القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() بين الماضي والحاضر كنت في يوم من الأيام أقوم بزيارة لأحد الأصدقاء، فاسترعى انتباهي لوحة ملصقة على باب حجرة من حجرات المنزل تحمل عنوانًا يقول: هكذا كنا فمتى نعود؟ جذبني العنوان فوقفت مشدوهًا تجاه الملصق أقرأ ما جاء فيه والذي كان يحمل رسالة من أحد ملوك الإفرنج في أوربا إلى ملك الأندلس أيام عزها .. فماذا قال فيها؟ إلى صاحب العظمة- خليفة المسلمين- هشام الثالث، الجليل المقام: من جورج الثاني ملك إنجلترا والسويد والنرويج، إلى الخليفة ملك المسلمين في مملكة الأندلس، صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام. بعد التعظيم والتوقير، نفيدكم أننا سمعنا عن الرُقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الصافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة، وأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج من هذه الفضائل لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم لنشر أنوار العلم في بلادنا التي يحيط بها الجهل من أركانه الأربعة، وقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة (دوبانت) على رأس بعثة من بنات الأشراف الإنجليز لتتشرف بلثم أهداب العرش، والتماس العطف لتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم، وقد زودت الأميرة الصغيرة بهدية متواضعة لمقامكم الجليل ... أرجو التكرم بقبولها مع التعظيم والحب الخالص. خادمكم المطيع جورج الثاني لم أصدق نفسي وأنا أقرأ تلك الرسالة .. أهكذا كنا بالفعل؟! أهكذا كان وضعنا بين الأمم؟ فإن كان الأمر كذلك، فما الذي حدث لنا؟! لماذا أصبحنا بهذا الذل والهوان؟ لقد صرنا أضيع الأمم وأذلها وأجهلها, لم يعد لنا وزن، وليس ثمَّة من يرهبنا أو يعمل لنا أي حساب، بل على العكس, تكالب علينا الجميع لسرقتنا وانتهاك شرفنا وأعراضنا, أصبحنا كالغنيمة التي بلا صاحب. إندونيسيا: وفي إحدى الليالي شاهدت برنامجًا عن التنصير في إندونيسيا، وهالني ما سمعت ورأيت. كل هذا العدد من المسلمين قد تم تنصيره؟ آلاف وآلاف بل ملايين تركوا إسلامهم حتى الأطفال الصغار رأيتهم وهم في إحدى دور التبشير يلعبون ويأكلون الحلوى ويمرحون، وبعد ذلك يطلب منهم المنصرون أن يقوموا بأداء إشارات التثليث، فما كان من أطفال المسلمين إلا أن قاموا بفعل ما يُطلب منهم بطريقة ميكانيكية تعودوها وعلموا أنها تُدّر عليهم الكثير من الحلوى والعطايا. يا الله!! أهكذا يحدث لأطفالنا؟! أهذا كله يحدث ونحن نائمون .. صامتون .. غافلون؟! وقبل أن ينتهي البرنامج إذا بأحد الدعاة الشباب هناك يوجه نداء لجميع المسلمين يقول فيه: نحن بأشد الحاجة إليكم .. هُبّوا لنجدتنا .. لن نعذركم أمام الله لتقاعسكم عن نصرتنا نشرات الأخبار: حاولت أن أنسى ما سمعته ورأيته لا سيما وقد استقر في داخلي بأنني لن أستطيع أن أفعل شيئًا، وإذا بالنار تزداد اشتعالا، فما من نشرة للأخبار أشاهدها في الآونة الأخيرة إلا وأرى فيها مآسٍ ومآسٍ جديدة للمسلمين، بل هناك جزء في النشرة مخصص لعرض مأساة العراق وصور القتلى من المسلمين الذين وصل عددهم إلى مئات الآلاف. وفي النشرة كذلك جزء ثابت مخصص لفلسطين .. وما أدراك ما فلسطين! فالبيوت تُهدم بالجرافات على رءوس أهلها .. والرصاص يخترق أجساد الصغار، والشهداء يتساقطون بالعشرات .. والذل والهوان والضياع والتشريد لا يمكن للعبارات أن تصفه. مآسٍ هنا وهناك ولا ندري ما هي النهاية؟ لماذا تركنا الله عز وجل؟ سألت نفسي: ولكن أليس الله بقدير؟ أليس الله بجبار؟! أليس سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؟! فلماذا يتركنا هكذا نتجرع كؤوس الذل والهوان؟! لقد رأينا آثار الزلزال الذي حدث في المحيط الهندي (تسونامي) وأثمر عن فيضانات واسعة عنيفة أودت بحياة عشرات الآلاف، وأزالت جزرًا وقرى بأكملها من الوجود. رأينا فيه قدرة المقتدر التي تتضاءل وتتلاشى بجوارها أي قدرة مزعومة أخرى. سألت نفسي: لماذا لا يُرسل الله عز وجل مثل هذا الزلزال على اليهود والأمريكان فيأخذهم أخذ عزيز مقتدر، ويخلصنا منهم و من شرورهم؟! تزاحمت على ذهني الأسئلة: ألسنا مسلمين؟! أليس الكثير منا يصلي ويصوم؟! ألسنا ندعو الله ونتضرع إليه بأن يكشف عنا الغمة؟! فلماذا لم يستجب دعاءنا وهو القادر على نصرتنا في لمح البصر؟! القرآن يجيب: فكرت كثيرًا عن مصدر يجيب عن أسئلتي، فقفزت إلى خاطري فكرة البحث عن الإجابة في القرآن, أليس القرآن هو كلام الله؟! ألم يقل لنا ربنا: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [الأنبياء: 10]؟ أقبلت على القرآن باحثًا عن بُغيتي، ففوجئت بأن الإجابة فيه واضحة تمام الوضوح، ليس فيها لبس ولا غموض، فالله عز وجل قادر مقتدر {وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ} [الرعد: 11]. يستطيع أن يغير ما حاق بنا في لمح البصر {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82]. ومع ذلك فقد أخبرنا القرآن بان الله عز وجل لن يفعل لك إلا إذا قام المسلمون أولا بتغيير ما بأنفسهم من اعوجاج، والتزموا منهجه، واستقاموا على أمره {إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]. فالأمر واضح وجلي: إن أردنا استجلاب النصر الإلهي فلا بديل عن تنفيذ أوامر الله، ونصرته سبحانه على أنفسنا {إِن تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]. وفي المقابل فإن ما يحدث لنا ما هو إلا عقوبة من الله عز وجل نتيجة طبيعية لما فعلناه {أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران: 165]. فالمعاصي التي نرتكبها، والأوامر التي نخالفها .. كل هذا أدى إلى غضب الله علينا، ومن ثم استدعاء العقوبة {وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللهِ} [النحل: 94]. إذن فما نذوقه من سوء وذل وهوان ما هو إلا نتيجة ما فعلناه، ولا ينبغي لمن ارتكب المخالفة أن يستغرب العقوبة، فإن كان الشك يساورك من هذا التشخيص فانظر إلى شوارعنا وما فيها من مظاهر للتفسخ الأخلاقي، وانظر إلى الفضائيات وما تبثه من دعوة للفحش والفجور، وتأمل حجم المعاملات الربوية التي تتعامل بها بنوكنا. أليس الغش والكذب والرشوة منتشرة في ربوع بلادنا؟! أليست موالاة الكافرين والتقاعس عن نصرة المستضعفين من المسلمين أمر واقع بيننا؟! فلماذا إذن نستغرب العقوبة؟ لماذا نستغرب عدم إجابة الله لدعائنا ونصرته لنا؟! أنا وأنت السبب! فما يحدث إذن في فلسطين والعراق والسودان وإندونيسيا وسائر بلاد المسلمين, لنا دور أساسي في حدوثه بأفعالنا وبما كسبت أيدينا، وإن استمر الوضع قائمًا, وإن استمرت المعاصي يُجهر بها في بلادنا فالعقوبة ستتضاعف، وقد نفاجأ بين ليلة وضحاها بمجلس الأمن يصدر قرارًا باحتلالنا تحت أي مسمى؛ خدمة للمشروع الصهيوني، وتمكينًا له، فنصبح في يوم وليلة بالعراء فنفقد بيوتنا ووظائفنا، ويضيع مستقبل أولادنا الذي ضحينا بالكثير من أجله، وتصبح نساؤنا سبايا وخدمًا لبني صهيون. سألت نفسي: ولكننا لسنا جميعًا نرتكب المعاصي، ففينا الصالحون والصائمون القائمون، الذاكرون الله كثيرًا .. فلماذا يشملهم العقاب الإلهي؟ بحثت في القرآن عن إجابة لهذا السؤال، فوجدت أن الخطاب فيه موجه إلى المسلمين بصيغة الجمع لا بصيغة المفرد، مثل: يا أيها الذين آمنوا .. انفروا ... أنفقوا ... فالله عز وجل يتعامل مع الأمة الإسلامية ككيان وجسد واحد لا بد أن تصح وتسلم جميع أجزائه معًا. معني ذلك أن صلاح أي جزء مرتبط بصلاح الكل، أو بعبارة أخرى فإن صلاح الفرد في نفسه لا بد أن يصاحبه عمل يهدف إلى إصلاح الأمة جمعاء وإلا فسيكون العقاب الذي يصيب الجميع بلا استثناء {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25]. وهذا ما حدث بالفعل. لماذا العقاب لنا وحدنا؟ قفز إلى ذهني سؤال آخر وهو: لماذا نعاقب نحن بهذه العقوبات الأليمة دون غيرنا من الأمم والتي تفعل من المعاصي أضعاف أضعاف ما نفعل؟! وجدت الإجابة في قوله تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: 143] فالله عز وجل اختص هذه الأمة بالرسالة الخاتمة وائتمنها عليها، وطالبها بأن تقوم بما فيها، وتبلغها لسائر الأمم لاستنقاذها من الضلال والنار. مهمة عظيمة حمّلها الله لأمة الإسلام ألا وهي القيام بدور الشهادة على الناس ودعوتهم إلى الله، ومن أجل ذلك فضل الله الأمة الإسلامية على سائر الأمم {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ} [آل عمران: 110]. وللأسف الشديد ضيعنا الأمانة، فلم نقمها في أنفسنا، ولم نبلغها لغيرنا، فصار العقاب لزامًا علينا، وقد كان. من يستحق العقوبة أكثر؟ ولتأكيد هذا المعنى إليك- أخي القارئ- هذا المثال: تخيل أن أبا من الآباء يعيش في بلد بعيد عن أبنائه، وقد بلغه أنهم جميعًا أصيبوا بمرض عضال وأن هذا المرض في سبيله للقضاء عليهم إن لم يتداركوه، فبحث عن الدواء الذي يعالج هذا المرض فوجده لكنه لم يستطع السفر به إليهم لظروف كثيرة تحيط به، فأرسل في طلب أرجحهم عقلا وأعطاه الدواء، ثم شدَّد عليه بأن يتناوله أولا، ثم يتولى توصيله لإخوته، وأن يتعاهدهم في تناوله حتى يبرؤوا جميعًا، وأكد عليه أن يثابر على ذلك حتى يتم شفاؤهم جميعًا بإذن الله، وله نظير ذلك المكافآت العظيمة والحظوة والقرب، وفي المقابل سيكون الغضب الشديد والحرمان والعقوبة في انتظاره إن قصَّر في مهمته، ثم حمَّله ببعض الهدايا له ولإخوته. عاد الولد إلى وطنه، فماذا فعل؟ انشغل بما حمله من هدايا وأموال، ونسي وصية أبيه فأهمل نفسه فلم يأخذ الدواء، وترك إخوته فريسة المرض العضال. فماذا تظن أن يكون رد فعل أبيه تجاهه؟ وهل ستظل منزلته عنده كما كانت، وهل سيكون غضبه عليه وعلى تقصيره في التداوي، وإهماله لإخوته مثل غضبه من تقصير إخوته في علاج أنفسهم سواء بسواء، أم سيكون غضبه عليه أشد وأشد؟! ما الذي يُرضي الله؟ معنى ذلك أنه لا بديل من أن نبدأ بالإسلام الشامل فنقيمه في أنفسنا، ثم في أرضنا، ثم ننتقل به إلى العالم أجمع. أو بعبارة أخرى: لن يتم حل المشكلة التي نعاني منها، والخروج من النفق المظلم الذي نسير فيه إلا إذا استبدلنا غضب الله برضاه حتى يوقف سبحانه عقوبته عنا {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [البقرة: 40]. فكيف لنا أن نفعل ذلك؟! ما الذي يريده الله منا كي يرضى عنا وينصرنا؟ عدت إلى القرآن ثانية وبحثت فيه عن إجابة لهذه التساؤلات فوجدت أن الأمر واضح تمام الوضوح, فالله عز وجل يريد منا عدم الشرك به, يريد أن نخلص أعمالنا كلها له، فلا نتعلق بغيره، ولا نعتقد أن هناك من يملك نفعنا أو ضرنا سواه. يريد منا أن نقيم شرعه ونرفع رايته. يريد منا أن نطيعه ولا نعصيه, أن نصلي الصلاة على وقتها, أن ترتدي نساؤنا الزي السابغ الساتر الذي لا يصف ولا يشف. يريد منا أن نغض أبصارنا عما لا يحل لنا, يريد منا أن نكف عن سماع الأغاني الخليعة والموسيقى الماجنة, يريد منا إلا يخلو الرجال بالنساء. يريد منا أن تكون عزتنا به وحده, لا بمناصبنا أو نسبنا أو أموالنا، أو ... إلخ. ويريد منا أن نحبه ونحب رسوله أكثر مما نحب أهلنا وأبناءنا وأموالنا وعقاراتنا. يريد منا أن نتحد ولا نتفرق، وأن نتآخى فيه, وأن نتعامل بالإحسان فيما بيننا. يريد منا أن ننطلق بالدعوة إليه في كل مكان، فنرد التائهين، ونرشد الحائرين، ولا يهدأ لنا بال حتى يكون الدين كله لله. فإن لم نفعل، وظل الحال على ما هو عليه، فلا تسل عن أي تحسن للوضع القائم، وعن أي أمل في التغيير، بل عليك أن تنتظر الأسوأ والأسوأ. وكيف لا والله لا يخُلف وعده، ولقد وعدنا بعظيم المثوبة إن فعلنا ما يرضيه، ووعدنا كذلك بالعقوبة إن خنا أمانته، وابتعدنا عن طريقه، ولقد تحقق وعده سبحانه بالعقوبة، وإن لم نسارع ونبادر باسترضائه وحمل أمانته فستستمر العقوبة، وستتضاعف. * * * المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
الأحد, حقيقة, عودة |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
الإعجاز العلمي في الكتاب المقدس ..... حقيقة أم وهم ؟؟؟ | د/مسلمة | مصداقية الكتاب المقدس | 27 | 29.07.2011 16:51 |
من هو نظير جيد؟ ومن هو انطونيوس السرياني؟ ومن هو شنودة ؟ | كلمة سواء | القسم النصراني العام | 0 | 25.10.2010 02:46 |
ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله | أمة الله | الحديث و السيرة | 2 | 23.07.2010 11:20 |
لم أفهم ولم يفهم ولن تفهم! بين بولس و المسيح | أم جهاد | مصداقية الكتاب المقدس | 3 | 13.09.2009 12:16 |