الخلية الاولى والية الاحساس
الخلية الأولى في أحسن الأحوال لن تملك سوى الانطباع المجرد ومقابلة الأشياء على حقيقتها الأولية (أمواج وذبذبات) وان تأثرت ستتأثر باللمس , ومع استحالة ذلك لان التأثر واللمس لونين من الإحساس سنسلم بهما , فهل
يمكن لها مع هذه البداية أن تطور حواس أخرى ؟
من المرجعيات السابقة ذلك مستحيل, فالتأثر شيء ومعرفة كنه الشيء وحقيقته شيء آخر هذه المفارقة ستجعل تأثر الخلية بمختلف الماهيات واحد فهذه موجات وهذه موجات ولكن لمن تنسب هذه ؟ ولمن تنسب تلك ؟ مشكلة كبيرة ! , يقول الدكتور مصطفى محمود : "إذا حاولنا أن ندرس ماهية هذه الألوان لم نجد أنها ألوان ... وإنما وجدناها موجات لا تختلف في شيء إلا في طولها الموحي ، ذبذبات متفاوتة في ترددها .. وهذه كل الحكاية ... ولكن أعيننا لا تستطيع أن ترى هذه الأمواج كأمواج ولا تستطيع أن تحس بهذه الذبذبات كذبذبات ... وإنما كل ما يحدث أن الخلايا العصبية في قاع العين تتأثر بكل نوع من هذه الذبذبات بطريقة مختلفة ومراكز البصر في المخ تترجم هذا التأثر العصبي على شكل ألوان ، ولكن هذه المؤثرات الضوئية ليست ألوانا وإنما هي محض موجات واهتزازات والمخ بلغته الاصطلاحية لكي يميزها عن بعضها يطلق عليها هذه التعريفات التي هي عبارة عن الألوان ... وهذه هي حكاية الألوان
والحقول التي نراها خضراء ليست خضراء ... وإنما كل ما يحدث أن أوراق النباتات تمتص كل أمواج الضوء بكافة أطوالها ماعدا تلك الموجة ذات الطول المعين التي تدخل أعيننا وتؤثر في خلاياها فيكون لها هذا التأثير الذي هو في اصطلاح المخ ( اللون الأخضر ) ".
ولا ننسى أن الأشياء التي ستؤثر على الخلية باللمس لابد لها من الاحتكاك المباشر, وهذا لن يتأتـى لكل المؤثرات كالصوت والضوء لذا يجب ان تتميز الخلايا نفسها الى خلايا تتاثر بالصوت وخلايا تتاثر بالضوء وخلايا تتاثر بالروائح ... وهكذا .