القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() فالعلماء هم ورثة الأنبياء وقادة البشرية إلى طريق الله المستقيم، ورحم الله الإمام أحمد إذ وصفهم بقوله: "الحمد لله الذي جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، وينهون عن الردى، ويحيون بكتاب الله الموتى وبسنة رسول الله صل الله عليه وسلم أهل الجهالة والردى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن آثارهم على الناس، ينفون عن دين الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الضالين الذين عقدوا ألوية البدع، وأطلقوا عنان الفتنة مخالفين في الكتاب يقولون على الله وفي الله، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً، وفي كتابه بغير علم فنعوذ بالله من كل فتنة مضلة". ثانيا: حماية العقيدة: فتوحيد الله تبارك وتعالى هو أول دعوة الرسل وأول منازل الطريق وأول مقام يقوم فيه الساعي إلى الله عز وجل، فالتوحيد أول ما يدخل به في الإسلام، وآخر ما يخرج به من الدنيا كما قال صل الله عليه وسلم : "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" (حديث حسن رواه الحاكم). فهو أول واجب على المكلف، وآخر واجب مما يقتضي حفظه وصيانته، وبدون العلم الصحيح قد لايستقيم اعتقاد المسلم ولا توحيده، لذا يجب على المسلم تعلم العقيدة الصحيحة وما يضادها من أنواع الشرك المختلفة.. وذلك كما قيل: عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لايعرف الشر من الخير يقع فيه إن تساهل الناس في هذا الأمر أدى إلى انتشار العقائد الفاسدة، والشركيات الباطلة وما هي إلا أثر من آثار الجهل بالعقيدة الصحيحة. ثالثا: تصحيح العبادة: إن المتأمل لأحاديث المصطفى صل الله عليه وسلم المتعلقة بالعبادة، كقوله فيما رواه البخاري: "صلوا كما رأيتموني أصلي" وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: "خذوا عني مناسككم" وغيرها من الأحاديث ليتبين أهمية تعلم العبادات قبل فعلها، والقيام بها. ولذا أفرد البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه باباً مستقلاً سماه (باب العلم قبل القول والعمل) قال تعالى: فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك (محمد: 19) فالله تبارك وتعالى أجلّ وأعظم من أن يُعبد على جهالة أو بتقليد أعمى أو اجتهاد بدون دليل.. فكل عبادة ممنوعة إلا ما جاء الدليل الصحيح على مشروعيتها من كتاب الله أو سنة رسوله صل الله عليه وسلم كما قال ابن تيمية ـ رحمه الله. قال صل الله عليه وسلم فيما رواه أنس "طلب العلم فريضة على كل مسلم" وهذا خطاب عام يشمل الرجال والنساء، فتعلم أحكام فروض الأعيان من العبادات واجب على كل مسلم، ولا يُعذر بالجهل والتقصير في ذلك. رابعاً: تحصيل الأجر والثواب إما بطلبه والسعي في تحصيله، كما قال صل الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه: "من سلك طريقاً يبتغي به علماً سهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة" (ص-ج 6298). وقال صل الله عليه وسلم فيما رواه الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه: "من غدا إلى المسجد لايريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلمه كان له كأجر حاج تاماً حجته" (صحيح الترغيب 1-38). أو في ثمرته من فقه في مراتب العبادة وفضائل الأعمال فيحرص على أحبها إلى الله وأكثرها ثواباً، فلا ينشغل بالمفضول على الفاضل ولا بمقتصر النفع على متعديه وهذا باب دقيق قلّ من يتنبه إليه، ففقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد. قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ عند الحديث عن أنواع شرور الشيطان: "ومنها أن يشغله بالعمل المفضول عما هو أفضل منه ليزيح عنه الفضيلة ويفوته ثواب العمل الفاضل.. حتى إن الشيطان يأمر بسبعين باباً من أبواب الخير، إما ليتوصل بها إلى باب واحد من الشر، وإما ليفوت بها خيراً أعظم وأجل وأفضل من تلك السبعين باباً، وهذا لايتوصل إلى معرفته إلا بنور من الله وشدة عناية بمراتب الأعمال عند الله وأحبها إليه وأرضاها له وأنفعها للعبد وأعمها نصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولعباده المؤمنين" (بدائع الفوائد ـ 1-261). أو بمعرفته بفضائل الأعمال والعبادات فيعمل بها ويكسب الأجر والثواب عليها، بينما غفل عنها أكثر الناس لجهلهم بها أو تساهلهم في تحصيل العلم المؤدي إليها. وهذا باب واسع لايفي المداد بتسطيره، وقل من يوفق له إلا من أراد الله له الخير. خامساً: تيسير العبادات: قال تعالى: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر (البقرة: 185) وقال تعالى: وما جعل عليكم في الدين من حرج (الحج: 78) فالتيسير يأتي مع العلم، والمشقة تنبع من الجهل، وكلما ازداد المسلم فهماً ومعرفة بمقاصد الشريعة، زاد تيسيره على الناس من غير حاجة إلى تأويل باطل أو مخالفة لنص. روى جابر رضي الله عنه: أن رجلاً أصابه حجر فشجَّه في رأسه، ثم احتلم، فسأل أصحابه: هل تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا: لانجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء، فاغتسل فمات، فلما قدمنا على رسول الله صل الله عليه وسلم وأخبر بذلك قال: قتلوه قتلهم الله، ألا سألوا إن لم يعلموا، إنما شفاء العي السؤال" (ص-ج 4363). وكم شق كثير من الناس على إخوانهم لجهلهم بأحكام دينهم، فالإسلام دين اليسر لا دين العسر، لكنه اليسر الذي لايُحل حراماً ولا يحرم حلالاً خلافاً لمن أراد أن يميِّع أحكام الإسلام أو يهدم مبادئه بحجة التيسير على الناس.. فأباح للمسافر قصر الصلاة والفطر في رمضان، وأباح المسح على الخفين، والتيمم لمن لم يجد الماء، أو لم يقدر على استعماله، وشرع للمريض الصلاة قاعداً أو على جنب أو إيماء إن لم يستطع أكثر من ذلك، بل وأباح كلمة الكفر حفاظاً على النفس والعرض. سادساً: وقاية من البدع والخرافات: إن من أعظم أسباب البدع والمخالفات الجهل بسنة المصطفى صل الله عليه وسلم، وقد حذر الرسول صل الله عليه وسلم منها أشد التحذير بقوله فيما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وفي رواية مسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". قال ابن القيم رحمه الله "والبدعة أحب إلى الشيطان من الفسوق والمعاصي لأن ضررها في نفس الدين وهو ضرر متعد" (بدائع الفوائد 2-260). وماهلكت اليهود والنصارى إلا بكثرة اختلافهم على أنبيائهم وابتداعهم في دينهم ما ليس منه افتراء على الله، وعلى رسله عليهم أفضل الصلوات والتسليم. وما أن يبتدع الناس في دينهم بدعة إلا هجروا مقابلها سنة وهكذا تدرس السنن وتنتشر البدع، سواء ما كان منها اعتقاداً أو تعبدياً فكلها أبواب ضلالة كما قال صل الله عليه وسلم: "وإياكم ومحدثات الأمور، فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" (رواه النسائي). ولو أردنا استقصاءها في زماننا لطال بنا المقام، ولاحتاج الأمر إلى مجلدات، وحسبنا أن نحيل إلى بعض المؤلفات النافعة في هذا الشأن لمن أراد السنة.. فمنها (الإبداع في مضار الابتداع ـ للشيخ علي محفوظ ـ رحمه الله) و(السنن والمبتدعات ـ لمحمد عبدالسلام الشقيري) و(البدع والنهي عنها ـ لابن وضاح) وغيرها. سابعاً: زرع الخشية من الله تعالى: إن أعظم ثمرة من ثمار العلم غرس الخشية من الله تبارك وتعالى في النفوس، قال تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء (فاطر: 28) فكلما ازداد المسلم علماً ومعرفة بربه، ازداد له حباً وخشية.. روى مسلم في صحيحه أنه صل الله عليه وسلم قال: "أما والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم لله". ولقد كان علماء هذه الأمة هم عبادها.. فقد ورد عن الشافعي ـ رحمه الله ـ أنه كان يقسم الليل ثلاثة أجزاء: ثلثاً للعلم وثلثاً للعبادة وثلثاً للنوم، وروى القاضي أبو يوسف قال: بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة، إذ سمعت رجلاً يقول لآخر: هذا أبو حنيفة لاينام الليل، فقال أبو حنيفة: والله لايتحدث عني بما لم أفعل.. فكان يحيي الليل صلاة وتضرعاً ودعاءً. وقال أحد السلف: نظرت إلى ابن المبارك، فقلت في نفسي: بم فضل علينا هذا؟ وبينما نحن جلوس، انطفأ السراج، فتسارع الناس يبحثون عن السراج، فلما أضاء، ونظرت إلى وجهه فإذا عيناه تذرفان الدموع، فلعله تذكر ظلمة القبر فذرفت عيناه، فقلت: بهذا فضل علينا. هكذا هذَّب العلم أخلاق السلف، وزرع الخشية في قلوبهم، وصدق الله إذ يقول: إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى" عليهم يخرون للأذقان سجدا 107 ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا 108 ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا 109 (الإسراء). للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
العلم الأخروي سـبيل للتمكين الـدنيــوي
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
فداء الرسول
المزيد من مواضيعي
آخر تعديل بواسطة بن الإسلام بتاريخ
17.01.2011 الساعة 13:40 . و السبب : تعديل حرف
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() جزاكم الله خيراً
موضوع مفيد للغاية كل كلمة تحوى فيه معانى مهمة للمسلم فهذا ديننا من يتمسك به يكون له الرقى والتمكين ولابد للمسلم أن يسابق فى ميدان العلم وهكذا كان الأوائل رحمهم الله من السلف الصالح حيث سادوا بعلمهم ومكّن الله لهم حت جاءهم من كل الدنيا من يجلسون تحت أقدامهم ليتعلموا منهم وفقنا الله واياكم لكل خير |
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
للتمكين, الأخروي, العمل, الـدنيــوي, سـبيل |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
يا غير مسجل وماذا بعد الظلم ؟ ( أحداث تاريخية هامة وقصص واقعية عن نهاية الظلم ) | المشتاقه لرضي ربها | القسم الإسلامي العام | 14 | 26.01.2011 02:14 |
العلم مفتاح العلا | saif elnahw | أقسام اللغة العربية و فنون الأدب | 9 | 06.12.2009 12:37 |