الباب الأول : حول الآيات مما ورد في السنة :
1- حديث لا يصح في فضل سورة الأنعام :
( نَزَلَتْ سُورةُ الأنعامِ ومَعَهَا كَوْكَبٌ مِنَ الملائكةِ سَدَّ ما بينَرالخافِقَيْنِ ، لهم زَجَل بالتسبيح والتَّقْدِيسِ ، والأرضُ [ بهم ] تَرْتَج ،رورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ : سُبحانَ اللهِ العظيمِ ، سبحانَ اللهِ العظيم ) .
قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة :
منكر ، أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 100 / 1 / 6593 ) ، والإسماعيلي في " المعجم " ( ص 64 / 2 )
قال : ورواه الحاكم ( 2 / 315 ) وعلته الإنقطاع . أ.هـ مختصر
2- حول الآيات :
روى الحاكم في مستدركه من طريق سفيان بن حسين عن الزهري عن أبي إدريس عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" من يبايعني على هؤلاء الآيات ثم قرأ : { قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم } حتى ختم الآيات الثلاث فمن وفى فأجره على الله و من انتقص شيئا أدركه الله بها في الدنيا كانت عقوبته و من أخر إلى الآخرة كان أمره إلى الله إن شاء عذبه و إن شاء غفر له "
قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه (2/348).
قلت : ولا يعبئ حكماء هذا العلم وأطباء العلل بأحكام الحاكم رحمه الله ..
قال ابن القيم رحمه الله :
(ولا يعبأ الحفاظ أطباء علل الحديث بتصحيح الحاكم شيئا ولا يرفعون به رأسا البتة بل لا يعدل تصحيحه ولا يدل على حسن الحديث بل يصحح أشياء موضوعة بلا شك عند أهل العلم بالحديث وإن كان من لا علم له بالحديث لا يعرف ذلك فليس بمعيار على سنة رسول الله ولا يعبأ أهل الحديث به شيئا ) الفروسية (طبعة مشهور / 245)
قَالَ ابن حجر:
( والحاكم أجل قدراً وأعظم خطراً وأكبر ذكرا من أن يذكر في الضعفاء، لكن قيل في الأعتذار عنه أنه عند تصنيفه للمستدرك كان في أواخر عمره، وذكر بعضهم أنه حصل له تغير وغفلة في آخر عمره ، ويدل على ذلك أنه ذكر جماعة في كتاب الضعفاء له وقطع بترك الرواية عنهم ومنع من الاحتجاج بهم، ثم أخرج أحاديث بعضهم في مستدركه وصححها ) لسان الميزان (5/232).
قلت : وهذا إسناد ضعيف وعلته رواية سفيان بن حسين الواسطي عن الزهري .
قال الحافظ في التهذيب (4/96) :
قال ابن أبي خيثمة عن يحيى ثقة في غير الزهري لا يدفع وحديثه عن الزهري ليس بذاك .
وقال المروزي عن أحمد ليس بذاك في حديثه عن الزهري .
وقال النسائي ليس به بأس إلا في الزهري .
وقال ابن عدي هو في غير الزهري صالح وفي الزهري يروي أشياء خالف الناس .
وقال في الضعفاء يروي عن الزهري المقلوبات وذلك أن صحيفة الزهري اختلطت عليه . أهـ باختصار
قلت : وقد روى الشيخان من طرق عن الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَهْطٍ فَقَالَ :
" أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تَزْنُوا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ وَلَا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ وَلَا تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَأُخِذَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَطَهُورٌ وَمَنْ سَتَرَهُ اللَّهُ فَذَلِكَ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ "
وهذا هو المحفوظ والله أعلم .
يتبع مع الباب الثاني .
توقيع أبوحمزة السيوطي |
إذا كُنت تشعر انك لاتعيش جيـداً ...فاعلم أنك لاتصلي جيداً |