العودة   شبكة كلمة سواء للحوار الإسلامي المسيحي العودة المنتدى الدراسات الإسلامية و العلوم الشرعية القسم الإسلامي العام

القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة

آخر 20 مشاركات
The Mihrab' s Guests [ 61 ] (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Pourquoi le Coran qualifie-t-il les Juifs de singes ???? (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سورة الواقعة : القارئ إسلام صبحي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سورة النجم : القارئ إسلام صبحي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إجابة عن سؤال : ماذا قدّم المسلمون للبشرية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الربّ المزعوم يعيش عالة على النساء !! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          ينفع تصحى الصبح تبقى هندوسي بدل ما تكون مسلم ؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          ما أعظم مغفرة الله ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Rabbi, pourquoi n'attaquez-vous pas aussi l'Islam ? (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الرب عاوز ياكل (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          حاخام يصفع أقفية لصوص الأديان و قطاع طرق الشريعة - 3 - ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          حاخام يصفع أقفية لصوص الأديان و قطاع طرق الشريعة - 2 - ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          حاخام يصفع أقفية لصوص الأديان و قطاع طرق الشريعة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          ياترى الأنبا بافلي يعرف أم كوهين منين ؟؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          بالمصادر المسيحية : التوحيد كان عقيدة المصريين خلال القرن الرابع ميلادي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - آخر مشاركة : د. نيو - )           »          موثق: الكتاب المقدس يأمر بكسر ضلوع الابناء من اجل تربيتهم؟!؟!؟همجيه و سفاهه (الكاتـب : د. نيو - )           »          من فضائح الزمن الجميل زكريا بطرس يخترع ايه جديده فى القرآن الكريم على الهواء مباشره(فيديو) (الكاتـب : د. نيو - )           »          سؤال جرىء(الحلقه 11):لو كان محمد نبيا كاذبا..لماذا يحمل نفسه مثل هذا؟؟ (الكاتـب : د. نيو - )           »          عبدي أحمد المختار- سفر إشعياء 42:1 (الكاتـب : Muslim - )           »          زمزم سيّدة ماء الأرض (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 01.11.2012, 12:01
صور قدوتي الصالحآت الرمزية

قدوتي الصالحآت

عضو

______________

قدوتي الصالحآت غير موجود

فريق تحرير المجلة 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 21.10.2011
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 321  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
07.10.2014 (20:44)
تم شكره 40 مرة في 34 مشاركة
افتراضي




يذهب محمد فتح الله الزيادي إلى أن الغزو الثقافي تظهر آثاره على الأمة الإسلامية في أشكال متعددة ، نذكر منها ما يلي

أولا : ضعف الوازع الديني .. وتبع ذلك نقص في حصيلة الثقافة الدينية ، مما أدى إلى شيوع الأمية الدينية ، والذي أثر بدوره في الالتزام بالأوامر الدينية من اهتمام بأداء العبادات ، وحرص على الالتزام بالقيم والمباديء الدينية كالصدق والأمانة والإخلاص والحرص على المال العام وعدم اهتمام بشيوع الرزيلة .. إلخ .

ثانيا: استيراد المظاهر السلوكية الغربية ، والحرص على تطبيقها في مجتمعاتنا العربية (والإسلامية ) بدعوى التطور والعصرية . ويبدو ذلك في تقاليدنا للأزياء الغربية عند الجنسين ، وليس ذلك فحسب ، بل النظر باحتقار وازدراء إلى مرتدي الأزياء المحلية حتى اذا كانت عالية الجوده .

ثالثا : تعود قبول كل أنماط وأساليب الحكم السائدة في المجتمعات الغربية من أنظمة حزبية وطبقية مختلفة كنظام الحزب الواحد والتعددية الحزبية وغيرها ، وتبع ذلك رفض لكل عودة إلى أصالتنا العربية ( والإسلامية ) التي تتمثل في الشورى وما يتبعها من حرية حقيقية تخدم الإنسان وتجعل لحقوقه قدسية متميزة .

رابعا : اعتماد مثقفينا وخاصة خريجي الجامعات الغربية على مرجعية غربية كاملة ، فمعظم أبحاثهم ومؤلفاتهم تنهل من مصادر غربية حتى ولو كان موضوع البحث قضية عربية ( أو إسلامية ) صرفة ، وكل بحث لا يشير إلى مصادر أجنبية هو بحث ناقص ولا ينال رضا من هؤلاء

يقول د.سلمان بن فهد العودة من يفرط في استخدام نظرية المؤامرة يعجز عن معرفة المؤامرات الحقيقية، والتوازن وسط بين من يرى في كل شيء مؤامرة ومن لا يرى المؤامرات أصلاً.

وتعكس آثار الغزو الثقافي على الأمة الإسلامية التي ذكرها محمد فتح الله الزيادي تشخيصا موفقا للوضع الراهن للشعوب العربية والإسلامية ، كما تعكس أيضا مدى انحراف بعض شعوبها عن جادة الطريق ، فما الحل للخروج من هذه الدائرة الصعبة ، وما السبيل لمواجهة هذا الغزو الذي تعددت صوره وأساليبه وأهدافه وآثاره ؟

قبل اقتراح أساليب محددة لمواجهة الغزو الثقافي الذي تتعرض له الأمة الإسلامية ، هناك عدد من المفاهيم ذات الارتباط العضوي بهذا الغزو ، تتداخل وتتشابك معه في أغلب الأحايين، لعل أهمها كما يرى عبدالله أبوهيف ، الآتي :

1- الاستقطاب والهيمنة .
2- التبعية .
3- التغريب ، وستناوله بالتركيز لاحقا .
4- التنميط ، وهو يعني إنتاج نمط ثقافي واحد وفق إرادة المنتج المهيمن ، ويكون ذلك عبر وسائل السيطرة المختلفة كالتقنية والمعلوماتية والاتصالات .
5- التغطية ، وهو أسلوب إعلامي على سبيل التضليل بقصد قلب الحقائق أو تزييف الوعي، وتشكيل العقل وفق إملاء شروط الهيمنة .
6- العولمة وسيتم التركيز عليها بعد قليل .

ولما كان من الصعوبة بمكان تناول جميع المفاهيم ذات الصلة بموضوع الغزو الثقافي ، فقد رأينا أن نقف عند مفهومين منها لأهميتهما ولصلتهما الوطيدة بالغزو ، وهما :

1- العولمة.
2- التغريب.

العولمة :

ظهر مصطلح العولمة بمفهومه الراهن حديثا جدا ، وذلك في بداية العقد الأخير من القرن العشرين ، وبرز كما تبرز أية ظاهرة اجتماعية.وأصبحت كلمة عولمة حديث مختلف الشعوب ومختلف الفئات ، وأدلى الجميع بدلوه لوضع حد خارجي أو إطار لهذه الظاهرة وتحديد مفهومها ، كل حسب الزاوية التي ينظر منها للعولمة ، لهذا فقد شغل هذا الموضوع العلماء والمثقفين وغيرهم . كما ساهم في دراسته وتحليله علماء الاجتماع والاقتصاد والسياسة (واللغات ) ، حيث أطلق بعضهم على هذه الظاهرة ( الكوكبة) أو( الكونية ) ، وغير ذلك من المصطلحات التي تحتضنها بطون الكتب التي تناولت هذه الظاهرة .

إن الكوكبة ( العولمة ) ، كما يذهب إسماعيل صبري عبدالله ، هي التداخل الواضح لأمور الاقتصاد والاجتماع والسياسة الثقافة والسلوك ، دون اعتداد يذكر بالحدود السياسية للدول ذات السيادة أو الانتماء إلى وطن محدد أو لدولة معينة دون حاجة إلى إجراءات حكومية . إذن هي دعوة تتبني إلغاء الخصوصية بغض النظر عن كونها خصوصية ثقافية أو اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية .

يرى مولود زايد الطبيب أن العولمة تعمل بآليتين هما :

1- خلق تجانس في بنية العالم من خلال نشر ثقافة كونية .
2- التفكيك الاقتصادي للأطراف في العالم الإسلامي .

وبذا تلتقي آليتا العولمة بأهداف الغزو الثقافي ليعملا معا في اختراق الأمة الإسلامية دينيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا .
فيما يخص الآلية الأولى التي تعمل بمقتضاها العولمة ، التي تمت الإشارة إليها قبيل قليل، فإن العولمة تهدف إلى نشر ثقافة يكون من شأنها اختراق ثقافة الشعوب وسلبها خصوصيتها ، مما يؤدي إلى انعدام الأمن الثقافي وسطها.
ومن هنا يبرز لنا البعد الثقافي للعولمة كأحد أهم الأبعاد التي ترتكز عليها ظاهرة العولمة. وفي هذا المجال يذهب مولود زايد الطبيب إلى أن البعد الثقافي للعولمة ، هو الخلفية أو الأصل لبقية الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ... يقوم عن طريقه بإشباع حاجات الأفراد ، الذين يبتكرون الوسائل لذلك ، ويتم لهم ما يرمون إليه عن طريق العقل والإدراك ، وما ترمي إليه العولمة في جانبها الثقافي ، أو كما يسميه البعض الغزو الثقافي ، أو الاختراق الثقافي ، هو السيطرة على الإدراك لاستبدال النسق القيمي لدى الشعوب (ثقافاتها ) ، بما يتماشى وثقافة الاستهلاك التي هي ثقافة العولمة .

ويذهب أحمد إبراهيم أبوشوك إلى القول بأنه لا جدال فى أن البعد الثقافي الذي تمحورت حوله أيديولوجيا العولمة المعاصرة ، هو بعد مستمد من فكر الحداثة العلماني ، القائم على مركزية العقل الغربي باعتباره الأداة المثلى التي ينبغي أن تفرض خصوصيتها على الآخرين، وتنميط سلوكهم البشري في إطار المدارات العامة التي تحكم حركة المجتمع الغربي ... ويضيف أبوشوك أن البعد الثقافي ( للعولمة ) ينادي – هنا – بالحرية الفردية المطلقة ، وحرية الاعتقاد النافي أيضا لوجود الله ، وتوحيد القيم الخاصة ببناء الأسرة والمجتمع ، تم تحديد أنماط السلوك البشري السياسية والاجتماعية والاقتصادية الأخرى .

ولما كانت العولمة بهذه الصورة ، فقد كان هناك اختلاف في كيفية التعامل مع بعدها الثقافي.
هناك ثلاثة تيارات فيما يخص التعامل مع البعد الثقافي للعولمة ، هي :

الأول : تيار رافض تماما ، ويرى أصحابه الحفاظ على الهوية وحمايتها والانغلاق على الذات، والعودة إلى الموروث الثقافي القديم ، وهذا يعني الانعزال عما يجري في العالم من تطورات، وعدم الأخذ بعين الاعتبار حاجات ومطلوبات العصر.

الثاني : تيار يدعو للانفتاح على العولمة والاندماج بها ، ويرى أصحابه أن العصر الراهن تجاوز الهويات القومية ، دون الأخذ بعين الاعتبار طبيعة هذه العولمة.

الثالث : تيار معتدل يرفض العولمة بالشكل الذي تأخذه ، باعتبارها تقوم على نزعة الهيمنة ، وتعمل على إفراغ الهوية الوطنية من محتواها . وينطلق أصحاب هذا التيار من مفهوم الهوية الوطنية والقومية للثقافة ، والدعوة للحفاظ عليها وحمايتها ، وإيجاد حالة من التفاعل الإيجابي بين الثقافات .

يقول عطية العودة إن التيار الثالث ، هو الخيار الصحيح الذي يسمح بمواكبة التطور بالعالم دون الانعزال ، ويعرف كيف يتعامل مع ظاهرة العولمة بالشكل الذي يتمظهر فيه من خلال الانطلاق من الموروث الثقافي للأمة ، والحفاظ على ماهو أصيل وإنساني فيه. ونقول إن التيار الثالث ، بالإضافة إلى ما قال به عطية العودة ، هو الرأي التوفيقي الذي ينبغي أن يكون عليه موقف المسلم من البعد الثقافي للعولمة ، فخصوصية المسلم لا تجعله ينغلق ، كما لا تجعله يندمج كلياً ، بل هو يتعامل مع هذا الواقع للاستفادة من محاسنه وتجنب مساوئه.

يفهم مما تم عرضه أن اتفاقا شبه تام بين الغزو الثقافي وبين البعد الثقافي للعولمة ، وربما تتلاشى الفوارق بينهما حتى يصيرا شيئا واحدا ، فماذا عن مصطلح التغريب ؟

التغريب :

يفيد معنى التغريب أمرين ، الأول سيادة النزعة الغربية ، أو الاحتذاء بالغرب ( أوربا والولايات المتحدة ) ، والثاني هو الاستلاب أو الاغتراب ، أي خلق هوة بين المرء وواقعه ، حين تغلف الذات بمشاعر الغربة والوحشة والانخلاع والانسلاخ ، واللا انتماء بعد ذلك . ويفيد المعنى الاصطلاحي شعور المرء بأنه مبعد عن البيئة التي ينتمي إليها ، فيصبح منقطعا عن نفسه ، ويصير عبدا لما حوله ، يتلقى تأثيره المتمثل في إنجازات الإنسان ومواصفاته ونظم حياته ، دون فعالية تذكر .

لقد شكلت ثقافة الغرب بالنسب للعرب والثقافة العربية (وبالتأكيد بالنسبة للمسلمين والثقافة الإسلامية ) الاستعلاء والتكبر، تعبيرا عن موقع الغربي ، وكانت العلاقة الاستشراقية محكومة بموقعه كمستعمر ، وكلما اتسعت حلقات وعي الذات القومية والوطنية إزاء الآخر الغربي ، توضحت بجلاء أكبر ، حدة المعاناة التي تواجهها الثقافة العربية ( وكذلك الثقافة الإسلامية ) في مواجهة التغريب ، احتذاء بالغرب ، أو سلبا واغترابا عن الهوية والخصوصيات الثقافية بتأثير الغرب نفسه ، منتج وسائل التغريب الضخمة.

إن ثقافة التغريب تعد اليوم الثقافة الأكثر تحديا لثقافات كثير من الأمم والشعوب ( بما فيها شعوب الأمة الإسلامية ) ، بل إنه ليس من المبالغة في شيء ، كما يشير عبدالقادر طاش، إلى أنها ثقافة " الهيمنة " . ومن جهة أخرى تستند ثقافة التغريب إلى مزاعم باطلة على رأسها أنها – كما يقول المروجون لها والمنافحون عنها – ثقافة " إنسانية " لا تختص بأقوام دون آخرين ، كما أنها ثقافة " عالمية " أو " كوكبية" لا تحدها حدود جغرافية ولا تاريخية ، وبما أنها ثقافة إنسانية وعالمية فهي ثقافة صالحة للناس جميعا ، ولا بد لها أن تسود العالم . أما القول بإنسانية هذه الثقافة وعالميتها فأمر يكذبه الواقع ، إذ قدر سكان المعمورة أن يكونوا متعددي الثقافات كما هم متعددو اللغات والأعراق .
إن ثقافة التغريب ، أيضا ، تتسع دائرتها يوما بعد يوم في كثير من المجتمعات المعاصرة – وليس في المجتمعات العربية والإسلامية فقط ، وتتوالى بالمقابل وتيرة انحسار الثقافات القومية والذاتية للعديد من المجتمعات غير الغربية . وقد تم ذلك بفعل الدعاية المكثفة التى تساند وتقوي ذلك النوع من الثقافة .

فثقافة التغريب ثقافة تسلطية نتيجة شعورها بالقوة ويستنتج من ذلك أن ثقافة التغريب إنما تستمد انبهاريتها من عوامل لا تمت للثقافة بصلة وطيدة .

ومن هنا يأتي رفض التغريب بمفهوم محاولة إحلال ثقافة الغرب محل الثقافة الذاتية للأمة ( الإسلامية ) ، بوصفه ضرورة حضارية من ثلاثة جوانب :

أولها : إن الدفاع عن الهوية الثقافية حق مكفول في شرائع الأديان السماوية وفي تنظيمات القانون الدولي . ولقد كان الإسلام أكثر الأديان السماوية حرصا على عدم الاعتداء على ثقافة الآخرين ، بل أسهم الإسلام في حفظ تلك الثقافات ورعايتها في ظل حضارته التسامحية .

ثانيها : إن حضارة الغرب حضارة خاصة لها منطلقاتها الفكرية والأيدولوجية الملائمة للغرب فلماذا تجرد من خصوصيتها لتصبح عامة لكل البشر .

ثالثها : إن الذي يسوغ لنا رفض ثقافة التغريب الغازية ، يتعلق بثقافتنا الإسلامية نفسها ، فهي ثقافة تقدم للناس خيارا آخر يمكن أن يحتذوه ، وإن سيادة ثقافة التغريب وعدوانها على الثقافة الإسلامية يضعف من موقف الخيار الإسلامي مما يفقد الإنسانية حرية الموازنة بين الثقافات واختيار الصالح منها .

ومثلما قلنا عن العلاقة بين الغزو الثقافي والبعد الثقافي للعولمة فإن هذا الأمر يتكرر مع التغريب ، إذ بينهما اتفاق شبه تام ، وربما تتلاشى الفوارق بينهما حتى يصيرا شيئا واحدا.

وكيفما كان الحال ، فإن الغرب لم يكتف بغزو الأمم والشعوب ثقافيا ، أو ربما أراد بعد أن تحقق له أغلب ما يريد فى هذا المجال ، أن ينقل الحرب إلى ساحة أخرى ، لا سيما بعدما ظهر مفهوم النظام العالمي الجديد والقطب الواحد ، فكانت هذه الساحة هي الحضارات والثقافات ، فنحت مصطلحاً جديداً سمي " صراع الحضارات " فماذا يعني هذا المصطلح ، وإلى ماذا يهدف ؟

نظرية صراع الحضارات :

إن فكرة التصادم ( الصراع ) قديمة تتأثر بشكل أو بآخر بثقافة العصر وبطبيعة العلاقات الدولية في المجتمع الإنساني ، فضلا عن تغيرات الفكر العلمي والفلسفي . وفكرة التصادم في الأدبيات الغربية ، تطرح موضوع العلاقات بين الشرق والغرب ، كونها علاقة تصادمية ، أو ستكون كذلك ، وقد طرقت قبل صمويل هنتنغتون ( الذي ارتبط به مصطلح صراع الحضارات فى السنوات الأخيرة ) ، كتحصيل حاصل لنظريات تفسيرية تستشرف العلاقة بين الشرق والغرب عامة والإسلام والغرب خاصة .

ظهرت أطروحة " صدام الحضارات " في باديء أمرها في صيغة بحث أعده المنظر الأمريكي صمويل هنتنغتون ضمن سلسلة من الأبحاث التي قدمت لمعهد جون أولن للدراسات الإستراتيجية في جامعة هارفارد ، وذلك في إطار برنامجه الموسوم بـ " متغيرات البيئة الأمنية والمصالح القومية الأمريكية " ، ثم نشر هذا البحث لاحقا في مجلة الشؤون الخارجية عام 1993م ، وأخيرا اكتملت معالمه واتضحت قسماته الأكاديمية في شكل كتاب يتكون من 367 صفحة من الحجم المتوسط ، نشرت طبعته الأولى عام 1996م.

ويعتبر موضوع الكتاب في حد ذاته من أكثر الموضوعات التي أثارت الرأي العالمي المهتم بقضايا العلاقات الدولية الاستراتيجية المعاصرة ، لأنه استند إلى فرضية مؤداها أن المصدر الرئيسي للصراعات في عالم ما بعد الحرب الباردة لن يكون أيديولوجيا أو اقتصاديا، بل سيتمركز حول الخطوط المتوترة الفاصلة بين حضارات العالم الرئيسة. وأن الاختلافات بين هذه الحضارات ، حسب رؤية هنتنغتون التشاؤمية ، هي اختلافات متجذرة في التاريخ والثقافة واللغة . وهو بهذا يقصي رؤية الانسجام والتواءم الحضاري ، وينزل التنابذ والتنافر إلى حيز الواقع الفعلي .

ارتبطت نظرية صدام الحضارات والثقافات ، كما ذكرنا قبل قليل ، بالأمريكي صمويل هنتنغتون ،وهي عنده طرح بوادر لرسم أيديولوجية جديدة للهيمنة الغربية على العالم ، ومما أراد أن يشير إليه هو أن تمايز الثقافات يشكل محور الخطورة إلى الغرب ، وكما هو معروف فقد ركز على الحضارة العربية الإسلامية ، على أنها العدو المقبل للغرب بعد انتهاء الحرب الباردة ، حيث أن سيطرة القطب الواحد الموجودة الآن ، من منظوره ، لا تستمر إلى الأبد ، إلا في حالة سيطرتها على أية محاولة للنهوض من قبل الثقافات والحضارات الأخرى ، والتي حددها بسبع أو ثمان ، وقد اختلفت القراءات لتلك الأطروحة ، حيث اعتبرها البعض تغطية لأمور مخفية لا تظهر إلا بإعمال العقل والتمعن . وهو إعمال يحتاج إلى المزيد من عصف الذهن حتى تتم القراءة الصحيحة لهذه النظرية بأبعادها المختلفة .

وكالعادة ، فقد تعددت تفسيرات خروج طرح صدام الحضارات ما بين افتراض أن الدعوة لمواجهة عدو جديد على أسس حضارية ، وليست أيديولوجية توفر رؤية مشتركة للغرب، وسببا للحفاظ على تماسك تحالفه السياسي والثقافي خوفا من منافسات اقتصادية ، فيما بين دوله ، فقد تؤدي إلى صدامات تعصف بصلابة التحالف الغربي ، وما بين الافتراض أن الدعوة تعكس أحقادا وعداوات قديمة ودفينة لدى بعض الدوائر في الغرب ضد الحضارات الشرقية ، خاصة الإسلامية والشرقية ، وذلك لاعتــبارات تاريخية وعقائدية وسياسية وثقافية . وتتجلي الأحقاد والعداوات على الحضارة الإسلامية في كثير من كتابات المستشرقين الذين دسوا السم في الغالبية العظمى من مؤلفاتهم عن الحضارة الإسلامية وشعوبها.

هذا ، ويرى أحمد أبراهيم أبوشوك أن أطروحة صدام الحضارات التي أسسها هنتنغتون تفترض جدلا أن تاريخ البشرية تاريخ يقوم على منطق الصراع الأبدي وقانون البقاء للأصلح، ومن ثم يجب أن ينظر إليه باعتباره تاريخا تحدد معالمه في ضوء الصراع الذي يحدث حول الخطوط المتوترة الفاصلة بين الشعوب والحضارات المختلفة ، ويستشهد في هذا المضمار بالصراع الذي حدث في باديء أمره بين الأباطرة والأمراء في الغرب ، ثم أعقبه صراع الدول القومية ، ثم تلاهما صراع الأيديولوجيات في فترة الحرب الباردة ، ويرى هنتنغتون – وفقا لأبوشوك ، أن خواتيم هذا الصراع ستتجسد في الصدام المرتقب بين الحضارة الغربية في طرف والحضارتين الإسلامية والكنفوشية من طرف ثان ، ومن ثم يحث هنتنغتون دول المركز الرأسمالية على تطوير الآليات والوسائل المتاحة لها التي تعينها في المحافظة على " إرثها الحضاري الفريد " ، و تؤهلها لتدمير قدرات الحضارات المناهضة لها عالميا ودحرها في كل الميادين الحياتية .
إذن ليس بمستغرب أن ينظر الغرب بريبة شديدة لعلاقات تنشأ بين الدول العربية والإسلامية مع اليابان والصين وغيرهما من دول آسيا ، كما أن الغرب يحشد كامل طاقاته لمحاربة الدول العربية والإسلامية في إطار ما يسمى بالحرب على الإرهاب ، إنه يفعل كل ذلك وعينه مركزة على الحضارة الإسلامية .

يبرر هنتنغتون حتمية الصراع بين الحضارتين الغربية والإسلامية بقوله إن الأصولية الإسلامية ليست مشكلة الغرب الأساسية ، بل الإسلام هو المعضلة ، لأنه ثقافة مختلفة والمنتمون إليها مقتنعون بسمو ثقافتهم .. وأن المخابرات الأمريكية ووزارة الدفاع الأمريكية ليستا مشكلة الإسلام ، بل الغرب هو المشكلة ، لأنه ثقافة مختلفة والمنتمون إليها مقتنعون بعالمية ثقافتهم وتفوقهم الذي يفرض عليهم نشر هذه الثقافة للعالم .

وفي كل الأحوال ، وأيا كانت دوافع أطروحة صدام الحضارات ، فقد كان رد الفعل المتوازن العاقل في آن واحد هو الداعي إلى حوار الحضارات ، وهي دعوة تبنتها دوائر كثير عبر العالم ، خاصة في العالــــم الإسلامي ، كما تبنتها أصوات عاقلة في الغرب .

إن الذي يعكسه الواقع هو تشدد الغرب في تبنيه لأطروحة صدام الحضارات ، واعتزازه المتزايد بحضارته التي يطرحها باعتداد ، حضارة عالمية وثقافة إنسانية

فماذا تفعل الشعوب غير الغربية إزاء هذا الوضع الذي يقود البشرية إلى حافة الهلاك ؟
في الإجابة عن هذا السؤال المركزي ، ابتداء ، لا بد من طرح مفهوم آخر يقابل مفهوم "صدام الحضارات " ، وهو بلا منازع سيكون " حوار الحضارات " . وإذا تم قبول ذلك فماهي مبررات هذا الحوار ودواعيه وماهي أهدافه وموضوعاته ومرتكزاته .

حوار الحضارات :

لا تستطيع أمة من الأمم على وجه المعمورة أن تنأى بنفسها عن التفاعل والاختلاط مع الأمم الأخرى ، ولما كانت الأمة الإسلامية ذات رسالة أمرت بتبليغها ، فإن هذا من شأنه أن يلقي عليها عبئا كبيرا فيما يخص عملية التفاعل مع الأمم الأخرى ، يتم خلاله دعوة تلك الأمم إلى رحاب دين الله .

إن من طبيعة الإسلام أنه يفتح صدره لكل ألوان المعارف والثقافات ، صحيحها وسقيمها، فأما الصحيح منها ، مما يفيد الإنسان المسلم في دينه وحياته ومجتمعه ، فهو يحض عليه ، ويدعو إلى حيازته ، وقد كان علي بن أبي طالب كرم الله وجهه معبرا عن روح الإسلام الحقيقية عندما قال : الحكمة ضالة المؤمن ، أنى وجدها فهو أحق الناس بها ، وأما السقيم من ألوان الثقافة فلبيان ما فيه من أثر سلبي في الأفراد والجماعات في دينهم ودنياهم .

إذن نحن بحاجة إلى حوار حضارات يمثل رؤية مستقبلية في هذا العالم المتغير المقبل علي آفاق جديدة تتطلب تبادل الأفكار والثقافات بروح المرونة والتسامح ، وبحيث يحقق العالم الإسلامي فعلا حضاريا مؤثرا ، وتفاعلا إيجابيا يضمن للعالم الإسلامي موقعه وأثره في المجتمع الإنساني بحيث يكون مجتمعا مسلما يعزز استقرار الحياة الإنسانية المضطربة ، ويعمل على إشاعة الأمن والسلام في الغرب . وليت العالم الغربي يعي حاجته للاستقرار والأمن والسلام التي لا تتأتي إلا بشاعة روح الحوار بين الحضارات التي تنتظم المعمورة .
إن حوار الحضارات هو السبيل الوحيد الذي يقود إلى المحافظة على التعايش الحضاري في بلدان العالم ، وهو الطريق الوحيد الذي يجنب البشرية أخطار صراع جديد يجعل من الاختلاف الحضاري ذريعة للتأجيج ، إنه صراع ليس للأمة الإسلامية أية مصلحة فيه .

إن الأمة الإسلامية ، وفقا لزيد بن عبدالمحسن الحسين ، بحاجة إلى أن تعيش في هذا العالم أمة متقدمة حرة ، تتعايش مع الأمم الأخرى وتبادل الاحترام الذي لا يلغي الاختلاف وخصوصية الهوية الثقافية ، والأمة الإسلامية ليست بحاجة إلى أن تكون طرفا في حرب باردة ( أو ساخنة ) جديدة ، بل إلى أن تفرغ جهودها كلها للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، كي تتجاور ذلك التأخر الذي ألم بمجتمعاتها إبان عصور الانحطاط الطويلة ، ولترتقي إلى مصاف الأمم والمجتمعات المتقدمة التي تتعامل معها من موقع التكافؤ والندية ، لا من موقع الضعف والتبعية .

وبذا يكون حوار الحضارات أو التفاعل الحضاري بديلا للغزو الثقافي ، لأن حوار الحضارات يقوم على التكامل والتحاور بين الحضارات الإنسانية دونما تسلط أو قهر أو فوقية.

ويكاد يكون مؤكدا ، أنه لا توجد حضارة قائمة بذاتها ، واكتفت بذاتها مستغنية عن غيرها، وإنما هي نتيجة تطور حضاري ، وتفاعل بين حضارات أخرى ، تفاعلت هي بدورها مع غيرها من الحضارات في الزمان والمكان .

وعن دواعي الحوار ومبرراته ( مع الغرب وحضارته ) يرى حسن الترابي أن تطور العالم الحديث وثق الصلات العالمية وجعلها محورا واحدا للتفاعل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، كما جعلها أيضا محورا للخطاب الفكري والثقافي ، فلا مجال لنا في الواقع أن نعكف على ساحة خاصة داخلية ، مما أوجد ضرورة عملية ملحة للحوار فرضها الواقع العالمي المؤسس على التواصل والتبادل والتفاعل والاعتماد المشترك بين الأمم والشعوب والجماعات والحركات ، وهذا يقتضي منا ويدفعنا في سبيل فهم الآخرين ، وتاريخهم وواقعهم وحقائقهم وإمكانياتهم ، ومن ثم السعي إلى التدريب والتأهيل والتفاعل معهم، وتأسيس أرضية ثابتة وراسخة من الفهم المتبادل والحقيقي لطبيعة كثير من الموضوعات المطروحة في هذا العصر ، ومحاولة الالتقاء حول نقاط مشتركة من الحقوق والواجبات والعمل على التقريب بينها وتوسيعها للحيلولة دون أن تشكل عقبة في سبيل التفاهم والتفاعل الاستراتيجي المشترك ، قاصدين من ذلك تغيير كثير من الأفكار والمفاهيم والثقافية والحضارية الراسخة لدى الغرب عن الإسلام ورسالته وتكيفه مع الواقع المعاصر ، وتكيف الآخرين معه . وهي محاولة في آن الحال لمحو عديد من الإشكالات والتناقضات التاريخية بين الإسلام والمسيحية واليهودية أو بين المشرق الإسلامي والغرب عموما .
ويرد حسن الترابي ، في مقام آخر ، على تسؤال الكثيرين عن جدوى الحوار مع الغرب (ومع حضارته ) المتحرر عن الدين وضوابط الأخلاق إن كان ليبراليا أو شيوعيا أو وجوديا إنسانيا محضا ، والذين ينطلقون في تساؤلهم من مؤثرات ذلك التقسيم الذي يقول بتقسيم الحياة إلى دار سلم ودار حرب ، ونحن علينا تصويب ذلك بتحديد بعض المفاهيم التي يروج لها بعض المستشرقين ، ذلك أن بعض الأحكام التي كانت تروح بصورة مبتورة كثيرا ما كانت تخلف معوقات لحركة الحوار مع الغربيين وغيرهم ، فمعيار التقسيم هذا دار سلم ودار حرب ، وفقا للترابي ، يجب ضرورة النظر في تصحيحه ، لأن الصحيح أنه دار سلم ودار حرب ودار عهد أو صلح أو حتى دار حلف عسكري .
أما عبدالله بن عبدالمحسن التركي فيشير إلى أننا بحاجة إلى محاورة الغرب والاتصال به لبيان مواقفنا في كثير من القناعات التي يؤمن بها الغرب ، ويريد فرض إيمانه بها على الآخرين ،ويضيف التركي أنه لا بد من أن يكون الهدف الإسلامي من هذا الحوار بين ممثلي الحضارات هدفا دعويا ومن تلك القناعات مفهوم الديمقراطية وممارستها بالأسلوب الضيق ومفهوم حقوق الإنسان بما يتعارض مع مسلمات رسالات الله للبشر والتجارة الدولية بما يتجاوز السلطة والسلطان وحقوق الشعوب ..

انتهى

للمزيد من مواضيعي

 






المزيد من مواضيعي


توقيع قدوتي الصالحآت
رَبِّ زِدْنِي عِلْماً





رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
والعربدة, وخطره, المجتمعات, الاسلاميه, الثقافي, الغزو, خاصة, عامة


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
اصدارات المركز الثقافي لدعوة الجاليات صنعاء اليمن ادخل وحمل ...... الاشبيلي المكتبة العامة 4 27.12.2011 12:43
دعوة للسُكر والعربدة !!!!! * إسلامي عزّي * مصداقية الكتاب المقدس 1 30.06.2011 17:12
وأد البنات في الصين وخطره على المجتمع الاشبيلي قسم الحوار العام 2 01.12.2010 10:26
التدخين وخطره مهندس محمد المنتدى الطبي 1 28.04.2010 00:11



لوّن صفحتك :