سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.
وقال الله عز وجل فى سورة أخرى
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ
لماذا قال الله عز وجل السماء فى الأية الأولى وقال السماوات فى الأية الثانيه
ولماذا قال الله عز وجل الأرض رغم أن الأرض صغيرة جدا مقارنة بالسماوات والكواكب
بالنسبة لأستخدام كاف التشبيه مع السماء فهذا من دقة القرأن الكريم لأن اتساع الجنة لا يساوى اتساع السماء وانما يشبهه.
اما غياب كاف التشبيه مع السماوات لأن جنة المأوى تحيط بالسماوات وبالتالى هى تساوى فعليا وليس تشبيهاعرض السماوات والارض كما ثبت من حديث المعراج ومن قوله تعالى
أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15)سورة النجم
اما لماذا الارض؟لأن الانسان احتاج الف وثلاثمائة عام ليعرف الفرق بين ابعاد السماء والارض والقرأن الكريم للناس كافة وجاء بلسان قومه ليبين لهم وبالتالى استخدم مفردات ومصطلحات تصلح لكل عصر وفى زمان النبوة وما بعدها كانوا يشعرون باتساع الارض ولكن الله تبارك وتعالى ترك لنا اشارات فى القرأن والسنة ان السماء اوسع من الارض
إنَّ في الجنةِ مائةَ درجةٍ ، أعدَّها اللهُ للمجاهدين في سبيلِه ، كلُّ درجتيْنِ ما بينهما كما بين السماءِ والأرضِ ، فإذا سألتم اللهَ فسلُوهُ الفردوسَ ، فإنَّهُ أوسطُ الجنةِ ، وأعلى الجنةِ ، وفوقَه عرشُ الرحمنِ ، ومنه تَفجَّرُ أنهارُ الجنةِ
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وقوله جل وعلا فى سورة الذاريات" وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) "
وانا اقول:من الادلة على ان السماء اكبر من الارض فى الاسلام مايلى:
اولا وجود الملائكة العظام والواحد منهم هائل الاتساع الى درجة لا يمكن تخيلها فما بالك بعددهم اللانهائى فاجتماع عظمة خلق الملائكة وعظمة عددهم دليل على ان السماء اعظم
- أُذِنَ لي أنْ أُحدِّثَ عن ملَكٍ من حملةِ العرشِ ، رجلاه في الأرضِ السُّفْلى ، و على قرْنِه العرشُ ، و بين شحمةِ أُذُنَيْه و عاتِقِه خَفَقانُ الطيرِ سبعَمائةِ عامٍ ، يقولُ ذلك الملَكُ سبحانك حيث كنتَ
خلاصة حكم المحدث: صحيح
- أتَسمعون ما أسمعُ ؟ إني لأَسمعُ أطيطَ السماءِ و ما تُلامُ أن تَئِطَّ ، و ما فيها موضعُ شبرٍ إلا و عليه ملَكٌ ساجدٌ أو قائمٌ
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ثانيا وجود العرش والكرسى والجنة فى السماء وكلها مخلوقات عظيمة هائلة الاتساع.
ثالثا واخيرا هناك دليل قطعى على ان السماء اعظم من الارض وهو قوله تبارك وتعالى
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33)سورة الانبياء
لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)يس
قال الطبرى: حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله العجلي ، قال : ثنا شعبة ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس { وكل في فلك يسبحون } قال : " في فلك كفلك المغزل " حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا عبد الصمد ، قال : ثنا شعبة ، قال : ثنا الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس مثله.
وهذا الكلام السابق معناه ان هناك فلك واحدة تدور فيها الشمس والقمر والليل والنهار(وهى المجموعة الشمسية)وهذه الفلك هى مدار هائل مشترك فلابد ان يكون اعظم منهم جميعا (مدار المجموعة الشمسية حول مركز المجرة)فتكون السماء قطعا اعظم من الارض.