رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]()
في البداية اعذرني على الإطالة المتعمدة للتوضيح ما دمت لم تفهم ما سبق ولكن الأسلوب بسيط إن شاء الله وواضح وأدعو الله أن يظهر لك ما لم تعلمه بحوله وقوته الموضوع يتحدث عن حديث السيدة عائشة رضي الله عنها الذي تقول فيه رضي الله عنها : لَقَدْ نَزَلَتْ آيَةُ الرَّجْمِ وَرَضَاعَةُ الْكَبِيرِ عَشْرًا وَلَقَدْ كَانَ فِي صَحِيفَةٍ تَحْتَ سَرِيرِي فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وَتَشَاغَلْنَا بِمَوْتِهِ دَخَلَ دَاجِن ٌفَأَكَلَهَا . يتحجج النصارى وأعداء الإسلام بهذا الحديث ويدعون أنه يناقض كلام القرآن الكريم الذي يقول الله تعالى فيه ![]() سورة الحجر وأن هذا الحديث دليل على تحريف القرآن وأنه هناك آيات فقدت من المصحف الشريف هذه شبهة عقيمة تم الرد عليها من قِبَل علماء الإسلام وللتوضيع عليك أن تعمل عقلك بإنصاف ولا أدري ما هي ديانتك فهل أنت مسلم أم مسيحي أم ماذا ولكن دعنا من هذا ولنركز في توضيح ما غاب عنك أولاً : نزلت آيات كريمة من القرآن الكريم ثم نُسِخت بآيات أخرى حلت محلها وذلك لاختلاف الناس واختلاف إيمانهم من فترة لفترة فأنزل الله على الناس آيات تناسب حالتهم الإيمانية والاجتماعية والنفسية ومع هذه التغيرات نسخ الله بعض ما أنزل من القرآن بآيات أخرى تتناسب مع الحالة الإيمانية للناس وقتها ولعلك تسأل لماذا وكيف يبدل الله كلامه الله لا يبدل كلامه يا ضيفنا ولكن الناس هي التي تتغير ومن حكمة الله وعدله ورحمته بالبشر فقد أنزل القرآن بما يناسب تلك التغيرات لكي يصلح القرآن لكل عصر وأوان وزمان ومكان ولكل إنسان فإيمان الفرد في بداياته يختلف عن إيمانه في تألقه والذي يتقبله المؤمن الجديد يختلف عما يتقبله المؤمن القوي الذي له باع في الإيمان واحتياجات البشر في وقت ما تختلف عن احتياجهم في وقت آخر فقد كان البشر يتزاوجون بلا رادع ويتزوج الأخ من أخته بلا تحريم حتى يتكاثر البشر ويتناسلون لأنهم كانوا في حاجة إلى ذلك ثم أنزل الله تشريعاً يحرم زواج الأخ من أخته عندما انتهت الحاجة من هذا الزواج مثال آخر ذكره الله تعالى عن الخمر والتدرج في تحريمها إلى أن أصبح شربها من الكبائر بعد أن أشار القرآن الكريم أن فيها منافع للناس فتخيل قوم يعيشون حياتهم على الخمر وتعودوا عليه حتى أنه أصبح مثل كوب الشاي وإدمان التدخين والمخدرات فهل من الرحمة برغبات البشر أن يصدر الله حكماً بتحريم الخمر تحريماً نهائياً مع ناس تجري الخمر في عروقها أكثر ما يجري الدم؟ بالطبع لا ... ولن يتقبلوا الحكم لأنهم لا زالوا في بداية إيمانهم وسيعتبرون أن هذا حجراً على رغباتهم فهم لم يذوقوا حلاوة الإيمان الكامل بعد ولا زالوا في بداية تعلم الدين الجديد لذلك نجد أن حكمة الله اقتضت أن يشير الله ويخبر بني البشر أن هذه الخمر التي تشربون بها منافع ولكن ضررها أكثر من نفعها فاحترسوا ثم بعد ذلك يرسل الله قرآناً يمنع الناس من شرب الخمر قبل الصلاة حتى لا تُقام الصلاة بأناس سكارى لا يفقهون ما يقولون وبدلاً من أن يصلوا ويشكروا الرحمن نجدهم تطاولوا وفعلوا المعاصي وكلنا يعلم نتيجة شرب الخمر من ذهاب بالعقل فمنع الله السكر أثناء الصلاة فأطاع الناس وامتنعوا عن شربها أثناء الصلاة وتقبلوا الأمر ثم أتى من الله التحريم نهائياً فهو الأعلم عز وجل بشئون عباده وبإيمانهم وبقلوبهم أنزل قرآناً يمنع شرب الخمر نهائياً ويحرم بيعها وشراءها والتعامل معها من قريب أو من بعيد فهي رجس من عمل الشيطان وبذلك حُرمَت الخمر نهائياً بعد أن أشار القرآن أن بها منافع للناس (أي يبتاعون فيها ويشترون ويجنون الأموال) هدفي من هذه الأمثلة هو تقريب الهدف من النسخ في الأحكام أو في آيات القرآن وهذا ليس عيباً في القرآن الكريم بل وأشار الله تعالى إليه وقال في كتابه الكريم (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:106) فها هو القرآن الكريم صرح صراحة بأن هناك آيات تُنسَخ ويغيرها الله لما هو أفضل منها أو مثلها فهو على كل شئ قدير وهو الأعلم بشئون عباده وليس من حقنا أن نقول يا رب لماذا فعلت كذا ولماذا قلت كذا ولماذا بدلت حكم كذا وكذا وهذا النسخ في الشرائع معروف لدى جميع الأمم والديانات وأقربه أن العهد الجديد ينسخ العهد القديم ويختلف عنه اختلافاً جذرياً ومع ذلك نجد الجاحدين من النصارى ينتقدون النسخ في الإسلام ولا يهمهم أن هذا النقد يهدم عقيدتهم من أساسها ولكنهم لا يهتمون بهدم عقيدتهم بقدر ما يهتمون بمهاجمة الإسلام بأي سبيل حتى ولو كان على حساب إفساد عقيدتهم وإظهارهم بمظهر الكافر بها لذلك فعلينا أن نشكر الله تعالي على نعمته ونحمده أن أنزل إلينا قرآناً يهدنا إلى الصراط المستقيم وكان من الممكن أن يتركنا الله على الضلال والكفر وعبادة غيره ويأخذنا أخذ عزيز مقتدر وقد حصر علماؤنا المنسوخات إلى ثلاثة أنواع الأول: نسخ التلاوة مع بقاء الحكم، ومثاله آية الرجم وهي(الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة..) فهذا مما نسخ لفظه، وبقي حكمه. ما معنى هذا الكلام؟ أي أن نص الآية لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابته ضمن آيات القرآن الكريم ولكن حكم الرجم لم يُلغَى ويجب تنفيذه ولعلك تتساءل كيف لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضع في القرآن أو يحذف على هواه؟ نقول لك أخطأت : لأن كل ما كان يخص القرآن الكريم من آيات وكتابة كان بوحي من الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا بشهادة القرآن الكريم له حيث قال: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} (3) {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (4) سورة النجم لذلك فقد أخبرنا الله أن نبينا صلى الله عليه وسلم لا ينطق من هواه وإنما هو وحي الله وكون نبينا صلى الله عليه وسلم يأمر بعدم كتابة هذه الآيات في القرآن الكريم فهذا بوحي من الله ولكن حد الرجم لم يُمنع وحد الرجم يكون فقط للزاني المُحصَن أي المتزوج أما من يزني وهو ليس بمتزوجاً فحده الجلد قال ابن قدامة : لا خلاف بين الفقهاء في وجوب الرجم على الزاني المحصن رجلا كان أو امرأة . وقد ثبت الرجم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله , في أخبار تشبه التواتر . وهذا قول عامة أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم . قال ابن قدامة : لا نعلم فيه مخالفا إلا الخوارج قال البهوتي : قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم بقوله وفعله في أخبار تشبه التواتر . وقد أنزله الله تعالى في كتابه , ثم نسخ رسمه وبقي حكمه , لما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه قال : " إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب . فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها , رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده , فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله , فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله , والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف . وزاد في رواية : { والذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس : زاد عمر بن الخطاب في كتاب الله لكتبتها : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم } . لذلك يا ضيفنا فها هم الصحابة رضوان الله عليهم عرفوا الآية وحفظوها ونفذوها ولكنهم لم يكتبوها في المصحف لماذا؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن لا تُكتَب هذه الآية في المصحف لماذا؟ لأن هذا أمر الله الذي أنزل كلامه على عبده فهذه مشيئته وهذا ما يريد فلا مبدل لكلمات الله إنه إن أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون وهذه من الآيات التي صرح الله تعالى بأنها من المنسوخات الواقعة تحت الآية القائلة (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:106) والأدلة من الأحاديث الصحيحة على الرجم الذي سألت عنه وقلت أين الرجم أيها المسلمون ومن الأدلة ما أخرجه البخاري عن جابر رضي الله عنه: :أن رجلاً من أسلم أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فقال: إنه قد زنى فأعرض عنه فتنحى لشقه الذي أعرض فشهد على نفسه أربع شهادات فدعاه فقال هل بك جنون؟ هل أحصنت؟ قال نعم فأمر به أن يرجم بالمصلى فلما أذلقته الحجارة جمز حتى أدرك بالحرة فقتل. وأخرج البخاري عن الشعبي لحديث علي رضي الله عنه حين رجم المرأة يوم الجمعة وقال: قد رجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخرج البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم قال له: لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت، قال: لا، يا رسول الله، قال: أنكتها! لا يكني، قال: فعند ذلك أمر برجمه. وأخرج مسلم عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلاً البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم. وأخرج مسلم من حديث أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني قال عليه الصلاة والسلام: واغْدُ يا أنيس إلى امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها، قال فغدا عليها فاعترفت فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجمت. وكذا رجمه صلى الله عليه وسلم الغامدية، واليهوديين اللذين زنيا. ........................ فهذه جميعها أدلة على أن الرجم شريعة إسلامية وقد نفذها النبي صلى الله عليه وسلم وثبتت في الأحاديث الصحيحة هذا بالنسبة للنوع الأول من أنواع المنسوخ والذي يخص سؤالك عن الرجم أين هو وآسفة على الإطالة ولكن ينبغي الشرح والتوضيح ولا يصح الاختصار في مسألة دينية والاستهتار بالإجابة عن سؤال سائل وإن كان هناك ما يدور في خلدك من أسئلة حول الموضوع أتمنى أن تضعه لنا للتوضيح بإذن الله وأتمنى من الله أن أكون قد استطعت إزالة اللبس من عندك وإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ومرحباً بك مرة أخرى وبالله التوفيق المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
المصحف؟, الداجن |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|