بسم الله الحي القيوم
أما بعد .... صلاة و سلام على الشفيع محمد نبي الأمة و كاشف الغمة ..
ملاحـظة : كلمة rulers .... و هي تعني حكام أو سلاطين على صيغة الجمع .... و لكن نحن نعرف جيداً أننا في لغتنا العربية ... و بمعنى أوسع اللغات السامية تستخدم ضمير الجمع للإشارة إلى المفرد في حال الإشارة الشخصيات الهامة ... و عند الحديث عن الله عز و جل .......... و ذكر في التوراة على سبيل المثال لا الحصر كلمة ألوهيم ... و هي تعني حرفياً آلهة ، فهي كلمة جمع بينما هي تشير إلى الله الواحد القهار الفرد الصمد .... و استخدمت في صيغة الجمع للإشارة إلى التعظيم لله عز و جل .... نضرب مثالاً آخر أيضا عند الإشارة إلى الله في القرآن الكريم حيث يطلق على الله ضمير المتكلم الجمع نحن .... " إنا نحن نزلنا الذكر .. " صدق الله العظيم إشارة إلى الله الواحد ، و هكذا يتضح لنا أن صيغ الجمع في اللغات السامية لا تشير بالضرورة إلى الجمع و خاصة في النصوص الدينية ، و لنا مثال واضح من مخطوطات نجع حمادي .... لنر كيف أن المترجم لم يراعي هذه القاعدة ، رغم أن تطبيق هذه القاعدة على نصوص نجع حمادي ستعطينا إجابة للفراغات التي لم يصل أحد لإدراكها .... و كم حاول المترجم و غيره من أنصار عقيدة التثليث أن يحوروا و يغيروا في النصوص ليطيحوا بالمعني الأصلي و المقصود الأساسي من النص عرض الحائط ، ليصلوا في النهاية إلى ما أسموه بالغنوصية أو الفكر المسيحي الوثني الضال ....
مثلاً نأخذ كلمة Rulers ظهرت هذه الكلمة بغزارة في نصوص نجع حمادي و كان من نتائج وجودها هو الإشارة إلي إلحاد القوم ، بمعنى أن عند ذكر خلق الله لآدم ... ذكر أن الـ " Rulers " هم الذين خلقوه .... لذلك أردنا أن نقدم للمترجم الغربي هذه الفكرة و هي أن المقصود بهذه الكلمة هو الله ..... و لكن في صيغة الجمع ....
و هي موجودة في أحد نصوص نجع حمادي على هذا الرابط
http://www.gnosis.org/naghamm/hypostas.html
يقول النص :
“The rulers laid plans and said, "Come, let us create a man that will be soil from the earth”
الترجمة : وضع السلاطين (الله) خطة و قالوا " تعالوا ، نخلق إنساناً يكون من تراب الأرض " .... و النص أمامنا واضح و صريح أن من قال هذا هو الله عز و جل ..... كما هو مذكور في التوراة بصيغة الجمع ، و يجدر الإشارة هنا أن استنادي إلى هذه المعلومة لم يأتي من فراغ .... ففي الفقرة التي تلي هذه نجد التالي و على القارئ أن يفطن و يفهم ....
“ Now all these things came to pass by the will of the father of the entirety”
الترجمة : " و حدثت كل تلك الأشياء بإرادة أبو كل شئ " . و كلمة entirety ... تعني الكمال ، متكامل ، تام .... و كلها معاني تدل على الله الواحد عز و جل إشارة واضحة بينة .
تعالوا لننظر سوياً نفس الكلمة في جمل أخرى و هل لو استبدلناها بكلمة الله عز و جل ووضعناها بدلا من الحكام أو السلاطين ، هل سوف يشذ المعنى أو يتغير .... لنر :
“ and the rulers gathered together all the animals of the earth and all the birds of heaven and brought them in to Adam to see what Adam would call them “
الترجمة : " و جمع الله عز و جل (بدلاً من الحكام أو السلاطين) كل الحيوانات الأرضية و كل طيور السماء و جاء بهم لآدم لير كيف سيسميهم " ... و الآن لنضع كلمة Rulers تحت المجهر .... و تكتب اليونانية ἄρχων أو آراكون Archon و هذه الكلمة تعني : ملك أو سلطان - و يُشار إليها بالإنجليزية بكلمة Lord ، إذن استخدام صيغة الجمع لهذه الكلمة يشير إلى الله ملك الملوك في صيغة جمع ، لنصل عزيزي القارئ إلى المعنى المقصود في النهاية ، و إن كان كاتب هذه الكتابات قد كتبها بلغة يونانية ، و بمصطلحات يونانية لكنه ذو فكر ديني شرقي و يتوجب عليه أن يظهر بعضاً من مميزاته ، من خلال تأثير اللغات السامية كما أوضحنا من قبل .
من هذا المنطلق نبدأ بعون الله تطبيق كلمة Rulers أو Archons في هذا المعنى و استخدامها في نص المخطوطة السابعة و التي تسمى ... " الأطروحة الثانية لــست الأكبر " .... سوف نستخرج هذه الكلمة و نطابق و بعون الله سيفهم القارئ جيداً مدى التلاعب في المعاني :
“But they, the archons, those of the place of Yaldabaoth, reveal the realm of the angels,….. “
الترجمة : " و لكن .... الله ، الذي جاء الطفل من عنده ، أظهر ملأ من الملائكة ، .... "
أولاً ، دعونا ننظر في النص ، فكلمة هؤلاء التي أهملتها تشير إلى الجمع ، و قد اتفقنا على ذلك من قبل ، و جاءت كلمة آركون التي أشرنا أنها تعني الله فتكون الجملة " و لكن الله " ، أما الكلمة " والدابائوت " و هي كلمة سامية تعني : " طفل ، جاء من هذا الجانب " و لذلك فالجملة تحمل معنى أن الطفل أو المسيح جاء من عند الله ، و يدلل على ذلك تكملة الجملة التي تقول أن الله أظهر حشداً من الملائكة ....
جملة أخرى أكثر وضوحاً :
“But I was rejoicing in the height over all the wealth of the archons and the offspring of their error, of their empty glory. And I was laughing at their ignorance.”
" أما أنا فكنت مبتهجاً في الأعالي ، في ملكوت الله و بعيداً عن ذلك النسل الشرير ، و عن الكبرياء الفارغ . و كنت أضحك لجهلهم . "
لقد ترجمنا كلمة Wealth بملكوت حيث أنها كانت مرتبطة بكلمة Height و التي تفيد الإرتفاع في السماء و العلو .... تماشياً مع النص . و ليس بغريب أن يكون المسيح عليه السلام ناظراً ما حدث و هو في مكان مرتفع من السماء بعيداً عن الخطاة و عن المجرمين الذي دبروا حادثة قتله .
ثم أختتم قولي بهذا الخصوص في هذه العبارة ، و هي الأخيرة في نص " الاطروحة الثانية لــ ست " كما يسمونها كذباً و رياءاً : 
Now these things I have presented to you - I am Jesus Christ, the Son of Man, who is exalted above the heavens - O perfect and incorruptible ones, because of the incorruptible and perfect mystery and the ineffable one. But they think that we decreed them before the foundation of the world, in order that, when we emerge from the places of the world, we may present there the symbols of incorruption from the spiritual union unto knowledge. You do not know it, because the fleshly cloud overshadows you. But I alone am the friend of Sophia. I have been in the bosom of the father from the beginning, in the place of the sons of the truth, and the Greatness. Rest then with me, my fellow spirits and my brothers, forever.
الترجمة : " إن هذه الأشياء التي ذكرتها لكم – انا المسيح عيسى بن الإنسان ، و المتمجد في السماوات – يـا أيها الطاهرين الأنقياء المؤيدين بالمعجزات البينات و بالله . لكي تؤمنون بأن هذا كان قبل خلق العالم ، فإذا ما كرزتم في الأرض ، كرزوا بضمير حي و بنزاهه ابتداء من الإتحاد الروحي حتى المعرفة . أنتم لا تفقهون المعرفة ، لأن شهوة الجسد تخيم على أعينكم ، و لكني أنا فقط أعرفها لأني مؤمن (ذو فضيلة .. صوفيا باليونانية) و كنت في كنف الله منذ البداية ، مع الأبرار و المباركين ، اتبعوني تبقوا معي يا إخوتي ، إلى الأبد .
و يجدر هنا قبل الرحيل الإشارة إلى أمر غاية في الأهمية و هي ما المقصود بالبارقليط في صلاة الحواري بولس :
يقول
" I invoke you, the one who is and who pre-existed in the name which is exalted above every name, through Jesus Christ, the Lord of Lords, the King of the ages; give me your gifts, of which you do not repent, through the Son of Man, the Spirit, the Paraclete of truth.
الترجمة :
" أتوسل إليك ، بالذي قبل الوجود هو كائن و الذي اسمه متمجد قبل كل اسم و هو المسيح عيسى ، سيد الأسياد و ملك الدهور ، أن تهبنا نعمتك التي لا تندم عليها و هي ابن الإنسان ، الروح ، البارقليط الحق . "
و هي متاحة على هذا الرابط ضمن مكتبة نجع حمادي
http://www.gnosis.org/naghamm/prayp.html
و هنا يجب علينا أن نفرق بين شخصيتين ذكرا توالياً
الشخصية الأولى : و هي شخصية المسيح عيسى عليه السلام و هي بدءاً من أتوسل إليك و هي مذكورة صريحة ، كما ترون
الشخصية الثانية : و هي التي ابن الانسان و الروح و البارقليط الحق .... و هي ضمنية
إذن لدينا شخصيتين شخصية السيد المسيح ، و هي التي بدأ التوسل بها ، و الشخصية الثانية التي هي النعمة المنتظرة و هي شخصية ابن الإنسان أو الروح ( و التي تشير إلى النبي .... لأن كل نبي هو روح ، كما هو شائع في كتابات العهد الجديد ... حيث يقول امتحنوا الارواح ، إشارة إلى الانبياء ، فإن هناك أوراح كاذبة ، أي أنبياء كذبة و منافقين ) و أخيراً البارقليط و هي التي تعني بلاشك كلمة الشفيع .
آخر تعديل بواسطة المدافع الحق بتاريخ
26.03.2013 الساعة 01:48 .