اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 10.05.2011, 14:37
صور أبوجنة الرمزية

أبوجنة

عضو

______________

أبوجنة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 26.03.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 591  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
10.11.2018 (14:29)
تم شكره 13 مرة في 10 مشاركة
افتراضي


أصل كلمة الملة فى اللغة هو الطريقة المعتادة المتكررة و هو أصل المعنى .... ثم أطلقت بعد ذلك على العقيدة أو الشريعة أو الدين وفقا للسياق باعتبار أن هذه الأشياء تكون عادات متكررة فى حياة الشخص و لكن يظل المعنى الأصيل هو الطريقة المعتادة المتكررة. و منها الملل أى الضيق من تكرار شئ معين.

أما الدين فهو ما يدان الإنسان به أى ما يحاسب الإنسان عليه و يجازى به. و منه الدين بفتح الدال و هو اقتراض شخص من الآخر مالا فيكون من حق الأخر محاسبة الأول على هذا الدين و مطالبته به. ثم أطلقت كلمة الدين أيضا على العقيدة أو الشريعة أو العبادة و يتحدد المعنى أيضا وفقا للسياق.

نظرية السياق هى أهم نظريات دراسة النصوص على الإطلاق أيا كانت هذه النصوص ... فإنه لا معنى بدون سياق لأن المعنى الأصلى لأى لفظ نادرا ما يستخدم و من المعروف أن النادر لا اعتبار له. فلو طبقنا المعنى الأصلى للفظ هنا سنجد أن:

الملة هو إلشئ المتكرر المعتاد
و الدين هو ما يحاسَب الإنسان و يجازَى عليه

لكن فى السياق الأمر يختلف تماما ... ثم تظهر لنا البلاغة فى استعمال اللفظين كل فى موضعه

فعندما يقول المولى عز وجل: " و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم" لم يقل المولى عز وجل هنا "حتى تتبع دينهم" ..... لماذا؟ لأن الهدف عند اليهود و النصارى هو أن تغير طريقة حياتك و أسلوبها المعتاد و المتكرر و يتحقق هدفهم هذا حتى لو ظللت عقديا على دين الإسلام و لم تغير دينك. هم لا يهدفون هنا إلى تغيير دينك .... و لكن يكفيهم و يرضيهم أن تغير طريقة تطبيقك لدينك .... طريقة حياتك .... فتصبح مسلما و لكن بلا تطبيق للإسلام فى حياتك. يعنى يظل الدين داخل المسجد فقط . فتصبح مسلم علمانى . مسلم ليبرالى. مسلم ديمقراطى. مسلم و لكن لا تعيش الإسلام. يكفيهم أن تحبس الإسلام فى الصلاة و الصوم و الزكاة و العبادات فقط بلا أن تعيشه فى حياتك فتكون بهذه الطريقة قد اتبعت ملتهم بدون أن تتبع دينهم و بهذا يرضون عنك.

أما الدين .... فندعو الله فى الصلاة و نقول " مالك يوم الدين" أى يوم الحساب و الجزاء. و هو ليس يوم الملة لأن العادات و الطرق يومها تكون قد انتهت و أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة.

بالرغم من ذلك كله يظل لا معنى بدون سياق مع الاستدلال بالمعنى الأصلى للكلمة لاستخراج البلاغة من السياق وفقا للمعنى الأصلى للفظ. و يقودنا السياق إلى استخدام الدين بمعنى الملة أو الملة بمعنى الدين لأن بينهما قواسم مشتركة مهما كان:

فدين الشخص يقوده إلى تكرار و اعتياد أشياء محددة يكرر عملها بأسلوب دورى متكرر مثل الصلاة و الصيام و الزكاة. كما أن الأخلاق أيضا تكون من عاداته المتكررة بموجب دينه

و ملة الشخص بحكم اعتيادها يدين بها الإنسان و يكون من عاداته الاعتقاد - و الاعتقاد هنا هو العلم الجازم - بأنه سيحاسب عليها و يجازى على ما يفعله و هو معنى الدين

من ذلك فإن الدين و الملة بينهما قواسم مشتركة. فبينهما قدر مشترك و قدر فارق يظهر من خلالهما بلاغة النصوص القرآنية أكثر و أكثر لمن يتدبرها ليعرف المعنى المقصود فى هذه الآية بالتحديد و قد يقوده هذا إلى أن الدين فى ذلك الموضع يأتى بمعنى الشريعة أو العبادة أو الملة أو العكس و هو ما يخدم المعنى المراد فى الآية و يظهره







توقيع أبوجنة



آخر تعديل بواسطة أبوجنة بتاريخ 10.05.2011 الساعة 14:46 .
رد باقتباس