
12.09.2011, 00:41
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
13.07.2011 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
أخرى |
المشاركات: |
89 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
04.05.2014
(21:03) |
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
|
|
|
|
|
لله الحمد
أخوانى كل قول الله ، أيات بينات ، فسمحوا لى أن أبين حبى الشديد لقوله تعالى
أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم. (بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم* الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهمْ وَلا الضَّالِّينَ)، آمين.
ما أجمل أن يناجى العبد ربه طالبا منه وهو المعين ، راجيا السند والتثبت على عبادته تعالى ،
فى كل صلاة نقول * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ *
إننا نعترف من جُل قلوبنا إننا عبادك وأننا نلجأ إليك بك فإياك نستعيد .
أن الصلاة تجنّب المرء الأعمالَ السيئة والفواحش ، فالصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر ليس بخيار الإنسان ، إنما يتأتي ذلك بالاستعانة من الله تعالى . فبدون معونة الله تعالى لا يوفق المرء لأداء الصلاة والعبادة التي تحمي صاحبها من الفواحش والمنكرات وترشده إلى الصراط المستقيم .
لا بد لنا أن نسأل الله التوفيق للدعاء الحقيقي ، وأن كل هذه الأمور لا تتأتى بدون الاستعانة من الله تعالى ، وأن تحقيق غاية خلقنا محال بجهودنا وحدها .
إن الله اللطيف بعباده قد علّمنا في أول سورة في القرآن الكريم دعاءً، وفرَض علينا ترديده في كل ركعة من الصلاة سواء الفرائض والسنن والنوافل، أعني دعاء *إياك نعبد وإياك نستعين* ، أى ربنا إننا نريد أن نعبدك ، ولكننا لا نستطيع أن نعبدك حق العبادة إلا إذا شملتْنا معونتك ونصرتك. فالمؤمن عندما يستغيث الله تعالى بحماس شديد ويبتهل إليه بصرخة متواضعة نابعة من الأعماق ، يحالفه التوفيق في العبادة .
ففى كل مرة نتقرب الى الله فعلينا التقرب إلى الله تعالى ، ونكون عباده حقًا، ونرفع مستوى عباداتنا، الإستعانة به .. ما أجمل تعاليم الله ..
قدّم اللهُ عزّ وجلّ قولَه: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } على قوله { إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} إشارةً إلى تفضّلاته الرحمانية مِن قَبْلِ الاستعانة ، فكأنّ العبد يشكر ربَّه ويقول: يا رب إني أشكرك على نعمائك التي أعطيتني ، مِن قبْل دعائي ومسألتي وعملي وجهدي واستعانتي ، بالربوبية وأنت رب العالمين ، والرحمانية يا رحمن يارحيم التي سبقت سُؤْلَ السائلين ، ثم أطلبُ منك قوةً وصلاحًا وفلاحًا وفوزًا ومقاصد التي لا تُعطَى إلا بعد الطلب والاستعانة والدعاء وأنت خير المعطين.
فالمرء حين يصبح عبدًا شاكرًا لله تعالى ، متذكرًا نعمه التي أنعمها عليه بفيض رحمانيته عز وجل ، فإنه يخطو أول خطوة ليعبد الله تعالى ويكون عبدًا حقيقيًا له . فبعد بلوغ هذا المقام يسعى العبد للعبادة ، ويقول ربّ إني أريد أن أبلغ أعلى المستويات التي حدّدتها للناس ليصيروا عبادًا لك حقًا، وأرغب أن آخذ من جميع نعمائك، وأحرز المزيد من الرقي المادي والروحاني ، ولكن كل هذا لا يتأتى بدون معونتك (إياك نستعين) ، فأَعِنّي .
هذا هو الأمر الأساس والروح الحقيقية التي يجب أن نضعها في الحسبان عند دعائنا *إياك نعبد وإياك نستعين* .
ولنتأمل .. لماذا حثّك الله على هذا الدعاء ؟
في هذه الآيات حثٌّ على شكرِ ما تُعطى ، والدعاءِ بالصبر فيما تتمنى، وفرطِ اللَهَجِ إلى ما هو أتمّ وأعلى ، لنكون من الشاكرين الصابرين . وفيها حثٌّ على نفي الحَول والقوة، والاستطراح بين يديه سبحانه مترقبًا منتظرًا مُديمًا للسؤال والدعاء والتضرع والثناء ، والافتقار مع الخوفِ والرجاء ، فتقول إلياك نعبد ، كالطفل الرضيع في يد الظئر، والموتِ عن الخَلْق وعن كل ما هو في الأرضين .
فألا تزهو بجهدك ولا قوتك ، وإنما عليك أن تلقي نفسك على عتبة الله راجيًا فضله ، حامداً سائلاً داعيًا في تواضع وخشوع ، فعلينا أن ننفي عن نفسنا كل قوة وفضل ، موقنين أن الله تعالى هو خالق كل قوة ومالكها ، لذا فعلينا بطرح نفسنا بين يدي الله تعالى ، متبتلين ومنقطعين إليه تعالى كليةً عن كل وسيلة وقرابة مادية ، فعلينا أن ندعوه عز وجل من أعماق قلوبنا دعاء *إياك نعبد وإياك نستعين* .
ما أجمل هذا الدعاء ، كم أتنى أن أكتب فيه ، فالذى رزقنا هذه الحياة ، ووهبنا نعمة الإسلام هو الذى أرشدنا على نفسه تعالى وهو الذى ربّانا ، وبه تستمر حياتنا ، فهو إلاهى وملجئى وبه أستعين على نفسى فالنفس أمارة بالسوء إلا من رحم ربى .
يا ربى لا تكلنى إلى نفسى فكل أمرى بيدك وإليك أدعوك من كل قلبى *إياك نعبد وإياك نستعين*
أخوانى لابد أن أوضح لماذا أخترت من درر الله قوله تعالى *إياك نعبد وإياك نستعين* ، فلا أقدر أن أذكرها بدون ان وضح حبى لها .
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
|