها كما كانت ، وأن يفرج عن أسرى المسلمين الذين كانوا عنده ، إلا أن المعتصم أبى الصلح ، ولم يطلق سراح الرسول حتى فتح " عمورية " .

وكان المعتصم قد علم من أحد الذي كانوا يقيمون في " عمورية " أن موضعاً من سور المدينة جاءه سيل شديد فانهار ، فلم يحكم الروم بناءه كما كان ، وبقي هذا الجانب من السور ضعيفا ، وعندها ضرب المعتصم خيمته تجاه هذا الموضع ، ونصب عليه المجانيق ، وبدأ يقصفه قصفاً متواصلاً حتى تهدم وانفرج السور ، فهب المسلمون من ساعتهم لدخول المدينة ، ودوَّت الأصوات في جنباتها ، فدخلها المسلمون مكبرين رافعين رايات النصر في السابع عشر من شهر رمضان سنة 223هـ ، بعد أن استسلم قائدهم " ياطس " ، وقُتِل منهم خلق كثير ، وأمر المعتصم بهدم سائر نواحي المدينة وأسوارها

وأخذ المسلمون من عمورية أموالا لا تحد ولا توصف فحملوا منها ما أمكن حمله، وأمر المعتصم بإحراق ما بقي من ذلك، وبإحراق ما هنالك من المجانيق والدبابات وآلات الحرب لئلا يتقوى بها الروم على شيء من حرب المسلمين، ثم انصرف المعتصم راجعا إلى ناحية طرسوس في آخر شوال من هذه السنة.
وكانت إقامته على عمورية خمسة وعشرين يوما.


مصادر : البداية والنهاية لابن كثير - الكامل في التاريخ لابن الاثير - الاسلام ويب - موسوعة المعرفة







توقيع جادي
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( آل عمران )
جلس أبو الدرداء يبكي بعد فتح جزيرة قبرص لمّا رأى بكاء أهلها وفرقهم، فقيل: ما يبيكيك يا أبا الدرداء في يوم أعزالله به الإسلام؟ فقال: (ويحكم ما أهون الخلق على الله إن هم تركوا أمره بينما هم أمة كانت ظاهرة قاهرة، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترون




رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 04.08.2011, 13:29
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي


فتح السند :


عزم الحجاج على فتح إقليم السند، بعد أن استقرت أحوال الدولة الأموية، فأسند هذه المهمة إلى محمد بن القاسم وكان دون العشرين من عمره، وجهَّزه بما يكفل له النجاح من عدة وعتاد، وأمدَّه بستة آلاف جندي من أهل الشام، بالإضافة إلى ما كان معه من الجنود، فأصبح تحت قيادته نحو عشرين ألفًا فى تقدير بعض المؤرخين

اتخذ محمد بن القاسم من مقاطعة مهران فى جنوبي فارس قاعدة للفتح ونقطة انطلاق، فقسَّم جيشه نصفين، أحدهما برِّي والآخر بحري، ثم تحرك قاصدًا مدينة الديبُل -وهى تقع قريبًا من كراتشى الحالية فى باكستان- وفتح فى طريقه إليها فنزبول، وأرمائيل، ثم وافته السفن التي كانت تحمل الرجال والعتاد، فحاصر الديبل واستولى عليها بعد قتال دام ثلاثة أيام، وترك فيها حامية من أربعة آلاف رجل، وبنى لهم مسجدًا

وكان لفتح المسلمين مدينة الديبل أثر كبير فى أهل السند، فسارعوا يطلبون الصلح فصالحهم محمد بن القاسم ورفق بهم، ثم سار إلى البيرون -حيدر آباد السند حاليا- فتلقاه أهلها وصالحوه كذلك، وكان لا يمر بمدينة إلا فتحها صلحًا أو عَنوة، وتوَّج ذلك كله بالانتصار على داهر ملك السند، ومضى يستكمل فتحه، فاستولى على حصن راوَدْ، ثم برهماناباذ، والرور وبهرور، ثم اجتاز نهر بياس وعبر إلى إقليم الملتان، فاستولى عليه بعد قتال شديد، وغنم كميات كبيرة من الذهب

وبينما يواصل محمد بن القاسم فتوحاته؛ إذ جاءته الأخبار بوفاة الحجاج سنده وعونه فى الفتح، فاغتم لذلك غما شديدًا؛ لكنه واصل فتوحاته حتى أتم فتح بلاد السند، وجاءته قبائل الميد والجات والزط تقرع الأجراس فرحة هاتفة، مرحبة به، لأنهم عدُّوه محررهم من ظلم الهندوس واستعبادهم

وفى هذه الأثناء مات الخليفة الوليد بن عبد الملك سنة 96هـ، وتولَّى أخوه سليمان بن عبد الملك منصب الخلافة، فعيَّن على العراق صالح بن عبد الرحمن، وكان واحدًا من ألد خصوم الحجاج، فقرر الانتقام منه على الرغم من وفاته سنة 95هـ، فى شخص ابن عمه محمد بن القاسم، فعزله عن قيادة الجيش .


يتبع ....





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 04.08.2011, 13:41
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي


محمد بن القاسم الثقفي … فاتح الهند


أ.د/ عبد الحليم عويس

بدايات دخول المسلمين الهند :
كان العرب قد عرفوا الهند قبل الإسلام، وأحبوها إلى حد أنهم اتخذوا منها اسماً لنسائهم ـ كما يذكر محمد يوسف الهندي ـ ويفصل الخليج العربي بلاد الهند هذه عن الجزيرة العربية ، ولهذا كان من الطبيعي أن يكون هذا المانع المائي هو أول حلقة اتصال بين العرب من ناحية، وبلاد الهند والسند من ناحية أخرى ، وقد قامت العلاقات التجارية بين الجانبين منذ آلاف السنين قبل الميلاد ؛ فكانت قوافل العرب تأتي بتجاراتها إلى بلاد الهند؛ بل استقر بعض العرب في مناطقها الساحلية واندمجوا في أهلها ، كما حمل العرب منتجات شبه القارة الهندية ، وثمارها إلى بلادهم الأصلية.
ولما كانت تجارتهم عن طريق البحر كان من الطبيعي أن يُقتصر اتصالهم على الشواطئ والسواحل، ولا سيما الساحل الغربي والجنوبي .


وقد عرف العرب قبل الإسلام بعض قبائل الهند مثل الزط (جات) والميدا وهما قبيلتان من قبائل السند عرفتا بالغزو والتهور والشراسة فجندهما الفرس ، وربما كثر احتكاكهما بالعرب حتى أننا نجد عبد الله بن مسعود يقول عن بعض من رآهم في صحبة الرسول  : “رجال كأنهم الزط في أشعارهم وأجسامهم”. مما يدل على أنهم كانوا معروفين لدى العرب تماماً في ذلك الوقت .
وقد كانت التجارة العربية مع الهند تسير براً من مصر والشام على ساحل البحر الأحمر إلى اليمن، ثم تبدأ الرحلة البحرية عن طريق حضرموت وعمان والبحرين إلى كراتشي ، أو عن طريق المحيط الهندي إلى موانئ الهند ، ولما جاء الإسلام استمرت صلة الهند قوية بالعرب ، وهناك كلمات من اللغة الهندية موجودة في القرآن الكريم ، وأقوال الرسول  مثل مسك وزنجبيل وكافور ، وقد أهدى بعض ملوك الهند للرسول  جرة فيها زنجبيل فأطعم الرسول  أصحابه منها .
ولأن نشاط العرب نشاط تجاري ؛ فإن لنا أن نتوقع أن يقتصر اتصالهم على السواحل الهندية التي كانوا يعرفونها جيداً ، ويعرفون المدن الواقعة على الساحل الطويل لبحر العرب ، كما كانوا ينطلقون من هذه البلاد إلى ما وراءها فيذهبون إلى خليج البنغال ، وبلاد الملايو وجزر إندونيسيا.
وقد بقيت بعض الموانئ الهندية ـ التي اشتهرت منذ العهد العربي ـ محتفظة بأسمائها حتى الآن؛ مثل ميناء تيز بإقليم مكران ، وميناء الديبل ببلاد السند ، وميناء (تهانة)، وكهمبانت ، وسوبارة ، وجيجو في إقليم كجرات ببلاد الهند ، ومن هذه الموانئ كانت سفن التجار العرب تتجه إلى ميناء البنغال وموانئ الجذر الهندية وميناء القامرون (كامروب) ، وتستمر في سيرها حتى تصل إلى بلاد الصين ، وقد ذكر الجغرافيون العرب هذه الموانئ ووصفوها في كتبهم .
وفكرة العرب عن الهند أنها بلاد وافرة الغنى والثراء “بحرها در ، وجبالها ياقوت ، وشجرها عطر” ، وقد استورد العرب من الهند الأقمشة والعاج ، والذهب ، والفضة ، والعملات الذهبية، وأنواع التوابل ، والسكر ، والأرز ، والمسك ، وجوز الهند ، وغيرها .
“وقد تبارز المقاتلون بسيوف الهند البتارة ، وتعطرت النساء بعطورها ، ورفلن في حريرها ، وازين بلآلئها ، وازدحمت الجموع حول الملاعب ليشاهدوا نمور الهند وفيلها في المعترك”.
وصدر العرب لبلاد الهند الجلد المصبوغ ، والدقيق ، وتمر البصرة ، وخمرة العراق ، والزمرد من مصر ، والخيول العربية الأصيلة ، والعود الذي كان يستخدم في المعابد السندية إلى غير ذلك … ـ كما يقول الدكتور الساداتي ـ .
وقد أقام بعض التجار العرب في الموانئ والمدن الساحلية الهندية ، واستوطنت جاليات عربية هناك قبل الفتح الإسلامي لهذه البلاد ، كذلك كان هناك هنود أقاموا بين العرب، وأخذوا عنهم لغاتهم ، وتعلموا لسانهم، وعرفوا بينهم، واشتهروا بألقابهم مثل الزط والميدا والتكاكرة …

وبعد قيام دولة الإسلام؛ قويت العلاقات التجارية بين بلاد الهند والسند ، وبين البلاد العربية ، ففي عهد أبي بكر  ؛ أي في خلال سنتين ، استطاع العرب أن يدخلوا بلاد الشام والعراق .
وقد أقر أبو بكر أبا العلاء بن الحضرمي على ولاية البحرين أحد مراكز التجارة العربية مع الهند والصين .
وفي عهد عمر  دخلوا بلاد إيران حتى وصلوا خليج العرب ، وكانت هذه المنطقة في أيدي أقوام عظيمة، فقد كان الخليج العربي مركزاً تجارياً في أيدي الفرس ، ومنه كانت السفن التجارية تتحرك نحو بلاد السند والهند ، والصين ، حاملة أنواع البضائع من جهة إلى جهة أخرى ، وبالعكس .
ولما استولى العرب على هذه البلاد وفتحوها راجت تجارة العرب مع بلاد السند والهند حتى فتح العرب بلاد السند ، وبذلك زادت العلاقات التجارية تحسناً وتقدماً في هذا الجزء الشرقي مع الاتصال بالجزء الغربي من العالم .
ومما هو جدير بالذكر أن العلاقات التجارية بين المسلمين ، وبين بلاد السند والبنجاب ، والتي قد تسببت في بدء العلاقات السياسية ، وكانت من أهم الأسباب التي وجهت المسلمين من عرب عمان والمناطق الساحلية المجاورة إلى شن الغارات البحرية ، بغية تأسيس دعائم حكمهم على المدن الواقعة في سواحل السند ، وسواحل إقليم كجرات بالهند منذ سنة (15هـ) .
وقد قام عثمان بن أبي العاص الثقفي والي عمان والبحرين ؛ بإعداد ثلاث حملات بحرية ، وقد تولى بنفسه قيادة واحدة منها اتجهت إلى ناحية (تهانة) عاصمة إحدى محافظات ولاية مهاشترا الجديدة الآن . وتقع على بعد (23) ميلاً من مدينة (بومباي) الحالية ، بينما توجهت الثانية يقودها أخوه الحكم بن أبي العاص الثقفي نحو ميناء بهروج على الساحل الهندي شمال إقليم (مورت) ببلاد الهند الحالية ، أما الثالثة فقد تولى أمرها أخ ثالث اسمه المغيرة بن أبي العاص الثقفي ، ويممت شطر الديبل ؛ الذي يغلب على ظني أن موقعه كان قرب ميناء كراتشي الحالي في جمهورية باكستان ، وعلى كل حال فهذه الحملات لم تزد عن أن تكون مناوشات لم تصل على مستوى الفتح بمعناه المعروف، ولعل هذه هو سر عودة هذه القوات إلى قواعد انطلاقها في عمان بعد أن تمكنت من تحقيق مهمتها؛ وهي الاستطلاع والإعداد للفتح ، وتأديب قراصنة الهند والسند، وملك السند ؛ الذي زود ملك الفرس بالمال والسلاح في موقعة القادسية … وفي سنة (23هـ) وصلت حملتان إسلاميتان إلى إقليم مكران وفتحته ، وتوغلت بقية القوات داخل السند ؛ ولكنها عادت أدراجها إلى مكران … وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان عهد إلى حكيم بن جبلة العبدي إلى الذهاب إلى هذه البلاد (السند) ودرس أحوالها وجمع معلومات عنها ، ورجع إلى والي العراق… وعندما تولى عبد الله بن عامر بن كريز القشيري ولاية العراق سنة(29هـ) ؛ عين عبيد الله بن معمر التيمي حاكماً على مكران فأثخن حتى بلغ نهر السند …
وقد استمر الاحتكاك العسكري والمناوشات بين المسلمين وأهل مكران أيام معاوية ؛ الذي كانت بلاد الهند ترتعش في أيامه ، فقد أتى المهلب بن أبي صفرة إلى ذلك الإقليم سنة (44هـ) نائباً عن عبد الله بن عامر والي العراق فوصل إلى (بتنة) والأهوار (لاهور) ، وهما بين الملتان وكابل فلقيه العدو وقاتله هو ومن معه .
وفي عام (90هـ) استولى قراصنة السند بعلم من ملكهم (داهر) على ثماني عشر سفينة بكل ما فيها من الهدايا والبحارة والنساء المسلمات؛ اللائي عمل آباؤهم بالتجارة وماتوا في سرنديب وسيلان ، وكان ملك سرنديب يبغي التودد إلى أمير العراق (الحجاج) الذي علم بما جرى عن طريق تاجر تمكن من الهرب وأخبره ، وحاول الحجاج بن يوسف الثقفي استرداد النساء والبحارة بالطرق السلمية؛ ولكن داهر اعتذر بأنه لا سلطان له على القراصنة … وأعد الحجاج جيشاً تلو الآخر ؛ الأول بحري إلى ميناء الديبل ، والثاني بري إلى ميناء إيران فمكران ولكنهما فشلا في تحقيق ما خرجوا إليه .
فاستشاط الحجاج غضباً وأقسم ليفتحن هذه البلاد ، وينشر الإسلام في ربوعها ، وقرر القيام بحملة منظمة ، ووافق الخليفة الوليد بن عبد الملك بعد تردد ، وبعد أن تعهد له الحجاج أن يرد إلى خزينة الدولة ضعف ما ينفقه على فتح بلاد السند.

جهود محمد القاسم في فتح الهند :
وفي سنة (91هـ) اختار الحجاج صهره وابن أخيه (عماد الدين محمد بن القاسم الثقفي)؛ الذي كان والياً على الري ببلاد فارس، وعينه قائداً عاماً على الجيش الإسلامي، الذي تقرر قيامه بفتح بلاد السند .
لقد اقترن اسم (محمد بن القاسم) ببلاد السند؛ فهو الفاتح الحقيقي الأول لها؛ حيث كانت ملجأ للخارجين على الدولة الإسلامية ، وكان أهلها كثيراً ما يعتدون على سفن المسلمين في البحر ، مما دعا (الحجاج بن يوسف) والي العراق (للوليد بن عبد الملك) أن يُلح على الوليد بفتح تلك البلاد ، فأذن له الوليد بذلك فجهز جيشاً كبيراً قوامه عشرون ألف مقاتل ، وعين (محمد بن القاسم) قائداً لذلك الجيش، وكان عمره سبع عشرة سنة .
وقد تحركت الجيوش الإسلامية من بلاد فارس عن طريق الساحل ، وفي الوقت نفسه تحركت السفن من البصرة تحمل العتاد والرجال ، وقد اكتمل وصول الجيوش البرية والبحرية إلى (الديبل)، وعسكر (محمد بن القاسم) على أسوارها وحاصرها ، وضربها بالمنجنيقات، وأتلف أسوارها، وهدم المعبد البوذي فيها؛ لأنه كان يُستغل لأهداف عسكرية، وتمكن من دخولها عنوة ، فهرب أميرها ، فبنى المسلمون بها مسجداً ، وأقام بها جماعة منهم ، ثم تقدم ابن القاسم شمالاً في بلاد السند ، وتمكن من فتح العديد من المواقع [العمري : الفتوح الإسلامية عبر العصور، ص: 171، إشبيليا ـ الرياض].
وعندما قام ابن القاسم هذا بحملته كان المسلمون قد نجحوا في فتح بعض المناطق بجنوب أفغانستان الحالية ، ثم اتجهوا نحو كرمان ومكران، وكذلك فتحوا سستان ، ثم كانت حملة ابن القاسم ؛ الذي أتم الله على يديه نعمة نشر الإسلام بكل مناطق السند ، ودخول أهلها في دين الله أفواجاًَ … وقد وصل محمد بن القاسم إلى شيراز من الري ، والتحق بالجيش هناك ، ورسم خطة الفتح؛ التي تقوم على شقين: بحري وبري ، وتم اجتياز الحدود السندية في نفس عام (91هـ) من مكان اسمه الآن (داربيتجي) .
وسار المسلمون يفتحون في بلاد السند حتى وصلوا إلى (الملتان) ، وتمكنوا من فتحها عنوة، وكان بها معبد للبوذية يحج إليه أهل السند، ويستغلّ في أغراض عسكرية ، فهدمه المسلمون وحطموا أصنامه ، واستقر ابن القاسم في (الملتان)، وصارت مركزاً رئيساً للمسلمين، وأخذ ينظم الحاميات الإسلامية، ويبني المساجد بمختلف أنحائها، كما نظم أمورها الإدارية، والمالية، والحربية، وتمكن من تأمين سفن المسلمين في البحر ، وبدأ الإسلام ينتشر في تلك المناطق.
وإلى جانب ذلك نجح الجيش الإسلامي في فتح بعض البلاد مثل فنزبور ، وأرمابيل ، وسيطرت القوات البحرية على شيراز، وانضم إلى الجيش الإسلامي عند الديبل كثير من رجال الميد والجات (الزط) المنبوذين من البراهمة ، ثم فتح المسلمين حصن الديبل ، وثـَمَّ إطلاق سراح الأسرى المسلمين، ثم مكث ابن القاسم فترة في الديبل نظم أمورها ، ووزع المغانم على مستحقيها، ثم توجه إلى مدينة (النيرون) ؛ التي استسلمت دون إراقة دماء ، ثم اتجه نحو سيوستان؛ التي فتحت بعد مناوشات خفيفة ، ثم اتجه ابن القاسم إلى (البودهية) ، التي استسلمت أيضاً ، وكالعادة اهتم ابن القاسم بتنظيم الأمور في هذه المدن ، وقد أرسل حاكم منطقة (بت) البوذي يعلن استسلامه .
وهكذا بدأ الناس يتعرفون على الإسلام ، ويدخلون في دين الله أفواجاً ، ونجح ابن القاسم في مسيرته المظفرة حتى أضحى على شاطئ (نهر السند) ؛ الذي تقع عاصمة (داهر) على الضفة الشرقية منه، وعرض على داهر الإسلام فأبى وأصرّ على القتال، وعبر المسلمون إلى الشاطئ الشرقي واندفعوا في إصرار واستبسال داخل المناطق الشرقية، وهزموا قوات داهر بعد قتال مرير دام أياماً، وأثناء المعارك تقدمت مجموعة من قادة السند نحو محمد بن القاسم وأعلنوا إسلامهم ، وقد قتل داهر في قلعة (راور).
وأخذ ابن القاسم يواصل فتوحاته في بلاد السند فتسقط بين يديه المدن تلو الأخرى؛ مثل بهرور ، ودهليلة ، وبرهمان أباد ، وكان بها جيسيه بن داهر، غير أن ابن القاسم حاصرها ، وطلب أعيانها وسكانها الأمان، والتزموا بالطاعة ، وبقى فيها ابن القاسم ينظم أمورها، وبنى فيها مسجداً ، وعين عليها حاكماً ، وفي سنة (94هـ) فتح مدينتي (منهل وهراور) ، وفتح عاصمة السند (ألور)، ثم توجه إلى مدينة باتيه ، وكان عليها ابن عم داهر ؛ ولكنه استسلم ثم أسلم وحمل لقب (المستشار المبارك) ، ثم توجه محمد بن القاسم إلى الملتان ففتحها ، وهي إقليم البنجاب ، وهو جزء من مملكة داهر ، ثم فتح الفكوج ، وقنوج .
وحينما بويع للخليفة (سليمان بن عبد الملك) سنة (96هـ)؛ قام بعزل (محمد بن القاسم) عن ولاية السند ؛ لصلته (بالحجاج بن يوسف الثقفي)؛ الذي كان سليمان ناقماً عليه ، فاضطربت أحواله ، وظلت كذلك إلى أن أسلم معظم أهلها وأمرائها؛ عن طريق الدعوة بالحكمة والعدل، في أيام عمر بن عبد العزيز رحمه الله.
ومع أن بلاد السند لم تخل من بعض المشاكل ، فمع ذلك انطلق المسلمون منها لغزو بلاد الهند عدة مرات في العصر الأمويّ .
وكان من دأب (محمد بن القاسم الثقفي) أن يجنح إلى الصلح والسلم ما وسعه ذلك ، وقد أوصاه بذلك الحجاج بن يوسف الثقفي :
“إذا أردت أن تحتفظ بالبلاد فكن رحيماً بالناس ، ولتكن سخياً في معاملة من أحسنوا إليك ، وحاول أن تفهم عدوك، وكن شفوقاً مع من يعارضك ، وأفضل ما أوصيك به أن يعرف الناس شجاعتك ، وأنك لا تخاف الحرب والقتال” .
كما كان يعمد فوراً إلى إقامة المساجد في كل المدن التي يتم له فتحها ..
وكان يشرك أبناء البلاد المفتوحة في إدارة البلاد … يضاف إلى ذلك ما كان يشاهده أبناء البلاد الهنادكة من مساواة إسلامية مطلقة ، وعدل إسلامي كامل ، يتناقضان تماماً مع التعاليم البرهمية التي تشرع للفروق بين البشر ، فتجعل البراهمة مخلوقين من فم الله ، والأكشترية من ذراعه، والويشية من فخذه ، والمنبوذين (الشودري) من قدمه .
وقد حدد (منو دهر ماساسترا) فقيه الهندوس الأكبر ـ وظائف الطبقات بدقة صارمة ، فالبرهمي هو سيد الطبقات جميعاً ، والأكشتري عليه أن يحمل السلاح دفاعاً عن الوطن ، والويشي عليه أن يتاجر ، وينفق على أهل الدين ، ورجاله ، أما الشودري المنبوذة فهو خادم هذه الطوائف الثلاث الشريفة …
هذا بينما كان المسلمون يقفون في الصلاة متجاورين لا فرق بين الغني والفقير ، والأمير والشخص العادي … كما كان القاضي المسلم يسوي بين كل الناس حتى في المجالس والألقاب … فضلاً عن الأحكام .
وكان للمساجد التي بناها محمد بن القاسم في الديبل ، والبيرون ، والرور ، والملئان وغيرها؛ أثر كبير في تعريف الناس على المساواة الإسلامية …


المصـــــــــــــــدر

http://www.el-wasat.com/owies/?p=236#more-236





رد باقتباس
قديم 04.08.2011, 13:41
جادي
هذه الرسالة حذفها جادي. السبب: تكرار
   
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 06.08.2011, 07:24
صور $أبو علي$ الرمزية

$أبو علي$

عضو

______________

$أبو علي$ غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 02.06.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1.888  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
03.11.2012 (18:32)
تم شكره 41 مرة في 31 مشاركة
افتراضي


اقتباس
جزاك الله خيرا اخانا الحبيب ابا علي اكمل اكرمك الله وبعد انتها الشهر الفضيل
بحوله تعالى اقوم ان شاء الله دمج كافة المواضيع في موضوع واحد وتثبيته بعد أثرائه

أعانك الله يا شيخنا الحبيب





رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
يوم6, رمضان


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
حدث فى يوم5 رمضان $أبو علي$ رمضان و عيد الفطر 3 06.08.2011 07:28
حدث فى يوم 3 رمضان $أبو علي$ رمضان و عيد الفطر 0 02.08.2011 20:41
حدث فى يوم 1 رمضان $أبو علي$ رمضان و عيد الفطر 4 02.08.2011 19:38
حدث فى يوم 2 رمضان $أبو علي$ رمضان و عيد الفطر 3 02.08.2011 07:14
شهر الانتصارات رمضان ( حدث في رمضان ) نوران رمضان و عيد الفطر 16 17.08.2010 10:20



لوّن صفحتك :