|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() (( 1 )) مقدمة لقلبى وقلوبكم تأملتُ في حالي وحال المقصرين أمثالي ... فوجدتنا في حال يرثى لها ... ونسأل الله أن يسترنا واياكم . لن أطيل ... فمثلكم لا يخفى عليه ما سأقول . المعاصى الخفية - غالبا - ... هي التي تؤثر في قلوبنا ... وتفضحها فلتات ألسنتنا ... وتصدقها فضائح جوارحنا ... تقصيرٌ في الطاعات ... وابتلاء بالمعاصي الخفيات ... خَورٌ في طلب الحسنات ... وتفننٌ في اقتراف السيئات ... تأملتُ في كتاب الله تعالى ... فوجدت العلاج النافع ، الناجح ، الرافع ، الرائع ... في صرف العبد عن ...المعاصى وتبغيضها له ... وتحبيبه إلى الطاعات ... وتقريبها له ... فسألتُ نفسي ... بعد قراءتي لهذه الآية ... ولكأني أسمعها ... لأول مرة !! : الله تعالى في كتابه العظيم ... يدعونا ، ويحثنا ، ويعلمنا ، ويوجهنا إلى اللجوء إليه ... وطلب العون منه تعالى ... في أن يصرف عنا ما نبتلى به من معاصي خفيات وظاهرات !!.... ثم لا نلجأ إليه !!. عجيبٌ أمرُنا ... أصلح الله أمرَنا . قال تعالى : (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) . أقول: إن ابتليت بمعصية خفية أو ظاهرة ... وعجزت عن التخلص منها وتخشى أن يعاقبك الله تعالى على اقترافها ... فالجأ إلى الله تعالى ... وابكِ بين يديه ... وألحّ في دعائه ... بأن يكرّهها لك ، ويصرفها عنك ، ويبغضها إليك ... وأن يحبب إليك الإيمان ويزينه في قلبك ... ثم لا تسأل عن فضله تعالى ، ونعمه ، وتوفيقه ... في أن يبغّض إليك ما كنت تحبه ... أو قد ابتليت باقترافه من المعاصي ... ووالله إنك لتتعجب من فضل الله تعالى عليك ... في صرفه المعصية عنك ... فتقول : أين كنت عن هذا من قبل ؟!. قل: يارب بغّض إليّ الكفر والفسوق والعصيان . يارب بغّض إليّ الرياء . يارب بغّض إليّ الغيبة . يارب بغّض إليّ النميمة . يارب بغّض إليّ النظر إلى الحرام . يارب بغّض إليّ سماع الحرام . يارب بغّض إليّ الحسد والحقد والغل . يارب بغّض إليّ النظر في المواقع المحرمة . قال ابن رجب رحمه الله :"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس". وقال بعضهم : ( كم من معصية في الخفاء منعني منها قوله تعالى : " ولمن خاف مقام ربه جنتان " ) . " إن الحسرةكل الحسرة ، والمصيبة كل المصيبة : أن نجد راحتناحين نعصي الله تعالى ". قال تعالى: ( قَالَ رَب السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) لجأ يوسف عليه السلام إلى الله تعالى ودعاه واعتصم به ... في أن يصرف عنه كيد النسوة ومكرهن ... فجاءه كرم الكريم ... ورحمة الرحمن الرحيم ... ( فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) . فهل لجأنا إلى الله تعالى في مايعرض لنا من معاصي ... وما ابتُلينا به من ذنوب ... لينجينا الكريم بفضله ورحمته ... منها ... ومن آثارها ... وتبعاتها ؟!. ( أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ) ... أي موعظة هذه ... ؟! التي تقول للمرائي قف !. وللزاني عف !. وللسارق كف !. ولكل عاص أف ثم أف ! ... أما تستشعر نظر الرب ؟! وأخيراً أخي الكريم: هل تشتكي من تقصير في أداء الفرائض ؟!. هل تشتكي من تقصير في قراءة كتاب الله تعالى ؟!. هل تشتكي من تقصير في أداء الرواتب ؟!. هل تشتكي من تقصير في قيام الليل أو الشفع أو حتى الوتر فقط ؟!. هل تشتكي من تقصير في الصدقات ؟!. هل تشتكي من تقصير في صيام التطوع ؟!. هل تشتكي من تقصير في صلة الأرحام ؟!. هل تشتكي - إجمالا - من تقصيرك في الطاعات ؟!. الله تعالى قال : ( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) . فهل لجأنا إلى الله تعالى بأن يحبب إلينا الإيمان ... وأن يزينه في قلوبنا ؟!. هل سألنا الله بصدق بأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ؟!. هل دعونا الله بإلحاح بأن يذيقنا حلاوة الإيمان ... وبرد العفو ؟!. لو سألناه تعالى لأجابنا ... فهو الرحيم الرحمن الودود ... سبحانه وتعالى . فلندعُ ... ولنكثر ... ولنلحُّ ... ثم لنرى نعم الله تعالى علينا ... وتيسيره العبادات لنا . اخى الحبيب اذكر بين يديك هذا الموقف لنرى الايمان لدى الصحابة ثم لننظر الى ايماننا فهب أنك - أخي - قد عُدت إلى منزلك في يوم من الأيام فوجدت رجلًا في انتظارك وبصحبته زوجته وأولاده، ومعه رسالة من أحد أصدقائك الذين لا يمكنك أن ترد لهم طلبًا، يُخبرك فيها بأن حامل رسالته أخٌ لك في الله، قد تعَرَّض لمحن وابتلاءات كثيرة، وهو الآن بلا مال ولا مأوى، وعليك أن تستضيفه وعائلته في منزلك، وأن تقتسم معه مالك، وطعامك، فضلًا عن مسكنك، وليس لهذه الاستضافة مدة معلومة، فقد تمتد شهورًا أو سنين ... فماذا تتوقع أن يكون رد فعلك تجاه هذا الأمر ؟! هل ستكون سعيدًا بهذه الرسالة وما تحتويه ؟ أم سيضيق صدرك ويشتدّ غمك، فالراتب لا يكفي إلا بالكَاد، والمسكن يضيق بأفراد الأسرة، فكيف سيكون الحال لو تم اقتسام الراتب والمسكن بينك وبين أخيك ؟ وحتى إن كنت موسرًا ؛ فمن يتحمل أن يتعايش مع أُناس لا يعرفهم ولا يعرف طباعهم وأسلوب حياتهم ؟ .. لا أكتُمك القول – أخي – بأنني قد تخيلت نفسي في هذا الموقف، فتوقعت مقدار الحرج الذي سيُصيبني، ومدى الضيق الذي قد يتولد في صدري والذي قد يزيد بطول مدة الاستضافة، ومن المتوقع أن تدور أمنيتي وقتها حول إمكانية كون هذا الرجل قد أخطأ في العنوان، وأن المقصود شخص آخر غيري، وقد أُسارع بالاتصال بمن كتب الرسالة محاولًا التملص من هذا العمل، وأتعلل بظروف كثيرة تَحُول بيني وبين استضافة هذه الأسرة، وإن وافقت على استضافتها فستكون موقوتة بمدة محددة، وسأجتهد في أن تكون هذه المدة قصيرة قدر الإمكان... هذا الموقف - الذي نتمنى ألَّا نتعرض له - قد تَعرَّض له الأنصار في صدر الدعوة، فلقد خرج المهاجرون فارِّين بدينهم من مكة تاركين فيها ديارهم وأموالهم، وتوجهوا إلى يثرب تنفيذًا لأمر الله ورسوله صل الله عليه وسلم . . هاجروا إليها دون أن يكون لهم فيها مأوى، ولم يكن معهم من الأموال ما يُمكِّنهم من الإنفاق على أنفسهم، أو اقتناء مساكن تؤيهم، وفي المقابل كان أهل المكان من الأنصار فقراء، فضلًا عن أنهم لم يكن بينهم وبين المهاجرين سابق صلة أو معرفة، ومع ذلك كان عليهم أن يستضيفوا إخوانهم المهاجرين استضافة كاملة .. فماذا كان تصرفهم تجاه هذا الأمر ؟! تُجيبنا كتب السيرة بأنهم كانوا في سعادة غامرة بتلك الاستضافة إلى حد تَسابقهم وتَنافسهم فيما بينهم للفوز بكل مهاجريّ يصل إلى المدينة .. هذا التسابق والتنافس الذي كان على أشُده جعلهم يلجأون إلى إجراء القرعة لتحديد الفائز باستضافة الوافد الجديد .. نعم، لقد حدث هذا، حتى قيل : ما نزل مهاجري على أنصاري إلا بقرعة. ولعلك - أخي الحبيب – تعجب من هذا التصرف الذي نعجز عن القيام به، ولعلك كذلك تتساءل معي: ما الذي جعلهم يصلون إلى هذا المستوى، وهذا السلوك الذي يفوق طاقات احتمال البشر؟ يُجيب القرآن على تساؤلاتنا، ويُبيِّن لنا السبب الذي دفع هؤلاء الأنصار لهذا الإيثار العظيم مع فقرهم وشدة حاجتهم وذلك في قوله تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ... ﴾ [الحشر/9] . فالآية الكريمة تصف هؤلاء بأنهم تَبوَّءوا الدار : أي استوطنوا يثرب قبل مجيء المهاجرين، وتقول عنهم الآية كذلك بأنهم استوطنوا الإيمان .. ولكن كيف يُستوطن الإيمان ؟! أليس من المعلوم أن الإيمان هو الذي يدخل القلب ؟! .. نعم هو كذلك، ولكن من شدة تمكُّن الإيمان منهم : فكأنهم هم الذين دخلوا فيه واستوطنوه، والدليل على ذلك هو هذا الفعل العجيب : الإيثار مع الحاجة .. الأمر إذن واضح ؛ إن أردنا سلوكًا صحيحًا، واستقامة جادة، وأخلاقًا حسنة، فعلينا بالإيمان، فكلما ازداد الإيمان انصلح القلب، فتحسنت الأفعال . ولكي يصبح الإيمان راسخًا في القلب ومهيمنا عليه لابد من ممارسة أسباب زيادته، وتعاهد شجرته حتى تنمو في القلب وتزهر وتثمر ثمارًا طيبة بصورة دائمة . أو بعبارة أخرى : نحتاج ممارسة « التربية الإيمانية » مع أنفسنا، ومع كل من نتولى أمر تربيته إن أردنا الإصلاح الحقيقي لأنفسنا وأمتنا . فإن قلت : وكيف لنا أن نفعل ذلك ؟! كانت الإجابة بأن هذه الدورة سنضع من خلالها – بإذن الله - ما قد يساعدنا على ذلك، فهى تتناول – بمشيئة الله - مبادئ وإشارات حول التربية الإيمانية من حيث: ثمارها، وأهدافها، وحقيقتها، وجناحيها ( أعمال القلوب، وأعمال الجوارح ) وإن شئت قلت: الإيمان، والعمل الصالح ، وتقديم الاسعافات الاوليه للبعد عن المعاصى الظاهرة والخفية .. نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا بفضله وكرمه كل خير أفاض به علينا، وأن يغفر لنا زلَّاتنا، وألًّا يحرمنا – بجُوده – الأجر إن أصبنا أو أخطأنا ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ). ومعذرة على الاطالة وتابعونا و احبكم فى الله للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
الدروس الخاصة بدورة من الاسعافات الايمانية الاولية
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
أبو السائب أكرم المصري
المزيد من مواضيعي
|
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
¨°o.o, الاولية, الايمانية, الاسعافات, الخاصة, الدروس, بدورة, o.o°" |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
مهم لكل انسان الاسعافات الاوليه؟! | مهندس محمد | المنتدى الطبي | 3 | 21.02.2011 17:24 |
الدروس الخاصة بدورة من يخالفنى | أبو السائب أكرم المصري | رمضان و عيد الفطر | 3 | 19.07.2010 17:16 |
الدروس الخاصة بدورة صناع الدعاة | أبو السائب أكرم المصري | رمضان و عيد الفطر | 2 | 19.07.2010 16:59 |
مفاجأه : جدول الدروس الدعوية بمدينة المنصورة | أبو السائب أكرم المصري | قسم الحوار العام | 6 | 19.07.2010 08:13 |
الدروس المهمة لعامة الأمة | كلمة سواء | العقيدة و الفقه | 1 | 15.06.2010 08:03 |