رقم المشاركة :751 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() هل ترى الفروق؟
يوميًا يستيقظ قبل الفجر بساعة، يتوضأ، يصلِّي ما تيسَّر له، ولا يفتأُ بين كلِّ ركعتَين يُنادي زوجتَه برفق، داعيًا إيَّاها للصَّلاة حتَّى يؤذَّن للفجْر.ثم ينزل للصَّلاة في المسجد كعادته، لا يفوِّتُ صلاةً في المسجد أبدًا؛ بل يجلس إلى الشروق، يذْكُر الله تعالى، قد تغلبه عيناهُ وينام في المسجد، وله عذره، فيومُه شاق جدًّا. يصلي الضُّحى في المسجد، ثُمَّ يصعد إلى بيته، يسأل زوجته هل صلَّت، فإذا تأكَّد من صلاتِها، نام نصف ساعة، ثم يقوم فيرتدي ملابسَه ويفطر - ما عدا يومَي الاثنيْن والخميس - ويصلِّي ركعتيْن، ويذهب إلى العمل. كل يوم يتكرر المشهد. ثم يعود غالبًا مع أذانِ المغرِب، أحيانًا مع أذان العصْر لكن هذا نادر جدًّا، بالتأكيد يوم شاق. يدخل البيت، يُسلم على زوجته وهو مرهق جدًّا، ينظُر إلى أولادِه في ودٍّ، يُصافِحُهم، يتناولون الطَّعام جَميعًا. ثم: "زوجتي العزيزة، هلاَّ أعددتِ لي مشروبًا منعشًا؛ فهذا وقتُ المراجعة...". تنهضُ الزَّوجة تلبِّي الطلب، يدخل غُرْفة المكتب، ويُغْلِق الباب. يُحاول أحد الأولاد أن يُخرج والده من عزلته، ينادي الأب زوْجَته، يقول بابتسامة عذبة: "زوجتي الحبيبة، إذا أردتم راحتي، فلا يزعجْني أحد؛ فهذا وقت المُراجعة". تحاول الزوجة أن تخبر زوجها: هناك أمور في البيت تَحتاج منك بعض الاهتمام. يردُّ - ولا تزالُ ابتسامتُه تعلو وجهَه -: "فيما بعد، فيما بعد، يوم الجمعة لِناظره قريب". كان هذا حاله من زمن طويل، استسلمت الزَّوجة. كانت تقوم بالأعباء وحدها. شيء انكسر، طفل مريض، أي شيء وكل شيء. تظنُّون أنَّه يَجلس مع أولاده ليحفظهم؟ بالطبع لا؛ هُناك شيخ يقوم بهذه المهمَّة. لم يقصِّر؛ شيخ يَحضر أسبوعيًّا، مدارس إسلاميَّة. حتى الآن الحياة تقليديَّة جدًّا. فأين المشكلة؟ ![]() صورة أخرى: يوميًا يستيقظ قبل الفجر بساعة، يتوضأ، يصلِّي ما تيسَّر له، ولا يفتأُ بين كلِّ ركعتَين يُنادي زوجتَه برفق، داعيًا إيَّاها للصَّلاة حتَّى يؤذَّن للفجْر. ثم ينزل للصَّلاة في المسجد كعادته، لا يفوِّتُ صلاةً في المسجد أبدًا. يذْكُر الله تعالى، بل يجلس إلى الشروق، قد تغلبه عيناهُ وينام في المسجد، وله عذره، فيومُه شاق جدًّا. يصلي الضُّحى في المسجد، ثُمَّ يصعد إلى بيته، يسأل زوجته هل صلَّت، فإذا تأكَّد من صلاتِها، نام نصف ساعة، ثم يقوم فيرتدي ملابسَه ويفطر مع زوجته وأولاده - ما عدا يومَي الاثنيْن والخميس - لأنَّ كلهم صائمون، ويصلِّي ركعتيْن، ويذهب إلى العمل. يوصِّل أبناءه للمدرسة. لا ينسى ملاطفة زوجته، يوصيها خيرًا، وتوصيه خيرًا. كذا تعوَّدا من أوَّل يومٍ جَمَعهما الله - تعالى - في ذلك البيْت الطيِّب. كل يوم يُجدِّد إيمانه بِهذه الجلسة، بهذه الوصيَّة. ثم يعود غالبًا مع أذان المغرب، أحيانًا مع أذان العصْر لكن هذا نادرٌ جدًّا. بالتأكيد يوم شاق، لكنَّه يستعين بالله ولا يعجِز. يدخل البيت، يطرح إرْهاقه جانبًا، يُسلِّم على زوجتِه. ينظر إلى أولادِه في ودٍّ، يَحتضنهم في شوق. يصافح هذا ويداعب هذا. يتناولون الطَّعام جميعًا، وهم يتبادلون حوارًا لطيفًا نافعًا. ثم: "زوجتي العزيزة، هلاَّ أحضَرْتِ المصحف فهذا وقت المراجعة". ذهبت الزَّوجة وهي تبتسِم في سعادة. أحضرت المصحف، بدأ الزَّوْج يقرأ وِرْدَه اليومي. أطفاله من حوله يسمعون أباهم يتلو القُرآن. يا له من صوتٍ عذْب! يبدأ الزوج يستمع لأولاده، وهم يتنافسون على القِراءة وتَحسين الصوت. تقول له زوجته معاتبة: "ألا تُحضر لهم شيخًا بدلاً من أن تُرْهِق نفسك؟". يردُّ مُستنْكِرًا: "وأين أذْهَب أنا؟! ألا تُريدين لي أجرًا بعد موتي؟!". تبتسم في سعادة. تقرأ وِرْدَها. ثم نصف ساعة، تجتمع فيه العائلة على درس مفيد، يومًا يستمعون فيه شريطًا، يومًا يقرؤون في السيرة، يومًا في التَّوحيد، يومًا آخر أسئلة فقهيَّة، وهكذا. كل يوم يتجدَّد اللِّقاء. ويَجتمع شمل الأُسرة على الخير. هل علمتُم الآن الفرق؟ وأين كانت المشكلة؟ ![]() منقول المزيد من مواضيعي
|
الأعضاء الذين شكروا pharmacist على المشاركة : | ||
رقم المشاركة :752 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() التوبة استَيْقظ من نومِه مذعورًا، يتَصَبَّب عرقًا، وكانت عقارب الساعة تغازل الثالثة فجرًا، بقي مذهولاً للحظات، وهو يستحضر صورة الحلم الرهيب، فقد رأى في منامه أنه يتقيَّأ في برميلٍ لا يمتلئ أبدًا، بل يغور قعره كلما زاد تقيؤُه. لم يغمض جفنيه حتى لاح نور الصباح، وبقي لساعات يتدبَّر حلمه، وأمعاؤه تتمَزَّق كأنه تقيَّأ فعلاً، اختلط لديه الحلم بالواقع،وبدأ التغيُّر يدبُّ في تصوُّره للأحلام شيئًا فشيئًا، فبعدما كان هواه فرويديًّا في تفسير الأحلام، تبَيَّن له أنها قد تحمل معانيَ أعمق من ذلك بكثير، فقرَّر البحث عن تفسير ديني أو روحاني لحلمه الرهيب. قام باكرًا من فراشه على غير عادته، وقد عافت نفسه الطعام، ولم يستطعْ أن يقرب الإفطار؛ استشار أخته في الأمر، فدَلَّتْه على فقيه سوسي [نسبة إلى سوس، وهي منطقة جنوب المغرب، اشتهر أهلها بالفقه وعلوم القرآن]، مشهور بين الناس بتفسيره الأحلام على طريقة ابن سيرين. استقلَّ سيارته متَّجهًا صوب المدينة، حيث الفقيه، وفي ذهنِه تتدافَع الأسئلة ليصلَ بعد سبع ساعات من السفر، فكان استرشاده بأول شخص يلقاه على مداخل المدينة كافيًا ليبلغ ضالته، فقد كانتْ شهرة الفقيه تطبق الآفاق كنار القرى ليلاً على علم. ![]() انتظر ساعات قبل أن يحل دوره لكثْرة المترَدِّدين على الفقيه، وما أن حدثه بالرؤيا حتى بادره بالقول: "أفطرت رمضان عمدًا ولسنوات عدَّة". اقْشَعَرَّ بدنه، وهو يسمع هذا التفسير من رجلٍ لا يعرف عنه شيئًا، وهو الذي عاش ملحدًا يساريًّا منذ ما يزيد عن عشرين عامًا، ينكر كل شيء يتجاوز المادة، ويرى أن العلوم المادية وحدها ما يفسر العالم ووقائعه، وأن كل الارتباطات التي تفَسِّر الأشياء سببيَّة، يُمكن تفسيرُها بقواعد علميَّة دقيقة، دونما الحاجة إلى الإيمان بقُوى خفيَّة تحكمها، وأن نظام الوجود لا يحتاج إلى إلهٍ بتاتًا! دمعتْ عينا الرجل، وهو ينظُر إلى الفقيه الذي يعلوه الوقار بِلِحْيته الكثَّة البيضاء، والتي يتخلَّلها بضع شعيرات سوداء، ثم نطق قائلاً: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله". فابْتَسَم الفقيه برِقَّة دون أن تظهرَ أسنانُه، وهو يقول: "كأنِّي بك لم تسلمْ إلا اليوم"، فردَّ الرجل بكلمات مخنوقة بالبكاء: "لقد عشتُ ملحدًا منذ سن الواحدة والعشرين، وهأنذا اليوم قد قاربتُ الثانية والأربعين، وقد أفطرت رمضان عمدًا كل هذه السنوات". نظر الفقيه إليه مليًّا بعينيه المغرورقتين بالدمع، وتنَهَّد بعمق قبل أن يحدثه قائلاً: "الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنَّا لنهتديَ لولا أن هدانا الله". تلمظ الرجل وعلى وجنتيه يلمع الدمع الذي جادتْ به عيناه، وقال: "لا أجد رقابًا أُحَرِّرها، ولا أملك المال لإطعام مئات المساكين، وصيام يكفر عن واحد وعشرين رمضان أمرٌ بعيد المنال، ولا طاقة لي به". ضحك الفقيه من كلمات الرجل وقرأ: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، ثم قرأ: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، فتابع كلامه قائلاً: على أي حال تُبْ إلى الله، وأَكْثِر من الصلاة والاستغفار والصدَقات، ولاَ تنْسَ أن رحمة الله وسعتْ كل شيء، والإسلامُ يجبُّ ما قبله. قام الرجل وقد دَبَّ الإحساس بالطمأنينة والأمان في قلبه، وتثاقَلَتْ خُطاه، وهو يغادر مجلس الفقيه، ثم وقف هنيهة على خطوات منه، وأصاخ إليه السمع، وهو يقرأ بصوت رخيم: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]. منذ ذلك اليوم لم ينسَ الرجلُ أنَّ الله أعظم مِن أن يحيط به عقله الصغير. ![]() منقول |
رقم المشاركة :753 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() قصة الأمير و رامي الإبر
يحكى انه دخل على احد الأمراء شخص بارع في رمي الإبر،وقام أمامه بعرض مدهش إذ وضع إبرة كبيرة أمامه و رماها بإبرة ثانية فدخلت من فتحة الإبرة الأولى و استقرت فيها، ثم رمى الإبرة الثانية بثالثة فدخلت في فتحة الإبرة الثانية، ثم جاء بإبرة رابعة و أدخلها بتلك الطريقة في الإبرة الثالثة. و هكذا دواليك و لأكثر من عشر إبر حتى استحسن الحضور براعته. فما كان من الأمير الصامت إلا أن أمر له بعشرة دنانير و عشر جلدات. و لمّا استفسر أحد الحضور من الأمير قائلا: قد فهمنا يا مولاي منحك هذا الرجل عشرة دنانير ، فما سبب الجلد بعشرة جلدات ؟! فقال الأمير : عشرة دنانير مكافأة له على براعته و عشرة جلدات عقوبة له على إضاعته لوقته فيما لا يفيد و لا ينفع. ![]() يقضي الكثير من الناس معظم وقتهم في القيام بأشياء غير مهمة مطلقا و لا علاقة لها بأهدافهم. فالوقت هو عمر الإنسان وحياته كلها وهو مورد غير قابل للتخزين أو التعويض لذا علينا احترام وقتنا و توظيفه و الاستفادة منه لئلا يضيع هدرا فيضيع عمرنا و قدراتنا و مستقبلنا ثمّ ننظر إلى ما ضيّعنا بعين الحسرة و الندم و لكن بعد فوات الأوان. منقول |
رقم المشاركة :754 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
رقم المشاركة :755 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() ![]() |
رقم المشاركة :756 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() رحمة يقول أحدهم : ولدت زوجة صاحبي في الشهر السابع و لم يستمر إلا أيام معدودات حتى توفي المولود فأعطوه لأبيه ليدفنه !! أركبته معي في السيارة و انطلقت أقود به إلى المقبرة وهو واضع ابنه في حجره و عينه بوجه ابنه أثر بي الموقف و لكن تمالكت نفسي انحنى بنا الطريق .. فاستقبلتنا الشمس فقام بحركة غريبة جداً ! نزع سترته و ظلل بها أبنه ليقيه حر الشمس ! يا الله ! لقد نسي الأب أن ابنه ميت ! غلبتني دمعة .. قفزت من عيني .. فصددت و انفجرت باكياً من رحمته بولده ؛ و فهمت حينها معنى الآية و أخذت أرددها : (( وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا))..!! منقول |
رقم المشاركة :757 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() حوار مع قلبي جَلسَتْ وَحِيدةً في غُرْفتِها، بعد أن أمضتْ يومًا مُمِلاًّ دون أن تفعل شيئًا، لم يكن هذا اليوم يُشبه البارحةَ الذي أمضتْه في لهو ولعب، وضعتْ رأسَها على الوِسادة واسترخت، عينُها تنظر إلى السقف، استنشقت الهواء ببطء، ثم استنثرته بسرعة قائلة: "الله"! وفي صمت يمْلأُ المكان، سمعتْ دقاتٍ تدقُّ داخل صدرها واحدةً تلو الأخرى، أحسَّتْ كأنها تحمل فيه شيئًا ثقيلاً يريد الخروج، أول مرة يأتيها هذا الإحساس الغريب، تساءلتْ وهي متعجِّبة: ما هذا؟! هل هذا الشيء الغريب أحمله أنا؟! ازدادت الدقَّات والنبضات: ما هذا؟! أجابها صوتٌ بعيد، كأنه آتٍ من نفقٍ طويل: أنا "قلبكِ". قالت: "قلبي"؟! وما الذي أيقظك من نومك؟! ![]() قال لها: مَلِلْتُ، مللتُ السُّبَاتَ، والجُلوس وحدي دون مَن يرْعاني ويسأل عني، حتى أصابني الهمُّ والغمُّ، وأصبحتُ تعيسًا مريضًا نحيفًا، فقررت أن أستجمع قِوايَ التي لم يبقَ منها إلا القدرُ الذي أقبض به على يديَّ، وأُوجِّهها إلى باب صدركِ، وأضرب عليه ضربةً تلو الأخرى؛ لعل أحدًا يسمعني، ويلتفت إليَّ قبل أن يقضي عليَّ اليأسُ. قالت: وما الذي تريده يا "قلبي"؟ فردَّ عليها بسرعة: وما الذي تريدينه أنتِ؟ كأنه يعاتبها. أدهشها هذا الردُّ منه، صمتتْ قليلاً، ثم حوَّلت عينيها إلى فوق وأرجعتهما، أجابتْه: لا أدري. قال "قلبي": نعم، كنتُ أعلم، من هنا دخل المرض! قالتْ له: وهل أكون سببًا لمرضك وأنا بعيدة عنك؟ ![]() قال: نعم، منذ أن تركتِني وأنا لم أذقْ طعمَ الاطمئنان والسعادة، كنتُ دائمًا ألتقطُ ما يأتيني منكِ من ألوان الملذَّات؛ لعلي أرتوي منها، لكنها بمجرَّد ما تقترب منِّي تتحوَّلُ إلى سِهام سوداء تنغمس في جسدي الرَّطب فتؤذيني. قالت: ولِمَ لم تنادِني وتنبِّهْني؟ أجاب "قلبي": فعلتُ ذلك مرارًا، حتى أصبح صوتي شاحبًا، فيه كالطعنة، كنتُ أصرخ وأنادي، ومما زادني يأسًا كثرةُ الصَّخب الذي كان في صدرك. قالت: ومن أين ذلك الصخب؟ ![]() قال: منذ أن حلَّ فصلُ "الغفلة"، والحارسُ الذي اسمه "الذِّكْرُ" ترك الباب، أصبح الصدرُ فارغًا، فاستعمره الخنَّاس مع جيشه "الهوى". برغم جرحي وآلامي ظللتُ أقاوم العدوَّ، كنت دائمًا أنتظر إعانةً منكِ؛ لتعزِّزِي من مُقاوَمتي، لكن يا ليتني ما فعلت! قالت بدهشة: لماذا؟! قال: ما كان يأتي منكِ لم يكن إلا ليقوي العدو. قالت: وكيف ذلك؟! ![]() قال "قلبي": أعلم أنكِ لم تكوني تعلمين، إنه هكذا دائمًا جوُّ الغفلة، تكون فيه الأحوالُ غيرَ واضحة، لكن سأخبركِ. قال: اعلمي أنه لكل جيش منا سِلاحُهُ، فسلاحُ عدوِّي مُعزز بِدُرُوع الجَهْل، ورِماح اللهو واللعب، وكانت الموسيقى والأغاني التي تأتي من منفذ الأذن تُكثر من كِنَانَةِ العدو، وكانت سيوف الأفلام والمسلسلات والنظر في المحرَّمات حادةً جدًّا، وتتسَلَّلُ من ثغر العين، وكان التبرج والعشق الفاسد يدمِّرانِ جُدرانَ حِصْني. طالما بكيتُ لِمَا وجدتُه من وحْدَةٍ وقلَّةِ الحيلة، لم أكن أملِكُ سلاحًا سوى الصرَاخِ، لعله يأتي يومٌ تسمعينني، إنكِ لا تعلمين مدى حجم الدمار الذي خلَّفه العدوُّ في صدركِ، أحْزنَنِي ذلك كثيرًا؛ حتى أصابني الغمُّ والهم والفشل، ظلَّ حالي هكذا مدةً من الزمن، إلى أن آنسْتُ غفلةً من العدو، وجاءتني تلك الجرعة من الأمل فأيقظتْني. ![]() قالت: وما هي تلك الجرعة؟ قال "قلبي": لَمَّا قلتِ: "الله"، غَمرَ المكانَ نورٌ عجيب، تحرَّك له جرسُ الأمل، فأيقظني، وأول ما فعلتهُ هو أنني طرقتُ الباب؛ لتسمعيني وتلتفتي إليَّ. قالت بصوت مرهف: سامحني، سامحني يا قلبي، فأنا التي كنت سببَ تعاستِك وشقائِك، أنا التي سَمحْتُ لعدوِّك بالهجوم عليك والإضرار بك، لن أتخلى عنك أبدًا، لن أدعَك وحيدًا منذ الآن، وسأعتني بك ما حييتُ، وسأعمل جاهدةً على فعل كل ما يشفيك ويُطَمْئنك. ![]() قال "قلبي": إذًا؛ أول شيء تفعلينه هو الشراب من كأس التوبة النصوح؛ لتغسلي صدرك من مخلفات الحرب، ولكي أرتوي منه؛ فأنا ضعيف وأحتاج إلى ما يقويني، واعلمي أنه لا بد لَكِ من مُعينٍ يعينكِ. قالت: وأين أجد هذا المُعينَ؟ قال: هل عندكِ كتاب الله؟ قالت: أظن ذلك. قال "قلبي": ابحثي عنه. فوجدتْه داخل دولاب، تحت بعض الكتب والمجلات، أخرجتْه ونفضتْ عنه الغبار، وضمَّتْه إلى صدرها قائلة: سامحني يا ربي! قالت لقلبي: ها هو ذا كتاب الله. ![]() قال لها: لا تغفلي عنه ثانية؛ فهو الشفاء والهدى والرحمة؛ كما قال فيه مُنزلُه - جل جلاله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57]. قالت: نعم. قال: استخرجي منه المِفتاح. قالت: وما المِفتاح؟ قال: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87]. قالت: نعم. قال لها: استخرجي منه مَاسِحة الذنوب. قالت: وما مَاسِحة الذنوب؟ قال: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114]. قالت: نعم. ![]() قال لها: استخرجي منه عِفَّتَكِ وعِزَّتكِ. قالت: وما عِفَّتي وعِزتي؟ قال: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31]. قالت: نعم. قال لها: استخرجي منه الحَياة الطيِّبة. قالت: وما الحياة الطيِّبة؟ قال: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97]. قالت: نعم. ![]() قال لها: ثم افتحي باب سَيِّدِ الاستغفار. قالت: وما سيِّدُ الاستغفار؟ قال: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَّ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ. قالت: نعم. فتَحرَّكتْ عَينُها، ونزلتْ منها قطرةٌ تشبه قطرةَ المَاء، تحْمِلُ معها مرض "قلبي"؛ لتذهب به بعيدًا. ![]() ثم هشت بالبُكاء فوق سريرها وهي تقول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. ابتسَم "قلبي"، وأشرقتْ شمسُ الإيمان في صدرها، ورجع الحارس "الذِّكْرُ" إلى بابه طاردًا العدوَّ، رافعًا لواءَ السعادة والطمأنينة وهو يُرَدِّد: ألاَ بذكر الله تطمئن القلوب، ألا بذِكر الله تطمئن القلوب، ألاَ بذكر الله تطمئن القلوب. ![]() منقول |
رقم المشاركة :758 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() عهود ذهبية
![]() أراد أحد المسلمين أن يخرج زكاته في عهد السلطان محمد الفاتح , إلا أنه لم يجد فقيراً ، وبعد البحث عن أي فقير عدة أيام ولم يجد قام بوضع مال الزكاة داخل كيس كبير مكتوب عليه : "يا أخي لم أجد أي فقير لإعطاء زكاتي, خذ الكيس هذا بلا حرج إذا كنت في حاجة إليه " و علقه على شجرة في وسط المدينة .. تذكر كتب التاريخ أن الكيس بقي عالقاً على الشجرة لمدة ثلاثة أشهر منقول المزيد من مواضيعي
آخر تعديل بواسطة pharmacist بتاريخ
09.01.2013 الساعة 15:32 .
|
رقم المشاركة :759 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() سبحان الله..ولأن الشيء بالشيء يذكر.. طلب سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أهل حمص وذلك عندما كان أميرًا للمؤمنين أن يعدوا له قائمه بأسماء الفقراء في البلدة قائمة أفقر الفقراء كما اليوم هناك في زماننا قائمة بأغنى أغنياء العالم ؟ ربما تكون إمرأة أرملة أو مطلقة !! ربما مديون .. ربما أبٌ أو أم كبار في السن تخلى عنهما أبناؤهما .. فهم لا يسألون الناس إلحافا ولا يجدون ما يسد رمقهم بعد كبرهم وضعفهم ربما.. وربما.. وربما ... أي أحد من هؤلاء أن يتربع على رأس قائمة الفقراء فالصور كثيرة والأسباب متنوعة . ولكن أتدرون من كان على رأس هذه القائمة ؟؟ إنه .. واليهم أيعقلُ هذا ؟؟ أيكون واليهم أفقرهم ؟؟ إنه الصحابي الجليل سعيد بن عامر رضي الله عنه وبالإجماع من أهل حمص !!!! واليهم وحاكمهم هو من يتربع على رأس قائمة الفقراء وبلا منازع !! !!!! ولا عجب من ذلك التصنيف حيث كانوا يعتبرون المنصب تكليفًا لا تشريفًا وليست هذه حالة نادرة أو شاذة.. بل سار عليها معظم سلفنا الصالح ليس ابتغاء للشهرة والمدح أو لتسجيل رقم قياسي.. بل ورعًا وتقوى وزهدًا في الدنيا نعم هكذا كان أجدادنا ؟؟؟ المزيد من مواضيعي
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ زهراء على المشاركة المفيدة: | ||
رقم المشاركة :760 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]()
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
مسلم, مقره, واعتبر |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 3 ( 0من الأعضاء 3 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
كيف ولماذا يتنصر مسلم ... و لماذا مسلم عرضة للتنصير أكثر من آخر | د/مسلمة | كشف أكاذيب المنصرين و المواقع التنصيرية | 6 | 29.05.2017 14:24 |
مسرحية يوميات مسلم | راجية الاجابة من القيوم | أقسام اللغة العربية و فنون الأدب | 17 | 20.08.2010 23:21 |
كيف أسلم هؤلاء؟ | hanooda | ركن المسلمين الجدد | 1 | 16.07.2010 20:37 |
لقاء مع مسلم جديد | نور اليقين | ركن المسلمين الجدد | 2 | 01.06.2010 09:03 |
مذكرة اعتقال لقس حوّل مقره لـ"سجن للمتعة" للإغتصاب الأطفال | Ahmed_Negm | غرائب و ثمار النصرانية | 0 | 22.05.2010 23:02 |