آخر 20 مشاركات
الرد على شبهة ( بول الإبل ) (الكاتـب : د/ عبد الرحمن - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          The Indian Act : وصمة عار على جبين الكنيسة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          فضح الكنيسة ببلاد العم سام و ممارساتها ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أفئدة تهوي وقلوب تنوي لبيك رحمة وغفرانا شاكرون ولربهم حامدون (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          دليل الحاج و المعتمر (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          ما السرّ وراء إستهداف الأطفال و النّساء ؟؟!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الرد على الزعم أن تقديس المسلمون للكعبة و الحجر الأسود عبادة وثنية (الكاتـب : الشهاب الثاقب - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          معجزات كنيسة مغارة الحليب في بيت لحم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          شبهة حول شهادة الحجر الأسود لمن قبّله أو إستلمه (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          بابا الفاتيكان يبرئ الإسلام من تهمة الإرهاب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          كاهن مسيحي و شهادة مُنصفة في حق الإسلام العظيم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لماذا يعظم المسلمون الكعبة المشرفة ؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          رد شبهات حول الحج - الكعبة - الحجر الأسود (الكاتـب : د/مسلمة - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          رد على كهنة المنتديات : العبرة من رمي الجمرات (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          كاتب كندي : أريد أن يحكمنا المسلمون ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          هل يشمل العهد الإبراهيمي إسماعيل و نسله ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          هل الإسلام يدعو إلى الميز على أساس العرق او اللون ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الشيخ القارئ عبد الله الجهني : تلاوة من سورتي السجدة و الإنسان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الشيخ القارئ عبد الله الجهني : تلاوة من سورتي الصف و التكوير (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )

مجمل عقائد الفرق الضالة

الرد على الفرق الضالة و الفكر المخالف لمنهج السلف


 
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 17.12.2009, 12:13
صور زهراء الرمزية

زهراء

مديرة المنتدى

______________

زهراء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 02.05.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.354  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
18.07.2015 (20:56)
تم شكره 463 مرة في 275 مشاركة
افتراضي مجمل عقائد الفرق الضالة


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين..

معاشر الإخوة الفضلاء..
اعلموا وفقكم الله تعالى أن نبينا عليه الصلاة والسلام أخبرنا أن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي ما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ، وأول فرقة خرجت على أمة الإسلام الخوارج ثم القدرية ثم الروافض ثم تتابعت الفرق فرقة تلو أخرى وكل فرق تكفر أخرى ، ومن هنا نضع بين أيديكم نبذة مختصرة عن هذه الفرق الضالة وعقائدها الباطلة و مناهجها الفاسدة، كي يعرفها المنصف ، و يحذر منها ولا يسلك سبيلها ..و بالله التوفيق.

ملاحظة:
المجال مفتوح لكل عضو بأن يضع في هذا الموضوع نبذة مختصرة يتحدث فيها عن فرقة من هذه الفرق الضالة..
فلا تبخلوا علينا بمشاركاتكم القيمة التي من شأنها خدمة معتقد أهل السنة و الجماعة الذي ندين الله به.
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : مجمل عقائد الفرق الضالة     -||-     المصدر : مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة     -||-     الكاتب : زهراء







توقيع زهراء
مَـا خـَابَتْ قُـلُـوْب أَوْدَعَـتْ الْـبـَارِي أَمـَانِيـْهَـا


   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 18.12.2009, 00:01

نضال 3

عضو

______________

نضال 3 غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 15.05.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.149  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
21.01.2019 (14:04)
تم شكره 17 مرة في 16 مشاركة
افتراضي


الخوارج

وجود الخوارج في الماضي والحاضر

الخوارج فرقة كبيرة من الفرق الاعتقادية، وتمثل حركة ثورية عنيفة في تاريخ الإسلام السياسي. شغلت الدولة الإسلامية فترة طويلة من الزمن، وقد بسطوا نفوذهم السياسي على بقاع واسعة من الدولة الإسلامية في المشرق وفي المغرب العربي، وفي عمان وحضرموت وزنجبار وما جاورها من المناطق الإفريقية وفي المغرب العربي، ولا تزال لهم ثقافتهم المتمثلة في المذهب الإباضي المنتشر في تلك المناطق.

ولا يخفى كذلك أن بعض أفكار الخوارج- ولا سيما الأزارقة- المتعلقة بتكفير العصاة لا يزال لها أتباع يمثلون تنطع الخوارج وتشددهم في وقتنا الحاضر، مما يستدعي عرض ودراسة هذه الفرقة، وما أنتجت من آراء وأفكار، وبيان ما جناه أتباعها على الإسلام والمسلمين.

ومما يجدر ذكره بالنسبة لكتب الخوارج أنها تكاد أن تكون مفقودة تماماً إذا ما استثنينا الإباضية منهم، فلم تعرف لهم مؤلفات موفورة كبقية الفرق، وأكثر ما نرجع في ذلك إلى ما كتبه العلماء من أهل السنة، مع ثقتنا بصحة ما نقلوه عنهم لمعايشتهم لهم، وكذلك لاحتمال أنهم عثروا على كتب للخوارج لم تصل إلينا، على أن ما وصل من كتب الإباضية تدل على مصداق أولئك في نقلهم لمذهب الخوارج .

الفصل الثاني

التعريف بالخوارج
في اللغة: الخوارج في اللغة جمع خارج، وخارجي اسم مشتق من الخروج، وقد أطلق علماء اللغة كلمة الخوارج في آخر تعريفاتهم اللغوية في مادة ((خرج)) على هذه الطائفة من الناس؛ معللين ذلك بخروجهم عن الدين أو على الإمام علي، أو لخروجهم على الناس .

في الاصطلاح: اختلف العلماء في التعريف الاصطلاحي للخوارج، وحاصل ذلك:

منهم من عرفهم تعريفاً سياسياً عاماً، اعتبر الخروج على الإمام المتفق على إمامته الشرعية خروجاً في أي زمن كان.

قال الشهرستاني: ((كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجياً، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين أو كان بعدهم على التابعين لهم بإحسان والأئمة في كل زمان))

ومنهم من خصهم بالطائفة الذين خرجوا على الإمام علي رضي الله عنه. قال الأشعري: ((والسبب الذي سُمّوا له خوارج؛ خروجهم على علي بن أبي طالب)) .

زاد ابن حزم بأن اسم الخارجي يلحق كل من أشبه الخارجين على الإمام عليّ أو شاركهم في آرائهم في أي زمن. وهو يتفق مع تعريف الشهرستاني .

وعرفهم بعض علماء الإباضية بأنهم طوائف من الناس في زمن التابعين وتابع التابعين أولهم نافع بن الأزرق ، ولم أر هذا التعريف عند أحد غير الإباضية.

وهذا التعريف لأبي إسحاق أطفيش يريد منه أن لا علاقة بين المحكمة الأولى –الذين لا يعتبرهم خوارج لشرعية خروجهم كما يزعم- وبين من بعدهم إلى قيام نافع سنة 64هـ، وهذا التعريف غير مقبول حتى عند بعض علماء الإباضية، ويبقى الراجح هو التعريف الثاني؛ لكثرة من مشى عليه من علماء الفرق في تعريفهم بفرقة الخوارج، وقيام حركتهم ابتداء من خروجهم في النهروان، وهو ما يتفق أيضاً مع مفهوم الخوارج كطائفة ذات أفكار وآراء اعتقاديه أحدثت في التاريخ الإسلامي دوياً هائلاً.



الفصل الثالث

أسماء الخوارج وسبب تلك التسميات
للخوارج أسماء كثيرة، بعضها يقبلونه وبعضها لا يقبلونه، ومن تلك الأسماء:

الخوارج.

الحرورية.

الشراة.

المارقة.

المحكمة.

النواصب.

أما بالنسبة للاسم الأول: فهو أشهر أسمائهم، هم يقبلونه باعتبار وينفونه باعتبار آخر، يقبلونه على أساس أنه مأخوذ من قول الله عزّ وجلّ: (ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله) وهذه تسمية مدح.

وينفونه إذا أريد به أنهم خارجون عن الدين أو عن الجماعة أو عن علي رضي الله عنه؛ لأنهم يزعمون أن خروجهم على عليّ رضي الله عنه كان أمراً مشروعاً بل هو الخارج عليهم في نظرهم.

و الإباضيون بخصوصهم يسمونها فتنناً داخلية بين الصحابة.

قال نور الدين السالمي الإباضي عن تسميتهم خوارج على سبيل المدح: ((ثم لما كثر بذل نفوسهم في رضى ربهم وكانوا يخرجون للجهاد طوائف –سُمُّوا خوارج، وهو جمع خارجة وهي الطائفة التي تخرج في سبيل الله)) .

وقال أحد شعراء الخوارج .

كفى حزناً أن الخوارج أصبحوا وقد شتت نياتهم فتصدعوا

وأما بالنسبة للتسمية الثانية: فهي نسبة إلى المكان الذي خرج فيه أسلافهم عن عليّ، وهو قرب الكوفة. قال شاعرهم مقارناً بين جحف الثريد أي أكلة وبين جحف الحروري بالسيف أي ضربه به:

ولا يستوي الجحفان جحف وجحف حروري بأبيض صارم

ووردت هذه التسمية في قول عائشة رضي الله عنها: ((أحرورية أنت))

قالته للمرأة التي استشكلت قضاء الحائض والصوم دون الصلاة.

وأما بالنسبة للتسمية الثالثة: فهي نسبة إلى الشراء الذي ذكره الله بقوله تعالى: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله) الآية .

وهم يفتخرون بهذه التسمية ويسمون من عداهم بذوي الجعائل: أي يقاتلون من أجل الجُعْل الذي بذل لهم. قال شاعرهم عيسى بن فاتك:

فلما استجمعوا حملوا عليهم فظل ذوو الجعائل يقتلونا

وأما التسمية الرابعة: فهي من خصوم الخوارج، لتنطبق عليهم أحاديث المروق الواردة في الصحيحين في مروقهم من الدين كمروق السهم من الرمية. قال ابن قيس الرقيات من أبيات له:

إذا نحن شتى صادفتنا عصابة حرورية أضحت من الدين مارقه

وأما التسمية الخامسة: فهي من أول أسمائهم التي أطلقت عليهم، وقيل: إن السبب في إطلاقها عليهم إما لرفضهم تحكيم الحكمين، وإما لتردادهم كلمة ((لا حكم إلا لله)) وهو الراجح، وهي كلمة حق أريد بها باطل، ولا مانع أن يطلق عليهم لكل ذلك، غير أن السبب الأول ينبغي فيه معرفة أن الخوارج هم الذين فرضوه أولاً، وهم يفتخرون بهذه التسمية كما قال شاعرهم شبيل بن عزرة:

حمدنا الله ذا النعماء أنّا نحكم ظاهرين ولا نبالي

وأما تسميتهم بالنواصب فلمبالغتهم في نصب العداء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.



الفصل الرابع

متى خرج الخوارج
اختلف المؤرخون وعلماء الفرق في تحديد بدء نشأتهم، وخلاصة ذلك ما يلي:

أنهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

أنهم نشأوا في عهد عثمان رضي الله عنه.

أنهم نشأوا في عهد علي رضي الله عنه حين خرج عليه طلحة والزبير، كما يزعم بعض علماء الإباضية.

أو حين خرج الخوارج من المحكمة عن جيشه كما هو الراجح.

أنهم ظهروا في عهد نافع بن الأزرق ابتداء من سنة 64هـ، كما تقدم في التعريف بهم. وفيما يلي مناقشة تلك الأقوال وبيان الصحيح منها:

أما بالنسبة للقول الأول، فإن المقصود به ما وقع للرسول صلى الله عليه وسلم من قيام ذي الخويصرة- عبد الله ذي الخويصرة التميمي- في إحدى الغزوات في وجه الرسول معترضاً على قسمة الرسول صلى الله عليه وسلم للفيء، وأنه لم يعدل –حاشاه- في قسمتها.

وقد قال بهذا القول كثير من العلماء منهم: الشهرستاني وابن حزم وابن الجوزي، والآجري، إلا أنه ينبغي التفريق بين بدء نزعة الخروج على صورة ما، وظهور الخوارج كفرقة لها آراء وتجمع قوي.

فذو الخويصرة لا يعتبر في الحقيقة زعيماً للخوارج، لأن فعلته حادثة فردية- تقع للحكام كثيراً- ولم يكن له حزب يتزعمه ولا كان مدفوعاً من أحد –إلا طمعه وسوء أدبه مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ومع هذا فيمكن القول بأن نزعة الخروج قد بدأت بذرتها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأما بالنسبة للقول الثاني، فهو رأي لبعض العلماء أيضاً كابن كثير وابن أبي العز ، ولكن يرد على هذا أن أولئك الثوار البغاة كان هدفهم قتل عثمان وأخذ المال، ولا ينطبق عليهم وصف فرقة ذات طابع عقائدي خاص، ولهذا اندمجوا مع المسلمين بعد تنفيذ جريمتهم ولم يشكلوا فرقة مستقلة –وإن كان فعلهم يعتبر خروجاً عن الطاعة وخروجاً على الإمام –إلا أنهم ليسوا هم الخوارج كفرقة عقائدية سياسية لما تقدم.

وأما بالنسبة للقول الثالث؛ وهو للورجلاني الإباضي، فأنه قول مردود؛ فإن طلحة والزبير رضي الله عنهما لا يصح وصفهما بالخوارج ولا ينطبق عليهما وصف الخوارج كفرقة، وكان معهما أيضاً أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقد شهد الله لها بالإيمان، وطلحة الزبير رضي الله عنهما من العشرة المبشرين بالجنة .

وأما بالنسبة للقول بأن نشأتهم تبدأ من قيام نافع بن الأزرق؛ فإنه لم يقل به غير من ذكرنا من علماء الإباضية ؛ لنفيهم وجود صلة ما بين المحكمة ومن ثار على طريقتهم وبين الأزارقة بعدهم، وهو قول غير مقبول لوجود تسلسل الأحداث وارتباطها من المحكمة إلى ظهور نافع بن الأزرق.

والحاصل أن الخوارج بالمعنى الصحيح اسم يطلق على تلك الطائفة ذات الاتجاه السياسي والآراء الخاصة، والتي خرجت عن جيش الإمام علي رضي الله عنه والتحموا معه في معركة النهروان الشهيرة .

ومما نذكره هنا محاورات بين عليّ رضي الله عنه والخوارج، تصور لنا مدى التعنت الذي اتصف به الخوارج.



الفصل الخامس

محاورات الإمام علي للخوارج في النهروان
وقعت بين الإمام علي وبين الخوارج –قبل نشوب المعركة- عدة محاورات، وحينما طلب منهم علي رضي الله عنه بيان أسباب خروجهم عنه أجابوه بعدة أشياء منها:

لماذا لم يبح لهم في معركة الجمل أخذ النساء والذرية كما أباح لهم أخذ المال؟

لماذا محى لفظة أمير المؤمنين وأطاع معاوية في ذلك عندما كتب كتاب الهدنة في صفين، وأصر معه على عدم كتابة ((علي أمير المؤمنين))؟

قوله للحكمين : إن كنت أهلاً للخلافة فأثبتاني . بأن هذا شك في أحقيته للخلافة.

لماذا رضي بالتحكيم في حق كان له.

هذه أهم الأمور التي نقموا عليه من أجلها كما يزعمون، وقد أجابهم عن كل تلك الشبه ودحضها جميعاً حيث أجابهم عن الشبهة الأولى والتي تدل على جهلهم بما يلي:

أباح لهم المال بدل المال الذي أخذه طلحة والزبير من بيت مال البصرة، ثم هو مال قليل.

النساء والذرية لم يشتركوا في القتال وهم أيضاً مسلمون بحكم دار الإسلام ولم تكن منهم ردة تبيح استرقاقهم.

قال لهم: لو أبحت لكم استرقاق النساء والذرية فأيكم يأخذ عائشة سهمه فخجل القوم من هذا ورجع معه كثير منهم كما قيل.

وأجابهم على الشبهة الثانية:

1- بأنه فعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وذكر –إن صحت الرواية- أنه قال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لي منهم يوماً مثل ذلك.

والله أعلم بصحة هذه الرواية التي يتناقلها المؤرخون، ذلك أن معاوية رضي الله عنه ما كان يطالب بالخلافة حتى يحق له أن يطلب محو كلمة ((أمير المؤمنين)). ومعاوية كذلك كان يعرف أسبقية عليّ وفضله، وإنما النزاع حول أمر آخر غير الخلافة، اللهم إلا أن يكون هذا الفعل من صنيع المفاوضين دون علم معاوية بذلك.

وأجابهم عن الشبهة الثالثة على افتراض صحة الرواية عنه: بأنه أراد النصفة لمعاوية ولو قال: احكما لي؛ لم يكن تحكيماً، ثم استدل بقصة وفد نصارى نجران ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم إلى المباهلة لإنصافهم.

وأجابهم عن الشبهة الرابعة: بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكّم سعد بن معاذ في بني قريظة في حق كان له.

ثم نشبت المعركة مع من بقي منهم على عناده وهزم الخوارج شر هزيمة، وتذكر بعض كتب الفرق أنه لم يَنْجُ من الخوارج إلا تسعة، ولم يُقتل من جيش عليّ إلا تسعة ، وصار هؤلاء التسعة من الخوارج هم نواة الخوارج في البلدان التي ذهبوا إليها، وفي هذا نظر ، وقتل زعيم الخوارج في هذه المعركة وهو عبد الله بن وهب الراسبي سنة 37،و 38هـ.










نسأل الله جل وعلى أن يرنا الحق حقا ويرزقنا أتباعه و أن يرنا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وأن




يتوفنا على سنة نبيه غير مبدلين، وللأهواء مجانبين.




وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين













بارك الله فيكِ اختى الغالية زهراء



لطيب مشاركاتك القيمة



ولكِ متابعة بأذن الله

















توقيع نضال 3
تـــوقيع نضال 3
تحيـــا مصـــر


   
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 21.12.2009, 21:16
صور الوليــــد الرمزية

الوليــــد

عضو

______________

الوليــــد غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 17.12.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة:
المشاركات: 41  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
24.10.2010 (00:11)
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي


يقول ابن القيم رحمه الله سوء الفهم عن الله و رسوله هو أصل كل بدعة في الإسلام قديما و حديثا




   
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 08.01.2010, 10:19
صور زهراء الرمزية

زهراء

مديرة المنتدى

______________

زهراء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 02.05.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.354  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
18.07.2015 (20:56)
تم شكره 463 مرة في 275 مشاركة
افتراضي


الـبـهـائـيـة

التعريف

البابية والبهائية حركة نبعت من المذهب الشيعي الشيخي سنة 1260ه‍ تحت رعاية الاستعمار الروسي واليهودية العالمية والاستعمار الإنجليزي بهدف إفساد العقيدة الإسلامية وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية

أهم العقائد

· يعتقد البهائيون أن الباب هو الذي خلق كل شيء بكلمته وهو المبدأ الذي ظهرت عنه جمع الأشياء .
· يقولون بالحلول والإتحاد والتناسخ وخلود الكائنات وان الثواب والعقاب إنما يكونان للأرواح فقط على وجه يشبه الخيال .
· يقدسون العدد 19 ويجعلون عدد الشهور 19 شهراً وعدد الأيام 19 يوماً ، وقد تابعهم في هذا الهراء المدعو محمد رشاد خليفة حين ادعى قدسية خاصة للرقم 19 ، وحاول إثبات أن القرآن الكريم قائم في نظمه من حيث عدد الكلمات والحروف على 19 ولكن كلامه ساقط بكا المقاييس .
· يقولون بنبوة بوذا وكنفوشيوس وبراهما وزاردشت وأمثالهم من حكماء الهند والصين والفرس الأول .
· يوافقون اليهود والنصارى في القول بصلب المسيح .
· يؤولون القرآن تأويلات باطنية ليتوافق مع مذهبهم .
· ينكرون معجزات الأنبياء وحقيقة الملائكة والجن كما ينكرون الجنة والنار .
· يحرمون الحجاب على المرأة ويحللون المتعة وشيوعية النساء والأموال .
· يقولون إن دين الباب ناسخ لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم .
· يؤولون القيامة بظهور البهاء ، أما قبلتهم فهي إلى البهجة بعكا بفلسطين بدلاً من المسجد الحرام .
· والصلاة تؤدي في تسع ركعات ثلاث مرات والوضوء بماء الورد وغن لم يوجد فالبسملة بسم الله الأطهر الأطهر خمس مرات .
· الصيام عندهم في الشهر التاسع عشر شهر العلا فيجب فيه الامتناع عن تناول الطعام من الشروق إلى الغروب مدة تسعة عشر يوماً ( شهر بهائي ) ويكون آخرها عيد النيروز 21 آذار وذلك من سن 11 إلى 42 فقط يعفى البهائيون من الصيام .
· تحريم الجهاد وحمل السلاح وإشهاره ضد الأعداء خدمة للمصالح الاستعمارية .
· ينكرون أن محمداً – خاتم النبيين مدعين استمرار الوحي وقد وضعوا كتباً معارضة للقرآن الكريم مليئة بالأخطاء اللغوية والركاكة في الأسلوب .
· يبطلون الحج إلى مكة وحجهم حيث دفن بهاء الله في البهجة بعكا بفلسطين

التأسيس وأبرز الشخصيات
· أسسها الميرزا علي محمد رضا الشيرازي 1235_1266 ( 1819 _ 1850 م )، ففي السادسة مم عمره تلقى تعليمه الأولي على يد دعاة الشيخية من الشيعة ثم انقطع عن الدراسة ومارس التجارة .
_ وفي السابعة عشر من عمره عاد للدراسة واشتغل بدراسة كتب الصوفية والرياضة الروحانية وخاصة كتب الحروفيين وممارسة الأعمال الباطنية المتعبة .
_ في عام 1259 م ذهب إلى بغداد وبدأ يرتاد مجلس إمام الشيخية في زمانه كاظم الرشتي ويدرس أفكاره وآراء الشيخية . وفي مجالس الرشتي تعرف عليه الجاسوس الروسي كينازد الغوركي والمدعي الإسلام باسم عيسى النكراني والذي بدأ يلقي في روعهم أن الميرزا علي محمد الشيرازي هو المهدي المنتظر والباب الموصل إلى الحقيقة الإلهية والذي سيظهر بعد وفاة الرشتي وذلك لما وجده مؤهلاً لتحقيق خطته في تمزيق وحدة المسلمين .
_ في ليلية الخميس 5 جمادى الأولى 1260 ه‍ _ 23 مارس 1844مأعلن أنه الباب نسبة إلى ما يعتقده الشيعة

- لا توجد صلاة الجماعة إلا في الصلاة على الميت وهي ست تكبيرات يقول كل تكبيرة (الله أبهى).





   
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 08.01.2010, 15:29

نضال 3

عضو

______________

نضال 3 غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 15.05.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.149  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
21.01.2019 (14:04)
تم شكره 17 مرة في 16 مشاركة
افتراضي


الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه

وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

لكِ متابعة غاليتى زهراء

من هم الحرورية ؟



إن أهل البدعة والضلال على مر تاريخ الإسلام لهم بحق من أكثر العوامل المشوهة للإسلام والمضلة لأهله ، لأن كثيراً من أبناء المسلمين يخدعهم زخرف القول لا سيما العامة منهم ، فهم لا ينظرون بعين البصير المدقق لكل دعوة وفرقة ناشئة ، بل يقتصر نظرهم وحكمهم على ما زخرفته الفرق من أقوال ، وكما قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ( نحن قوم إذا انخدعنا بالله خدعنا ) ، فكل طائفة تلبس دعوتها نوع من الألبسة الإسلامية أو العلمية فإنها تروج على عموم المسلمين ، حتى يقيض الله لها من يكشف سترها ، ويعري حقيقتها ، ويبين للناس عن وجهها الكالح ، ليشموا نتن معتقدها ويلمسوا إلى أي مدى انحطت في دركات الضلال ، هذا ينطبق على أغلب الفرق الضالة التي تتخذ من الشبة منطلقاً لها ، أما الفرق التي ترتكز على الشهوات في إضلال الناس فهذه لا يحتاج الناس إلى من يكشف لهم عن هويتها فضلالها ظاهر لكل ذي عينين .

وبما أن مشكلتنا على مر التاريخ ولا زالت هي مشكلة أرباب الشبهات ، لذا لا بد من العمل الدائم لكشف شبههم وتفنيد آراءهم ، والقيام بذلك خير قيام كما قام به الأئمة الأعلام من قبل ، الذين تصدوا لكل نابتة خبيثة فاقتلعوها من جذورها ليرموا بها في مزبلة التاريخ .

ولقد ظهر في هذا العصر ثلة من المتعالمين ، الذين تلقوا أصولهم من أسلافهم المعتزلة والخوارج فبثوا ضلالاتهم على الناس ، وجادلوا منافحين عن باطلهم ، وهذا ليس غريباً فكل صاحب بدعة جلد لنشر بدعته ، ولكن الغريب فيهم أنهم رموا من تصدى لهم بما هم أحق به وأهله ، فكل من رد عليهم وألقمهم الحجر تلو الحجر تفنيداً لباطلهم ، لم يصنعوا لرد تكل الحجارة عن أفواههم إلا أن يرموا أهل الهدى بألقاب ومسميات لا يعلمون أصلها ولا حقيقتها ، فحينما أعيتهم الحجة فزعوا إلى غيرها وأطلقوا الألقاب على خصومهم ظناً منهم أن هذا سيجدي في رد الحق وإظهاره ، ولو تمعنوا في تاريخ أسلافهم المبتدعة لتيقنوا أن وصفهم لأهل السنة ( بالمشبهة و الحشوية و المجسمة ) وغيرها لم يرد الهدى والحق الذي عند أهل السنة ، لكن خلفهم لا زالوا يرددون ما ردده أسلافهم برمي أهل السنة بألقاب لم يعقلوا بعد معانيها .

ومن أهم تلك الألقاب التي طاروا بها كل مطير في هذه الأيام كلمة ( الحرورية ) ولا شك أنهم يعرفون ( الحرورية ) الأول ، ولكني على يقين أنهم لا يعرفون منهج ( الحرورية ) الأول ولا سبب ضلالهم ، وبياناً مني بأن اسم ( الحرورية ) هم أحق به وأهله أقول :

إن ( الحرورية ) فرقة ظهر أولها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقويت شوكتها في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فخرجوا عليه ، فقتلهم شر قتلة وكان قتله لهم كرامة له بأن انطبق عليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه أولى الطائفتين بالحق ، وقد سموا ( الحرورية ) نسبة إلى حروراء بلدة على بعد ميلين من الكوفة كانت مركز خروجهم ، على علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

وسبب ضلالهم بأنهم ( قدموا العقل على النقل ) نعم هذا أصل ضلالهم ، والمتتبع لأحوالهم يعلم ذلك يقيناً ، فهم بذلك ردوا السنة الصحيحة لما قاسوها بعقولهم ، لذلك عرفهم ابن حجر وغيره بأنهم لا يعترفون بالسنة ، ومنشأ عدم اعترافهم بالسنة عقولهم ، فكفروا بالمعاصي بسبب عقولهم ، وكفروا علياً رضي الله عنه بعقولهم ، وقتلوا المسلمين ومستندهم عقولهم ، وكانت كل رزية يعملوا بها أو قول شنيع يأتوا به كان مرده عقولهم ، لذا عرفوا بهذه الصفة – أي عبادة الله بعقولهم - منذ خروجهم ، وقد فسر علي رضي الله عنه قوله تعالى ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ) قال أنتم يا أهل حروراء .

روى البخاري في صحيحه عن قتادة قال حدثتني معاذة أن امرأة قالت لعائشة أتجزي إحدانا صلاتها إذا طهرت فقالت أحرورية أنت ( كنا نحيض مع النبي صلى الله عليه وسلم فلا يأمرنا به أو قالت فلا نفعله ) .

وفي رواية مسلم أن معاذة هي التي سألت فقالت سألت عائشة .. الححديث وفيه .. ( فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) .

فانظر كيف قالت عائشة لمعاذة أحرورية أنت ؟ بسبب سؤال واحد فهمت منه أنها قدمت على النص عقلها فوصمتها بأنها حرورية ، ففهمت منها أنها تقصد أن قضاء الصلاة أهم من قضاء الصيام ، فبما أن الحائض أمرت بقضاء الصيام فمن باب أولى أن تؤمر بقضاء الصلاة لأنها فريضة أعظم من الصيام ، هذا ما يهدي العقل إليه حينما يقدم على النص ، فلما بدى الأمر وكأن معاذة تجاوزت النص إلى العقل ، قالت لها عائشة أحرورية أنت ؟ لأن التحكم بالنصوص أو ردها من منطلق عقلي هو من دأب الحرورية .

فكان مشتهراً في الزمن الأول أن كل من قدم عقله على النص فهو حروري ، لذا لما ردت عليها عائشة لم تبطل عقلها ولكن قيدته بقيود النص فقالت فكنا ( نؤمر ، ولا نؤمر أو فلا يأمرنا ) فهذه ألفاظ شرعية ينبغي إلغاء الاعتراضات العقلية عندها لأنها تفيد الوجوب والتحريم ، إن ما أمر به النص يقدم حتى ولو كان العقل لا يدرك الحكمة من ذلك ، وهذا قول علي رضي الله عنه حينما قال ( لو كان الدين بالرأي لكان مسح أسفل الخف أولى من أعلاه ، ولكني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح أعلى الخف ) هذا هو هدي المهتدين حينما يوقفون إعمال عقولهم مع وجود النص ، فإذا وجد النص الثابت فلا مجال للعقل في قبوله ورده أو تحريفه أو تمييعه ، فعلي يثبت هنا أن العقل يقول بخلاف النص ولكن لا عبرة بخلاف العقل إذا وجد النص .

والحرورية أيضاً لما خرجوا على علي رضي الله عنه أرسل لهم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يناظرهم ، فكانت حججهم مرتكزة على أقيسة عقلية فاسدة ، هي التي جرتهم إلى البدعة والخروج ، فأول حججهم في تكفير علي رضي الله عنه والخروج عليه أنه حكم الرجال وترك تحكيم كتاب الله !! ، فكان رد ابن عباس عليهم من القرآن فقط أي أرجعهم للنص الذي يحكم العقل فقال لهم ، الله حكم الرجال في خصام الزوجين بقوله (فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما ) وصير حكمه إلى الرجال في ربع درهم ثمن أرنب في جزاء الصيد بقوله ( ياأيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة ) فهذه بالنسبة لهم حجة دامغة وكأنما إفاقة من سبات ، رغم أنهم قوم يحقر الصحابة صومهم وصلاتهم وتلاوتهم عند صومهم وصلاتهم وتلاوتهم إلا أنهم قوم لا يفقهون ، فكم مرة تلوا هذه الآيات وكم مرة أبصروها في مصاحفهم ولكن بسبب إعمال عقولهم على النصوص لم تكن مثل هذه الآيات تردهم عن غيهم ، فلما استحلفهم ابن عباس هل تعلمون حكم الرجال في إصلاح ذات بينهم وحقن دمائهم أفضل ، أم في أرنب وبضع امرأة ؟ قالوا بل هذه ، فقال هل خرجت من هذه قالوا نعم ، أي اقتنعوا لما أرجعهم ابن عباس إلى النص وأبطل مفعول عقولهم الذي طغى على النص ، فبالنص جعل العقل يشهد للنص .

وحجتهم العقلية الثانية التي خرجوا بها على المسلمين واستباحوا دمائهم :

قولهم إن أمير المؤمنين قاتل وقتل ولم يسب ولم يغنم فإن كانوا مؤمنين فلم حل لنا قتالهم وقتلهم ولم يحل لنا سبيهم ؟ وهذا مجرد قياس عقلي فاسد لأنهم ظنوا بعقولهم تلازم القتال مع التكفير فكل من يقاتله الإمام فهو كافر ، فما كان من حبر الأمة إلا أن يردهم إلى النص كعادته ، فقال وأما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم أفتسبون أمكم عائشة رضي الله تعالى عنها ؟ فوالله لئن قلتم ليست بأمنا لقد خرجتم من الإسلام ، ووالله لئن قلتم لنسبينها ونستحل منها ما نستحل من غيرها لقد خرجتم من الإسلام ، فأنتم بين ضلالتين لأن الله عز وجل قال ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) ، فكان إلزام ابن عباس لهم بالنص أمراً محيراً حقاً ليس لهم معه إلا أن يعلنوا عن بطلان مفعول عقولهم ، فلما قال لهم أخرجت من هذه – أي في رد الشبهة واقتنعتم – قالوا نعم .

أما الشبة العقلية الثالثة :

فقولهم عن علي رضي الله عنه أنه محا عن نفسه أمير المؤمنين فإنه إن لم يكن أمير المؤمنين فإنه لأمير الكافرين ، وعجباً لهذا القياس السقيم عندهم فعقولهم تفرض أمرين لا ثالث لهما ، بتفسير قضية فرعية واحدة جعلتها عقولهم من الأصول التي لا يجوز الخلاف فيها ، فهذه العقول تستعظم ما كان دقيقاً وفي نفس الوقت تستحقر ما كان عظيماً ، فهذه العقول التي استعظمت محو علي رضي الله عنه لكلمة أمير المؤمنين ، هي نفس العقول التي استباحت دماء المسلمين وبقرت بطون الحوامل في الطرقات ، فما أعظم الضلال حينما تصبح العقول هي مدار التكليف ، ولكن حينما أوردوا على ابن عباس ترجمان القرآن هذه الحجة بأن علياً محا نفسه .. ماذا رد عليهم ؟ لا شك أنه سيعيدهم إلى النص مرة أخرى ، ولكن هذه المرة نص مختلف ليس نصاً قرآنياً بل إنه نص نبوي صحيح تعبدنا الله به ، وهو لا يقل أهمية عن نصوص القرآن من حيث التكليف ، وقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ( أوتيت القرآن ومثله معه ) فهو المصدر الثاني للتشريع ، ومن أنكره فقد كفر ، ولا يلزم أن يكون الإنكار صريحاً بل يكفي بأن يلمح لعدم فائدة الحديث في التشريع فيكفر ، وهذا النص النبوي رد به ابن عباس على هؤلاء الحرورية ليبطل شبهتهم العقلية الفاسدة فقال لهم إن النبي لما صالح قريشاً قال لعلي اكتب ( هذا ما صالح عليه محمد رسول الله ) فقال المشركون لو نعلم أنك رسول الله لما قاتلناك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم إنك تعلم أني رسول الله امح يا علي واكتب هذا ماصطلح عليه محمد بن عبد الله ) ، فقال ابن عباس لهم : فوالله لرسول الله خير من علي وقد محا نفسه .

وبهذه النصوص الواضحة الصريحة يكون ابن عباس رضي الله عنه عالج أمراضهم التي كان سببها أنهم قدموا عقولهم على النصوص فضلوا ، ولما أعادهم وذكرهم بالنصوص ثابوا إلى رشدهم فرجع منهم بعد المناظرة ألفان ، وخرج الباقي فقتلهم علي رضي الله عنه .

وكذلك لما كفروا المسلمين بالكبائر قاسوا بعقولهم أن كل عقوبة من الله تقتضي النار يلزم منها أن كل محكوم له بالنار فهو كافر ، أنظر لهذا التوجيه العقلي للمسائل ، فعقولهم الفاسدة لا تعرف إلا التلازم ، فكما حكموا على علي بالكفر بلازم الأفعال ، كذلك حكموا بكفر مرتكب الكبيرة المتوعد بالنار أنه كافر مخلد لأن النار لا يدخلها إلا كافر ، فالصحابة ومن بعدهم من أهل السنة لم يكونوا يوجهون المسائل أو يصدرون الأحكام وخاصة ما يتعلق بحكم الآخرة إلا بمستند شرعي قطعي الثبوت والدلالة ، أما الحرورية فعقولهم قطعية الثبوت والدلالة وهي كافية عندهم لفهم الشريعة بغير نصوص ، وكافية أيضاً لإصدار الأحكام وعبادة الله من منطلق عقلي مجرد وهذا والله إنه لعين الضلال .

ولما أوردوا هذه الشبهة – أي خلود العصاة في النار – على جابر رضي الله عنه ، رد عليهم كما رد عليه ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين ، أي رد عليهم بالنص فقط ، قد روى مسلم عن يزيد الفقير قال كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد أن نحج ثم نخرج على الناس قال فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم جالس إلى سارية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فإذا هو قد ذكر الجهنميين – أي بأنهم يخرجون من النار إلى الجنة إذا نالوا جزاءهم – فأنكر عليه يزيد هذا القول ، وزعم أنهم يخلدون فيها ، ولكن جابرا رد عليه بنص سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم أذهب الله بهذا النص حيرة هؤلاء الخوارج فقال ( ... أن قوما يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها قال يعني فيخرجون كأنهم عيدان السماسم قال فيدخلون نهرا من أنهار الجنة فيغتسلون فيه فيخرجون كأنهم القراطيس ) فرجعنا – أي الخوارج - قلنا ويحكم أترون الشيخ يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعنا فلا والله ما خرج منا غير رجل واحد أو كما قال أبو نعيم .

وبهذا يتضح جلياً من أحق الناس باسم ( الحرورية ) في هذا العصر ، أهم علماء السنة الذين لم يخرجوا عن النصوص قيد أنملة ؟ ولم يعتدوا بعقولهم ليتخذوها أدلة وهادية ؟ إن كان علماء العقيدة ( حرورية ) لأنهم كفروا من نص الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على كفره ، فإذن مذهب أهل السنة وسلفهم من الصحابة ( حروري )!! وهذا وربي هو البهتان العظيم ، إن هؤلاء الذين اتخذوا عقولهم مدار التكليف والهدى فقبلوا من النصوص ما وافقهم وردوا وأولوا ما لم تقبله عقولهم أو تدركه ، إن هؤلاء هم أحق الناس باسم ( الحرورية ) لوجود قاسم مشترك بينهم وبين الفرقة الأولى ، وهو اتخاذ العقل دليلاً فوق النص ، ومن أوضح القياس قياس الشبه ، وكيف يقاس شيء بآخر لا يشبهه لا في علة ولا حكم ولا حكمة ، إنما الحق أن يقاس الشيء بما يشبهه فعندما نقول ( الحرورية ) هم الذين حاكموا النصوص إلى عقولهم الفاسدة ، نقول كذلك كل من حاكم النص إلى عقله فرد النصوص أو حرفها إلى معنى بعيد ساقط ، فهو من ( الحرورية حقاً ) .

فقلي بربك من توقف في حديث ( أبي وأباك في النار ) وهو عند مسلم ، ومن رد حكم الردة عن المرتد الذي لا يدعو إلى الردة بسبب عقلي فاسد ، أهو إلى الحرورية أقرب أم إلى أهل السنة إذا كان هذا منهجه ؟ ومن قال إن أبا هريرة يروي أحاديث يأبها الذوق السليم لما فيها من قذارة ويقصد حديث الذبابة ، فهل هذا منهجه سني أم حروري عندما حكم ذوقه في النص ؟ من قال إن أدسون ( مخترع المصباح ) يستحق الجنة عقلاً حتى لو لم يستحقها شرعاً لأنه نور العالم ، هل نقول له إنه من أهل السنة والحروري من يخطئه ، أم أنه اتفق مع الحرورية في رد النص وقبول حكم العقل القاصر ؟ أليست هذه نزعات حرورية واضحة ؟ ولو أردت أن أستطرد في ذكر نماذج منهم لأطلت ، ولكن بالمثال يتضح المقال .

وبعد ذلك كله هل فهمنا معنى ( الحرورية ) ومن الذي ينطبق عليهم القول ( رمتني بدائها وانسلت ) ، لم يكن غريباً أن يرموا أهل السنة بالحرورية لأنهم عندما أحسوا أنهم أول المعنيين بهذا الاسم أرادوا تسجيل السبق ( التنابزي ) في الألقاب ليطلقوه على أهل السنة ليقطعوا الطريق على من أراد أن يصفهم به ظناً منهم أن هذا سينطلي على أهل السنة ، لأنهم ظنوا أن أهل السنة لا يعقلون وهم وحدهم الذين يعقلون !! .

ولكن ليعلموا أن إبليس هو أول من أراد أن يعبد الله بالعقل وليس بالنص ، فلعنه الله وأبعده من جنته ، فمن سلك درب إبليس فله ما له ، ومن سلك درب الذين قالوا ( سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) فلهم قول الله قد فعلت قد فعلت نسأل الله الهدى والتقى والعفاف والغنى .

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .





   
  رقم المشاركة :6  (رابط المشاركة)
قديم 26.01.2010, 01:45

ابو تراب

عضو

______________

ابو تراب غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 17.01.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 59  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
31.01.2010 (04:20)
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
الماتريدية


التعريف:

الماتريدية: فرقة كلامية( بدعية )، تُنسب إلى أبي منصور الماتريدي، قامت على استخدام البراهين والدلائل العقلية والكلامية في محاججة خصومها، من المعتزلة والجهمية (*) وغيرهم، لإثبات حقائق الدين والعقيدة الإسلامية.



التأسيس وأبرز الشخصيات:

مرت الماتريدية كفرقة كلامية بعدة مراحل، ولم تُعرف بهذا الاسم إلا بعد وفاة مؤسسها، كما لم تعرف الأشعرية وتنتشر إلا بعد وفاة أبي الحسن الأشعري، ولذلك فإنه يمكن إجمالها في أربع مراحل رئيسية كالتالي:

• مرحلة التأسيس: [000ـ333هـ] والتي اتسمت بشدة المناظرات مع المعتزلة وصاحب هذه المرحلة:

ـ أبو منصور الماتريدي: هو محمد بن محمد بن محمود الماتريدي السمرقندي، نسبة إلى (ماتريد) وهي محلة قرب سمرقند فيما وراء النهر، ولد بها ولا يعرف على وجه اليقين تاريخ مولده، بل لم يذكر من ترجم له كثيراً عن حياته، أو كيف نشأ وتعلم، أو بمن تأثر. ولم يذكروا من شيوخه إلا العدد القليل مثل: نصير بن يحيى البلخي، وقيل نصر وتلقى عنه علوم الفقه الحنفي وعلوم الكلام .

ـ أطلق عليه الماتريدية، ومن وافقهم عدة ألقاب تدل على قدره وعلو منزلته عندهم مثل: "إمام المهدى"، "إمام المتكلمين".

قال عبد الله المرائي في كتاب الفتح المبين في طبقات الأصوليين: "كان أبو منصور قوي الحجة، فحما في الخصومة، دافع عن عقائد المسلمين، ورد شبهات الملحدين.." (1/193، 194). وقال عنه الشيخ أبو الحسن الندوي في كتابه رجال الفكر والدعوة "جهبذ من جهابذة الفكر الإنساني، امتاز بالذكاء والنبوغ وحذق الفنون العلمية المختلفة"(ص 139) بل كان يرجِّحه على أبي الحسن الأشعري في كتاب تاريخ الدعوة والعزيمة ( 1/114ـ115).

ـ عاصر أبا الحسن الأشعري، وعاش الملحمة بين أهل الحديث وأهل الكلام من المعتزلة وغيرهم، فكانت له جولاته ضد المعتزلة وغيرهم، ولكن بمنهاج (*) غير منهاج الأشعري، وإن التقيا في كثير من النتائج غير أن المصادر التاريخية لا تثبت لهما لقاء أو مراسلات بينهما، أو إطلاع على كتب بعضها.

ـ توفي عام 333هـ ودفن بسمرقند، وله مؤلفات كثيرة: في أصول الفقه والتفسير. ومن أشهرها: تأويلات أهل السنة أو تأويلات القرآن وفيه تناول نصوص القرآن الكريم، ولا سيما آيات الصفات، فأوَّلها تأويلات جهمية(*). و من أشهر كتبه في علم الكلام كتاب التوحيد وفيه قرر نظرياته الكلامية، وبيَّن معتقده في أهم المسائل الاعتقادية، ويقصد بالتوحيد: توحيد الخالقية والربوبية، وشيء من توحيد الأسماء والصفات، ولكن على طريقة الجهمية(*) بتعطيل كثير من الصفات بحجة التنزيه(*) ونفي التشبيه(*)؛ مخالفاً طريقة السلف الصالح. كما ينسب إليه شرح كتاب الفقه الأكبر للإمام أبي حنيفة، وله في الردود على المعتزلة رد الأصول الخمسة وأيضاً في الرد على الروافض(*) رد كتاب الإمامة لبعض الروافض، وفي الرد على القرامطة الرد على فروع القرامطة.

· مرحلة التكوين: وهي مرحلة تلامذة الماتريدي ومن تأثر به من بعده، وفيه أصبحت فرقة كلامية ظهرت أولاً في سمرقند، وعملت على نشر أفكار شيخهم وإمامهم، ودافعوا عنها، وصنفوا التصانيف متبعين مذهب الإمام أبي حنيفة في الفروع (الأحكام)، فراجت العقيدة الماتريدية في تلك البلاد أكثر من غيرها. ومن أشهر أصحاب هذه المرحلة: أبو القاسم إسحاق بن محمد بن إسماعيل الحكيم السمرقندي (342هـ)، عرف بأبي القاسم الحكيم لكثرة حكمه ومواعظه، وأبو محمد عبد الكريم بن موسى بن عيسى البزدوي (390هـ).

• ثم تلى ذلك مرحلة أخرى تُعتبر امتداداً للمرحلة السابقة. ومن أهم وأبرز شخصياتها:

ـ أبو اليسر البزدوي: هو محمد بن محمد بن الحسين ابن عبد الكريم، والبزدوي نسبة إلى بزدوة ويقال بزدة، ولقب بالقاضي الصدر، وهو شيخ الحنفية بعد أخيه الكبير علي البزودي، ولد عام (421هـ).

ـ تلقى العلم على يد أبيه، الذي أخذه عن جده عبد الكريم تلميذ أبي منصور الماتريدي، قرأ كتب الفلاسفة أمثال الكندي، وغيره، وكذلك كتب المعتزلة أمثال الجبائي، والكعبي، والنّظام، وغيرهم، وقال فيها: "لا يجوز إمساك تلك الكتب والنظر فيها؛ لكي لا تحدث الشكوك، وتوهن الاعتقاد"، ولا يرى نسبة الممسك إلى البدعة(*). كما اطلع على كتب الأشعري، وتعمق فيها، وقال بجواز النظر فيها بعد معرفة أوجه الخطأ فيها، كما اطلع على كتابي التأويلات، والتوحيد للماتريدي فوجد في كتاب التوحيد قليل انغلاق وتطويل، وفي ترتيبه نوع تعسير، فعمد إلى إعادة ترتيبه وتبسيطه مع ذكر بعض الإضافات عليه في كتاب أصول الدين.

ـ أخذ عن الشيخ أبو اليسر البزدوي جمٌّ غفير من التلاميذ؛ ومن أشهرهم: ولده القاضي أبو المعاني أحمد، ونجم الدين عمر بن محمد النسفي صاحب العقائد النسفية، وغيرهما.

ـ توفي في بخارى في التاسع من رجب سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة.

• مرحلة التأليف والتأصيل للعقيدة الماتريدية: وامتازت بكثرة التأليف وجمع الأدلة للعقيدة الماتريدية؛ ولذا فهي أكبر الأدوار السابقة في تأسيس العقيدة، ومن أهم أعيان هذه المرحلة:

ـ أبو المعين النسفيوهو ميمون بن محمد بن معتمد النسفي المكحولي، والنسفي نسبة إلى نسف وهي مدينة كبيرة بين جيحون وسمرقند، والمكحولي نسبة إلى جده الأكبر، ولكن نسبته إلى بلده غلبت نسبته إلى جده، وله ألقاب عدة أشهرها: سيف الحق والدين.

ـ ويعد من أشهر علماء الماتريدية، إلا أن من ترجم له لم يذكر أحداً من شيوخه، أو كيفية تلقيه العلم، يقول الدكتور فتح الله خليف: "ويعتبر الإمام ! أبو المعين النسفي من أكبر من قام بنصرة مذهب الماتريدي، وهو بين الماتريدية كالباقلاني والغزالي بين الأشاعرة، ومن أهم كتبه تبصرة الأدلة، ويعد من أهم المراجع في معرفة عقيدة الماتريدية بعد كتاب التوحيد للماتريدي، بل هو أوسع مرجع في عقيدة الماتريدية على الإطلاق، وقد اختصره في كتابه التمهيد، وله أيضاً كتاب بحر الكلام، وهو من الكتب المختصرة التي تناول فيها أهم القضايا الكلامية".

ـ توفي في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة ثمانٍ وخمسمائة، وله سبعون سنة.

ـ نجم الدين عمر النسفي [462ـ537هـ]: هو أبو حفص نجم الدين عمر بن محمد ابن أحمد بن إسماعيل … بن لقمان الحنفي النسفي السمرقندي، وله ألقاب عدة أشهرها: نجم الدين، ولد في نسف سنة إحدى أو اثنتين وستين وأربعمائة.

ـ كان من المكثرين من الشيوخ، فقد بلغ عدد شيوخه خمسمائة رجلاً ومن أشهرهم: أبو اليسر البزدوي، وعبد الله بن علي بن عيسى النسفي. وأخذ عنه خلقٌ كثير، وله مؤلفات بلغت المائة، منها: مجمع العلوم، التيسير في تفسير القرآن، النجاح في شرح كتاب أخبار الصحاح في شرح البخاري وكتاب العقائد المشهورة بالعقائد النسفية، والذي يعد من أهم المتون في العقيدة الماتريدية وهو عبارة عن مختصر لتبصرة الأدلة لأبي المعين النسفي قال فيه السمعاني في ترجمة له: "كان إماماً فاضلاً متقناً، صنَّف في كل نوع من التفسير والحديث.. فلما وافيت سمرقند استعرت عدة كتب من تصانيفه، فرأيت فيها أوهاماً كثيرة خارجة عن الحد، فعرفت أنه كان ممن أحب الحديث، ولم يرزق فهمه".

ـ توفي بسمرقند ليلة الخميس ثاني عشر من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.

• مرحلة التوسع والانتشار: [700ـ1300هـ]: وتعد من أهم مراحل الماتريدية حيث بلغت أوجَ توسعها وانتشارها في هذه المرحلة؛ وما ذلك إلا لمناصرة سلاطين الدولة العثمانية، فكان سلطان الماتريدية يتسع حسب اتساع سلطان الدولة العثمانية، فانتشرت في: شرق الأرض، وغربها، وبلاد العرب، والعجم، والهند، والترك، وفارس، والروم.

وبرز فيها أمثال: الكمال بن الهمام صاحب المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة، والذي ما زال يدرَّس في بعض الجامعات الإسلامية. وفي هذا الدور كثرت فيها تأليف الكتب الكلامية من: المتون، والشروح، والشروح على الشروح، والحواشي على الشروح.

وهناك مدراس مازالت تتبنى الدعوة للماتريدية في شبه القارة الهندية وتتمثل في:

ـ مدرسة ديوبند و الندوية [1283هـ ـ …] وفيها كثر الاهتمام بالتأليف في علم الحديث وشروحه، فالديوبندية أئمة في العلوم النقلية والعقلية؛ إلا أنهم متصوفة محضة، وعند كثير منهم بدعٌ قبورية، كما يشهد عليهم كتابهم المهنَّد على المفنَّد لـ الشيخ خليل أحمد السهارنفوري أحد أئمتهم، وهو من أهم كتب الديوبندية في العقيدة، ولا تختلف عنها المدرسة الندوية في كونها ماتريدية العقيدة.

ـ مدرسة البريلوي [1272هـ ـ…] نسبة إلى زعيمهم أحمد رضا خان الأفغاني الحنفي الماتريدي الصوفي الملقب بعبد المصطفي [1340هـ] وفي هذا الدور يظهر الإشراك الصريح، والدعوة إلى عبادة القبور، وشدة العداوة للديوبندية، وتكفيرهم فضلاً عن تكفير(*) أهل السنة(*).

ـ مدرسة الكوثري [ 1296هـ ـ …] و تنسب إلى الشيخ محمد زاهد الكوثري الجركسي الحنفي الماتريدي (1371هـ) ويظهر فيها شدة الطعن في أئمة الإسلام ولعنهم، وجعلهم مجسمة ومشبهة، وجعل كتب السلف ككتب: التوحيد، الإبانة، الشريعة، والصفات، والعلو، وغيرها من كتب أئمة السنة، كتب وثنيةٍ(*) وتجسيمٍ وتشبيهٍ(*)، كما يظهر فيها أيضاً شدة الدعوة إلى البدع(*) الشركية وللتصوف من تعظيم القبور والمقبورين تحت ستار التوسل. انظر تعليقات الكوثري على كتاب الأسماء والصفات للبيهقي، وكتاب مقالات الكوثري.



أهم الأفكار والمعتقدات:

• من حيث مصدر التلقي: قسّم الماتريدية أصول الدين حسب التلقي إلى:

ـ الإلهيات [العقليات]: وهي ما يستقل العقل(*) بإثباتها والنقل تابع له، وتشمل أبواب التوحيد والصفات.

ـ الشرعيات [السمعيات]: وهي الأمور التي يجزم العقل بإمكانها ثبوتاً ونفياً، ولا طريق للعقل إليها مثل: النبوات، و عذاب القبر، وأمور الآخرة، علماُ بأن بعضهم جعل النبوات من قبيل العقليات.

ولا يخفي ما في هذا من مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة(*) حيث أن القرآن والسنة وإجماع(*) الصحابة هم مصادر التلقي عندهم، فضلاُ عن مخالفتهم في بدعة تقسيم أصول الدين إلى: عقليات وسمعيات، والتي قامت على فكرة باطلة أصّلها الفلاسفة من: أن نصوص الدين(*) متعارضة مع العقل، فعملوا على التوسط بين العقل والنقل، مما اضطرهم إلى إقحام العقل في غير مجالات بحثه؛ فخرجوا بأحكام باطلة تصطدم مع الشرع ألجأتهم إلى التأويل(*) والتفويض(*)، بينما لا منافاة عند أهل السنة والجماعة بين العقل والسليم الصريح والنقل الصحيح.

• بناءً على التقسيم السابق فإن موقفهم من الأدلة النقلية في مسائل الإلهيات [العقليات] كالتالي:

ـ إن كان من نصوص القرآن الكريم والسنة المتواترة(*) مما هو قطعي الثبوت قطعي الدلالة عندهم، أي مقبولاً عقلاُ، خالياً من التعارض مع عقولهم؛ فإنهم يحتجون به في تقرير العقيدة. وأما إن كان قطعي الثبوت ظني الدلالة عندهم أي: مخالفاً لعقولهم، فإنه لا يفيد اليقين، ولذلك تُؤوَّل الأدلة النقلية بما يوافق الأدلة العقلية، أو تفويض معانيها إلى الله عز وجل. وهم في ذلك مضطربون، فليست عندهم قاعدة مستقيمة في التأويل(*) والتفويض(*)؛ فمنهم من رجّح التأويل على التفويض، ومنهم من رجّح التفويض، ومنهم من أجاز الأمرين، وبعضهم رأى أن التأويل لأهل النظر والاستدلال، والتفويض أليق للعوام.

والملاحظ أن القول بالتأويل(*) لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحاب القرون المفضلة، وإنما هي بدعة دخلت على الجهمية(*) والمعتزلة(*) من اليهود والنصارى، وإلى التأويل يرجع جميع ما أُحدث في الإسلام من بدع فرَّقت شمل الأمة، وهو أشرُّ من التعطيل؛ حيث يستلزم التشبيه(*)، والتعطيل، واتهاماً للرسول صلى الله عليه وسلم بالجهل، أو كتمان بيان ما أنزل الله.

وأما القول بالتفويضفهو من أشر أقوال أهل البدع لمناقضته ومعارضته نصوص التدبر للقرآن، واستلزام تجهيل الأنبياء والمرسلين برب العالمين.

ـ وإن كان من أحاديث الآحادفإنها عندهم تفيد الظن، ولا تفيد العلم اليقيني، ولا يعمل بها في الأحكام الشرعية مطلقاً، بل وفق قواعدهم وأصولهم التي قرروها، وأما في العقائد فإنه لا يحتج بها، ولا تثبت بها عقيدة، وإن اشتملت على جميع الشروط المذكورة في أصول الفقهوإن وردت مخالفة للعقل) ولا تحتمل التأويل رُدَّت بافتراء ناقله أو سهوه أو غلطة، وإن كانت ظاهرة فظاهرها غير مراد، وهذا موقف الماتريدية قديماً وحديثاً؛ حتى أن الكوثري ومن وافقه من الديوبندية طعنوا في كتب السنة بما فيها الصحيحين، وفي عقيدة أئمة السنة بما فيها الصحيحين، وفي عقيدة أئمة السنة مثل: حماد بن سلمة راوي أحاديث الصفات، والإمام الدارمي عثمان بن سعيد صاحب السنن. وهذا قول مبتدع محدث ابتدعته القدرية والمعتزلة)، لأن الأحاديث حجة عليهم وهو مخالف لفعل النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يبعث الرسل إلى الملوك والرؤساء فُرادَى يدعونهم إلى الإسلام. وكذلك فإن تقسيم ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى متواتر وآحاد لم يكن معروفاً في عصر الصحابة والتابعين.

ـ كما رتبوا على ذلك وجوب معرفة الله تعالى بالعقلقبل ورود السمع، واعتبروه أول واجب على المكلف، ولا يعذر بتركه ذلك، بل يعاقب عليه ولو قبل بعثة الأنبياء والرسل. وبهذا وافقوا قول المعتزلة: وهو قول ظاهر البطلان، تعارضه الأدلة من الكتاب والسنة التي تبين أن معرفة الله تعالى يوجبها العقل، ويذم من يتركها، لكن العقاب على الترك لا يكون إلا بعد ورود الشرع، يقول الله تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) [سورة الإسراء الآية 15] وأن أول واجب على المكلف، وبه يكون مسلماً: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والبراءة من كل دين يخالف دين الإسلام على الإجمال، ولهذا لما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن لم يأمره بغير ذلك. وكذلك الأنبياء لم يدعوا أقوامهم إلا بقول (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) [سورة الأعراف الآية 59].

ـ وقالوا أيضاً بالتحسين والتقبيح العقليين، حيث يدرك العقل حسن الأشياء وقبحها، إلا أنهم اختلفوا في حكم الله تعالى بمجرد إدراك العقل للحسن والقبح. فمنهم من قال: إن العباد يعاقبون على أفعالهم القبيحة ولو لم يبعث إليهم رسول ؛ كما سبق، ومنهم من قال بعكس ذلك.

ـ وذهبت كذلك الماتريدية كغيرها من الفرق الكلامية إلى أن المجاز واقع في اللغة والقرآن والحديث ؛ ويقصدون بالمجاز بأنه اللفظ المستعمل في غير ما وضع له، وهو قسيم الحقيقة عندهم. ولذلك اعتمدوا عليه في تأويل النصوص دفعاً ـ في ظنهم ـ لشبه التجسيم والتشبيه . وهو بهذا المعنى : قول مبتدع، محدث، لا أصل له في اللغة ولا في الشرع. ولم يتكلم فيه أئمة اللغة: كالخليل بن أحمد، وسيبويه فضلاً عن أئمة الفقهاء والأصوليين المتقدمين.

ـ مفهوم التوحيد عند الماتريدية هو: إثبات أن الله تعالى واحد في ذاته، لا قسيم له، ولا جزء له، واحد في صفاته، لا شبيه له، واحد في أفعاله، لا يشاركه أحد في إيجاد المصنوعات، ولذلك بذلوا غاية جهدهم في إثبات هذا النوع من التوحيد باعتبار أن الإله عندهم هو: القادر على الاختراع. مستخدمين في ذلك الأدلة والمقاييس العقلية والفلسفية التي أحدثها المعتزلة والجهمية، مثل دليل حدوث الجواهر والأعراض، وهي أدلة طعن فيها السلف والأئمة وأتباعهم وأساطين الكلام والفلسفة وبينوا أن الطرق التي دل عليها القرآن أصح. بيّن ذلك أبو الحسن الأشعري في رسالته إلى أهل الثغر، وابن رشد الحفيد في مناهجالأدلة. وشيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل. وأيضاً خالفوا أهل السنة والجماعة ) بتسويتهم بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، فالإله عند أهل السنة: المألوه المعبود الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له. وما أرسلت الرسل إلا لتقرير ذلك الأمر، ودعوة البشرية إلى توحيد الله تعالى في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته.

ـ أثبتوا لله تعالى أسماءه الحسنى، وقالوا: لا يسمَّى الله تعالى إلا بما سمى به نفسه، وجاء به الشرع. وفي ذلك وافقوا أهل السنة والجماعة في القول بالتوقيف في أسمائه تعالى إلا أنهم خالفوهم فيما أدخلوه في أسمائه تعالى: كالصانع، القديم،الذات … حيث لم يفرقوا بين باب الإخبار عن الله تعالى وباب التسمية.

ـ وقالوا بإثبات ثماني صفاتٍ لله تعالى فقط، على خلاف بينهم وهي: الحياة، القدرة، العلم، الإرادة، السمع، البصر، الكلام، التكوين. وعلى أن جميع الأفعال المتعدية ترجع إلى التكوين، أما ما عدا ذلك من الصفات التي دل عليها الكتاب والسنة [ الصفات الخبرية ] من صفات ذاتية، أو صفات فعلية، فإنها لا تدخل في نطاق العقل ، ولذلك قالوا بنفيها جميعاً. أما أهل السنة والجماعة فهم كما يعتقدون في الأسماء يعتقدون في الصفات وأنها جميعاً توقيفية، ويؤمنون بها " بإثبات بلا تشبيه، وتنزيه بلا تعطيل، مع تفويض الكيفية وإثبات المعنى اللائق بالله ـ تعالى ـ لقوله تعالى: ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ).

ـ قولهم بأن القرآن الكريم ليس بكلام الله تعالى على الحقيقة، وإنما هو كلام الله تعالى النفسي، لا يسمع، وإنما يسمع ما هو عبارة عنه، ولذلك فإن الكتب بما فيها القرآن مخلوقة ؛ وهو قول مبتدع محدث لم يدل عليه الكتاب ولا السنة، ولم يرد عن سلف الأمة. وأول من ابتدعه ابن كلاب. فالله تعالى يتكلم إذا شاء متى شاء بما شاء، ولا يزال يتكلم كما كلم موسى، ويكلم عباده يوم القيامة، والقرآن كلام الله تعالى على الحقيقة، غير مخلوق. وكذلك التوراة والإنجيل والزبور. وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة من سلف الأمة الصالح ومن تبعهم بإحسان.

ـ تقول الماتريدية في الإيمان أنه التصديق بالقلب فقط، وأضاف بعضهم الإقرار باللسان، ومنعوا زيادته ونقصانه، وقالوا بتحريم الاستثناء فيه، وأن الإسلام والإيمان مترادفان، لا فرق بينهما، فوافقوا المرجئةفي ذلك، وخالفوا أهل السنة والجماعة ، حيث إن الإيمان عندهم: اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، و عمل بالأركان. يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية. ويجوز الاستثناء فيه [ والمقصود عدم تزكية النفس ] والإيمان والإسلام متلازمان، إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا.

• وافقت الماتريدية أهل السنة والجماعة في الإيمان بالسمعيات مثل: أحوال البرزخ، وأمور الآخرة من: الحشر، والنشر، والميزان، والصراط، والشفاعة، والجنة، والنار ؛ لأنهم جعلوا مصدر التلقي فيها السمع، لأنها من الأمور الممكنة التي أخبر بها الصادق صلى الله عليه وسلم، وأيدتها نصوص الكتاب والسنة.

ـ وبالتالي فإنهم أثبتوا رؤية الله تعالى في الآخرة ؛ ولكن مع نفي الجهة والمقابلة. وهذا قول متناقض حيث أثبتوا ما لا يمكن رؤيته، ولا يخفي مخالفته لما عليه أهل السنة والجماعة.

• كما وافقت الماتريدية أهل السنة والجماعة في القول في الصحابة على ترتيب خلافتهم، وأن ما وقع بينهم كان خطأ عن اجتهاد منهم ؛ ولذا يجب الكف عن الطعن فيهم، لأن الطعن فيهم إما كفر، أو بدعة ، أو فسق. كما يرون أن الخلافةفي قريش، وتجوز الصلاة خلف كل برٍ وفاجرٍ، ولا يجوز الخروج على الإمام الجائر.

• وأيضاً وافقوا أهل السنة والجماعة في القول: بالقدر، والقدرة، والاستطاعة، على أن كل ما يقع في الكون بمشيئة الله تعالى وإرادته، وأن أفعال العباد من خير وشر من خلق الله تعالى وأن للعباد أفعالاً اختيارية، يثأبون عليها، ويعاقبون عليها، وأن العبد مختار في الأفعال التكليفية غير مجبور على فعلها.

قالت الماتريدية بعدم جواز التكليف بما لا يُطاق موافقة المعتزلة في ذلك، والذي عليه أهل السنة والجماعة (*) هو: التفضيل، وعدم إطلاق القول بالجواز أو بالمنع.



الجذور الفكرية والعقائدية:

يتبين للباحث أن عقيدة الماتريدية فيها حق وباطل؛ فالحق أخذوه عن أهل السنة من الحنفية السلفية، وغيرهم ؛ لأن المستقرىء للتاريخ يجد أن الحنفية بعد الإمام أبي حنيفة رحمه الله تفرقوا فرقاً شتى في وقت مبكر، ولم يَسٍر على سيرة الإمام أبي حنيفة وصاحبيه إلا من وفقه الله عز وجل. وقد كانت الغلبة في ذلك للأحناف المنتسبين للفرق المبتدعة من: جهمية ، ومعتزلة . ولأن المصادر التاريخية لم تُشِر إلى كيفية تلقي أبي منصور الماتريدي العلم أو من تأثر بهم من العلماء، نستطيع ترجيح الآتي:

ـ تأثُّر أبو منصور الماتريدي مباشرة أو بواسطة شيوخه بعقائد الجهميةمن الإرجاء والتعطيل؛ وكذلك المعتزلة والفلاسفة في نفي بعض الصفات وتحريف نصوصها، ونفي العلو والصفات الخبرية ظناً منه أنها عقيدة أهل السنة.

ـ تأثر بابن كلاب ( 240هـ ) أول من ابتدع القول بالكلام النفسي لله عز وجل في بدعته هذه، وأن لم يثبت لهما لقاء، حيث توفي ابن كلاب قبل مولده، بل صرح شيخ الإسلام ابن تيمية أن أبا منصور الماتريدي تابع ابن كلاب في عدة مسائل: الصفات، وما يتعلق بها، كمسألة القرآن هل سبحانه يتكلم بمشيئته وقدرته ؟ ومسألة الاستثناء في الإيمان. ( مجموع الفتاوى 7/433، منهاج السنة 2/362).



الانتشار ومواقع النفوذ:

انتشرت الماتريدية، وكثر أتباعها في بلاد الهند وما جاورها من البلاد الشرقية: كالصين، وبنغلاديش، وباكستان، وأفغانستان. كما انتشرت في بلاد تركيا، والروم، وفارس، وبلاد ما وراء النهر، والمغرب حسب انتشار الحنفية وسلطانهم، وما زال لهم وجود قوي في هذه البلاد، وذلك لأسباب كثيرة منها:

1 ـ المناصرة والتأييد من الملوك والسلاطين لعلماء المذهب، وبخاصة سلاطين الدولة العثمانية.

2 ـ للمدارس الماتريدية دورٌ كبير في نشر العقيدة الماتريدية، وأوضح مثال على ذلك: المدارس الديوبندية بالهند وباكستان وغيرها؛ حيث لا زال يدرَّس فيها كتب الماتريدية في العقيدة على أنها عقيدة أهل السنة والجماعة (*).

3 ـ النشاط البالغ في ميدان التصنيف في علم الكلام (*)، وردهم على الفرق المبتدعة الأخرى، مثل الجهمية (*) الأولي، والمعتزلة، والروافض (*).

4 ـ انتسابهم للإمام أبي حنيفة ومذهبه في الفروع.



يتضح مما سبق:

أن الماتريدية فرقة كلامية نشأت بسمرقند في القرن الرابع الهجري، وتنسب إلى أبي منصور الماتريدي، مستخدمة الأدلة والبراهين العقلية والفلسفية في مواجهة خصومها من المعتزلة، والجهمية وغيرهما من الفرق الباطنية(*)، في محاولة لم يحالفها التوفيق للتوسط بين مذهب أهل السنة والجماعة(*) في الاعتقاد ومذاهب المعتزلة والجهمية وأهل الكلام، فأعْلَوا شأن العقل(*) مقابل النقل، وقالوا ببدعة تقسيم أصول الدين إلى عقليات وسمعيات مما اضطرهم إلى القول بالتأويل(*) والتفويض(*)، وكذا القول بالمجاز في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وعدم الأخذ بأحاديث الآحاد(*)، وبالقول بخلق الكتب ومنها: القرآن الكريم؛ وعلى أن القرآن الكريم كلام الله تعالى النفسي. مما قربَّهم إلى المعتزلة والجهمية في هذا الباب، وإلى المرجئة (*) في أبواب الإيمان، وأهل السنة والجماعة في مسائل: القدر(*)، وأمور الآخرة وأحوال البرزخ، وفي القول في الإمامة، والصحابة رضي الله عنهم. ولما كان مفهومهم للتوحيد أنه يقتصر على: توحيد الخالقية، والربوبية، مما مكن التصوف الفلسفي بالتغلغل في أوساطهم، فغلب على كبار منتسبيهم وقوي بقوة نفوذ وانتشار المذهب (*) ؛ لوجود أكثر من دولة تحميه وتؤيده مثل: الدولة العثمانية ؛ فضلاً عن وجود جامعات ومدارس مشهورة تعمل على نشره، وكان لانتسابهم لمذهب الإمام أبي حنيفة في الفروع أثره البالغ في انتشار المذهب الماتريدي إلى اليوم. ومع هذا فإن للماتريدية خدمات في الرد على: المعتزلة والباطنية والفلاسفة الملحدين والروافض (*)، ولهم جهود في خدمة كتب الحديث لا تخلو من ملحوظات .





 

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
أجمل, الضالة, الفرق, عقائد


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
صحة موضوع: أجمل موقع سجل بسرعة ساجدة لله القسم الإسلامي العام 7 08.10.2010 11:19
الإبتسامة أجمل هدية الزبير بن العوام قسم الحوار العام 4 23.11.2009 13:41
مجموعة من أجمل الفكتورات الرمضانية (فوتوشوب) الأفق البعيد منتدى الحاسوب و البرامج 5 13.09.2009 13:41
أجمل قصة قد تمر عليك مهندس محمد أقسام اللغة العربية و فنون الأدب 2 03.08.2009 11:05



لوّن صفحتك :