رقم المشاركة :11 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ(57)
ذكر لنا الحق جل جلاله نعما أخرى من نعمه على بني إسرائيل .. وقال اذكروا إذ كنتم في الصحراء وليس فيها ظل تحتمون به من حرارة الشمس القاسية .. وليس فيها مكان تستظلون فيه، لأنه لا ماء ولا نبات في الصحراء .. فظل الله سبحانه وتعالى عليكم بالغمام .. أي جاء الغمام رحمة من الله سبحانه وتعالى .. ثم بعد ذلك جاء المن والسلوى. إن الدنيا كما قلنا عالم أغيار. والنعمة التي أنت فيها زائلة عنك. إما أن تتركها بالموت أو تتركك هي وتزول عنك .. وتخرج من الدنيا تحمل أعمالك فقط .. كل شيء زال وبقيت ذنوبك تحملها إلي الآخرة .. ولذلك فإن كل من عصى الله وتمرد على دينه قد ظلم نفسه لأنه قادها إلي العذاب الأبدي طمعا في نفوذ أو مال زال بعد فترة قصيرة ولم يدم .. فكأنه ظلمها بأن حرمها من نعيم أبدي وأعطاها شهوة قصيرة عاجلة". تفسير الشعراوى -------- ﴿ وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ (57) ﴾ شمس الصحراء لا تُحتمل، كانت تسير معهم غيمة أينما ساروا فالله إذا أعطى أدهش، وهو على كل شيء قدير. ﴿ وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)﴾ من نعم الله أن تجد الهواء تستنشقه، أن تجد الهواء غير الملوَّث تستنشقه، وأن تجد الماء العَذْبَ الفُرات تشربه، فأنت حينما تفتح الصنبور في البيت، وتشرب كأس ماء صافٍ، هذه نعمةٌ لا تُقدَّر بثمن، لكن الإنسان لا يعبأ بالشيء المتوافر، نعمة الهدى والصحَّة والكفاية هذه نعمٌ إذا توافرت فقد حيزت لك الدنيا بحذافيرها : كلمةٌ من القلب: حينما يمتنُّ الله على الإنسان بالهدى، حينما يعبد الإنسان الله ويعرف أن هناك جنَّةً، وأن هناك ناراً، وأن هناك حساباً، وأنه هو المخلوق الأول، حينما يعرف ربَّه، ويعرف نفسه، ويعرف سرَّ وجوده، وغاية وجوده، ويمتِّعه الله بالصحَّة، هو في نعمة لا تقدر بثمن ، فلو أن إنساناً يملك البلاد كلها، وأصابه مرض عُضال تراه يتمنَّى أن يعود مواطناً عادياًِ بأجر زهيد على أن يعافى من المرض، أليس كذلك ؟ فكل إنسان معافى هذه نعمةٌ لا تقدَّر بثمن، فنعمة الهدى، ونعمة الصحَّة، ونعمة الكفاية، هذه نعمٌ إذا توافرت فقد حيزت لك الدنيا بحذافيرها. فكل إنسان عنده قوت يومه، وله مأوى، وله بيت، وله زوجة، وهو راضٍ عن الله هو ملكٌ من ملوك الدنيا، وأسعد أهل الأرض، والله عزَّ وجل إذا أعطى أدهش، قد يعطيك سكينةً يتمنَّاها الملوك . أي إنسان مؤمن يعرف الله يعرف منهجه، يعرف أن الله قد وعده الجنَّة، يعرف ما يجب وما لا يجب، ما ينبغي وما لا ينبغي، ما يجوز وما لا يجوز، مُنضبط، وَقَّافٌ عند حدود الله، له عملٌ طيِّب، أجرى الله عزَّ وجل على يده عملاً طيباً، هذا الإنسان أسعد أهل الدنيا ؛ ولو كان في التعتيم، ولو كان في الظلال، ولو لم يعرفه أحد، ((إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإذا حضروا لم يدعوا ولم يعرفوا .)) [ابن ماجه عن معاذ] أتقياء أخفياء هم عند الله في أعلى مرتبة. امتن الله عزَّ وجل على بني إسرائيل بأن ظلل عليهم الغمام: ﴿ وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)﴾ المعنى: هذه النِعَم التي أنعم الله بها عليهم، المَن والسلوى طعام نفيس جداً، لا مجال للحديث عنه لأنه لا يوجد منه الآن، طعام نفيس امتنَّ الله به على بني إسرائيل، وظلل عليهم الغمام، وأنزل عليهم المن والسلوى: ﴿ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ (57) ﴾ إذا استمتع الإنسان بهذه النعم دون أن يشكر الله عليها لا يُعدُّ ظالماً لله ولكنه يظلم نفسه، قس على ذلك، أي إنسان الله أعطاه، تمتَّع بهذا العطاء، تمتَّع بصحَّة، تمتَّع بمال، تمتَّع بزوجة، تمتَّع بأولاد، تمتَّع بكل شيء، وعدَّ نفسه شاطراً وذكياً أنه وصل إلى شيء نفيس في الحياة ونسي الله فهو أكبر ظالم لنفسه لأنه لم يشكر، النبي عليه الصلاة والسلام كانت تَعْظُم عنده النعمة مهما دقَّت، إذا شرب كأس ماء، إذا أفرغ هذا الكأس، الطرق كلها سالكة، والأجهزة تعمل بانتظام، هذه نعمةٌ لا تقدَّر بثمن، إذا أكل هذه نعمةٌ لا تقدر بثمن، إذا خرج هذا الطعام نعمةٌ لا تقدَّر بثمن، إذا كانت الأجهزة تعمل بانتظام نعمة لا تقدر بثمن: ﴿ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57) ﴾ تفسير النابلسى ----------------- والى رحلة جديدة إن شاء الله المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
القرآن, تدبروا, دولية, رحلة |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
لحُفاظ القرآن الكريم برواية ورش عن نافع : القرآن مجزأ وجه +(1-3 سطر) لتسهيل الحفظ والربط بين الأوجه | أبو عبد الغفور | القرآن الكـريــم و علـومـه | 0 | 16.02.2014 23:04 |
معجزات من القرآن تكتشف حديثاً و أخبر بها القرآن من 1400 سنة | مرعب النصارى | الإعجاز فى القرآن و السنة | 1 | 06.12.2013 23:43 |
من لدية فكرة عن اسطوانة القرآن الكريم (موسوعة القرآن) انتاج شركة صخر | عبدالعال | منتدى الحاسوب و البرامج | 2 | 05.02.2012 15:11 |
رد شبهة:الاضطراب في الإشارة إلى القرآن في نصوص القرآن | فارس التوحيد | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم | 0 | 08.12.2011 19:16 |
الرد على كتاب محنتي مع القرآن ومع الله في القرآن | MALCOMX | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم | 17 | 17.10.2010 00:09 |