رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() الجزء الثالث : الخلاف فى قائد الغزوة . أما عن قائد الغزوة فهم على قولين ............ الأول : فهو قول أصحاب المغازى والسير كابن إسحاق و الواقدى وابن سعد أن قائد الغزوة هو زيد بن سعد رضى الله عنه وكان فى هذه الغزوة سلمة بن الأكوع وأصاب جارية جميلة من بن فزارة وذكروا أنها بنت أم قرفة وأن النبى عليه السلام قد استو هبها منه وأهداها لخاله حزن بن أبى وهب ففدى بها أسرى من المسلمين ، وقد سبق بيانه فى سرد رواية أهل المغازى . الثانى : وهو قول أصحاب الحديث أن قائد الغزوة هو أبو بكر الصديق رضى الله عنه ، و سيأتى بيانه فى موضعه ، وهو الصحيح ، إن شاء الله . وأما عن سبب الغزوة ...... فالذى يظهر لى – والله أعلم – أن علة الغزوة أن أم قرفة قد جمعت من أبنائها وأبناء أبنائها ثلاثين نفساً وأخبرتهم أن يذهبوا إلى المدينة لقتل النبى عليه السلام وذلك لما أخرجه ابن عساكر فى تاريخ دمشق(19/364) و المحاملى فى أماليه (1/183/157) وأبو نعيم فى الدلائل – كما عند السيوطى فى الخصائص الكبرى(1/434) و الزيلعى فى نصب الراية (4/343) - و العقيلى فى الضعفاء (4/427/2056) والذهبى فى ميزان الإعتدال (4/406/9618) جميعاً من حديث إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ الشجري عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه كعب بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر حديثا وروى بهذا الإسناد عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم أن امرأة من بني فزارة يقال لها أم قرفة جهزت ثلاثين راكبا من ولدها وولد ولدها فقالت أقدموا المدينة فاقتلوا محمدا فقال اللهم أثكلها ولدها وبعث إليهم زيد بن حارثة فقتل بني فزارة وقتل ولد أم قرفة وبعث بدرعها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فنصبه بين رمحين قالت عائشة فأقبل زيد حتى قدم المدينة قالت عائشة ورسول الله صلى الله عليه و سلم تلك الليلة في بيتي فقرع الباب فخرج إليه يجر ثوبه عريانا والذي بعثه بالحق ما رأيت عريته قبل ذلك ولا بعدها حتى اعتنقه وقبله . وأخرج طرفه الترمذى فى جامعه (5/76/2732) ، ومن طريقه البغوى فى شرح السنة (2/290/3327) و فى شمائل النبى (1/173/407) و والطحاوى فى شرح المعانى (914) وفى شرح المعانى (4/281/6402) وأبو بكر المقرى فى تقبيل اليد (صـ88) جميعاً بنفس الإسناد السابق إلا أن متنه عندهم مقتصراً على قول عائشة رضى الله عنها " قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه و سلم في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم عريانا يجر ثوبه والله ما رأيته عريانا قبله ولا بعده فاعتنقته وقبله " قال الترمذى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الزهري إلا من هذا الوجه قلت : إسناده ضعيف جدا فيه إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد أورده ابن حبان فى ثقاته([1]) وقال الحاكم شيخ ثقة من أهل المدينة([2]) ووافقه الذهبى فقال تفرد به الشجري وهو ثقة ! قلت : أما عن نقل قول الذهبى فيه أنه ثقة فهذا عجيب ، لا أدرى أهو خطأ من النسخة([3]) أم وهم من الذهبى عليه رحمة الله ، فقد قال هو نفسه فى حديثنا هذا منكر ، تفرد به إبراهيم عن أبيه ، فلا أدرى كيف وثقه فى التلخيص ! وقال العقيلى بعد إيراداها لا يُعرفُ إلا به . ولا أعلم أحداً تابع ابن حبان ولا الحاكم على قولهما ، فقد ضعفه أبوحاتم([4]) وقال السمعانى ضعيف([5]) وقال أبو الفتح الأزدى منكر الحديث([6]) وقال محمد ابن إسماعيل الترمذى:لم أر أعمى قلباَ منه ، قلت له حدثكم أبوك ؟ قال حدثكم أبوك ، فقلت له حدثكم إبراهيم بن سعد ! قال حدثكم إبراهيم بن سعد([7]) ، قال الحافظ لين الحديث([8]) . وفيه يحيى بن محمد بن عباد أورده ابن حبان فى ثقاته([9])وضعفه أبوحاتم([10]) وقال الساجى فى أحاديثه مناكير و أغاليط وكان فيما بلغنى ضرير يلقن([11]) وبمثل قوله قال العقيلى([12])وضعفه الذهبى([13]) وقال الحافظ ضعيف وكان ضريراً يتلقن([14]) . وفيه محمد بن إسحاق بن يسار قال الحافظ صدوق يدلس ورمى بالتشيع والقدر([15]) وقد عنعن فى روايته عن الزهرى . ووقع فى إسناد البغوى فى شرح المعانى قال حدثنا ابن أبى داود ثنا إبراهيم بن يحى الشجرى حدثنى محمد بن يحى بن عبادة !. قلت : وصوابه يحى بن محمد بن عبادة وهو أبيه ، وقد قُلِبَ اسمه. ولهذا الحديث شاهد ، أخرجه ابن عساكر فى تاريخ دمشق (19/360) من طريق محمد بن عمر قال فحدثني محمد يعني ابن أخي الزهري عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت وقدم زيد بن حارثة من وجهه ذلك يعني من سرية أم قرفة ورسول الله ص - في بيتي فأتى زيد فقرع الباب فقام إليه رسول الله ص - يجر ثوبه عريانا ما رأيته عريانا قبله حتى اعتنقه وقبله ثم ساءله فأخبره بما ظفره الله . قلت : إسناده ضعيف جدا فيه محمد بن عمر بن واقد الأسلمى متروك([16]) ، كان يضع الحديث وضعاً وفيه مقال مشهور ، وحاله يغنى عن الإطناب فى ذكره . ومحمد ابن أخى الزهرى هو محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيدالله بن عبدالله بن شهاب الزهرى صدوق له أوهام([17]) . وأما عن قائد الغزوة فإنه أبا بكر الصديق رضى الله عنه ، وليس أسامة بن زيد ، ويحتمل أن يكون أسامة كان فرداً من أفراد هذه الغزوة التى قادها أبو بكر وذلك لما رواه الإمام مسلم فى صحيحه (5/150/4672)من طريق عمر بن يونس ، والنسائى فى الكبرى(5/201/8665) من طريق زيد بن الحباب والطحاوى فى شرح المشكل(9/188)من طريق عبيدالله بن عبدالمجيد الحنفى و عمر بن يونس اليمامى والبيهقى فى الكبرى(9/129/18792) ومعرفة السنن والآثار (14/444/5701)من طريق أبى الوليد و ودلائل النبوة(4/290)من طريق هاشم بن القاسم و ابن رجاء و أبوعبيد فى الأموال(1/309/289) من طريق الأنصارى وأبى النصر و الطبرانى فى تاريخ الأمم والملوك(2/127) و وابن عساكر فى تاريخ دمشق(22/92)من طريق عبدالله بن بكار و وأبى عبدالرحمن البصرى جميعاً عن عِكْرِمَةُ حَدَّثَنِى إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ أَبِى بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَمَّرَهُ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَغَزَوْنَا فَزَارَةَ فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْمَاءِ أَمَرَنَا أَبُو بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَعَرَّسْنَا فَلَمَّا صَلَّيْنَا الصُّبْحَ أَمَرَنَا أَبُو بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَشَنَنَّا الْغَارَةَ فَنَزَلْنَا عَلَى الْمَاءِ قَالَ سَلَمَةُ فَنَظَرْتُ إِلَى عُنُقٍ مِنَ النَّاسِ فِيهِمُ الذُّرِّيَّةُ وَالنِّسَاءُ فَخَشِيتُ أَنْ يَسْبِقُونِى إِلَى الْجَبَلِ فَأَخَذْتُ آثَارَهُمْ فَرَمَيْتُ بِسَهْمٍ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْجَبَلِ فَقَامُوا فَجِئْتُ أَسُوقُهُمْ إِلَى أَبِى بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ وَفِيهِمُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِى فَزَارَةَ عَلَيْهَا قِشْعٌ مِنْ أَدَمٍ وَمَعَهَا ابْنَةٌ لَهَا مِنْ أَحْسَنِ الْعَرَبِ فَنَفَّلَنِى أَبُو بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ ابْنَتَهَا فَمَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا وَلَقِيَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى السُّوقِ فَقَالَ :« يَا سَلَمَةُ هَبْ لِى الْمَرْأَةَ ». قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أَعْجَبَتْنِى وَمَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَتَرَكَنِى حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ لَقِيَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى السُّوقِ فَقَالَ لِى :« يَا سَلَمَةُ هَبْ لِى الْمَرْأَةَ لِلَّهِ أَبُوكَ ». قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أَعْجَبَتْنِى وَاللَّهِ مَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا وَهِىَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : فَبَعَثَ بِهَا إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ فَفَدَى بِهَا رِجَالاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِأَيْدِيهِمْ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ يُونُسَ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ. وعليه فإن سير الأحداث فى هذه الغزوة باختصار شديد هى أن امرأة من بنى فزارة يقال لها أم قرفة قد جمعت أبنائها وأبناء أبنائها اللذين بلغ عددهم نحواً من ثلاثين فارساً وحرضتهم على النبى عليه السلام لقتله ، فدعى النبى عليه السلام عليها وأخرج سرية يترأسها أبوبكر الصديق رضى الله عنه وفيها زيد بن حارثة – إن صح فى ذلك أى دليل _ وكان فى هذه الغزوة سلمة بن الأكوع وذكر القصة التى أوردتها آنفاً وأما عن مقتل أم قرفة بما ورد من ربطها فى الخيل وشه نصفين ، فلم يثبت فيه دليل ، كما ورد ذكره وتبيانه فيما مضى ، وهذا ما أعلم والله تعالى أعلى وأعلم وإيكال العلم إليه أولى وأسلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . تمت وكتب أبو إسحق السِّلَفىّْ أحمد بن عبد المولى آل عثمان القِطْعاني. [1] الثقات لابن حبان (8/66/12275) [2] مستدرك الحاكم (2/572/6122) [3] النسخة التى اعتمدت عليها فى تخريج قوليهما ف المستدرك هى طبعة دار الكتب العلمية ، وقد وقفت فيها على مخالفات كثيرة جداً فى الطبعة الموافقة للمطبوع فليست هذه بأول المفارقات التى أقف عليها فى هذه النسخة ، ولا أدرى أكان ذلك خطأ فى النقل أم أنه قول الذهبى حقاً فى ذا الحديث !. [4] الجر والتعديل (2/147/482) [5] الأنساب (3/404) [6] إكمال التهذيب لمغلطاى (1/308/314) [7] ميزان الإعتدال (1/74/247) ، وراجع فى ترجمته تهذيب الكمال (2/230/263) ، تهذيب التهذيب (3/168/323) ، المغنى (1/13/203) . [8] تقريب التهذيب (268) [9] الثقات لابن حبان (9/255/16295) [10]تهذيب الكمال (31/520/6912) ، المغنى(1/101/7045) [11] تهذيب التهذيب (37/102/446) [12] ضعفاء العقيلى (4/427/2056) [13] الكاشف (2/375/6239) [14] التقريب (7637) [15] التقريب (5725) [16] التقريب(6175) [17] التقريب(6049) المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
مقتل, قرفة |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
هل شق الرسول صلي الله عليه وسلم ام قرفة ( افتراء ورد ) | asd_el_islam_2 | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول السيرة و الأحاديث النبوية الشريفة | 4 | 08.06.2013 11:54 |
خبر عاجل | tanjawiya | قسم الحوار العام | 4 | 08.05.2011 15:57 |
قولنا خبر يفرحنا | لا تسئلني من أنا | قسم الحوار العام | 52 | 01.07.2010 00:00 |
أقبل رمضان | على الصعيدى | رمضان و عيد الفطر | 3 | 20.08.2009 23:20 |