يا مكّةَ القدسُ في شـوقٍ تسائلهـا=عن عَرْضِ يعْربَ من شامٍ إلـى يمـنِ
من الخليجِ ومـا تزجـي نفائسـهُ=إلى المحيطِ وما يشجي مـن اللّحـنِ
من شرقِ نَجْـدٍ شموخٌ في حرائرنـا=إلى أغاديرَ أقصى مغـربِ الوطـنِ
هو الملاذ الـذي نأوي بأيكتـهِ=تغوص أرواحنا في ظلـهِ الأَمِـنِ
تعاقبت حِقَبٌ لَفْحُ الهجيرِ بـها=وفي تعابيرها بؤسٌ على الوِجَـنِ
حتتْ وريقات أغصانٍ بأيكتنـا=تقضّ في فيئِها سيلٌ مِـنَ الفتـنِ
ونَفْخَةُ
الكيرِ تفْري صـدرَ نافخِهـا=وطاعنُ العرضِ أدمى صوتـهُ أُذُنِـي
حِيْنَ اشْترى الذّلَّ بَخْسًا من صفاقتهِ=يُجمّد الدّمَّ فـي الشّريـانِ والْوَتَـنِ
يشـوّه الـدّرةَ الأخـاذَ رونقهـا=يذيبُ في روحِها سمًّـا علـى عَفَـنِ
يدسُّ من لؤمهِ فـي وصفهـا سَفَـهٌ=يدنّسُ الجوهرَ المصقولَ مـن زمـنِ
يمتصُّ من خُبْثِـهِ حقـدًا ويتركهـا=على شفيرِ لظًى من ناقـصٍ ظَغِـنِ
يكدّرُ المـاء صفـوًا فِـي مرابعنـا=يرْوي الأساطيرَ من تفكيرهِ الأسـنِ
ويزرعُ النّصْلَ في الأعراضِ أجمعهـا=وينكأُ الْجُرحَ بالتشهيرِ فِـي العلـنِ
يحوي دنـاءةَ أصـلٍ مـن منابعـهِ=وفي أساريرهِ فيـضٌ مـن الوهـنِ
يسْطـو علينـا ونوفيـهِ منادمـةً=يعيثُ مستمتعـا بالأمـنِ والمنـنِ
كم مثلهِ قادحٌ فـي طهْرنـا عَبَثًـا=يُدني الأباطيلَ نحو المسمـعِ الفَطِـنِ
هل بعد هذا نخاف القولَ في سخـطٍ=ونسْكِنُ الظّنّ بين الـرّوحِ والبـدنِ
كلّا وربي سنبقـى وسـط عزّتنـا=مادام " سنْجارُ " يطوي غيهب الزمنِ
ونترك الطاعـنَ المنبوذَ مُحْتَقَـرًا=يغـصُّ بالريـقِ كالزقـومِ بالعفـنِ
لن نرتضِي غير هامِ الطـودِ شامخـةً=ونطوي الزّيفَ بل نلقيـهِ بالكفـنِ
ميراثنـا عفـةٌ , دهـرٌ يخلـدُهـا=من بُعْدِ أزمانها باتت كما الشجـنِ
تزجي حياءً رهينًا نحـو مسْلكِنـا=حتى ملكنا عنانَ الطّهـرِ بالرسـنِ
محامدُ العُـرْبِ والإسلام تجمعنـا=فكيف نرضى بكبرى خارقِ السنـنِ