بسم الله الرحمن الرحيم
وجزاكم الله خيرا الاخت زهراء والاخ الحبيب صاعقة الاسلام على المتابعة ....
نستكمل باذن الله تعالى حديثنا عن معنى الاحرف السبعة ...
حيث يقترن اسم القراءات بالاحرف السبعة ويتبادر الى الاذهان ان القراءات هي الاحرف وعلى كل حال فالاحرف السبعة متضمنة وشاملة للقراءات
ولنستعرض بايجاز راي العلماء ومن ثم فسنختار ما ذهب اليه الجمهور واجمعوا عليه.
يقول الطبري: ان الاحرف السبعة هي منهج في الاقراء اذن به النبي صلى الله عليه وسلم زمنا ثم نسخه قبل ان يلقاه الاجل وهكذا فقد مات النبي صلى الله عليه وسلم وليس بين الناس الا حرف واحد وان هذه القراءات المتواترة اليوم مهما بلغت انما تدور ضمن هذا الحرف الواحد الذي اذن به النبي صلوات الله عليه وسلامه وهكذا فقد اسقط الطبري الستة احرف الباقية وبطل العمل بها بالاجماع على خط المصحف المكتوب بحرف واحد
وفي راي الطبري هذا نظر فقد خالفه مجموعة من العلماء
اما راي الجمهور:
يرى الجمهور من العلماء ان الاحرف السبعة باقية في التنزيل وقد استوعبتها المصاحف العثمانية وما هي الا تحديد لوجهة الاختلاف في اداء الكلمة القرانية وفق ما اذن به النبي صلى الله عليه وسلم (انظر القراءات المتواترة لمحمد حبش)
وعلى هذا فان الاحرف السبعة هي شاملة للقراءات العشرة وان الكلام عن الاحرف السبعة لا يخرج عن سبعة امور:
1- اختلاف الاسماء من افراد وتثنية وجمع وتذكير وتانيث .... كقوله تعالى "والذين لاماناتهم وعهدهم راعون" قرىء هكذا "والذين لامانتهم"
2- اختلاف تصريف الفعل من ماضي ومضارع وامر كقوله تعالى "فقالوا ربنا باعد بين اسفارنا" قرئت هكذا "ربنا بَعَّد " بالماضي
3- اختلاف وجوه الاعراب كقوله تعالى "لا يضارَّ" بالفتح قرئت ايضا بالضم
4- الاختلاف بالزيادة والنقصان (قلت في هذا نظر ولعل المقصود هو الاشارة الى مصاحف الصحابة وسياتي بيانها)
5- الاختلاف بالتقديم والتاخير كقوله تعالى "وجاءت سكرة الموت" قرئت "وجاءت سكرة الحق بالموت"
6- الاختلاف بالابدال كقوله تعالى "وانظر الى العظام كيف ننشزها" قرئت "ننشرها" بالراء
7- اختلاف اللغات (اللهجات) كالفتح والامالة والتفخيم والترقيق والاظهار والادغام كقوله تعالى "بلى قادرين" قرئت "بلى" بالامالة
(انظر القراءات المتواترة لمحمد حبش)
وعلى هذا فان الاحرف السبعة متضمنة للقراءات العشرة وسنوضح الان كيف بدا الاعتناء بالقراءات وكيف تم توثيقها وضبطها بحول الله تعالى
يُتبع بحول الله تعالى ....