العقل ومنزلته في المسيحية وبيان تناقض التثليث

[بنت الاسلام]

العقل ومنزلته في المسيحية وبيان تناقض التثليث

الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلاة يتبغها روح وريحان ويغقبها مغفرة ورضوان وعلى اله وصحبه الذين هاجروا لنصرته ونصروه في هجرته فنعّم المهاجرين ونعّم الانصار ..
.:{ العقل ومنزلته في المسيحية وبيان تناقض التثليث }:.
1-لم يدعوا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام اتباعه ابدا ان يعبدوه او أن يقولوا بفكرة الثالوث التي تؤمن بالتغاير والتعدد في ذات الله الواحدة والتي تعتقد بان الله ثلاثة اب وابن وروح قدس وان الاب اله وذات والابن اله وذات وروح القدس اله مسجود له في الكنائس و ذات أيضا وهناك تمايز بين كل منهم وكل منهم اله حقيقي ولكن الثلاثة في نفس الامر اله واحد وهذا الواحد ثلاثة .
وبالرغم من ان العقل لا يقبل ذلك نهائيا فهذا تناقض صارخ كيف يكون نتاج
1+1+1=1 هذا خطأ عقلي وانما 1+1+1=3 هذا هو المنطقي اذن النصارى يعبدون ثلاثة الهة ,وليس كما يدعي البعض ان المقصود هو 1*1*1=1 فهذا خطأ عقلي لان حاصل ضرب العدد1 في اي عدد هو نفس العدد ذاته دون زيادة فلا يمكن الاستدلال بهذه العملية على التثليث الذي يضم ثلاث ذوات هي الاب والابن والروح القدس فهم ثلاثة وليسوا واحدا
ولكن النصارى خوفا من ان يتهموا بالشرك مثل الوثنيون وخوفا من ان يناقضوا التوراة التي تنص على التوحيد اخترعوا هذه النتيجة الغير منطقية وهم يعلمون خطأهم جيدا الى الحد الذي يجعل علماء النصارى يعترفون بل ويعلمون اتباعهم ان عقيدتهم فوق مستوى العقل ولا تتفق مع العقل وانما هي اسرار ومعاني عجيبة غريبة ......الخ
فنجد عند الكاثوليك في نهاية قانون الايمان عندهم وهو نفسه الذي يؤمن به البروتستانت
عند الحديث عن ان المسيح هو الله وابن الله ايضا يقولون (وعند اعتراض العقل يرد الايمان قائلا هذا سر من اسرار الربوبية وهو التجسد الذي هو فوق الطبيعة وخارج نطاق العقل وخارج عن التفسير السببي والنتظر التحليلي الوضعي )!!!!!!!!!!فبالله عليكم اهذه عقيدة تقبل ويتخذها الانسان طريقا الى الله تعالى ؟ كلا والله .
واما عند الارثوذكس القائلون بالطبيعة الواحدة (الاقباط والاحباش والارمن والسريان) ومن اشهر علمائهم يحي ابن عدي المعروف بكتبه ومجادلاته مع الفليسوف الاسلامي الشهير (الكندي)
حيث قرر يحي ابن عدي بعقيدة الثالوث وان الاب اله والابن اله وروح القدس اله ولكن الثلاثة هم اله واحد وانه تثليث في وحدة ووحدة في تثليث فرد عليه الكندي بقوله انه وفقا لقواعد المنطق فانه هنالك فرق بين الوحدة والكثرة فالوحدة شيء والكثرة شيء اخر والجمع بينهما هو الجمع بين المتناقضين وهذا باطل
فرد يحيى ابن عدي بمثل يتخذه قساوسة النصارى لتلقين العقيدة وهو الشمس واشعتها وحرارتها فهذا مثال التثليث فرد الكندي بقوله ان الشمس واحدة واما هذه الاشعة والحرارة ما هي الا تاثيرات ناتجة من الشمس وليست ابعاض واجزاء وتحل فيها الشمس والشمس تحل فيها فاقر يحي ابن عدي ان هذه شروح مقدمة من اباء الكنيسة للتقريب الى الافهام ولكنه غير منطبق على التثليث حقيقتا
و يحي ابن عدي لجأ في نهاية المناظرة الى القول في عقيدة التثليث هذه مايلي :
(ان التصور المسيحي الحق عنده هو ما يقول به الائمة العلماء اي اباء الكنيسة وهذا التصور تعترف به ثلاث فرق مسيحية الملكانية واليعقوبية والنسطورية وعند كلامه على التثليث قرر يحي ابن عدي ان هذا الراي العام لاباء الكنيسة الذي يقرر الثالوث (سر) وان الشروح المقدمة عن طريق اباء الكنيسة ليست محاولات لمعرفة وحل هذا السر. !!!!!!!!!!
فعلق المستشرق ولفسون على هذا بقوله :اذن السر من الاتهام المناقض لذاته وبالتالي لايمكن ان تكون هذه الصيغة عقيدة دينية صحيحة فكان يحي ابن عدي يصرح بان عقيدة الثالوث (سر مقدس) يجب الايمان به دون تدخل العقل الانساني عن كتاب فلسفة الكلام للمستشرق ولفسون(wolfson the word of phelosofy) باختصار. فقد نقل في كتابه هذه المناظرة ووجه النقد للقسيس ولم يعترض بشيء على الفليسوف الاسلامي الكندي , وللاسف ممن يدعي هذا ايضا القمص الارثوذكسي القبطي زكريا بطرس المشهور باكاذيبه وافترائاته الباطلة على الاسلام حقدا وحسدا بدون برهان او دليل نسأل الله عز وجل ان يهديه ويشرح صدره للاسلام يقول ذكريا بطرس في حديثه على قناة الحياة في محاولة منه لشرح عقيدته يقول في طوال حديثه بالعقل والمنطق سنصل الى ان جاء الحديث عن التثليث فقال بالحرف الواحد انها ليست عملية منطقية او حسابية !!!!!! فلماذا اذن هذه المحاولات الاقناعية بعقيدة غير مستساغة عقلا باقرارك فنقول له لماذا هذا التناقض اذن هداك الله !!!!!
فسبحان الله كيف يؤمن الانسان بعقيدة في الله عز وجل على غير منطق وعقل وبرهان يؤمن لمجرد قول احد المدعين زورا وبهتانا ان الله ثلاثة والثلاثة هم واحد والمسيح هو الله وابن الله ايضا وهو ايضا الروح القدس في نفس الوقت .......الخ من الشروح البعيدة الطويلة حتى ترهق المستمع لفرض راي غير منطقي على عقول اتباعهم نسال الله لهم الهداية .

والرد على هذا الاستخفاف بالعقل من التوراة والانجيل مايلي :

اهمية العقل في كتابهم المقدس تؤكد تناقضهم

فنجد في العهد القديم اهتماما بالغا بالعقل الى الدرجة التي جعلته يحتوي سفرا يهتم بالعقل والاقناع اشد الاهتمام ويسمى بسفر ( الحكمة )
وفي الانجيل ما يكفي لاثبات ان الدليل ينبني على الحق وليس على الاخطاء العقلية وانما بمعرفة الحق واتباعه (وَلِمَاذَا لاَ تَحْكُمُونَ بِالْحَقِّ مِنْ قِبَلِ نُفُوسِكُمْ؟) لوقا 12: 57(وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ.) يوحنا 8: 32(فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً.) يوحنا 8: 36 والمسيح كان عقلانيا لاقصى الحدود وكان يرد على التساؤلات بالحجة والدليل العقلي فهذا كان منهجه كما في الانجيل
والنصارى يؤمنون به ثم بعد ذلك يقول النصارى الدين لا يتفق مع العقل حتى قال صاحب كتاب حتمية الثليث و التوحيد ( العقلانيون يقولون التثليث تناقض التجسد خرافة المسيح لم يصلب الانجيل محرف واما الاعقلانيون فانهم يؤمنون مثل الاطفال.......!!!!!! واخذ يمدح ذلك لانه نصراني منهم ) فلماذا هذا التناقض اذن هداكم الله ان الاعتراف بالحق فضيلة واما العناد والتعسف ليس من ورائهم شيء الا النار والعياذ بالله تعالى
2- والامر في رفض التثليث ان القائل بالتثليث لا يستطيع حصر التعدد في ثلاثة وانما هذا التثليث قابل للزيادة فقد يكون اربعة او خمسة اوستة او اثنى عشر كما كانت فرق في بداية المسيحية (1)
3- ان التوحيد هو مقام الفردانية التامة ومعلوم ان من له نظير اكمل منه من ليس له نظير او شبيه او ند او موازي له فالكمال في الواحدية وليس في التعدد وهذه حكمة الهية نشاهدها في كل شيء في الوجود فكيف بالله تعالى بالتاكيد التفرد التام بالالوهية والواحدية واجب لله تعالى
فان انكرتم التثليث في الذوات وفي الالوهية والشخصية والاقنومية فانه سوف يزول عنكم بذلك وصف الشرك وتعودوا الى التوحيد الحقيقي الذي جاء به انبياء الله تعالى
__________________________________________________ ___
1- كما عرَّج عليها الأكاديمي واللاهوتي الأمريكي الأشهر " بارت إرمان " Bart Ehrman في كتابهLost Christianities " العقائد المسيحية المفقودة " الذي ذكر فيه أن القرن الميلادي الأول كانت تسود فيه فوضى من العقائد المسيحية "chaos of beliefs"فمن النصارى آنذاك من عبد إلهًا أو اثنين أو ثلاثة حتى اثنا عشر إلهًا !! ثم فُرِضت عقيدة التثليث بسلطان الإمبراطور قسطنطين بعد مجمع " نيقية " المسكوني عام 325م، حسب ما روت مجلة "ناشيونال جوجرافيك" في عدد مايو 2006 National Geographic. يمكنك قراءة ذلك كاملا على موقع 55a
4- واخيرا وبفضل الله تعالى تم التأكد من ان نصوص التثليث الواردة في الاناجيل هي نصوص الحاقية اي مزيدة اي محرفة ليست من تعاليم المسيح وانما من تعاليم بعض اباء فرق النصارى المختلفين بعد رفع المسيح ( انظر بروس ماتزيجر اكبر علماء المخطوطات في القرن العشرين على الاطلاق في هذا الكتاب )
مع ان الاسلام لا يقبل العقيدة الا بالعقل فبفضل الله تعالى الاسلام هو دين العقل يؤمن بالاله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فلا تعدد ولا تغاير فيه (ليس كمثله شيء ) تماما كما كان الانبياء جميعا من ادم حتى محمد الذي اعاد الرسالة السماوية الى مسارها الصحيح فدعى الى التوحيد الخالص لا تثليث اوعبادة بشر وانما عبادة رب البشر هذه هي العقيدة الصحيحة المنطقية المتفقة مع العقل الذي كلفنا الله تعالى بالاختيار به بين الحق والباطل وباختيارنا العقلي المنطقي من الادلة نكون قد اختارنا الحق و يكون الثواب هو الجنة باذن الله تعالى
أما المسيحية الحالية فهي دين الا معقولية لانها تخالف قوانين العقل الذي كلفنا الله تعالى به فباختيار النصارى لهذه العقيدة المتناقضة يكونوا بذلك مخالفين لقوانين الفكر الاساسية الصحيحة التي اودعها الله في الانسان وبنائا على اختيارهم الخاطيء لهذه المتناقضات تكون العقوبة هي النار نسأل الله لهم الهداية ونطلب من قساوستهم ان يرجعوا عن افكار اباء الكنيسة المؤلهين للمسيح اتباع مجمع نيقية 325م الى افكار اباء الكنائس التي لا تؤله المسيح وانما تؤله الله وحده تماما كما كان عيسى والحواريون واتباع المسيحية الاوائل وفي الاناجيل والرسائل خير شاهد على ذلك

عقيدة الوثنيون لا تتفق مع العقل فهل اخذ النصارى هذا المبدا من الوثنيون ؟

-ولمزيدا من الايضاح في مسألة العقل لوكانت العقيدة كما يدعي علماء النصارى لا تتفق مع العقل وغير منطقية لتناقضها فلا بأس بأن يقوم الوثنيون عبدة الاصنام بدعوتنا لعبادتها ثم يقولوا لنا هذه عقيدة فوق مستوى العقل و ليست عملية منطقية او حسابية فهل يقبل ذلك وهل سيدخلنا الله الجنة وينجينا من النار اذا اتبعناهم ؟
بالتأكيد لا فعلينا اذن ان نعود الى الصواب والى الحق في ذلك والى العقل والمنطق فهم حجة الله تعالى على البشر تماما كما ارسل الله انبيائه عليهم السلام في اليهودية والمسيحية والاسلام

شروح خاطئة في التثليث والرد عليها :

يقولون ان التثليث مثل الانسان فان الانسان نفس وجسد وروح وهم شخص واحد وهذا خطأ لان الانسان ذات واحدة متصفة بعدة صفات منها الروح والجسد والنفس ومنها العلم والقدرة والسمع والبصر والحياة ....الخ وكل هذه الاوصاف والاجزاء ماهي الا اوصاف لذات واحدة
بخلاف التثليث فهو ثلاث ذوات هداكم الله فالنصارى يدعون ان الاب ذات والابن ذات وروح القدس ذات والثلاثة واحد فهذا تعدد في الذوات .
وفي قانون الايمان عندهم ان المسيح( اله حق من اله حق ) فهما اثنان اله من اله اي الهان وليس اله واحد بنص قانون ايمانهم !!!!!!!!!!!!
ويقولون انه بمثابة شعلت نار انفصلت من شعلة نار شهد لذلك ما جاء في انجيل يوحنا (كما ان الاب له حياة في ذاته كذلك اعطى الابن حياة في ذاته) اذن فالاب له ذات والابن له ذات بما يؤكد على التغاير والتعددية في الذوات اذن فعقيدة التثليث عندما تقول ان اله الابن واله الاب اله واحد تكون عقيدة متناقضة وقضية فاسدة منطقيا لا يمكن قبولها.
قال تعالى (يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه فامنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم انما الله اله واحد سبحانه ان يكون له ولد له ما في السماوات ومافي الارض وكفى بالله وكيلا . لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ..........الايات سورة النساء من171الى 173)
عقيدة الحلول والاتحاد عند النصارى والرد عليها :

يقولون عندما حل المسيح في الجسد اصبح غير المحدود محدودا يعنون بذلك ان الله عندما حل في رحم مريم اصبح غير المحدود وهو الله تعالى محدودا
وهذا خطأ منطقي لان (القديم يلزم حالة واحدة )
تفصيل ذلك : لان غير المحدود وهو الله عز وجل يجب له الكمال المطلق فهو قديم ازلي عظيم قادر مقتدر قوي حي قيوم فاذا كانت هذه الصفات المطلقة التي هي لازمة لذات الله عز وجل فلا يعقل ولا يتصور ابدا ان من له الكمال المطلق قد تغير وتبدل من الاطلاق والعظمة الى المحدودية والضعف والقهر والذل الماضي والحال والاستقبال
والتبدل من حال الى حال هو امارة الحدوث
يقول الامام الغزالي ( ان مالا يحصل له النهاية في جانب الماضي لا يحصل له النهاية في جانب المستقبل لان القديم يلزم حالة واحدة في الماضي والحال والاستقبال)
ويعتقد النصارى ان الله تبارك وتعالى يحل في كل شيء في الكون حلولا حقيقيا وليس في المسيح فقط وفي ذلك يقول الامام الرازي عندما ناظره احد القساوسة في عقيدتهم في الله :
ان مذهب يجيز ان يحل الله في وفيك وفي كل حيوان وحشرة وفي كل مستقذر لمذهب في غاية الخسة والوضاعة .
فاي تصديق بعقيدة كهذه تجب لله النقائص وتجعل الكمال المطلق مستحيل عليه تعالى
قال تعالى ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السماوات والارض الآ ءاتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا ) سورة مريم الايات من 88الى 95)
منقول بتصرف..

للمزيد من مواضيعي

 

[إبراهيم قندلفت (يحيى أبو صبيح الإلياسي)]

أنسب تعليق على قيمة العقل في المسيحية:

18 فلا يَخدَعْ أحدٌ مِنكُم نَفسَهُ. مَنْ كانَ مِنكُم يَعتَقِدُ أنَّهُ رَجُلٌ حكيمٌ بِمقاييسِ هذِهِ الدُّنيا، فلْيكُنْ أحمَقَ لِيَصيرَ في الحقيقَةِ حكيمًا،
19 لأنَّ ما يَعتَبِرُهُ هذا العالَمُ حِكمَةً هوَ في نَظَرِ اللهِ حَماقَةٌ. فالكِتابُ يَقولُ: ((يُمسِكُ اللهُ الحُكماءَ بِدَهائِهِم)).

رسالة بولس العبقري الأولى إلى قورنتس الفصل 3

المزيد من مواضيعي

المرأة مشاع إذا لم تكن متزوجة! (البهيمة في الكتاب المقدس)

قديس رائحته غريبة

قديس مسيحي

طردي من منتدى مسيحي ـ.. إليكم السبب

Doku " Christlicher Fundamentalismus" Teile 1- 4 u. a. Die Jesus Revolution Army WDR arte 2006

صور لإله المسيحيين ـ أقنوم الآب

كتابي بعد أن اهتديت إلى الإسلام: المُكدّس في الكتاب المقدس

استهانة المسيحيين بالمسيح وبدينهم