آخر 20 مشاركات
جدول عملي ليوم عرفة (الكاتـب : د/مسلمة - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          فضائل يوم عرفة (الكاتـب : نور عمر - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          Mecca the forbiden city (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الأضحية هي قربان لله أم للأوثان ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          حقوق الأجراء و الخدم في الإسلام (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          The Heritage Of Abraham PBUH (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة عشائية ساحرة بصوت خالد الرياعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الفيلم الوثائقي : كسوة الكعبة المشرفة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مكّة المكرّمة : أورشليم - مدينة السلام الموعودة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مسيحية تمزق على الهواء كتابها المقدس (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          من الذبيح ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القطف الجني لتلاوات الشيخ عبدالله الجهني : شهر شوال 1445هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          نص خروج 33 : 11 يسقط الهولي بايبل في التناقض (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لمحات مكية : كثرة أسماء الكعبة المشرّفة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لمحات مكية : ماء زمزم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          حنين الجذع للنبي حقيقة أم خرافة ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          فإلهكم إلهٌ واحد (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          هل يشمل العهد الإبراهيمي إسماعيل و نسله ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          ملة أبيكم إبراهيم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الإعجاز الغيبي في الإخبار عن حشّاشي الهرمنيوطيقا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )

تدبروا القرآن يا أمة القرآن ... رحلة يومية

القرآن الكـريــم و علـومـه


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :61  (رابط المشاركة)
قديم 16.05.2015, 10:47

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي


قال تعالى:


﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) ﴾البقرة


فَكَأَنَّهُ قَالَ : اُذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْت عَلَيْكُمْ , وَاذْكُرُوا إنْعَامنَا عَلَيْكُمْ إذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آل فِرْعَوْن بِإِنْجَائِنَا لَكُمْ مِنْهُمْ . وَأَمَّا آل فِرْعَوْن فَإِنَّهُمْ أَهْل دِينه وَقَوْمه وَأَشْيَاعه .

تفسير الطبرى
------------

وهذا وما بعده تذكير ببعض النعم التي كانت له عليهم أي اذكروا نعمتي بإنجائكم من عدوكم وجعل الأنبياء فيكم. والخطاب للموجودين والمراد من سلف من الآباء كما قال { إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية} [الحاقة: 11 ] أي حملنا آباءكم وقيل إنما قال { نجيناكم} لأن نجاة الآباء كانت سببا لنجاة هؤلاء الموجودين.

تفسير القرطبى
-----------------

كلمة نجَّى وكلمة أنجى بينهما فرق كبير.كلمة نَجَّى تكون وقت نزول العذاب. وكلمة أنجى يمنع عنهم العذاب. الأولى للتخليص من العذاب والثانية يبعد عنهم عذاب فرعون نهائيا. ففضل الله عليهم كان على مرحلتين. مرحلة أنه خلصهم من عذاب واقع عليهم. والمرحلة الثانية أنه أبعدهم عن آل فرعون فمنع عنهم العذاب.

تفسير الشعراوى
----------------



ماذا نستفيد من الآيات التالية ؟


قال تعالى:


﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) ﴾



ماذا نستفيد من هذه الآيات ؟

ليفتح الواحد منا دفتراً ويسجِّل،

قال:

﴿ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ﴾
( سورة إبراهيم: من آية " 5 " )


يوم نجَّاك الله عزَّ وجل من مرض عويص، يوم نجاك من حادث، يوم أنجحك في الجامعة، يوم سمح لك أن تسكن في بيت لوحدك، يوم زوَّجك، يوم أعطاك حرفة جيدة، هذه كلها من نعم الله العُظمى، علَّمنا الله من خلال هذه الآيات:
واذكروا:


﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ (49) ﴾


وقال:
﴿ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ (50) ﴾



وقال:
﴿ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى (51) ﴾


وقال:
﴿ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ (52) ﴾


الإنسان من حينٍ لآخر يجب أن يذكر نعم الله المتتالية عليه، هذه النعم تجعله يحبُّ الله عزَّ وجل:


((أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي.))
[الترمذي والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما]




أيها الأخوة، بشكلٍ مختصرٍ مُرَكَّز



خلق الله الإنسان ليسعده في الدنيا والآخرة،



فإذا انحرف عن منهج الله تقتضي رحمة الله أن يسوق له بعض الشدائد كي يعيده إليه،



هذا كل ما في الأمر

لذلك العِلاجات التي يسوقها الله عزَّ وجل لعباده مُنَوَّعةٌ وكثيرةٌ ، وعلى درجات ، وعلى مستويات ،

لعلَّ من أشدِّها أن يبتليهم الله عزَّ وجل بظالمٍ يُذَبِّح أبناءهم ويستحي نساءهم

يؤكِّد هذا المعنى

قوله تعالى : ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ (65) ﴾ ( سورة الأنعام : من آية " 65 " ) الصواعق ، والصواريخ : ﴿ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ﴾ ( سورة الأنعام : من آية " 65 " ) الزلازل ، والألغام : ﴿ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾ ( سورة الأنعام : من آية " 65 " )


وقال تعالى :

﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) ﴾
( سورة السجدة )
وقال:
﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) ﴾
(سورة الشورى )


تفسير النابلسى
----------------


والى لقاء آحر إن شاء الله





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :62  (رابط المشاركة)
قديم 17.05.2015, 10:48

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي


﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) ﴾



من أشدِ أنواع البلاء أن يُؤَمَّر المترفون ويُمَكَّن الطغاة والظالمون:

قال تعالى:

﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) ﴾
(سورة القصص )


إذا عصاني من يعرفني سَلَّطت عليه من لا يعرفني:


﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا (16) ﴾
( سورة الإسراء: من آية " 16 " )

لعلَّ من أشدِ أنواع البلاء أن يُؤَمَّر المترفون، أن يُمَكَّن الطغاة والظالمون، هذا علاجٌ إلهي وهو من أقسى أنواع العلاج



استحق اليهود غضب الله وعقابه لأنهم كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه :



أيُّها الأخوة الكرام،



يقول الله عزَّ وجل وهو يخاطب بنو إسرائيل وقلت لكم كثيراً في مطلع هذه السورة:

نحن مُرَشَّحون أن نقع بالأمراض التي وقع بها بنو إسرائيل،



وقد يقال: وقعنا بها،

استحق اليهود غضب الله وعقابه لأنهم كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه،


ما قولكم ؟



لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه،


هذا مَرَضٌ خطير يوجب الهلاك، وقد يقع به بعض المسلمين، يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف .

من أمراض اليهود الذين استحقّوا عليها الهلاك أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد.

امرأةٌ سرقت فجاء حِبُّ رسول الله يشفع لها عند رسول الله، فغضب النبي أشدَّ الغضب وقال: " يا أسامة أتشفع في حدٍّ من حدود الله ؟ " قال: " اغفر لي ذلك يا رسول الله"، فقال عليه الصلاة والسلام:

((إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وأيم اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا )).
[مسلم عن عائشة ]




إذاً هذه الأمراض التي ذكرها الله في سورة البقرة والتي تلبَّس بها بنو إسرائيل،

هذه الأمراض من المحتمل جداً أن نقع بها،

وقد وقعنا بها،

لذلك يبيِّن الله لنا أمراض من سبقونا في أسلوبٌ تربويٌ رائع، وأنتم أيها المؤمنون يمكن أن تقعوا في هذه الأمراض


تفسير النابلسى

------------


والى لقاء آخر إن شاء الله مع رحلة تدبر آيات الله





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :63  (رابط المشاركة)
قديم 18.05.2015, 10:08

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي


﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ (49) ﴾


الناس رجلان قويٌّ ونبي فالقوي يملك الرقاب بقوَّته والنبي يملك القلوب بكماله:



قال تعالى:

﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ (49) ﴾


آل فرعون أي من كان على منهج فرعون،

من كان على شاكلة فرعون،

ليس معنى آل فرعون أقرباءه،

فآل النبي من سار على منهجه، فهل يُعَدُّ أبو لهب من آل النبي ؟ لا، هل يعدُّ أبو جهل من آل النبي ؟ لا،

ولكن يُعَدُّ سلمان الفارسي من آل بيت النبي، ويعدُّ صُهَيْبُ الرومي من آل بيت النبي، ويعد بلال الحبشي من آل بيت النبي،

كل من آمن بالنبي وسار على نهجه واتبع سنَّته القوليَّة والعمليَّة فهو من آله،

وكل من شاكل إنساناً وسار على نهجه فهو من آله .

كما قلت لكم من قبل: الناس رجلان قويٌّ ونبي، فالقوي يملك الرقاب بقوَّته، والنبي يملك القلوب بكماله،

وكل الناس تبعٌ إما لقوي أو لنبي،

فالموظَّف مثلاً مهما تكن وظيفته متواضعةً بإمكانه أن يفعل شيئاً يُزْعِجُكَ، إذاً هو استخدم قوَّته،

فحينما تملك الرقاب بقوَّتك فأنت من أتباع القوي،

وحينما تملك القلوب بكمالك فأنت من أتباع النبي.


﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ (49) ﴾


لذلك:


﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) ﴾
( سورة القصص )


أنت لن تنجو من عذاب الله إذا فعلت أمراً لا يُرضي الله وقلت: أنا عبد مأمور،

من قال لك ذلك ؟ من قال لك إنك عبدٌ مأمور ؟

العبد هو عبد الله فقط،

ولا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق،

أن تقول: أنا عبد مأمور وتفعل في الناس ما تفعل هذا كلامٌ مردودٌ عليك،

إن لم تكن قانعاً بهذا الذي تفعله اترك هذا العمل.


البطل هو الذي يهيِّئ جواباً لله عزَّ وجل لا لعبد الله:


﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)﴾
( سورة التكوير )


إيَّاك أن تصل مع الله إلى طريق مسدود فيأتي العقاب الأليم :



قال تعالى:

﴿ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ (49) ﴾


ما قال الله تعالى: ويستحيون فتياتكم، بل إنه قال: نساءَكم، من أجل المُتْعَة:


﴿ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) ﴾


لذلك الدعاء القرآني :


﴿ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ (286) ﴾
(سورة البقرة: من آية " 286 ")


إيَّاك أن تصل مع الله إلى طريق مسدود

بأن ترتكب جرماً، أن تنتهك عرضاً، أن تأخذ مالاً حراماً فيأتي العقاب الأليم:


العقاب أنواع ؛ هناك أمراض مستعصية،



أنا أقسم لكم لو أن إنساناً وصل إلى أعلى درجة في الدنيا وأصابه مرضٌ عضال، وعُرِضَ عليه أن يكون في أقل درجة وأن يعافى من هذا المرض، هل يتردَّد لحظة في قبول ذلك ؟


قد يصل الإنسان إلى أعلى مرتبة في الحياة ومعه مرض عضال، ماذا يفعل ؟

أطبَّاء العالم كلِّهم تحت تصرُّفه وماذا يفعل ؟



هذا قهر الله عزَّ وجل.


إذا كنت لا تحتمل فاستقم على أمر الله،



المستقيم له معاملة خاصَّة، والمستقيم له حفظ من الله، والمستقيم له توفيق من الله، والمستقيم له هداية من الله عزَّ وجل،


والله جلَّ جلاله يَسْلُكُ به سبل السلام، سبل الأمان، سبل السعادة، سبل الرِفْعَة، سبل التوفيق.


تفسير النابلسى


-------------------


والى رحلة جديدة مع تدبر القرآن إن شاء الله





رد باقتباس
الأعضاء الذين شكروا بن الإسلام على المشاركة :
   
  رقم المشاركة :64  (رابط المشاركة)
قديم 21.05.2015, 11:54

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي


وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)


إذا وجد الإيمان فإن المعركة بين الحق والباطل لا تطول لأن الله مع الحق:


شاهد بنو إسرائيل بأعينهم كيف أن البحر انشقَّ طريقاً يبساً:


﴿ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) ﴾


مُعجزات مُدهشة، صار البحر طريقاً:


﴿ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) ﴾

الله يتدخل أحياناً، وإذا تدخَّل الله تنتهي كل مشاكلنا،

ولكن أنت اطلب منه موجبات رحمته،

إذا فعلت موجبات رحمته أوجب ذلك أن يتدخَّل الله لصالحك،

وتوجد بعض الشواهد في حياتنا،

شيء لا يُحتمل صرفه الله عزَّ وجل من عنده

اللهمَّ انصرنا على أنفسنا حتى ننتصر لك فنستحقَّ أن تنصرنا على عدوِّنا

لأن المعركة بين حقَّين لا تكون،
الحق لا يتعدَّد،

وبين حقٍ وباطل لا تكون لأن الله مع الحق،

وبين باطلين لا تنتهي لأن الله تخلَّى عن الطرفين،

الأقوى هو الذي ينتصر، الأذكى ينتصر، ينتصر الذي عنده سلاح أكثر فاعليَّة، ينتصر الذي عنده معلومات أكثر، ينتصر الذي عنده أقمار، ينتصر الذي عنده رصد، ينتصر الذي عنده ليزر،

اختلف الوضع،

إذا ابتعد الفريقان عن الله عزَّ وجل يكون هناك ترتيب آخر، يكون الفوز نصيب الأقوى والأذكى والذي عنده سلاح أكثر جدوى،

أما إذا وجد الإيمان
فإن المعركة بين حقٍ وباطل لا تطول لأن الله مع الحق.

--------

وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً (51) ﴾

وعد الله عزَّ وجل موسى مع النقباءِ وعلية القوم ليعطيهم المَنْهَج،

ماذا فعل قومه في غيبته ؟

اتخذوا من الذهب الذي أخذوه من بيوت فرعون عِجْلاً جسداً، وعبدوه من دون الله،

ماذا نستنتج ؟

هذا الذي رأى أن البحر أصبح طريقاً يبساً كيف يعبُدُ عجلاً من دون الله ؟

نستنبط من هذا أن المُعجزات الحِسَّية وحدها لا تكفي ما لم يبحث الإنسان عن الحقيقة،

الكون بما هو عليه من دون خَرْقٍ للعادات يُعَدُّ معجزةً وأيَّةَ معجزة،

أما هذا الذي يطلب خرقاً العادات، هذا الذي يطلب كرامة !!!

هناك طُلاب عِلْم كثيرون يبحثون عـن كرامة، عن منام، عن شيء فيه خرق للعادات !!

هذا النظام المستقر، الشمس والقمر، والليل والنهار، المجرَّات، الجبال، السهول، البحار، النباتات، الأطيار، الأسماك، أنواع الخضراوات، المحاصيل، نظام النبات،

هذا كلُّه لم يلفت نظرك،

خَلق الإنسان !

تبحث عن معجزة !

تبحث عن خرقٍ للعادات !!

--------

أشد أنواع الظلم أن تشرك بالله:

﴿ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ﴾

إن أشدُّ أنواع الظُلْمِ أن تعبد غير الله، أشد أنواع الظلم أن تشرك بالله،

حينما يؤمن الإنسان بالله يكون قد احترم نفسه

يكون قد عرف قيمته كإنسان

أما حينما يتخذ صنماً ليعبده طبعاً هذا هو الشرك الجَلِيّ،

لكنَّ المسلمين والمؤمنين قد يقعون في شركٍ خفي،
حينما يتوهَّمون أن المال يحلَّ كل مشكلة،
لا،
المال لا يحل المشكلات

وأن تكون في أعلى درجة في الحياة لا تحل مشكلة

الله عزَّ وجل
هو الفعَّال، هو القهَّار، هو واهب الحياة، هو المُحيي، هو المُميت، هو الحافظ، هو الناصر، هو الموفِّق، هو الرافع، هو الخافض، هو المعطي، هو المانع، هو الرازق، هو المعز، هو المذل.

إن الشرك لظلمٌ عظيم،
وحينما تتجه لغير الله أو تعتمد على غير الله فقد وقعت في ظلمٍ شديد.

فإذا كان الله يأمر سيد الخلق أن يقول لقومه:


﴿ قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً (21) ﴾
(سورة الجن )


سيد الخلق،

وفي آية أخرى :


﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلَا ضَرّاً (188) ﴾
(سورة الأعراف: من آية " 188 " )


قَالَ صلى الله عليه وسلم :

( يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ ، لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لاَ أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ) رواه البخاري (2753) ومسلم (206)




( ومن بطّأ به عملُه ، لم يسرعْ به نسبُه ) .
من حديث أبى هريرة رواه مسلم




إذاً أشدِّ أنواع الظلم أن تعبد إلهاً آخر غير الله عزَّ وجل، أو أن تعتمد على شيءٍ آخر غير الله عزَّ وجل،

-------------

تفسير النابلسى
--------


هذه الآيات ليست قصص للتسلية وانما هى لنا حتى لا نقع فى مثل ما وقع فيه بنو اسرائيل

فتدبروا اخوة الايمان
واذكروا نعمة الله علينا وستره وحلمه
مع ظلم الانسان وبغيه

(( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إنّ الانسان لظلوم كفار ))
( 34 ) ابراهيم

ومع ظلم الانسان تجد رحمة الله عز وجل :

وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (18) النحل

------------------------------

والى رحلة جديدة مع القرآن الكريم وتدبر آياته





رد باقتباس
الأعضاء الذين شكروا بن الإسلام على المشاركة :
   
  رقم المشاركة :65  (رابط المشاركة)
قديم 21.05.2015, 16:54
صور اللهم انصر الإسلام الرمزية

اللهم انصر الإسلام

عضو

______________

اللهم انصر الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 06.01.2014
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 196  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
01.10.2018 (15:06)
تم شكره 42 مرة في 36 مشاركة
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
موضوع في القمة
جزاك الله خيرا عليه وجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة







توقيع اللهم انصر الإسلام



رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :66  (رابط المشاركة)
قديم 26.05.2015, 14:22

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي


﴿ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) ﴾


أهمية التوبة :

أيها الأخوة الكرام،



صعبٌ جداً أن تتصوَّروا ديناً من دون توبة،



لأن أقل ذنب من دون توبة يقودك إلى أكبر ذنب ثم إلى النار،



أما مع التوبة فأكبر ذنب يعفو الله عنك:


عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: "يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوتَنِيْ وَرَجَوتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلا أُبَالِيْ، يَا ابْنَ آَدَمَ لَو بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ استَغْفَرْتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ، يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ لَو أَتَيْتَنِيْ بِقِرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لقِيْتَنِيْ لاَتُشْرِك بِيْ شَيْئَاً لأَتَيْتُكَ بِقِرَابِهَا مَغفِرَةً"
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيْثٌ حَسَنٌ صَحَيْحٌ.



﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) ﴾.
(سورة الزمر )




وقال:
﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) ﴾.
(سورة الحجر )




هكذا:


﴿ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ (52) ﴾.


ماذا فعل هؤلاء ؟

فعلوا أشدَّ أنواع الذنوب،

أشركوا بالله،

عبدوا عجلاً من دون الله،

صنعوه بأيديهم وعبدوه من دون الله

ومع ذلك

باب التوبة مفتوحٌ على مِصراعيه،

تصوَّر لو لم يكن هناك توبة ليئس الإنسان من أقل ذنب،

لو ارتكب الإنسان ذنباً بسيطاً ولا توجد توبة لسمح لنفسه أن يرتكب ذنباً أكبر،

وهكذا إلى أن يفعل كل الذنوب والآثام، وينتهي إلى النار،

لكنَّ رحمة الله



الله تعالى رَحِمَ أمَّة محمِّد فجعل توبة المؤمنين لا تقتضي أن يقتل بعضهم بعضاً إذا أذنبوا:


قال تعالى:


﴿ وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) ﴾.


ثمة توبة، وعفو، وكتاب، وسُنَّة، وعلماء، ودعاة، ومعالجة نفسيَّة، ومعالجة سلوكيَّة،

وكل شيء من أجل أن تعرف الله،

ومن أجل أن تتصل به،

ومن أجل أن تطيعه:


﴿ وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) ﴾.




أيها الأخوة،

هذا مما حُمله بنو إسرائيل لأنهم عبدوا العجل من دون الله،

وهذا معنى قول الله عزَّ وجل :


﴿رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا)
(سورة البقرة: من آية " 286 " )




أي أن الله أمر الذين لم يعبدوا العجل أن يقتلوا من عبد العجل جزاء ارتكابهم أكبر ذنب في الدين،

وهو أن تُشرك،

لكن الله عزَّ وجل رَحِمَ أمَّة محمِّد صلى الله عليه وسلَّم فجعل توبة المؤمنين لا تقتضي هذا القتل،

يكفي أن تقول: يا رب لقد تبت إليك،

يقول لك: عبدي وأنا قد قبلت،

هذه رحمةٌ كبيرة،

ولكن بني إسرائيل كُلِّفوا أن يقتلوا أنفسهم، أن يقتل بعضهم بعضاً، أن يقتل الذين لم يعبدوا العجل الذين عبدوا العجل.


كل إنسان خاف الله فيما بينه وبين الله أمَّنه الله فيما بينه وبين الناس :

قال تعالى:

﴿ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) ﴾


يقودنا هذا المعنى إلى معنى آخر

وهو أن الله جلَّ جلاله يسوق لك أحياناً شدَّةً شديدةً من أجل أن ترمِّم خللاً خطيراً.


أيُّها الأخوة،

من نِعَمِ الله الُكبرى أن شرعنا الإسلامي لا يقتضي من أجل أن تتوب إلى الله أن تقتُل نفسك ولا أن تُقتَل،

وهذه رحمةٌ بأمة محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم،

ولكن المؤمن العاقل يبتعد عن ذنبٍ خطير،

ففي الحياة الآن أمراض غير القتل،

فيها أمراض عُضالة، وفيها عاهات، وحوادث سير، فيها فقر مدقع، وفيها تشتيت أسرة،

هناك أحياناً ذُل، وأحياناً قَهر، أو فقد حُرِّية،

فعند الله معالجات منوَّعة كثيرة جداً،

فالمؤمن العاقل هو الذي يحتاط للأمور قبل وقوعها،

ويخاف من الله فيما بينه وبين الله،

وكل إنسان خاف الله فيما بينه وبين الله أمَّنه الله فيما بينه وبين الناس،

هذه قاعدة ؛

مستحيل ثم مستحيل ثم مستحيل أن تخاف الله فيما بينك وبينه ثم يخيفك من أحد،

ولكنه يطمئِنُك.


" أمنان وخوفان، لا يجتمع أمن الدنيا وأمن الآخرة،



إن خِفت الله في الدنيا أَمَّنك يوم القيامة،



وإن أمِنتَ عذاب الله في الدنيا أخافك يوم القيامة ".




هذا كلام دقيق وخطير،

كلام مصيري،

وليس الأمر على مستوى أن تقول:

والله الدرس ممتع، لا، لا، لا فالأمر أخطر من ذلك،

الدرس خطير يتعلَّق بالمصير، المصير الأبدي، وساعة الموت هي ساعة الفصل،

وهذه تنتظرنا جميعاً

ولا أحد ينجو من هذه الساعة،

فبقدر معرفته بالله، وبقدر طاعته، وبقدر إخلاصه، وبقدر عمله الصالح ينجيه الله عزَّ وجل من هذه الساعة العصيبة.



موسوعة النابلسى للعلوم الاسلامية

--------------------------------


والى رحلة جديدة إن شاء الله

--------------






رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :67  (رابط المشاركة)
قديم 01.06.2015, 11:12

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي


وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ(55)

سورة البقرة



بعد أن تاب الله على قوم موسى بعد عبادتهم للعجل ..

عادوا مرة أخرى إلي عنادهم وماديتهم.

فهم كانوا يريدون إلها ماديا ..

إلها يرونه

ولكن الإله من عظمته أنه غيب لا تدركه الأبصار ..



واقرأ قوله تعالى:

لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(103)


(سورة الأنعام)




فكون الله سبحانه وتعالى فوق إدراك البشر هذا من عظمته


والله تبارك وتعالى قد لفتنا إلي قضية رؤيته جهرا في الدنيا .. بقوله تعالى:

وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ(21)

(سورة الذاريات)




أي أن الله جل جلاله وضع دليل القمة على وجود الله الذي لا تدركه الأبصار.



وضع هذا الدليل في نفس كل واحد منا.



وهي الروح الموجودة في الجسد ..



والإنسان مخلوق من مادة نفخت فيها الروح فدبت فيها الحياة والحركة والحس ..



إذن كل ما في جسدك من حياة .. ليس راجعا إلي المادة التي تراها أمامك .. وإنما يرجع إلي الروح التي لا تستطيع أن تدركها إلا بآثارها ..



فإذا خرجت الروح ذهب الحياة وأصبح الجسد رمة.

إذا كانت هذه الروح التي في جسدك .. والتي تعطيك الحياة



لا تستطيع أن تدركها مع أنها موجودة داخلك ..



فكيف تريد أن تدرك الله سبحانه وتعالى



وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً(85)


(سورة الإسراء)




ولابد أن نعرف أنه لا سبيل إلي
رؤية الله في الدنيا محسوسة
والإنسان في جسده البشري ..



لأن هذا الجسد له قوانين في ادراكاته ..



ولكن يوم القيامة نكون خلقا بقوانين تختلف ..



ففي الدنيا لابد أن تخرج مخلفات الطعام من أجسادنا. وفي الآخرة لا مخلفات.



وفي الدنيا يحكمنا الزمن .. وفي الآخرة لا زمن.



إذ يظل الإنسان شبابا دائما ..



إذن فهناك تغيير ..



المقاييس هنا غير المقاييس يوم القيامة



في الدنيا بإعدادك وجسدك لا يمكن أن ترى الله.



أنت الآن تعيش في أثار قدرة الله .. وفي الآخرة تعيش عيشة الناظر إلي الله تبارك وتعالى ..



وفي ذلك يقول الحق جل جلاله:

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ(22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ(23)

(سورة القيامة)



تفسير الشعراوى
--------------



قوله تعالى:



﴿ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ ﴾



أي لن ننقاد، ولن نصدق، ولن نعترف لك بما جئت به..


تفسير بن عثيمين


------------------


﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ﴾


والشيء الثابت هو



أن الله سبحانه وتعالى هذه سُنَنَه



لا تدركه الأبصار في الدنيا،



في الدنيا لا يستطيع الإنسان أن يرى الله جهرةً،



ما رآه لا رسولٌ، ولا نبي، ولا صدِّيقٌ، ولا ولي،



لأن طاقة الإنسان لا تحتمل رؤية الله عزَّ وجل،



عندما قال سيدنا موسى:
﴿رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً (143)
( سورة الأعراف: " 143 " )


إذا كان تجلِّي الله عزَّ وجل للجبل جعله دكَّاً

فهل يحتمل الإنسان ؟

لا تحتمل طبيعة الإنسان أن ترى الله،

لكن في الآخرة:


﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) ﴾
( سورة القيامة )


وفى الحديث :
(( كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا ))
[البخاري مسلم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه ]


زيادة على الجنَّة يسمح الله تعالى للمؤمنين يوم القيامة أن يروا وجهه الكريم:


رؤية وجه الله الكريم هي المعنيَّة بقوله تعالى :


﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾
(سورة يونس: " 26 " )


زيادة على الجنَّة يسمح الله لهم أن يروا وجهه الكريم،

فعند أهل السُنَّة والجماعة لا يُرى الله جل جلاله في الدنيا ؛

ولكن النصوص الثابتة،
وعلى رأسها القرآن،
ومن بعدها السُّنة
تؤكِّد أن المؤمن يرى ربَّه جهاراً وعياناً يوم القيامة كما يرى الإنسان البدر في الدنيا،


والجزاء الذي ينتظر المؤمن يفوق حدَّ الخيال:


﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) ﴾
( سورة السجدة )


وفى الحديث :
(( أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ))
[ متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]


تفسير النابلسى


------------------


والى لقاء آخر إن شاء الله





رد باقتباس
الأعضاء الذين شكروا بن الإسلام على المشاركة :
   
  رقم المشاركة :68  (رابط المشاركة)
قديم 03.06.2015, 11:56

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي


﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)﴾

الإنسان يرى في الدنيا آثار اسم الجَميل في مخلوقاته :

لو أردنا أن نتوسَّع قليلاً،

الاتصال بالله عزَّ وجل هو قمَّة السعادة في الدنيا،

ولكنه اتصال على نحوٍ أراده الله،

اتصال إقبال،

اتصال توجُّه،

اتصال مناجاة،

اتصال استغفار،

اتصال استعانة،

اتصال إنابة،

اتصال دعاء،

هذا الاتصال المسموح في الدنيا،

ولكن يوم القيامة هناك اتصال مباشر،

هناك رؤية،

فإذا كنت تستمتع أيها الأخ الكريم في الدنيا برؤية جبلٍ أخضر فيه مَسْحَةٌ من جمال الله،

أو رؤية جنَّةٍ خضراء،

أو رؤية بحرٍ ساكن بزرقةٍ تُحَيِّر الألباب،

أو رؤية وجه طفلٍ صبوح فيه من الجاذبيَّة والتألُّق ما لا يوصَف،

هذه كلُّها مخلوقاتٌ أخذت من جمال الله مسحات،

فكيف لو أتيح للإنسان المؤمن يوم القيامة أن يرى أصل الجمال ؟

أنت ترى في الدنيا آثار اسم الجَميل في مخلوقاته،

ألم تر في باقة وردٍ تناسب الألوان،

الروائح الشذيَّة،

الأزهار تمثِّل جانباً من جمال الله،

المناظر الطبيعيَّة الخلاَّبة تمثِّل منظراً من جمال الله عزَّ وجل،

الوجوه الصَبوحة تمثِّل مظهراً من جمال الله عزَّ وجل،

هذا الجمال الذي أودعه الله في الدنيا لحكمةٍ تربويَّة،

لأنه إذا حدَّثنا

عن جمال الآخرة

وعن الجنَّات التي تجري من تحتها الأنهار،

وعن الحور العين،

والأولاد المُخَلَّدين،

وعن الطعام الطيِّب،

وعن الفواكه التي بين أيديهم،

وعن هذا اللقاء الطيِّب بين المؤمنين على سررٍ متقابلين،

وعن رؤية وجه الله الكريم،

إذا حدَّثنا ربنا عن هذا الجمال،

وعن هذا الكمال،

وعن هذا النعيم المُقيم في الجنَّة،

فلولا هذه المرتكزات الجماليَّة في الدنيا لما فهم الإنسان معنى الجمال،

ما فهم الإنسان معنى جنَّاتٍ تجري من تحتها الأنهار ،

فالجمال في الدنيا جمال ابتلاء،

يعطي الله إنساناً جمالاً، وقد يعطيه جمالاً أقل، وقد يعطيه دمامة أحياناً،

فالدنيا دار ابتلاء،

قد تجد إنساناً في قمِّة الصلة بالله وليس له وجهٌ صَبوح،

هذا شيء موجود،

قد تجد إنساناً في أعلى درجة من الكمال وليس له شكلٌ يلفت النظر.

فالجمال في الدنيا جمال ابتلاء،

تفسير النابلسى

----------


والى رحلة جديدة إن شاء الله





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :69  (رابط المشاركة)
قديم 04.06.2015, 13:56

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي


الجمال في الدنيا موزَّع توزيع ابتلاء :

تروي كتب التاريخ عن أحد التابعين الكبار

وهو الأحنف بن قيس أنه كان قصير القامة، أسمر اللون، غائر العَيْنَين، ناتئ الوجنتين، أحنف الرِجل، مائل الذقن،

ليس شيءٌ من قبح المَنْظَر إلا هو آخذٌ منه بنصيب،



وكان مع ذلك سيد قومه،



إذا غضبَ غضب لغضبته مئة ألف سيف لا يسألونه فيمَ غضب.


الجمال في الدنيا موزَّع توزيع ابتلاء،



قد تجد امرأةً صالحةً مؤمنةً تقيَّةً طاهرةً عفيفةً بوضع جمالي دون الوَسَط،



وقد يكون هذه المرأة في الجنَّة في أعلى عليين،



هذه نقطة مهمَّة جداً أن الله سبحانه وتعالى وزَّع الحظوظ في الدنيا توزيع ابتلاء ـ والدنيا مؤقَّتة ـ



وسوف توزَّع هذه الحظوظ في الآخرة توزيع جزاء،



دقِّق في قوله تعالى:

﴿ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ (21) ﴾
( سورة الإسراء: "21" )


إنسان يعمل أستاذ في الجامعة وإنسان يعمل أستاذاً في التعليم الابتدائي في قرية، مسافةٌ كبيرةٌ جداً بين الوظيفتين،

إنسان يعمل رئيس أركان الجيش وجندي في خدمةٍ إلزاميَّةٍ في مكانٍ صعبٍ باردٍ موحش،

طبيب جراَّح وممرِّض ناشئ مثلاً، مدير مؤسَّسة وحاجب،

ورئيس غرفة تجارة وبائع متجوِّل:


﴿ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ (21) ﴾
( سورة الإسراء: "21" )


لكن:


﴿ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً (21) ﴾
( سورة الإسراء: "21" )

الحظوظ موزَّعة توزيع ابتلاء



والعبرة أن تنجح في مادَّة امتحانك مع الله:


قال تعالى:


﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55)﴾


مرتبة الدنيا لا تعني شيئاً وقد تعني العكس،

لأن المترفين في ثماني آيات كُفَّار:


﴿ وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآَخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (33)﴾
(سورة المؤمنون: " 33 " )


الدنيا لها وضع خاص،

قد تجد:


((كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ ))
[مسلم والترمذي عن أبي هريرة]


وقال تعالى :


﴿ فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ (55) ﴾
(سورة التوبة: " 55 " )


الدنيا دار ابتلاء وليست دار استقرار،

ليست دار جزاء،

الحظوظ موزَّعة توزيع ابتلاء،

هناك غني وفقير،

هناك جميل ودميم،

وهناك ذكي وأقل ذكاء،

هناك صحيح ومريض،

هذه الحظوظ موزَّعة توزيع ابتلاء،

العبرة أن تنجح في مادَّة امتحانك مع الله،

هذه هي العبرة.

مادَّة امتحانك مع الله ما أنت فيه من إيجابيَّات ومن حظوظ مُنِحْتَ إيَّاها أو حُرِمْتَ منها:


الفتاة التي وهبها الله مسحةً من الجمال، نجاحها في أن تكون لزوجها فقط، وأن تكون متواضعةً لزوجها، وأن تكون ذات تَبَعُلٍ جيدٍ لزوجها وأولادها،

أما إذا مْنَحْت المرأة بعض الجمال وتطلعت إلى عملٍ في الحقل الفني كي يستمتع بجمالها كل الناس، هذه رسبت وتلك نجحت،

وقد تكون امرأةٌ ذات جمالٍ متوسِّط، أو أقلَّ من وسط ؛ لكنَّها صائمةٌ مصليَّةٌ، تائبةٌ عابدةٌ، راكعةٌ ساجدةٌ، تحسن تبعُّل زوجها وأولادها، هذه نجحت في امتحان الجمال المتوسِّط،
هذا من حيث الجمال .

من حيث المال،
الغني له امتحان مع الله والفقير له امتحان،

القوي له امتحان والضعيف له امتحان،

الصحيح له امتحان والمريض له امتحان،

مادَّة امتحانك مع الله ما أنت فيه من إيجابيَّات، من حظوظ مُنِحْتَ إيَّاها، وما حُرِمْتَ منه مادَّة امتحانك مع الله:


﴿ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) ﴾
(سورة الدخان )


حقيقة الحياة الدنيا

أن الدنيا دار ابتلاء لا دار استواء

ومنزل ترحٍ لا منزل فرح،

فمن عرفها لم يفرح لرخاء ولم يحزن لشقاء،

الرخاء مؤقَّت والشقاء مؤقَّت،

كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى كلما دخل دار الخلافة يتلو دائماً آية من كتاب الله وكأنها [آية الشِعَار إن صحّ التعبير]،

وهي قوله تعالى:


﴿ أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207) ﴾
(سورة الشعراء )


تفسير النابلسى


-----------


والى رحلة جديدة إن شاء الله





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :70  (رابط المشاركة)
قديم 07.06.2015, 13:20

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي


﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) ﴾

يعد الله عزَّ وجل لبني إسرائيل النِعَمَ التي أنعم بها عليهم ويذكرهم بها، من هذه النِعَم ؛
أنه بعثهم من بعد موتهم،

الله تعالى لا يدمِّر من أول خطأ ولا يُهلك من أول خطأ إنه يعفو.


﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ (53)﴾
(سورة الزمر: " 53" )


الإنسان قد لا يغفر، قد يُخطئ الإنسان مع ملك فيقطع رأسه،

هذا شأن ملوك الأرض، ولكن شأن ملك الملوك ليس كذلك:


﴿ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ (52) ﴾
(سورة البقرة: " 52 " )


وقال:
﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ (56) ﴾



يُروى أن رجلاً سيق إلى سيدنا عمر متلبّساً بسرقة

فقال: " والله يا أمير المؤمنين إنها أول مرَّةٍ أفعلها في حياتي " ،

قال له: " كذبت إن الله لا يفضح من أول مرَّة "،

فكانت المرَّة الثامنة،

فالله عزَّ وجل يعطي مهلة، هناك خطأ، هناك معصية، هناك تقصير يعطي مهلة إلى أن يُصِر على ذنبه .

ربنا عزَّ وجل عفوٌ كريم يعفو ويسامح ولكن حينما يصرُّ العبد على خطئه يأتي الردُّ الإلهي:


﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79)﴾
(سورة الزخرف )


ما دام الإنسان بين الخوف والرجاء، والاستغفار والتردُّد، فهناك بحبوحة،
أما إذا اتخذ قراراً قطعياً يأتي الرد الإلهي .

هذا معنى قوله تعالى:


﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) ﴾



تفسير النابلسى


-------------


والى رحلة جديدة إن شاء الله





رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
القرآن, تدبروا, دولية, رحلة


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
لحُفاظ القرآن الكريم برواية ورش عن نافع : القرآن مجزأ وجه +(1-3 سطر) لتسهيل الحفظ والربط بين الأوجه أبو عبد الغفور القرآن الكـريــم و علـومـه 0 16.02.2014 23:04
معجزات من القرآن تكتشف حديثاً و أخبر بها القرآن من 1400 سنة مرعب النصارى الإعجاز فى القرآن و السنة 1 06.12.2013 23:43
من لدية فكرة عن اسطوانة القرآن الكريم (موسوعة القرآن) انتاج شركة صخر عبدالعال منتدى الحاسوب و البرامج 2 05.02.2012 15:11
رد شبهة:الاضطراب في الإشارة إلى القرآن في نصوص القرآن فارس التوحيد إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم 0 08.12.2011 19:16
الرد على كتاب محنتي مع القرآن ومع الله في القرآن MALCOMX إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم 17 17.10.2010 00:09



لوّن صفحتك :