رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() ثانيا : التكليف لا يصب الا فى مصلحة العبد ولا يعود على الله منه شىء , بخلاف عبودية البشر للبشر التى يعامل فيها الانسان كحيوان من بنى جنسه دون ان يعود عليه من معاناته ونصبه شىء , ويمكن تشبيه ذلك بالحبل السرى بين الام والجنين الذى يسير بالغذاء والمنفعة فى اتجاه واحد , فالله خلق الانسان ليعطيه لا ليأخذ منه , ولا يمكن ان يتأتى عطاء لمعدوم قبل ابرازه للوجود , واول هذه العطاءات الحرية والاختيار .
وعليه لابد ان يتم الخلق والايجاد اولا , ثم ياتى العرض والمنح بعد ذلك , والانسان له الاختيار بين استمرار الوجود او الرجوع الى العدم , ونظرا لكون العرض مغرى لما سوف يترتب عليه نعيم غير محدود (سرمدى) فى نظير اختبار بسيط قبله الانسان على الفور متحديا نفسه . ولكن ما حدث عندما وجد الانسان نفسه داخل هذا الاختيار ؟ , تبرأ منه ونسى الاتفاق المبرم من قبل وتخلى عن بنوده, ويمكن تشبيه ذلك بممثل قبل دور فى مسرحية ما نظير مقابل مادى مغرى , هذا الدور يحتم عليه تحمل الضرب والاهانة كل يوم فى احد مشاهد المسرحية , وفى احد الايام حدث له حادث افقده الذاكرة فنسى كل شىء ما عدا هذا المشهد فظن ان حياته السابقة كلها كانت ضرب واهانة وانه لا يمكن ان يسامح فى هذا الظلم والجحيم المقيم. وكما قال الدكتور مصطفى محمود فى كتابه رحلتى من الشك الى الايمان : " مثل الذي يحتج على العذاب الدنيوي و يتبرم و يتسخط و يلعن الحياة و يقول إنها حياة لا تحتمل و إنه يرفضها و إن أحداً لم يأخذ رأيه قبل أن يولد و إنه خلق قهراً و حكم عليه بالعذاب جبراً و إن هذا ظلم فادح . مثل هذا الرفض الساخط مثل الفنان الذي يؤدي دوراً في مسرحية .. و يقتضي الدورأن يتلقى الضرب و الركل كل يوم أما المتفرجين . لو أن هذا الممثل فقد الذاكرة و لم ير شريط حياته إلا أمام هذا الدور الذي يؤديه بين قوسين على خشبة المسرح كل يوم .. فإنه سوف يحتج .. رافضاً أن يتلقى العذاب .. و يقول إن أحداً لم يأخذ رأيه و إنه خلق قهراً و حكم عليه بالعذاب جبراً و قضى عليه بالإهانة أمام الناس بدون مبرر معقول و بدون اختيار منه منذ البداية . و سوف ينسى هذا الممثل أنه كان هناك اتفاق قبل بدء الرواية.. و كان هناك تكليف من المخرج ثم قبول للتكليف من جانب الممثل .. ثم عهد و ميثاق على تنفيذ المطلوب .. كل هذا تم في حرية قبل أن يبدأ العرض .. و ارتضى الممثل دوره اختياراً .. بل إنه أحب دوره و سعى إليه . و لكن الممثل قد نسي تماماً هذه الحقبة الزمنية قبل الوقوف على خشبة المسرح .. و من هنا تحولت حياته بما فيها من تكاليف و آلام الى علامة استفهام و لغز غير مفهوم . و هذا شأن الإنسان الذي تصور أن كل حياته هي وجوده بالجسد في هذه اللحظات الدنيوية و أنه هالك و مصيره التراب . و أنه ليس له وجود غير هذا الوجود الثلاثي الأبعاد على خشبة الحياة الدنيا. نسي هذا الإنسان انه كان روحاً في الملكوت و انه جاء على الدنيا بتكليف و أنه قبل هذا التكليف و ارتضاه .. وأنه كانت بينه و بين خالقه (المخرج الأعظم لدراما الوجود) عهود و مواثيق .. و أنه بعد دراما الوجود الدنيوي يكون البعث والحساب كما أنه بعد المسرحية يكون النقد من النقاد و النجاح و الفشل من الجمهور و السقوط في عين النظارة أو الارتفاع في نظرهم . إنه النسيان و الغفلة . والنظرة الضيقة المحدودة التي تتصور أن الدنيا كل شيء .. هي التي تؤدي على ضلال الفكر .. و هي التي تؤدي إلى الحيرة أمام العذاب و الشر و الألم ... و من هنا جاءت تسمية القرآن بأنه .. ذكر .. و تذكير .. و تذكرة .. ليتذكر أولو الألباب" . قال تعالى : " و إذ أخذ ربك من بني ءادم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا " المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
(شبهة, ورد), الاسلام, التكليف, الرد, شبهة |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
رد شبهة : ظلم الاسلام للحمار | محب الله ورسوله | رد الشبـهـات الـعـامـــة | 11 | 16.11.2016 02:37 |
التكليف بحج واعتمار بيت الله / بقلم سعيد شويل | بن الإسلام | الحج و العشر من ذى الحجة و عيد الأضحى | 0 | 04.07.2011 23:19 |
الإنسان بين التخيير والتسيير ( ردًا على شبهة القدر في الاسلام ) | الاشبيلي | رد الشبـهـات الـعـامـــة | 9 | 27.05.2011 11:37 |
الرد على شبهة الجنة في الاسلام هي للزواج وشرب الخمر فقط !! | كلمة سواء | رد الشبـهـات الـعـامـــة | 1 | 27.12.2010 21:06 |