آخر 20 مشاركات
الهولي بايبل و معاملة النساء زمن الحروب و الصّراعات المسلّحة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إجابة عن سؤال : ماذا قدّم المسلمون للبشرية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          المهتدي مويزو روتشيلد و رحلة من اليهودية إلى الإسلام (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أسرار خطيرة عن التمويلات الكنَسية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة مُباركة من سورة الزّمر : الشيخ إبراهيم أبو حجلة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة مُباركة من سورة فاطر : الشيخ القارئ إياد عوني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الخمر و الحشيش و الدعارة في كتاب النصارى ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سورةالزُمَر : الشيخ القارئ خالد بن محمد الرَّيَّاعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سورة غافر : الشيخ القارئ خالد بن محمد الرَّيَّاعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          يهوه ينادي بالحج ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إشهار إسلام الأخت مارتينا ممدوح (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مصيبة عيد القيامة في الكنائس (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الأضحية هي قربان لله أم للأوثان ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          زاهي حواس ينفي وجود ذكر للأنبياء في الآثار (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          ضربة لمعبود الكنيسة تعادل في نتائجها الآثار المرعبة لهجوم نووي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سؤال حيّر الأنبا رفائيل وجعله يهدم المسيحية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة عذبة من سورة القلم : الشيخ القارئ عبدالله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة من سورتي السجدة و الإنسان : الشيخ القارئ عبد الله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :91  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 14:58
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


كلمة عن جماع الزّوجة في فترة الحيض



يقول اللَّه تعالى في القرآن الكريم : { وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ 222 } (2- البقرة 222) .
ينهَى اللَّه تعالى في هذه الآية الكريمة نَهيًا صريحًا عن جِماع الزَّوج لِزَوجته خلال فترة حَيْضها .
وقد بيَّن النَّبيُّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم المقصودَ باعتزال النِّساء وعدم قُربهنَّ في هذه الفترة , بأنَّه عدم جِمَاعهنَّ في الفَرْج . أمَّا باقي الأمور المباحة في غير فترة الحيض , مِن تَقْبيلٍ أو عِناق أو النَّوم مع الزَّوجة تحت غطاء واحد , أو الأكل والشُّرب معها , فهي كلّها مُباحة أيضًا في فترة الحيض . وقد روى أبو جعفر الطّحاوي في كتابه شرح معاني الآثار عن أبي قلابة رضي اللَّه عنه , أنَّ رجلا سأل عائشة (زوجة النَّبيّ) رضي اللَّه عنها : ما يَحِلُّ لِلرَّجُل من امرأته إذا كانت حائضًا ؟ فقالت : كلّ شيء إلاَّ فَرْجها . (شرح معاني الآثار – الجزء 3 – ص 38) .
ومِن حُسْن أدَب النَّبيِّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مع زوجاته ومراعاته لحالتهنَّ النَّفسيَّة في هذه الفترة , ما رواه أبو داود في سُننه عن عائشة رضي اللَّه عنها , قالت : كنتُ أتعرَّق العظم (أي أتناولُ عِرْق اللَّحم بفَمي) وأنا حائض , فأُعْطيه النَّبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , فيضَعُ فمَهُ في الموْضِع الذي فيه وَضعْتُه , وأشربُ الشَّرابَ (أي الماء) فأناولُه , فيضَعُ فمَهُ في الموْضِع الذي كنتُ أشْربُ منه ! (سنن أبي داود – الجزء 1 – ص 68 – رقم الحديث 259) .
نعم , هكذا يتعامل الإسلام مع المرأة الحائض . بينما لو تأمَّلنا مثلاً في التَّوراة المحرَّفة الموجودة اليوم عند اليهود , لَوجدنا فيها نقيض ذلك تمامًا ! فقد جاء في سفر اللاَّويِّين : وإذا كانت امرأةٌ لها سَيْلٌ وكان سَيْلُها دَمًا في لَحمها , فسَبعة أيَّام تكونُ في طَمْثِها . وكلُّ مَنْ مَسَّها يكونُ نَجِسًا إلى المساء . وكلُّ ما تَضطجعُ عليه في طَمْثِها يكونُ نَجِسًا , وكلُّ ما تجلسُ عليه يكونُ نَجِسًا . وكلُّ مَنْ مَسَّ فِراشَها يَغسلُ ثيابَه ويَستحِمُّ بِماء , ويكونُ نَجِسًا إلى المساء . وكلُّ مَنْ مَسَّ مَتاعًا تجلسُ عليه يغسلُ ثيابَه ويَستحِمُّ بِماء ويكونُ نَجِسًا إلى المساء . (سفر اللاَّويِّين – الإصحاح الخامس عشر 19 – 22) . طبعًا , لا مجال للمقارنة بين تشريع الإسلام وتشريع التَّوراة المحرَّفة !

نعود لِمسألة الحيض لِنَرى رأي العِلْم الحديث فيها : أثبتَت الدِّراساتُ الطِّبِّيَّة أنَّ هناك أضرارًا كبيرةً يُمكنُ أن تُصيبَ المرأة والرَّجل نتيجة الجِمَاع أثناء فَتْرة الحيض .
أمَّا المرأة : فإنَّها عندما تكون حائضًا تنقصُ عندها المناعة ضدَّ الأمراض , وبالتَّالي فإنَّ الجِمَاع في هذه الفترة قد يُؤدِّي إلى وصول بعض الجراثيم إلى رَحِمها , فيُسبِّب له الْتِهَابات , وربَّما بعض الأمراض الخطيرة .
وأمَّا الرَّجل : فهو معَرَّضٌ أيضًا أن تنتقل إليه الجراثيم عن طريق الذَّكَر , مِمَّا قد يُؤدِّي إلى حدوث الْتِهابات شديدة في الخصْيَتَيْن والبروستات .
هذا بالإضافة إلى أنَّ الجماع في فترة الحيض يُنافي الذَّوق السَّليم , وتَنفر منه الطِّباعُ النَّقيَّة !
لكن , بعد أن تطهُر المرأةُ من دم الحيض , فيُمكنُ عندئذ لها ولزوجها أن يُمارسَا معًا عمليَّة الجماع مثلما يطيبُ لهما , ويتمتَّعا ببعضهما كما أرادا , شرط أن يتجنَّبَا الدُّبُر . وهذا هو المقصود بقوله تعالى : { فأتُوهُنَّ مِنْ حيثُ أمَركُم اللَّه } , أي في الفَرْج .
وقد روى ابن حبَّان في صحيحه عن ابن عبَّاس رضي اللَّه عنه , أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قالَ : لا يَنْظُرُ اللَّهُ إلى رجُلٍ أتَى امرأتَهُ في دُبُرها . (صحيح ابن حبّان – الجزء 9 – ص 517 – رقم الحديث 4204) .
وروى أبو داود في سُنَنه عن أبي هُرَيْرة رضي اللَّه عنه , قال : قال رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : مَلْعُونٌ مَنْ أتَى امرأتَهُ في دُبُرها . (سنن أبي داود – الجزء 2 – ص 249 – رقم الحديث 2162) .
وروى الإمام أحمد في مُسنده عن ابن عبَّاس رضي اللَّه عنه , قال : أُنزِلَتْ هذه الآية : { نساؤُكُم حَرْثٌ لكُم ... } , في أُناس من الأنصار أَتَوا النَّبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فسأَلُوه , فقال : ائْتِها على كلِّ حال , إذا كانَ في الفَرْج . (مسند الإمام أحمد بن حنبل – الجزء 1 – ص 268 – رقم الحديث 2414) . قال المفسِّرون : أي قائمةً وقاعدة ومُقبِلَة ومُدْبِرة ومُستلْقِيَة , ما دام ذلك في الفَرْج .





المزيد من مواضيعي


توقيع كلمة سواء


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :92  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 14:58
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي



هكذا يتعامل الإسلام مع الغرائز



لقد أخطأ دُعاةُ الحرِّيَّة الجنسيَّة خطأ جسيمًا عندما أشاعُوا أنَّ إطلاق العنان للغرائز يَقي صاحبَها من الكبت والحرمان والعُقَد النَّفسيَّة . وما نراه اليوم من مشاكل لا حصر لها في المجتمعات التي تحرَّرت من المبادئ والقِيَم الأخلاقيَّة , لَهُو خير شاهد على فداحة خطئهم , حتَّى أنَّ أحد الصّحفيِّين الأمريكيِّين أطلق صفَّارة الإنذار منذ أكثر من ثلاثين سنة قائلا : إنَّ خطر الطَّاقة الجنسيَّة قد يكون في نهاية الأمر أكبر من خطر الطَّاقة الذّرِّيَّة !
ولو تأمَّلنا حالَ دُعاة الحرِّيَّة الجنسيَّة , لَوَجدناهم أكثر النَّاس شذوذًا , وأكثرهم تفكيرًا في الجنس ! بل إنَّهم لا يَشبعُون منه أبدًا , فتراهم يلهثُون وراء كلّ فتاة كالذِّئاب الجائعة ! وقد كان يُظَنُّ أنَّ العُقَد النَّفسيَّة لا تنشأ إلاَّ عن الحرمان , فإذا بِنَا نراها اليوم تُصيبُ أُناسًا أطلَقُوا العنان لِغَرائزهم الجنسيَّة , فحوَّلَتْهم إلى وحوش آدميَّة , يَغتصِبُون بناتهم , وأطفال أقاربهم وزوجات جيرانهم , إرضاءً لِنَزواتهم ! وصدق اللَّه العظيم حين يقول : { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ 179 } (7- الأعراف 179) .

وأخطأ النَّصارى , في الطَّرف المقابل , عندما ابتدعُوا الرَّهبانيَّة (وهي تحريم الزَّواج على مَن ينقطعُ للتَّعبُّد في الكنيسة , ولَم يُشَرِّعْها لهم نبيُّهم عيسى عليه السَّلام) , لأنَّ فيها فعلاً كبتٌ حقيقي للغرائز الفطريَّة لَدَى الرَّجُل والمرأة . فكانت النَّتيجة ما نَسْمعُه من حين لآخر من وسائل الإعلام الغربيَّة , عن فضائح أخلاقيَّة تحدثُ داخل الكنائس , خاصَّة منها الاعتداءات الجنسيَّة على الأطفال , وهو أمرٌ لَم يَعُدْ يَخْفَى على أحد ! وأكبر هذه الفضائح ظهرت في أمريكا منذ بضع سنوات , وتورَّط فيها مئات القساوسة .
والغريب أنَّ بعض رجال الكنيسة اليوم , في أمريكا وغيرها , أصبحُوا لا يتحرَّجون من التَّصريح بأنَّ لهم مُيولات جنسيَّة للرِّجال ! بل وأَدْهَى من ذلك , صرَّحُوا أيضًا أنَّ الشَّاذِّين جنسيًّا لهم الحقُّ في الزَّواج في الكنيسة , الأمر الذي سَبَّب إحراجًا كبيرًا للبابا في الفاتيكان ! بل ووصل الأمر في ولاية نيو هامبشاير بأمريكا إلى انتخاب أسقف في الكنيسة البروتستانتيَّة شاذٍّ جنسيًّا , اسمه جين روبنسون , يتعاطى اللّواط !

لكن لو نظرنَا في تشريعات الإسلام , لوجدنا أنّها لَمْ تأتِ لِكَبْت غرائز الإنسان الفطريَّة ولا لإطلاقها , وإنَّما لِتَوجيهها التَّوجيه الصَّحيح , لِتُصَرَّف في الحدود التي وضَعها لها الخالِق , بحيثُ لا تَضُرُّ بصاحبها ولا بِمَنْ حولَه .
فلو أخذنا مثلاً غريزة الأكل والشُّرب : المعروفُ أنَّ الإنسان إذا كَبَتَها وامتنعَ عن إشباعها فإنَّه يموتُ لا محالة , وإذا أطلق لها العنان فإنَّه يُصابُ بالتُّخمة أو السِّمنة أو غير ذلك . لهذا , نظَّم الإسلامُ هذه الغريزة حسب القاعدة التَّالية : يقول اللَّه تعالى : { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ 31 } (7- الأعراف 31) . وروى التّرمذي في سُنَنه عن المقدام بن معدي كرب رضي اللَّه عنه , أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : ما مَلَأ آدَمِيٌّ وِعاءً شَرًّا من بَطْن . بِحَسبِ ابن آدمَ أُكلاتٍ يُقِمْنَ صُلْبَه . فإن كان لا مَحالَة , فَثُلُثٌ لِطَعامه , وثُلُثٌ لِشَرابه , وثُلُثٌ لِنَفَسِه . (الجامع الصّحيح سنن التّرمذي – الجزء 4 – ص 590 – رقم الحديث 2380) .

ولو أخذنا غريزة الجِنْس : نجدُ أنّ الإسلامَ نظَّمها بحَيْثُ لا تُصَرَّف إلاَّ في إطار الزَّواج بعَقْدٍ شَرْعي بين رجُلٍ وامرأة . وكُلُّ تَصْريفٍ لهذه الغريزة خارج إطار الزَّواج , سواءً بالقيام بالعمليَّة الجنسيَّة أو بالنَّظر إلى عورات النَّاس أو إلى الصُّوَر والأفلام الخليعة , يُعْتَبَرُ زِنَا , وهو حرامٌ كمَا ذَكَرْنا سابقًا . وقد ذكَرْنا أيضًا المضارَّ الكبيرة المنجَرَّة عن الزِّنا , سواء على الفرد أو على المجتمع .
وحتَّى في إطار الزَّواج , نظَّم الإسلامُ هذه الغريزة بحيثُ لا تَضرُّ بالزَّوجين ولا بالمجتمع . فحرَّم من ناحية على الزَّوج جِماع زوجته في دُبُرها أو في فترة حيضها , لِمَا في ذلك من ضَرر عليهما كما ذكَرْنا , وحرَّم من ناحية أخرى على الزَّوجين أن يَتعرَّيَا أو يَقُوما بالعمليَّة الجنسيَّة أمام أيّ إنسان آخر , ولو كان طفلهُما الصَّغير ! وفي هذا تقديسٌ للرَّابطة الزَّوجيَّة , وحفاظ على المجتمع من الانحلال .
وخالفَ الإسلامُ النَّصارى في رهبانيَّتهم , فنهى عن الامتناع عن الزَّواج بدعوى التَّقرُّب إلى اللَّه ! فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن أنَس بن مالك رضي اللَّه عنه , قال : جاء ثلاثة رَهطٍ إلى بُيوت أزواج النَّبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يَسْألُون عن عبادة النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . فلَمَّا أُخْبِرُوا , كأنَّهم تَقالُّوها , فقالُوا : وأينَ نحنُ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , قد غَفَر اللَّهُ له ما تقدَّم من ذَنْبِه وما تأخَّر (أي إذا كانت هذه عبادةُ النَّبيّ , وهو الذي غَفر له اللَّهُ ما تقدَّم من ذَنْبِه وما تأخَّر , فيجبُ علينا نحنُ أن نتعبَّد أكثر من ذلك) .
فقال أحدُهم : أمَّا أنا , فأُصَلِّي اللَّيْلَ أبَدًا (أي أقومُ اللَّيلَ كلَّه أصلِّي , وأستمرُّ على هذه الحال طول حياتي) , وقالَ آخَر : وأنا أصومُ الدَّهرَ ولا أُفْطِر (أي أصوم كلَّ يوم) , وقال آخَر : وأنا أعْتَزلُ النِّساءَ فلا أتَزَوَّجُ أبَدًا .
فجاء رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , فقال : أنْتُم الذينَ قُلْتُم كَذَا وكَذَا ؟ أمَا وَاللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُم لِلَّه وأتْقَاكُم له , لَكِنِّي أصُومُ وأفْطر , وأصَلِّي وأرْقُد , وأتَزوَّجُ النِّسَاء , فَمَنْ رَغِبَ عن سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنّي . (الجامع الصّحيح المختصر – الجزء 5 – ص 1949 – رقم الحديث 4776) .

قد تقول يا ابني الكريم : ولكنَّ الشَّابَّ المسلم والفتاة المسلمة يظَلاَّن إذًا في حالة كَبْت جِنْسيّ طوال فترة عُزُوبَتهما ؟!
أقول : إنَّ الكَبْت الحقيقي هو في عدم الزَّواج مُطْلَقًا , أو في التَّفكير الدَّائم في الجنس دون القُدرة على مُمارسته . والشَّابُّ المسلم والفتاة المسلمة لَيْسَا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء . فهما لا يَشعران بالكَبت والحرمان , طالَما يَعلَمان أنَّهما سيَتمتَّعان بالجنس بعد الزَّواج . وفي انتظار ذلك , فهما يَصْرفَان عن ذِهْنهما الأفكار الجنسيَّة إرضاءً لِلَّه تعالى وطَمَعًا في ثوابه , وهذا كافٍ وحده لكي يُمِدّهما بقوَّة إيمانيَّة غريبة للصَّبر على الشَّهوات .
وبصفة عامَّة , فإنَّ المسلمَ يَتَرَبَّى منذ الصِّغَر على أن يُحِبَّ اللَّهَ تعالى أكثر من كلِّ شيء , فتُصبح بذلك تصرُّفاتُه وأفكاره , وحتَّى مشاعره وأحلامه وغرائزه , تعملُ راضيةً في الحدود التي رسَمَها اللَّه . ونحنُ نعلَمُ أنَّ الإنسان يستطيعُ أن يتحمَّل أيَّ شيء في سبيل إرضاء مَن يُحبّ , فما بالُك إذا كان هذا الحبيبُ هو .. اللَّهُ جلَّ جلالُه ‍!
ثمَّ إنَّ التَّجارب الواقعيَّة أثبتتْ أنَّ عدم التَّفكير في الجنس يُخفِّف من حدَّة هذه الغريزة , بينما التَّفكير الدَّائم فيه لا يزيدُها إلاَّ اشتعالاً . وقد رأينا أنَّ دُعاة الحرِّيَّة الجنسيَّة هم فعلاً أكثر النَّاس جَرْيًا وراء الجنس , كأنَّهم يعيشون في كَبْت دائم ! حالُهم مثل حال مَن هو دائم التَّفكير في المال أو المنصب أو الشُّهرة , تجدُه يَلْهثُ طول حياته وراء هذه الشَّهوات , وكلَّما ازداد مالاً أو شُهرة كلَّما أراد المزيد .
وعلى كلِّ حال , فقد عملَ الإسلامُ من جانب آخر على التَّيسير على الشَّباب , فَحَثَّ الأولياءَ على تسهيل أسباب الزَّواج لأبنائهم وعدم تأخيره , إذا تَوفَّرت لهم القُدرة على ذلك . أمَّا إذا لَم تَتوفَّر الأسباب , فيَنصحُ الإسلامُ الشَّبابَ بالصَّوم للتَّخفيف من حِدَّة الغريزة الجنسيَّة . فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن عبد اللَّه (بن مسعود) رضي اللَّه عنه , أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : يا مَعْشَر الشَّباب , مَن اسْتَطاع منْكُم الباءَة فلْيَتَزَوَّجْ , فإنَّه أغَضُّ لِلْبَصَر وأحْصَنُ لِلْفَرْج , ومَن لَم يَسْتَطِعْ فَعَلَيْه بالصَّوم , فإنَّه له وجَاء (أي وقاية) . (صحيح مسلم – الجزء 2 – ص 1019 – رقم الحديث 1400) .

هذه إذًا طريقة الإسلام في تهذيب الغرائز البَشريَّة . وإذا كان الكثير من النَّاس يأكلُون ويَشربون وينامون ويُمارسون الجنس كالبهائم , فإنَّ المسلم يفعل كلَّ هذه الأشياء , ولكن وهو يذكرُ اللَّه , وفي الحدود التي رسمها له اللَّه ‍! فلا تدخلُ لُقمةُ طعام أو شربة ماء إلى جوفه إلاَّ بعد أن يُسمِّي عليها اسمَ اللَّه , ولا ينامُ حتَّى يذكر اللَّه ويَتَعوَّذ من الشَّيطان , ولا يُجامع زوجته إلاَّ بعد أن يَدعُو بالدُّعاء الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عبَّاس رضي اللَّه عنه , أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : لَو أنَّ أحَدَهُم إذا أرادَ أن يأتي أهْلَه (أي يُجامع زوجَتَه) قال : باسْمِ اللَّه , اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطانَ وجَنِّب الشَّيْطانَ ما رزَقْتَنَا , فإنَّه إن يقدر بَيْنَهُما وَلَدٌ في ذلكَ لَمْ يَضُرَّهُ شيطانٌ أبدًا . (صحيح مسلم – الجزء 2 – ص 1058 – رقم الحديث 1434) .

فهل هناك أسمى وأشرف من هذه الطَّريقة ؟! أم أنَّ الأفضل أن نأكل ونشرب ونمارس الجنس كالبهائم ؟! يقول اللَّه تعالى : { وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ 12 } (47 - محمّد 12) .





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :93  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 14:59
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


كلمة عن حجاب المرأة المسلمة



يقول اللَّه تعالى في القرآن الكريم : { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ 30 وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 31 } (24- النّور 30-31) .
كانت المرأة المسلمة في السَّنوات الأولى من بعثة النَّبيّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ترتدي جلبابًا يسترُ كامل جسدها , وتضع فوق رأسها خمارًا تُغطِّي به شعرَها وتسدُله وراء ظهرها , فيبدُو بذلك عنقها وبعض صدرها . وكانت هذه أيضًا عادة المشركات من نساء قريش .
فلمَّا نزل أمْرُ اللَّه تعالى : { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } , أصبحت المرأة المسلِمَة مأمورة بتغطية رأسها وكلّ شعرها وعُنقها وفتحة الصَّدر وما يقابلها من الظَّهر , بالإضافة إلى تغطية باقي جسمها إلى القدمين . وهذا الأمر ليس على سبيل الاستحباب , وإنَّما أَمْر وُجوب , تَمامًا مثل الأمر بإقامة الصَّلوات الخمس وصيام شهر رمضان .
يقول اللَّه تعالى في آية أخرى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا 59 } (33- الأحزاب 59) . فالمقصود بقوله تعالى : { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ من جَلابيبهِنَّ } , أي يُدنين بالطَّرف العُلوي من جلبابهنَّ أو ثوبهنَّ الفضفاض , على رؤوسهنَّ وعلى وُجوههنَّ .
لهذا , قال فريقٌ من عُلَماء المسلمين بأنَّ الفتاة المسلمة إذا بَلَغت المحيض , وجبَ عليها تغطية كامل جسمها , بِما فيه الوجه والكفَّيْن . وهذا الرَّأيُ معمولٌ به خاصَّةً في بلدان الخليج , حيثُ تُغطِّي المرأةُ وجهها بنِقاب , ويديها بقُفَّازَيْن . وقال آخرون بأنَّه لا مانع من كشف الوجه والكفَّيْن , وهذا الرَّأيُ معمولٌ به خاصَّةً في بلدان المغرب العربي .
طبعًا , هذا اللِّباس ترتديه الفتاة الشَّابَّة أو المرأة عندما تكُون خارج بيتها . أمَّا عندما تكون فقط مع مَحارمها , مثل والديها وأخواتها وأعمامها وأخوالها , أو مع نساء مسلمات , فيمكنها أن تنزع الحجاب . وإذا كانت متزوِّجة , فلها الحقُّ أن تلبس ما تشاء وتكشف عمَّا تشاء أمام زوجها .

ويُشتَرطُ في لباس المرأة المسلمة أن يكون فضفاضًا : أي لا يُحدِّدُ أجزاءَ البَدن , وغير شفَّاف : أي لا يُظهر ما تحته . وهذا الأمر يتحقَّق أفضل ما يُمكن بلُبس حجاب يُغطِّي الرَّأس والشَّعر والعُنق والصَّدر , مع جلباب واسع ينسدلُ على الجسم إلى القدمين . لكن للأسف , نجدُ اليوم بعض الفتيات المسلمات يَحرصْنَ على تغطية الرَّأس بالحجاب , ويُهمِلْن في المقابل الالتزام بالثَّوب الفضفاض ! فترى الواحدة منهنَّ تخرج بسرْوَال وقميص , تَمامًا مثل الشَّباب , والأخرى تلبس فستانًا ضيِّقًا يصف كلَّ بدنها , وكأنَّ الواجب فقط هو تغطية الرَّأس بحجاب ! وهؤلاء لا يدرين أنَّهنَّ بهذا يُسِئن كثيرًا إلى دينهنَّ .
شرطٌ آخر يجبُ على المرأة المسلمة أن تلتزم به : يقول تعالى في الآية 31 من سورة النُّور التي ذكرناها في بداية هذا العنصر : { ولا يُبْدِينَ زينَتَهُنَّ إلاَّ ما ظَهَر منها } . قال العُلماء : أي لا يُبدين إلاَّ اللِّباس الشَّرعي , وربَّما أيضا : الخاتم والسِّوار في اليد . وعلى هذا , فإنَّ ما نراه اليوم من خروج بعض المحجَّبات بِمَساحيق على الوجه , هو حرام . فهذه الزِّينة لا تجوز إلاَّ أمام الزَّوج أو المحارم .

قد تقولين يا ابنتي الكريمة : ولكنَّ هذا تضييقٌ على المرأة المسلمة إلى حدِّ الاختناق , وإهانةٌ لها , وحَدٌّ من حرِّيَّتها !
أقول : لو طرحتِ هذا السُّؤال على أيِّ فتاة تحجَّبتْ بملْء إرادتها في أيِّ مكان من العالَم , لأجابتْكِ بأنَّها لم تشعُر أبدًا بالعزَّة والحرِّيَّة والرَّاحة النَّفسيَّة إلاَّ عندما لبسَت الحجاب !
نعم , فهذا اللِّباسُ أشْعَرها فعلاً بأنَّ عزَّتها الحقيقيَّة تكمنُ في الحفاظ على عِفَّتها وشَرفها . لذلك أصبحتْ تنظر إلى غيرها من الفتيات الغير مُحجَّبات , نظرات كلُّها شَفَقة , وكأنَّها تقول لهنَّ : أفِقْنَ من غَفْلَتكُنَّ ‍, فوَاللَّهِ إنَّ هذه الحرِّيَّة الكاذبة التي تجرين وراءها ليستْ إلاَّ شعارات زائفة , تُخفي وراءها خُبثًا ودناءة من أُناس يُريدون تعرية المرأة للتَّمتُّع بمفاتنها , فتفنَّنُوا في ذلك , وجعلُوا من جسدها سلعة تُباعُ وتُشترى , وأنزلُوها إلى مستوى الحيوان بدعوى الحرِّيَّة , وللأسف .. هي صدَّقتْ ذلك !
وللأسف أيضًا أنَّ بعض المسؤولين السِّياسيِّين في بعض البلدان الغربيَّة , وحتَّى في بعض البلدان الإسلاميَّة , لم يفهمُوا هذا المعنى , فأصدرُوا قوانين تمنع الفتاة المسلمة من ارتداء الحجاب في المدرسة والعمل , ولم يعلَمُوا أنَّهم بهذا كأنَّهم يطلبون منها أن تَنزعَ عنها عزَّتَها وشَرفَها وعِفَّتها ! والغريبُ أنَّهم يعرفون تمامًا أنَّ هذا الحجاب لا يُعيقُها أبدًا عن الدِّراسة أو العمل أو السَّفر , أو أيّ شيء من أمور الحياة اليوميَّة , ولا يحثُّها على الرَّذيلة أو العنف أو التَّعدِّي على حقوق الغير ! فأين المشكلة إذًا ؟!
ولو تمعَّنُوا في الحكمة من الحجاب والملابس الفضفاضة , لَعرفُوا أنَّ اللَّه تعالى لم يأمر بهما إلاَّ ليَحفظ كرامة المرأة وإنسانيَّتها , وأيضًا لِيَحفظ المجتمع من الفساد . فكما ذكَرْنا سابقًا أنَّ اللَّه سبحانه يعرفُ جيِّدًا شدَّة خطر الزِّنا على الفرد وعلى المجتمع , لذلك لم يقتصر على تحريمه فقط , وإنَّما سَدَّ أمامه كلَّ الطُّرُق التي تُؤدِّي إليه .
ولَمَّا كان النَّظرُ هو أوَّل هذه الطَّرُق , أمر اللَّهُ تعالى في الآيات التي ذكَرْناها من سورة النُّور , الرَّجلَ والمرأة على السَّواء , بغَضِّ البَصَر عن النَّظر إلى عورة الغير . ولَمَّا كان إظهارُ مفاتن المرأة من أخطر هذه الطُّرُق , أمر اللَّهُ تعالى المرأة بتغطية جسمها كاملاً , وبعدم استعمال الأصباغ في وجهها حتَّى لا تَفْتن الرَّجُل .
ولِلْعلم , فإنَّ عورة الرَّجل أو الشَّابِّ التي يجبُ عليه تغطيتها بلباس واسع وغير شفَّاف , هي من السُّرَّة إلى الرُّكبة فقط , لأنَّ بقيَّة جسمه لا يدعُو عادةً إلى الفتنة .

هل عرفتِ الآن يا ابنتي الفاضلة الحكمةَ من الحجاب والجلباب ؟ أليس في هذا التَّشريع الحكيم دليلٌ جديدٌ على أنَّ القرآن وحيٌ من عند اللَّه ؟
قبل أن أنتقل بكِ إلى العنصر الموالي , اسمحي لي أن أروي لك باختصار قصَّتين واقعيَّتين , حتَّى يتَّضح لكِ أكثر أنَّ حرِّيَّة المرأة ليستْ في كشفها عن مفاتنها , وإنَّما بالعكس : في تَغْطيتها .
القصَّة الأولى مأخوذة من موقع www.amrkhaled.net , وبطلَتُها فتاةٌ اسمُها سارَّة , من أصل لبناني , هاجَر والداها إلى نيوزيلندا Newzeland , وعمرها وقتها عشر سنوات , ثمَّ انفصلا عن بعضهما , وعاشت البنتُ وحيدة . ولكي تَعُولَ نفسها , عملتْ في البارات , ثمَّ دخلت مسابقة جمال محلِّيَّة ففازت الأولى , وكان هذا الحدث بداية الشُّهْرة بالنِّسبة لها . فأصبحت تعمل في مجال الإعلانات , وتفنَّنَ المصوِّرون في تَعرية جسدها . وكَثُرَ المالُ بين يديها , وأصبحت لياليها صاخبة .
وفي يومٍ , كانت مَدْعوَّةً للعشاء عند عائلة لبنانيَّة مسلمة تسكن قريبًا منها , وكانت قد بلغت سنَّ التَّاسعة عشر . وخلال السَّهرة , جرى الحديثُ حول ضرورة أن تتعلَّم سارَّة العربيَّة , لُغتها الأصليَّة . ثمَّ فتحت العائلةُ التِّلفاز على قناة فضائيَّة عربيَّة , وشاء اللَّهُ أن يكون البرنامج : محاضرة إسلاميَّة عن العِفَّة , وترجمتها في أسفل الشَّاشة بالإنجليزيَّة .
فاستغربتْ سارَّة أن يُوجد في هذا العصر مَن يتحدَّث عن شيء اسمه العِفَّة والشَّرف ! وبدأتْ تُنصتُ باهتمام إلى الدَّرس , ثمَّ لم تتمالك نفسها فأجهشتْ بالبُكاء , وشعُرتْ في تلك اللَّحظة أنَّها حقيرة , لا شرف لها ولا دِين . ثمَّ سجَّلَت اسم موقع الانترنت الخاصّ بهذا الدَّاعية , وعادت بسرعة إلى بيتها , ففتحت الكمبيوتر , وكتبت إليه رسالة تسأل فيها لأوَّل مرَّة في حياتها عن الإسلام , وهل يمكن أن يقبل اللَّهُ توبتها ؟
فردَّ عليها الدَّاعية بأنَّ اللَّه يقبل طبعًا توبة كلّ مَن يعود إليه . ثمَّ توالت الرَّسائل بينهما , وتابت سارَّة توبة صادقة إلى اللَّه , وحفظت بعض السّور من القرآن الكريم من خلال سماعها لأشرطة مُسجَّلَة , وتعلَّمت الصَّلاة , ولبستْ حجابًا وملابس فضفاضة , وشعرتْ لأوَّل مرَّة في حياتها بسعادة حقيقيَّة لم تكُن تجدُها في الشُّهرة والمال والسَّهرات اللَّيليَّة في الملاهي . ثمَّ شاء اللَّه أن تُجري سارَّة عمليَّة جراحيَّة لاستئصال وَرَم سرطاني في الدّماغ , وتموت , رحمها اللَّه .
فهل تدرين يا ابنتي الكريمة كَم كانت المدَّة ما بين دخول سارَّة في الإسلام وبين موتها ؟
ثلاثة أسابيع ! نعم , كلُّ شيء تَمَّ خلال أقلّ من شهر , انتقلت فيه سارَّة , بفضل اللَّه ورحمته , من الخلود في النَّار إلى الخلود في جنَّات ونعيم ورضوان من اللَّه أكبر , نسأل اللَّه لها ذلك .

القصَّة الثَّانية مأخوذة من موقع www.islamicweb.com , وبطلَتُها فتاة فرنسيَّة اسمُها فابيان , كانت تَعمَلُ عارضة أزياء , ثمَّ شرح اللَّهُ صدرَها للإسلام , تقول : منذُ طفولَتي كنتُ أحلُم دائمًا بأن أكون ممرِّضَة مُتطوِّعة , أعملُ على تخفيف آلام الأطفال المرضَى . ومع الأيَّام كبرتُ , ولَفَتُّ الأنظارَ بجمالي ورشاقتي , فحثَّني مَنْ حَوْلي على التَّخَلِّي عن حُلم طُفولتي , واستغلال جمالي في عَمَلٍ يَدرُّ علَيَّ الكثير من المال , بالإضافة إلى الشُّهرة والأضواء .
وكان الطَّريقُ أمامي سَهْلاً , وسُرعان ما عرفتُ طَعْم الشُّهرة , وغَمَرَتْني الهدايَا الثَّمينة التي لَم أكُن أحلُم باقتنائها . ولكنَّ الثَّمنَ كان غاليًا , فقد كان علَيَّ أن أتَجرَّد من إنسانيَّتي وأتَخلَّى عن حيائي الذي تَربَّيتُ عليه . كما كان علَيَّ أن أحرم نفسي من جميع المأكولات اللَّذيذة , وأعيشَ على الفيتامينات الكيميائيَّة والمقوِّيات . وكان علَيَّ أيضًا أن أفْقد مشاعري تُجاه البَشَر , فلا أكره ولا أحبّ ولا أرفض أيَّ شيء ! لقد جعلَتْ منِّي دورُ الأزياء مجرَّد صَنَمٍ , خالٍ من الأحاسيس , مُهمَّتُه فقط أن يَتحرَّك ويَبتسم .
ثمَّ كان تَحَوُّلي المفاجئ أثناء زيارةٍ لي إلى لبنان وقْت الحرب , حيثُ رأيتُ ضحايَا من الأطفال في مستشفى ببيروت , فتحرَّكَ في نفسي الجانب الإنساني . فتركتُ بيروت وذهبتُ إلى باكستان , وعند الحدود مع أفغانستان عشتُ الحياة الحقيقيَّة وتعلَّمْتُ كيف أكون إنسانة . كنتُ أعتني بالأُسر المتضَرِّرة من الحرب , وأحببتُ الحياة معهم , فأحسنُوا معاملَتي . وتعرَّفتُ على الإسلام من خلال مُعايَشَتي لهم , واقتنعتُ بأنَّه ليس دينًا فقط , وإنَّما أيضًا دستور للحياة . فأسلمتُ , وبدأتُ أتعلَّم اللُّغة العربيَّة , لغة القرآن . وبعد أن كنتُ أستَمدُّ نظامَ حياتي من صانعِي الموضَة , أصبحَتْ حياتي تَسيرُ تَبَعًا لِمبادئ الإسلام ورَوحانِيَّاته .
ولَمَّا علِمَتْ دورُ الأزياء العالميَّة بإسلامي , أرسلُوا إليَّ عروضًا بِمُضاعفة أُجْرَتي إلى ثلاثة أضعاف , على أن أترك هذا الدِّين وأعود إلى العمل معهم ! فرفَضْتُ بشدَّة . فبعثُوا إلَيَّ بهدايَا ثَمينة لإغرائي , فرفَضْتُ أيضًا . عند ذلك لَجَأُوا إلى محاولَة تَشويه صُورتي أمام الأُسَر الأفغانيَّة , فقامُوا باستخراج نُسَخ عديدة من أغْلِفة المجلاَّت التي كانتْ تَتَصدَّرُها صُوَري كعارضَة أزياء في السَّابق , وعلَّقُوها على جنبات الطُّرُقات لِمُحاولَة الوقيعة بيني وبين أهلي الجُدُد في أفغانستان , ولكن خابَ ظَنُّهم والحمدُ للَّه .

نعم , هكذا بلغتْ بهم الدَّناءة , ولكن كما يقول اللَّه تعالى : { يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ 32 } (9- التّوبة 32) .





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :94  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 15:00
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


كلمة عن مكانة المرأة في الإسلام



روى الحاكم في مُسْتَدركه عن عبد اللَّه بن عكرمة رضي اللَّه عنه , قال : لَمَّا كان يومُ الفَتح (أي فتح مكَّة من طرف المسلمين بعد أن طردَهُم قومُهم منها قبل ذلك ببضع سَنوات) , دخلَ الحارثُ بن هشام وعبد اللَّه بن أبي ربيعة على أمِّ هانئ بنت أبي طالب رضي اللَّه عنها (وهي ابنة عمِّ النَّبيِّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم) , فاسْتجارَا بها وقالا : نحنُ في جِوارك (وكانا مُشْركَيْن , فهَربَا خوفًا من جُيوش المسلمين) , فأجارَتْهُما .
فدخلَ عليهما عليُّ بن أبي طالب (أخوها) رضي اللَّه عنه , فنظَرَ إليهما , ثمَّ أشْهرَ عليهما السَّيْف . فتفلَتْ (أمُّ هانئ) عليهما , واعتنقَتْهُ وقالتْ : تَصنعُ بي هذا مِنْ بَيْن النَّاس ؟! لَتَبْدَأنَّ بي قَبْلَهُما ! فقال : تُجِيرينَ المشْركين ؟! وخرج .
قالتْ أمُّ هانئ : فأتَيْتُ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , فقلْتُ : يا رسولَ اللَّه , ما لَقِيتُ مِن ابن أُمِّي عَلِيّ ما كدتُ أفْلتُ منه , آجرْتُ حَمْوَيْن لي مِن المشركين , فانْفَلَتَ عليهما لِيَقْتلهُما . فقالَ رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : ما كانَ ذلكَ له , قد أجَرْنَا مَنْ أجَرْتِ وأمَّنَّا مَنْ أمَّنْتِ .
فرجَعْتُ إليهما فأخْبَرْتُهما , فانْصَرَفَا إلى منازلِهما . (المستدرك على الصّحيحين – الجزء 3 – ص 312 – رقم الحديث 5210) .
وروى الإمام أحمد في مُسنَده عن سليمان بن سحيم عن أمية بنت أبي الصَّلت عن امرأة من بَني غفار , قالت : أتَيْتُ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في نِسْوَة من بَني غِفَار , فقُلْنَا له : يا رسولَ اللَّه , قد أردْنَا أن نَخْرُجَ معكَ إلى وَجْهِكَ هذا , وهو يَسيرُ إلى خَيْبَر (لِمُحاربة اليَهود الذين غَدرُوا بالمسلمين ونَقَضُوا العَهد الذي أبْرمُوه معهم) , فنُدَاوي الجرْحَى ونُعين المسْلِمين بِمَا اسْتَطَعْنا . فقال : علَى بَرَكة اللَّه .
فخَرجْنا معه , وكنتُ جاريَةً حديثَة , فأرْدَفَني رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم على حَقيبة رَحْلِه (أي وراءه) . فَلمَّا أناخَ ونزلْتُ عن حَقيبة رَحْلِه , إذا بها دَمٌ , فكانتْ أوَّل حَيْضَة حِضْتُها , فتَقَبَّضْتُ إلى النَّاقة واسْتَحْيَيْتُ . فلَمَّا رأى رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ما بِي , رأى الدَّم , قال : ما لَكِ ؟ لَعَلَّكِ نَفسْتِ ؟ قلتُ : نَعَم . قال : فأصْلِحِي من نَفْسِكِ , وخُذِي إناءً من ماء فاطْرَحي فيه مِلْحًا , ثمَّ اغْسِلي ما أصابَ الحقيبَةَ من الدَّم , ثمَّ عُودي لِمَرْكبك .
فلَمَّا فتحَ رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم خَيْبَر , رَضَخَ لَنَا من الفَيء , وأخذَ هذه القلادة التي تَرَيْنَ في عُنُقي , فأعطانِيها وجعَلَها بيَده في عُنُقي , فوَاللَّهِ لا تُفارقُني أبدًا .
قال سليمان : فكانتْ في عُنقِها حتَّى ماتتْ , وكانتْ أوْصَتْ أن تُدْفَنَ معها , وكانت لا تَطْهر من حَيْضَة إلاَّ جعلَتْ في طهُورها مِلْحًا , وأوْصَتْ أن يُجعلَ في غُسْلِها حين ماتتْ . (مسند الإمام أحمد بن حنبل – الجزء 6 – ص 380 – رقم الحديث 27180) .

باللَّه علَيْكِ سيِّدتي الفاضلة , هل هذا دِينٌ يُهينُ المرأة ؟!
واللَّهِ الذي لا إله غيرُه , ليس هناك نظامٌ أو دينٌ أكْرمَ المرأةَ أكثر من تكريم الإسلام لها .
فهو أكْرَمها بلُبس الحجاب والجلْباب لكي يَحفظَ لها عِفَّتَها وشَرَفَها . ويومَ تَخَلَّت المرأةُ عن هذا اللّباس , أصبحتْ سِلْعةً تُباعُ وتُشْتَرى , في الشَّارع والتِّلفاز وعلى صفحات المجلاَّت , بدَعْوى التَّحرُّر , فلَم تَجْنِ من وراء ذلكَ سِوَى خِيَانة الزَّوج وضَياع الأبناء !

وأكْرَمها طفلةً , فحثَّ والدَيْها وأخْوَتها الذُّكور على حُسْن معامَلَتها . فقد روى ابنُ حِبَّان في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه , أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : مَنْ كانَ له ثلاث بَنات أو ثلاث أخَوات أو ابْنتان أو أُختان , فأَحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ واتَّقَى اللَّهَ فِيهنَّ , دَخَلَ الجنَّة . (صحيح ابن حبّان – الجزء 2 – ص 189 – رقم الحديث 446) .

وأكْرَمها شابَّةً , فنَهى والِدَيْها عن تَزويجها بِدون مُوافقتها . فقد روى التّرمذي في سُنَنه عن أبي هُرَيْرة رضي اللَّه عنه , أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : لا تُنكَحُ الثَّيِّبُ حتَّى تُسْتَأْمر (أي تُستشار) , ولا تُنْكَح البِكْرُ حتَّى تُسْتَأذَن , وإذنُها الصُّموت (أي تَصمتُ حياءً , دليلاً على مُوافقتها) . (الجامع الصّحيح سنن التّرمذي – الجزء 3 – ص 415 – رقم الحديث 1107) . والثَّيِّب هي التي فارقتْ زوجَها بِمَوتٍ أو طلاق , بينما البِكْر هي العذراء , التي لم تتزوَّج بعد .
قال التّرمذي : هذا حديثٌ حسن صحيح , والعمل على هذا عند أهل العلم أنَّ الثَّيِّب لا تُزَوَّج حتَّى تُستأمَر , وإن زَوَّجها الأبُ من غير أن يستأمرها , فكَرهتْ ذلك , فالنِّكاح مَفْسوخ عند عامَّة أهل العلم . ورأى أكثرُ أهل العلم من أهل الكوفة وغيرهم أنَّ الأب إذا زوَّجَ البكْرَ وهي بالغةٌ بغير أَمْرها , فلَم ترضَ بتزويج الأب , فالنِّكاح مَفْسوخ .

وأكْرَم الإسلامُ المرأة أُمًّا , فأمَر أولادَها بحُسن صُحبَتها . فقد روى ابنُ حِبَّان في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي اللَّه عنه , قال : جاء رجلٌ إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , فقال : مَنْ أحقُّ النَّاس بِحُسْن صُحْبَتي ؟ قال : أمُّك , فقال : ثمَّ مَنْ ؟ قال : أمُّك , قال : ثمَّ مَنْ ؟ قال : أمُّك , قال : ثمَّ مَنْ ؟ قال : أبُوك . (صحيح ابن حبّان – الجزء 2 – ص 177 – رقم الحديث 434) .

وأكْرَمها زَوجةً , فأمرَ زوجَها بِحُسن معاشرتها . فقد روى ابنُ حِبَّان في صحيحه عن عائشة رضي اللَّه عنها , أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : خَيْرُكُم خَيْرُكم لِأهْلِه (أي لِزوجته) , وأنا خَيْرُكم لِأهلي , وإذا مات صاحِبُكُم فَدَعُوه .
قال ابنُ حِبَّان : فدَعُوه : أي لا تَذْكُروه إلاَّ بخَيْر . (صحيح ابن حبّان – الجزء 9 – ص 484 – رقم الحديث 4177) .
وأكْرَمها في الفراش مع زوجها . فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه , أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : إنَّ مِنْ أشَرِّ النَّاس عند اللَّه مَنْزلَةً يومَ القيامة : الرَّجلُ يُفْضِي إلى امرأته وتُفْضي إليه , ثمَّ يَنْشُر سِرَّها . (صحيح مسلم – الجزء 2 – ص 1060 – رقم الحديث 1437) .
ذلك أنَّ للبيت حُرمَتُه وللفراش حُرمَتُه , ومِن الدَّناءة فعلاً أن يُفضِي الزَّوجان إلى بعضهما , ثمَّ يَنشُر كلٌّ منهما أسرار الآخر بين عائلته وأصحابه ! فالعلاقة الزَّوجيَّة في الإسلام ليست مُجَرَّد مُعاشرة جنسيَّة , وإنَّما هي سكينةٌ وموَدَّة ورحمة , يقول اللَّه تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ 21 } (30- الرّوم 21) . فهل هناك تعريفٌ للعلاقة الزَّوجيَّة أسْمَى من هذا التَّعريف ؟!

وأكرم الإسلامُ المرأة بأن أراحَها من الجري وراء لُقْمة العيش , ففرضَ على الزَّوج الإنفاق على زوجته وأبنائه , ولم يفرض هذا الأمر على الزَّوجة . فالمرأة مُطالَبة بالتَّعلُّم مثل الرَّجل , ولكن ليستْ مُجْبَرة أن تعمل , لأنَّ وظيفتها الأساسيَّة هي داخل البيت . وإذا أرادت باختيارها أن تشتغل أو أجبرَتْها الحاجةُ على ذلك , فليس مِن حقِّ أبيها أو زوجها أن يأخذ منها درهَمًا واحدًا بدون رضاها !
ويومَ تخلَّت المرأةُ عن وظيفتها الأساسيَّة في البيت , وخرجت تُزاحمُ الرَّجلَ في فُرَص العمل بدَعْوَى أنَّها مُساوية له في كلِّ شيء , اهتزَّ المجتمع بأكمله ! فأصبح الأطفال يتنقَّلون من حاضنةٍ لأخرى مَحْرومين من حنان الأمومة , وأصبحت المرأة تجري وتَتعبُ مُقابل رَاتِب شَهْري , يذهبُ قِسْطٌ كبيرٌ منه إلى الحاضنة وقسْطٌ آخر في شراء الفساتين ومواد الزِّينة , وكَثُرت البطالة في صُفوف الرِّجال .
والغريب أنَّ نفس الأشخاص الذين كانُوا إلى وقت قريب يقولُون أنَّ عملَ المرأة بالبيت هو إهانة لها , أصبحُوا الآن يَرَوْن فيه الحلَّ الأمثل للتَّخفيف من حِدَّة البطالة ومن انحراف الأطفال ! وأصبحت بعض الدُّول الغربيَّة تُعطي مِنحَةً شهريَّة لكلِّ امرأة تتفرَّغُ لتربية أطفالها . أليس هذا بالضَّبط ما يدعُو إليه الإسلام ؟!
طبعًا , إذا كانت المرأة غير متزوّجة أو لم يكن لها أطفال أو كانت مُطَلَّقة أو مات زوجُها , فيُمكنُها أن تشتغل إذا أرادت ذلك لِتَعُول نَفسَها وربَّما أبناءها أو والديها أو أخواتها , شرط أن تعمل في مهنة شريفة تتماشَى مع فِطرتها , وأن تلتزم بالحجاب وباللِّباس الشَّرعي الفضفاض . وهناك بعض الاختصاصات التي تحتاج فعلاً لعمل المرأة , مثل الطِّبِّ النِّسائي , والتَّدريس . لكن , في الحالات العاديَّة التي تَستوجبُ وجود المرأة في البيت , فإنَّ عمَلَها فيه هو الأفضل , وعلى زوجها أن يُوَفِّر لها كلَّ ما تحتاجه من مأكل وملبس ومسكن وغير ذلك .
____________________
التالي بإذن الله تعالى: وماذا عن تعدُّد الزَّوجات ؟!





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :95  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 15:02
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


وماذا عن تعدُّد الزَّوجات ؟!



أليسَ فيه فعلاً إهانة للمرأة ؟!
إطلاقًا ‍! بل قد تعجبين سيِّدتي الفاضلة إذا قلتُ لَكِ أنَّ فيه , بالعكس , تكريمًا لها ! فالإسلام لم يُشَجِّع تعدُّد الزَّوجات , وإنَّما شرَّعه لِلُّجوء إليه في بعض الحالات الخاصَّة , وقَيَّده بشَرطٍ أساسي وهو العدل بين الزَّوجات , في المسكَن والملبس والمبيت والمعاملة والنَّفقة وكلّ شيء . يقول اللَّه تعالى : { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا 3 } (4- النّساء 3) .
وقد كان التَّعدُّد معروفًا وسائدًا في الشَّرائع السَّماويَّة السَّابقة وفي القوانين الوضعيَّة , دون قيد أو شرط . فلمَّا جاء الإسلام , قيَّدَ العددَ الأقصى بأربعة , واشترطَ العدل . لِلرَّجُل إذًا الحقّ أن يَتزوَّج امرأة واحدة أو اثنتين أو ثلاثة أو أربعة , شَرط أن يعدل بينهنَّ في كلِّ شيء كما ذكَرْنا .

أمَّا الأسباب التي قد تدعُو إلى التَّعدُّد , فمنها أن تكون الزَّوجة عقيمًا , أو مريضة مرضًا مُزمنًا , أو ضعيفة الشَّهوة , ويكون زوجُها مُتعلِّقا بها غير أنَّه يرغبُ في أن يكون له بنين وبنات , أو يكون قويّ الشَّهوة . أليس إذًا من الأفضل أن يتزوَّج هذا الرَّجلُ امرأةً ثانية , بعِلْم زوجته الأولى ورضاها , ويعيش الجميع عائلة واحدة ؟ أم أنَّ الأفضل أن يُطلِّقها , وفي هذا إهانةٌ وتشريدٌ لها , أو يَخُونها , بأن يُبقي عليها كزوجة صوريَّة , ويتَّخذ من وراءها خليلات كما هو الحال في المجتمعات الغربيَّة ؟!
كذلك , فإنَّ المرأة , بِحُكْم تَركيبَتها البَدَنيَّة , لا تكون مستعدَّة للجِماع عندما تكون بِدَم الحيض أو دَم النِّفاس , وتنفر منه في فترة الحمل التي تستغرق تسعة أشهر , وفترة الرَّضاعة التي قد تمتدُّ إلى سَنَتَيْن , على خلاف الرَّجُل الذي يكون دائمًا مستعدًّا لهذا الأمر . أليس من العدل إذًا أن يُشرِّع له خالقُه إمكانيَّة الزَّواج بأكثر من واحدة , إذا أراد ذلك ووثقَ من نفسه أنَّه يستطيع العدل بينهنَّ ؟
قد يُوجَد أيضًا في بعض المجتمعات أو في بعض الحالات (مثل الحروب) عددٌ كبيرٌ من النِّساء , مقابل عدد أقلَّ من الرِّجال . أليس إذًا من الأفضل أن يتزوَّج الرَّجلُ أكثر من امرأة , وتتمتَّع كلُّ واحدة منهنَّ بكلِّ حقوقها كزوجة ؟ أم أنَّ الأفضل أن يكتفي بواحدة , وتبقى بقيَّة الفتيات عوانس , مِمَّا قد يَجرُّهُنَّ إلى الانحراف والزِّنا ؟!

هذا إذًا نظام تعدُّد الزَّوجات كما جاء به الإسلام , وهو يُبرهِنُ من جديد على أنَّ تعاليم هذا الدِّين صالِحةٌ فعْلاً لكلِّ زمان ومكان .





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :96  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 15:03
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


كلمة عن أكل لحم الخنزير



يقول اللَّه تعالى في القرآن الكريم : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ 172 إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ 173 } (2- البقرة 172-173) .
في هذه الآيات إذًا تحريمٌ واضحٌ وصريح لأكل الميتَة والدَّم ولحم الخنزير . وبما أنَّ اللَّه حرَّمَها على عِباده , فلا بُدَّ أنَّ في أكْلِها مَضرَّة لهم . فما رأيُ العِلْم في ذلك ؟
أمَّا الميتة : فيقولُ العُلماء أنَّ عدم خروج الدَّم المحتَبس عند موتها , يُساعد على نُمُوِّ الجراثيم في هذا الدَّم , ويُعرِّضُ آكلَ لحم هذه الميتة للإصابة بأمراض مختلفة .

وأمَّا الدَّم : فهو سريع الامتصاص للجراثيم , وبالتَّالي يُصبح شاربُه عُرضةً للأمراض أيضًا .

وأمَّا لحم الخنزير : فيحتوي على العديد من الطُّفيليَّات والدِّيدان الخطيرة . فالخنزيرُ حيوانٌ قَذِر , يعيشُ في الأقذار , ويأكلُ القاذورات والنَّجاسات , وهو بهذا ينقلُ الأمراض إلى الإنسان . ولحمُ الخنزير غنيٌّ جدًّا بهرمُونات النُّموِّ التي تُسبِّب الإصابة بالأورام الخبيثة . ودُهنُه يُسبِّب ارتفاع نسبة الكُوليسترُول , وأيضًا تَصلُّب الشَّرايين .
ثمَّ إنَّ الخنزير هو الحيوان الوحيد الذي لا يَغار على أُنْثَاه حين يُعتَدَى عليها , ولا يُدافع عنها ولا عن صغارها إذا هُوجِمُوا ! ومِن هنا , فهو سُبَّةٌ عند جميع شعوب العالَم بلا استِثْناء . فترَى الذي يُريد أن يصفَ غيرَه بالدَّناءة ولُؤم الطَّبع , يَنْعتُه بالخنزير .

مِن العجيب إذًا أن يقبل الإنسان بعد هذا أن يُهينَ نفسَه بأكل لحم الخنزير , وقد جعلَ له خالقُه آلاف الأطعمة الطَّيِّبة والنَّافعة عِوضًا عنه .





المزيد من مواضيعي
رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :97  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 15:03
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


كيف تكوَّنت الأرض ؟‍



نعود للحديث عن بعض الآيات القرآنيَّة المعجزة , ونهتمُّ الآن بتاريخ الأرض .
يقول علماء الجيولوجيا والفيزياء الأرضيَّة أنَّ عُمر الأرض هو حوالي 4.5 مليار سنة , وأنَّها كانت في بداية خِلْقَتِها كُرَةً من صُخور مَصهورة , تُشبه كُرَةً من عجين . ولم تكن بها جبال , وكانت البحار والمحيطات في صورة بُخار نظرًا لارتفاع درجة الحرارة فوق الأرض .
وكانت سرعة دوران الأرض حول نفسها أكبر مِمَّا هي عليه اليوم , بحيثُ أنَّ طول اليوم واللَّيلة كان 4 ساعات فقط , وليس 24 ساعة . فماذا يقول القرآن في هذا الأمر ؟
يقول اللَّه تعالى : { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ 54 } (7- الأعراف 54) . ففي هذه الآية يتحدَّثُ اللَّه سُبحانه عن فترةٍ زمنيَّة أُولى , وهي بداية خلْق الأرض وكُلّ الكون . فذكَر أنَّ اللَّيلَ كان يَطلبُ النَّهار سريعًا , أي أنَّهما كانا يتعاقبان بسرعة أكبر من الآن . وهذا ما أثبتهُ العلم الحديث فعْلاً .

لِنُتابعْ ما يقوله العلماء : ثمَّ بَردت الأرضُ , وانخفضت درجة الحرارة فوق سطحها إلى أقلّ من درجة غلَيان الماء , فتكثَّف البُخار وأصبح ماءً تكوَّنتْ منه البحار والمحيطات , ويَبسَت القشرة الأرضيَّة فظَهرت القارَّات .
وبِتَكَوُّن البحار والمحيطات , أصبح القمر يُمارسُ جاذبيَّته عليها , فيَجذبُ إليه سطحَ الماء المقابل له , فيَعْلُو نَحْوَه , فيكونُ بذلك المَدُّ , ثمَّ تدور الأرضُ , فيهبطُ هذا الماء , ويكونُ بذلك الجَزْر . ثمَّ يُمارسُ القمرُ جاذبيَّته على مكان آخر وبَحْر آخر , فيكون فيه المَدُّ , وهكذا .
وبظُهور ظاهرة المَدّ والجَزْر بفعْل جاذبيَّة القَمَر , حدثَ تعطيلٌ في دوران الأرض حول نفسها , وبالتَّالي تخفيضٌ في سُرعة هذا الدَّوران . ولكي تفهم سيِّدي هذا الأمر , دعني أضربُ لك مثالاً : عندما تدور حول نفسكَ بسُرعة مُعَيَّنة , ثمَّ تأتي ابنتُكَ الصَّغيرة لِتُمسِكَ بطَرَفِ قَميصِكَ , وكلَّما أفلَتَ منها طَرَفٌ أمسكَتْ بطَرَفٍ آخَر , فإنَّ هذا بلا شَكّ سيُعيقُ سُرعتكَ في الدَّوران . أليس كذلك ؟
هذا تقريبًا ما يحدُثُ بين القمر والأرض : فالقمر يجذبُ سطح بَحْرٍ مَا , ثمَّ تدور الأرضُ , فيَترُكُه ويَجذبُ بَحْرًا آخر , وهكذا .
وهذه الإعاقة في سُرعة دوران الأرض حول نفسها , مع ضآلَتها , تراكَمتْ على مَرِّ ملايين السِّنين , فأصبحت الأرضُ تدورُ اليوم حول نفسها مرَّةً كلَّ 24 ساعة , بعد أن كانت تدور مرَّةً كلَّ 4 ساعات في بداية خَلْقِها . وبالتَّالي , أصبح الآن اللَّيلُ والنَّهار أطْوَل مِمَّا كانَا عليه في البداية .
وهنا , نقفُ عند آية ثانية في القرآن الكريم , يقول اللَّه تعالى : { وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ 3 } (13- الرّعد 3) . فإذا كان اللَّهُ سبحانه قد تحدَّث في الآية السَّابقة عن فترة زمنيَّة أولى من تاريخ الأرض , فتعرَّض فيها لِسُرعة تعاقُب اللَّيل والنَّهار , فإنَّه في هذه الآية يتحدَّثُ عن فترة زمنيَّة تالية , حيثُ تكَوَّنت الجبالُ والأنهار وظهرت الثِّمار . لهذا , ذكَر هُنا تعاقُبَ اللَّيل والنَّهار , دون أن يذكُر السُّرعة , ربَّما لِيُخبرنا أنَّ اللَّيل والنَّهار أصبحَا في هذه الفترة أطول مِمَّا كانَا عليه عند ولادة الأرض !

أليس في هذا دليلٌ جديد على أنَّ كلَّ كلمة في القرآن لها معناها الدَّقيق ؟!
----------------------------------------
التالي بإذن الله تعالى: اللَّهُ الذي جعل الأرض فراشًا !





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :98  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 15:04
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي



اللَّهُ الذي جعل الأرض فراشًا !



يقول علماء الجيولوجيا : تتركَّبُ الأرضُ من عدَّة طبقات :
- أوَّلها القشرة الأرضيَّة التي نعيشُ فوقها , سُمكُها حوالي 35 كلم تحت القارَّات و 6 كلم تحت قاع المحيطات . وهي تتكوَّن من صخور صلبة .
- هذه القشرة تطفُو فوق طبقة سائلة تُسمَّى الرِّداء , سُمْكُها حوالي 2900 كلم , وتتراوح حرارتها من 1500 إلى 4000 درجة باتِّجاه مركز الأرض . وهي تتكوَّن من صخور مصهورة .
- تحتها توجد نواة (أو قلب) الكرة الأرضيَّة , وتنقسم إلى :
الطَّبقة الخارجيَّة للنَّواة , سُمكُها حوالي 2200 كلم , وتتجاوز حرارتها 4000 درجة . وهي طبقة سائلة وتتكوَّن أساسًا من الحديد ونسبة أقلّ من النّيكل .
ثمَّ الطَّبقة الدَّاخليَّة للنَّواة , سُمكُها حوالي 1200 كلم , وحرارتها تصل إلى 6650 درجة . وهي طبقة صلبة وتتكوَّن من الحديد ونسبة أقلّ من النّيكل .
وهنا , اسمح لي سيِّدي الكريم أن أسألك : هل كان بإمكان الإنسان أن يعيش مباشرةً فوق طبقة الرِّداء السَّائلة والمرتفعة الحرارة , أو فوق النَّواة الملتهبة ؟
طبعًا لا !
كان لا بُدَّ إذًا من تَغليف الأرض بقشرة يابسة وباردة وصالحة للحياة . بل كان لا بُدَّ أيضًا من تمهيد سطحها لِيكُون صالِحًا للتَّنقُّل والبناء , وفَرْشِها بتُرْبَةٍ صالحة للزِّراعة لكي يَجد الإنسانُ والحيوانُ ما يأكلان .
لقد قدَّر الخالقُ الحكيم كلَّ هذا وغيره . يقول اللَّه تعالى في القرآن الكريم : { وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ 48 } (51- الذّاريات 48) . أليس وصفُ القرآن للأرض بأنَّها مفروشة (بالتُّراب) ومُمَهَّدة , قد جَمَعَ بين الإيجاز والدِّقَّة ؟!
ويقول تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ 21 الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ 22 } (2- البقرة 21-22) . فشَبَّه اللَّهُ هنا الأرضَ بأنَّها فِراش , وهو حقًّا تشبيهٌ دقيقٌ ومُعجِز , لأنَّ القشرة الأرضيَّة هي فعلاً بمثابة لِحَاف رقيق يَلُفُّ بقيَّة الطَّبقات السَّميكة , وهذا اللِّحاف مُمَهَّد , ومَفْروش بقِشْرة من التُّربة !





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :99  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 15:04
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


هل نزل الحديد فعلاً من السَّماء ؟!‍



يقول علماء الفيزياء الكونيَّة : تتكوَّن الأرض من عناصر مختلفة , كلُّ عنصر منها تَكوَّن بدوره عن طريق اجتماع إلكترونات وبروتونات ونترونات اتَّحدتْ مع بعضها , فكوَّنت الذَّرَّةَ الأولى للعُنصر .
لكنَّ هذا الاتِّحاد ما كان لِيَتِمَّ إلاَّ بوُجود طاقة . ولَمَّا حسبَ العلماءُ الطَّاقةَ اللاَّزمة لِتكْوين ذرَّة واحدة من عنصر الحديد , وجدُوا أنَّها تعادل أربع مرَّات طاقة النِّظام الشَّمسي بأكمله ! لذلك استنتجُوا أنَّ الحديد عنصُرٌ غريبٌ عن الأرض , ولم يتكوَّنْ فيها . من أين جاء إذًا ؟!
يقول العلماء : بعدما حدث الانفجارُ العظيم , منذ أكثر من 13 مليار سنة , مع ما صاحَبَه من طاقة هائلة جدًّا , تكوَّنت النُّجومُ والكواكب والأقمار , وتكوَّنَ الحديدُ في بعض النُّجوم . ثمَّ انفجرت هذه النُّجوم , وتناثرت أشلاؤها في الكون , ونزل الحديدُ إلى الأرض في صورة وابلٍ من النَّيازك الحديديَّة . وبِمَا أنَّ الأرضَ في بداية خَلْقِها كانت مثل كُرَة العجين , استقرَّ الحديدُ في باطِنها نظرًا لِثِقَلِه . لذلك , هو يُكوِّنُ اليومَ غالبيَّة نواة الكُرة الأرضيَّة .

هذا ما قاله عُلَماء القرن العشرين . فماذا قال القرآن في هذا الموضوع منذ القرن السَّابع الميلادي ؟
يقول اللَّه تعالى : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ 25 } (57- الحديد 25) . فلو كان القرآنُ من تأليف بَشَر , لكانت الجملة مثلاً : وجعلنا في الحديد بأسًا شديدًا . لكنَّ القرآن كلامُ اللَّه , لذلك قال تعالى : { وأَنْزَلْنَا الحدِيدَ } , وهذا ما اكتشفه العلماء فعلاً : أنَّ الحديد نزلَ إلى الأرض !
وتَزيدُ الآيةُ إعجازًا عندما تَذكُر أهمِّيَّة الحديد . ونحنُ نعرف اليوم أنَّه فعلاً يُشكِّلُ عنصُرًا أساسيًّا , سواء في صناعة الدَّبَّابات والطَّائرات الحربيَّة والأسلحة , أو في بناء المنازل والعمارات والمصانع . بل إنَّه عنصُر أساسي لا بُدَّ من توفُّره في غذائنا اليومي (نَجده في الخضَر وغيرها) لكي تنمُو أجسامنا نموًّا سليمًا !

فهل يُعقَل بعد هذا أن نُصدِّق العلماء في قولهم أنَّ الحديد نزل من السَّماء , ولا نُصدِّق النَّبيَّ محمَّدًا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في قوله أنَّ القرآن أُنزل عليه أيضًا منَ .. السَّماء ؟!
------------------------------------
التالي بإذن الله تعالى: في الأرض قِطعٌ متجاورات !





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :100  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 15:04
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


في الأرض قِطعٌ متجاورات !*



في بداية القرن العشرين (سنة 1915 م) , وضعَ عالِمٌ ألماني اسمه Alfred Wegener مختصٌّ في الفلَك والفيزياء الأرضيَّة , نظريَّةً تُسمَّى طَفْو (أو حركة) القارَّات , قال فيها أنَّ القارَّات تطفُو على جسْمٍ لَزج (مثلما تَطفو السَّفينةُ في البحر) , وأنَّها كانت في البداية قارَّةً واحدة كبيرة , ثمَّ انقسمتْ إلى قارَّات صغيرة , أخذت تتباعد عن بعضها البعض حتَّى وصلت إلى الشَّكل الذي هي عليه اليوم .
وفي سنة 1968 م ظهرت نظريَّة جديدة , تُسمَّى حركة الصَّفائح , تُعتبر من أهمِّ النَّظريَّات التي تَرتكز عليها الجيولوجيا الحديثة . تقول هذه النَّظريَّة أنَّ القارَّات والمحيطات محمولة على حوالي 12 صفيحة , نصف صلبة ومتجاورة , تتحرَّك ببطء فوق طبقة الرِّداء المائعة . حدودُ هذه الصَّفائح (أو أطرافُها) هي المناطق التي تكثر فيها الزَّلازل وتثور فيها البراكين .

فهل تعرَّض القرآن الكريم لهذه الحقيقة أيضًا ؟!
نعم , يقول اللَّه تعالى : { وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ 4 } (13- الرّعد 4) .
أليست القِطَعُ المتجاورات التي ذكَرَتْها الآية , هي نفسُها الصَّفائح المتجاورة التي تحمل القارَّات والمحيطات , والتي لم يتمَّ اكتشافها إلاَّ في النِّصف الثَّاني من القرن العشرين ؟
أغلبُ الظَّنِّ أنَّها هي !





رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
الأنبياء؟!, الإسلام, تعتنق


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
أخت زوجة توني بلير تعتنق الإسلام Ahmed_Negm ركن المسلمين الجدد 9 19.12.2010 19:15
امرأة اسكتلندية تعتنق الإسلام تأثرا بصلاة القيام تلميذة السيف البتار ركن المسلمين الجدد 2 28.08.2010 18:30
فتاة يهودية تعتنق الإسلام ابو مصطفى ركن المسلمين الجدد 3 07.08.2010 10:47
ناشطة سلام يهودية تعتنق الإسلام أمــة الله ركن المسلمين الجدد 2 18.06.2010 11:14
أشهر فنانات فرنسا تعتنق الإسلام!! زهراء ركن المسلمين الجدد 3 11.01.2010 22:36



لوّن صفحتك :