شذوذ الخلايا العصبية عن الخلايا الاخرى فى الانقسام والتجديد
إن معظم الحيوانات والنباتات تتكون من عدد هائل من الخلايا كما يتكون المبنى من مجمـوعة من الحجارة المرصوصة ، وهذه الخلايا سواء في جسم الإنسان أو في أجسام غيره من الكائنات الحية دائمة الانقسام وذلك لنمو الجسم أو تعويض ما يُفقد أو يموت من الخلايا .
ومن الإعجاز المدهش في هذا المقام أن جميع الخلايا تنقسم إلا نوعاً واحداً وهو الخلايا العصبية التي يتكون منها المخ والجهاز العصبي ، فإن عدد خلايا المخ عند ولادة الإنسان أو الحيوان لا تزيد عليه خلية واحدة حتى الوفاة ، لإنها لو انقسمت فلن يُمكنها الاحتفاظ بشخصية الإنسان ، وسوف تتلاشى معالم الذاكرة في خلال ساعات قلائل ، فمن ذا الذي جعل للخلايا العصبية وحدها دون غيرها من بقية الخلايا هذا الثبات من الميلاد إلى الوفاة ؟! من يا أولي الألباب ؟ !
اختلاف الخلايا الجنسية عن الجسدية فى عدد الصبغيات
ويوجد في كل خلية من هذه الخلايا عدد من الصبغيات ، وهي أجسام دقيقة تحمل العوامل الوراثية ، وعدد هذه الصبغيات ثابت في خلايا كل نوع من أنواع الحيوان والنبات . فعددها في القطط يختلف عن عددها في الكلاب ، وعددها في الكلاب يختلف عن عددها في الفيلة والأرانب ، وهكذا .
وفي داخل الخلية الإنسانية يوجد ستة وأربعون من هذه الصبغيات ، وعندما تنقسم هذه الخلية داخل الجسم البشري فإن كل خلية تحتوي على نفس العدد إذ لو اختل هذا العدد لما أصبح الإنسان إنساناً .
ولكن هذه القاعدة تختلف في الخلايا التناسلية أي الحيوان المنوي للذكر والبويضة لدى الأنثى ، إذ أن عدد الصبغيات الموجودة في الخليـة التناسلية لدى كل من الذكر أو الأنثى يبلغ ثلاثة وعشرين فحسب ، أي نصف الأعداد الموجودة في بقية الخلايا . لماذا ؟ لأن الخلية الذكرية لا بد أن تندمج مع الخلية الأنثوية لتكوين النطفة الأمشاج - الخلية الأولى في جسم الجنين - فإذا تم المزج بينهما رجع عدد الخلية الجديدة إلى العدد الأصلي وهو ستة وأربعون صبغياً نصفها من الحيوان المنوي ونصفها من البييضة !!
ترى من ذا الذي اختزل عدد هذه الصبغيات إلى النصف عند تكوين الخلايا التناسلية بالذات لكي تندمج فيعود العدد الأصلي في الخلية الأولى وفقاً للقاعدة العامة في سائر الخلايا ؟! ألا يكفي هذا دليلاً
على وجود إله خالق عليم أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ؟! هل يمكن أن يقع هذا صدفة وهو الذي لم يتخلف مرة واحدة ؟!
أصول الإيمان - الدكتور صلاح الصاوي