رقم المشاركة :11 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() أخوانى كل قول الله ، أيات بينات ، فسمحوا لى أن أبين حبى الشديد لقوله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم. (بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم* الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهمْ وَلا الضَّالِّينَ)، آمين. ما أجمل أن يناجى العبد ربه طالبا منه وهو المعين ، راجيا السند والتثبت على عبادته تعالى ، فى كل صلاة نقول * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * إننا نعترف من جُل قلوبنا إننا عبادك وأننا نلجأ إليك بك فإياك نستعيد . أن الصلاة تجنّب المرء الأعمالَ السيئة والفواحش ، فالصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر ليس بخيار الإنسان ، إنما يتأتي ذلك بالاستعانة من الله تعالى . فبدون معونة الله تعالى لا يوفق المرء لأداء الصلاة والعبادة التي تحمي صاحبها من الفواحش والمنكرات وترشده إلى الصراط المستقيم . لا بد لنا أن نسأل الله التوفيق للدعاء الحقيقي ، وأن كل هذه الأمور لا تتأتى بدون الاستعانة من الله تعالى ، وأن تحقيق غاية خلقنا محال بجهودنا وحدها . إن الله اللطيف بعباده قد علّمنا في أول سورة في القرآن الكريم دعاءً، وفرَض علينا ترديده في كل ركعة من الصلاة سواء الفرائض والسنن والنوافل، أعني دعاء *إياك نعبد وإياك نستعين* ، أى ربنا إننا نريد أن نعبدك ، ولكننا لا نستطيع أن نعبدك حق العبادة إلا إذا شملتْنا معونتك ونصرتك. فالمؤمن عندما يستغيث الله تعالى بحماس شديد ويبتهل إليه بصرخة متواضعة نابعة من الأعماق ، يحالفه التوفيق في العبادة . ففى كل مرة نتقرب الى الله فعلينا التقرب إلى الله تعالى ، ونكون عباده حقًا، ونرفع مستوى عباداتنا، الإستعانة به .. ما أجمل تعاليم الله .. قدّم اللهُ عزّ وجلّ قولَه: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } على قوله { إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} إشارةً إلى تفضّلاته الرحمانية مِن قَبْلِ الاستعانة ، فكأنّ العبد يشكر ربَّه ويقول: يا رب إني أشكرك على نعمائك التي أعطيتني ، مِن قبْل دعائي ومسألتي وعملي وجهدي واستعانتي ، بالربوبية وأنت رب العالمين ، والرحمانية يا رحمن يارحيم التي سبقت سُؤْلَ السائلين ، ثم أطلبُ منك قوةً وصلاحًا وفلاحًا وفوزًا ومقاصد التي لا تُعطَى إلا بعد الطلب والاستعانة والدعاء وأنت خير المعطين. فالمرء حين يصبح عبدًا شاكرًا لله تعالى ، متذكرًا نعمه التي أنعمها عليه بفيض رحمانيته عز وجل ، فإنه يخطو أول خطوة ليعبد الله تعالى ويكون عبدًا حقيقيًا له . فبعد بلوغ هذا المقام يسعى العبد للعبادة ، ويقول ربّ إني أريد أن أبلغ أعلى المستويات التي حدّدتها للناس ليصيروا عبادًا لك حقًا، وأرغب أن آخذ من جميع نعمائك، وأحرز المزيد من الرقي المادي والروحاني ، ولكن كل هذا لا يتأتى بدون معونتك (إياك نستعين) ، فأَعِنّي . هذا هو الأمر الأساس والروح الحقيقية التي يجب أن نضعها في الحسبان عند دعائنا *إياك نعبد وإياك نستعين* . ولنتأمل .. لماذا حثّك الله على هذا الدعاء ؟ في هذه الآيات حثٌّ على شكرِ ما تُعطى ، والدعاءِ بالصبر فيما تتمنى، وفرطِ اللَهَجِ إلى ما هو أتمّ وأعلى ، لنكون من الشاكرين الصابرين . وفيها حثٌّ على نفي الحَول والقوة، والاستطراح بين يديه سبحانه مترقبًا منتظرًا مُديمًا للسؤال والدعاء والتضرع والثناء ، والافتقار مع الخوفِ والرجاء ، فتقول إلياك نعبد ، كالطفل الرضيع في يد الظئر، والموتِ عن الخَلْق وعن كل ما هو في الأرضين . فألا تزهو بجهدك ولا قوتك ، وإنما عليك أن تلقي نفسك على عتبة الله راجيًا فضله ، حامداً سائلاً داعيًا في تواضع وخشوع ، فعلينا أن ننفي عن نفسنا كل قوة وفضل ، موقنين أن الله تعالى هو خالق كل قوة ومالكها ، لذا فعلينا بطرح نفسنا بين يدي الله تعالى ، متبتلين ومنقطعين إليه تعالى كليةً عن كل وسيلة وقرابة مادية ، فعلينا أن ندعوه عز وجل من أعماق قلوبنا دعاء *إياك نعبد وإياك نستعين* . ما أجمل هذا الدعاء ، كم أتنى أن أكتب فيه ، فالذى رزقنا هذه الحياة ، ووهبنا نعمة الإسلام هو الذى أرشدنا على نفسه تعالى وهو الذى ربّانا ، وبه تستمر حياتنا ، فهو إلاهى وملجئى وبه أستعين على نفسى فالنفس أمارة بالسوء إلا من رحم ربى . يا ربى لا تكلنى إلى نفسى فكل أمرى بيدك وإليك أدعوك من كل قلبى *إياك نعبد وإياك نستعين* أخوانى لابد أن أوضح لماذا أخترت من درر الله قوله تعالى *إياك نعبد وإياك نستعين* ، فلا أقدر أن أذكرها بدون ان وضح حبى لها . وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
أثرت, آية, سجل, فيك, قرآنية |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 6 ( 0من الأعضاء 6 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
وحي الله إلى النحل آية قرآنية وحقيقة علمية | نور اليقين | الإعجاز فى القرآن و السنة | 3 | 06.10.2011 02:01 |