![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() ثالثاً : الحقائق العلمية : بالرغم من أن محمداً - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عاش في بيئة وزمن عُرف بندرة العلم وندرة الأدوات العلمية ، إلا أنه جاء بكتاب قد حفل بالكثير من الحقائق العلمية التي لم يكتشفها العلم إلا في العصر الحديث ، وليرجع القارىء الكريم إلى مقال ( الحقائق العلمية في القرآن الكريم ودلالتها على مصدره الرباني ) اضغط هنا و هنا. للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
دلائل صحة نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم العقلية والنقلية
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
د/مسلمة
المزيد من مواضيعي
|
الأعضاء الذين شكروا د/مسلمة على المشاركة : | ||
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() رابعاً : نشأته في بيئة أمية وإتيانه بعلوم إلهية : فإذا أضفنا إلى كل ما سبق أن هذا القرآن بما احتواه من علوم ومعارف مختلفة : إلهية - علمية - تشريعية - تربوية - اقتصادية .. الخ قد أتى به رجل نشأ كما يعرف القاصي والداني مع بني قومه في اواسط جزيرة العرب ، في بيئة بدوية من الأعراب ، اتصفت بالأمية ، قبل 1400 عام .. فنحن إذن أمام معجزة حقيقية لا يجادل فيها إلا مكابر معاند مستغلق المشاعر ... فإن كنت - أخي القارىء - في شك من ذلك فالتبحر التفكير بعقلك إلى ذلك الزمن متخيلاً نفسك في تلك البادية متحرياً حال البدويين. لتخرج بفائدة عظيمة ألا وهي أن هذا الكتاب بما احتواه من علوم ومعارف لا يمكن أن يكون نتاج تلك البيئة إلا بوحي إلهي .. المزيد من مواضيعي
|
الأعضاء الذين شكروا د/مسلمة على المشاركة : | ||
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() خامساً: هل يعقــل ؟!! : محمد صلى الله عليه وسلم رجل أثارت دعوته إلى التوحيد حفيظة المشركين وحميتهم بحيث شكلوا خطراً حقيقياً على حياته منذ اللحظة الأولى التي جهر فيها بدعوته، وكلنا يتذكر الاضطهاد والأذى اللذان تعرض لهما فترة إقامته بمكة، وكذلك إجماع المشركين على قتله ليلة الهجرة، كما لم تكن حياته، صلوات الله وسلامه عليه، في المدينة المُنورة بعد الهجرة أكثرُ أمناً ولا أرغد عيشاً فقد أثارت دعوته حقد اليهود ومكرهم، حيثُ تشابكت أيدي اليهود والمشركين فشكلوا خطرا مُزدوجاً على حياة هذا النبي الكريم، وكثُرت المؤامرات الهادفة إلى اغتياله كتلك التي حاول اليهود فيها إلقاء صخرة عليه وهو في زيارة لحيَهم ، كما حاولوا تسميمه عن طريق إطعامه بعضاً من شاة مسمومة أثناء زيارته لخيبر، ولا ننسى غزوة الأحزاب التي اتحد فيها المشركون واليهود لمحاربة الإسلام واستئصاله، وغيره كثير من المؤامرات الهادفة للقضاء عليه وعلى دعوته. لا يُمكن لعاقل أن يُصدق أن رجل مثل محمد، صلى الله عليه وسلم، والذي انشغل بدعوة الناس دعوة عملية .. وانشغل بأعدائه ... وانشغل بتأسيس الدولة الإسلامية ... وانشغل بفتوحاته المقدسة ... رجل عانى في حياته الخاصة، لا يُمكن لعاقل ان يُصدق أن هذا الرجل استطاع في ظل هذه المحن والمشاغل أن يأتي بكتاب يتناول فيه جوانب مختلفة من العلوم والمعارف البلاغية والأدبية ، والتربوية ، والتشريعية ، والعلمية ، وغير ذلك. لا يمكن لعاقل أن يتخيل أن كل هذا من نتاج فكر رجل عاش حياة كتلك التي عاشها محمد صلى الله عليه وسلم ... لقد كانت حياته مليئة بالمحن والمشاغل التي تتطلب انشغال الذهن بأمور بعيده كل البعد عن الإخبار عن حقائق علمية أو التأسيس لمناهج تربوية ... لكنه الله سبحانه وتعالى الذي علم رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - وأوحى إليه ما أوحى .. المزيد من مواضيعي
|
الأعضاء الذين شكروا د/مسلمة على المشاركة : | ||
رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() سادساً : مخالفة القرآن لطبع الرسول ، وعتابه له : ان من أدلة صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - ما نجده من مخالفة القرآن الكريم لطبع الرسول ، و عتابه له في المسائل المباحة ، وأخرى كان يجيئه القول فيها على غير ما يحبه ويهواه ؛ فيخطئه في الرأي يراه ، ويأذن له في الشيء لا يميل إليه كقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ". [التحريم:1] وقوله تعالى : " وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ". [ الأحزاب : 37 ] وقوله : " عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ". [التوبة : 43 ] وقوله : " عَبَسَ وَتَوَلَّى . أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى " [ عبس :5-10 ] . أيُعقل أن يؤلف محمد - صلى الله عليه وسلم - الكتاب ثم يوجه العتاب إلى نفسه ؟ ألم يكن له في السكوت عنها استبقاء لحرمة آرائه ؟ بل إن هذا القرآن لو كان يفيض عن وجدانه , لكان يستطيع عند الحاجة أن يكتم شيئاً من ذلك الوجدان ، و لو كان كاتماً شيئاً لكتم أمثال هذه الآيات ، و لكنه الوحي لا يستطيع كتمانه "وما هو على الغيب بضنين" [ التكوير الآية : 24 ] . وقد أقر بهذا الدليل بعض المستشرقين ، مثل المستشرق (ليتنر) حيث قال : مرة أوحى الله إلى النبي وحيا شديد المؤاخذة ؛ لأنه أدار وجهه عن رجل فقير أعمى , ليخاطب رجلا غنيا من ذوي النفوذ، وقد نشر ذاك الوحي، فلو كان محمد كاذبا - كما يقول أغبياء النصارى بحقه - لما كان لذلك الوحي من وجود [5]. المزيد من مواضيعي
|
الأعضاء الذين شكروا د/مسلمة على المشاركة : | ||
رقم المشاركة :5 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() سابعاً: مآثر لا يمكن أن تجتمع إلا لنبي مؤيد من الله : لقد اجتمعت في النبي - صلى الله عليه وسلم - مآثر عظيمة مجموعها يدلك على صدق نبوته ، وهي كالآتي : - كان نبياً يتنبأ كما مر معنا في الدليل الثاني (اضغط هنا). - وسياسياً ناجحاً بنى أساس أمة و دولة من لا شيء ، من قبائل و شراذم متفرقة لا تعرف إلا الثأر و التفاخر بالاحساب و الأنساب. - ومشرعاً وضع قانوناً يشمل الأحوال الشخصية والعقوبة الجنائية والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. - وقائداً عسكرياً ناجحاً وهو ما اقر به خصومه إذ يقول القس يوسف درة الحداد و هو من اعتي خصوم الإسلام : " كان محمد عبقرية عسكرية و من أعظم قواد العالم العسكريين فى التصميم و التنفيذ .. و هو يقود الغزوات و الحملات بذاته يعرف كيف يهيىء الحملة و كيف يقودها و كيف يعود منها غالبا و كيف ينقلب مغلوبا ، و التصرف في حال الهزيمة ابرع من نشوة الظفر ، يتوسع بالجهاد كلما ازداد قوة ، و لا يعلن عن أهدافه إلا متى حان وقتها. يعرف كيف يستشير و كيف يأخذ برأي صائب , و كيف يفرض رأيه في الظرف الحاسم و لو خالف رأى زعماء الصحابة كما حدث في أسرى بدر و صلح الحديبية و غزو تبوك و يكون هو بذاته الأسوة الحسنة في المعركة ، فلولا موقفه البطولي في هزيمة أُحد [6] ، وحصار المدينة [7] لقضي على الإسلام ، و لولا موقفه الجريء في معركة حنين لخسر فتح مكة و نصر الإسلام " . - وكان صلى الله عليه وسلم إدارياً موفقاً [8] . - ومُعلماً دينياً. - وربانياً عابداً [9]. - ولُقب بالأمين فكان مثلاً أعلى في الخلق الكريم [10]. - وفوق هذا و ذاك هو صاحب معجزة عقلية بيانية ألا وهي القرآن الكريم. من ذا يسامى هذه المآثر أو يظفر بمثل هذه المنزلة ؟ لقد كان الاسكندر فاتحا عسكرياً مظفراً , و تتلمذ على يد أعجوبة البشرية أرسطو و لكنه لم يكن المشرع و لم يكن النبي .. و كان أعجوبة البشرية أرسطو فريداً في الفلسفة و المنطق و الآداب و العلوم ، و لكنه لم يكن رجل الدولة و لا رجل الدين و لا القائد العسكري . و كان قيصر رجل دولة و رجل سياسة و آداب و قائداً منتصراً ، و لكنه لم يكن رجل الدين أو المشرع ... وكان نابليون رجل دولة و رجل سياسة و قائداً عسكرياً و مشرعاً ، و لكنه لم يكن صاحب الدين أو رجل اللغة و الأدب أو المثل الأعلى في الأخلاق . و كان كل من شكسبير و جوته علما من أعلام الأدب و الشعر و المسرح و لكنهما كانا أصفاراً في السياسة و التشريع و القيادة العسكرية أو الرسالة الدينية . أين كل هؤلاء الآن وما هو تأثيرهم وأين نبي الله محمد ومدى تأثيره !!!!! ان الشخصية الباهرة غير العادية للرسول قد فرضت نفسها .. و كل هذا يصدر من عربي .. فإذا لم يكن هذا وحياً و إذا لم يكن محمد نبياً فان البديل الوحيد هو أن يكون محمد كما كان يرى اليونان و الرومان إلهاً أو نصف اله ! [11] المزيد من مواضيعي
|
الأعضاء الذين شكروا د/مسلمة على المشاركة : | ||
رقم المشاركة :6 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() ثامناً : عاش بين أصحابه وأهله وزوجاته : لقد عاش محمد بين أصحابه وأهله وزوجاته ، لذلك لم تكن تصرفاته تخفى على أحد ، فكان كالكتاب المفتوح بينهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. وقد تنبه لذلك ( الكاتب الإنكليزي هـ. ج ويلز ) حين قال : ان من أدفع الأدلة على صدق محمد كون أهله واقرب الناس إليه يؤمنون به، فقد كانوا مطلعين على أسراره، ولو شكوا في صدقه لتركوا الإيمان به. قلت : ولتركوا التضحية بالموت من أجل دعوته. خصوصا وانهم عاشوا معه فترات كان الإسلام فيها ضعيفاً ، لم يكن له مال يبذله لهم ولا سيف يخيفهم به. يقول ( ميخائيل طعمه ) : لو لم يكن خلق محمد عظيماً لأنقلب عليه محيطه ، ولو لم يكن خلق محمد عظيماً لضعف أمام ما اعترضه من العقبات ، .. ولما قوي على إحداث ما أوجده من الانقلاب العظيم ، فبدل الضلال بالهدى ، والجهل بالعلم والهمجية بالمدنية [12] . ولقد عايش الصحابة رضوان الله عليهم صفة الصدق فيه - صلى الله عليه وسلم - فلولا صدقه - صلى الله عليه وسلم - لما استمر الصحابة رضوان الله عليهم في دعوته باذلين من أجلها المال والنفس والتضحية . المزيد من مواضيعي
|
الأعضاء الذين شكروا د/مسلمة على المشاركة : | ||
رقم المشاركة :7 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() تاسعاً : يتحدى وينتصر باسم الرب! لم يكتفي هذا النبي العظيم بدعوى النبوة ، بل أخذ يتحدى باسم الرب مناوئيه من العرب الذين كانوا يتفاخرون فيما بينهم بالشعر والخطابة وحب الكلمة ، تحداهم أن يأتوا بمثل هذا القرآن الذي يسمعونه منه ، إذ قرأ عليهم : " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ". [ الإسراء : 88 ] والتحدي هنا هو انهم لا يستطيعون أن : " يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ ". والقرآن اسم للألفاظ والمعاني، والله جل وعلا تحدى أن يؤتى بمثل هذا القرآن، وهذه المثلية إنما هي باللفظ وبالمعنى جميعاً وبصورة الكلام المتركبة. وكون النبي منصوراً في جميع المواضع، ومنها مواضع التحدي التي تتم باسم الرب كما في سور (الطور : 33 ، هود 13 ، يونس : 38 ، البقرة : 23) فهذا يُعد تصديقاً وشهادة وعلامة من الرب على صدق أقوال هذا النبي ، ومن المحال على الله سبحانه وتعالى أن يصدّق الكاذب. لأن تصديق الكاذب كذبٌ، والكذب لا يجوز على الله. وعلى الرغم من أن هذا التحدي قد أُعيد عليهم بقوالب مختلفة من اللفظ والأسلوب كما في السور المذكورة آنفاً ، وهم ما هم عليه من أنفة ، وفيهم ما فيهم من الشعراء والخطباء وفرسان الكلام ، ومع حرصهم الشديد على إبطال دعوة محمد - صلى الله عليه وسلم - إذ قد سفه أصنامهم وعاب طريقتهم في الدين ، وجعل القرآن الكريم موجباً لطاعته والانقياد له ، إلا أنهم قد وقفوا أمامه موقف العاجز المهزوم ، ولم يستطع أحداً منهم المواجهة ... علماً بأن جميع آيات التحدي وعددها خمس آيات قد نزلت في زمن ضعف المسلمين وقلة عددهم ، إذ أن أربع آيات منها نزلت في مكة أي في بدايات الدعوة الإسلامية ، وآية واحده نزلت في المدينة وقد اشتملتها سورة البقرة ، وهي من أوائل السور التي نزلت بعد الهجرة في وقت لم تظهر للإسلام فيه القوة ولا المنعة بعد. لقد هزموا أمام هذا التحدي الذي أعلنه النبي باسم الرب ، وكان المؤمنون في ذلك الوقت يسمعون آيات التحدي ويقرأونهاولو ظهرت أي معارضة فعلية للقرآن لأهتزت قضية الدين عندهم، ولضاع الدين وانتهى وهو في بداية ظهوره ولما آمن بهذا القرآن أحد ، ولأنطفأ أمر النبي صلى الله عليه وسلم واختل حاله بين العرب ، إلا ان أمره صلى الله عليه وسلم كان يعلوا شيئاً فشيئاً وأتباعه يتزايدون حالاً فحالا ... ولو صح من العرب انهم قبلوا التحدي فعارضوا القرآن الكريم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لترتب عليه سقوط دعوته بعد ظهور هزيمته وانهيار حجته و بطلان معجزته ، فما كان لهذا القرآن ان يدخل في نفوس الناس في بدايات الدعوة في مكة والمدينة ، باذلين من اجله النفس والمال والولد ، يوم لم تكن للإسلام القوة والمنعة بعد ، وثمة معارضون للقرآن من العرب الاقحاح ، يأتون بمثله للناس مظهرين فساد دعوى التحدي في تلك الآيات .. فتأمل ! قال الجاحظ : لو تكلف بعضهم ذلك - يريد المعارضة - فجاء بأمر فيه أدني شبهة ، لعظمت القصة على الأعراب وأشباه الأعراب .. ولكثر القيل والقال ، وان سورة واحدة وآيات يسيرة كانت أسرع في تفريق أتباعه [13] وتبعه الباقلاني فذكر أنهم لو كانوا عارضوه بما تحداهم إليه لكان فيه توهين أمره ، وتكذيب قوله ، وتفريق جمعه ، وتشتيت أسبابه ، وكان من صدق به يرجع على أعقابه ويعود في مذهب أصحابه .. ورأى صاحب المغني : أن المعارضة لو وقعت لكان فيها اضطراب لنفوس أصحابه [14] ولما لم يكن شيئاً من هذا قد حدث فإننا على يقين تام بأن العرب قد وقفوا أمام هذا التحدي موقف العاجز المهزوم ، وقد دفع هذا العجز بأهل الاستكبار منهم أن يصفوا هذا القرآن الكريم بقولهم : " هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ " كما في سورة الزخرف المكية آية : 30 ، وبقولهم :" إِنْ هَذَا إلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ " كما في سورة المدثر المكية آية : 24 ، وذهبوا ينعتون هذا الرسول الذي جاءهم بما أعجزهم بقولهم : " إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ " كما في سورة يونس المكية آية : 2 ، وكذلك قولهم : " هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ " كما في سورة ص المكية آية : 4 ، وليس كل ذلك إلا لهزيمتهم وقصور قرائحهم أمام القرآن الكريم ، ومدى تأثيره العجيب في نفوسهم . . وقد ذهبوا يتواصون على عدم سماع القرآن والمشاغبة والتشويش عليه قائلين فيما بينهم :" لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ .. " فصلت : 26 ، ونلاحظ من هذه الآية الكريمة انهم أرادوا الغلبة من خلال عدم السماع لهذا القرآن ، وليس من خلال قبولهم التحدي لأنهم قد فهموا حقيقته وانه خارج عن مقدرتهم ، ولذلك لما قال البعض منهم على سبيل الكذب والوقاحة : " لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ " كان هو قول منهم بلا فعل .. يغرون به أنفسهم ومن تبعهم على باطلهم. هذا ولقد كانت آيات التحدي تُقرأ في قوالب مختلفة من اللفظ والأسلوب - كما ذكرنا – ولو لم تكن تلك الآيات حقيقة واقعة في حياته - صلى الله عليه وسلم - لسارع كبار الصحابة من بعده والمؤمنون به وكتاب الوحي وكبار الحفظة القراء وقت جمع القرآن الكريم إلى إنكارها ورفضها ، كيف لا ، وقد ضحوا بأموالهم وأنفسهم شرقاً وغرباً في سبيل نشر هذا الكتاب الذي جاءهم به - صلى الله عليه وسلم - إذ لا مصلحة في تحمل الأذى في سبيل دين باطل يكذب عليهم ... والآن اسأل نفسك أخي القارئ ، هل من المعقول أن يترك الله شخصاً ما ، ادعى النبوة وأخذ يتقول عليه كذباً ويتحدى الناس باسمه بدون عقاب؟ وإذا افترضنا جدلاً بأنه قد افترى على الله كذباً ، وزعم أن الله أوحى إليه بهذا التحدي ، فهل يُحقق الله كلام ذلك الكذاب ويتمم له فعلاً هذا التحدي فيهزم به أعدائه ويكثر به أتباعه؟ المزيد من مواضيعي
|
الأعضاء الذين شكروا د/مسلمة على المشاركة : | ||
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
أتوب, أحمد, والنقلية, ورسالة, وسلم, الله, العقلية, دلائل, عليه |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
دلائل صحة نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم العقلية والنقلية | د/مسلمة | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول السيرة و الأحاديث النبوية الشريفة | 25 | 20.04.2014 21:09 |
مناظرة الامام ابن القيم مع احد كبار اليهود حول نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم | حجة الاسلام | الحوار الإسلامي / المسيحي | 5 | 14.06.2013 02:47 |
الثبوت الالزامي لصدق نبوة خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم | عبد من عباد الله | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول السيرة و الأحاديث النبوية الشريفة | 0 | 05.09.2011 14:35 |
ذكر أدلة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب العزيز | هبة الرحمن | رد الشبـهـات الـعـامـــة | 0 | 13.11.2010 14:31 |
نبوة محمد صلى الله عليه وسلم | محب الرسول | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول السيرة و الأحاديث النبوية الشريفة | 10 | 04.02.2010 20:41 |