بسم الله الرحمن الرحيم
[ رسالة الرماني في إعجاز القرآن]
هو أبو الحسن علي بن عيسى الرُّمَّاني بتشديد الراء وضمها [ والرماني نسبة على بيع الرمان أو إلى قصر الرمان بواسط] ولد سنة 296 هـ بسامراء وقيل ببغداد. وقد أخذ اللغة عن ابن دريد والزجاج وهو من أئمة المعتزلة .. وقد أكثر أبو حيان من النقل عنه في تفسيره "البحر المحيط" وله مؤلفات في التفسير وغير ذلك لا تزال مخطوطة حتى اليوم ... وقد سمّى الرماني رسالته بـ " النكت في إعجاز القرآن"
ويرى الرماني أن إعجاز القرآن يتلخص في سبعة وجوه:
1- ترك المعارضة مع توفر الدواعي وشدة الحاجة... فقد كان للعرب نصيب وافر من البلاغة وكانت حاجتهم لمعارضة القرآن قوية لأنه سفه أحلامهم وآلهتهم ومع ذلك لم يستطيعوا معارضته.
2- التحدي للكافة
3- الصرفة: وهي أن همم العرب قد انصرفت عن معارضة القرآن لا لعجزهم ولكن لأمر خارج عنهم [ وسنرد على مسألة الصرفة لاحقا بإذن الله]
4- الأخبار الصادقة عن الأمور المستقبلة
5- نقض العادة: وذلك أن القرآن جاء على قالب لم تألفه العرب في نثرها وشعرها
6- قياسه بكل معجزة ... وذلك أن معجزات الأنبياء عليهم السلام كفلق البحر وقلب العصا حية وإحياء الموتى أمور معجزة للناس وكذا شأن القرآن
7- البلاغة وقد أفاض رحمه الله تعالى في الحديث عنها
ويرى الرماني رحمه الله تعالى أن البلاغة هي: وصول المعنى إلى القلب في أحسن صورة من اللفظ .. ثم قسم البلاغة على عشرة أقسام وهي: الإيجاز والتشبيه والاستعارة والتلاؤم والفواصل والتجانس والتعريف والتضمين والمبالغة والبيان.
ثم أفاض رحمه الله في تعريف كل قسم من هذه الأقسام ... فيقول مثلا في باب الإيجاز:
الإيجاز: تقليل الكلام من غير إخلال بالمعنى وإذا كان المعنى يعبر عنه بألفاظ كثيرة فيمكن أن يعبر عنه بألفاظ قليلة ... والإيجاز على وجهين: حذف وقصر .. فالحذف إسقاط كلمة للإجتزاء عنها بدلالة غيرها من الحال أو فحوى الكلام والقصر بنية الكلام على تقليل اللفظ وتكثير المعنى من غير الحذف ...
ومن أمثلة الحذف في القرآن: "واسأل القرية" و " ولكن البر من اتقى" و "براءة من الله" ... وأما الإيجاز بالقصر فمنه قوله تعالى "ولكم في القصاص حياة و يحسبون كل صيحة عليهم" إنما بغيكم على أنفسكم" و "لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله" ا.هــ
توقيع ابو علي الفلسطيني |
تتسامى أرواحُنا للمعالي = قد حَدَاها عزم كحد الظَّــباتِ
هَـمُّــنا بعد الموت عيشُ خلود = لا نرى الموتَ غاية للحياةِ |