اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 07.09.2011, 20:19
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي


كان للجدل وحرية الرأي والتعبير التي تمتع بها أهل الذمة في العهد الأموي، آثار منها:

1. أدى الجدل وحرية الرأي والتعبير التي تمتع بها أهل الذمةإلى تسرب المعتقدات الإسلامية إلى العقائد المسيحية واليهودية كالقول بوحدانية الله.
2. أدى الجدل بحكم احتكاك المسلمين بأهل الذمة إلى ظهور بعض الفرق الإسلامية وإلى الرد على ذوي العقائد المخالفة للإسلام ، كما أدى إلى ظهور علم الكلام
3. أدت سياسة التساهل مع النصارى إلى إظهارهم الشعائر الدينية الممنوعة فقام الخلفاء الأمويون بتقويم تلك السياسة، ومنهم على سبيل المثال:

أ‌. الخليفة عمر بن عبد العزيز نهاهم عن دق الناقوس والترتيل بصوت مرتفع أثناء تأدية الصلاة.
ب‌. وأيضا الخليفة يزيد بن عبد الملك الذي خلف عمر فقد اصدر مرسوم سنة 102هـ بتكسير الأصنام، ومحو الصور كسر الصلبان ، وهدم الكنائس وهو ناتج لحرمة الصور ذات الأرواح ويوحي بتجاوز أهل الذمة ما شرط عليهم في عهود الصلح كنتيجة للتساهل مع أهل الذمة وتمتعهم بصلاحيات دينية واسعة إلا أن هذه الأعمال لم تدم إذ انتهت بوفاة الخليفة يزيد بن عبد الملك.


ثانيا: الجانب الاجتماعي:ألزمت العهدة العمرية الجانب المسيحي بتوقير المسلمين ومراعاة حقوقهم ومشاعرهم ن وشرط عليهم عدم التشبه بالمسلمين في الملبس، والمركب، والكنى، ونقش الخواتم بالعربية واشترط عليهم الاحتفاظ بهيئتهم وزيهم وألزموا بالغيار فاتسم التعامل الاجتماعي معهم في أمور عدة،منها على سبيل المثال:

أ –الرعاية:عمل الخلفاء الأمويون على رعايتهم وتفقد أحوالهم وكفالتهم، وكان المسلمون يعودون مرضاهم، ويقدمون لهم التعازي والتهاني ، وكان أهل الذمة يزورون المسلمين ويجلسون على موائدهم ويسامرونهم، ويرافقونهم في حروبهم وأسفارهم.ونضرب على ذلك بثلاثة أمثلة:

1. يزيد بن معاوية: كان يميل لهم لكون أمه مسيحية وكان يعطيهم الصدارة في قصر حكمه.
2. عمر بن عبد العزيز: كان يجري على الشيوخ منهم من بيت مال المسلمين وكان يعين العاجز، ويسمح لهم بفداء أسراهم.
3. الوليد بن عبد الملك: كان يحسن على المرضى، والمقعدين ، وأهل السبيل.


ب - التعايش السلمي: قام الانسجام بين كافة الأطياف نتيجة اعتراف الإسلام بالديانات الأخرى واحترام الإنسان و حسن المعاملة فقد أرسى الرسول صلى الله عليه وسلم المبادئ الأصولية للتعايش السلمي لكل الفئات التي تكون نسيج المجتمع الإسلامي.ونضرب مثال على ذلك هو أن هشام بن عبد الملك بنى دارا لإقامة البطريرك بجوار دار الخلافة وان اختلف في ذلك، ولعل الدافع يكمن في تأليفه أو لضمان ولائه وتحييده.

ج- الزواج منهم: تزوج الخلفاء منهم ونضرب مثال: معاوية بن أبي سفيان تزوج ميسون الكلبية، أيضا تزوج ابنة عمها نائلة الكلبية.وأدت تلك المصاهرات إلى بناء علاقات اجتماعية وثيقة، وأصبحت هناك لغة مشتركة في التعايش الاجتماعي أدت إلى الاندماج والتفاعل.

ولكن ينبغي أن نشير إلى أن الأمر لم يكن متروكا دون ضوابط فإذا تجاوز أهل الذمة الحدود كان هناك نوع من العقاب فمثلا منع عمر بن عبد العزيز الاتجار بالخمر وعدم المجاهرة بشربها.وأيضا أمر عبد الملك بن مروان بذبح جميع الخنازير في أرجاء دولته.

ثالثا: الجانب الاقتصادي: تورط كثير من الولاة في الاعتقاد بان الجزية هي مورد ثابت لبيت المال مما جعلهم يخشون على بيت المال انخفاض هذا المورد عند اعتناق أعداد كبيرة من أهل الذمة الإسلام. وكان سليمان بن عبد الملك أول من تراجع عن السياسة الإصلاحية للحجاج بن يوسف المالية لمخالفتها للقواعد الشرعية. ذكر الطبري في أحداث سنة 99هـ أن الوالي الحراج والي عمر بن عبد العزيز أراد أن يحول بين أهل الذمة والإسلام حتى لا يتضرر بيت المال فكتب له عمر مخاطبا له:" ضع الجزية عمن أسلم فإن الله بعث محمدا هاديا ولم يبعثه جابيا" واتخذ عمر إصلاحات مالية واسعة النطاق لا يسع الوقت لذكرها.فالإسلام كفل لهم حقوقهم المادية،والأمثلة على ذلك متعددة، ولنضرب منها على سبيل المثال:

أ‌- الرفاهية:عاشوا في رفاهية وتمتعوا بهبات الخلفاء.
ب‌- التخفيف في دفع الجزية: المفروضة عليهم كما فعل عمر بن عبد العزيز فقد خففها على نصارى قبرص وأيلة " العقبة " ومنع الزيادة عليهم.
ت‌- جمع الثروات: وصل النصارى لمراكز اجتماعية وجمعوا الثروات الضخمة ومثال ذلك: أن اثناسيوس المسيحي استغل ثروته ومنصبه فتسلط على المسلمين وذلك في أثناء ولاية عبد العزيز بن مروان لولاية مصر.


رابعا: الجانب السياسي: تمثل في:

أ‌- الوحدة السياسية: نتيجة لتسامح المسلمين اندمجت جميع العناصر وامتزجت كليا في المجتمع الإسلامي وتكونت عادات وتقاليد تعتبر قواسم مشتركة بينهما فاختلاف الدين لم يحل دون قيام وحدة سياسية.
ب‌- التأثير في السياسة للدولة الأموية: كان لكثير منهم دور كبير في توجيه سياسة الدولة الداخلية فأهل الذمة جزء لا يتجزأ من المجتمع الإسلامي.


خامسا: الجانب الأدبي و العلمي : اهتم الأمويون بأهل الذمة والعناية بهم من ذلك:

1. أن الأمويين قدموا الشاعر المسيحي الأخطل وأغدقوا عليه الأموال، وجعلوه شاعر بلاطهم وكان يزيد يعتمد عليه في الرد على أعداء بني أمية وهجومهم،أيضا كان الأخظل ذو حظوة عند عبد الملك بن مروان، فذكرت كتب التاريخ أنه في مرة من المرات قد استمع له ولم يستمع من جرير الشاعر المعروف.
2. السماح لأهل الذمة بإنشاء المؤسسات العلمية كالكتاتيب والمدارس والمكتبات.
3. اشتغل أهل الذمة بالترجمة وفي العلوم الفلسفية والطبيعية والأدبية.
4. وظهر علماء من أهل الذمة في علم الكلام كيحي الدمشقي الذي يعتبر من أكبر علماء اللاهوت في الكنيسة الشرقية.


سادسا: الجانب الوظيفي : أشرك الأمويون أهل الذمة في جميع وظائف الدولة كالوزارة وقيادة الجيش، ورئاسة الدواوين، ، ووكلاء ونظار للخلفاء والسلاطين في أموالهم وممتلكاتهم وعمال دور الضرب، ومنهم من عمل سفيرا سواء في سفارات داخلية أو خارجية لوزراء وكبار رجال الدولة. ولكن المجال الأميز هو الطب ، وكتاب للدواوين والشواهد التاريخية على ذلك كثيرة ومتعددة منها:

أ‌- أن معاوية بن أبي سفيان: tقرب إليه المسيحيين، واستعان بهم وأسند إليهم بعض الوظائف في المناصب العالية فكان سرجون بن منصور الرومي كاتبه وصاحب سره.كما اتخذ ابن أثال طبيبا له.
ب‌- في عهد يزيد بن معاوية: بقيت مكانته فكان يزيد يستشيره في الملمات وورث هذه المكانة لابنه يحي الدمشقي الذي خدم الأمويين زمانا ثم التحق بأحد الأديرة قرب القدس وألف الكتب اللاهوتية.


سابعا: الجانب القضائي : ضرب الأمويون أروع الأمثلة في العدل، والإنصاف مع أهل الذمة ونستشهد بمواقف خليفتين هما:

الخليفة عمر بن عبد العزيز:

أ‌. أخرج من سكن من المسلمين في منازل أهل قنسرين لأنها فتحت صلحا.
ب‌. رفع الظلم عن أهل الذمة ومن ذلك أنه ضرب أحد عمال البريد أربعين سوطا لأنه سخر دواب النبط لمصلحته.
ت‌. حمى النصارى من ظلم بعضهم البعض فقد حدث أن اتفق أحد الكهنة لسم البطريرك انبأسيماون فأوشك على الموت وسجن الكاهن حتى عفا عنه البطريرك.


الخليفة هشام بن عبد الملك:

حدث في عهد هشام بن عبد الملك أن رجلا نصرانيا شج غلام لمحمد بن هشام بن عبد الملك فغضب والده من ذلك، وأرسل له غلاما فضرب النصراني. فلما علِم هشام ضرب الغلام، وشتم ابنه انتصارا للنصراني.

إشارة سريعة وعابرة إلى ما تمتع به أهل الذمة في الأندلس في العهد الأموي

تمتع أهل الذمة في الأندلس بعهد بني أمية بحرية العقيدة، والتسامح التام، وأبقوا على كنائسهم، بل منحوهم بناء كنائس جديدة. وقد تأثر المسيحيون بالثقافة العربية والإسلامية نتيجة حتمية للتسامح الذي نعم به أهل الذمة، وتعربوا تعريبا أنساهم لغتهم اللاتينية، فقد تغلغلت حركة الاستعراب عند النصارى واهتم المستعربون بدراسة التراث العربي من أدب وشعر وفلسفة مما أدى إلى ردة فعل قوية عند المتعصبين أمثال ايولوخيا، وصديقه الفارو وكثر عندهم الغلو الروحاني حتى كثر انتحارهم بملئ إرادتهم.وتمتع اليهود بمكانة مرموقة، ويعتبر ابن ميمون من أكبر المفكرين اليهود في الأندلس في القرن الثاني عشر الميلادي.



قائمة المصادر والمراجع

أولا: المصادر:

1. أحمد بن محمد ابن الأثير، الكامل في التاريخ،تحقيق: عبد الله القاضي،ط3، بيروت: دار الكتب العلمية،1418هـ-1998م .
2. محمد بن جرير الطبري،تاريخ الطبري " تاريخ الأمم والملوك"، بيروت: دار الكتب العلمية،1422هـ-2001م.
3. ابن كثير، البداية والنهاية،توثيق: علي معوض، وعادل عبد الموجود، وضع حواشيه: أحمد ملحم،فؤاد السيد، علي عطوي، مهدي ناصر الدين،بيروت: دار الكتب العلمية،1421هـ2001م.
4. عبد الرحمن بن علي الجوزي، سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز الخليفة الزاهد، تحقيق: نعيم زرزور، بيروت: دار الكتب العلمية،1984م.
5. عبد الرحمن بن خلدون، المقدمة،ط 5،بيروت: دار القلم،1984م.
6. شمس الدين بن عبد الله ابن قيم الجوزية، أحكام أهل الذمة، تحقيق: صبحي صالح،بيروت: دار العلم للملايين،د.ت.
7. شمس الدين الذهبي،تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام، تحقيق: محمد حمدان، بيروت: دار الكتاب اللبناني، 1991م.

ثانيا: المراجع:

8. محمد رضا، الفاروق عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين t ، دمشق: دار الحكمة للطباعة والنشر.
9. توماس أرنولد،الدعوة إلى الإسلام، ترجمة: حسن إبراهيم، عبد المجيد عابدين، إسماعيل النحراوي،القاهرة: مكتبة النهضة المصرية،1970م.
10.أحمد زكي صفوت، عمر بن عبد العزيز، القاهرة: دار المعارف،1948م.
11.أنور الرفاعي، الإسلام في حضارته ونظمه،ط3، دمشق: دار الفكر، 1406هـ-1986م.
12.أ.س. ترتون، أهل الذمة في الإسلام، ترجمة: حسن حبشي، القاهرة: دار الفكر العربي،د.ت.
13.عبد الله الشنبري،أهل الذمة " رسالة دكتوراه " غير منشورة، مكة المكرمة:جامعة أم القرى، كلية الشريعة قسم التاريخ،1415هـ.
14.عباس محمود العقاد، معاوية بن أبي سفيان في الميزان، ط3، بيروت: دار الكتاب العربي،1966م.
15.سيد قطب ، العدالة الاجتماعية في الإسلام،ط6، القاهرة:عيسى البابي الحلبي،1964م.
16.حسن الممي،أهل الذمة في الحضارة الإسلامية، تقديم: الشاذلي القليبي،بيروت: دار الغرب الإسلامي،1998م.
17.علي الخربوطلي، تاريخ العراق في ظل الحكم الأموي،القاهرة: 1380هـ-1959م.
18.جورج شحاتة، المسيحية والحضارة العربية، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
19. شفيق يموت، أهل الذمة في مختلف أطوارهم وعصورهم، بيروت: الشركة العالمية للكتاب،د.ت.

بقلم: أ/ نـــورة أحمد حامد الحارثي (بتصرف يسيير )
جامعة أم القرى
قسم الدراسات العليا التاريخية والحضارية







توقيع جادي
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( آل عمران )
جلس أبو الدرداء يبكي بعد فتح جزيرة قبرص لمّا رأى بكاء أهلها وفرقهم، فقيل: ما يبيكيك يا أبا الدرداء في يوم أعزالله به الإسلام؟ فقال: (ويحكم ما أهون الخلق على الله إن هم تركوا أمره بينما هم أمة كانت ظاهرة قاهرة، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترون




رد باقتباس