آخر 20 مشاركات
سورةالزُمَر : الشيخ القارئ خالد بن محمد الرَّيَّاعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سورة غافر : الشيخ القارئ خالد بن محمد الرَّيَّاعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          يهوه ينادي بالحج ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إشهار إسلام الأخت مارتينا ممدوح (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مصيبة عيد القيامة في الكنائس (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الأضحية هي قربان لله أم للأوثان ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          زاهي حواس ينفي وجود ذكر للأنبياء في الآثار (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          ضربة لمعبود الكنيسة تعادل في نتائجها الآثار المرعبة لهجوم نووي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سؤال حيّر الأنبا رفائيل وجعله يهدم المسيحية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة عذبة من سورة القلم : الشيخ القارئ عبدالله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة من سورتي السجدة و الإنسان : الشيخ القارئ عبد الله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة من سورة الطور : الشيخ القارئ عبد الله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إنهم يعبدون مريم ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          نص طوبيا 12: 9 يُبطل خرافة التجسد ، الصلب و الفداء (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة من سورة الإسراء : الشيخ القارئ أحمد عبدالكريم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          آمنتُ بالمسيح ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سورة الرحمن : الشّيخ القارئ عبدالله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 19.07.2011, 20:37
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي الإحسان لغير المسلمين في المجتمعات الإسلامية


بسم الله الرحمن الرحيم

الإحسان لغير المسلمين في المجتمعات الإسلامية
الدكتور / عبد الله بن إبراهيم اللحيدان 15 محرم, 1432



الإحسان لغير المسلمين في المجتمعات الإسلامية من الوسائل الهامة في دعوتهم، فقد شرع الإسلام لغير المسلمين من الذميين والمستأمنين المعاملة الحسنة لقوله تعالى:[ لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ] {الممتحنة:8}
وهذه الآية أصل في معاملة غير المسلمين المعاهدين، وحكمها باق غير منسوخ، قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله معنى الآية الرخصة في الإحسان إلى الكفار والصدقة عليهم إذا كانوا مسالمين بموجب عهد أو أمان أو ذمة.
القرآن والسنة يدعوان إلى الإحسان:
وفي القرآن الكريم نصوص كثيرة في ضرورة الإحسان إلى الناس في القول والعمل وإيجاب العدل معهم قال تعالى "[إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ] {النحل:90} ..." وقال تعالى " [و وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا] {البقرة:83} " إلى غير ذلك من ا لآيات، أما السنة ففيها الكثير من الشواهد على الإحسان والعدل مع غير المسلمين، كما أن فيها عددا من النصوص التي تبين عاقبة الظلم خاصة ظلم أهل الذمة، وتوعد من ظلمهم بأن يكون حجيجه يوم القيامة، منها قوله صلى الله عليه وسلم "ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة " وفي صحيح البخاري أن عمر رضي الله عنه كان يقول "أوصيكم بذمة الله فإنها ذمة نبيكم" وكان يقول أوصي الخليفة من بعدي بأهل الذمة خيرا أن يفي لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم وألا يكلفوا فوق طاقتهم.
وكان العلماء والقضاة يسيرون على هذا النهج من النصح للخلفاء بأن يرفقوا بأهل الذمة، لقد جاء في كتاب الخراج لأبي يوسف قوله لأمير المؤمنين هارون الرشيد "وقد ينبغي يا أمير المؤمنين - أيدك الله- أن تتقدم في الرفق بأهل ذمة نبيك وابن عمك محمد صلى الله عليه وسلم والتفقد لهم حتى لا يظلموا ولا يؤذوا ولا يكلفوا فوق طاقتهم ولا يؤخذ شيء من أموالهم إلا بحق يجب عليهم.
لا بد من التفريق بين الإحسان والولاء والبراء:
وجدير بالذكر هنا أن هناك فرقا بين البر المسموح به وبين الموالاة والمودة المحرمة، فهناك فرق ظاهر بين الإحسان في المعاملة للمعاهدين وبين مودتهم بالقلوب، فالأمر بالبر والإحسان إليهم لا يستلزم مودتهم بأي حال من الأحوال، فقد أوصى الله تعالى بالإحسان إلى الوالدين الكافرين، مع أنه نهى عن مودة الآباء والأبناء إن استحبوا الكفر على الإيمان، قال تعالى:[ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفْلِحُونَ] {المجادلة:22} …" وقال تعالى في شأن الوالدين " [وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ] {العنكبوت:8} …" قال ابن حجر رحمه الله "البر والصلة والإحسان لا يستلزم التحابب والتوادّ المنهي عنه.
من صور الإحسان الثابتة في الشرع:
مما سبق يتبين أن الإحسان لغير المسلمين من الأمور الهامة في دعوتهم وتحبيب الإسلام إليهم، ومما أباحه الله في ذلك ما يلي:
أولا الصدقة: فيجوز للمسلم أن يتصدق على الجار الكافر من غير المحاربين من غير الزكاة للآية التي ذكرتها، وقد مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند مقدمه إلى أرض الشام بقوم مجذومين من النصارى فأمر أن يعطوا من الصدقات وأن يجرى عليهم القوت.
ثانيا : صلة القرابة وتبادل الهدايا وحسن الجوار:
صلة الرحم من الأخلاق المحمودة عند كل عاقل وفي كل دين، ولا بأس أن يصل المسلم المشرك قريبا كان أو بعيدا، وتتأكد الصلة في حق الوالدين كما سبق ذكره في الآية قبل ذلك، وفي البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: "قدمت أمي وهي مشركة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال: نعم صلي أمك" قال ابن حجر قولها راغبة "أي راغبة في شيء تأخذه وهي على شركها" ولهذا استأذنت أسماء أن تصلها ولو كانت راغبة في الإسلام لم تحتج إلى إذن.
وكما يجوز صلة القريب والإهداء إليه، فإنه يجوز قبول هديته لأن النبي صلى الله عليه وسلم قبل هدية زينب بت الحارث اليهودية امرأة سلام بن مشكم في خيبر، حيث أهدت له شاة مشوية مسمومة كما ثبت ذلك في السنة.
قال ابن باز رحمه الله ويحسن إليه -أي غير المسلم- ويتصدق عليه إن كان فقيرا، ويهدى إليه إن كان غنيا، وينصح له فيما ينفعه لأن هذا مما يسبب رغبته في الإسلام والدخول فيه. أهـ
إعانة المحتاج من صور الإحسان:
ومن ذلك أيضا إعانة المحتاج سواء كان بكفالة العاجز منهم أو كبير السن، وهذا هو ما سار عليه الخلفاء الراشدون في صدر الإسلام في معاملتهم لأهل الذمة، ففي خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه كتب خالد بن الوليد رضي الله عنه في عقد الذمة لأهل الحيرة بالعراق – وكانوا نصارى – وجعلت لهم أيما شيخ ضعف عن العمل أو أصابته آفة من الآفات أو كان غنيا فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه طرحت جزيته وعيل من بيت مال المسلمين هو وعياله.
وفي خلافة عمر بن عبد العزيز رحمه الله كتب إلى عدي بن أرطأة وانظر من قبلك من أهل الذمة قد كبرت سنه وضعفت قوته وولت عنه المكاسب فأجر عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه.
ويدخل في ذلك إغاثة الملهوف وإسعاف المحتاج منهم كما لو وجد مصابا أو من انقطع به الطريق فلا حرج أن يعينه، قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : قضاء حاجة الكافر لا بأس بها إذا كان ليس فيه معصية. أهـ
زيارة مرضاهم وتعزيتهم .
ومن ذلك أيضا عيادة مرضاهم، واستند من أباحها من العلماء إلى ما جاء في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه أن غلاما ليهودي كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقال : أسلم فأسلم.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية "عيادته - يعني النصراني- لا بأس بها فإنه قد يكون في ذلك مصلحة لتأليفه على الإسلام.
ويؤخذ مما سبق أن على الدعاة إلى الله ألا يوجهوا دعوتهم إلى الكبار فقط بل يوجهوا دعوتهم إلى الصغار أيضا كما فعل عليه الصلاة والسلام.
أما التعزية ففيها خلاف بين العلماء، والظاهر أنها تجري مع المصلحة، قال الشيخ ابن باز رحمه الله "لا بأس أن يعزيهم في ميتهم إذا رأى المصلحة الشرعية في ذلك، وقال ابن عثيمين رحمه الله : التعزية جائزة إذا كان هناك مصلحة شرعية.
وقد سئل الشيخ ابن باز عما يقوله عند تعزيته، فقال يقول له: جبر الله مصيبتك أو أحسن لك الخلف بخير، وما أشبه ذلك من الكلام الطيب، ولا يقول غفر اله له ولا يقول: رحمه الله إذا كان كافرا أي لا يدعو للميت، وإنما يدعو للحي بالهداية وبالعوض الصالح ونحو ذلك.
للمزيد من مواضيعي

 






المزيد من مواضيعي


توقيع جادي
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( آل عمران )
جلس أبو الدرداء يبكي بعد فتح جزيرة قبرص لمّا رأى بكاء أهلها وفرقهم، فقيل: ما يبيكيك يا أبا الدرداء في يوم أعزالله به الإسلام؟ فقال: (ويحكم ما أهون الخلق على الله إن هم تركوا أمره بينما هم أمة كانت ظاهرة قاهرة، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترون




رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 20.08.2011, 11:09

البتول

مشرفة قسم الصوتيات والمرئيات

______________

البتول غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 12.08.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.074  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
11.08.2021 (14:56)
تم شكره 362 مرة في 265 مشاركة
افتراضي


موضوع قيم ..
جزاكم الله خيرا ..





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 21.08.2011, 14:25
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله خيرا اختنا الفاضلة





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 21.08.2011, 16:52
صور فاطمة الزهراء الرمزية

فاطمة الزهراء

عضوة شرف المنتدى

______________

فاطمة الزهراء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 18.08.2011
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 555  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
11.05.2017 (02:33)
تم شكره 88 مرة في 61 مشاركة
افتراضي


لا يستطيع احد انكار توافر صفة الأحسان الى غير المسلمين في معظم المسلمين ..
جزاك الله خيرا على ما قدمت .. شكرا لك







توقيع فاطمة الزهراء


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 24.08.2011, 15:25
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي


جزاكِ الله خيرا اختنا الفاضلة فاطمة
رزقنا الله واياكم الفردوس الاعلى





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :6  (رابط المشاركة)
قديم 24.08.2011, 15:31
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي


(2)

الاحسان لغير المسلمين في ذاكرة التاريخ

تاريخ الإسلام شاهد على أن المسلمين لم يُكرهوا أحداً في أي فترة من فترات التاريخ على ترك دينه، فالإسلام دين العقل والفطرة، ولا يقبل من أحد أن يَدخله مكرهاً، تحدى الأولين والآخرين بمعجزته الخالدة، ولم يعرف في تاريخ المسلمين الطويل أنهم ضيقوا على اليهود والنصارى أو غيرهم، أو أنهم أجبروا أحداً من أي طائفة من الطوائف اليهودية أو النصرانية على اعتناق الإسلام(1)، يقول توماس آرنولد: "لم نسمع عن أية محاولة مدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي"(2).

لقد كان عهد الخلفاء الراشدين امتداداً لعهد النبي صلى الله عليه وسلم وشهد صوراً من سماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين، من إعانتهم بالمال أو النفس عند الحاجة، ومن كفالة العاجز منهم عن العمل، كبير السن، وغير ذلك، وأسوق هنا بعض الشواهد والأمثلة التي تبين سماحة الصحابة رضي الله عنهم في معاملة غير المسلمين.

1- في خلافة أبي بكر رضي الله عنه كتب خالد بن الوليد رضي الله عنه في عقد الذمة لأهل الحيرة بالعراق - وكانوا من النصارى - : "وجعلت لهم أيما شيخ ضعف عن العمل، أو أصابته آفة من الآفات أو كان غنياً فافتقر، وصار أهل دينه يتصدقون عليه طرحت جزيته، وعيل من بيت مال المسلمين هو وعياله"(3).

إن الذين يسعون إلى تقرير التكافل الاجتماعي وبيان صوره لن يجدوا أعظم من هذه الصورة في الإسلام مع مخالفيه، فهو يتسامى بمن يعيشون في كنفه ويحوطهم برحمته وإحسانه عندما يحتاجون إلى مواساة لأي سبب من الأسباب، بل يجعلهم عيالاً على بيت مال المسلمين ويرضخ لهم منه أياً كانت ديانتهم.


إن التكافل الاجتماعي في الإسلام لا يرضى أن يذل رجل من أهل الذمة، وهو يحيا في كنف الإسلام فيعيش على الصدقة يتكفف الناس، ولكن الإسلام يحميه ويكرمه، ويوجب على الدولة أن تعوله وتعول عياله(4).


2- كان أبو بكر رضي الله عنه يوصي الجيوش الإسلامية بقوله: "وستمرون على قوم في الصوامع رهباناً يزعمون أنهم ترهبوا في الله، فدعوهم ولا تهدموا صوامعهم"(5).

3- أوصى عمر رضي الله عنه الخليفة من بعده بأهل الذمة أن يوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم وأن لا يكلفوا فوق طاقتهم(6).


- مرّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بباب قوم وعليه سائل يسأل: شيخ كبير ضرير البصر، فضرب عضده من خلفه وقال: من أي أهل الكتاب أنت؟ قال: يهودي، قال: فما ألجأك إلي ما أرى؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسن، قال: فأخذ عمر بيده وذهب به إلى منزله فرضخ له بشيء من المنزل، ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه فوالله ما أنصفناه، أن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم "إنما الصدقات للفقراء والمساكين" والفقراء هم المسلمون، وهذا من المساكين من أهل الكتاب، ووضع عنه الجزية وعن ضربائه(7).

5- إن السماحة في المعاملة يجب أن تكون في ضوء ضوابط الشرع ومقاصده، ومثل ذلك يتطلب أن يكون المسلم على بصيرة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة من الصحابة والتابعين في هذا الشأن، فمن صور السماحة في المعاملة: ما روي عن عمر رضي الله عنه أنه لما قدم الجابية من أرض الشام استعار ثوباً من نصراني فلبسه حتى خاطوا قميصه وغسلوه وتوضأ من جرة نصرانية(8).

6- ومن السماحة أن يراعى في معاملتهم كل مصلحة وقصد صحيح، فعن عبدالله بن قيس قال: كنت فيمن تلقى عمر بن الخطاب مع أبي عبيدة مقدمه من الشام، فبينما عمر يسير إذ لقيه (المقلسون) وهم قوم يلعبون بلعبة لهم بين أيدي الأمراء إذا قدموا عليهم بالسيوف والريحان، فقال عمر رضي الله عنه: مه، ردوهم وامنعوهم، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين هذه سنة العجم أو كلمة نحوها، وإنك إن تمنعهم منها سروا أن في نفسك نقضاً لعهدهم، فقال: دعوهم، عمر وآل عمر في طاعة أبي عبيدة(9).

وفي ذلك دليل على أن هذا الدين ما جاء إلا بالرحمة، والهداية، وإنقاذ البشر من الضلال إلى الهدى، ومن ظلمات الكفر إلى نور الطاعة، ولا عجب فمن مدرسة النبوة تخرج هذا الصحابي وغيره، ممن لا يؤذون الناس بل يغمرونهم بعطفهم ورحمتهم وسماحتهم وإحسانهم.


7- عن مجاهد قال كنت عند عبد الله بن عمرو رضي الله عنه وغلامه يسلخ شاة فقال: "يا غلام إذا فرغت فابدأ بجارنا اليهودي، فقال رجل من القوم: اليهودي أصلحك الله؟ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار حتى خشينا أو روينا أنه: سيورثه"(10).

8- وفي خلافة عمر بن عبد العزيز رحمه الله كتب إلى عدي بن أرطأة: "وانظر من قبلك من أهل الذمة قد كبرت سنه وضعفت قوته وولت عنه المكاسب فأجر عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه"(11).
وهذا لون من السماحة في المعاملة والعدل الذي لا يعرف له وجود إلا في الإسلام؛ لأنه قائم على احترام الإنسانية ومعرفة حقوقها(12).


9- وعندما أمر عمر بن عبدالعزيز رحمه الله مناديه ينادي: ألا من كانت له مظلمة فليرفعها وقام إليه رجل ذمي من أهل حمص فقال: يا أمير المؤمنين أسألك كتاب الله قال: وما ذاك؟ قال: العباس بن الوليد بن عبدالملك اغتصبني أرضي، والعباس جالس، فقال له عمر: يا عباس ما تقول؟ قال: نعم، أقطعنيها أمير المؤمنين الوليد، وكتب لي بها سجلاً، فقال عمر: ما تقول يا ذمي؟ قال: يا أمير المؤمنين أسألك كتاب الله تعالى، فقال عمر: نعم كتاب الله أحق أن يتبع من كتاب الوليد، قم فاردد عليه ضيعته، فردها عليه(13).

10- وفي عهد الرشيد كانت وصية القاضي أبي يوسف له بأن يرفق بأهل الذمة حيث يخاطبه بقوله: "ينبغي يا أمير المؤمنين - أيدك الله - أن تتقدم في الرفق بأهل ذمة نبيك، وابن عمك محمد صلى الله عليه وسلم ، والتفقد لهم حتى لا يظلموا، ولا يؤذوا، ولا يكلفوا فوق طاقتهم، ولا يؤخذ من أموالهم إلا بحق يجب عليهم"(14).


إن من يقرأ القرآن الكريم يعلم حقيقة السماحة في الإسلام في أعظم قضية جاء بها الإسلام وهي قضية التوحيد، حيث عرض لها القرآن بأسلوب سمح سهل يدركه كل عاقل، ويستدل على حقائق الإيمان بما يحسه الناس ويدركونه بأيسر طريق.


وعبر تاريخ دولة الإسلام كان يعيش في داخلها غير المسلمين في مراحل قوتها وضعفها، فلم يجبروا على ترك معتقداتهم، أو يكرهوا على الدخول في الإسلام، والقاعدة العظمى في الإسلام أن لا إكراه في الدين؛ ولذا فقد عاش الذميون وغيرهم في كنف دولة الإسلام دون أن يتعرض أحد لعقائدهم ودياناتهم(15).
إن الإسلام لم يقم على اضطهاد مخالفيه، أو مصادرة حقوقهم، أو تحويلهم بالكره عن عقائدهم، أو المساس الجائر بأموالهم وأعراضهم ودمائهم، وتاريخ الإسلام في هذا المجال أنصع تاريخ على وجه الأرض(16).



الهوامش:

1- انظر: عقد الذمة في التشريع الإسلامي، محمد المطرودي، ص: (17).
2- الدعوة إلى الإسلام، توماس آرنولد، ص: (99).
3- كتاب الخراج، أبو يوسف، ص: (306).
4- انظر: الموسوعة في سماحة الإسلام، ج1, ص: (446).
5- فتوح الشام، الواقدي، ج1, ص: (8).
6- رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما رقم الحديث: (1392).
7- كتاب الخراج، أبو يوسف، ص: (126).
8- أنظر: إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان، ج1و ص: (153، 157).
9- كتاب الأموال، أبو عبيد القاسم بن سلام، ص: (180).
10- رواه البخاري في الأدب المفرد، باب جار اليهودي، وصححه الألباني، انظر: صحيح الأدب المفرد، الألباني ص: (72) رقم الحديث: (95).
11- كتاب الأموال، أبو عبيد، ص: (57).
12- أنظر: الموسوعة في سماحة الإسلام، محمد الصادق عرجون، ج1, ص: (211).
13- أنظر: البداية والنهاية، ج9, ص: (213).
14- الخراج، أبو يوسف، ص: (125).
15- أنظر: تلبيس مردود في قضايا حية، د. صالح بن حميد، ص: (30).
16- التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام، محمد الغزالي، ص: (6).
مقال د. بدر ناصر البدر





المزيد من مواضيعي
رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
أغير, المجتمعات, الميزان, المسلمين, الإسلامية


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
بالروابط الأجنبية و الصور: اكبر مجموعة شهادات لغير المسلمين عن النبى محمد ((تحدى))!!! د. نيو إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول السيرة و الأحاديث النبوية الشريفة 12 24.11.2014 20:59
هل ينظر الإسلام لغير المسلمين بعين الرحمة والعطف ؟ د/مسلمة ركن الفتاوي 6 23.06.2012 20:19
تعريف بكتاب وموقع لغير المسلمين ابوالسعودمحمود تعرف على الإسلام من أهله 1 04.07.2011 07:10
قانون التبني لغير المسلمين queshta العقيدة و الفقه 4 19.07.2010 21:31
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان أمــة الله القسم الإسلامي العام 6 04.11.2009 16:21



لوّن صفحتك :