|
|
|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
|
الثاني : تفسير القرآن بالسنة : وهو نوعين: النوع الأول : التفسير النبوي للقرآن الكريم : تبيين القرآن الكريم من أهم وظائف الرسول صلى الله عيه وسلم ، فمنذ أن أنزل القرآن على النبي صلى الله عيه وسلم تكفل الله تعالى لنبيه بأنه سيعلمه بيانه : قال تعالى : {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }{ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}( القيامة:18-19 ). فالنبي صلى الله عيه وسلم كان يعجل بالقرآن وراء جبريل ليحفظه قال تعالى: { وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ }(طه:114) ، فتعهد الله تعالى له بأنه لن ينسى القرآن . {سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى }(الأعلى:6) وقال تعالى في ما يخص بيان الرسول صلى الله عيه وسلم للقرآن : { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ }(النحل:44) {وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً}(النساء:113) و التفسير النبوي للقرآن الكريم يظهر من خلال المثال التالي : ورد في حديث عقبة بن عامر الجهني أنه قال : " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ قوله تعالى : {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ }(الأنفال:60) ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ) فالنبي صلى الله عليه وسلم فسر " القوة " في الآية بالرمي . وهذا تفسير نبوي ، وهو تفسير للقرآن بالسنة ، وهو حجة ، وحجيته مثل حجية تفسير القرآن للقرآن بالقرآن ؛ لأنه صادر من المعصوم عليه الصلاة والسلام . س : لكن ما هو القدر من القرآن الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله عنهم ؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمته : " وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ألفاظ القرآن كما بين لهم معانيه " فذهب الشراح إلى أن مقصوده أن النبي صلى الله عليه وسلم قد فسر القرآن الكريم كاملا ، وقد وجدت كلاما لابن حبان في كتابه المجروحين ذكر فيه معنى بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن ، وأن المقصود باختصار : " أن تبين للناس ما بهم حاجة لبيانه " ؛ ولذلك فإن المسائل التي حفظت من بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قليلة . والصحابة رضي الله عنهم ما كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن كل لفظة ؛ فهم أهل اللغة وأهل السليقة ، وشهدوا التنزيل ، ولو تأملتم قولهم في القرآن الكريم [يَسْأَلُونَكَ ] لوجدتم أنها أسئلة محصورة ، وأغلبها في الفقه ، أما أسئلة التفسير فكانت قليلة جدا . وفهم الصحابة رضي الله عنهم في للقرآن بهذه الطريقة أمر منطقي ، فالقرآن الكريم رسالة الغرض منها العمل ، ومن أهم وأخص خصائص الرسالة أن تكون واضحة لمن ترسلها إليه ، حتى يقوم بتنفيذ ما فيها. س: لكن ما هو البيان النبوي الذي قصدناه فيما سبق ؟ النبي صلى الله عليه وسلم كان فعله وقوله وأخلاقه كلها بيان للقرآن الكريم ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }(التوبة:119) كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم صدق كلها ؛ ولذلك عندما سئلت عائشة أم المؤمنين رض الله عنها عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم قالت للسائل : هل قرأت القرآن ؟ قال : نعم . قالت : " كان خلقه القرآن " فمكارم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته العظيمة تفسير منه عليه الصلاة والسلام للقرآن ، لكن نحن عندما نقول [ البيان ] نقصد البيان القولي اللفظي الظاهر ، بمعنى أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم معنى الآية كذا ، وهذا قليل . وهو أن يأتي من بعد النبي صلى الله عليه وسلم فيفسر بعض الآيات القرآنية بقول النبي صلى الله عليه وسلم ، فيأتي صحابي فيقول هذه الصحابة يفسرها قول النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا ، وله حكم تفسير الصحابي . وهنا لا بد من ملاحظة نقطة : وهي إذا كان التفسير فيما لا مجال للرأي فيه فلا شك أنه حجة . مثال: قال تعالى : {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً } {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى } (الفجر:21 -22-23). فجاء ابن كثير ففسر قوله تعالى :[ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ] ، فقال معناها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف مَلَك يجرونها".(أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ) ولا شك أن الحديث ظاهر الدلالة على الآية . فإذن تفسير القرآن بالسنة قد يكون من فعل الصحابي وقد يكون من فعل التابعي ، وقد يكون من فعل المفسرين ، ويتفاوت ظهورا وردا بحسب وضوحه وظهوره وصحته ، وأيضا لابد أن يفسر المفسر الآية بحديث صحيح ، وإلا كان تفسيره مردود. ويدخل في تفسير القرآن بالسنة ما يسمى بالأحاديث القدسية ففيها تفسير كثير للقرآن الكريم . يتبع بإذن الله تعالى .. __________________ {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ } لله درُ الحاملات أمانةً *** الطامعاتُ بجنةٍ وجزاء للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
تفسير القرآن بالقرآن والسنة وأقوال الصحابة
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
أم جهاد
المزيد من مواضيعي
|
|||||||||||||||||||||
![]() |
| العلامات المرجعية |
| الكلمات الدلالية |
| وأقوال, والسنة, الصحابة, القرآن, بالقرآن |
| الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
| تفضل حمل : موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة | أبو عبد الله محمد بن يحيى | الإعجاز فى القرآن و السنة | 7 | 03.07.2010 12:36 |
| تفسير القرآن الكريم للشيخ الشعرواي | simple_happy | القرآن الكـريــم و علـومـه | 1 | 06.04.2010 15:48 |
| أسماء الله الحسنى الثابتة بالقرآن والسنة | رانيا | العقيدة و الفقه | 31 | 04.02.2010 17:15 |