أى مخلوق يتصف بصفات وكل هذه الصفات اكتسبها اما بالخبرة او الوراثة او بما وضعه الله عزوجل فيه ولم يضعه فى غيره و قدره الله عزوجل لهذا المخلوق ولم يقدره لغيره
ولكن الاله تبارك وتعالى مختلف فى مسألة الصفات فصفات الاله لم يكتسبها بل هى له منذ الازل الى الازل.
فالاله موجود منذ الازل الى الازل فله صفة الحياة
والانسان موجود لمدة يحددها الاله فله صفة الحياة ايضا
ولكن صفة الحياة فى الانسان اوجدها ووضعها رب العزة والجلال وترتبط بمشيئته
اما صفة الحياة لله تبارك وتعالى تختلف عن الانسان فهى غير موضوعة بل هى كذاته ونفسه تبارك وتعالى منذ الازل قائمة الى الازل باقية.
ولهذا يستحق الاله اسم الحى اكثر من الانسان لأن صفة الحياة محددة
وكذلك صفة القدرة على الخلق او القدرة على الصناعة
فالاله يصنع والانسان يصنع
والاله يخلق والانسان يخلق
ولكن الاله يخلق ويصنع دون تعليم مسبق او تركيب مسبق بل هذه قدرته تبارك وتعالى وصفته(صفة القدرة على الخلق)قائمة منذ الازل ومن قبل ان يخلق اى شىء وباقية بعد هلاك الخلق جميعا فهى صفة ذاتية ازلية.اما الانسان فأنه يخلق ويصنع بناء على تعليم ومعرفة فطرية ومكتسبة فهو يتعلم كيف يصير خالقا صانعا لأشياء محدودة جدا وقدرة الانسان على الخلق محددة الزمان والكيفية فخلق الاله مطلق وخلق الانسان محدود.ولهذا فالاله يستحق ان يتسمى بالخالق على سبيل الاسم والصفة لأنها صفة مستمرة معه ولأن صفة الخلق عند الاله ليس كمثلها صفة فليس كمثل خلق الأله خلق اخر فبأعتبار صفة الخلق عند الأله فأن الاله هو خالق منفرد عن المخلوقين عند الحديث عن صفة الخلق
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3)فاطر
فلا يوجد صانع سيارة او طائرة يستطيع صناعتها وتوفير الوقود لها فى اى مكان تتحرك فيه ولكن صانع كل شئ وهو الله عزوجل هو وحده المنفرد بصفة واسم الخلق ولكن هل يمكن ان يتسمى احد المخلوقات بالخالق؟والاجابة وهل المخلوق يخلق خلقا مطلقا؟مثلا لا يمكن ان نسمى احد علماء التصميم الهندسى مثلا بالخالق لأن ماصممه هذا العالم من خلق تم بمشيئة الله عزوجل وتوفيقه لهذا العبد وتم بعلم الله ومما علمه الله عزوجل فهو فعل ما فعل بينما ليس هو الفاعل الحقيقى وانما هو اداة فى يد الفاعل الحقيقى وهو الله عزوجل ولهذا فأن اسم الخالق لا يطلق اسما على المخلوق وانما يطلق صفة.
صفة الذات الالهيةمنفردة لأن الله عزوجل احد وتر ليس كمثله شىء فلا يجوز القول احسن خالق ولكن صفة الفعل يشترك الله عزوجل بها مع مخلوقاته فهو يفعل والمخلوق يفعل ولكن الله عزو جل يتفوق على فعل المخلوق(هواحسن الخالقين واحكم الحاكمين)
فأحسن الخالقين مقارنة فى الفعل لا فى قدرة الذات فقدرة الذات على الخلق ليس كمثلها قدرة بل ليس كمثلها شئ ولايمكن ان تكون مسبقة بالتفضيل فلا يصح ان نقول خير خالق ولا احسن خلاق لأن صفة الذات ليس كمثلها صفة ولكن المقارنة والتفضيل بين الله عزوجل ومخلوقاته يكون فى الفعل فقط فهو احسن الخالقين وهو خير الرازقين وهو ارحم الراحمين وهو احكم الحاكمين وهو اسرع الحاسبين وهكذا
فكل صفة من صفات الله عزوجل لها جانبين جانب يشترك فيه المولى عزوجل مع مخلوقاته فى الصفة وهى الصفة الفعلية ويتفوق فى الكيفية وجانب ينفرد فيه المولى عزوجل بالصفة وهى الصفة الذاتية.
الله عزوجل رحيم فرحمته لها شقين:شق فى الدنيا حيث للمخلوقات رحمة وللخالق رحمة وهو ارحم الراحمين وهناك رحمة ينفرد بها فى الاخرة ولها يتفوق الله عزوجل فى رحمته من جهة استمرارها ولكن كيفية الرحمة ينفرد بها فهو الرحمن اى الذى له درجة من الرحمة ليس كمثلها درجة ولا تقربها رحمة ومن هنا جاء التميز بين الرحيم والرحمن.
والله عزوجل غنى وهناك اغنياء فى الدنيا والله عزوجل يتفوق عليهم فى الغنى ولكن هناك جانب ينفرد فيه المولى عزوجل فى الغنى وهو الغنى عن المال والصحة وكل شىء بينما المخلوق يمكن ان يغتنى عن جانب ويفتقر عن جانب اخر وهنا جاء التمايز بين اسم الله الغنى واسم الله الاغنى فهو الغنى الذى ليس كمثل غناه غنى وهو اغنى من بقية خلقه.
والخلق المرتبط بالتقدير المسبق فقط هو الذى اختص به المولى عزوجل
فالله عزوجل يشترك مع الخالقين او الصانعين فى فعل الخلق او صناعة المصنوعات
فمن جهة الصناعة فعيسى صلى الله عليه وسلم كان يخلق والوثنيين يخلقون والنحاتين يخلقون ولكن الله عزوجل عندما يخلق يكون فعل الخلق عنده احسن ولهذا سمى نفسه احسن الخالقين فهو افضل واعظم واسرع من عيسى صلى الله عليه وسلم فى صياغة وصناعة المخلوق ولكن الخلق من جهة التقدير المسبق فهذا ينفرد الله عزوجل به عن اى من مخلوقاته فقال جل وعلا موضحا مسألة الخلق من جهة التقدير والتجهيز المسبق للمصير والنفع والضرر الذى يصيب المخلوق فى حياته:
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (3)الفرقان
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)الصافات
مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19)النازعات
وينفرد سبحانه وتعالى بأنه الوحيد الذى خلق مخلوقاته وقام بتجهيز دورة حياتهم ودورة مابعد الحياة ايضا